ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 17/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


حركات التحرر الوطني العراقية ضرورة أم استحقاق

مركز صقر للدراسات الاستراتيجية

كفلت القوانين الشرعية والوضعية حرية الشعوب والدفاع عن أراضيها , ومقاومة أي عدوان خارجي على الأراضي الوطنية , مهما كان قدرة وشكل الدولة القائمة بالعدوان, ويضع النظام الرسمي الدولي مفاصل مختلفة لضمان حقوق الشعوب والدول وأبرزها:- مجلس الأمن الدولي الذي يشرع قرارات تجيز استخدام القوة الدولية لطرد الدولة المحتلة والقائمة بالعدوان العسكري, وكذلك هناك قوانين دولية آمرة "البند السابع" وهو المفصل القانوني الذي يحدد شكل السيطرة الدولية ومعاقبة الدول المعتدية والغازية, إضافة إلى الحماية الإقليمية مثل الجامعة العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك التي تنص على حماية الدول العربية ضد أي تهديد أو عدوان أجنبي, وعند العدوان على العراق عام 2003 لم تكن تلك المصدات الدولية والعربية فعالة كما يجب لحماية العراق من العدوان الخارجي الامريكي, وهو حق دولي مكفول للعراق, وفوجئ العالم بقرارات الأمم المتحدة التي تشرع الغزو الانكلوامريكي للعراق, ويعد وفق التوصيف القانوني "عدوان عسكري وعمل حربي خارج أطار الشرعية الدولية", وبنفس الوقت فشل النظام الرسمي الدولي والعربي في تطبيق الشرعية الدولية لإزالة العدوان والاحتلال الامريكي عن العراق ,مما يشرع رسميا المقاومة العراقية بل وتتخطى ذلك وتوصف حركات تحرر عراقية نظرا لتمكن الاحتلال من بناء قدرة مكتسبة سياسية ومؤسساتية وقانونية في العراق وذهب الى نهب ثرواته واستعباد شعبه وقمعه بكافة الوسائل السادية وكذلك انتهاك حقوق الإنسان عبر القتل الجماعي وإبادة المدن وإذكاء التطهير الطائفي وتهجير ملايين العراقيين ضمن حرب التغيير الدموغرافي تمهيدا لتقسيم العراق وبذلك اكتسبت المقاومة العراقية شرعية حركات التحرر الوطنية , وقد حققت المقاومة العراقية انجازات على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي والوطني ,واتفقت على وحدة الهدف والثبات والتماسك الذي حقق النضوج والتكامل الذي اجبر أمريكا استخدام التخطي والمناورة السياسية, وتعد حركات التحرر العراقية برنامج ومشروع وطني لاستقلال العراق, وإعادة بنائه على أسس ومفاهيم ترتكز على المنظومة القيمية والوطنية منها, وهذا ما يفتقره العراق في ظل المشهد القاتم الحالي والسعي لتشكيل "حكومة وحدة دولية إقليمية" تغتال الإرادة الوطنية ومصالح العراق العليا, خصوصا مع تواجد كم هائل من الجيوش الأجنبية-قوات الاحتلال- حلف الناتو- - المرتزقة - المحرك ألمخابراتي الأجنبي والإقليمي – إضافة الى صراع الأجندات الأجنبية الإقليمية والطامعة في ثروات وارض العراق والتي تبغي لتقسيمه إلى دويلات هشة تابعة.

 

شهد العالم ظهور أسرع مقاومة في العالم وهي المقاومة العراقية والتي برزت متداخلة بين قتال قوات الاحتلال والتصدي لها , وسرعان ما تمكنت من مشاغلة المحتل في بقع تواجده العسكري في بغداد وبقية المحافظات العراقية, وأثخنت في ملاحقته من شارع إلى أخر ومن حي إلى حي ومن منطقة إلى أخرى, وتنوعت أساليب قتالها وتعددت تكتيكاتها , وكان محارك المقاومة العراقية الوطنية مركبة بين محرك أسلامي وطني ومحرك وطني مستقل, ومحرك شخصي ينبع من الدفاع عن الكرامة والعرض والأرض , وقد شكلت مقاومة واسعة انتشرت في كافة مدن العراق, وتمكنت من اجتياز العديد من الفخاخ وتخطت المسالك الخطرة, واستطاعت تنظيم وتبويب مشروعها الوطني الخالص دون تأثيرات, وتمكنت من تحقيق انجازات كبيرة أبرزها أخراج الآلة العسكرية الأمريكية من خارطة الصراع الدولي وقبر مشروعها التوسعي الكوني , إضافة إلى انجازات مختلفة أخرى, وبالرغم من متغيرات فلسفة الاستهداف الامريكي عبر استراتيجيات وتكتيكات مختلفة , هدفها أضعاف قدرة المقاومة التي أوشكت على أخراج الاحتلال نهاية عام 2006 لولا استدراج عدد من العراقيين لفخ القوة المكتسبة التي تقاتل بالوكالة عن قوات الاحتلال, وبذلك تأخر تحرير واستقلال العراق, وبالرغم من مجافاة البيئة الدولية والعربية للمقاومة كونها حركة تحرر وطنية ناضجة واعتمدت على إمكانياتها الذاتية, واكتسبت الشرعية والمشروعية المتأتية من واقع حال الاحتلال الأجنبي في العراق واستعباد شعبه ونهب ثرواته, وشهدت السنوات الأخيرة نضوج جبهات وفصائل المقاومة وتطور منظوماتها السياسية والإعلامية , بالرغم من إستراتيجية التشويه والتضليل الإعلامي التي تعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية ووكلائها الإقليمين لتنميط المقاومة بالإرهاب, وتخطت حركات التحرر العراقية حاجز الحصار السياسي والإعلامي والاقتصادي عبر الحضور في المحافل الدولية والإقليمية والعربية , وإيصال رسائلها وعرض برنامجها الوطني ورؤيتها الرصينة لتفكيك الأزمة العراقية , وحزمة المعالجات التي تنوي تحقيقها , بعد تحرير العراق من الغزو والاحتلال الامريكي والنفوذ الإقليمي, الذي أضحى ساند للاحتلال الامريكي وفقا للشواهد الدموية المختلفة والتي خلفت ملفات إنسانية كارثية في المجتمع العراقي.

 

انجازات إستراتيجية لحركات التحرر العراقية

حققت حركات التحرر العراقية حزمة من النجاحات على الصعيد الاستراتيجي دوليا والتكتيكي عربيا ووطنيا, وتعد تلك الانجازات تفوق إمكانياتها الذاتية وفرق القدرات العسكرية وحجم الاستهداف الامريكي وحلفائه, ويبدوا أن هذا النصر لم يستثمر سياسيا وإعلاميا , مما فسح المجال لإطراف إقليمية من توسيع نفوذها الإقليمي في العراق من خلال الإيحاء للرئيس الامريكي ومنظومته السياسية بأنها قادرة لملئ الفراغ السياسي والأمني والعسكري بعد الانسحاب الجزئي وكانت ملامح الانتخابات الأخيرة, ومشاهد الإرهاب السياسي التي مورست ضد الشعب العراقي ناهيك عن تقزيم الخيار الانتخابي وحصرها بالأدوات السياسية التي ساهمت بغزو واحتلال العراق مؤشرا واضح لوجود صفقة دولية إقليمية لرسم تضاريس المشهد السياسي العراقي بما يتواءم مع توقيت الانتخابات النيابية الأمريكية , مما يجعل العراق يقبع في النفق المظلم لأربع سنوات قادمة ويمكن أن نبوب انجازات المقاومة العراقية بما يلي:-

دوليا

1. أعادة التوازن الدولي والخروج من فلسفة الهيمنة القطبية الأمريكية, بعد استنزاف القدرة الصلبة الأمريكية[1](العسكرية- الاقتصادية) , ومن خلال عمليات المقاومة المسلحة اليومية والنوعية المستمرة, والتي أخرجت الآلة العسكرية الأمريكية من رحى الصراع المسلح في العراق, وحققت توازن الرعب , وقد شهد العالم متغيرات إستراتيجية في دور روسيا والصين والهند والبرازيل.

2. قيادة الصراع التحرري العربي الإسلامي, والمناهض لغزو واحتلال البلدان والدول وفق مفاهيم امبريالية توسعية , وبلا شك أن المقاومة العراقية كانت وما تزال تقاتل القطب الأوحد في العالم وهذا يجعلها تتفوق على مثيلاتها.

3. خلق التأثير في المتغيرات وصياغة المفاهيم الدولية , وإفشال التحالفات والاصطفاف السياسي الدولي والإقليمي, مع إفهام العالم جدوى ترجمة أرادة الشعوب في الدفاع عن أوطانها وشعوبها وثرواتها ضد أي تهديد وأطماع أجنبية مهام كانت قوتها.

4. أقناع العالم بالدوافع الشريرة للفلسفة الدينية الراديكالية "الحرب العالمية على الارهاب" الأمريكية الساعية لحرب عالمية غير معلنة تستهدف أمم وقوميات لأغراض دينية متشددة وغايات توسعية اقتصادية والهيمنة على المقدرات والثروات.

5. إيقاف طوفان التوسع الامريكي لغزو العالم, إضافة إلى تفكيك المفاهيم والاستراتيجيات والمخططات التوسعية وبيان فشل دعاتها وانهيار تطبيقاتها.

 

إقليميا

أ‌- إيقاف المشروع الامريكي التوسعي" الشرق الأوسط الكبير 2002"الساعي إلى تقسيم دول العالم العربي والإسلامي وتفكيك دوله إلى دويلات طائفية وعرقية.

 

ب‌- إيقاف مشروع رالف بيترز 2006 "أعادة هيكلة الشرق الأوسط" والمكمل لـمشروع " الشرق الأوسط الكبير 2002" وبمخططات بديلة أخرى.

ت‌- إيقاف المشروع الصهيوني لتقسيم العالم العربي إلى 56دويلة بدلا من 22 قطر بالرغم من تصدع النظام الرسمي العربي وملامح التقسيم السائدة حاليا.

ث‌- منع الجيش الامريكي من القيام بعمليات عسكرية والقيام بحروب مخطط لها تستهدف دول عربية وإقليمية والانطلاق من ارض العراق.

ج‌- المساهمة في رسم المشهد السياسي العربي المقاوم والرافض لجرائم الكيان الصهيوني ومنها العدوان لبنان وغزة وتهويد القدس والاستيطان وجرائم القتل.

 

وطنيا

1) إجهاض مشروع تقسيم العراق وفق قرار لجنة "احتلال العراق عام1998".

2) إجهاض مشروع "بايدن-غليب 2008 " لتقسيم العراق.

3) إجهاض مشروع التقطيع الناعم للعراق-الخطة بـ وفق مشروع "مركز سالبان -معهد بروكنز لعام2008 الخطة بـ" والتي توصي بتقسيم العراق عاموديا وباستخدام أساليب التقسيم الناعم سياسيا والصلب عسكريا.

4) التصدي لمختلف أساليب وتطبيقات تقسيم العراق التي تنادي بها الأدوات السياسية.

5) استنكار وإدانة ورفض العمليات الإرهابية المشبوهة والتفجيرات والاختطاف والقتل والتعذيب التي نفذتها وتنفذها المليشيات وفرق الموت والجماعات الخاصة والمرتزقة ضد المدنيين العراقيين.

6) توعية الشعب العراقي والرأي العام العربي والعالمي عبر منظوماتها الإعلامية المختلفة المتواضعة ومراكز الأبحاث وان ندرت , بالمخططات المشبوهة التي تستهدف العراق وشعبه وثرواته وأرادته ومصادرة حقه بتقرير المصير.

7) الحافظ على المعنويات وإدامتها في صراع التحرير والاستقلال .

8) كشف الجرائم والمجازر وانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها قوات الاحتلال والقوات الملحقة بها , ضد الشعب العراقي وبما يتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية وكافة المفاهيم العصرية التي ينادي العالم.

9) تبني برنامج ومشروع وطني يحفظ للعراقي وشعبه كرامته وثرواته ووحدة أراضيه واستقلاله ويضمن وحدة كافة حركات التحرر والقوى والشخصيات والنخب والكفاءات الوطنية العراقية التي استهدفها المحتل وأدواته.

 

10) تحقيق حضور واسع للقضية العراقية في المحافل الدولية والعربية وعرض فلسفة المشروع الوطني العراقي لإنقاذ العراق وتحريره واستقلاله الكامل وإعادة بنائه على أسس سليمة وفق معايير ومفاهيم رصينة, وإيصال رسائل سياسية مهمة للطامعين بالعراق بان المقاومة تسعى لتحقيق الأمن والاستقرار والسيادة للعراق وشعبه.

 

المناورة السياسية والعسكرية الأمريكية

ذكرت مصادر أمريكية عبر تقارير مختلفة حجم عمليات المقاومة العراقية المختلفة التي نفذتها ضد جيش الاحتلال الامريكي, وبلغت في ذروتها ما يقارب ألف عملية يوميا, مما اجبر الدوائر البحثية التابعة للإدارة الامريكية والبيت الأبيض على التفتيش عن مخارج وحلول واستراتيجيات تجنب قواتها القتل المستمر والهزيمة العسكرية الحتمية, والتي كانت ملامحها واضحة العيان اينذاك, واستخلصت تلك الدوائر إلى ضرورة توسيع نطاق الحرب واستهداف الحاضنة الشعبية وفصلها عن المقاومة وباستخدام الورقة السياسية ومنظومتها القانونية, والتصعيد من وتيرة العمليات الشبحية والمخابراتية تجاه المدنيين عبر زعانف مليشياوية وأخرى مرتزقة مقابل ثمن, وإشغال شعب العراق بحرب أهلية ذات منحى طائفي سياسي , وتسخير وسائل الإعلام المختلفة لترويج الأفلام والاعترافات المفبركة لشد أنظار المجتمع الى المنحى الطائفي وهو جوهر التخطيط بغية تطبيق سياسة "فرق تسد", وكذلك استخدام الجواسيس للقيام بأعمال إرهابية وتوظيفها في حملة دعائية سوداء , ويرافقها استخدام مفرط للقوة لخلق حالة "الصدمة والرعب" في صفوف الحاضنة الشعبية للمقاومة , وأيضا فرض التأثيرات السياسية الدولية والإقليمية لخنق المقاومة ومضايقتها وعدم دعمها سياسيا وإعلاميا , وبنفس الوقت استدراج البعض م من خلال الترغيب عبر حزمة من الحوافز المالية , ومنح المناصب سياسية..الخ, وقد نجحت نسبيا في استهداف عدد من عناصر المقاومة , وكانت فلسفة الاستهداف وإضعاف المقاومة وقد انتهجت مراحل مختلفة يمكن استعراضها وكما يلي:-

1. تسخير منظومة الإعلام الامريكي والغربي والعربي الملحق ( الحرب الإعلامية والنفسية) لتشويه صورة المقاومة العراقية(دعاية سوداء), وإظهارها إمام الرأي العام الدولي والعربي والعراقي كمجاميع مسلحة تفتقر لمشروع أو هدف نبيل.

2. شرعنة احتلال العراق امميا عبر استصدار قرار من الأمم المتحدة , بغية تحويل توصيف الاحتلال إلى تواجد دولي وهو خارج المفاهيم والأعراف الشرعية الدولية.

3. أنشاء منظومة قوانين قسرية ترتبط بتواجدها وتجرم عمليات المقاومة مما توسع عمليات الاعتقال والمداهمات والتغييب والقتل السادي.

4. بناء قوة بديلة سياسية وعسكرية وأمنية ومعلوماتية من العراقيين لغرض تحقق أهدافها وأمنها السياسي والعسكري في العراق بأقل خسائر ممكنة.

5. محاولات تحجيم المقاومة وفصل القاعدة الشعبية عن الفصائل المسلحة(فرق تسد), وبأتباع وسائل الترغيب المادي, وافتعال عمليات إرهابية مفبركة وإلصاقها بالمقاومة, بغية خلق حالة صراع نفسي وامتعاض .

6. استخدام الطاقة القصوى لقواعد الاشتباك في جيش الاحتلال الامريكي- القتل السادي, وتنفيذ حملات إعدام مباشرة أمام أنظار عوائلهم بغية تحقيق الانهيار النفسي, وإرهاب الشعب العراقي, إضافة إلى عمليات عسكرية توصف بحروب محدودة تستخدم فيها أسلحة محرمة وقاذفات إستراتيجية , وذلك ضمن فلسفة الإبادة الجماعية وفق المفهوم الحربي الامريكي.

7. استخدام فلسفة التقطيع الناعم وخلق حالة الاحتراب الطائفي والعشائري والعرقي والمناطقي, وكذلك صراع المغانم المالي بين تجار الحروب وسماسرة الموت بغية أشغال الشارع عن جرائم الاحتلال وحقيقة مشروعه السياسي في العراق.

8. ممارسة الضغط السياسي والإعلامي على جميع الدول ومنها دول الطوق العربي ومنعهم من دعم المقاومة العراقية في المحافل العربية والدولية .

9. استنزاف قدرات المقاومة المختلفة السياسية والعسكرية والاقتصادية من خلال حرب علاقات عامة بمختلف المستويات.

 

مسئوليات حركات التحرر الجسيمة

تعبر المقاومة العراقية تجربة فريدة قياسا بتجارب حركات التحرر في العالم , نظرا لسرعة انبثاقها وتحملها مسئوليات حربية مركبة ومزدوجة , تبدأ من قتال المحتل وهزيمته عسكريا مرورا بحماية المواطنين وسكان المدن العراقية من بطش ومجازر المليشيات الطائفية والعرقية وفرق الموت الأمريكية والصهيونية والإقليمية, وانتهاء بتحرير العراق الكامل من رجز الاحتلال,وإعادة بنائه وفق المشروع الوطني المقاوم , وتلك مسؤوليات جسيمة تقع على عاتق حركات التحرر العراقية, وقد تشتت بعض قدراتها العسكرية والأمنية والمعلوماتية إلى عدد من الجبهات والمحاور الأساسية, نظرا لتحالف الأعداء وتقاطع مصالحهم في العراق, كما ان الدفاع عن التراب الوطني العراقي يعد أمرا معقدا أمام عدو مزدوج ومركب, بين مستتر وظاهر وأساسي وساند , وبين وكيل وتابع , مما يشكل عناصر تقاطع وتوازن يشكل خرق لمبدأ "الاقتصاد بالجهد" , وكما نعلم أن المقاومة العراقية أفشلت المشروع الامريصهيوني لتقسيم العراق والعالم العربي, ويفترض تبويب محاور الاهتمام والمسئولية الحربية المركبة والمزدوجة التي اضطلعت بها المقاومة العراقية ورديفتها المقاومة الشعبية كما يلي:-

1. مقاتلة قوات الاحتلال الأمريكي النظامية واستنزافها وإيقاع اكبر ما يمكن من الخسائر بها بغية هزيمتها وإخراجها من العراق وتحريره من رجس الاحتلال.

2. مقاتلة الجيش الظهير والمتمثل بالشركات الأمنية والتي تشترك بمهام حربية مع قوات الاحتلال ويغلب عليها الطابع المدني مما يصعب كشفها وتحديد تواجدها.

3. التصدي لفرق الموت الأمريكية[2] وتامين الحماية للشعب العراقي وسكان المناطق المستهدفة ضمن مخطط التغيير الدموغرافي من بطشها وجرائمها.

4. التصدي لفرق الموت الصهيونية-الموساد[3] وتامين الحماية للشعب العراقي وسكان المناطق المستهدفة ضمن مخطط التغيير الدموغرافي من بطشها وجرائمها.

5. التصدي للمليشيات الطائفية والعرقية وفرق الموت وعصابات الجريمة المنظمة وتعد اذرع الاحتلال الشبحية الغير مباشرة.

6. إدامة إرادة الصراع وتنمية القدرات وتخطي الفخاخ واستخدام التخطي الطارئ.

7. إدامة المعنويات وطمأنة الشعب العراقي عن استقامة هدف المقاومة ومشروعها الناضج لتحرير وبناء العراق بعد طرد الاحتلال .

 

حركات التحرر حضور رسائل وطنية

تمكنت المقاومة العراقية من أخراج القدرة العسكرية الأمريكية من مسرح الصراع الكوني أو الدولي كقوة وحيدة أو قطب أوحد, ويعتبر هذا انجاز فريد للمقاومة العراقية وتفوق على مثيلاتها العربية عبر الصفحة العسكرية خلال السنوات الماضية وشهدت حرفية وقدرة مميزة , وكانت تؤدي مهام مركبة ومزدوجة بين قتال حربي ضد عدو متفوق تقنيا يمتلك قدرات عسكرية متطورة الأولى في العالم, ,ومهام عملياتيه مثل استقاء وتحديث المعلومات عن العدو واذرعه وشبكاته, وضرورة الحفاظ على التماسك الشعبي والحماية للشعب العراقي من الدسائس ومخططات المحتل ,وقد استدركت خطورة الاستهداف وسارعت إلى طمأنة الشارع العراقي ونزع الهلع والخوف الذي زرعه المحتل في العقول , وذلك بإعلان برامجها ومشاريعها الوطنية , بغية دحض افتراءات الدعاية السوداء التي تقودها الولايات المتحدة عبر مفاصل الحرب النفسية في الجيش الامريكي , والحرب الإعلامية التي تشنها منظومة الأعلام الامريكي وعدد من وسائل الإعلام العربي والعراقي,وشهد العراق فشل غالبية مشاريع الاحتلال السياسية , حيث عصفت بالعراق كوارث سببها الاحتلال وأدواته السياسية في مختلف الجوانب, وقد غاب عن المحفل الدولي والعربي حضور المقاومة العراقية , كونها تقاتل القطب الرئيس وليس وكلائه , وشهدنا مؤخرا حضور مميز لحركات التحرر العراقية بكافة أشكالها في منابر عربية وإقليمية ودولية , وكان ما يميزه التماسك والاتفاق على البرنامج السياسي والمشروع الوطني, ولوحظ تأييد شعبي وسياسي دولي وإقليمي لحضور حركات التحرر العراقية الوطنية, وبذلك اقتحمت الحصار الذي فرضته الولايات المتحدة الأمريكية عليها, وتمكنت من ايصال رسائلها التي تفضي إلى وحدة الهدف وسلامة المشروع العراقي الوطني النبيل , وقدرة حركات التحرر العراقية على ملئ الفراغ بعد انسحاب الجيش الامريكي أو أخراجه من العراق , وعدم السماح لأي دولة أجنبية أو إقليمية بالتدخل بالعراق أو تفكر بملء الفراغ , وهذه الرسالة قد وصلت إلى مسامع الطامعين بالعراق.

أضحى المشهد العراقي واضح المعالم, خصوصا الأطراف الأجنبية والإقليمية الفاعلة , ولوحظ أن الانتخابات الأخيرة خرجت بنتائج مشابه تماما الى نتائج 2005 مع زيادة الكوتة لكل طرف ,ولم تخرج عن إطار الطائفية السياسية المقيتة , والمحاصصة الحزبية والعائلية,وصراع المناصب والمغانم السياسية, وعند الإمعان والتعمق لشكل المشهد القادم نرى انه لا يختلف فيه شيء ومن الصعب التكهن بضوء في أخر النفق في ظل المعطيات الواقعية, خصوصا أن أضلاع اللعبة الانتخابية تجسيد مشروع تقسيم العراق , وأن الاستقطاب الطائفي والعرقي السياسي والقمع المجتمعي والقتل والاعتقالات بمنحها الطائفي التي تمارسه القوات الحكومية ,والتي ابتعدت عن الدور المهني الوطني منذ تشكيلها ولحد الآن نظرا لخلفيات تشكيلها , حيث شكلت وفق فلسفة سد الحاجة الأمريكية ونمطت بسلوكيات الجيش الامريكي والمرتزقة الدموية, بغية تحقيق بيئة تقسيم الصلب للعراق, وشهدنا السعي المحموم لتشكيل "حكومة الوحدة الأجنبية والإقليمية" بعد جولات الحج الإقليمي والتصنيع الامريكي, والتي تجعل العراق تحت الوصاية الأمريكية والإقليمية, واستمرار مسلسل القمع المجتمعي تحت مزدوجي الإرهاب والديمقراطية,والفوضى القانونية, ولذلك بات المشروع الوطني الرصين هو أمل العراق وشعبه, وبعد الخبراء تكامل حركات التحرر الوطني ضرورة ملحة لإنقاذ العراق وشعبه من الوضع المزري, ويجدها العديد من الباحثين أنها استحقاق وطني لبرنامج ومشروع وطني قادم, لدحض المخططات الرامية لتقسيم العراق ونهب ثرواته, وضرورة منح الشعب العراقي الأصيل استحقاق صموده وصبره طيلة سنوات الاحتلال العجاف لأنه يستحق التضحية والايثار .

مركز صقر للدراسات الإستراتيجية

الاثنين‏11‏/04‏/2009

-------------------

[1] . يشير تقرير اقتصادي رصين صدر نهاية عام2008 , للبروفيسور الاقتصادي الأمريكي"جوزيف ستيغلتز" والحائز على جائزة نوبل للاقتصاد, إلى أن القوات المسلحة الأمريكية استهلكت قدرتها وجاهزيتها من جراء الحرب في العراق,حيث بلغ الجنود الجرحى 110الف 65الف إصابات غير قاتلة,14الف منهم إصابات خطرة مميتة,وهناك أكثر من200الف امرأة ورجل ممن خدموا بالعراق وأفغانستان معطوبين جسديا أو نفسيا ممن عادوا بالفعل إلى أمريكا,و هناك مايقارب751الف تم تسريحهم ممن خدموا في العراق وأفغانستان وغالبيتهم بناء على طلبهم,وهناك أكثر من263الف جندي عولجوا في المستشفيات 100الف منهم حالات صحية نفسية مضطربة,52 ألف اضطراب عصبي عقب الصدمة الناتجة من عمليات المقاومة "العبوات"والبقية إصابات مختلفة, أمراض,رضات دماغية,تدريب, اصطدام شاحنات,بتر الأطراف,الحروق الشديدة,العمى,عطب العمود الفقري, انظر "جوزيف ستيغلتز", حرب الثلاثة تريليونات,دار الكتاب العربي, بيروت,2009.

[2] . بدأ تشكيلها في صحراء الأردن، بعد وقت قصير من سقوط بغداد في نيسان/ أبريل 2003. ومنذ ذلك التاريخ، بدأت القوات الخاصة الأمريكية (القبعات الخضر) بتدريب الشباب العراقي الذي يبلغ 18 عاماً ولا يملك أي تكوين عسكري معين. ورأى القائمون على هذا المشروع العسكري، أن الفرقة التي تم تشكيلها كانت ذروة حلمهم وأمانيهم: أنها من الوحدات الرئيسية في النخبة، من دون رحمة، خفية وغير قانونية، مجهزة تجهيزاً كاملاً من قبل الولايات المتحدة، غير مرتبطة أو متصلة مع أي وزارة في العراق- مجلة العصر - القوة الخاصة العملياتية في العراق (Special Operational Force in Iraq)

[3] . تم تشكيل فرق موت أشرفت على تشكيلها وتدريبها الموساد الإسرائيلي في شمال العراق وفي دهوك تحديدا ودربت مايقارب17 ألف مرتزق كردي للعمل كفرق موت لتمارس التهجير العرقي والطائفي والتغيير الدموغرافي وهناك شركة صهيونية تدعى / DoD / تعيث فساداً في العراق، تعاقدت معها قيادة الاحتلال، ويقدر أعداد عناصرها بـ/ 20/ ألفاً. وبيّن العقد أن مهام تلك الشركة تفكيك المتفجرات وأن هذه الشركة وراء تأجيج الحرب الطائفية، فقد ألقي القبض على خمسة عشر من مرتزقة هذه الشركة في أيار 2005، وهم يقومون بزرع العبوات المفخخة في الطرق بهدف إشعال حرب طائفية بين العراقيين.

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ