ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منهجية التعامل مع السنة النبوية

(14)

د. محمد سعيد حوى

في ضوء ما تم نشره سئلت عن بعض الاحاديث مما صحح وكيف يتم التعامل معها وهل هي صحيحة حقاً؟.

ومن هذه الاحاديث:.

1- حديث ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين واقلهم من يجوز ذلك". الحديث اخرجه الترمذي (3896).

وقال: حديث حسن غريب من حديث محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة لا نعرفه الا من هذا الوجه وقد روي عن ابي هريرة من غير هذا الوجه. ا.هـ.

واخرجه ابن ماجه (4377) وابو يعلى (5875) وابن حبان (3042) كلهم عن طريق عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن عمرو واخرجه ابو يعلى والطبراني في الكبير (1056) والاوسط (6034) عن طريق محمد بن ربيعة الكلابي عن ابيه عن جده عن ابي العلاء عن ابي صالح عن ابي هريرة ، واخرجه ابو يعلى من طريق انس (مجمع الزوائد ع/446).

 

نقد الحديث.

الحديث يتكلم عن قضية يمكن ان تحاكم واقعياً تاريخيا واذا نحن رجعنا الى الواقع الاستقرائي لا نجد هذه القضية ثابتة ولا مسلمة.

وتؤكد الدراسات العلمية المتخصصة ان الاعمار تختلف من جيل الى جيل ومنطقة الى منطقة بحسب التقدم الصحي والبيئي والغذائي (وكله بقدر سابق من الله) "فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون".

ومن ثم فهذه قضية انسانية ولا تخص امة دون امة مع العلم ان النبي (صلى الله عليه وسلم) جاء للعالمين فمن يسلم من المانيا واميركا من امته..

فهل يكون هذا الحديث صحيحاً وهو يخالف الواقع.

 

نقد الحديث سندا.

الطريق الاول فيه: 1- المحاربي وهو مع كونه ثقة فانه يروي عن المجهولين احاديث منكرة وكان يدلس وقد عنعن في حديثه هذا (تهذيب الكمال (17/389).

2- فيه محمد بن عمرو بن علقمة: قالوا: صالح الحديث, يكتب حديثه, شيخ, وقالوا: يستضعف وقالوا يُغرب, ومعنى هذه المصطلحات انه يعتبر به اذا توبع متابعة صحيحة.

(تهذيب الكمال 26/217).

اما الطريق الثاني ففيه: محمد بن ربيعة قيل فيه صدوق ولا بأس به وصالح الحديث وثقة نستدل على ضعف فيه مع الاختلاف .

2- ثم عن ابيه عن جده, وهم مجاهيل وقد ظن بعض الباحثين انه من رواية محمد بن ربيعة عن كامل ابي العلاء, وهو ممن يروي عنه, لكنه في هذا الحديث كما في الطبراني الاوسط والكبير من رواية محمد بن ربيعة عن ابيه عن جده.

3- اما رواية انس ففيها مجهول, ولهذه العلل الكثيرة وجدنا الترمذي لم يعترف الا برواية المحاربي عن محمد بن عمرو وقال: لا يعرف الا من هذا الوجه. وقال: "وقد روي عن ابي هريرة من غير هذا الوجه" وكأنه يقول: ولكن لا تثبت ولم يُشر نهائيا الى رواية انس.

اما قول الترمذي: حسن غريب, فهذا مما يقتضي معرفة مراد الترمذي من مصطلحاته وهو هنا بقوله غريب يشير الى العلل فيه, وبقوله حسن يشير ان لو كان له متابعات صحيحة لارتقى, مع كونه له اكثر من طريق وبعد البحث لا نجد له هذه المتابعات صالحة لارتقاء الحديث.

بمعنى ان رواية الكلابي لا تصح متابعة لما فيها من المجاهيل وكذا رواية انس..

فاذا نظرنا في متن الحديث نجد الواقع متغيراً بحسب الظروف المحيطة فكيف يصح الحديث؟.

لماذا اخطأ من صحيح الحديث ؟.

وجدت بعض اهل العلم صحح الحديث وبالنظر في كلامه فالخطأ جاء من وجوه:.

1- اعتماد التوثيق العام لابن حجر في التقريب, دون الرجوع الى المصادر المفصلة لاحوال وعلل الرواة.

2- الاكتفاء بترجمة بعض رواة السند.

3- عدم فهم مصطلحات الترمذي وهو ضمناً اشار الى علل الحديث.

4- عدم استيفاء تخريج الحديث الذي بين ان الكلابي رواه عن ابيه عن جده عن ابي العلاء وباسقاط المجاهيل ظن ان الحديث من رواة الكلابي عن ابي العلاء. وليس الامر كذلك.

5- عدم الالتفات الى المتن. فان الواقع متغير.

وهكذا نجد انه لا يمكن ان يكون الحديث صحيحاً خاصة اذا نظرت الى عبارة (واقلهم من يجوز ذلك) بل الواقع يقول ان كثيرين يجوزون ذلك.

لقد تمت بدراسة الاحصائيات المتوافرة لدى بعض منظمات الصحة فلاحظت انه حيث يكون هناك تحسن في مستوى الرعاية للطفولة تزداد والنسبة المئوية لمعدل الوفيات الى ما فوق 70%, وحيث كان هناك تخلف في رعاية الطفولة تدنت النسبة, يضاف الى ذلك عوامل الصحة والبيئة والتغذية والكوارث والحروب.

ولو افترضنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قصد بقوله ذاك معدل الوفيات فستكون النسبة ايامه اقل من 50 عاماً متوسط الوفيات مقارنة بمستوياتها اليوم لكثرة وفيات الاطفال في القرون السابقة وكثرة الشهداء نسبياً, لكن من قدر له ان يحيى فانك تجد كثيرين جدد ممن يعرفون 70 عاماً.

فلا بد اذن من اخذ جميع الاعتبارات في فقد ما ينسب لرسول الله, سنداً ومتناً.

وانما اردت ان يكون نقد هذا الحديث انموذجاً بين يدي طلبة العلم وهم يدرسون او يقرأون احاديث قد صححها بعض اهل العلم دون نظر وتمحيص دقيق ويؤخذ كلامهم مسلمة من المسلمات.

ولعل من اسباب الوقوع في مثل هذه الاخطار اضافة الى ما ذكر هو الرغبة في الاستكثار فعندما تجد من يصحح ويضعف الالاف من الاحاديث لا بد ان يقع في الخطأ.

ونقد الحديث يحتاج الى تأنٍ كبير جداً واستقصاء وجمع بين نقد السنن والمتن.

ان البخاري على سعة علمه امضى نحواً من ست عشرة سنة ليمحص لنا 2600 حديث وكذا مسلم قريباً منه.

2-وسئلت عن حديث: "ان المؤمن يأكل في معى واحد, والكافر يأكل في سبعة أمعاء".

والحديث اخرجه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه واحمد وهو مروي من طرق كثيرة عن ابن عمرو وابي هريرة وابي موسى الاشعر وعبدالله بن عمرو بن العاص وغيرهم.

وقد ورد في بعض طرقه سبب وروده وهو ان كافراً ضاف النبي, فأمر له النبي بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم اخرى.. حتى شرب سبع شياه ثم انه اصبح فأسلم فأمر له رسول الله بشاة فشرب حلابها ثم امر باخرى فلم يستتمها فقال رسول الله: المؤمن ... كذا في صحيح مسلم.

وورد له سبب عن ابن عمر انه دخل عليه رجل أكول فقال لا تدخلوا علي هذا, سمعت رسول الله يقول فذكره (البخاري 5393).

أقول: اما متن الحديث فلا اشكال فيه البتة وتوجيهه ان من شأن المؤمن ان يقتصد من الطعام والشراب وان هذا يليق بالمؤمن.

وليست القضية عائدة الى اختلاف حجم المعدة او الحاجة بل قد نجد كثيراً من المسلمين يأكلون أكثر من بعض الكافرين اذن المعنى ان من شأن الايمان الحق ان يهذب المؤمن فيقل طعامه وشرابه والى هذا المعنى اشار الحليمي في شعب الايمان (ينظر شعب الايمان للبيهقي 5394).

والذي يثير الاشكال انما هو سبب ورود الحديث نعم هذه رواية معلولة تفرد بها سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة.

وقال الترمذي فيها حسن صحيح غريب اشارة الى العلة فيها وقلّ من يتنبه لذلك.

ولحديث سهيل عن ابيه عن ابي هريرة علل (تهذيب الكمال 12/223).

اذن, الذي يصح هو المتن فقط دون القصة على ان يحسن فهم المتن على نحو ما وجه اليه والله اعلم ..

يتبع..

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ