ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 20/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإرهاب الدولي:

قدرات مؤسسة "بلاك ووتر" تفوق قدرات جيوش المنطقة

مركز صقر للدراسات الإستراتيجية

فرضت المتغيرات والمفاهيم الحربية المعاصرة انعطافا محوريا في منحى الصراع الدولي , وبالرغم من اعتماد قيم ومعايير تقليدية , ومزاوجتها مع المفاهيم الحديثة خصوصا عملياتيا وتدريبيا, ولكنها لم تلغي فكرة أساسية ترتكز عليها الحرب وهي الاعتماد على المقاتل وهو عنصر التنفيذ,لقد توسعت رقع الحرب وإشكالها في العالم, وتنوعت أساليبها وأدواتها ,وغاب عن المشهد الحربي الدولي حروب الجيوش التقليدية التي شهدها العالم في القرن الماضي, وبرزت فلسفة جديدة للحرب تعتمد على خصخصة الحرب والعنف , وجرى استثمار الإرهاب بكافة إشكاله, مما وسع رقع الحرب والنزاعات والحروب الأهلية, التي تمول من قبل الشركات الكبرى المختلفة وأبرزها شركات-السلاح-المرتزقة- الالكترونيات-الإعلام, وبالتالي تحقق أهداف وغايات إستراتيجية تخضع لمعايير المال ومصادر الطاقة ورقع النفوذ لتوسيع شبكة القواعد والتسهيلات العسكرية, وأضحت شركات المرتزقة العمود الفقري في العمليات العسكرية الشبحية التي تسبق الحرب والعمليات العسكرية التي تساند الحرب ومراحلها, وفي ظل فلسفة الجيش الذكي الذي انتهجته عدد من الدول الكبرى, أصبح لكل مقاتل نظامي يرافقه ثلاث مرتزقة من شركة الخدمات العسكرية الخاصة(مقاتل مأجور) عبر المفاصل الحربية الساندة كالمعلوماتية والفنية واللوجستيه, ناهيك عن المهام والعمليات الخاصة التي تكلف بها .

 

خصخصة العنف والإرهاب الدولي

شهد العالم ظاهرة خصخصة الحرب والعنف الأمريكية والذي روج لها نائب الرئيس الامريكي "ديك تشيني" ووزير الدفاع الامريكي السابق المقال "دونالد رامسفيلد", وقد باشر رامسفيلد لخصخصة الجيش الامريكي وتوسيع عمل شركات المرتزقة كبديل لقطعات الإسناد التي تم تفكيكها وتعد مناورة للاحتكام على جيوش محترفة غير معلنة, وتلك الشركات لا تخضع للقوانين الدولية , وبإمكانها تنفيذ المهام القذرة دون مسائلة أو اتهام من الرأي العام , نظرا لطبيعة تشكيلها وخلفية عناصرها (قتلة مأجورين) , وأضحت عدد من جيوش العالم تنتهج نظرية الجيش الصغير الذكي مع خصخصة المهام المعلوماتية واللوجستية والمخابراتية القذرة إلى شركات الخدمات العسكرية والأمنية واللوجستية والمعلوماتية الخاصة, والتي تقوم بمهام حربية وأخرى مخابراتية معلوماتية , بل وتساهم في خلق المشاهد الدراماتيكية ذات الطابع ألمخابراتي , بغية تحقيق أهداف سياسية منها قلب أنظمة الحكم وغزو واحتلال دول ذات أهمية إستراتيجية, وكذلك إذكاء النزاعات والصراعات والحروب الأهلية , وشاركت تلك الشركات في جميع الحروب المعاصرة التي خاضتها الولايات المتحدة الأمريكية في أفريقيا وأوربا واسيا, وكانت تلك الشركات مرافقة ومتسقة بمنظومة الحرب العملياتية والاستخبارتية والمعلوماتية واللوجستية الامريكية, ولعل ابرز الشركات المثيرة للجدل من بين 38 شركة مرتزقة أمريكية عاملة في العراق ولها سجل أجرامي إرهابي كبير, يتعلق بجرائم حرب ومجازر إبادة الجنس البشري, هي شركة "بلاك ووتر " والتي حولت اسمها إلى زي أكس إي xe z- لأغراض تخطي المسائلة القانونية لسجلها الإرهابي الكبير, وكذلك التهرب الضريبي حيث بلغت عقودها مليارات الدولارات ,وقد حققت أرصدة ملياريه من عقود العراق تفوق خزائن دول في عالمنا اليوم , ومن الضروري البحث في قدرات وإمكانيات هذه الشركة وبنيتها التحتية العملياتية وقواعدها المادية ومرتكزاتها اللوجستية, حيث تتضمن مؤسسة "بلاك ووتر " تسع شركات وهي واحدة من 60 مؤسسة أمنية خاصة تعمل في العراق مع الجيش الامريكي ودوائره السياسية, ويقدر عدد المتعهدين المرتزقة في العراق ما يقارب 200الف , وتعد قدرات شركة "بلاك ووتر" تثير شبهات مختلفة وعديدة حول دورها ومهامها, وقد أطلق عليها في امريكا تسمية "جيش بوش السري" في العراق, لما تمتلكه من قدرات حربية ومعلوماتية ومالية ومنظومات هائلة, وكان رئيس "بلاك ووتر" (غاري جاكسون) قد أعلن علنا عن تشدده الديني وإيديولوجيته الإرهابية , وسعيه لقتل المسلمين, ويكافئ كل من يقتل المسلمين العراقيين, في توجه ديني متعصب مثير للرعب والخيفة , وقد تناولت وسائل الإعلام الغربية والعربي والعراقية تصريحاته, حيث صرح في شهادته إمام محكمة امريكية لمحاكمة القتلة الأمريكيين المنتسبين لهذه الشركة واللذين كانوا قد قتلوا 17 عراقي مدني وجرحوا العشرات في مجزرة "ساحة النسور" ببغداد في العراق دون مبرر أو مسوغ قانوني أو امني, وكانت قد برئتهم المحكمة الأمريكية في سابقة قانونية خطيرة تدل على الاستهانة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان والدم العراقي وتشرع الفوضى القانونية والدموية التي تعمل بها تلك الشركات , وقد أثارت هيجان وسخط شعبي عارم وخصوصا من أهالي الضحايا الأبرياء.

 

البنية التحتية لمؤسسة بلاك ووتر-المرتزقة

أصبحت تجارة الموت وخصخصة العنف والإرهاب الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية وسيلة ربح اقتصادية ذات منحى إرهابي عنيف, ولعل ما خلفته شركات المرتزقة من مجازر وجرائم إرهابية في كافة دول العالم وخصوصا دول العالم الثالث لا تزال عالقة بأذهان شعوب تلك الدول, وقد اتهمت شركة بلاك ووتر بجرائم الاغتيال السياسي من الدرجة الأولى وقد اتهمت مؤخرا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق "رفيق الحريري" وكذلك اغتيال مناظير بوتو, وكان مسئولون سابقون في وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي.آي.إيه” سربوا معلومات جديدة متعلقة بكيفية هيمنة شركة "بلاك ووتر" سيئة السمعة على ما يسمى “فرق الاغتيالات الخاصة” في العراق التي استهدفت كفاءات ونخب العراق الوطنية والعلمية, وبالتأكيد أن تلك المهام القذرة من صلب عمل تلك الشركات, والتي تمارس الإرهاب السياسي والمنظم ضد شعوب العالم وخصوصا العالم الثالث , حيث تجد فيه ميدان خصب لجرائمها عبر أذكاء النزاعات الطائفية والعرقية والصراعات السياسية , وكان العراق وأفغانستان والباكستان ابرز محاور العمل لها خلال العقد الحالي, ويجب النظر الى البني التحتية لهذه المؤسسة الإجرامية , ومن ابرز شركات مؤسسة "بلاك ووتر " والتي حولت اسمها إلى زي أكس إي xe z- هي:-

1. شركة " بلاك ووتر" للعمليات الخاصة :

تشترك بمهام حربية وأخرى ذات طابع مخابراتي واستخدمت عناصرها في معركة الفلوجة ومهام حربية أخرى في العراق مع الجيش الامريكي النظامي أو بمفردها.

2. شركة "بلاك ووتر" للاستشارات الأمنية ( BSC):

"تشكلت شركة بلاك ووتر" ( BSC) للاستشارة الأمنية عام 2002, ويقع مقرها شمال كارولينا- مايوك, وتشير عقود عملها في العراق لإغراض حماية المسئولين والمنشآت وارتال الإمداد لقوات الاحتلال، وكذلك تدريب الجيش العراقي الجديد والشرطة العراقية، وتقديم الدعم المختلف لقوات الاحتلال الامريكي كونها تمتلك قدرات حربية وعسكرية تضاهي جيوش المنطقة وتتفوق عليها من ناحية التجهيز والتسليح وتستخدم حوامات متطورة

3. الحوامات

أ‌- حوامات "لتل بيرد" إم دي - F530 تستخدم ضمن قوات الرد السريع (QRF).

ب‌- حوامات "سيكور سكي S-92 المعروفة باستخدامها في قواعد طائرات الشحن العسكرية في "بلاك ووتر أمريكا".

ت‌- حوامات AB 412 العامة المستخدمة بكثرة في العراق

4. المدرعات

أ‌- عربات مدرعة من طراز RG-31تستخدم لنقل الأشخاص المهمين على طريق المطار السريع الذي يربط بين المنطقة الخضراء في بغداد ومطار بغداد الدولي ويبلغ طوله ما يقارب 13 كلم.

ب‌- كتائب الحماية المدرعة التي يطلق عليها تسمية "كوجر H".

ت‌- قامت شركة "بلاك ووتر" مؤخرا بإدخال ناقلات الأفراد المدرعة الخاصة بها من نوع "غريزلي ABC".. عربات "بلاك ووتر" المدرعة.

5. شركة "بلاك ووتر" الجوية، LLC :

تأسست شركة "بلاك ووتر" الجوية (LLC) في كانون الثاني 2006 لبناء الطائرات التي يتم التحكم بها عن بعد بدون طيار مثل طائرة البريداتور والريبر, ويجري استخدام الطائرات المسيرة . وتستطيع الطائرة بدون طيار التحليق لساعات حيث يتحكم فيها طيارون على بعد آلاف الأميال منها, ويمكن لها حمل أجهزة تجسس ومهاجمة أهداف بصواريخ على متنها. ويستخدم الجيش الامريكي تلك الطائرات ضمن فلسفة القتال عن بعد ونظرية الجيش الذكي وقد طور تلك الطائرة لتستخدم بقصف أهداف معينة بعد ان كانت تستخدم لأغراض المراقبة والمعلومات .

6. شركة "بلاك ووتر" البحرية :

وتقدم هذه الشركة عبر قوات الأمن البحرية في "بلاك ووتر" التدريب التكتيكي للقوات البحرية المسؤولة عن حماية الوحدات العسكرية.

7. مجموعة "رايفن" للتطوير:

تأسست مجموعة "رايفن" للتطوير عام 1997 لتصميم وبناء المنشآت التدريبية لمنظمة "بلاك ووتر يو أس آي" في شمال كارولينا.

8. خدمات الطيران العالمية (الخطوط الجوية الرئاسية وطيران أس تي أي) :- وهي شركة متخصصة بصيانة الطائرات والنقل التكتيكي, وتدعي الخطوط الجوية الرئاسية حصولها على تصريح رسمي سري من وزارة الدفاع الأمريكية للقيام بمهماتها الخاصة.

9. شركة غراي ستون ليميتد" مؤسسة أمنية خاصة:-

تقوم شركة"غراي ستون" بمهام توظيف ثلث رجال الأمن العاملين خارج البلاد, وقد تمكنت من تجنيد شبكة واسعة من الوكلاء العراقيين لترويج التجنيد في تلك شركات المرتزقة التي تنفذ مهام الحماية للقوافل ومهام حربية أخرى.

10. مركز تدريب "بلاك ووتر"

تملك مؤسسة "بلاك ووتر" قاعدة مادية تنظيمية وتدريبية وتسليحية كبرى, ويقدم مركز تدريب "بلاك ووتر" برامج التدريب التكتيكي والتدريب على الأسلحة للجيش، والحكومة العراقية، وما يسمى "قوات حفظ النظام" كذلك يقدم المركز عدة برامج تدريبية مفتوحة على فترات خلال العام، من القتال بالسلاح الأبيض إلى برامج التدريب على القنص. فضلا عن ذلك، يمكن لأحد ما التسجيل لدى "بلاك ووتر" في "بلاك ووتر أكاديمي"، حيث يجري هناك ما يسمى التدريب الراقي لتدريب المتقدمين، بشرط قدرتهم على استيفاء الشروط الصعبة التي تتناول خلفياتهم الاجتماعية والتدقيق في السجلات الإجرامية، واختبار البنية الفيزيلوجية، واختبار الفحص النفسي, وقد تقوم "بلاك ووتر" بالطلب من المتقدمين بالتوقيع على عقد احتكار يجعلهم في خدمة الشركة حصرا.

11. منظومات "بلاك ووتر" للتدريب على الرمي وتحديد الأهداف :

تقدم هذه المنظومة التسهيلات الخاصة بتوفير صالات التدريب على الرمي، والتدريب على الأهداف المختلفة المدى, من المدربين والعتاد والسلاح والميادين التخصصية.

 

حصانة أمريكية لجرائم الإرهاب الدولي

تعتمد مؤسسة "بلاك ووتر " والتي حولت اسمها إلى زي أكس إي xe z- بمنظومة شركاتها العاملة , على قدامى الحرب من الضباط والجنود اللذين خدموا في الجيش الامريكي النظامي ويبلغ معدل رواتب العناصر العاديين من 5000-10000الف دولار شهريا, اما الخبراء والمتقدمين في التدريب ممن حصلوا على شهادة التدريب الراقي تبلغ رواتبهم من 10000-30000الف دولار يوميا وحسب أهمية المنصب المسند إليه وخلفيته الحرفية , وكذلك اتجهت أخيرا إلى تجنيد عناصر من دول شرق أسيا وأفريقيا ومن دول مختلفة بما فيهم العرب وذلك لكون أجورهم متدنية لتتجاوز ألف دولار شهريا والمرتزقة من العراقيين كحراس وحمايات يتقاضون من 600-800 دولار شهريا , وهذه المنظومة الحربية والمخابراتية المعلوماتية الكبيرة والخطرة يترأسها " غاري جاكسون" أمريكي صهيوني متشدد ضد المسلمين والعرب ، وهناك الكثير من قادة وحدات الأعمال وعناصر سابقين في البحرية الأمريكية، ممن يتولون المهمات الميدانية لهذه المنظمة في العراق ودول أخرى, وكانت قد بنت لها قدرة مكتسبة في العراق من خلال تجنيد عناصر عراقية عبر وكلاء عراقيين لتوسيع شبكة التجنيد التي تنتشر في ارض العراق, وتنتهز الوضع المعيشي البائس والبطالة المستشرية , وتكلفهم بمهام مختلفة مريبة , وبالرغم من التصريحات الإعلامية لم تتمكن الحكومة الحالية من إنهاء تواجدها وعملها وعلى العكس قد جددت عقود عملها في الفترة الأخيرة, بعد أن غيرت تسميتها من شركة "بلاك ووتر " والتي حولت اسمها إلى زي أكس إي- xe , وتنتشر مكاتبها في عدد كبير من دول العالم والمنطقة العربية تحت واجهات مختلفة تبرر وجودها وحرية حركتها, هذه المؤسسة الجبارة تعمل بكامل ثقلها في العراق بين ما يقارب 60 شركة أخرى وتستنزف أموال العراق , ومتهمة بارتكاب جرائم حرب كبرى ضد العراقيين سيكشف التاريخ عنها .

ملحق – تقرير فضائح بلاك ووتر

غزة-دنيا الوطن

فجر مسئول أمني باكستاني سابق مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه ان شركة "بلاك ووتر" الأمريكية سيئة السمعة متورطة في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ورئيسة وزراء باكستان السابقة بي نظير بوتو.

وأكد رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق الجنرال مرزا أسلم بيك أن الحكومة الباكستانية في عهد الرئيس السابق برويز مشرف سمحت لشركة "بلاك ووتر" التي تستخدمها المخابرات المركزية الأمريكية في عمليات الاغتيال بالتواجد في المدن الباكستانية الكبرى بما في ذلك إسلام آباد وراولبندي وبيشاور وكويتا.

ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن أسلم بيك قوله لقناة "وقت" الباكستانية أمس السبت: "إن الأمريكيين يعللون وجود الشركة في باكستان لأنهم مهددون ويخشون من تعرض السفارة والقنصليات الأمريكية لعمليات انتحارية".

وتابع مرزا "إن وجود بلاك ووتر بباكستان يخرق الأصول الدبلوماسية والقوانين الدولية، واتهمها بأنها وراء اغتيال زعيمة حزب الشعب الراحلة بي نظير بوتو ورئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. وقال إن الشركة تقوم بتدريب المتقاعدين من الجيش الباكستاني على العمليات الأمنية بصورة واسعة النطاق".

كما صرح وزير الداخلية السابق الجنرال حامد نواز بأن السفارة الأمريكية تستعين بحراس بلاك ووتر وتجري مفاوضات لشراء فندق "بيرل كونتيننتال" في بيشاور. ولكن الناطق باسم السفارة الأمريكية بباكستان رفض التعليق.

كما اغتيلت بوتو خلال هجوم انتحاري بالقنابل والبنادق خلال حضورها حشدا إنتخابيا في مدينة "روالبندي" يوم 27 ديسمبر/كانون الاول عام 2007.

وألقت الحكومة الباكستانية السابقة برئاسة برويز مشرف والمخابرات المركزية الأمريكية باللائمة في مقتل بوتو على قائد طالبان الباكستانية حليف تنظيم القاعدة بيت الله محسود الذي قتلته طائرة امريكية بدون طيار الشهر الماضي.

يذكر ان الحكومة الامريكية استخدمت شركة بلاكووتر لحماية موظفيها ومقراتها في العراق بعد غزو العراق واحتلاله في عام 2003.

الا ان مستخدمي الشركة اتهموا بالاستخدام المفرط للقوة في عدة مناسبات، كان اقواها حادث مقتل 17 مدنيا عراقيا بنيران مستخدمي الشركة من الحراس الامنيين والحمايات في بغداد في عام 2007.

وكانت بلاكووتر، ومقرها ولاية كارولاينا الشمالية، والتي لم يجدد عقدها في العراق، قد غيرت اسمها الى "اكس اي".

 

فضائح بلاك ووتر

كان مسؤولون سابقون في وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي.آي.ايه” سربوا الشهر الماضي معلومات جديدة متعلقة بكيفية هيمنة شركة "بلاك ووتر" سيئة السمعة على ما يسمى “فرق الاغتيالات الخاصة”.

هذه التسريبات التي خصت بها مصادر تقاعدت لتوها على مايبدو من وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية جريدة “نيويورك تايمز” الأمريكية، تضمنت استهداف هذا البرنامج وعمليات قتل واغتيال في العراق وافغانستان ودولا اخرى، وهو الأمر الذي أثار تكهنات البعض في واشنطن إلى درجة المطالبة بتوسيع التحقيقات التي قررها الكونجرس مؤخراً حول عدم قانونية وتعمد إدارة بوش تشيني اخفاء الأمر عنه، والتدقيق في القوائم التي أعدتها “بلاك ووتر” بالاشتراك مع “ال.سي.آي.ايه” للاشخاص المستهدفين باعتبارهم أعضاء أو زعماء في القاعدة، أو يخططون لهجمات على الولايات المتحدة.

ما تسرب تضمن قيام ال”سي.آي.ايه” بالتعاقد مع “بلاك ووتر” نظير ملايين الدولارات للتخلص من أعضاء “القاعدة” والمرتبطين بها من وجهة النظر الامريكية، وكان هذا البرنامج يديره مكتب مكافحة الارهاب في الوكالة ثم نقل إلى الشركة بعد انضمام متقاعدين من الاستخبارات إليها، بمن فيهم مدير وحدة مكافحة الارهاب في الوكالة كوفر بلاك، الذي التحق بالعمل في “بلاك ووتر” بعد ثلاثة اشهر من تقاعده.

جاء هذا بينما استمرت شركة “بلاك ووتر” سابقاً (زي XE) حالياً بالتزام الصمت علماً أن مسؤولي ال “سي، آي. آيه” اصروا على أن هذا البرنامج، رغم التدريب والتخطيط والعمل المستمر عبر “بلاك ووتر” لما يقرب من 8 سنوات، لم يحدث أن نفذ، وهو الأمر الذي يتناقض مع تسريبات حول قيام “بلاك ووتر” المعنية بعمليات الاغتيالات بتنفيذ بعض منها في إطار ما يسمى بمطاردة القاعدة، وكان هذا البرنامج يدار من قبل الوكالة، وتوقف قبل 2004 ثم أعيد احياؤه تحت اسم “كودي” جديد ولكن باستخدام رجال “بلاك ووتر” سيئي السمعة، والتي بدت متحكمة في هذا البرنامج إلى أقصى درجة.

يذكر ان اغلب تدريبات هذه الفرق كانت في مركز تدريب سري للوكالة في وليامز بيرج في ولاية فيرجينيا، وكانت تدرب فيه أيضاً فرق تابعة للقوات الخاصة الأمريكية (التابعة للبنتاجون).

وكان صحفي أمريكي قد فجر مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه أن نائب الأمريكي السابق ديك تشيني، وراء مقتل كل من رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وقائد قوات الكتائب السابق إيلي حبيقة.

وقال الصحفي الأميركي: إن "تشيني أدار نشاط خلية إرهابية كانت مهمتها الأساسية اغتيال شخصيات في أفغانستان ولبنان".

وأكد مادسن أن "مصادره الخاصة في وكالة الاستخبارات الأميركية الـCIA أكدت أن الهدفين المعلنين كانا إيلي حبيقة قائد الكتائب والرئيس رفيق الحريري وذلك بالتنسيق والتعاون مع مكتب رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أرييل شارون.

واغتيل حبيقة في بيروت عام 2002 عن طريق سيارة مفخخة حيث يرجح أن يكون سبب اغتياله إخفاء الحقائق التي كان بصدد كشفها ضد شارون بشأن الدور الذي لعبه في مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982.

وكانت تحقيقات القضاء الأمريكي بشأن تورط شركة "بلاك ووتر" في عمليات قتل وتعذيب في العراق قد كشفت عن حقائق مثيرة أصابت كثيرين بالصدمة بسبب بشاعة ما تم الكشف عن على لسان شاهدي عيان عملا في السابق في شركة المرتزقة.

وحسبما ذكرت صحيفة "الخليج" الاماراتية، أعلن أحد الشاهدين عن تورط صاحب الشركة ايريك برنس في عمليات قتل للعراقيين أو على الأقل التعاون لتسهيل قتل أفراد متعاونين مع السلطات الفيدرالية أثناء تحقيقات تجريها السلطات حول هذه الشركة التي تحولت إلى جناح عسكري من المرتزقة، يتم تأجير خدماتها من قبل وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع لحراسة مسؤولين أمريكيين في العراق وغيره.

وجاء على لسان أحد اثنين ممن استمعت إليهم محكمة فيدرالية في ولاية فرجينيا الأمريكية بعدما أخفيت هويتهم وهم موظفون سابقون بالشركة، أن صاحب الشركة ورئيسها ايريك برنس يعتبر نفسه "مسيحياً صليبياً مهمته القضاء على المسلمين وعلى الدين الإسلامي ومحوه من على سطح الكرة الأرضية".

وضمن قائمة طويلة من الاتهامات التي وجهها إلى الشركة في قضيتين رئيسيتين (بلغ عددها في احدى القضيتين فقط 35 اتهاماً) قيام الشركة بعمليات تهريب للسلاح إلى داخل العراق بشكل غير قانوني، وتعمد تدمير أدلة ووثائق وغيرها.. وعمليات التهريب تلك كانت تتم عبر طائرات تابعة للشركة كانت تحط في البلد المحتل من دون رقابة حقيقية.

وفي الوقت الذي لوحظ فيه التعتيم الإعلامي والمستمر منذ سنوات على جرائم هذه الشركة التي تورطت في عمليات قتل من دون مبرر لمئات من العراقيين وإصابة وجرح الآلاف، فقد اضطر العديد من وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا إلى نشر بعض من وقائع فضائح “بلاك ووتر”، بعد ما أجبر تحقيق نشره جيرمن شيل من مجلة “نيشن” الأمريكية وسائل الإعلام هذه على متابعة القضية التي بدأت المحكمة الاتحادية لولاية فرجينيا النظر فيها في الثالث من أغسطس/ آب الماضي..

وحسب المعروف عن تاريخ ايريك برنس نفسه، التصاقه الشديد بتيار اليمين المسيحي الصهيوني ومعروف عن عائلته تاريخياً هذا التوجه، ووالده أحد الممولين الكبار للتيار المسيحي المتطرف، وهو نفسه تحول إلى الكاثوليكية ليكون أقرب إلى التصور الذي يشكل عقيدته حسب مقربين له كأحد مقاتلي "الحرب الصليبية الجديدة". ولا تخفى علاقة هذا الرجل مع متشددين في إدارة بوش السابقة.

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ