ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 24/06/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القرن الأمريكي الجديد - الفرسان المنقذون

 سلاح الفرسان المنتشر على الحدود الأمريكية الجديدة

الباحث اللواء مهند العزاوي *

يشير تقرير (إعادة بناء السياسة الدفاعية الأمريكية, الإستراتيجيات والقوات والمصادر للقرن الجديد), نشر عام2000  ضرورة السيطرة على المساحات الدولية المشتركة في الفضاء ومنها فضاء الاتصالات وتمهد الطريق لخلق وحدات عسكرية جديدة/القوات الفضائية الأمريكية التي ستتكون مهمتها السيطرة على الفضاء وان سلاح الفرسان الأمريكي يجب إن يصبح جيش احتلال دائم في الشرق الأوسط كما أوصى التقرير بتأسيس قواعد عسكرية أمريكية دائمة  في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم ويجب إن يكون جنودنا هناك بحيث يمكننا السيطرة على نفطهم؟؟؟

1. يمر العراق اليوم والمنطقة والعالم  بمنعطف استراتيجي خطير تسوده ملامح فوضى عسكرية مقبلة تلوح بالأفق الجيو عسكري مما يؤثر سلبا على مرتكزات التوازن الجيو استراتجي ونظرا لاصطفاف العالم بشكل مباشر أو غير مباشر خلف الفوضى الأمريكية منذ عام2000 ولحد الآن والانصياع خلف المشروع الأمريكي ( القرن الأمريكي الجديد) وانفراد الولايات المتحدة بالعالم لتجعله بقع ملتهبة من الصراعات والنزاعات والحروب لتسويق منتجات مصانع السلاح الأمريكية المرتبطة بمركز القرار في الولايات المتحدة , وانتهاجها سياسة الفوضى الخلاقة في مواقع تواجدها العسكري والسياسي ناهيك عن التعشيق المركب والمتغيرات التي طرأت على الفكر الاستراتيجي العسكري الأمريكي بعد إن غادر سياسة الردع باستخدام استراتيجية الجيش الصغير وخصخصة الحرب والاقتراب المباشر, وهذه استراتيجية مركبة من ثلاث استراتيجيات تؤمن التفوق والنصر بالحرب وليس بالضرورة كسب المعركة وبالرغم من عدم وجود هذه الثقافة العسكري الحديثة لدى جيوش بلدان العالم الثالث     ( الجيوش التقليدية المترهلة بالذيل اللوجستي والمتخلفة تسليحيا عن الجيل الحديث) وسنتطرق لها تفصيليا في مقالات قادمة إن شاء الله.

2. بما لا يقبل الشك إن هناك تظليل أعلامي واسع وكبير وضبابية مقنعة حول ما يسمى ( الاتفاقية- المعاهدة- الحلف الأمريكية العراقية المثيرة للجدل) جميع تلك المصطلحات الاستعمارية من حيث الجوهر والبراقة من حيث المظهر ومن مصطلحات الخطاب الأمريكي المزدوج وتندرج ضمن أبعاد استراتيجية واستحقاقات المرحلة الخمسية لدوائر الاحتلال في واشنطن وبغداد ومع ضرورة توظيف هذه المعاهدة والتي قد تمرر كما مرر الدستور سابقا بالقوة رغم رد الفعل الشعبي المناهض لها, فهي بمثابة التجسيد الإستراتيجي لمقولة الرئيس الأمريكي بوش "بان الحرب قد حققت أهدافها الإستراتيجية وضرورة الحفاظ على المكاسب" ومن خلال تلك الضجة الإعلامية حولها وأشغال الرأي العام بها استطاع خبراء (اللف والدورانSpin Doctors  )في الولايات المتحدة من تمرير ناعم وهادئ لتمديد القوات الأمريكية في العراق دون رد فعل جماهيري أو سياسي  أو إثارة بلبلة ضد الحكومة لطلبها التمديد من الأمم المتحدة, ليحافظوا على الصورة الجميلة الوردية التي يصورها الإعلام الأمريكي حولا النجاحات الباهرة في العراق لتجسير الموانع والمطبات الانتخابية في واشنطن وتلميع صورة الإدارة الجمهورية الحالية تمهيدا للحصول على رئاسة مقبلة, والمنطق السياسي والإستراتيجي يشير بوضوح إلى إن الرئيس ليس صانع سياسة بل منفذ و يجتهد أحيانا ببعض الهوامش و الأولويات وفقا للصلاحيات وإن السياسة الأمريكية تسير وفق مخططات استراتيجية مقرة ومعدة سلفا تتناغم مع الطموحات التوسعية والهوس الكوني الأمريكي ويشير تقرير (إعادة بناء السياسة الدفاعية الأمريكية, الإستراتيجيات والقوات والمصادر للقرن الجديد), نشر عام2000 واضعي مشروع القرن الأمريكي الجديد الذي يشكل اعظائه الدماغ المركزي للسياسة الخارجية الأمريكية في إدارة بوش , وانتقد هذا التقرير في الخارج بشدة واعتبروه مخطط للهيمنة الأمريكية على العالم بدأ ((بالقول إن الولايات المتحدة في الوقت الحاضر هي القوة العظمى الوحيدة التي لم تواجه أي خصم عالمي أو منافس واستراتيجية أمريكا الكبرى يجب إن تهدف للإبقاء على هذا الموقع المميز وترسيخه أكثر في المستقبل قدر الإمكان)) ولتحقيق ذلك الهدف أوصى التقرير( بتأسيس قواعد عسكرية أمريكية دائمة  في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى من العالم ونشر نظام الدفاع المضاد للصواريخ Ballistic Missile Defense (BMD)  الملحق(أ) المرفق أسفل المقالة) حيث لا يوجد حاليا مثل تلك القواعد بما في ذلك جنوب شرق أوربا , وأمريكا اللاتينية, وجنوب شرق أسيا , وقال التقرير أيضا إن القوات العسكرية يجب إن تسعى (للسيطرة على المساحات الدولية المشتركة في الفضاء ومنها فظاء الاتصالات وتمهد الطريق لخلق وحدات عسكرية جديدة/القوات الفضائية الأمريكية التي ستتكون مهمتها السيطرة على الفضاء) إضافة لذلك تحدث التقرير عن(( الحاجة إلى تطوير جيل جديد من الأسلحة النووية-أسلحة نووية أكثر أماناً وفعالية- أسهل نقلا وتخصيصا وتوجيها)) "ينبغي توفرها من اجل استخدامها ضد الملاجئ الآمنة والعميقة جدا تحت الأرض التي يبنيها العديد من خصومنا المحتملين " بالطبع تبدو هذه الأفكار متطرفة إذا ما أعلنت بشكل واضح وصريح لذا اضطر واضعوه مشروع القرن الأمريكي الجديد إيجاد اللغة التي تخفف وتلين معانيها, وذكر التقرير إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إن تقوم بواجبات شرطي المنطقة وهو الدور المرتبط بتشكيل" البيئة الأمنية" في المناطق الحرجة من العالم وعبارة واجب شرطي المنطقة ( هي الطريقة المبهمة للقول إن الجنود الأمريكيين الذين يحتلون بلدان أجنبية هم شرطة الحي الودودين )" تشكيل البيئة الأمنية" هي لغة مؤدبة تعني عمليا السيطرة على الغير بقوة السلاح, والمناطق الحرجة طريقة لطيفة للإشارة إلى البلدان التي تريد السيطرة عليها بنفس الطريقة, الأسلحة النووية الأمريكية التي يمكن تسميتها أسلحة الدمار الشامل إذا امتلكها طرف أخر غير الولايات المتحدة وإسرائيل وصفها التقرير أنها( الرادع النووي الأمريكي) بينما وصفت الصواريخ العابرة للقارات بأنها(( خندق الدفاع عن الوطن الأمريكي)) "وشبكة انتشار الدرع الصاروخي عبر العالم(نظام الدفاع المضاد للصواريخ Ballistic Missile Defense (BMD) ) يعني المفهوم من خلال الولوج إلى التفاصيل(الشيطان يكمن في التفاصيل)  إن الوطن الأمريكي يمتد خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية بمسافة وحدود جغرافية شاسعة لا حدود لها وفقا لهذا التوصيف" كيف يدافعون عن أمريكا عن طريق توفير قاعدة آمنه لبسط القوة الأمريكية حول العالم,

3. لفك رموز عبارات كهذه من المفيد التوقف قليلا بين الحين والأخر ومحاولة تخيل وقع تلك العبارات على أولئك الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة ولإنجاز هذه المهمة تخيل بكل بساطة إن بلد ما غير الولايات المتحدة مثل روسيا-الصين- فرنسا-ألمانيا-ايطاليا-أسبانيا-الهند-إيران أصدروا وثيقة تتحدث عن استعمال نظام وشبكة صواريخ من اجل ( توفير قاعدة آمنة لبسط قواتهم حول العالم والحيلولة دون صعود قوة عظمى جديدة منافسة ماذا سيكون رد الفعل الأمريكي عليه) الخطاب المزدوج سمة مشروع القرن الأمريكي الجديد ومكنه من إن يكون صريحا وغامضا في أن واحد وذلك عندما يتحدث عن تحقيق السلام الأمريكي الذي ينبغي إن يكون قائما عل أساس التفوق العسكري الأمريكي المطلق عبر نشر القوات الأمريكية في كافة أنحاء العالم لتكون بمثابة "خط الدفاع الأول عن حدود الأمن الأمريكي" بمعزل عن السلام الدولي وخصوصية الدول وأمنها الوطني أو الإقليمي, منذ انهيار الإتحاد السوفيتي يضيف مشروع القرن الأمريكي الجديد توسع تلك الحدود ببطء و بشكل صاخب وبخطى ثابتة, وخلال العقود التي تلت نهاية الحرب الباردة شهد الخليج العربي والمنطقة المحيطة به زيادة متوالية في تواجد القوات المسلحة الأمريكية أما إذا حاول بلد أخر بتحقيق زيادة عسكرية متوالية بعدد جنوده المنتشرين في كافة أنحاء العالم فستنظر الولايات المتحدة إلى ذلك كمسألة مثيرة للقلق وتقيم الدنيا وتقعدها؟ أما الجنود الأمريكيين على أية حال فهؤلاء ليسوا سوى((سلاح الفرسان المنتشر على الحدود الأمريكية الجديدة)) الحدود الأمريكية الجديدة لا تقف عند حد أو منطقة معينة بالعالم بل تشمل كافة بقاع الأرض لتحقيق هوس الهيمنة الكونية( الإمبراطورية الأمريكية القرن الأمريكي الجديد) واستخدمت الدوائر الأمريكية الخطاب المزدوج بشكل واسع ودقيق ومؤثر وسخرت الدوائر السياسية والإعلامية لتمرير مشروع القرن الأمريكي الجديد وترويج الفكرة القائلة(( بان سلاح الفرسان يجب إن يصبح جيش احتلال دائم في الشرق الأوسط)) أن قيمة مثل هذه القواعد من وجهة نظر أمريكية هي ذات قيمة فائقة إلى درجة أنها ينبغي إن تفضي إلى تغيير الخارطة السياسية للشرق الأوسط مبتدأ من العراق وابرز شواهدها ما يجري في العراق منذ الاحتلال ولحد الآن, ربما أثبتت إيران أنها تشكل منافس إقليمي يسعى للمنافسة الدولية التي ترفضها أمريكا أو شريك مشاغب للمصالح الأمريكية في الخليج, وحتى لو تحسنت العلاقات الإيرانية الأمريكية فان الاحتفاظ بقواعد عسكرية متقدمة في المنطقة يظل عنصر ضروري في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية للمحافظة على المصالح الأمريكية البعيدة المدى في المنطقة ولإنجاز مشروعها(القرن الأمريكي الجديد), يقول "التقرير(إعادة بناء السياسة الدفاعية الأمريكية, الإستراتيجيات والقوات والمصادر للقرن الجديد, نشر عام2000)  وإذا طبقنا مفردات هذا المشروع بما يجري في العراق حاليا بغض النظر عن شكل الحكومة في العراق "يجب إن يكون جنودنا هناك بحيث يمكننا السيطرة على نفطهم " على أية حال التحدث بكلام صريح كهذا يعتبر نوع من المحرمات  وتشير مفردات الخطاب المزدوج إلى بعض التعابير المشتركة المنمقة المظللة التي تصر على استغباء العالم والتي جوهرها يعكس مصطلحها وأحيان ينطبق المثل القائل( تغليف السم بالسكر) ومن هذه المصطلحات,جنود بدلا من قواعد عسكرية متقدمة,مصالح أمريكية بعيدة المدى بدلا من السيطرة على النفط, بكل الأحوال سيكون لشعب العراق الكلمة الفيصل فيها.

---------------

الملحق(أ) (نظام الدفاع المضاد للصواريخ Ballistic Missile Defense (BMD) )

منذ استلام الرئيس الأمريكي "جورج بوش الابن" لمهام منصبه، في يناير 2001، قام مع إدارته الجديدة بالتركيز على برنامج الدفاع المضاد للصواريخ البالسيتية، باعتباره ضرورة للأمن الأمريكي وأحد دعائم تحقيق أهداف إستراتيجيتها الأمنية في القرن الحادي والعشرين، وبما يحقق للولايات المتحدة الأمريكية الريادة وامتلاك التفوق النوعي التكنولوجي المطلق من خلال إنشاء (BMD), نظام الدفاع المضاد للصواريخ Ballistic Missile Defense (BMD)  (اُنظر شكل أماكن توزيع النظام BMD)

تقوم فكرة النظام الذي تتبناه الولايات المتحدة الأمريكية بهدف تحقيق التعاون مع الدول الحليفة واستغلال الإمكانيات التكنولوجية التي تحققت سابقاً من خلال حرب النجوم، لإنتاج وتطوير ونشر مجموعة من النظم المضادة للصواريخ متعددة الطبقات والمستويات في إطار شبكة عالمية تستخدم في مواجهة التهديدات المختلفة وفقاً لنوعيات ومديات الصواريخ البالسيتية وذلك من خلال بناء نظامين رئيسيين هما (NMD) (TMD).

المصادر

ـ استخدام الدعاية في حرب بوش على العراق /الجزء الأول من هم دعاة مشروع القرن الأمريكي الجديد الباحث اللواء الركن مهند العزاوي

ـ دراسة استراتيجية الصواريخ ارض ارض والمنظومات المضادة مقاتل من الصحراء

ـ كتاب استخدام الدعاية في حرب بوش على العراق-شيلدون رامبتون وجون ستوبر-الدار العربية للعلوم/2004

Language of War-America,s Defense Monitor29/7/1990

Iraq Faces Massiv U.S.missile BarrageCBSnews> 24/1/2003

Department of Defense news briefng-transcrpt-2002/2003

ـــــــــــــــــــــــــ

*رئيس مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية

saqarc@yahoo.Com

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ