ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 25/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"الحرب الديموغرافية"

 السلاح السري لتفتيت العالم العربي والإسلامي

الباحث: د. مهند العزاوي*

يشهد العالم فوضى سياسية وعسكرية واقتصادية, وانهيار لمنظومة  القيم الأخلاقية والإنسانية في ظل الغزوات والحروب المعاصرة وإذكاء النزاعات وحروب الوكالة, في ظل تطبيق استراتيجيات لإعادة تشكيل السياسة الدولية[1] وفق المنظور الأمريكي المتشدد , ولعل من ابرز نتائجها خروج العرب من معادلة الصراع والتوازن الدولي, ويرى الباحث أن القييم الحربية المعاصرة باستخدام (جرثومة أو وباء الاحتراب الطائفي والعرقي) تخضع لمعايير "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war[2] بعنصريها "الحرب الديموغرافية demographic war"  و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war" والتي تمارسه الإمبريالية الغربية والصهيونية العالمية ضد العالم العربي والإسلامي, وبدفع من الشركات القابضة الجشعة لتفتيت العالم العربي والإسلامي, وتجعل من شعوبه وثرواته أدوات الصراع ووقود لنار لا تنطفئ , وتجعل من أراضيه رقع ملتهبة دموية وبؤر عنف هلامية وميادين للقتل الجماعي ؟.

  يرى الباحث في جرد حساب بسيط ناتج من مراجعة وتحليل الوقائع والحقائق ومضاعفاتها, ماهي المعايير الاستراتيجية التي انتهاجها المخطط الأمريكي لإسقاط قدرات العراق من معادلة التوازن الدولي خصوصا انه محور جيوسياسي أساسيا ومؤثرا في معادلة التوازن الدولي والإقليمي ومحورا جيوعربيا رئيسيا, لذا بعد غزو العراق تعمق الاختلاف والانقسام  والذي جعل الإرادة العربية الرسمية في مهب الريح والتي تلقي بظلالها على المستوى الشعبي العربي وتشكل له حالة إحباط دائم خصوصا في الأزمات والقضايا المحورية, لذا يتجه الباحث إلى نظرية المؤامرة , وكما هو معلوم "أن الأمور تقاس بالنتائج" وهاهم العرب قد خرجوا من معادلة الصراع العربي الصهيوني مثقلين بالفشل المستمرة في إدارة الأزمات التي تتعرض لها الأمة وخرجوا كذلك من معادلة التوازن الدولي كلاعب جيواستراتيجي سادس في العالم , وتحولوا بذلك إلى راس جسر وقواعد عسكرية  ولوجستية[3] ضمن الرقعة الوسطى في لوحة الاستراتيجية الأمريكية الشاملة كوسيلة عبور إلى الشرق الأقصى.

 العالم العربي في دائرة الاستهداف

 يشكل العالم العربي قلب العالم, ويقع ضمن دائرة الاستهداف السياسي والعسكري باستمرار, كونه المنطقة الرخوة التي تعرضت لغزوات وحروب واستعمار من الدول والإمبراطوريات الاستعمارية, ولعل الاستعمار البريطاني الذي وهب فلسطين وطن لليهود[4] وأذكى بذلك  الصراع العربي الصهيوني, إذ يرى الباحث أن العرب يمتلكون عناصر قدرة مركبة  ولعل أبرزها مزاوجة القدرة العقائدية (البعد الحضاري العربي وتنوعه والعقيدة الإسلامية السمحاء)[5], والتي لا تمتلكها أي امة على وجه الأرض, ويفترض أنها عامل قوة وتماسك, تساعد على التقدم والتنمية وتجعل منهم لاعبا جيواستراتيجيا السادس في العالم, وليس عامل ضعف وتصدع واحتراب دموي تذكيه الصهيونية العالمية وتدعم ركائزه الدول الاستعمارية ذات المنحى الاقتصادي والعسكري والمستخدمة "الحرب الديموغرافية demographic war" كسلاح سري ينشر جرثومة الاحتراب الطائفي والعرقي  لتحقيق إطماعها ومصالحها, ولعل إيران في المقدمة التي تذكي الاحتراب بين العنصرين, وها نحن العرب نتخبط بعد أن فقدنا ارثنا الحضاري إذ لم نتمكن من المحافظة على ما خلفه لنا الأسلاف أجدادنا العظام,ويبرز الانكسار وغياب الإرادة العربية  جليا بعد غزو واحتلال العراق, لان بوصلة العرب مركزها العراق,لقد استنزفت الأمة العربية والإسلامية العوامل الكامنة للقدرة,وعلى سبيل المثال مصر تشكل محورا جيوسياسيا عربيا وإسلاميا فعال ناهيك عن القدرة الصلبة  وترتقي لتكون محورا جيوسياسيا دوليا يخضع لمعايير التوزان خصوصا أنها من دول الطوق وللأسف حيدت منذ سبعينيات القرن الماضي,وتجد المملكة العربية السعودية كما يطلق عليها الغرب فاتيكان الإسلام ونسميها قبلة المسلمين والمرجع العقائدي للدين الإسلامي الحنيف وذات الوشاح العربي المعروف بقدرته المترامية عبر الجزيرة العربية وتشكل القوة الاقتصادية الرصينة وتجيد المناورة عبر القوة الناعمة ناهيك عن قدرتها المؤثرة كمحور جيوعربي فعال ,وهناك العراق الذي يشكل القوة الاقتصادية الأولى بثرواتها النفطية وقدراته الزراعية السلة الغذائية العربية وروافدها المائية والقدرات البشرية ناهيك عن كونه القطب الصلب وموقعه الجغرافي المميز الذي يجعله الرقم الصعب في توازن القوى وكذلك التبادلات التجارية عبر العالم[6], وهناك سوريا القوة الناعمة والذكية المميزة والكفاءة الاقتصادية وبعدها الحضاري وموقعها ذو الأهمية ضمن المحاور الإقليمية خصوصا أنها من دول الطوق ,ناهيك عن السودان القدرة الاقتصادية والسلة الغذائية للعالم العربي,إضافة إلى ليبيا ذات الاقتصاد المتين وما تمتلكه من قدرات ذكية وأخرى ناعمة وقوة عسكرية مميزة,وهناك أيضا قطر التي تجيد المناورة عبر القوة الناعمة والذكية وكذلك الإمارات المرفأ الاقتصادي بقدراتها الاقتصادية وموقعها الجغرافي وكذلك قدرات بقية الدول العربية لبنان والأردن دول الطوق واليمن والكويت والمغرب والجزائر..الخ جميعها يحقق التكامل البنيوي من كافة العناصر, وفي جرد حساب بسيط نرى أن جميع تلك القدرات المحسوسة تلتصق وتتخندق بمحورا معين وتتجه إلى النزعة الفردية والاكتفاء بتحقيق مصالح قطرية ضيقة هشة والابتعاد عن التكامل, خصوصا بعد استدرجت الأمة العربية إلى الخطة الثلاثية ضمن استراتيجية الوصول الأمريكية[7](استنزفت استراتيجية الوصول الأمريكية القدرات العربية واستطاعت تجزئة العالم العربي إلى شطري في بادئ الأمر المغرب العربي والمشرق العربي بعد اتفاقية كامب ديفيد,وكانت المرحلة الثانية تشكيل "مجلس التعاون الخليجي"عام1981 وتحييد دول التأثير عن العالم العربي بتحالف إقليمي خليجي, وتم استدراج العراق لغزو الكويت الذي عمق الانقسام العربي وأعطى مبرر قانوني لتواجد القطعات الأمريكية في الخليج عموما والكويت خصوصا[8], وانتهت بالمرحلة الثالثة تعزيز التواجد العسكري وتتويجه بغزو واحتلال العراق), يتجه العالم للتكامل الإقليمي والدولي قدر الامكان وعلى سبيل المثال "الاتحاد الأوربي" وجعلت تلك المتغيرات الدولية والتحوّلات الأساسية وما نتج عنها من تصاعد لظاهرتي التدويل والعولمة ونظام السوق الرأسمالي[9]، إلى تحدّيد وتقويض الطابع الوطني للدولة إذ لم تعد مرجعيّتها مطلقة ومتحكِّمةً بمصادرها، وبمعنىً آخر لم يعد المستوى الوطني مقياساً  كما كان الحال عليه من ذي قبل، فهناك تسطيح تدريجي لمبادئ ونظم وأنماط التنظيم والتقييم للمصادر المادية واللامادية حول وحدة وتناسق منظومة القيم الوطنية:-  دولة موحدة، اقتصاد ذاتي قوي، عملة وطنية، قانون وطني، سيادة وطنية، بنك مركزي ، خدمات أساسية وطنية، ثقافة وطنية موحَّدة, استثمار محسوب فوائدة, تنمية وادخار.

بدأ النظام الرسمي العربي والوطني يتآكل بسرعة، نتيجة الانهيار المتسارع والمتواصل بين عناصر القدرة للدول العربية وتعميق الخلافات الاقتصادية والثقافية والشخصية، وبالتأكيد يغذي هذا المنحى دول ومنظمات ودوائر مخابرات ومكاتب علاقات عامة, ويبدو انه تطبيق متقن لفلسفة "صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي CLASH OF CIVILIZATIONS AND THE REMAKING OF WORLD ORDER''" ويرى الباحث أن تطبيقاتها  تخضع لمعايير"استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war بعنصريها "الحرب الديموغرافية demographic war"  و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war", ولعل جرثومة الاحتراب الطائفي والعرقي ابرز نتاجها، وبقدر ما يتّسع ويتعاظم على المستوى العربي بأتساع وتعاظم دور وشهوة الشركات القابضة العملاقة الجشعة (المال ,النفط ,السلاح،المرتزقة) التي تسعى للهيمنة على الموارد العالمية والتي يمكن أن نوصفها اليوم "مجلس إدارة العالم"المستندة على عنصرين أساسين البعد الأيديولوجي المتمثل بالتبشير الديني المتشدد الصهيوينة المسيحية  "اليمين الأمريكي المتشدد" والأساطير التلمودية الصهيوينة والبعد الثاني العسكري  وما يطلق عليه "القوة الصلبة" وجنرالات الحرب وسماسرة السلاح وتجار المرتزقة، ويتواءم مع هذا الفكر مصالح لقوى إقليمية قومية طامعة لتمارس دور الشرطي الإقليمي على العرب والدول الإسلامية الأخرى باستخدام "جرثومة الاحتراب الطائفي والعرقي" وقد تبرز لاحقا دول ومؤسّسات حاكمة أخرى بوشاح أخر وتجرنا إلى حرب من نوع أخر وربّما تتحكّم بأمور مستجدّة في العالم بالمستقبل القريب, كأن تكون حرب المياه القادمة والتي يعاني العراق اليوم منها وتشكل حرب ابادة بشرية أخرى ناتجة من قطع المياه  في ظل فوضى الانهيار العربي والاحتراب الإسلامي والفوضى العالمية التي وضع دعائمها اليمين الأمريكي المتشدد.

جرثومة الاحتراب الطائفي والعرقي

شدد دعاة نظرية "صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي CLASH OF CIVILIZATIONS AND THE REMAKING OF WORLD ORDER''"على استخدام القاعدة المخابراتية الأساسية التي يستخدمها كل مستعمر(فرق تسد) باستخدام "جرثومة الاحتراب الطائفي والعرقي تطبيقا لعنصري "الحرب الديموغرافية demographic war"  و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war"" ومن البديهي تقوم دوائر المخابرات في الدول الكبرى بإعداد السياسية الخارجية ومحاورها واستراتيجيتها وتحدد ملامحها وشخوصها وتقييم أدائها باستمرار, لقد دأب المنظرون والمخططون وبدفع من الشركات القابضة  على تسخير التبشير الديني كإطار إيديولوجي يحقق الشرعية للنزاعات والحروب وحشد الموارد لسماسرة الحروب , ليس بالضرورة أن تكون حرب مدافع فحسب بل لها عناصر مختلفة تجتمع لتحقق الهدف الاستراتيجي الشامل, لقد جرى التعامل مع العالم العربي خصوصا بعد حرب تشرين1973 وفق استراتيجية شاملة تستند على التقطيع الناعم الأفقي والعمودي وأحيانا التقطيع الصلب مع تطبيق سياسة القضم وعزل وشرنقة التهديد بما يتلاءم مع حركة بيادقهم في رقعتهم الاستراتيجية الشاملة ويمثل العرب فيها قلب الصراع وطبقت استراتيجيات وسطية مختلفة يمكن بيان ابرز ملامحها:-

تصنيف وتجزئة الدول العربية إلى محاور وصول وفق سياسة التجزئة والقضم.

ادلجة الاستسلام  وتسويق الانصياع إلى تحالف ومصالح مجتزئة باتجاه واحد بعيدا عن مفهوم الإرادة الوطنية وإرادة الأمة.

شرذمة وتجزئة الصراع إلى احتراب منظمات وأحزاب طائفية وعرقية في عمق الدول المستهدفة وترتبط تلك المنظمات بأجندات خارجية لغرض تحقيق شرعية مقنعة  للتدخل في شؤون أي دولة بإطار دولي ولعل أبرزها "الحرب العالمية على الإرهاب".

إذكاء الاحتراب والتخندق المذهبي والطائفي في الدين الواحد وممارسة سياسة "التقطيع الناعم" العمودي وتعزيزه أفقيا بزيادة وتعدد محاور الاحتراب ضمن الدين الواحد والطائفة الواحدة والشعب الواحد تحت مسميات مختلفة, ولعل أبرزها أيديولوجيا تصدير الفوضى الطائفية بوشاح ديني راديكالي متشدد  لتعزيز الاختلافات بشكل منهجي وبإطار فلسفي وعقائدي معد له سلفا مصحوبا بالعنف ليبرر استخدام القوة العشوائي.

اختلاق مواقف ممسرحة ورسم المنحنيات الاستراتيجية مع ضمان النتائج السلبية مسبقا, لخلق فجوة عميقة بين الدولة والمجتمع والفرد خصوصا عندما تتماهل الدول عن تحقيق إرادة المجتمعات على سبيل المثال الحريات الدينية والسياسية وحرية الإعلام (مؤسسات امتصاص الصدمات) مما يسهل لدوائر المخابرات المختلفة التسلل واجتذاب الكثير من الأفراد وإغرائهم بالوسائل المختلفة لتأسيس بؤر عنف هلامية مختلفة, وبمسميات متنوعة وبالتالي يبحث عن ما يسمى "الشرعية الغير مباشرة" والمفتعلة للتدخل في شؤون تلك الدول وإذكاء النزاعات وحروب الوكالة بوشاح طائفي وعرقي.

تحويل الإرادة السياسية الوطنية بمختلف توجهاتها الدينية  والوطنية إلى كانتونات متناحرة متنازعة باستخدام فلسفة "التقطيع الناعم" لتستثمرها فيما بعد لتحقيق الهيمنة الكاملة.

ترويج الأيديولوجيات المفبركة المشوهة والمعدة في أروقة دوائر المخابرات الأجنبية والتي تستهدف البني التحتية الدينية والاجتماعية والوطنية, كما وتمارس منظومات الإعلام المسخرة لهذا الغرض الدعاية والتشويه والتزييف  والتضليل وعلى سبيل المثال تشويه صورة الإسلام أمام الرأي العام الغربي والأمريكي عبر بث المواد الإعلامية المخصصة لهذا الغرض لخلق حالة الصراع والاحتراب الأيديولوجي في العالم .

يرى الباحث أن استخدام القوى الإمبريالية والصهيونية العالمية جرثومة الاحتراب الطائفي ضمن معايير "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty warبعنصريها "الحرب الديموغرافية demographic war"  و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war", لم تطبق ضد العرب والمسلمين فحسب بل طبقت ضد العالم المسيحي أيضا , حيث أحدثت شرخا كبيرا بينهم  وقسمتهم إلى,الكاثوليكية,البروتستانتية,الأرثوذكسية,الانكليكانية[10] لإذكاء الصراع ونشر الوباء,وهناك رفض حقيقي من العالم المسيحي لهذه المفاهيم والتقسيمات الكاريكاتورية للعالم بين الخير والشر وفق معايير اليمن الأمريكي المتشدد والتي أودت بالعالم إلى الفوضى.

ملامح وبائية في الشرق الأوسط والعالم العربي

 

استخدمت الإدارات الأمريكية السابقة في العدوان على العراق, جرثومة أو وباء الاحتراب الطائفي والعرقي ضمن فلسفة "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war بعنصريها "الحرب الديموغرافية demographic war"  و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war", عبر منظوماتها وورشها المصنعة لهذا الغرض في إشاعة مصطلح الأكثرية والأقلية والمظلومية وسيادة ثقافة المذهب والطائفة والعرق على مفهوم المواطنة والوطن الموحد والدين الواحد والأمة وجرى ذلك تطبيقا لعقيدة الرئيس السابق "بوش"[11] مما دفع بالعراق إلى التقسيم والاحتراب الطائفي والعرقي وصراع السلطة وتبديد الثروات الطبيعية والبشرية والتي لا تزال ملامحه شاخصة في تشكيل المؤسسات للدولة الحالية[12] وبلغ حجم الضحايا العراقيين من جراء هذا الوباء أرقام فلكية حيث انزلق العراق عام2006-2007 في اكبر عمليات تطهير طائفي عرفها العراق[13] شاركت فيها المليشيات الطائفية والحزبية وعدد من المؤسسات الحكومية بعد أحداث سامراء , وقد وقفت الولايات المتحدة الأمريكية متفرجة حيالها, واستثمرها جنرالات الحرب كتكتيك إيقاف انهيار القوات الأمريكية نتيجة لعمليات المقاومة المتصاعدة في حينها واعتبارها "خط صد" ويعود اليوم علينا السياسيون الجدد بممارسة نفس المنهج الطائفي عبر سياسة الخوف والتخويف ضد الشعب العراقي[14] لغرض استثمار وتوظيف رد الفعل الخائف باصطفاف طائفي وعرقي جديد تبدو ملامحه ظاهرة للعيان.

 يرى الباحث أن الوباء والجرثومة لا تزال تفتك بالجسد العراقي  وتدمر بنيته التحتية الاجتماعية والسياسية وتمنعه من الخروج من أزمته(أزمة احتلال العراق), بل وانتشر الوباء و تلك الجرثومة إلى دول العالم العربي والشرق الأوسط , وتجد أعراضها في لبنان وفلسطين والكويت والسعودية واليمن ومصر والسودان والصومال والجزائر والمغرب ناهيك عن دول الشرق الأوسط تركيا وأفغانستان والباكستان والهند,  إنها جرثومة أو وباء الاحتراب الطائفي والعرقي تجسيد حي لفلسفة "الحرب الديموغرافية demographic war"  و"حرب العقائد والأفكارbeliefs war" التي أرسى دعائمها وتطبيقاتها حفنة من الشركات والمتشددين والعسكريين لتعزيز أرصدتهم الترليونية.

لذا نخاطب زعماء العالم العربي والإسلامي وشعوب امتنا العربية والإسلامية أن  يستدركوا هذا الوباء وإيجاد المصل المضاد لجرثومة الاحتراب الطائفي والعرقي  والوقاية منها والتي تستهدف امتنا دول وشعوب وتستنزف ثرواتها ومواردها.

ــــــــــــــ

*مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية والعسكرية

saqarc@yahoo.com

 مركز صقر للدراسات الاستراتيجية والعسكرية

www.saqrcenter.net

saqr_v@yahoo.com


[1] .صموئيل هنتنغتون,صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي,ترجمة د.مالك عبيد& د.محمود محمد, الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان,ليبيا,1999 ص36.

[2] . الباحث "استراتيجية البركان- volcano strategy - الحرب القذرة dirty war

[3] . تقرير "التوازن العسكري 2005-2006"، الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية IISS, تقرير بحثي صادر عن مركز "جلوبال ريسيرش "الكندي لأبحاث العولمة شبكة القواعد العسكرية الأمريكية.

[4] . زرع الكيان الصهيوني في قلب الجسد العربي لتكون رقعة مصالح بوشاح راديكالي (وعد بلفور بتكوين وطن لليهود في فلسطين).

[5] .يقول هنتنغتون مستهدفا الإسلام المشكلة "الإسلام" حضارة مختلفة وشعوبها مقتنعة بتفوقها الثقافي وواعية لمكانتها وموقعها,انظر صموئيل هنتنغتون,صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي,ص40.

[6] . يسال الباحث ماهي المعايير الاستراتيجية التي قادت المخطط لغزو العراق وتدميره لان تدمير وغزو العراق يعد اكبر كارثة استراتيجية ارتكبها الغرب بحق العراق وأنفسهم.

[7] . استراتيجية لاحتلال منابع النفط في الخليج بعد استراتيجية الردع التي استخدمها العرب في حرب تشرين باستخدام النفط كسلاح في المعركة وكان قد حقق نتائج سياسية وعسكرية مرضية.

[8] . تقرير "التوازن العسكري 2005-2006"، الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية IISS.

[9] .إقامة منظمة التجارة العالميةW.T.O التي تهدف إلى تكديس الثروة في أيدي حفنة من رؤوس الأموال التي تسيطر على سوق المال, والشعب الأمريكي في طليعة المستغلين والمستثمرين المسحوقين,وفي أوربا تشكيل مماثل السوق الأوربية المشتركة – توحيد الاقتصاد-إصدار عملة موحدة – إزالة الحدود والقيود- قوة عسكرية موحدة.

[10] . انظر وليد شميط,إمبراطورية المحافظين الجدد,دار الساقي,بيروت,2005,ص111.

[11] . قسم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش العراقيين إلى شيعة وأكراد وسنة وتركمان وكلدان وآشوريين, وألغى بذلك هويتهم العراقية وذكر ذلك في بيان لقمة عقدها بوش مع رؤساء الحكومات ا-أسبانيا--بريطانيا-البرتغال  قبيل العدوان على العراق في16اذار2003 وبذلك أصبح  العراق مجموعة مذاهب وطوائف واثنيات وأعراق, انظر وليد شميط,إمبراطورية المحافظين الجدد,دار الساقي,بيروت,2005,ص158

[12] . مقومات الدولة الأساسية هي الأرض والسيادة والحدود الشعب, ومن الحقائق أن الشعب مجزأ ومهجر, والأرض أقاليم ومناطق متنازع عليها, والحدود مخترقة تقصف يوميا شمالا  وتخترق شرقا,والسيادة في خبر كان في ظل الاحتلال.

[13] . قدرت مراكز الدراسات والمنظمات الحكومية ضحايا العراق إلى ما يقارب مليون ونصف مليون قتيل ونصف مليون معوق ومليوني أرملة وثلاثة ملايين يتيم وأكثر من مليون معتقل دخل وخرج من السجون,وانهيار كامل لمنظومة الخدمات الأساسية..الخ.

[14] . تستخدم نظرية ممارسة الخوف ضد المجتمعات عبر تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية وسط حشود المدنيين وخلق حالة الهلع والإرهاب وتوظيف نتائجها والإيحاء لمكونات المجتمع أن الحماية الأمان توفره تلك الحكومة أو ذلك الحزب أو تلك الطائفة .

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ