ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 05/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

كتب

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


نبـي الـرحمة

الرسـالة والإنسـان

(10)

تأليف : محمد مسعد ياقوت

www.nabialrahma.com

الفصل السادس

رحمته للعالمين في مجال المرأة والطفل

المبحث الأول : تحرير المرأة من الجاهلية

المبحث الثاني : مميزات المرأة في الإسلام

المبحث الثالث : رحمته للأطفال

المبحث الرابع : رحمته للبنات

المبحث الخامس : رحمته للإيتام

المبحث السادس : رحمته للأرامل

المبحث الأول

 تحرير المرأة من الجاهلية

في هذا المبحث نرى مظهراً جلياً من مظاهر رحمة سيدنا محمد r .. إنه تحرير المرأة، من ظلام الجاهلية . .

وبالطبع يحدثنا عن هذا المظهر من مظاهر الرحمة علماء الغرب !

لا سيما في معرض تناولهم لوضع المرأة العربية في  عهد النبي r..

ونلحظ في هذه الآراء التقدير العالي من هؤلاء العلماء الغربيين لإصلاحت النبي  r التي رفعت من قدر المرأة، وحمايتها من الوأد والإقصاء والتهميش .

المطلب الأول : محمد r منقذ المرأة :

يقول الباحث البريطاني " جب "، متحدثًا عن محمد r: 

" إنه من المسَلم به عالمياً بصفة عامة أن إصلاحاته [r] رفعت من قدر المرأة ومنزلتها ووضعها الإجتماعي والشرعي "[1] .

"ورفع عن المرأة قيد العبودية التي فرضتها تقاليد الصحراء "[2]..

ويرى العلامة ول ديورانت[3]  أن الإسلام قد رفع "من مقام المرأة في بلاد العرب ... وقضى على عادة وأد البنات، وسوّى بين الرجل والمرأة في الإجراءات القضائية والاستقلال المالي،  وجعل من حقها أن تشتغل بكل عمل حلال ، وأن تحتفظ بما لها ومكاسبها، وأن ترث، وتتصرف في مالها كما تشاء، وقضى على ما اعتاده العرب في الجاهلية من انتقال النساء من الآباء إلى الأبناء فيما ينتقل لهم من متاع ، وجعل نصيب الأنثى في الميراث نصف نصيب الذكر، ومنع زواجهن بغير إرادتهن"[4] .

 

ويوضح إميل درمنغم  كيف حرر النبي  rالمرأة، ويفصل في ذلك..قائلاً:

" مما لا ريب فيه أن الإسلام رفع شأن المرأة في بلاد العرب و حسَّن حالها، قال عمر بن الخطاب [t ] :(مافتئنا نعد النساء من المتاع حتى أوحى في أمرهن مبينًا لهن )، وقال النبي [r]:( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم )..  أجل، إن النبي [r] أوصى الزوجات بإطاعة أزواجهن، ولكنه أمر بالرفق بهن ونهى عن تزويج الفتيات كرهاً وعن أكل أموالهن بالوعيد أو عند الطلاق " [5].

يقول نظمي لوقا " ولم يكن للنساء نصيب في المواريث أيام الجاهلية ... فأنزلت الآية التي تورث النساء. وفي القرآن تحريم لوأد البنات، وأمر بمعاملة النساء والأيتام بالعدل، ونهى محمد [r]عن زواج المتعة وحمل الإماء على البغاء .." [6] .

ويقول سوسة : ".. كانت المرأة في ديار العرب قديمًا محض متاع، مجرد ذكرها أمرٌ ممتهن. هكذا كان الوضع حينما جاء محمد [r]، فرفع مقام المرأة في آسيا من وضع المتاع الحقير إلى مرتبة الشخص المحترم الذي له الحق في الحياة حياة محترمة، كما أن له الحق في أن يملك ويرث المال"[7].

المطلب الثاني : افتراءات وردود :

وهذه افتراءات يلوكها بعض الحاقدين، والرد عليها من قبل العلماء المسلمين وغير المسلمين:

الفرية الأولى : حول تعدد الزوجات :

أولاً: فيما يخص تعدد الزوجات الخاص  بشخص النبي r  :

يقول كويليام :

"أما تعدد الزوجات فإن موسى [عليه السلام] لم يحرمها، وداود [عليه السلام] أتاها، وقال بها ولم تحرم في العهد الجديد (أي الإنجيل) إلا من عهد غير بعيد. ولقد أوقف محمد [r] الغلوّ فيها عند حدّ معلوم."[8]

 والحق أن محمدr لم يكن بدعًا من الرسل في قضية التعدد،  فإبراهيم عليه السلام تزوج سارة ثم هاجر، و يعقوب عليه السلام  تزوج بأربع نسوة، و داود عليه السلام تزوج بأكثر مما تزوج رسول الله بل يتهمه العهد القديم – ظلمًا - بأنه زنى بامرأة أوريا وقتل زوجها بالحيلة، ثم أخذها[9]، وتزوج سليمان -عليه السلام- بألف امرأة، سبعمائة منهن حرائر من بنات السلاطين وثلثمائة جوار[10].

 

كما أن التعدد كان سنةً جارية عند العرب، لاسيما عند الزعماء، فهو رمز للفحولة عندهم، ولقد كان الرجل يأتي النبي r  ، فيقول: عندي ست زوجات أو تسع أو عشر أو أكثر، فبم تأمرني؟. فيأمره بأن يمسك أربعاً منهن ويسرح الأخريات[11]! وإلا لو لم يكن التعدد شائعاً عند العرب لاتخذوا تعدد الرسول r مطعناً فيه، أو سبة له، ولم يرد ذلك على لسان أحدٍ منهم. بل نرى أن جمع النبي بين تسع نسوة يعد عددًا متواضعا في عرف العرب في ذلك الوقت !

 

ثانيًا:فيما يخص تعدد الزوجات العام:

يقول إميل درمنغم:

"وأباح [النبي r]  تعدد الزوجات..ولم يوصي الناس به، ولم يأذن فيه إلا بشرط العدل بين الزوجات فلا يهب لإحداهن إبرة دون الأخرى"[12].

ويتسائل إميل درمنغم قائلاً : "وأيهما أفضل : تعدد الزوجات الشرعي أم تعدد الزوجات السري؟...إن تعدد الزوجات من شأنه إلغاء البغاء والقضاء على عزوبة النساء ذات المخاطر"[13].

ويقول جاك ريسلر: "  وفي الحق أن تعدد الزوجات بتقييده الانزلاق مع الشهوات الجامحة، قد حقق بهذا التشريع الإسلامي تماسك الأسرة، وفيه ما يسوغ عقوبة الزوج الزاني "[14].

ويبن "لايتنر" : "  أن هذا التعدد في الزواج مشروط بشروطه، فيقول "يَقدر الرجل أن يتزوج من أربع نساء بشرط المساواة بينهن في كل شيء حتى بالمحبة والوداد، فإن لم يكن قادرًا على كل ذلك فلا يباح له بإن يتزوج غير واحدة .ومن يتدبر شريعته [r] يرى أنه قد حض على الزواج بامرأة واحدة ، ولقد رفع مقام المرأة ورقاها رقيًا عظيمًا ، فإنها بعد ما كانت تعد كمتاع مملوك صارت مالكة، وحكمها مؤيد وحقوقها محفوظة"[15] .

ويرد " كويليام " –أيضًا -  على أصحاب هذه الفرية، فيقول لهم :

" جاء في القرآن ]فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً[ (سورة النساء، الآية: 3)، فيما يتعلق بمسألة تعدد الزوجات التي تنتقدون فيها على المسلمين ظلمًا وعدوانًا. إذ لا شك في أنكم تجهلون عدل النبي  [r] بين أزواجه  [رضوان الله عليهن]  وحبه فيهن حبًّا مساويًا مما علم المسلمين الانتماء والإنصاف بينهن. على أن القرآن لم يأمر بتعدد الزوجات بل جاء بالحظر مع الوعيد لمن لا يعدل في الآية المتقدمة، ولذلك ترى اليوم جميع المسلمين منهم القليل لا يتزوجون إلا امرأة واحدة خوف الوقوع تحت طائلة ما جاء من الإنذار في القرآن المجيد. وإذا سلّمنا على العموم بأن عدم تعدد الزوجات أوفق للمعاشرة الدنيوية من تكررهن، فلا نسلم بالاعتراف بذلك على الوجه المتعارف اليوم بأوروبا من حصر الزواج في امرأة واحدة إذعانا للقانون واتخاذ عدة أزواج أخرى [غير شرعيات] من وراء الجدار..!!"[16]

الفرية الثانية: قول أحدهم :إن الإسلام لا يسوي بين المرأة والرجل :

ويرد جاك ريسلر على هذه الفرية، فيقول :

".. لقد وضعت المرأة  على قدم المساواة مع الرجال  في القضايا الخاصة بالمصلحة فأصبح في استطاعتها أن ترث، وأن تورث، وأن تشتغل بمهنة مشروعة"[17] .

ويقول العالم القانوني مارسيل بوازار:

" إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه) متساوية[18] وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هي الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدي اهتمامًا شديدًا بضمانها . فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف... وسعيا[ أي القرآن والسنة] إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددًا من الطموحات القانونية . أمام القانون و الملكية الخاصة الشخصية، والإرث "[19].

ويقول نظمي لوقا :"وفي سور القرآن أشار إلى المساواة عند الله بين الذكر والأنثى بغير تفريق في التكليف أو الجزاء ، وإشارة صريحة مساواة المرأة والرجل في ثمرات الأعمال و الجهود .. وفي بعض الأمم القديمة ،  والحديثة، كانت المرأة تحرم غالباً من الميراث،  فأبى الإسلام هذا الغبن الفاحش.. "[20].

ويقول في موضع آخر : " ليس الإسلام-على حقيقته-عقيدة رجعية تفرق بين الجنسين في القيمة . بل إن المرأة في موازينه تقف مع الرجل على قدم المساواة . لا يفضلها إلا بفضل، ولا يحبس عنها التفضيل إن حصل لها ذلك الفضل بعينه في غير مطل أو مراء وما من امرأة سوية تستغني عن كنف الرجل بحكم فطرتها الجسدية والنفسية على كل حال"[21].

 

الفرية الثالثة : قول أحدهم: إن الإسلام لا يهتم بتعليم المرأة :

تقول "ماكلوسكي ":

 "لقد دعا الإسلام إلى تعليم المرأة، وتزويدها بالعلم والثقافة لأنها بمثابة مدرسة لأطفالها. قال رسول الله r: (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة). لقد منح الإسلام المرأة حق التملك وحرية التصرف فيما تملك. وفي الوقت الذي نرى فيه أن المرأة في أوروبا كانت محرومة من جميع هذه الحقوق إلى عهد قريب جدًّا، نجد أن الإسلام منح المرأة بالإضافة إلى ما تقدم حق إبرام العقود للزواج. والمهر في نظر الإسلام هو حق شخصي للمرأة. والمرأة في الإسلام تتمتع بحرية الفكر والتعبير.."[22].

 

الفرية الرابعة : حول ضرب الزوج لزوجته:

ونرد هذه الشبه ونقول :

من المعلوم أن المذاهب والشرائع الوضعية التي كانت تسود العالم قبيل بعثة النبي r، كانت تشرِّعُ العنف ضدَّ المرأة إلى حد القتل!

وكانت المرأة في نظر الكنيسة في العصور الوسطى، جرثومة ملعونة ، وهي مصدر الذنوب والآثام[23] !

 

أما الإسلام فهو يحرّم  العنف ضد المرأة، غير إن الشرع أباح استخدام الضرب للتأديب في نطاقٍ ضيقٍ جداً، وذلك خاصٌّ بالمرأة الناشز التي خرجت عن قوامة زوجها، وشكلت تهديداً لنظام الأسرة، وأصرت عليه، إذ لا يبيح الإسلام اللجوء إلى الضرب إلا بعد استخدام الوعظ كمرحلة أولى، ثم يجرَّب الهجر في المضاجع أثناء النوم بشروط وضوابط فقهية، ولا يهجر إلا في البيت، فإذا لم يجد الوعظ ولا الهجر فلا حرج من اللجوء إلى ضربٍ غير مبرح، هو إلى التهديد أقرب منه إلى التنفيذ، إذا وجد المصلحة في ذلك، ومثل هذه المرأة التي لم يصلحها وعظٌ ولا هجرٌ - والهجر عند النساء أشدُّ من الضرب نفسه ؛ لرقتهن وغلبة العاطفة عليهن – غالباً ما تكون في حالة شذوذٍ نفسي، وقد ينفع فيه العقاب البدني كحلٍّ أخيرٍ، وهو - رغم ما فيه من ضررٍ على المرأة - خيرٌ من الطلاق وتمزيق الأسرة، وهي أشبه ما تكون بقاعدة الضرورة التي تباح في بعض الحالات الاستثنائية[24] ..

 

إن التشريع الإسلامي في هذه القضية منطقي وموزون ومعتدل بالنظر إلى وضع المرأة المقذذ في الحضارات الأخرى التي تضهد النساء، وبالنظر أيضًا إلى النظام الإسلامي  الذي يعطي الرجل حق القوامة على الأسرة، أي رئاسة مؤسسة البيت وتدبير شؤونه، ومثل هذه السلطة لا بد لها من قوة تجعلها نافذة وضابطة وإلا فإنها ستبقى حبراً على ورقٍ ليس غير..

 

الفرية الخامسة: حول الحجاب وحق المرأة في ستر عورتها :

تقول "روز ماري هاو ":

 " الحجاب يحافظ على كرامة المرأة ويحميها من نظرات الشهوة، ويحافظ على كرامة المجتمع ويكف الفتنة بين أفراده. لذلك فهو يحمي الجنسين من الانحراف. وأنا أؤمن أن السترة ليست في الحجاب فحسب، بل يجب أن تكون العفة داخلية أيضًا، وأن تتحجب النفس عن كل ما هو سوء"[25].

وتثني "لورا فيشيا فاغليري" على هذا الكلام وتقول: "وليس هذا ناشئًا عن قلة احترام للنساء، أو ابتغاء كبت إرادتهن، ولكن لحمايتهن من شهوات الرجال. وهذه القاعدة العريقة في القدم، القاضية بعزل النساء عن الرجال، والحياة الأخلاقية التي نشأت عنها، قد جعلتا تجارة البغاء المنظمة مجهولة بالكلية في البلدان الشرقية، إلا حيثما كان للأجانب نفوذ أو سلطان. وإذا كان أحد لا يستطيع أن ينكر قيمة هذه المكاسب فيتعين علينا أن نستنتج أن عادة الحجاب.. كانت مصدر فائدة لا تثمن للمجتمع الإسلامي"[26].

 

المبحث الثاني

 مميزات المرأة في الإسلام

يقول مارسيل بوازار:

".. أثبتت التعاليم القرآنية وتعاليم محمد [r] أنها حامية حمى حقوق المرأة"[27] ..

ونذكر في ذلك عدة نماذج :

المطلب الأول: الاستقلال الفكري للمرأة :

من أهم المميزات التي منحها الإسلام للمرأة، أن الإسلام احترم الاستقلال الفكري للمرأة، واحترم علمها وبيعتها وشهادتها ووجهة نظرها .. فيقول الله تعالى في القرآن : ]يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمْ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ[[28]

"والآية تشير -بجانب ما فيها من أحكام- إلى ما كانت تستمتع به المرأة من استقلال فكري وكيان أدبي محترم"[29] في عهد محمد r

و"لم تكن النساء [المسلمات] متأخرات عن الرجال في ميدان العلوم والمعارف فقد نشأ منهن عالمات في الفلسفة والتاريخ والأدب والشعر وكل ألوان الحياة"[30]..

 

المطلب الثاني: حقوق المرأة في أمور الزواج :

ولقد كانت المرأة في الجاهلية لا حق لها في اختيار زوجها، أما في شريعة الإسلام فقد جعل الإسلامُ حقاً للمرأة في حرية اختيار زوجها، فقد بوب الإمام البخاري في صحيحه : وقال: باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاهما، ثم أورد حديث أبي هريرة t أن النبي r قال: "لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن"، قالوا يا رسول الله وكيف إذنها؟ قال: "أن تسكت"[31]..

وفي هذا يقول الباحث الفرنسي آتيين دينيه : " بفضل تشريعاته [r] الحكيمة أصبحت البنت البالغ تستشار قبل زواجها ، وأصبح المهر لا يعطى للأب بل للعروس نفسها ، وقد وصف أعداء الإسلام تلك السنة الحكيمة بأنها : " شراء للمرأة " . وهم لم يسمعوا - فيما أظن - ذلك الجواب المفعم الذي يمكن أن يرد به المسلمون عليهم حينا يقولون لهم : إن المهر في بعض الأقطار العربية يدفعه والد البنت إلى رجلها ! ... وفوق ذلك ، فالمسلم مكلف بسائر حاجات البيت دون أن يكون له أي حق في التصرف في مال امرأته."[32]

" وأتبع [r] ذلك بأن منح المرأة حق المطالبة بالطلاق إن لم يوف الرجل بواجباته الزوجية "[33] ، وهو حق آخر للمرأة، يساعدها في دخول حياة زوجية جديدة أكثر توفيقاً ونجاحاً ..

 

إلى جانب الحقوق الزوجية الأخرى مثل حقها في الصداق ( المهر)، وحقها في الخلع، وحقها في النفقة، فقد أوجب الإسلام على الزوج أن ينفق على زوجته مع حسن معاملته لها، وفي هذا سأل أحد الناس النبي r فقال : يارسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال " أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ... ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت "[34] ..

المطلب الثالث: حقوق المرأة في الميراث والتملك:

وعن حق المرأة في الميراث يقول الباحث الفرنسي آتيين دينيه :

" منح الرسول [r] المرأة - كذلك - حق في الميراث. وحقها به : نصف حق الذكر ، وذلك لأن المرأة لا تدفع مهراً كالرجل، وليست مكلفة بحاجات البيت "[35] .

ويقول روم لاندو:"يوم كانت النسوة يعتبرن، في العالم الغربي، مجرد متاع من الأمتعة، ويوم كان القوم هناك في ريب جدّي من أن لهن أرواحًا! كان الشرع الإسلامي قد منحهن حق التملك. وتلقت الأرامل نصيبًا من ميراث أزواجهن"[36] .

 

المطلب الرابع: حق المرأة في العمل :

وعن حق المرأة في العمل تقول روز ماري[37]:

" إن الإسلام قد كرم المرأة وأعطاها حقوقها كإنسانة ، وكامرأة ،  وعلى عكس ما يظن الناس من أن المرأة الغربية حصلت على حقوقها ... فالمرأة الغربية لا تستطيع مثلا أن تمارس إنسانيتها الكاملة وحقوقها مثل المرأة المسلمة . فقد أصبح واجبًا على المرأة في الغرب أن تعمل خارج بيتها لكسب العيش . أما المرأة المسلمة فلها حق الاختيار، ومن حقها أن يقوم الرجل بكسب القوت لها ولبقية أفراد الأسرة . فحين جعل الله سبحانه وتعالى للرجال القوامة على النساء كان المقصود هنا أن على الرجل أن يعمل ليكسب قوته وقوت عائلته . فالمرأة في الإسلام لها دور أهم وأكبر.. وهو الإنجاب وتربية الأبناء، ومع ذلك فقد أعطى الإسلام للمرأة الحق في العمل إذا رغبت هي في ذلك، وإذا اقتضت ظروفها ذلك "[38].

 

هذا إضافة إلى حق المرأة في العمل العام : فتبين ماكلوسكي[39] " أن نشاطات المرأة المسلمة قد تمتد أحيانا خارج المنزل، فبعض النساء المسلمات كن يقمن بمسؤوليات عامة ..في الحرب والتجارة. ولكن ذلك كله كان في إطار الخلق الكريم"[40] .

المطلب الخامس:  تقدير الدور السياسي للمرأة :

وتقديراً لدور المرأة في بناء المجتمع الإسلامي، فقد بايع رسول الله r النساء في موقعة مشهودة  للقاصي والداني، فكانت بيعة النساء  ثانى يوم الفتح (رمضان 8هـ/ يناير 630 م)  على جبل الصفا بعدما فرغ من بيعة الرجال ..

 وسطّرها القرآن الكريم بآيات خالدة أمد الدهر:

قال الله تعالى : ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهََ غَفُورٌ  رَّحِيمٌ [41][

 

فلما كان اشتراك المرأة مع الرجل ، على أساس المساواة التامة ، في جميع المسؤوليات التي ينبغي أن ينهض بها المسلم .. كان على الخليفة أو  الحاكم  المسلم أن يأخذ عليهنّ العهد بالعمل على إقامة المجتمع المسلم  بكل الوسائل المشروعة الممكنة ، كما يأخذ العهد فى ذلك على الرجال، ليس بينهما فرق ولا تفاوت .

ومن هنا كان على المرأة المسلمة أن تتعلم شئون دينها ودنياها ، كما يتعلم الرجل، وأن تسلك كل السبل المشروعة الممكنة إلي التسلح بسلاح العلم والوعي و التنبه إلي مكامن الكيد و أساليبه  لدى أعداء الإسلام الذين يتربصون به، حتى تستطيع أن تنهض بالعهد الذي قطعته على نفسها وتنفذ عقد البيعة الذي في عنقها، وواضح أن المرأة لا تستطيع أن تنهض بشيء من  هذا إذا كانت جاهلة بحقائق دينها غير منتبهة إلي أساليب الكيد الأجنبي من حولها[42] ..

المطلب السادس: إحترام جوار المرأة :

ولقد احترم  الرسول r جوار المرأة ، فكان النبي r أول من اعترف بجوار المرأة في الجزيرة العربية بعد عهود الظلام .

ومثال أم هانىء واضح وجلي .. فقد أدخلت أحد المجرمين في جوارها – أي في حمايتها - يوم فتح مكة وقَبِل  رسول الله r هذا الجوار، ومن ثم عفا عن هذا المجرم ! 

فلقد ذهبت  أم هانئ بنت  أبى طالب إلى رسول الله rعام الفتح، فقالت: يا رسول الله زعم ابن أمي علىّ أنه قاتل رجل أجرته : فلان ابن هبيرة،  فقال رسول الله r: "قد أجرنا من أجرت  يا أم هانئ"[43] !!

المطلب السابع :  تأملات في هذه المميزات :

تستطيع أن تتأمل في هذه المميزات التي منحها النبي r للمرأة..

 فتعلم مدى الرفعة التي نالتها المرأة  في حمى الإسلام وظله، وكيف أنها نالت كل حقوقها الإنسانية والاجتماعية كما نالها الرجل سواء بسواء، مما لم يحدث نظيره في أمة من الأمم.

 

 غير أن المهم أن تعلم الفرق بين هذه المساواة الإنسانية الرائعة التي أرستها شريعة الإسلام، والمظاهر الشكلية لها مما ينادى به عشاق العُري اليوم، إنما هي نزوات حيوانية  أصيلة يتوخى من ورائها اتخاذ المرأة مادة تسلية ورفاهية للرجل على أوسع نطاق ممكن، دون أى نظر إلى شئ آخر[44].

 

إن النبي  r لم يعتبر المرأة جرثومة خبيثة كما اعتبرها الآخرون، ولكنه قرر حقيقة تزيل هذا الهوان عنها، وهي أن المرأة بين يدي الإسلام قسيمة الرجل، لها ما له من الحقوق وعليها أيضاً من الواجبات ما يلائم تكوينها وفطرتها، وعلى الرجل بما اختص به من صفة الرجولة، وقوة الجلد، وبسطة واتساع الحيلة، أن يلي رعايتها، فهو بذلك وليها، يحوطها بقوته، ويذود عنها بدمه، وينفق عليها من كسب يده، ذلك ما قرره الله تعالى بقوله،: ]وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ[45][

 

إن " تحرير المرأة"  الذي قام به النبي  r، كان تحريراً شاملاً وكاملاً بمعنى الكلمة .. فقد كان النبي  rهو العامل الأساسي في إيقاف الجريمة الكبرى التي كانت تمارس في حق المرأة، ألا وهي جريمة " قتل البنات خشية العار".. إن ثقافة وأد البنات كانت هي الثقافة السائدة في تصور المجتمع نحو المرأة .. ولم يجرأ أحد المصلحين قبل النبي r التصدي لهذه العادة القبيحة .. بل كانت تزداد فحشاً وانتشاراً في أنحاء الجزيرة ..

 

 هذا، وقد كانت المرأة تباع وتُشترى.. فلما بعثَ الله محمداً r أعاد للمرأة حقوقها المسلوبة، فمنحها حق الحرية، وأن تبيع وتَشتري لا أن تُباع وتُشترى، وأن ترث كما يرث الرجل، لا أن تَورث كما كان الرجل يرثها مع مال أبيه .. إن العالم عن بكرة أبيه لم يعترف بالذمة المالية للمرأة .. وجاء النبي  rوقرر هذا الحق للمرأة .. فأصبحت تستطيع أن تعقد كبرى الصفقات التجارية، وتتعاقد مع من تشاء وتوكل من تشاء ..

 

المبحث الثاني

رحمته للبنات

المطلب الأول : فضل محمد r على البنات :

لو كانت الخدمة الوحيدة التي أداها نبينا محمد r للبنات أنه أنقذهن من عادة الوأد الجاهلية .. لكفى بذلك فضلاً له عليهن .. !

فقد " كانت قبائل العرب في الجاهلية تئد البنات كراهة لهن وازدراء لشأنهن، ومن لم يئدهن كان يضيق بهن ضيقًا شديدًا"[46].

أضف إلى ذلك الفضل العظيم أنه r غير أفكار المجتمع العربي القديم تغييراً جذرياً .. في تعامله مع البنات  .. 

ولقد كَلف النبيr المجتمع الإسلامي أن  يتعهد البنات الصغيرات بالتعليم والتثقيف والرعاية،- كما يقول جاك ريسلر - حيث يتم "  تعليم البنات على تلقيهن تربية دينية قويمة ، وعلى تعويدهن على الصلاة، وجعلهن في وقت مبكر صالحات للأعمال المنزلية .وبعد سنوات أيضاً يعلمن قرض الشعر والفنون .."[47] ..

ويقول "ول ديورانت": "كانت البنات يذهبن إلى المدارس سواء بسواء، ونبغ عدد من النساء المسلمات في الأدب والفن"[48] .

 

المطلب الثاني : نماذج رحمتهr للبنات:

أولاً: حثه على الإحسان إليهن :

عن عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ  r قَالَتْ:

جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ، مَعَهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي؛ فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ،فَدَخَلَ النَّبِيُّ r، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ:" مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ"[49] ..

فرعاية البنات في الإسلام ليس له جزاء إلا الجنة، فهن حائط الصد والحماية من النار يوم القيامة لمن أحسن إليهن .

كما في حديث آخر قال فيه النبي r  :

" من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته ؛ كن له حجابًا من النار يوم القيامة "[50]  ..

 

ثانيًا: عطفه على البنات :

عن أبي  قَتَادَةَ قَالَ:

خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ r وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ فَصَلَّى فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَ وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا[51] .

وتحكي أُمِّ خَالِدٍ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عن ذكريات الطفولة، عندما زارت النبي برفقة أبيها- بعدما قدمت من الحبشة - .. قَالَتْ:

أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r مَعَ أَبِي وَعَلَيَّ قَمِيصٌ أَصْفَرُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "سَنَهْ سَنَهْ " .. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ وَهِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ "حَسَنَةٌ" ..  قَالَتْ: فَذَهَبْتُ أَلْعَبُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، فَزَبَرَنِي أَبِي[52]  . فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "دَعْهَا " ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: " أَبْلِي وَأَخْلِقِي ، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي، ثُمَّ أَبْلِي وَأَخْلِقِي "[53].

انظر كيف تركَ النبيr هذه الصبية الصغيرة حتى تَلعبَ معه، وتعبث بثوبه وجسمه كما يحلو لها ، فلا ينهرها، بل تراه يمازِحُها، ويلاعبها، ويضحك إليها، ويخاطبها بلغتها لغة أهل الحبشة .. ويعلق على ثوبها، ويقول لها عِيشْي وَخَرِّقْي ثِيَابك وَارْقَعْيهَا.. كما يقول المسلم لأخيه عندما يلبس ثَوْبًا جَدِيدًا : تُبْلِي وَيُخْلِف اللَّه .. !

 

ثالثًا: إكرامه لعائل البنات :

كان أبو عزة عمرو بن عبد الله الجمحي، في أسرى معركة بدر (17 رمضان 2هـ/13مارس624م)، وكان محتاجًا ذا بنات، ولا يملك ثمن ما يفتدي به نفسه من الأسر .. فقال للنبي r : يا رسول الله، لقد عرفتَ ما لي من مال، وإني لذو حاجة، وذو بنات فامنن عليَّ، فمن عليه رسول الله r وأخذ عليه ألا يظاهر عليه أحدًا . فقال أبو عزة يمدح رسول الله r على هذا العفو والكرم ونبل الأخلاق:

?مَنْ مبلغ عني الرسول محمدًا      بأنك حق  والمليك حميدُ

وأنت امرؤ بُوِّئت فينا مباءة      لها درجات سهلة وصعودُ

فإنك من حاربتـه لمحاربٌ      شقيٌّ ومن سـالمته لسعيدُ

ولكن إذا ذكرت بدرًا وأهله     تأوَّّبُ ما بي، حسرة وقعود

المبحث الثالث

رحمته للأطفال

المطلب الأول : شهادة علماء الغرب:

يقول السير وليم موير : "وكان[r] سهلاً لين العريكة مع الأطفال، لا يأنف إذا مر بطائفة منهم يلعبون أن يقرئهم السلام !"[54] .

ويقول لويس سيديو: "لا شي أدعى إلى راحة النفس من عناية محمد [r] بالأولاد. فهو قد حرّم عادة الوأد، وشغل باله بحال اليتامى على الدوام.. وكان يجد في ملاحظة صغار الأولاد أعظم لذة. ومما حدث ذات يوم أن كان محمد [r] يصلي فوثب الحسين بن علي [رضي الله عنهما] فوق ظهره فلم يبال بنظرات الحضور فانتظر صابرًا إلى حين نزوله كما أراد. "[55] .

 

ولقدكافح النبيr في سبيل استرداد حقوق الأطفال المسلوبة، عبر العصور الغابرة - خاصة في الميراث – بعدما كانت العصور الجاهلية تحرم الأطفال من الميراث، وتعتبر أن من لهم الحق في الميراث هم الذين يتستطيعون جلب الغنائم أو يمتطون الخيل بمهارة وفروسية !..

كما أن محمداً r حمَّل الأسرة كلها أمانة رعاية الأطفال وصيانة حقوقهم.

فكانت الأسرة الإسلامية - كما يقول جاك ريسلر-:" ترعى دائمًا الطفل، وصحته، وتربيته، رعاية كبيرة. وترضع الأم هذا الطفل زمنًا طويلاً، وأحيانًا لمدة أكثر من سنتين، وتقوم على تنشئته بحنان وتغمره بحبها وباحتياطات متصلة. وإذا حدث أن أصاب الموت بعض الأسرة، وأصبحوا يتامى، فإن أقرباءهم المقربين لا يترددون في مساعدتهم وفي تبنّيهم"[56]

 ولا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى[57] ..

المطلب الثاني : نماذج رحمته للأطفال :

أولاً : أرحم البشر بالعيال:

يقول أنس بن مالك:

"مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r"[58].

قال بريدة قال : كان رسول الله r يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران [ يتعثران في المشي ] فنزل رسول الله r من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثم قال : " صدق الله ] إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [ [ سورة التغابن: الآية15]،  نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما "[59] .

وعن شداد بن أوس قال :

خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ r فِي إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ r فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا . قال شداد :  فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ r وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ r الصَّلَاةَ قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ . قَالَ : "كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ "[60] !

وعن ثَابِت عَنْ أَنَس : أَخَذَ النَّبِيّ r إِبْرَاهِيم فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ[61].

ويقول أنس :

 كان إبراهيم ( ابن محمدr ) مسترضعًا له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قينًا فيأخذه فيقبله ثم يرجع[62].

 

ثانيًا : توبيخهr للغلاظ مع الأطفال:

عن أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: أَبْصَرَ اْلأَقْرَعُ بنُ حَابِسٍ الّنبيّ r وهُوَ يُقَبّلُ الْحَسَنَ فقالَ إنّ لي مِنَ الْوَلَدِ عَشَرَةً ما قَبّلْتُ أحَداً مِنْهُمْ، فقالَ رَسُولُ الله r: "إنّهُ مَن لاَ يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ" [63].

وهو نداء إلى غلاظ القلوب عامة، وإلى المسيئين للأطفال خاصة..

ثالثًا : دعاؤه r للأطفال  :

عن عائشة :

أن رسول الله r كان يؤتى إليه بالصبيان "فيبرّك عليهم "– أي يدعو لهم بالبركة، "ويحنكهم"[64] – أي يضع في أفواههم التمر اللين الذي مضغه في حنكه الشريف.

وعن ابن عباس قال : كَانَ النَّبِيُّ r يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ :  إِنَّ أَبَاكُمَا [ إبراهيم عليه السلام ] كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ،  وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ"[65].

وعن أسامة بن زيد عَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ : "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا "[66].

وقال البراء : رَأَيْتُ النَّبِيَّ r وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ، يَقُولُ :" اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ"[67] .

رابعًا : سلامهr على الأطفال وعطفه عليهم:

لقد كان محمد r يسلم على الأطفال في الطرقات، ويمسح على رؤوسهم ووجوههم، فعن جَابِرِ بن سَمُرَةَ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r الأُولَى ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ ، وَخَرَجْتُ مَعَهُ فَاسْتَقْبَلَهُ وِلْدَانُ الْمَدِينَةِ، فَجَعَلَ يَمْسَحُ خَدَّيْ أَحَدِهِمْ وَاحِدًا وَاحِدًا ، قَالَ : وَأَمَّا أنا فَمَسَحَ خَدِّي فَوَجَدْتُ لِيَدِهِ بَرْدًا ورِيحًا كَأَنَّمَا أَخْرَجَهَا مِنْ جُونَةِ عَطَّارٍ r[68].

خامسًا : رفقه r بالأطفال إذا صلى بهم :

 يقول " كولن " :

"كانت صلاة رسول الله r طويلة، ولا سيما النوافل منها؛ إذ كانت تتجاوز طاقة الصحابة، ولكنه عندما يقف للصلاة يريد إطالتها ويسمع بكاء طفل في أثنائها؛ إذ به يخفف صلاته ويتَجوَّز فيها؛ ذلك لأن النساء كن يقفن للصلاة خلف رسول الله r  أي يشتركن في أداء صلاة الجماعة خلفه، فخوفاً من أن تكون أم ذلك الطفل موجودة بين المصليات فإنه كان يخفف صلاته، ويسرع بها لكي يريح قلب تلك الأم"[69].

يقول النبي r :  "إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فاتجوز في صلاتي كراهية ان أشق على أمه"[70] .

وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال:

مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً وَلَا أَتَمَّ مِنْ النَّبِيِّ r ، وَإِنْ كَانَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ[71].

سادسًا: تعزيزه r للطفل الصادق :

فلما نزل القرآن، مصدقًا لكلام عمير بن سعيد، عندما قال قول الصدق والحق في رجل شتم النبي r، أخذ النبي r بأذن عمير فقال له النبيr   - وهو يُحَيِّيه على الصدق- : "  وفت أذنك يا عمير.. وصدّقَكَ رَبُكَ"[72].

سابعًا: ملاطفتهr للأطفال:

  عن أنس بن مالك قال:

كان رسول الله r أحسن الناس خلقًا، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، فكان إذا جاء رسول الله r فرآه قال " أبا عمير ما فعل النغير ؟"[73] ..

والنغير طائر صغير كان أبو عمير يلعب معه !

وقد rكان يصلي فإذا سجد ؛ وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أراد الناس أن يمنعوهما ؛ أشار إليهم أن دعوهما ..

قال أبو هريرة : كنا نصلي مع رسول الله r العشاء فكان يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره وإذا رفع رأسه أخذهما [ بيده من خلفه أخذا رفيقًا ] فوضعهما وضعًا رفيقًا ، فإذا عاد عادا فلما صلى [ وضعهما على فخذيه ] جعل واحدًا هاهنا وواحدًا هاهنا .. ! قال أبو هريرة :

 فجئته فقلت : يا رسول الله ألا أذهب بهما إلى أمهما ؟ قال : لا ..!"[74] .

ثامنًا: رحمتهr بغلام يهودي: 

فعَنْ أَنَسٍ t قَالَ :

كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ r فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ r يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ : "أَسْلِمْ" فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ .فَقَالَ : لَهُ أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ r فَأَسْلَمَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ r وَهُوَ يَقُولُ:  " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ! !"[75] .

 

وهكذا نرى أعلى درجات الرحمة في شخصية هذا النبي الكريمr ، الذي يطلب من غلام يعالج سكرات الموت، أن ينطق بالشهادتين في لاحظاته الأخيره، لتكونا برهاناً لرسول الله يشفع به أمام الله لهذا الغلام .. يوم القيامة ! 

وهذا الشعور من رسول الله r يبين عمق عاطفته النبيلة الجياشة تجاه سائر البشر على اختلاف عقائدهم ودياناتهم .

إتها الرغبة الشديدة الفياضة في هداية البشر ، رغم جهلهم المطبق برسالة محمد – إلا من رحم الله -، فهو يدعوهم إلى الجنة، وهم يتفلتون منه، كما في حديثه، الذي يمثِّل فيه لرحمته بتصوير رائع بليغ، فيقول: "مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ: كَمَثَلِ رَجُلٍ أَوْقَدَ نَارًا فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنْ النَّارِ وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي"[76] .

 

المبحث الرابع

رحمته للأيتام

المطلب الأول : النبيr اليتيم :

يقول جيمس متشنر عن النبيr:" ولد يتيماً محباً للفقراء والمحتاجين والأرامل واليتامى"[77] ويقول"فيليب حتي"  ومع أنه كان في دور من أدوار حياته يتيمًا فقيرًا، فقد كان في قلبه دائمًا سعة لمؤاساة المحرومين في الحياة"[78] .

ومن أولى بحب اليتيم من محمدr، وهو نبي الرحمة اليتيم، الذي رغب في كفالة الأيتام وإيوائهم، وهو الذي ذاق مرارة اليتم، إذ حُرِم محمد r من أمه وأبيه، فلم تكتحل عيناه برؤية أبيه، ثم لم يلبث أن فقد أمه وهو في سنة السادسة من عمره، فآواه ربه سبحانه ورباه، وامتنَّ عليه بهذه النعمة قائلاً:

 ] أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) [، وأمره بشكر هذه النعمة بألا يقهر يتيماً أو يجرحه أو يهينه، وأن يجبر كسر قلبه، ويمسح على رأسه، ويكون هو الأب الأكبر الحنون لكل أيتام البشرية ! لاسيما في أوقات كان المجتمع قاسياً لا يرحم يتيمًا . فقد بُعث رسول الله  r في مجتمعات - كما يقول سيدني فيشر-  : "يعامل فيها الأرامل واليتامى وسائر الضعفاء كأنهم من سقط المتاع. فإذا بمحمد – عليه السلام – وهو فقير من كل ما يعتز به الملأ قد جاءهم بالهداية إلى الله وإلى سبل الخلاص، وغيّر مقاييس الأخلاق والآداب في أرجاء البلاد العربية"[79] ..

فعاش سيدنا محمدr وقد "شغل باله بحال اليتامى على الدوام.."[80] على حد قول لويس سديو .

 

وبهذا لا تنكسر نفس اليتيم ولا يشعر بذلَّة أو حزن حينما يرى كل ولد بجوار أبيه يقبل بفرح إليه ، ويرتمي في أحضانه،  لأنه وجد في المسلمين أكثر من واحد يصنع معه ذلك .

 

ولذك نجد أن القرآن الكريم تحدث في شأن اليتيم في ثلاثة وعشرين موضعاً، نظراً لأهمية تضافر المجتمع لرعاية اليتيم، كما سن النبي r .

 

المطلب الثاني : نماذج في رحمتهr لليتيم:

أولاً: ترغيبه في كفالة اليتيم :

فعن سِهْلِ بنِ سَعْدٍ قالَ: قَالَ رَسُولُ الله r: "أنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ في الْجَنّةِ كَهَاَتَيْنِ، وأَشاَرَ بإِصْبعَيْهِ يَعْنِي السّبّابَةَ وَالوُسْطَي"[81] ..

وهو يشمل يتامى المسلمين وغيرهم، كما تدل عليه صيغة العموم، لأن "أل" في اليتيم للجنس...

 

ثانيًا: مواساته لليتامى :

فمن أخباره r في هذا الجانب، أنه عندما قُتِل جعفر أمهل آل جعفر ثلاثاً، ثم أتاهم،  يقول عَبْد اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ : فقال رسول الله r: " لا تبكوا على أخي بعد اليوم ". ثم قال: "ادعوا لي بني أخي ". فجيء بنا كأنَّا أفرخ فقال: " ادعوا لي الحلاق " فأمره فحلق رؤُوسنا[82] ثم لما رجع رَسُول اللَّهِ r إلى أهله، قال لهم:"إن آل جعفر قد شغلوا بشأن ميتهم، فاصنعوا لهم طعاماً"[83] ..

ثالثًا: ترغيب النساء في تربية الإيتام :

يقول النبى :" أنا أول من يفتح باب الجنة فأرى امرأة تبادرنى[أى تسابقنى] تريد أن تدخل معى الباب فأقول لها: من أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي"[84] ..

مات زوجها فأبت الزواج مع حاجتها إليه، وابتعدت عن مواطن الشبهات والريبة، وعكفت على تربية الأبناء . هذه المرأة مكانتها- في الإسلام - أنها تسابق النبىr  لتدخل معه الجنة!!

رابعًا: تحذيره من الإعتداء على مال اليتيم :

قال النبي r داعيًا ربه: "اللهمَّ إنِّي أحرِّج حقَّ الضعيفينِ اليتيم والمَرأة "[85] .

ومعنى الحديث : أي أُلحق الإثم بمن ضيَّع حقهما وأحذر من ذلك تحذيراً بليغاً .

وعد أكل مال اليتيم من الموبقات، فقال النبي r : " اجتَنبوا السَّبعَ الموبقَات " قيلَ يَا رسولَ الله ومَا هنَّ ؟ فذكرهن إلى أن قال : "وأكلُ مالِ اليَتيم "[86] .

فإذا بلغ اليتيم أشدَّه فيجب أن يسلم له جميع ماله ولا يجوز للوصي أن يبخس أو يأخذ منه شيئاً إلا بطيبة نفس من اليتيم بعد أن يبلغ أشده ويحصل رشده، فكل تصرف في مال اليتيم لا يقع في دائرة ما هو أحسن فهو محظور ومنهيٌّ عنه، فأكل ماله طمعاً فيه واستضعافاً له محرم ومنهي عنه،  وتجميد ماله وعدم استثماره محرم ومنهي عنه، وإهماله وعدم صيانته محرم ومنهي عنه .

 

المبحث الخامس

رحمته للأرامل

المطلب الأول: حثه على السعي على الأرامل:

الأرملة التي حُرمت من الزوج، تكون منكسرة  ومجروحة الخاطر وبحاجة إلى من يعولها، ولهذا رغب النبي  rبجبر كسرها، ورعايتها فكان فيقول :

"الساعي على الأرملةِ والمسكين كالمجاهدِ في سَبيلِ الله: كالقائم لا يَفتُر وكالصائم لا يُفطِر"[87].

ومعنى الساعي : الْكَاسِب لَهُمَا : الْعَامِل لِمَئُونَتِهِمَا[88]، الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين"[89] .. . فكافل الأرملة كالمجاهد في سبيل الله سواءً بسواء ..

وقَالَ اِبْن قُتَيْبَة : سُمِّيَتْ أَرْمَلَة لِمَا يَحْصُل لَهَا مِنْ الْإِرْمَال ، وَهُوَ الْفَقْر وَذَهَاب الزَّاد بِفَقْدِ الزَّوْج[90].

المطلب الثاني : سعيه على الأرامل :

عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى قال:

"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ  rيُكْثِرُ الذِّكْرَ ، وَيُقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلَاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلَا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ لَهُ الْحَاجَةَ"[91].

وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ:

"إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ r فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ"[92].

وعَنْ أَنَسٍ قَالَ:

"جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَالَ لَهَا : " يَا أُمَّ فُلَانٍ اجْلِسِي فِي أَيِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى أَجْلِسَ إِلَيْكِ " قَالَ: فَجَلَسَتْ فَجَلَسَ النَّبِيُّ r إِلَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا[93].


[1] هـ. أ. ر. جب :  المحمدية ، ص 33.

[2]هذه الجملة لجيمس متشنر، نقلاً عن نقلا عن كتاب قالوا في الاسلام بقلم حسن الشيخ خضر الظالمي ص 50

[3] مؤلف أمريكي معاصر، تعد موسوعته ( قصة الحضارة) ذات ثلاثين مجلدا ، واحد ة من أشهر الموسوعات  التي تؤرخ للحضارة البشرية، عكف على تأليفها السنين الطوال، وأصدر الكتاب الأول منها عام 1935، ثم تلته بقية الأجزاء ومن كتبه ( قصة الفلسفة ) .

[4] ول ديورانت: قصة الحضارة ، 13/60

[5] إميل درمنغم :حياة محمد ، ص 329-330.

[6] نظمي لوقا: محمد الرسالة والرسول ص 96

[7] أحمد سوسة : في طريقي إلى الإسلام ، 2/42

[8] عبد الله كويليام: العقيدة  الإسلامية :ص22 – 23

[9] انظر: العهد القديم :سفر صموئيل الثاني ، الباب الحادي عشر

[10] انظر: العهد القديم : الباب الحادي عشر من سفر الملوك الأول

[11]  صحيح – أخرجه الترمذي ( 1 / 211 ) وابن أبي شيبة ( 7 / 51 / 1 ) وابن ماجه ( 1953 ) وقال الألباني :  صحيح، وذلك عن  قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لغيلان بن سلمة حين أسلم وتحته عشر نسوة : " أمسك أربعا وفارق سائرهن " . وفي رواية أخرى قال عروة بن مسعود الثقفي -: " أسلمت وتحتي عشر نسوة، أربع منهم من قريش إحداهن بنت أبي سفيان" .. فقال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: " اختر منهن أربعًا وخل سائرهن فاخترت منهن أربعا منهن ابنة أبي سفيان " .

[12] إميل درمنغم: حياة محمد ، ص 330.

[13] إميل درمنغم: حياة محمد ، ص 330-331.

[14]جاك ريسلر:  الحضارة العربية ، ص 52

 [15]لايتنر: دين الإسلام ، ص 11

[16] عبد الله كويليام : العقيدة الإسلامية ص 38 – 39

[17] جاك ريسلر : الحضارة العربية ، ص 52

[18] الصحيح : "بطريقة متساوية"، ولعله يقصد أن  الإسلام أخذ في اعتباره التفوق الجسمي للرجل على المرأة، فكلف الرجل بالقتال أوالإنفاق على الأسرة دون النساء على سبيل المثال.

[19] مارسيل بوازار: إنسانية الإسلام،  ص 108

[20] نظمي لوقا: محمد الرسالة والرسول ص 96

[21] نظمي لوقا: محمد الرسالة والرسول ص 100، 101

[22] انظر: عرفات كامل العشي : رجال ونساء أسلموا ، 9/62 ، 63

[23] انظر: اميل درمنغم: حياة محمد ، ص 331

[24] انظر: محمد علي الخطيب: رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة، 50.

[25] انظر: عرفات كامل العشي : رجال ونساء اسلموا 8 \25-26 .

[26] لورافيشيا فاغليري : دفاع عن الإسلام ، ص103 – 104 .

[27] مارسيل بوازار : إنسانية الإسلام ، ص 140

[28] سورة الممتحنة: الآية 10

[29] محمد الغزالي : فقه السيرة، ص 260.

[30] اللادي ايفلين كوبولد: البحث عن الله ، ص 28

[31] صحيح – البخاري، باب لا ينكح الأب وغيره البكر والثيب إلا برضاها، برقم ( 4843)، ومسلم، باب استئذان الثيب في النكاح بالنطق والبكر بالسكوت، برقم( 1419 ) .

[32] آتيين دينيه : محمد رسول الله ، ص 328-329 .

[33] آتيين دينيه : محمد رسول الله ، 328-329 .

[34] صحيح– رواه الترمذي عن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه،كتاب النكاح، باب باب في حق المرأة على زوجها برقم  2142 وقال أبو داود " ولا تقبح " أن تقول قبحك الله، ورواه أحمد برقم  20036، والحاكم برقم  2764، والطبراني في المعجم الكبير برقم 1034،  وقال الألباني : حسن صحيح، صحيح سنن أبي داود، برقم 1875.

[35]  آتيين دينيه : محمد رسول الله ، ص 328-329 .

[36] روز ماري : الإسلام والعرب ، ص 203 .

[37] روز ماري ( مريم هاو) باحثة وصحفية إنكليزية، نشأت في عائلة نصرانية متدينة ، ولكنها مع بلوغها مرحلة الوعي بدأت تفقد قناعاتها الدينية السابقة وتتطلع إلى دين يمنحها الجواب المقبول . وفي عام 1977 أعلنت إسلامها.

[38] انظر: عرفات كامل العشي : رجال ونساء اسلموا،  8\28

[39]  أسلمت وسمت نفسها منى عبدالله ماكلوسكي ، ألمانية، تعمل قنصلا لبلادها، ألمانيا الاتحادية ،  في بنغلاديش، واهتدت إلى الإسلام في مطلع عام 1976 ، على يد شيخ الجامع الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود –رحمه الله – وشعرت يومها (وكأنها ولدت من جديد.) على حد  قولها !.

[40] انظر: عرفات كامل العشي:  رجال ونساء اسلموا ،9\64

[41] سورة الممتحنة:الآية :12

[42] انظر: محمد سعيد رمضان البوطي: فقه السيرة، 283

[43] صحيح - البخاري ( 1\ 469)، ومسلم (4\ 45).

[44] انظر : محمد سعيد رمضان البوطي: فقه السيرة ، 154

[45] سورة البقرة:الآية  228

 

[46] نظمي لوقا : محمد الرسالة والرسول ، ص 95 – 96 .

[47] جاك ريسلر: الحضارة العربية ، ص 53

[48] ول ديورانت: قصة الحضارة  13 \ 306

[49] صحيح – رواه البخاري، باب رحمة الولد وتقبيله برقم 5536 

[50] صحيح -  السلسلة الصحيحة ، برقم  294

[51] صحيح – رواه البخاري، باب رحمة الولد وتقبيله برقم 5537 

[52] يعني منعني من العبث بخاتم النبي

[53] صحيح- رواه  البخاري باب رحمة الولد وتقبيله برقم 5534

[54] وليم موير : حياة محمد 15 .

[55] لويس سيديو : تاريخ العرب العام ، ص 110 -111

[56] جاك ريسلر: الحضارة العربية ، ص 53

[57] وقد أفردنا مبحثاً خاصاً برحمته للبنات.

[58] صحيح – رواه مسلم، باب رحمته صلى الله عليه وسلم -، برقم 4280

[59] صحيح - . رواه الترمذي وأبو داود والنسائي، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح برقم 6159

[60] صحيح – راوه النسائي ، باب بَاب هَلْ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ سَجْدَةٌ أَطْوَلَ مِنْ سَجْدَةٍ، رقم 1129، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي.

[61] ابن حجر: فتح الباري ج 10، ص427.

[62] صحيح – رواه مسلم برقم 2316

[63] صحيح – رواه البخاري، باب رحمة الولد وتقبيله،برقم 5538

[64] صحيح – رواه مسلم (3 / 1691) برقم  2147

[65] صحيح – رواه البخاري ، برقم 3120

[66] صحيح – رواه البخاري، باب مناقب الحسن والحسين، رقم 3464

[67] صحيح – رواه البخاري، باب مناقب الحسن والحسين، رقم 3466

[68] صحيح - رواه الطبراني في المعجم الكبير ، برقم 1911، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح، برقم 5789

[69]  محمد فتح الله كولن : النور الخالد محمد صلى الله عليه وسلم مفخرة الإنسانية ، 2/33

[70] صحيح - رواه البخاري عن ابن ربعي، بَاب مَنْ أَخَفَّ الصَّلَاةَ عِنْدَ بُكَاءِ الصَّبِيِّ، برقم 666

[71] صحيح – رواه البخاري، بَاب :مَنْ أَخَفَّ الصَّلَاةَ عِنْدَ بُكَاءِ الصَّبِيِّبرقم 667،

[72] مصنف عبد الرزاق (10 / 47 ) 18304، والقصة معروفة في كتب السيرة.

[73] صحيح – رواه البخاري، برقم 5850، و مسلم  برقم 2150

[74] صحيح – السلسلة الصحيحة برقم 3325

[75] صحيح – رواه البخاري ، برقم 1268

[76] صحيح - صحيح مسلم ، برقم 4236

[77] نقلا عن : محمد شريف الشيباني، الرسول في الدراسات الإستشراقية المنصفة ،120

[78] فيليب حتى: الإسلام منهج حياة ، ص54.

[79] سيدني فيشر :الشرق الأوسط في العصر الإسلامي ، عن العقاد: ما يقال عن الإسلام ، ص 54 -55

[80] لويس سديو : تاريخ العرب العام ، ص 110 .

[81] صحيح – رواه  البخاري ، في الأدب باب فضل من يعول يتيماً وأبو داود في الأدب باب في من ضم يتيماً، رقم 5546

[82] رواه أبو داود، كتاب الترجل - باب في حلق الرأس، رقم 4192 . وصححه الألباني في المشكاة برقم 4463، و في صحيح وضعيف سنن أبي داود

[83] رواه ابن ماجه،  كتاب الجنائز - باب ما جاء في الطعام يبعث إلى أهل الميت رقم 1611، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة ، والقصة منتشرة في كتب السيرة بعد معركة مؤتة .

[84] صحيح - رواه أبو يعلى الموصلى ، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع.

[85] حسن - رواه  أحمد والنسائي وابن ماجة، وهو في السلسلة الصحيحة ، برقم  1015

[86] صحيح - رواه البخاري (2560) ومسلم (129) وغيرهما

[87] صحيح – رواه البخاري، باب الساعي على الأرملة ، برقم 4934، ومسلم باب الإحسان إلى الأرملة، برقم 5295 

[88] شرح النووي على مسلم 9\ 366

[89] ابن حجر : فتح الباري (ج 9 / ص 366)

[90] شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 366)

[91] رواه النسائي،باب بَاب مَا يُسْتَحَبُّ مِنْ تَقْصِيرِ الْخُطْبَةِ، برقم 1397، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي.

[92] صحيح- رواه البخاري البخاري، باب الكبر، برقم 5610

[93] صحيح – رواه مسلم، باب بَاب قُرْبِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ النَّاسِ وَتَبَرُّكِهِمْ بِهِ ، برقم 4293

يتبع

السابقأعلى الصفحة

 

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ