ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 29/03/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


فلسفة التهديد الصهيوني للعالم العربي

المصدر : مركز صقر للدراسات

الجمعة 19-3-2010

يشهد العالم اليوم متغيرات في مسرح الصراع, ويعد أبرزها سباق الهيمنة الدولية, والتسلح النووي وحرب الفضاء والمعلومات وحرب الموارد والطاقة وتبادل رقع النفوذ، وباستخدام ستراتيجيات : توازن الردع النووي، الردع الشامل ،توازن الرعب النووي,الاحتواء،الرد المرن ،القضم الجيوبولتيكي..الخ , لقد تغيرت مفاهيم وقيم الصراع بتطور الأساليب والتقنيات, مما عزز نشوء بيئة الحروب ومناخ النزاعات التي تؤدي إلى الفناء العالمي, والتي تقوده قوى الشركات القابضة التي اغتالت الشرعية الدولية وحقوق الدول والشعوب,ومؤسسات ادلجة الصراع , ولا فرق اليوم بين مسرح الحركات العسكري أو المدني, فان التهديدات والاستهداف العسكري أصبح شاملا يستهدف دول وشعوب وأمم, ولعل امتنا العربية والإسلامية أصبحت ميدان دموي لمفاصل الصراع الدولي, والنفوذ الصهيوني في ظل تراجع مقومات القدرة العربية الشاملة , وتخليها عن إدامة القدرة الصلبة , وانشغالها بتحالفات مترهلة , ناهيك عن نخر المفاهيم القيمية المركبة (التنوع الديني وتوافقه- البعد الحضاري العربي, والفهم ألقيمي الوطني) مع غياب مزاوجتهما بعناية وحرفية لتكون صمام أمان لبقاء الأمة والوطن والدولة والشعب , ويلاحظ اليوم شياع استخدام وسائل الحروب المعاصرة "إستراتيجية البركان,وأبرزها حرب العقائد والأفكار - حرب الدبلوماسية المخادعة - الحرب الدموغرافية - حرب الأشباح - حرب استنزاف الموارد- حرب حرق القدرة - الحرب الإعلامية - الدعاية والحرب النفسية- حرب المعلومات- الحرب المزدوجة,حرب القضم الجيوبولتيكي - حرب المرتزقة, وبذلك أصبح العالم العربي مسرحا لتلك الحروب المركبة والنزاعات المختلقة , التي تستنزف القدرات العربية , وتساهم في تفكيك مقومات القدرة الشاملة, ويفترض من الدول العربية[2] أن تستعيد المبادرة الستراتيجية , والتفكير بعناية للخروج من خطر التجزئة والتقسيم إلى دويلات , وهو مخطط إقليمي صهيوني وامبريالي أمريكي, مع ضرورة مزاوجة مفاعيل القوة واتخاذ تدابير مضاد وقائية وعلاجية واضحة , تدعمها سياقات عمل رصينة وموضوعية لتامين سياسات الردع العربي الستراتيجي,أو الرعب المتوازن ضد الأطماع والتهديدات التي تحيط بالمنطقة, وكذلك تطويع الموارد لدرء التحديات عبر حشد كافة عناصر القدرة الكامنة, خصوصا بعد التهديدات الاسرائيلية لسوريا ولبنان وغزة, وتفاقم تداعيات الخطيئة الإستراتيجية في العراق,ناهيك عن استمرار سياسة "التلاعب السياسي المنحدر" بما يسمى مسار السلام- وعند تقييم الواقع الموضوعي القائم للنزاع في مطلع 2010 لا ينبئ بشيء ايجابي ومختلف عما حدث من تسويف وترهل في المراحل الماضية التي جرى فيها تحريك مسار السلام, بدءاً من (مؤتمر كامب ديفيد), مرورا بخريف 1993 (توقيع أتفاق أوسلو), وكذلك كانون الأول 2000 (خطة الرئيس كلينتون لإنهاء النزاع), وانتهاء بخريف 2007 (مؤتمر أنابوليس), إضافة إلى الرفض الصهيوني لأي مبادرة سلام في ظل إدارة اوباما والسعي لتصعيد الأمور إلى حافة الحرب.

 

حقائق جيوسياسية

تبرز الأهمية الجيوستراتيجية لدول الوطن العربي كقوى تتسلق الى العالم الثاني وتحتكم على الموارد الإستراتيجية , ومعضدة بأكثر من محور جيوسياسي - دول غرب أسيا - دول المتوسط - الخليج العربي- المغرب العربي, إضافة إلى تماسك نسيجه الدموغرافي كالوشائج والعادات المشتركة بين شعوب العالم العربي, ولعل ابرز المحاور الجيوسياسية العربية الفعالة العراق سابقا كقدرة عربية صلبة, وسوريا كقوة ناعمة وذكية متقدمة, والسعودية كقوة ناعمة,ومصر والجزائر وليبيا قوى صلبة بنمط ناعم, ومحاور إسناد وتنسيق كالكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان ولبنان والأردن واليمن, وتعد مزاوجة القدرة الصلبة والناعمة مدخل للتكامل السياسي والاقتصادي والعسكري, ويحقق استعادة القدرة العربية الشاملة, وتشكيل تمركزا للقوة في معادلة الأمن القومي العربي الشامل, والتي تلقي بظلالها على معادلة التوازن الإقليمي والدولي, وتعد رقما هاما في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.

 

فلسفة التهديد الامريكي

اعتلت الولايات المتحدة الامريكية صهوة القوة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتكامل ثوراتها الأربع (مكننة الحرب وتطوير نقل المتفجرات- السيطرة على الميدان النووي-الهيمنة على الفضاء-ثورة المعلومات) واتجهت لتطبيق مراحل القرن الأمريكي الجديد, بغية السيطرة على الرقعة الوسطى في اللوحة الإستراتيجية العليا, وذلك بتطويع النزعة العسكرية المتعاظمة , وقد أعلنت "الحرب العالمية على الارهاب" بعد أحداث 11ايلول وبمنحى هلامي يصعب حصر محاورها, ويجدها الخبراء والمحللون أنها تتسق بمفاهيم نظرية "صموئيل هنغتون"صدام الحضارات"[3], كونها حفزت الصراع والعداء والاحتراب الديني في العالم العربي , خصوصا بعد تهيئة الإعلام الامريكي والغربي البيئة المناسبة لها, واعتنق عدد من سياسي ومفكري امريكا هذه الفلسفة واعدوا خطط ووصايا غير واقعية مما اغرق امريكا في هوس السيطرة على العالم العربي والإسلامي, وقد استنزفت المقاومة العراقية قدراتها العسكرية والاقتصادية وأخرجتها من منصة القطبية العالمية, واتسمت الفلسفة الستراتيجية الأمريكية تجاه المنطقة بمفاهيم امبريالية توسعية وفق تطبيقات قطبية تعتمد على منطق السيطرة على مصادر الطاقة بالقوة , وتعزيز شبكة التواجد العسكري والتسهيلات العسكرية, دون الأخذ بنظر الاعتبار المصالح الحيوية للدول العربية,وتعكزت على عسكرة العولمة[4] بمزدوجي الديمقراطية والإرهاب , واعتبرت امريكا ان المشرق العربي ابرز اهتماماتها الستراتيجية , خصوصا أنها تعتبر الكيان الصهيوني قارب النجاة في الشرق الأوسط والحليف الأوحد في المنطقة,وحقق هذا الكيان قفزات كبيرة في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد, والذي يفضي انجازه النهائي إلى تقسيم دول المشرق العربي إلى دويلات صغيرة متعددة ذات طابع طائفي حاد يقود إلى حكومات عميلة متعددة ولعل ابرز دوافعه هي – التحكم بالنفط والغاز تصنيع ونقل وتسويق وتسعيرا- توسيع شبكة التواجد العسكري ضمن سياسة الهيمنة الكونية- ادلجة الصراع بمنحى ديني ينطلق من أساطير تلمودية مدمجة بالتشدد الصهيوني المسيحي وما يطلق عليه المسيحية المتصهينة, وكان غزو العراق ابرز محطاته بعد احتلال فلسطين,والهيمنة السياسية على عدد من الدول العربية, وشياع ظاهرة التقسيم العمودي والأفقي وباستخدام جرثومة الاحتراب الطائفي والعرقي .

 

فلسفة التهديد الصهيوني

تستند الصهيونية في تنفيذ مخططاتها وديمومة بقائها على تحالفها الاستراتيجي الأمريكي ويعد الأمريكيون امن إسرائيل مرتبط بالأمن القومي الامريكي, إضافة إلى دعم جماعات الضغط والمنظمات في الولايات المتحدة الأمريكية, لغرض التأثير على السياسة الخارجية وخصوصا فيما يخص العالم العربي والشرق الأوسط , وتستخدم الحكومات اليمينية الإسرائيلية ذات الطابع الراديكالي القمع المجتمعي والقوة المفرطة ضد الشعب الفلسطيني , إضافة إلى تمردها على الشرعية الدولية وعدم تطبيق القانون الدولي, وتمسكها بالأساطير التلمودية وحلم دولة إسرائيل الكبرى , بغض النظر عن الهشاشة البنيوية من النواحي الجيبولتيكية لإسرائيل, وتسعى دوما إلى نقل الحرب خارج أراضيها وتصدير أزماتها الداخلية السياسية, وخلق النزاعات والفتن في دول العالم العربي ضمن فلسفة المهارشة الإستراتيجية, وتعمل دوما على إعادة رسم الحدود السياسية للدول العربية بالقوة الأمريكية , وتقسيم الوطن العربي إلى دويلات حادة العرق بدلا من دول كبيرة مؤثرة,والتي تعد محاور جيوسياسية مؤثرة دوليا وتتفوق عليها من النواحي الجيبولتيكية[5] , ونشهد مؤخرا حضور إسرائيلي حربي بحري وجوي في البحر الأحمر والمتوسط مريب, وتحالف غير معلن مع حلف الناتو, ناهيك عن ما حققته من نفوذ إقليمي فعال في مصر والأردن , ونفوذ ليبرالي سياسي مخابراتي في شمال العراق, وسعيها لإقامة دولة كردية ذات طابع قومي تقتطع أراضي من سوريا والعراق وإيران وتركيا[6],وكذلك تمددها في السودان والمغرب ولبنان والخليج , ونشهد اليوم تطبيق خطة مخادعة إستراتيجية متقنه بمراوغتها في ما يسمى "مسار السلام" لتحقق بمبدأ "السلام مقابل الاستسلام" وابرز ملامحها ,تهويد القدس, واتساع بناء المستوطنات, والسيطرة على المقدسات الدينية , وحصار غزة ,وزرع بذور الفتنة بي القوى الفلسطينية ,وكذلك الاستخدام الليبرالي للحرب الشبحية – حرب الاغتيالات وكان أخرها اغتيال القيادي في حماس "المبحوح" في دبي لتعطي إيحاء إدراكي على حرية التحرك واتساع فضاء عمل الموساد في الدول العربية والأجنبية كافة, وتتصف فلسفة التهديد الصهيونية بالمهارشة الإستراتيجية والتكتيك ألشغبي وكما يلي "-

1. مزاوجة وحشد القدرة الصلبة والناعمة.

2. استخدام العمليات الحربية المحدودة والمناورات العسكرية وحافة الحرب لتحقيق مكاسب سياسية ضمن أسلوب المهارشة الإستراتيجية.

3. ممارسة الارهاب المجتمعي والمعالجة بالصدمة الكهربائية وتعزيز فلسفة الصدمة والرعب في غالبية مفاصل الصراع السياسي والعسكري.

4. استخدام أسلوب القضم والتفتيت الجيوبولتيكي للدول العربية الكبيرة ودول الطوق.

5. ممارسة التفتيت الدموغرافي لشعوب العالم العربي والإسلامي.

6. تحقيق الانتشار في سوق السلاح العالمي وتقوية الاقتصاد.

7. تحقيق نظرية الارهاب السياسي والردع النووي.

8. تعزيز ترسانة الأسلحة الحديثة والمتطورة لتحقق تفوق عسكري ساحق في المنطقة.

9. تعزيز نظرية السلام مقابل الاستسلام .

10. استثمار التحالفات الدولية والإقليمية الدائمية والوقتية .

11. نقل الحرب خارج أراضيها أو افتعال الحروب البديلة

12. الحفاظ على منصة القاعدة العسكرية المتقدمة ورقعة المصالح الغربية التوسعية في عمق العامل العربي, وممارسة الانتشار النوعي والعسكري.

13. استنزاف المجتمعات العربية والإسلامية عبر ضخ كميات هائلة من المخدرات بغية شياع التعاطي والتجارة والتسويق وتفتيت الجسد العربي باستهداف عناصر قوته.

14. استنزاف المجتمعات العربية باستخدام الحرب الإعلامية والنفسية عبر وسائل الإعلام التابعة, لتطبيع سياسة الخواء الفكري, وتعزيز ثقافة هجينة كبديل للعادات والتقاليد العربية الرصينة ونخر منظومة القيم الوطنية عبر تعزيز مفاهيم العولمة.

يعد الصراع سمة الحياة, ولعل القوة هي جوهر الصراع, وباتت القوة لها مفاهيم ومعايير مختلفة, تعتمد أساليب غير تقليدية جميعها توظف وتحشد لكسب الصراع, وأحيانا لتحقيق السلام ضمن فلسفة توازن الرعب, ونجد أن الكيان الصهيوني يستخدم كافة موارد الصراع , وينتهج وسائل ومعايير الحروب المعاصرة "إستراتيجية البركان" وأبرزها حرب العقائد والأفكار - حرب الدبلوماسية المخادعة - الحرب الدموغرافية - حرب الأشباح - حرب استنزاف الموارد- حرب حرق القدرة - الحرب الإعلامية - الدعاية والحرب النفسية- حرب المعلومات- الحرب المزدوجة,حرب القضم الجيوبولتيكي - حرب المرتزقة,وان استخدام تلك الحروب بشكل متناسق يحقق الخرق الناعم, والاستنزاف وتجريف القدرة,وتفكك البني التحتية المجتمعية للشعوب, وبات الحروب ذات دينامكية متطورة لا تتناسب مع تحنيط وتجريف القدرات العربية وتشظي الإرادة المتوازنة للتصدي وكسب الصراع , خصوصا أن الصراع اليوم هو صراع وجود وبقاء ,ولن تشير الحقائق إلى نية حقيقية للكيان الصهيوني في السلام كونه تنقل من السلام مقابل الأرض إلى السلام مقابل السلام وأخيرا السلام مقابل الاستسلام, في ظل استخدام المناورات العسكرية المشتركة , والتحالف مع الناتو , و حمى التسلح, والدعم اللامحدود من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عبر المساعدات التي بلغت 11مليار سنويا وهبات عسكرية , ونشهد اليوم استخدامها المزمن لحافة الحرب وحرب التصريحات وتجسدت مؤخرا وبشكل صريح بتهديد سوريا ولبنان وتنفيذ الاغتيالات ضد قيادات حركة المقاومة الفلسطينية"حماس"

أصبح الصراع متشعب ويخضع لاعتبارات يتطلب تحديث المعطيات وتغير الأنماط وعدم الغفلة ولا يوجد حسن نية أو عاطفة في ادارة الصراع.

-------------------

[2] . يتم تناول مصطلح المشرق العربي نظرا لكونه امتداد جغرافي للمغرب الذي عزل بوجود إسرائيل, وكذلك كونه الكتف الغربي للشرق الأوسط, وبنفس الوقت يحتوي دول غرب أسيا, ودول المتوسط, ودول الخليج ومجلس التعاون الخليجي, ولذا تضاريسه السياسية مختلفة بالرغم من تماسك دموغرافيته العربية الإسلامية ولكنها مجزئة بين حليف دولي ولاعب إقليمي.

[3] . مقال ل"صموئيل هنتنغتون" نشرت في مجلة فورين افير-Foreign Affairs, Summer 1993 وتحولت إلى كتاب بعنوان "صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي" لنفس المؤلف ونشر عام 1996 تتناول أسباب وديناميات حروب خط الصدع(بين الحضارات) ومستقبل الغرب وعالم الحضارات, وتعد أفكار ونظريات راديكالية متشددة توسعية تعتمد على استخدام القوة.

[4] . تعتمد فلسفة العولمة على النفط والسياحة ويهود الشتات.

[5] . مشروع لـ "رالف بيترز" "إعادة هيكلة الشرق الأوسط" 2006ويسعى لتقسيم العراق والسعودية وسوريا والأمارات إلى دويلات على أساس البلقنة دويلات طائفية وعرقية,وثيقة جيفري غولدبرغ 2008" نشرتها مجلة اتلانتك الامريكية .

[6] . محاضرة في مركز الأبحاث القومي الإسرائيلي لـ أيفي ريختر نهاية عام 2008والذي أكد سعيهم ودعمهم لقيام دولة كردية في شمال العراق بعد ضم كركوك ومناطق من الموصل وديالى.

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ