ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 14/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

         

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


معارك بشار الأسد الخارجية

قضايا وطن أو قضايا سلطة ؟!

أما معارك بشار الأسد الداخلية ضد الأحرار والمستضعفين من المواطنين الذين يرزحون تحت نير الذلة والمسكنة والخوف والجوع فحروفها مرتسمة على وجوه السوريين في بيوت الوبر والمدر وفي السهول والجبال والمصانع والحوانيت ودواوين الدولة وهي مقروءة بوضوح لا تحتاج إلى تفسير مفسر أو تعبير معبر.    

زهير سالم*

لا أحد يشك في أن انتقال السلطة في سورية إلى الشاب العائد من الغرب كان بمباركة قوى دولية وإقليمية عديدة كان على رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وما يسمى بدولة إسرائيل. تجشمت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية عناء الزيارة لتمنح الشاب القادم إلى السلطة بركتها. وكان الأمير عبد الله ولي عهد السعودية فيما قبل قد استقبل بشار الأسد، في حياة والده، استقبال الرؤساء، وكذلك فعل الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الأليزيه. وإذ حاول العم رفعت أن يعبر عن أحقيته في (الملك) من ابن أخيه تلقى تهديدات أوربية صارمة، بألا يفكر في الخوض في هذا السبيل.من جهتها المعارضة السورية رأت أن   تحاول فتح صفحة جديدة مع رئيس الأمر الواقع تكون في مصلحة الجميع.

تغيرت المعطيات كثيراً خلال السنوات السبع الماضية فأصبح الرئيس الشاب رئيساً فاقداً للمصداقية، غير موثوق، مطالباً بتغيير سلوكه، خاضعاً لضغوط دولية، وإقليمية ذات ألوان ؛ دون أن يعني ذلك تغيراً نوعياً في جوهر الموقف الأمريكي ـ الأوربي ـ الصهيوني، التمسك بالرئيس الشاب وحمايته واعتصاره حتى يستقيم بمفهوم القوم للاستقامة. ومن جهتها فإن المعارضة السورية، بعد أن يئست من ن تراه   إيجاد أرضية مشتركة مع النظام تقوم على احترام حقوق الإنسان وقواعد الدولة المدنية ، انتقلت من المطالبة بالإصلاح إلى المطالبة بالتغيير، بمفهوم تغيير السياسات والنهج العام للدولة الذي يديره بشار الأسد على قاعدتي الاستبداد والفساد.

إذاً تغيير السلوك وليس تغيير النظام ذاك هو جوهر الموقف الأمريكي ـ الأوربي ـ الصهيوني. ذلك أن البديل الوطني على أرض الشام لا يرضي أحداً. بل يتخوف منه الجميع إنه الشعب السوري الذي يجب أن يبقى دائماً تحت سيطرة نظام قمعي مثل نظام بشار الأسد، وأن يطحن أي تطلع تحرري لديه تحت رحى الاستبداد والفساد. ليس على أرض سورية إنسان موثوق للقيام بدور الحاكم الصالح !! غير بشار الأسد، أو بشكل أدق غير نظام فئوي يحرم الأكثرية من حقها في تمثيل مصالحها والتعبير عن ذاتها.

بالمقابل فإن المعارضة السورية، إدراكاً منها لتشابكات عناصر الواقع، وعقده، تفسر مطالبتها بالتغيير بمفهوم: تغيير الأشخاص أو تغيير السياسات. فتسقط عن معركتها البعد الشخصي أو الفئوي أو الحزبي، لتطالب بتغيير في النهج يحمي البلد من الكوارث التي يمكن أن تجرها عليه حماقات الاستبداد وعوائد الفساد.

التمسك الجوهري بالنظام بالنسبة للآخرين حقيقة تحتاج إلى مزيد من التأمل.. لماذا يتمسكون به ؟! لا أحد يحاول أن يجيب على السؤال الذي يبقى مفتوحاً ومطروحاً على جميع العقلاء ؟

التخوف من البديل هل هذا يكفي ؟!، هل يمكن رصد الخدمات الاستراتيجية الكثيرة التي قدمها النظام للمشروعين التغريبي والصهيوني على الصعد الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية أيضاً ثانية وثالثة ورابعة . جواب لا يحتمله مقام هذا التحليل ولكن لابد للسؤال من جواب ولو في مقام آخر. ما سنحاول الجواب عليه هنا ، ماذا يريد بشار الأسد ؟ وهل معاركه معارك وطن وأمة أو معارك سلطة ؟  ماذا يريد بشار الأسد ولماذا يتطاير هذا الغبار ؟!

يريد بشار الأسد الاستمرار في لعب دور والده المزدوج بطل قومي ممانع مع نكاح مسيار مع الغرب يخفى عن العيون. حمل حافظ الأسد طويلاً راية الرفض، والصمود والتصدي ، والتوازن الاستراتيجي ؛ ولكنه لم يمتنع مرة واحدة ولا في جزئية واحدة عن السير في الركاب الأمريكي، التلفزيون السوري منذ زمن بعيد يبث المسلسلات الأمريكية، ويطوع الحياة السورية بأبعادها الاجتماعية والثقافية لمفهوم تغريبي، ويحمي عسكرياً حدود الدولة الصهيونية، ويستمر ولده بالدور ذاته، يذهب مع الركب الأمريكي إلى حفر الباطن وإلى مدريد ويصوت الرئيس الشاب عندما احتلت سورية مقعدها في مجلس الأمن دائماً مع الركب الأمريكي.

ولكن الولايات المتحدة، بعد سقوط مرتكزات الحرب الباردة، وفي إطار رصدها لواقع المنطقة تحت عنوان (عقول وقلوب) لم تعد تقبل هذا، ولم تعد تسكت عليه، أسقطت شعارها القديم (قل ما شئت وافعل ما أريد) هذه هي إحدى القضايا الخلافية المتقدمة بين سياسات النظام والموقف الغربي منه. بين ما يريد (ضجيج وعجيج كلامي) وبين ما يراد منه (توافق بين ما يقول وما يفعل). هذه المفارقة هي إحدى أوراق قوة النظام في شارع جماهيرية حتى نخبه، وجوهر سياسات هذا النظام كان اللعب دائما بورقة البعيد من الجماهير.

يريد بشار الأسد دوراً إقليمياً متقدماً ربما أكثر من الدور الممنوح له، أو الذي يمكن أن تلعبه سورية بقواها الذاتية. فلسورية بلا شك ثقلها الاستراتيجي الإقليمي والدولي. وقد استطاع حافظ الأسد، من خلال اللعب على حبال الحرب الباردة، وما أنشأه من علاقات مع إيران، ومنظمات فلسطينية وكردية، ومعارضات متعددة ، وأقليات دينية ومذهبية، أن يثقل دور سورية الإقليمي، فامتد نفوذه ليستحوذ على لبنان، ولتكون له كلمته في الجامعة العربية، حتى فرض عزل مصر في مرحلة ما بعد (كامب ديفيد) ونقل مقر الجامعة منها، ثم أصلح علاقته مع مصر من خلال الرئيس حسني مبارك.

عندما وصل بشار الأسد إلى السلطة كان أكثر هذه الأوراق قد احترق. وأصبحت سورية دولة مهمشة، وحُمل بشار مسؤولية مناكفة والده على مدى عقود. مناكفة كانت تعني أنه لا يقول نعم في كل واقعة أو مواقعة إلا بضجيج وعجيج. قيل لبشار الأسد منذ الأيام الأولى، لست في موقع فرض الشروط والإملاءات. وهو دائماً يتمسك كما والده من قبل بطريقة للإخراج.

لم تعد سورية تقارن بدولة كمصر في ثقلها البشري والثقافي واستقرار سياساتها، ولا بدولة كالعربية السعودية في ثقلها الإسلامي والاقتصادي. وحتى عندما حاولت هذه الدول ضم النظام السوري إلى صدرها أو بمعنى ما احتواءه و(جبر خاطره) بإنشاء محور (مصري ـ سعودي ـ سوري) ضرب بشار الأسد هذه الجهود بسبب ردود فعله النزقة، وإطلاقه الاتهامات بأسلوب غير دبلوماسي، وعدم قدرته على إدارة الخلافات بعيداً عن الإعلام كما كان يفعل والده عندما يحتاج إلى ذلك.

إذا يريد بشار الأسد دوراً إقليمياً أكبر مما يراد له، ويصارع من أجل ذلك، وينشئ أحلافاً ويحاور كورياً وفنزويلا والصين وروسيا وإيران وتركية في مواجهة حتى الإقليم العربي الذي حاول مخلصاً أن يقدم له الغطاء الذي أراد

ويريد بشار الأسد منطقة نفوذ .خاصة فيما يعتبره طيفاً جغرافياً لسورية وبشكل خاص لبنان، وفلسطين.

انسحب بشار الأسد من لبنان على شكل هزيمة. ولكنه مصمم على الكر بعد الفر. يصر النظام السوري على لعب دور الأخ الأكبر بالنسبة للبنان وفلسطين، والأخر الكبير بالنسبة للأقطار التي يعتبرها امتداداً للطيف الجغرافي السوري . سياسة الاستحواذ الإقليمية / على ما عرف تاريخياً باسم بلاد الشام / هي التي جعلت العلاقة الأردنية ـ السورية  في حالة توتر متسمر.

حتى عندما استطاعت الدولتان في السبعينات إنجاز العديد من البروتوكولات للتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي حتى وصل الأمر إلى توحيد المناهج المدرسية يكتشف الأردنيون كما اكتشف العراقيون أن النظام الحليف منخرط في مؤامرة كبرى ضد وجودهم. ربما تكون الحقيقة التي يصعب على النظام أن يعترف بها أن الأردن استطاع أن يحقق لنفسه دوراً إقليمياً متقدماً على دوره مع فارق الكتلة الجغرافية والبشرية على الأقل.

ويصر النظام على سلطة مباشرة على لبنان. إنه يحاول الآن أن يثبت للعالم أن لبنان لا يمكن أن يستقر بدون دور سوري مباشر. إن عمليات الاغتيال، وعرقلة الخطوات الدستورية، واختلاق الاضطرابات والأزمات والاعتصامات كل ذلك يتم بتخطيط وأحياناً بتنفيذ مباشر من قوى سورية أو ذات ولاء لسورية على أسس مصلحية أو مذهبية أو حزبية: حزب الله، وميشيل عون، وعمر كرامي، وفتحي يكن والفصائل الفلسطينية الموالية لسورية كل أولئك يشكلون مداخل النظام للعبث بالوضع اللبناني.

 ثم إن معركة النظام السوري مع الفلسطينيين بفصائلهم المختلفة معركة تاريخية وقاسية، ولكنها تخفى مع الأسف على الكثيرين. ولا سيما أولئك الذين يحاولون الآن اختصار القضية الفلسطينية في (فصيل أو فصيلين).يكفي أن نذكر أن هناك فرعاً مخابراتياً خاصاً في سورية يطلق عليه اسم (فرع فلسطين) أنشئ في الأصل لملاحقة الفلسطينيين، وهو من أشد الفروع قسوة ورهبة.

ما تعرض له الفلسطينيون في لبنان في أوائل الثمانينات يوضح حقيقة إصرار النظام على (استلحاق) المنظمات الفلسطينية. إن اقتحام مخيمات (تل الزعتر) و(الكرنتينا) لكسر إرادة المنظمات الفلسطينية  تسبب في مقتل آلاف الفلسطينيين. كل الجرائم الإسرائيلية التي نفذت في لبنان على يد الإسرائيليين أو عملائهم نفذت بتواطئ أو صمت من القوات السورية التي كانت موجودة على الأرض اللبنانية. أخرج ياسر عرفات و منظمته فتح من لبنان إلى الأقطار العربية البعيدة (تونس واليمن) بتواطئ مباشر من حافظ الأسد. تم تمزيق المنظمات الفلسطينية وشرذمتها للعب بأوراقها بجهد مباشر من نظام الأسد. ينظر البعض اليوم إلى استضافة حركتي حماس والجهاد الإسلامي في سورية على أنها بطولة !!

حماس والجهاد اليوم هما الورقة الساخنة بيد النظام. كما كان حزب العمال الكردستاني وعبد الله أوجلان من قبل. بالأمس كان بشار الأسد في تركية يصف حزب العمال بالإرهابي !! ويبيح للقوات التركية اقتحام أرض العراق. هل في هذا درس أوعبرة لأولي الألباب. هل سيكون مصير حركة حماس أو الجهاد الإسلامي أو حزب الله مختلفاً عندما تقتضي مصلحة النظام..؟!

إن أساليب النظام لفرض وجوده على ما يعتبره دول الطيف الجغرافي بالوسائل الخشنة أو الناعمة هي التي تخلق للنظام بعض مشكلاته الدولية، وهي التي يراد منه أن يكف عن التفكير في آفاقها.

دون أن ننسى بالطبع الدور الذي طمح إليه النظام في العراق قبل وبعد سقوط الدولة. قبل سقوط الدولة أثمرت سياسات الاستحواذ تلك القطيعة المشهودة بين توأمي الحزب الواحد، وبعد سقوط الدولة فيما يلمسه كل متابع للساحة العراقية من امتداد أذرع النظام في كافة الاتجاهات، ليس خدمة لقضية قومية أو عراقية، وإنما إثارة لفتنة وحالة من عدم الاستقرار لخدمة هدف استراتيجي (إشغال المحتل عن الشأن السوري). لا يمكن تفسير سلوك النظام على أنه دعم للمقاومة العراقية، بل هو تحريض على الاقتتال الداخلي وفي جميع الاتجاهات. هذه الحقائق أصبحت ملموسة لجميع القوى العراقية.

ويريد بشار الأسد استرجاع الجولان الذي فرط به والده لسبب أو لآخر يوم كان وزيراً للدفاع. ومطلب استرجاع الجولان هو مطلب وطني أساس. وعلى الرغم من أن قوانين الشرعية الدولية ولا سيما القانون /242/ القاضي بانسحاب إسرائيل من حدود الأراضي المحتلة سنة 67 فلقد شاركت السياسات العقيمة للنظام ولا سيما محاصرته نفسه في خيار السلام الإستراتيجي الوحيد منذ مدريد 1991، وقبل ذلك في القفز على خيارات مثل (التوازن الاستراتيجي) وجبهة الصمود والتصدي والتي لم تكن أكثر من شعارات استهلاكية، شاركت هذه السياسات في تكريس الاحتلال ودفعت النظام يوماً بعد يوم إلى قبول سيل التنازلات حتى أعلن تهربا من المسؤولية نقبل بما يقبل به الفلسطينيون أو نادى  بمفاوضات بلا شروط . وشروط السلام أو الانسحاب المفروضة أو المعروضة هي أكثر إذلالاً بكثير من بنود اتفاقية (كامب ديفيد) التي أدانها النظام السوري يومها بشدة. وتمسك إسرائيل بالنظام السوري حتى اليوم يعود في جزء منه إلى وفاء هذا النظام الدقيق باتفاقية فصل القوات التي وقعت بإشراف وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر منذ 1974. حيث منذ ذلك التاريخ لم يحدث أي خرق للاتفاق من الجانب السوري على الرغم من الخروقات العديدة التي مارسها الجانب الإسرائيلي على الحدود السورية و في العمق السوري. والتي كان آخرها القصف الجوي في 6/10/2007 حيث قام الطيران الإسرائيلي بقصف العمق السوري. كان الاختراق فضيحة وطنية وإقليمية، ثم كان عجز النظام عن القيام بأي رد عسكري أو دبلوماسي حقيقي فضيحة أخرى. إن موقف بشار الأسد ونظامه من ملف الجولان، وطريقة التعامل معه خلال أربعين عاماً ينبغي أن يكون أحد المعايير الحقيقية في إصدار أي حكم على النظام، أو تحديد موقف منه.

ويريد بشار الأسد التفرد بالساحة السورية استبداداً وفساداً وهذا مطلب مبذول من قبل قوى الغرب عموماً لبشار الأسد. فهم قلما يقاربون حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية. يتفهم الغرب وحلفاؤه إلى حد كبير سياسات القمع والتجاوز على حقوق الإنسان..

إن بشار الأسد في سبيل تكريس سلطته كحاكم فرد مستبد مطلق اليد في دماء أبناء سورية وحرياتهم وأموالهم، قد استساغ إلى حد كبير عملية بناء القواعد الطائفية على نحو (حزب الله) في لبنان. ومن هنا فإن هذا النظام قد انتقل إلى الحضن الإيراني في تحالف استراتيجي متعدد الشعب شديد الخطورة ، وبدآ معاً في تنفيذ مخطط تبشيري على مستوى العالم الإسلامي أجمع، وعلى مستوى سورية بشكل خاص يقوم على أساس التغيير السكاني (الديموغرافي) في بنية الشعب السوري بإحداث بؤر أو مستوطنات طائفية مذهبية توالي المرجعية الإيرانية مطلقاً. يتقدم المشروع في جميع بلاد المسلمين، ولا يغفل عنه إلا من كان على بصره غشاوة، وهو في بلدنا سورية أوضح وأظهر وأكثر استعلاناً وانتشاراً. يتقدم المشروع الإيراني بشعب دينية مذهبية واقتصادية وسياسية وعسكرية أيضاً. إن هذه الرؤية هي التي تسمح لبشار الأسد ولأحمدي نجاد أن يكررا دائماً أنهما قادران على إشعالها من بحر قزوين إلى خليج العرب. فهم يحلمون بأن يكون لهم في كل قطر عربي وجود مواز لوجود حزب الله في لبنان على نحو أو آخر يسمح لهم بالإمساك بأعناق هذه الأقطار وإشاعة عدم الاستقرار فيها.

لقد أصبح هذا المشروع بأبعاده كافة أحد المهددات الرئيسية للأمن القومي للشعوب العربية والإسلامية وأصبح السكوت عنه أو استصغار شأنه نوعاً من المشاركة فيه.

*     *     *

والخلاصة..

إن الصراع المستعلن بين النظام السوري وبين دول الغرب (الأمريكي ـ الأوربي ـ الصهيوني) ليس صراعاً على مصالح الأمة، ولا على قضاياها الكبرى. وليس صراعاً على موضوع الحريات العامة أو حقوق الإنسان في سورية. إن النظام السوري يحارب من أجل مصالحه الشخصية والأسرية والفئوية كنظام مستبد وفاسد. إنه يدافع عن دوائر نفوذه، واستمرار تسلطه وهو يدرك أن انسحابه من أي مربع من مربعات التسلط (الاستبداد والفساد) سيكون له ما بعده ومن هنا فهو يصر على التمسك بإرث والده بكل أبعاده على الرغم من تغير الزمان وتغير المعطيات. يصر على الاستبداد كما يصر على البقاء متسلطاً في لبنان، كما يصر على التمسك بسياسات الابتزاز ضد كل الجيران العرب والمسلمين.

إن وأد ربيع دمشق، وحصد العشرات من الناشطين السياسيين، والاستمرار في تطبيق القانون 49/1980، ومصادرة الحياة السياسية والحريات العامة هي جوهر سياسات النظام. وهذه القضايا لا تشكل هماً حقيقياً، مع الأسف، للرأي العام الإنساني والدولي.

ومن هنا فإن المعارضة السورية، لا ترى نفسها طرفاً في معركة النظام، ولا ترى أن هناك أي تهديد حقيقي يمكن أن يمس هذا النظام الذي قيل عنه كما قيل عن غيره في المنطقة (نظام وجد ليبقى..) وجد ليبقى ظلاً لتوأمه على حساب دماء أبناء سورية وحريتهم وكرامتهم.

---------------

*مدير مركز الشرق العربي  

  للاتصال بمدير المركز

00447792232826

zuhair@asharqalarabi.org.uk

14/11/2007

 


 

تعليقات القراء

 

أحمد القاضي

يا سلام، يا سلام، أشكر فضيلة الأستاذ زهير سالم، على ما شرح فأوفي، وكأني به يعبر عما في داخلي من عواطف ومشاعر، غير أنه كان لحسن البيان أوفى، وبالتعبير أجدى، وبحقيقة المغزى ألم وأقوى.

---------------------------------

شهاب الدين

الموضوع باختصار ان النظام الأمني السوري يريد مقايضة جميع الشئون الخارجية والقضايا التي تتعلق به دوليا باعادة هيمنته وفرض سلطته مرة اخرى على لبنان لأنه و بعد خروجه من لبنان رأى انه قد فقد ثروة اقتصادية كانت بحوزته و كان رجال المخابرات يتكسبون من لبنان بشكل جنوني كما انه يرى انه فقد عمقا مهما واستراتيجيا في مواجهة اسرائيل و العالم بالوكالة لأنه ليس بمقدروه و ليس من مصلحته ان يواجه اسرائيل من حدوده المباشرة لأنه يعلم أن بقاءه في السلطة مرتبط بضمانه لأمن اسرائيل ...فالموضوع برمته هو ان النظام يريد استعادة لبنان ومن ثم هو على استعداد لدفع جميع الأثمان المترتبة على ذلك 


السابق أعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ