ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 18/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإسلام والغرب.. صراع المشاريع

الحلقة الثانية:

د. علي محمد الصلابي*

أسباب ودوافع الغزو الصليبي

خطبة البابا أوربان سنة 1097 التي حضت على شن الحروب الصليبية ضد المسلمين

كان المجتمع الأوروبي الغربي في هذه الفترة تسوده المنازعات والحروب المحلية بين الأمراء الإقطاعيين مما ساعد على ازدياد سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية في الغرب الأوروبي [1] ، كما كان للصراعات القائمة بين رأسي العالم المسيحي الغربي حينذاك ، وهما البابا والأمبراطور أثر كبير في مجريات الأحداث الأوروبية ، فلقد بلغت البابوية درجة عظيمة من القوة واتساع النفوذ في هذه الفترة ، مما فتح أمامهما المجال لكي تصبح القوة العالمية بمعنى أن يكون البابا هو الزعيم الروحي لجميع المسيحيين في الشرق والغرب على حد سواء [2] ، بجانب الخلافات المستمرة الموجودة بين الكنيستين الأرثوذكسية الشرقية والكاثوليكية الغربية ، إذ أصرت كل منهما على أن تسود وجهة نظرها وأن تكون لها الأولوية على الأخرى.

ولهذا السبب عندما عرضت فكرة الحرب المقدسة على البابا أوربان الثاني (471 - 491ه) (1078 - 1097م) وجد في تنفيذها فرصة كبيرة لإنهاء الخلاف بين الكنيستين والسيطرة على الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وإدماجها في الكنيسة الغربية تحت زعامته ، على أن يتم ذلك كله تحت ستار محاربة المسلمين وحماية البيزنطيين واسترداد الأراضي المقدسة في فلسطين [3] هذا بالإضافة إلى أغراض أخرى عديدة كانت البابوية ترغب في تحقيقها من وراء تمسكها بفكرة الحرب المقدسة ، منها التخلص من نفوذ كبار رجال الإقطاع في الغرب ، وإنهاء الحروب المستمرة عن طريق توجيه هذه الطاقات واستغلالها في الحرب المقدسة ، علها تفتح لهم بذلك منفذاً لحياة أفضل في الشرق بدون منازعات [4].

 

وقد اختلفت الآراء في تفسير طبيعة الحركة الصليبية والدوافع الكامنة وراءها فمنها ما هو مادي والبعض يرى أنها وليدة الحماس أو التعصب الديني التي عرفت بها أوروبا في العصور الوسطى ، وأن الباعث الحقيقي لتلك الحروب كان في الواقع هو الهوس الديني الممزوج بأغراض أخرى كالميل إلى تأسيس ممالك جديدة والحصول على الثروات الطائلة.

 

 وقد اعتبر غالبية المؤرخين القدامى والحديثين تلك الحروب أنها حروب دينية ، وأن العامل الديني كان الدافع الأساسي وراءها من أجل استعادة قبر المسيح على حد زعمهم والأراضي المقدسة من أيدي المسلمين وهناك آخرون يعتبروها أحد مظاهر التوسع الاقتصادي الاستعماري في العصور الوسطى وحقيقة الأمر ، أن الحروب الصليبية كانت نتيجة لتفاعل هذه العوامل مجتمعة ، لأنها قامـت لأسـباب سياسية واقتصـادية واجتماعية ، وأتخذت الدين وقوداً  أو وسيلة لاخفاء أغراضها المذكورة [5] ، ولا يمكن التقليل من الدافع الديني في تلك الحروب بأي وجه من الوجوه وإليك تفصيل تلك الدوافع والأسباب :

 

أولاً : الدافع الديني : كان الدافع الديني من الأسباب الرئيسية التي دفعت بالجموع الصليبية إلى قلب المعركة ، فقد كان شعار الحروب الصليبية ومما يظهر أهمية الجانب الديني أنهم قد وضعوا إشارة الصليب على أسلحتهم والأمتعة الخاصة بهم وقصدوا فلسطين بالذات [6] ، وقد كانت حركة الإحياء الديني قد ظهرت في غرب أوروبا في القرن العاشر الميلادي ، وبلغت أشدها في القرن الحادي عشر ، قد أدت إلى تقوية مركز البابوية ، وإثارة الحماسة الدينية في نفوس الناس ، هذه الحماسة استغلتها الكنيسية في متنفس خارجي وعندما ما ظهرت فكرة الحرب الصليبية اتخذت الكنائس الغرب الأوروبي ميداناً واسعاً لاستغلال نشاطه المكبوت وحماسته المنطلقة [7] ، وكان ذلك باسم تخليص القدس من أيدي المسلمين [8].

 

ومن أشهر من تبنى الدعوة إلى الحروب الصليبية هو البابا " أوربان الثاني " والذي يعتبر المسؤول الأول عن الترويج لحرب المسلمين والتحريض على إرسال الحملة الأولى إلى بلاد الشام وكانت الظروف مهيأة ، فسارع إلى عقد اجتماع في مدينة ( كليرمنت ) في فرنسا واستمر المؤتمر عشرة أيام حضره أكثر من ثلاثمائة من رجال الكنيسة [9] كما حضره أمراء من مختلف أنحاء أوروبا ، ومندوبون عن الإمبراطور البيزنطي ، وممثلون عن المدن الإيطالية.

 

واستطاع البابا أن يثير حماس السامعين في " خطابه " فتجاوب في أرجاء المجتمع هتاف بترديد عبارة " هكذا أراد الله " وبادر الحاضرون إلى اتخاذ الصليب شارة لهم [10] ، كما أن البابا أشار إلى ما أسماه بالخطر الإسلامي المحدق بأوروبا من جهة القسطنطينية ، وأعلن أن النصارى في المشرق يعانون من ظلم المسلمين ، وأن الكنائس والأديرة قد أصابها الدمار ، وحث الحاضرين على الانتقام من المسلمين [11].

 

والحقيقة إن ما أثاره البابا من تعرض نصارى المشرق إلى اضطهاد هو إدعاء باطل ، لا يتفق وروح الإسلام وطبيعة الدعوة إليه ، وما أحاط النصارى به ، من رعاية وعناية [12]. وكان من الشعارات التي رفعت في هذه الحرب أن الحجاج من النصارى كانوا يتعرضون للاضطهاد والعدوان وهم في طريقهم إلى بيت المقدس - قبيل الحروب الصليبية وهذا إدعاء باطل كذلك [13] ، يقول أحد كبار المؤرخين الأوروبيين : إن حالات الاضطهاد الفردية التي تعرض لها المسيحيون في البلدان الإسلامية في الشرق الأدنى بالذات لا يصح أن تتخذ بأي حال سبباً حقيقياً للحركة الصليبية ، لأن المسيحيين بوجه عام تمتعوا بقسط وافر من الحرية الدينية وغير الدينية في ظل الحكم الإسلامي ، فلم يسمح لهم فقط بالاحتفاظ بكنائسهم القديمة ، وإنما سمح لهم أيضاً بتشييد كنائس وأديرة جديدة جمعوا في مكتباتها كتبا دينية متنوعة في اللاهوت [14].

 

كما أن الإدعاء بتخريب الكنائس وهدم الأديرة أو مصادرتها لم يقم عليه دليل ؛ وإنما هي شائعات دور الدعاية الباطلة بفتح جبهة على المسلمين وأهمية إعطاء دور الإعلامي عنه ربما أدى إليه تصرف بعينه في قرية بعينها ، لا يمكن بحال من الأحوال أن يعتبر هو الأصل في معاملة المسلمين للمسيحيين وكنائسهم في البلاد الإسلامية [15].

 

ويقرر أكثر من مؤرخ منصف أن النصارى الذين خضعوا لحكم السلاجقة ، كانوا أسعد حالاً من إخوانهم الذين عاشوا في قلب الإمبراطورية البيزنطية ذاتها ، وما وجد أي دليل على اضطهاد السلاجقة للنصارى في المشرق [16]. إلا أن صيحات البابا كانت محمومة حاقدة لا تعقل ولا تفكر في العواقب الوخيمة لتصريحاته الرعناء ، وإلا ماذا يعنى قوله لأتباعه : اذهبوا وأزعجوا البرابرة ، وخلصوا البلاد المقدسة من الكفار ، وامتلكوها لأنفسكم ، فإنها كما تقول التوراة ، تفيض لبناً وعسلاً [17]. وقد وعد البابا جموع المشاركين بالحرب ، برفع العقوبات عن المذنبين منهم ، وبإعفائهم من الضرائب ، كما وعدهم برعاية الكنسية لأسرهم مدة غيابهم [18].

 

ولعل ما يدخل ضمن الدافع الديني أيضاً أنه ذاعت في الغرب أخبار الكرامات والمعجزات التي بثتها الكنيسة ، وساد الاعتقاد بأن نزول المسيح ثانية إلى الأرض أصبح وشيكاً ولابد من المضي في الاستغفار وعمل الخير ، قبل هبوطه ، كما ساد تصور مفاده أنه ينبغي استرداد الأرض قبل عودة المسيح [19] ، وقد أدرك البابا أن فورة الحماس الديني لن تستمر طويلاً ، فدعاً إلى القسم بأن تؤدى الصلاة في كنيسة القيامة ، وأشاع أن اللعنة ( سيف النقمة ) ستحل على كل من يستولي عليه الجبن والضعف أو نكص على عقبيه ، وهدد بأن يتعرض كل من لا يلبي نداء الكنيسة بالتوجه صوب الديار الإسلامية بالحرمان من الكنيسة [20]. وهذا من دهائه وقدرته على توظيف العواطف والمشاعر لخدمة مشروعه.

 

لقد أثرت الكنيسة لما لها من سلطان على قلوب الناس في غرب أوروبا في تلك العصور على الدعوة لهذه الغزوة ، وترتب على دعوة الكنيسة خروج الناس أفواجاً في حملات صليبية ضخمة متلاحقة إلى المشرق الإسلامي [21] ، ولا ننسى الحقد الصليبي على الإٍسلام وأهله ، فقد انتزع من أيديهم أرضاً كانت تحت سلطتهم وحرر منهم عبيداً كانوا يرزحون تحت وطأتهم واستلب منهم ملكاً كان في قبضتهم ، فغلت مراجل الحقد في صدورهم ، وتأججت نار العداوة في قلوبهم ، وأخذوا يتحينون الفرص ليستردوا ما فقدوا وينتقموا لأنفسهم ممن نكبوهم ، ومزقوا مملكتهم [22] ، وهذا المستشرق المشهور الأميرليون كايتاني (1869م إلى 1926م) الذي بذل معظم أمواله ليؤرخ لحركة الفتح الإسلامي في كتابه المعروف ؛ حوليات الإسلام يوضح لنا سر الحقد على الإسلام والمسلمين في مقدمة كتابه حيث يقول : إنه إنما يريد أن يفهم من عمله ذاك سر المصيبة الإسلامية ( كانا ستروفيكا إسلاميكا ) التي انتزعت من الدين المسيحي ملايين من الأتباع في شتى أنحاء الأرض ما يزالون يدينون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ويؤمنون به نبياً ورسولاً [23] ، قال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءَهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير ) البقرة 120 ، وقال تعالى ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة 217

 

ثانياً : الدافع السياسي : كان الملوك والأمراء الذين أسهموا في الحركة الصليبية يسعون وراء أطماع سياسية لم يستطيعوا إخفاءها سواء قبل وصولهم إلى الشام وفلسطين أو بعد استقرارهم فيهما ، والمعروف أن النظام الإقطاعي ارتبط دائماً بالأرض وبقدر ما يكون الإقطاع كبيراً والأرض واسعة ، بقدر ما تكون مكانة الأمير سامية في المجتمع وفي ظل هذا النظام كانت المشكلة الكبرى التي يمكن أن تواجه الأمير والفارس هي عدم وجود أقطاع أو أرض له ، مما يجعله عديم الأهمية مسلوب النفوذ ، وأدى هذا إلى بقاء عدد كبير من الفرسان والأمراء بدون أرض ، لأن من القواعد الأساسية في هذا النظام أن الابن الأكبر وحده هو الذي يرث الإقطاع ، فإذا مات صاحب الإقطاع انتقل الإقطاع بأكمله إلى أكبر أبنائه [24]  ، وهذا يعني بقاء بقية الأبناء دون أرض ، وهو وضع ممقوت في المجتمع الإقطاعي ، الأمر الذي جعل الفرسان والأمراء المحرومين من الأرض يتحايلون للتغلب على هذه العقبة عن طريق الزواج من وريثة إقطاع ، أو الالتجاء إلى العدوان والحرب للحصول على إقطاع.

 

وكان إن ظهرت الحركة الصليبية لتفتح باباً جديداً أمام ذلك النفر من الأمراء والفرسان ، فلبوا نداء البابوية ، وأسرعوا إلى الإسهام في تلك الحركة لعلهم ينجحون في تأسيس إمارات لأنفسهم في الشرق ، تعوضهم ما فاتهم في الغرب .. أما الأمراء والفرسان الذين كانوا يمتلكون إقطاعات فقد وجدوا في المشاركة في الحركة الصليبية فرصة طيبة لتحقيق مجد أكبر والحصول على جاه أعظم ، وبدراستنا لمراجع الحروب الصليبية نرى أن أطماع أمراء الحملة الأولى تجلت في عدة مظاهر سياسية ، فقد أخذوا يقسمون الغنيمة وهم في الطريق أي قبل أن يستولوا على الغنيمة فعلاً .

 

وسوف نرى بإذن الله تعالى كيف استحكم النزاع فيما بينهم أمام أنطاكية لرغبة كل واحد منهم في الفوز بها ، وكيف أن من استطاع منهم أن يحقق لنفسه كسبا في الطريق قنع به وتخلى عن مشاركة بقية الصليبيين في الزحف على البيت المقدس ، وهو الهدف الأساسي للحملة وكثيراً ما دب الخلاف بينهم - بعد استقرارهم - حول حكم إمارة أو الفوز بمدينة ، وعبثاً حاولت البابوية أن تتدخل لفض المنازعات بين الأمراء وتحذرهم بأن المسلمين يحيطون بهم ، وأن الواجب الصليبي يستدعي تضامنهم لدفع الخطر عن أنفسهم ولكن تلك الصيحات ذهبت أدراج الرياح ، لأن هدف الأمراء كان ذاتياً سياسياً ، ولم يكن يهمهم كثيراً رضا البابا أو سخطه ، بل إن بعض الأمراء لم يحجموا عن مخالطة القوى الإسلامية المجاورة ضد إخوانهم الصليبيين مما يدل على أن الوازع الديني كثيراً ما ضعف عند أولئك الأمراء أمام مصالحهم السياسية [25].

 

 أما بالنسبة للإمبراطور البيزنطي ( الكسيوس ) فإنه لم يعترض على أهداف أمراء الحملة ، لأنه إذا تسنى للدولة البيزنطية استرداد ما كان لها من أملاك قبل غارات الأتراك عليها ، جاز أن تقوم في تخومها إمارات مسيحية حاجزة ، لها حق السيادة عليها ، ولضمان الحصول على ذلك حرص الإمبراطور على الحصول على يمين الولاء من أمراء الغرب ، وبذلك توافقت مصالح كلا جانبي المسيحيين في القيام بالحرب والعدوان على الأرض الإسلامية.

 

والواقع أنه من العسير الفصل بين العوامل المادية والعوامل المعنوية التي دفعت المسيحيين إلى الحروب الصليبية ، فالفقر والرغبة في الكسب ، وروح المغامرة كانت عوامل هيأت الجو المناسب للحروب ، غير أن هذه العوامل لم تظهر إلا بما نجم عن فكرة للحرب " المقدسة " وتخليص الأرض بالحماس الديني ، والواضح أن فكرة الحرب نبعت من السياسة البابوية ، وسياسة الدولة البيزنطية والحروب الأسبانية الإسلامية ، فمما سهل أمر إعلان الحرب على المشرق الإسلامي ، ما درج عليه الأسبان والفرنسيون في قتال المسلمين في بلاد الأندلس ، حيث اتخذ هذا القتال صفة الحرب المقدسة ، سواء من جهة المسلمين ، حيث أثار " المرابطون " في المغرب الإسلامي الجهاد الديني ، أو من جهة المسيحيين في الحالة النفسية التي اقترنت بتوجيه الحرب الصليبية إلى الشرق ، حتى أن المؤرخ الكبير " ابن الأثير " نظر إلى الخطر الخارجي نظرة شمولية ، واعتبر أي عدوان على طرف من أطراف العالم الإسلامي - سواء في الشرق أو الغرب - رافد يصيب في النهر الأكبر ، وهو الغزو الأجنبي المنظم على أكبر قوة حضارية في العصور الوسطى ، وهي الدولة الإسلامية [26].

 

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى كشف المؤرخ المذكور بوضوح عن أسباب نجاح هذا الغزو ، ذي الشعب الثلاث ( الأندلس ، صقلية ، الشام " فلسطين " ) والتي تكمن في الفرقة ، والأطماع الذاتية ، وفقدان الروح الوثابة التي تميز بها الحكام والمسلمون الأوائل بناة الدولة الإسلامية [27] ، وقد كان واضح للعيان أن الكنيسة الغربية كانت محمومة لتوسيع رقعتها الإقطاعية ، والسيطرة على الكنائس الشرقية ، إضافة إلى رغبتها في حرب المسلمين ، ومن حقائق التعصب الديني ، وجود الجماعات الدينية التي كانت ترتبط بالكنيسة مباشرة وكانت ذات أثر فعال في تلك الحروب ، منها فرسان الإسبتارية الذين كانوا ملتزمين بالدفاع عن ممتلكات الصليبيين في المشرق ، وحماية الأماكن المقدسة وكانوا يرتبطون بالبابا مباشرة ، وكانت كنائس بيت المقدس قد خصصت عشر دخلها لمساعدتهم في أداء رسالتهم الدينية المزعومة ، وهناك هيئة الفرسان الداوية التي اتخذت مقرها في جزء من هيكل سليمان عليه السلام في المسجد الأقصى ، وسميت باسم " فرسان المعبد " ، ثم حرفت إلى اسم الداوية [28] ، هذا وقد كانت للبابوية ورجال الكنيسة القدرة على التأثير والضغط والتهديد بالنسبة لمن لا ينفذ رغبة الكنيسة بإصدار قرارات الحرمان التي تقضي بالحرمان من النعيم في الآخرة ونبذ طاعته في الدنيا [29] على حد زعمهم ..

يتبع بمشيئة الله تعالى ..

-------------------

*ولد د.الصلابي بمدينة بنغازي الليبية عام 1963م، وحصل على درجة الإجازة العالمية (الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة بالسعودية عام 1993، ثم واصل دراسته العليا في السودان؛ حيث نال درجة الماجستير من كلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية عام 1996م، ونال الدكتوراه من نفس الجامعة عن مؤلفه "فقه التمكين في القرآن الكريم" عام 1999م.

من أبرز مؤلفاته: السيرة النبوية، و"فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح"، و"الدولة العثمانية"، و"الدولة الأموية"، و"دولة السلاجقة"، و"تاريخ دولتي المرابطين والموحدين".

كما أرخ الصلابي لسيرة الخلفاء الأربعة الراشدين في أربعة كتب منفصلة وهي: "الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق"، و"فصل الخطاب في سيرة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب"، "تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان"، و"أسمى المطالب في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب". وفي كتاب خامس تناول د.الصلابي سيرة الحسن بن علي بن أبي طالب باعتباره خامس الخلفاء الراشدين.

 

[1] الحروب الصليبية ص 21 ، 24 أرنست باكر.

[2] الحروب الصليبية (1/32) سعيد عاشور.

[3] دور الفقهاء والعلماء في الجهاد ضد الصليبيين في آسيا نقلي ص 32.

[4] مملكة بيت المقدس الصليبية، عمر كمال توفيق ص 18 – 19 ، 32 - 33.

[5] العدوان الصليبي على العالم الإسلامي صلاح الدين  نوار ص 22.

[6] الحروب الصليبية والأسرة الزنكية، شاكر أحد أبو زيد ص 17.

[7] الحركة الصليبية (1/20) سعيد عاشور الجهاد والتجديد في القرن السادس الهجري محمد حامد الناصر ص 80.

[8] الجهاد والتجديد، محمد حامد ص 80.

[9] أثر الشرق الإسلامي في الفكر الأوروبي خلال الحروب الصليبية ص 81.

[10] الشرق الأدنى : السيد الباز العريني ص 13 – 14.

[11] قصة الحضارة (4/16).

[12] الجهاد والتجديد ص 81.

[13] الغزو الصليبي والعالم الإسلامي د. علي عبد الحليم محمود ص 108.

[14] الحركة الصليبية سعيد عاشور (1/30).

[15] الغزو الصليبي والعالم الإسلامي ص 109.

[16] الحركة الصليبية (1/26،28).

[17]التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية د. أحمد شلبي (5/438).

[18]أثر الشرق الإسلامي في الفكر الأوروبي ص 26.

[19]الوسيط في تاريخ فلسطين في العصر الإسلامي الوسيط ص 152.

[20]المصدر نفسه ص 152.

[21]تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي ص 22.

[22]أسباب الضعف في الأمة الإسلامية ص 157 للوكيل.

[23]الغزو الصليبي والعالم الإسلامي ص 110.

[24]أوروبا في العصور الوسطى (2/49) سعيد عبدالفتاح عاشور الوسيط في تاريخ فلسطين ص 154.

[25]الوسيط في تاريخ فلسطين ص 155.

[26]الكامل في التاريخ نقلاً عن الوسيط في تاريخ فلسطين ص 156.

[27]الوسيط في تاريخ فلسطين ص 156.

[28]جهاد المسلمين في الحروب الصليبية، د. فايد حماد عاشور ص 86.

[29]تاريخ الوطن العربي والغزو الصليبي ص 24.

ـــــــــ

المصدر : إسلام أون لاين

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ