ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 24/01/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تكريس التشويه.. العرب بعدسات هوليود

بقلم رانيه عقلة حداد

عرض لدراسة جامعية أعدها جاك شاهين

"جئت من مكان بعيد، يقع في أرض بعيدة، حيث تتجول قوافل الجمال، وقد يقطعون إذنك إذا لم يعجبهم شكلك، إنه مكان همجي.. ولكنه الوطن" هذا ما تقوله الأغنية على لسان علاء الدين، الشخصية الرئيسية في فيلم الكرتون الأمريكي الذي يحمل اسمه، ولهذه الكلمات أن تعطينا فكرة واضحة وخطيرة عن الصورة التي تقدم فيها هوليود العرب للعالم، حيث يظهر العربي كهمجي وإرهابي، بالأحرى لا إنساني، ولكن الأمر لا يقف عند حدود هذا الفيلم المنتج عام 1992 والمخصص للأطفال، إنما يتعداه ليشمل أغلب أفلام شريحة البحث التي درسها جاك شاهين –الأستاذ الفخري في جامعة جنوب إلينوي- والتي قاربت الألف فيلم، وتراوحت ما بين تلك المنتجة في أولى أيام هوليود، إلى أفلام اليوم التي حققت أعلى الإيرادات، وخلص في بحثه إلى نتيجة مهمة وهي "إن العرب هم أكثر الناس تعرضا للافتراء في عالم هوليود، إذ يتم تصويرهم في الأساس دون البشر.. وقرابة 25 في المائة من أفلام هوليود تهين العرب بطريقة أو بأخرى"، فجاء عنوان الكتاب انعكاسا أمينا لخلاصته، حيث حمل عنوانا رئيسيا "عرب سيئون للغاية"، وفرعيا "كيف تذم هوليود الناس"، وهذا الكتاب تم تقديمه لاحقا على شكل فيلم وثائقي، يعرض جاك شاهين من خلاله الأفكار الرئيسية التي جاءت في الكتاب، ويعلق على مشاهد الأفلام موضع البحث.

 

ملامح صورة العرب

بما أن السينما الهوليودية هي الأكثر انتشارا ومشاهدة في العالم، فإنها حتما السينما الأكثر تأثيرا في الناس، والأكثر قدرة على تكريس أي صور نمطية تخلقها، فكيف كانت صورة العربي في تلك السينما لأكثر من مائة عام؟ بمعنى آخر: ما هي الصورة التي رسختها في أذهان المشاهدين عن العرب؟ وهل اختلف شيء على تلك الصورة مع مرور الوقت؟ وإذا تغيرت تلك الصورة فوفق أي معطيات؟

"..في بلاد العرب لديك الموسيقى المشؤومة، ولديك الصحراء، نبدأ دائما بالصحراء كونها مكانا ذا تهديد، نضيف واحة، وأشجار نخيل، وقصرا ذا حجرة تعذيب في القبو، ويجلس الباشا على مقاعده الوثيرة، والجواري تحيط به، وبما أن كل الجواري لا تفلح بإرضائه، يقوم بخطف البطة الشقراء من الغرب، والتي ترفض الإغراء"، هكذا يكثف جاك شاهين الصورة التي تقدم فيها هوليود العرب، مكانا وناسا، لتبدو كأنها تنتمي إلى عوالم حكايات ألف ليلة وليلة، حيث الناس يتجولون على بسط سحرية، وهناك ملاعبو ثعابين يرتدون العمائم ويقومون بتمرين الثعابين على الدخول والخروج من السلال، وهناك رجال يحملون بسذاجة سيوفا طويلة معقوفة، ونساء أما جواري أو راقصات شرقيات بملابس شفافة، أما إذا أرادوا أن يقدموا صورة أفضل، فإنها ستكون على نحو يبدو معها العرب كمهرجين، الغرض منهم إطلاق نكات سخيفة، أو أناس ليسوا خطرين، وحسب وإنما عديمي الكفاءة أيضا، وغالبا هناك تواجد لشخصية الشيخ العربي الثري، والفاسد، الغبي الذي لا يُقدر قيمة المال، ذي الشهوة العارمة، شديد الهوس بالمرأة الأمريكية، حتى الأفلام التي لا علاقة لها بالشرق الأوسط يتم إقحام العرب السيئين فيها، وذاكرة هوليود تزخر بالكثير من الأمثلة التي سنجد في كل منها على الأقل واحدة من هذه الصور، فعلى سبيل المثال لا الحصر؛ فيلم "دعوة إلى الرقص" 1956، "سامون ضد الشيخ" 1962، "علي بابا.. كلب الصحراء المجنون"، فيلم جيمس بوند "لا تقل أبدا ثانية بعد الآن" 1983، "جوهرة النيل" عام 1985، "العودة إلى المستقبل" 1985، "أكاذيب حقيقية" عام 1994..

يتحرى جاك شاهين منبع صورة العرب هذه، فيصل إلى المستشرقين الأوروبيين الذين عندما زاروا الشرق قبل أكثر من مائتي سنة، واطلعوا على حضاراته وثقافاته وتراثه المعرفي والأدبي المتنوع، عادوا بكتاباتهم ولوحاتهم التي لم تسجل الشرق كما هو، إنما كما أردوا أن ينظروا إليه، فكان الشرق بالنسبة لهم الجواري والراقصات والغرام والرجال الباحثين عن ملذاتهم، وكان أيضا التخلف والجهل والعنف، ومن هنا تأثر المستشرقون الأمريكيون بهذه التصورات التي نقلها نظراؤهم الأوربيون بكل ما تتسم به من استعلاء وتفوق على الحضارة والثقافة العربية والإسلامية وتجاهل لأدوارها التاريخية، وبما يخدم أهدافهم الاستعمارية، لذا كان لا بد من توظيف السينما في هوليود لخدمة هذه الغايات، عبر تكريس صورة دونية وسيئة للعرب، وتنميطها بجعلها الصورة الوحيدة التي تنسحب على جميع العرب.

 

"واشنطن وهوليود تشتركان بنفس الجينات"

من يقف خلف تلك الصور؟

إذا كان التأثر بالمستشرقين الأوروبيين في البداية لعب دورا كبيرا في رسم ملامح صورة سيئة للعرب في السينما الهوليودية، فإن ثمة أحداثا لاحقة كانت المسؤولة عن تغير ملامح هذه الصورة، أو بالأحرى استدعت المزيد من التشويه لصورة العرب والمسلمين، ويحدد جاك شاهين هذه الأحداث؛ أولا: الصراع العربي الإسرائيلي، ثانيا: الحصار العربي على النفط في السبعينات، الذي أغضب الأمريكيين عندما ارتفعت أسعار النفط بشكل لم يسبق له مثيل، ثالثا: الثورة الإيرانية التي أدت إلى زيادة حدة التوتر العربي–الأمريكي عندما قام طلبة إيرانيون باحتجاز دبلوماسيين أمريكيين كرهائن لأكثر من سنة، هذه الأحداث شكلت تهديدا للمصالح الأمريكية في المنطقة، وبما أن السياسة الأمريكية لم تعمل يوما بمعزل عن السينما، التي كانت دائما حليفها القوي القادر على التأثير في الناس بشكل كبير وسريع، فكان لا بد من محاربة كل ما من شأنه أن يهدد تلك المصالح من خلالها، لذلك لا نستغرب ما صرح به فالنتي -رئيس جمعية الصور المتحركة الأمريكية- بأن "واشنطن وهوليود تشتركان بنفس الجينات"، وهذه دلالة صريحة كما يقول شاهين على أن السياسة وصور هوليود أمران مترابطان ويعزز أحدهما الآخر، فالسياسة تعزز الصور الملفقة والتي بدورها تعزز السياسة، لذلك بعد هذه الأحداث بدأت صورة العالم العربي والعرب والمسلمين القادمة من عالم ألف ليلة وليلة بالتغير في هوليود، فصورة المرأة العربية والمسلمة بدأت بالتحول من صورة نمطية كراقصة وجارية إلى صورة نمطية أخرى كمحجبة، وخاضعة للرجل، وقابعة في الظل، وكذلك صورة الرجل العربي والمسلم أصبحت أكثر دموية، وأصبح مستعدا لارتكاب شتى أنواع الإرهاب، والتعذيب، والقتل، والتنكيل، وأما الشيخ فأصبح بصورة ذلك الرجل الجشع، الذي يحاول السيطرة على العالم بماله، وشراء أراضٍ واسعة من أمريكا، ويستشهد جاك شاهين بفيلم "الشبكة" 1976، كأحد الأمثلة للافتراءات على العرب في سبعينات القرن الماضي، والادعاء بأنهم قادمون لشراء أراضٍ واسعة في أمريكا، وهي ذات فترة الحصار العربي للنفط، حيث في الفيلم يدعو مذيع إحدى محطات التلفاز التجارية، الشعب الأمريكي للوقوف ضد عملية شراء العرب لحصص في شبكته التلفزيونية، ويوجه تعليقات عنيفة وغاضبة ضد العرب يستجيب لها مشاهدو المحطة، ويشبه جاك شاهين هذه الحملات الغاضبة والكارهة والمعادية للعرب، بالحملات الدعائية المعادية للسامية التي أطلقها النازيون.

ولأن نجاح إسرائيل في مساعيها الاستعمارية على أرض فلسطين، يعني حماية المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فكان لابد أن تمنح السياسة الأمريكية الدعم الكامل للإسرائيليين، وذلك بالانحياز التام لصورة الإسرائيلي كضحية للعنف الفلسطيني في سينما هوليود، في المقابل افتراء بلا حدود يُظهر صورة العرب والفلسطينيين كأشرار وإرهابيين أشبه بالنازيين، يخطفون، يهددون، ويقتلون الإسرائيليين بدم بارد دون أي رحمة أو مبرر، وهي صورة غير عادلة على الإطلاق للصراع العربي الإسرائيلي، حجبت حقيقة العربي الفلسطيني كضحية وكصاحب حق في الدفاع عن حياته وأرضه التي سلبت منه وشرد منها، وحجبت حقيقته كإنسان كابد الكثير من المجازر التي ارتكبها الإسرائيليون بحقه، الأمر الذي يمكن تقصيه في عدد من الأفلام كـ: "الترحيل الجماعي"1960، فيلم "ألقِ ظلا عميقا "1966، أما في أفلام كـ "الموت قبل العار" 1987، فأصبح العنف العربي والفلسطيني موجها نحو الأمريكان ويمثل تهديدا على حياتهم، ولم يقتصر الافتراء على صورة الرجل العربي، إنما امتد ليشمل صورة المرأة العربية لتصبح كما في فيلم "الأحد الأسود" 1977، انتحارية وإرهابية.

العلاقة الثنائية التي تجمع السياسة الأمريكية وصور هوليود، يمكن رصد أوضح تجلياتها في عدد كبير من الأفلام كـ: "النسر الحديدي" 1986، "الموت قبل العار" 1987، "جنود البحرية" 1990، "أكاذيب حقيقية" 1994، "قرار تنفيذي" 1996، "قواعد الاشتباك" 2000، "سقوط البلاك هوك" 2001، وهي أفلام ساهمت وزارة الدفاع الأمريكية في إنتاجها، ويعتبر فيلم "قواعد الاشتباك" أشد هذه الأفلام عنصرية، تم إنتاجه عام 2000 أي قبل أحداث 11 أيلول وقبل الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق، قام وزير بحرية سابق بكتابة السيناريو له، وتدور أحداثه في اليمن، حيث يتظاهر اليمنيون عند السفارة الأمريكية، فيتم استدعاء جنود البحرية لإخلاء الموظفين الأمريكيين، يطلق الجنود الأمريكيون النار على المتظاهرين اليمنيين ويقتلون أعدادا كبيرة من بينهم نساء وأطفالا، الأمر الذي يجعلنا كمشاهدين ندين الجنود الأمريكيين على هذه المذبحة التي اقترفوها، لكن خلال التحقيق الذي تلا الحادث يقوم المحامي الموكل بالدفاع عن قائد العملية بتتبع طفلة صغيرة بساق واحدة تدخل المستشفى حيث يرقد الضحايا، وهناك يعثر المحامي على شريط صوتي محتواه يجعلنا نغير موقفنا من الطرف المسؤول عن المذبحة، ويجعلنا نرى أن المدنيين اليمنيين ليسوا بتلك البراءة، وبالتالي عندما يلفظ الجندي الأمريكي قائد العملية الجملة الختامية للفيلم" اقتلوا أبناء العاهرات" نقف الآن إلى جانبه، وما يهم في هذا الأمر بحسب شاهين أنه في النهاية "يتم تبرير المذبحة بحق النساء والأطفال والتصفيق لها، ويتم الترديد إنها مذبحة نعم، ولكنها مذبحة صائبة"، ومثل هذه الأفلام يتم برمجة عرضها بشكل متكرر على محطات التلفاز، وكذلك تشتغل هوليود على فكرة تعميم الصور، كما في أحداث 11 أيلول حيث أفعال بضع أشخاص متطرفين تم تعميمها على كل العرب والمسلمين، فهذا التكرار وذلك التعميم هي الآلية التي يتم من خلالها ترسيخ الصورة السيئة للعرب في ذهن المشاهد، فيصبح معها قتل العرب والمسلمين فكرة مستساغة لأنهم يستحقون ذلك، هذا ما اشتغلت عليه واشنطن وهوليود منذ أكثر من قرن، فهل لازلنا نجهل كيف نمت الكراهية في قلوب الشعب الأمريكي تجاه العرب والمسلمين، وكيف أصبح خوض أمريكا لحرب العراق واحتلالها أسهل بكثير؟

من ناحية أخرى لا يغفل جاك شاهين الدور الكبير الذي يلعبه اللوبي الصهيوني في التحكم بقطاع الإنتاج في هوليود، وفي هذا السياق يذكر تجربة المنتجَيْن الإسرائيليين: ميناحيم غولان، ويورام غلوبس، حيث أسسا شركة إنتاج سينمائية أمريكية تدعى (Cannon)، وأنتجا لا يقل عن ثلاثين فيلما على مدى عشرين عاما تهين كل ما هو عربي وخصوصا الفلسطينيين، ويعتبر فيلم "قوة الدلتا" 1986، أكثر أفلامهم عنصرية حيث فيه يقوم الفلسطينيون بخطف طائرة وإرهاب ركابها لاسيما اليهود منهم.

على الضفة الأخرى في هوليود، هناك عدد ضئيل من الأفلام التي تنصف العرب، فبين ما يقرب الألف فيلم -هي شريحة البحث التي تناولها شاهين- هناك فقط اثنا عشر فيلما تقدم العرب بصورة إيجابية، وخمسون تقدمهم بصورة متوازنة، بكافة تعقيداتهم، بعيدا عن التنميط، كـ: "روبن هود: أمير اللصوص" 1991، "ثلاثة ملوك" 1999، "المحارب الثالث عشر"1999، "سريانا" 2005، "مملكة السماء" 2005، لكن ما الذي تستطيع هذه النسبة الضئيلة جدا من الأفلام فعله، إزاء معالم صورة سيئة ودونية وغير إنسانية للعرب شكلتها مئات الأفلام على مدار قرن من الزمان؟

 

أهمية خاصة

ثمة أمور تمنح لهذا الفيلم أهمية خاصة:

أولا: كون هذا البحث/ الفيلم صادرا عن جهة أمريكية مستقلة، وموجَها إلى إحدى أهم وسائل الإعلام الأمريكية وهي السينما الهوليودية، ليشكل هذا البحث/ الفيلم بذلك شهادة على واقع الحال، ووثيقة نقد ذاتي تتحرى المسؤول عن تلك الصورة السيئة للعرب، وتتبين دوافعه، ولا تتوانى عن إدانته وتحميله المسؤولية عن تشويه صورة العرب والمسلمين على مدار عشرات السنين.

ثانيا: استشهاد الفيلم بمشاهد من الأفلام موضع البحث -كدليل مادي بصري صوتي- يعزز الفكرة المراد إيضاحها ويمنحها مصداقية، فالدليل البصري أشد تأثيرا من الكلمة المكتوبة، من ناحية أخرى تصنيف المشاهد وترتيبها بشكل متجاور مونتاجيا، يظهر جليا الافتراء على العرب، فعندما توضع بتتابع عدة مشاهد من أفلام مختلفة لشخصيات تمثل عربا، جميعها تطلق النار على أبرياء أمريكان، يعمق هذا التكثيف والتتابع الإحساس بالصورة السلبية عن العرب التي تكرسها هذه المشاهد، ونصبح أكثر إدراكا لما يمكن أن يفعله تراكم مثل هذه الصور في ذاكرة من يشاهدها.

ثالثا: قد يعلم بعضنا أن ثمة أفلاما هوليودية تشوه صورة العرب، لكن البحث/ الفيلم يضعنا بصورة الحجم الحقيقي لهذه الافتراءات، ونسبة ما يقابلها من أفلام تقدم العرب بشكل متوازن.

 

جحيم الأسئلة

هذا البحث/ الفيلم يفتح الباب على الكثير من الأسئلة:

ألم يكن من باب أولى أن تقوم جهات عربية بمثل هكذا دراسة؟

إذا كانت وزارة الدفاع الأمريكية، تساهم في تمويل أفلام سينمائية كي تخدم سياستها في منطقتنا، فماذا تفعل حكوماتنا العربية إزاء هذا الشغل المنظم، والمترصد بنا؟

هل نمتلك رؤية لما ينبغي فعله؟

وهل لدينا الخطط الإستراتيجية المناسبة؟

هل ثمة إدراك لأهمية توظيف السينما في خدمة السياسة؟

من جهة أخرى، ماذا فعل العرب الأمريكيون، هل شكلوا جمعيات لمناهضة التمييز العنصري الذي تمارسه أمريكا ضد العرب في إعلامها؟

وماذا قدم المنتجون السينمائيون العرب، هل أنتجوا أفلاما تقدم صورة عادلة عن العرب، وقادرة بذات الوقت على طرق أبواب الأسواق العالمية؟ وهل ساهموا بإنتاج أفلام في هوليود تخدم صورة العرب؟

لربما السؤال الأهم الذي يجب طرحه:

هل نحن معنيون أصلا بالعمل على تقديم ما يكشف هذه الأكاذيب والافتراءات، وما يغير تلك الصورة الراسخة عن العرب؟

هل لدينا الانتماء لقضايانا؟

وهنا يستذكر المرء معاناة المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد، في إيجاد تمويل عربي لفيلم يقدم شخصية صلاح الدين الأيوبي، فلم يترك بابا إلا وطرقه، ولكن لم يرغب أي من الأثرياء والمنتجين العرب أن يسمع تلك الطرقات، فمات العقاد دون استكمال مشروعه الذي بدأ مع فيلمي "الرسالة" 1976، و"عمر المختار" 1981، والذي استطاع عبرهما أن يقدم للعالم بشكل عام وأمريكا بشكل خاص، صورة مشرقة عن العرب والمسلمين مغايرة لتلك التي تروجها أمريكا.

 

هل ثمة أمل يلوح بالأفق؟

في ظل غياب الإنتاج الحكومي، وفشل أغلب الإنتاج الخاص العربي في أن يرقى لمستوى العالمية على الرغم من توفر رأس المال، وفي ظل اتساع رقعة الإنتاج المشترك العربي الأوروبي، الذي في أغلبه يحمل أجندات خاصة، وفي ظل وجود بعض الكيانات السينمائية العربية الكبرى، والتي قرر بعضها استثمار ملايين الدولارات في إنتاج أفلام هوليودية، مع غياب كامل لصورة العرب عن أجندتها، كما في شركة (imagenation) المنبثقة عن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبو ظبي.. في ظل كل هذا لا يبقى إلا القليل من أفلام السينما العربية التي يمكن للمرء أن يثق بقدرتها على حمل المسؤولية.

ـــــــــ

المصدر : مداد القلم 22/1/2010

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ