ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 12/10/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوان المسلمون

نحمل الخير لأمتنا

العمل مع المجتمع

مقدمة:

العمل مع المجتمع لتكوين المجتمع المسلم في مظاهره وصبغته، يشمل كل شرائح المجتمع وطبقاته وفئاته سواء نساء أو رجالا.. أشبالا وأطفالا أو طلبة وكبارا وشيوخا.

وهذا العمل يقوم على تكوين الفرد المسلم والبيت المسلم فهما جزءان  أساسيان من تكوين المجتمع المسلم، والتحرك الدعوى فيه.

وقد وضع الإمام الشهيد أهدافاً ومجالات متدرجة لإصلاح المجتمع والعمل فيه، مع تمام الإدراك: أن التغيير الكامل للمجتمع يحتاج إلى انحياز السلطة التنفيذية للإسلام وشريعته، وأن هذه مرحلة لاحقة، ولكن لا يتوقف عن إصلاح المجتمع، وعن إرسال النصيحة وإعلان مناهج الإصلاح في كل جوانب المجتمع.. يتقدم بها إلى السلطات التنفيذية بكل مستوياتها .

رسالة نحو  النور ـ رسالة : مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي

 

وفي هذا يقول الإمام الشهيد: «وإذا كانت هذه الأهداف جميعاً لا تتحقق إلا في ظل الدولة الصالحة، فكان لابد أن تطالبوا بحق الإسلام في إقامة الحكومة التي ترتكز على أصوله وأحكامه وتعاليمه..».

والإخوان حين يتقدمون إلى الحكومات ببرامج الإصلاح، وبعرضون خدماتهم لوضع مطالبهم موضع التنفيذ، يحرصون كل الحرص على أن تبقى هذه الأعمال كلها محكومة بالقواعد الشرعية فلا تشارك في منكر بحجة السياسة.

وهم في جهودهم هذه يخاطبون الحكومات بلسانها وبالأدب الرسمى حرصا على تأليف القلوب، وقد يقتضى الإصلاح التوجه بالخطاب إلى غير المسلمين، ومع هذا فلابد من لزوم أدب المخاطبة دون تذلل كما علمنا الإسلام »

مذكرات الدعوة والداعية.

ومع أن استجابة الحكومات غير موجودة، فإن الإخوان سيستمرون في النصيحة كما قال الإمام الشهيد: « ومع هذا فسنظل في موقف الناصحين، حتى يفتح الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين »

رسالة : المؤتمر السادس،ص214.

 

والإخوان يدركون إنه لابد من إصلاح المجتمع وصبغه بالصبغة الإسلامية، وأن تتوفر فيه جوانب سلوكية ودعوية مطلوبة، وأن يلتف حول الدعوة والجماعة، وحول شريعة الإسلام، ويطالب بها، حتى تأتى الحكومة الإسلامية بعد ذلك.

يقول الإمام الشهيد: «لا نهوض لأمة بغير خلق، فإذا استطاعت الأمة أن تتشبع بروح الجهاد والتضحية، وكبح جماح النفوس والشهوات، أمكنها أن تنجح »

مذكرات الدعوة والداعية،ص158.

مبحث

منهج الإسلام في بناء المجتمع:

منهج الإسلام في بناء المجتمع والمحافظة على سلامته يقوم على أسس محددة، كما أوضح ذلك الإمام الشهيد:

أ   - جعل أساس الصلاح والدواء الأول في كل علاج هو صلاح النفوس والتضامن الاجتماعى بين بنى الإنسان

ب- مبدأ الوقاية من المشاكل ومنع عوامل الهدم.

ب - استئصال الأمراض الاجتماعية من جذورها إذا حدثت، فلكل مشكلة عنده لها دواء.

جـ -  أن يحيط كل ذلك بما يرفع الحرج ولا يؤدى إلى العنت.

هـ - أن يضع القواعد الكلية، ويدع الفرعيات الجزئية.

و   - يرسم طرائق التطبيق.

ز  - يفرض نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والتطبيق السليم، حتى تشمل الناس أجمعين.

يقول الإمام الشهيد في ذلك: « وقد عالج الإسلام بعد ذلك مشاكل المجتمعات، فالوقاية مما يؤدى إليها أولا، واستئصال ما عساه أن يحدث منها ثانيا، فلكل مشكلة اجتماعية عنده دواء، والدواء الأول في كل علاج: صلاح النفوس والتضامن الاجتماعى بين بنى الإنسان، والإسلام يحيط بكل ذلك، لا يسلك سبيل العنت، ولا يحمل الناس إلى ما يؤدى إلى الحرج، ولكن يريد بالناس اليسر ولا يريد بهم العسر، ويضع القواعد الكلية، ويدع الفرعيات والجزئية، ويرسم طرائق التطبيق، ويكل للأزمان والعصور بعد ذلك أن تعمل عملها، وهو لذلك شريعة كل زمان ومكان، وهو لذلك يفرض نشر الدعوة حتى تشمل الناس أجمعين، ويتحقق قول الله تعالى: " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " [الأنبياء: 107]، وإذا قوى الشعور الذي أشرنا إليه آنفا، وأدى نتيجته التي وضعناها الآن، فطبق نظام الإسلام على الفرد والبيت والأمة، ووصلت الرسالة إلى القلب والآذان، فقد نجحت فكرتنا، واستجيبت دعوتنا »

رسالة : دعوتنا في طور جديد،ص237.

 

كما يشير الإمام أيضا إلى أساس الارتباط والعلاقة بين أفراد المجتمع، وأنها تقوم على هذه الأسس في الإسلام:

1- رباط الأخوة والحب بين أفراد المجتمع، وقد قضى الإسلام على كل ما من شأنه أن يضعف هذه الرابطة أو يمزقها.

2- تحديد الحقوق والواجبات والعلاقات بين الأفراد والهيئات.

3- فصّل في مهمة الحاكم والمحكوم.

4- حدد المعاملات والممارسات بأوضح بيان.

5- حدد ميزان التفاضل والقياس في المجتمع والمساواة بين القانون.

6- حدد صلات الأمم بعضها ببعض، وحقوق كل صنف منها وواجباته، وبذلك أرسى قواعد العلاقات الخارجية الدولية.

7- وجعل الأصل في علاقة أمة الإسلام بغيرها هو: « الدعوة » والتعاون على البر والخير، والتضامن الاجتماعى بين بنى الإنسان.

يقول الإمام الشهيد في ذلك: « وقد وضع الإسلام للأمة قواعد الحياة الاجتماعية السعيدة، فعقد بين بنيها آصرة الأخوة وجعلها قرينة الإيمان، ورفع مستوى هذه الصلة إلى المحبة بل إلى الإيثار، وقضى على كل ما من شأنه أن يمزق هذه الروابط أو يضعف هذه الوشائج، وحدد الحقوق والواجبات، فللأبوة حقها وعليها واجبها، وللبنوة مثال ذلك، ولذوى القربى حقوقهم وعليهم واجباتهم، وفصّل مهمة الحاكم والمحكوم أدق تفصيل، وبين للمعاملات بين الناس أحكامها بأفصح بيان، ولم يجعل لأحد على أحد فضلا إلا بالتقوى، فلا سيد ولا مسود ولا أمراء ولا عبيد، ولكن الناس في ذات الله سواسية كأسنان المشط، إنما يتفاوتون بعمل الصالحات، كذلك حدد صلات الأمم بعضها ببعض، وبين حقوق كل صنف فيها وواجباته، ولم يدع من ذلك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها »

رسالة : دعوتنا في طور جديد،ص236.

 

مبحث

معالم على طريق العمل مع الجتمع

- أول خطوة في منهج عمل الجماعة مع المجتمع هو الوقوف على الداء الذي أصاب الأمة، وفي هذا يقول الإمام الشهيد: « ضعف الأخلاق وفقدان المثل العليا، وإيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، والجبن عن مواجهة الحقائق، والهروب من تبعات العلاج، والفرقة قاتلها الله، هذا هو الداء.والدواء كلمة واحدة هي أيضا ضد هذه الأخلاق، هى: علاج هذه النفوس، أيها الإخوان، وتقويم أخلاق الشعب " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"  [الشمس: 9، 10] »

رسالة : المؤتمر الخامس،ص152.

 

- العمل مع المجتمع لتهيئته وتربيته ليس مجرد مرحلة تمهيدا لقيام دولة الإسلام، بل هو أمر مستمر لبناء نهضتها، لا ينتهي ولا يضعف بمجرد قيام الدولة، ولكنه طريق طويل من التربية واستكمال نهضة الأمة.

يقول الإمام: « وإن في كل أمة مظاهر من الحياة الاجتماعية تشرف عليها الحكومات وينظمها القانون وتحميها السلطات، فعلى كل أمة شرقية إسلامية أن تعمل على أن تكون كل هذه المظاهر مما يتفق وآداب الدين ويساير تشريع الإسلام وأوامره »

رسالة : إلى أى شيء ندعو الناس،ص48.

 

ويقول الإمام الشهيد موضحا أبعاد هذه التربية: « يجب أن تكون دعامة النهضة « التربية » فتُربى الأمة أولا وتفهم حقوقها تماما، وتتعلم الوسائل التي تنال بها هذه الحقوق، وتربى على الإيمان بها، ويُبث في نفسها هذا الإيمان بقوة، أو بعبارة أخرى تدرس منهاج نهضتها درسا نظريا وعمليا وروحيا.

وذلك يستدعى وقتا طويلا ؛ لأنه منهج دراسة يدرس لأمة، فلابد أن تتذرع الأمة بالصبر والأناة والكفاح الطويل، وكل أمة تحاول تخطى حواجز الطبيعة يكون نصيبها الحرمان.

 

- تجنب الإمام الشهيد في رؤيته وخطته الأخطار والمزالق التي وقعت فيها التجارب السابقة، وهو في منهجه الذي رسمه لدعوته يشير إلى بعض من ذلك، فيقول:

«إنى ألاحظ أن خلق التسرع المركوز في طباعنا وسرعة التأثر وهياج العواطف الذي يبدو فينا واضحاً وغيرهما من أسباب اجتماعية وغير اجتماعية.. جعلت نهضاتنا فورات عاطفية تشتد وتقوى بقوة المؤثر الوقتى وشدته ثم تخمد وتزول كأن لم يكن شيئا ».

«.. وأن الوسائل غير معروفة ولا محدودة، وقد تكون متعاكسة يخبط بعضها بعضاً ونحن لا نشعر  ».

«والأمر الثانى: أن الصلة منقطعة تماماً بين السابق واللاحق.. يصل السابق إلى نصف الطريق فإذا جاء اللاحق لم يتبعه لانقطاع الصلة بينهما فيبدأ طريقاً جديداً قد يصل فيه إلى مقدار ما وصل سابقه وقد يقصر عنه.. وقد يسبق قليلاً، ولكنه على كل حال لا يصل بالأمانة إلى النهاية ؛ لأن أعمار الأفراد قصيرة بالنسبة لأعمار النهضات والشعوب. ونحن نتصور أن الواحد يستطيع أن يحقق للأمة كل ما تبتغى، وهى فكرة خيالية وخدعة نفسية عاطفية يجب أن تزول من نفس كل عامل حتى ينتفع بما عمل سلفه...».

« وشاءت الظروف أن نواجه أغاليط الماضى وأن يكون علينا رأب الصدع وجبر الكسر.. وإنقاذ أنفسنا وأبنائنا.. واسترداد عزتنا ومجدنا وإحياء حضارتنا وتعاليم ديننا وأن نعمل على إنقاذ الأمة من الخطر المحدق بها»

رسالة : هل نحن قوم عمليون ؟ ص360.

1- يحدد الإمام البنا متطلبات عملية الإصلاح المجتمعي وأسلوبه ومنهجه فيقول رضي الله عنه:

« لقد طغت العادات ومظاهر الحياة غير الإسلامية علينا، حتى صار المصلح في أشد ما يكون حاجة إلى قوة الإرادة واليقظة، والبحث عن المظاهر الإسلامية بين هذا السيل الجارف من المظاهر.

ولكن حذار أن يشتد على العامة، فيشتد على نفسه ثم على مريديه الذين فهموا غايته ثم يترك الناس يقلدونهم بالاختلاط لا بالأمر والشدة »

مذكرات الدعوة والداعية،ص159.

ويقول الإمام الشهيد: « لهذا يدعو الإخوان إلى أن يكون الأساس الذي تعتمد عليه نهضتنا هو توحيد مظاهر الحياة العملية في الأمة على أساس الإسلام وقواعده »

رسالة : دعوتنا في طور جديد،ص239.

ويقول أيضا: «... وندعو إلى أن تعود مصر إلى تعاليم الإسلام وقواعده، تعتمد عليها وتستمد منها وتبنى على أساسها النهضة الجديدة وتركز عليها الأوضاع الاجتماعية.. ولا يمنع في أن تقتبس الأمة الإسلامية الخير من أى مكان ؛ فليس هناك ما يمنع من أن ننقل كل ما هو نافع مفيد عن غيرنا ونطبقه وفق قواعد ديننا ونظام حياتنا وحاجات شعبنا »

رسالة : هل نحن قوم عمليون ؟.

مبحث

منطلقات العمل مع المجتمع:

العمل مع المجتمع المسلم في منهج الجماعة تدور منطلقاته حول محاور ثلاثة (كل منها يدعم الآخر ويسانده):

1- إيقاظ الإيمان وتجديد الروح: وهذا أساس الانطلاق قبل الحديث عن أى شيء أو تغيير أى سلوك.

ولابد أن تثبت فيه معانى الإيمان، وتجمعه على روعة آيات القرآن وجلال الإسلام، وهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويصاحب هذه اليقظة الإيمانية التزامه العبادى بأركان الإسلام وحرصه على فرائضه.

2- توعية الشعب وتربيته (سلوكياً وأخلاقياً وثقافياً وسياسياً) وتحقق الإيجابية لديهم.

3- نشر الدعوة ومبادئها وكسب الأنصار لها.

 

الأسس التي يقوم عليها الإصلاح الاجتماعى:

ويلخص الإمام الشهيد أصول الإصلاح الاجتماعى الكامل، الذي جاء به الإسلام في الآتى:

1- الربانية.

2- التسامى بالنفس الإنسانية.

3- تقرير عقيدة الجزاء.

4- إعلان الإخوة بين الناس.

5- النهوض بالرجل والمرأة جميعاً، وإعلان التكافل والمساواة وتحديد مهمة كل منهما تحديداً دقيقاً.

6- تأمين المجتمع بتقرير حق الحياة والملك والعمل والصحة والحرية والعلم والأمن لكل فرد وتحديد موارد الكسب.

7- ضبط الغريزتين: غريزة حفظ النفس وحفظ النوع، وتنظيم مطالب الفم والفرج.

8- الشدة في محاربة الجرائم الأصلية.

9- تأكيد وحدة الأمة والقضاء على مظاهر الفرقة وأسبابها.

10- إلزام الأمة الجهاد في سبيل مبادئ الحق التي جاء بها هذا النظام.

11- اعتبار الدولة ممثلة للفكرة، وقائمة على حمايتها ومسؤولة عن تحقيق أهدافها في المجتمع الخاص وإبلاغها إلى الناس جميعاً.

رسالة بين الأمس واليوم

 

مبحث

مستويات العمل المجتمعي :

تتسع مساحة العمل مع المجتمع وتتدرج لتشمل كل جوانب المجتمع حسب الظروف المتاحة والإمكانيات المتوفرة للصف وأفراده.

والجماعة لا تستمد انطلاقها الاجتماعى ووجودها من قوانين أو إذن حكومى أو منحة من الآخرين، وإنما تستمد هذا الانطلاق من دعوتها ووجودها العملى الواقعى داخل المجتمع ومعايشتها له، فلا يمكن أن يوقف هذا التأثير الاجتماعى قانون أو تضييق، الذي تواجهه الدعوة أصالة بالثبات والمثابرة والحكمة.

 وقد حدد الإمام البنا ثلاثة مجالات رئيسية

ومسار العمل المجتمعي أو النضال الدستورى (كما سماه الإمام الشهيد)، تمتد نشاطاته في منهج الجماعة ليغطي المستويات التالية:

1- على المستوى الفردى، بتحرك أفراد الجماعة بالدعوة واحتكاكهم بأفراد المجتمع ومعايشتهم له في مسار حياتهم وأحوالهم..

فأينما وجد الفرد المسلم وجدت الدعوة وتحركت معه.

فالدعوة تُربيه على الذاتية في الحركة الاجتماعية، وعلى التأثير القولى والعملى، وأن يكون قدوة ونموذجاً للدعوة.

2- وكذلك بتكوين التجمعات والجمعيات والنوادى والأوعية الاجتماعية التي تؤدى جانبا من جوانب الخير والإصلاح، وتنشر مفاهيم الإسلام وسلوكياته داخل المجتمع.

وهذه تستعين فيها الدعوة بالمخلصين من أفراد الشعب والمحبين والمتعاطفين وهى تخضع في تشكيلها إجرائيا لقوانين المجتمع وترتيباته.

وهذه الأوعية تمثل واجهات متعددة تحقق للجماعة بعض جوانب النشاط والإصلاح المختلفة، ولا يستلزم لها أن ترفع لافتة الاسم (أى اسم الإخوان عليها) ؛ فقد تأخذ أسماء مختلفة حسب طبيعة القانون والنشاط الذي يحكم ذلك الأمر.

وقد أشار الإمام الشهيد لذلك فقال:

" ليس بلازم في الدعوة أن تكون باسم: (جمعية الإخوان المسلمين)، فليس غرضنا إلا إصلاح النفوس وتهذيب الأرواح، فلتكن الدعوة إلى: مدارس الأنصار، ومعاهد حراء، وأندية التعارف »

مذكرات الدعوة والداعية ،ص152.

3- العمل على المؤسسات القائمة بالمجتمع سواء كانت: اقتصادية، أو اجتماعية، أو تعليمية، أو سياسية، أو مهنية، أو تنفيذية... إلخ.

فتعمل على إيصال الدعوة لكل المؤسسات والتقدم بمناهج الإصلاح، وكسب الأنصار، والدخول فيها وتقديم الرموز الدعوية في كل مجال.. وذلك من خلال الحق الدستورى للمواطنين، والالتزام بالقوانين القائمة.

(مثال لها: نماذج العمل المؤسسى داخل المؤسسات، والدخول في انتخابات النقابات والجمعيات والاتحادات، والمجالس التشريعية والرقابية... إلخ).

 

صفات وخصائص العمل مع المجتمع:

والعمل العام في الدعوة مع المجتمع له خصائص وصفات، تحرص عليها الدعوة وتربى أفرادها عليه، ويشمل ذلك:

1- روح الحب للمجتمع والحرص عليه، ورغبة الخير له:

وأن يكون ذلك هو الروح المسيطرة والباعثة في حركة الدعاة بالمجتمع.

يقول الإمام الشهيد:

« نحب أن يعلم قومنا أنهم أحب إلينا من أنفسنا، وأنه حبيب إلى هذه القلوب أن تذهب فداءً لعزتهم إن كان فيها الفداء...

وما أوقفنا هذا الموقف منهم إلا هذه العاطفة التي استبدت بقلوبنا وملكت علينا مشاعرنا...

وإنه لعزيز علينا جد عزيز أن نرى ما يحيط بقومنا ثم نستسلم للذل أو نرضى بالهوان...فنحن نعمل للناس في سبيل الله ».

«فنادوا في قومنا: نحن لكم لا لغيركم..ولن نكون عليكم يوماً من الأيام ».

إننا مع المجتمع كما يقول الإمام: يلقينا بالحجر فنرميهم بالثمر.

فنحن لا نتعالى على المجتمع أو نرفع أنفسنا درجة فوقه أو نحط من شأنه معاذ الله أن نكون كذلك، بل نحن نعتز بدعوة الإسلام ونحب ونحرص أن يشاركنا جمهور المجتمع فيها ليسعد بها في دنياه وآخرته.

 

2- الاستعانة بكل الوسائل المتاحة:

سواء على المستوى الفردى أو الجماعى، والاستفادة من القوانين وتوظيفها لصالح الدعوة بدلاً من مصادمتها والجمود أمامها.

يقول الإمام: « ووسائل الدعاية الآن غيرها بالأمس كذلك، فقد كانت دعاية الأمس كلمة تلقى في خطبة، أو اجتماع، أو كلمة تكتب في رسالة، أو خطاب، أما الآن فنشرات ومجلات وجرائد ورسالات ومسارح (وخيالات) وحاكٍ ومذياع... إلخ. وقد ذلل ذلك كله سبل الوصول إلى قلوب الناس جميعهم نساءً ورجالاً في بيوتهم ومتاجرهم ومصانعهم ومزارعهم.

لهذا كان من واجب أهل الدعوة أن يحسنوا تلك الوسائل جميعاً حتى يأتى عملهم بثمرته المطلوبة »

رسالة : دعوتنا،ص22.

3- مواجهة المعوقات والضغوط بالنضال الدستوري:

نحترم الدستور والقانون في المجتمع، لسنا مع التمرد أو الخروج عليه، مع مطالبتنا بتصحيحه وتغييره ليكون منطلقه وسمته التشريع الإسلامي، ولكننا ضد إساءة التطبيق للقانون، وكذلك ضد القانون الذي يحل ما حرم الله ويخالف بوضوح شريعة الإسلام فنحن نواجه ذلك، وندعو إلى التصحيح ونلتزم الأسلوب القانونى في نيل الحقوق، وسلوك كل وسائل النضال الدستورى في ذلك ونواجه التضييق والتجاوز مع الدعوة، بالثبات والمواجهة القانونية والتمسك بحقنا الدستورى.

يقول الإمام الشهيد: «.. الإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر حتى يفقهها الرأى العام، ويناصرها عن عقيدة وإيمان. ثم استخلاص العناصر الطيبة لتكون هي الدعائم الثابتة لفكرة الإصلاح، ثم النضال الدستورى حتى يرتفع صوت هذه الدعوة في الأندية الرسمية، وتناصرها وتنحاز إليها القوة التنفيذية »

رسالة : المؤتمر السادس ص212.

4- اكتساب الجماعة وجودها وشرعيتها من دين ربها:

فالجماعة تكتسب وجودها وشرعيتها ليس من قرار إدارى، أو إرادة حاكم، أو سلطة، ولكنها تستمدها من دينها، ومن دعوتها، ومن الحق الذي آمنت به وترتكن إليه.

« وفى مجال عملها الإصلاحى، تمارس أنشطتها وتلتحم بجماهير الشعب، وبذلك تكتسب هذه الأنشطة شرعية واقعية بين الناس، وتقدم رموزها الدعوية، فيلتف حولها الناس ويساعدونها ».

«ويحرص النظام والسلطة التي تحارب الدعوة، على تغييب اسم الجماعة ورموزها الاجتماعية والسياسية، لارتباط هذا الاسم وهذه الرموز بالبذل والعطاء والخدمة العامة والطهارة والنقاء والمبادرة إلى الخير والاعتدال والرفق بالناس ونبذ العنف.. وبهذه الشرعية الواقعية والمعايشة الفعالة مع الجماهير نرد على حملات التشويه الإعلامية المنظمة، ومحاولات تلفيق التهم لأفرادنا، وإثارة الشبهات حولهم».

 الأستاذ مصطفى مشهور،الرؤية الواضحة،ص22.

« علينا أن نعمل لأن تستمر مسيرتنا في الدعوة إلى الله رغم التضييق، ونبتكر لإفادة قومنا ودعوتنا طرقاً جديدة، ونستعيد زمام المبادرة بأطروحات متجددة في القضايا الحيوية يقبلها شعبنا ».

وبهذا يكون «قد صار لنا حضور دائم في حياة الأمة يستعصى على التغييب، وطالما احتفظ الصف بتماسكه وثباته والتفافه حول قيادته الصلبة واستعداده للبذل والتضحية، فلسوف تتنامى مظاهر التفهم لفكرتنا والتعاطف مع حركتنا والتأييد لأعمالنا والالتفاف حولنا بل ونصرتنا إن أوذينا » ا

الأستاذ مصطفى مشهور،الرؤية الواضحة،ص22.

والجماعة في كل مساعيها للمحافظة على شرعيتها الواقعية لا تحرص أو تقدم على استفزاز، فهي لا تستفز ولا تُستفز، ولكنها في الوقت نفسه لا تساوم على مبادئها ولا توقف أنشطتها وبرنامج إصلاحها وتوعيتها لهذا الشعب وتربيته، وتصبر وتتحمل ما تلقاه في سبيل ذلك.

 

5- رفض أسلوب العنف والإرهاب أو الجبر والإرغام:

سواء مع السلطات التنفيذية أو مع الخصوم والهيئات الأخرى. واحتمال الأذى واحتساب الأمر عند الله عز وجل والدفع بالوسائل السلمية.

ورفض الجماعة لأسلوب استخدام القوة وأعمال العنف في عملها المجتمعي مطلق في كل الأحوال ولو تم ذلك تحت مسمى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. وقد رفض الإمام الشهيد ذلك الأسلوب الذي لا يقوم على فقه شرعى أو بصيرة بالواقع مبكرا ، وأظهر خطأه وآثاره السلبية، والذي يؤدى إلى ضرر أكبر من الفائدة في قضية تحطيم البعض للحانات، ولكنه رحمه الله فضل مع رفضه هذا أن نتبع في ذلك أسلوب الحكمة والظرف المناسب ووسائل الضغط القانونية والشعبية، مع تحليل البواعث والأسباب لوجود هذا الخلل، والسعى لعلاجها.

يقول الإمام:

« معلوم أنه ما من غيور في مصر يتمنى أن يرى فوق أرضها حانة واحدة، وقد ألقى الإخوان تبعة هذا التحطيم على الحكومات قبل الذين فعلوه ؛ لأنها هي التي أحرجت شعبها المسلم هذا الإحراج... ».

«.. نحن نعتقد أن هذا التحدى لم يحن وقته بعد، ولابد من تخير الظرف المناسب أو استخدام منتهى الحكمة فيه، وإنفاذه بصورة أخف ضرراً وأبلغ في الدلالة على المقصد كلفت نظر الحكومة إلى واجبها الإسلامي »

والإخوان في هذا المجال:

« أعمق فكراً وأبعد نظراً من أن تستهويهم سطحية الأعمال والفكر فلا يغوصوا إلى أعماقها ولا يزنوا نتائجها وما يقصد منها وما يراد بها »

رسالة : المؤتمر الخامس،ص149.

فهم يضبطون الحماس وينيرون العاطفة بأشعة العقول:

« ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول.. ».

ويقول أيضا: « وهم يتذرعون في ذلك بالصبر والأناة والحكمة والموعظة.. » .

ويحرص الإخوان على البعد عن أسلوب الجبر والإرغام في جمع الشعب على مبادئ الإسلام وترسيخ قيمه وأخلاقياته، وإنما الأخذ بأسلوب « الإقناع » حتى يفقهها الرأى العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان، وذلك بعد إيقاظ الإيمان في قلبه وتفعيل ارتباطه بالقرآن ولجوئه إلى الله.

يقول الإمام الشهيد: « فليست الوسيلة المال، وليست الوسيلة القوة كذلك؛ فالدعوة الحقة إنما تخاطب الأرواح أولاً، وتناجى القلوب، وتطرق مغاليق النفوس.. ».

 

6- انتهاج المنهج العملى الواقعى:

فالمجتمع في حالة تحتاج إلى: سرعة الأخذ بيده، وإصلاح جوانب الخلل والتدهور فيه، وتربيته على الإسلام، وتقديم جوانب البر والخير إليه، فهذا يحتاج إلى المنهج العملى، وأن نقف مع الشعب في كوارثه وأزماته، وأن نقدم له ما نستطيع من جوانب البر والخدمة العامة، وألا نقف عند حدود ذلك، بل نوقظ إيمانه ونقوى إرادته وننشر فيه نماذج الخير والتكافل والتعاون ونربطه بالإسلام ربطاً حميداً، إنها مواجهة لكل شرائح المجتمع وفئاته وكل مؤسساته، بل هي لا تنحصر في قطر دون قطر.

 

7- الحفاظ على سمات الدعوة وخصائص منهجها في منهج عملها المجتمعي ، من قبيل :

عمومية الدعوة:

يقول الإمام الشهيد: « دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة ولا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وهى تتوجه إلى صميم الدين ولبه »

رسالة : دعوتنا،ص25.

« فهي دعوة لا تنحصر في رأى فرعى أو لون خاص أو طائفة خاصة بل هي تسع الجميع بفهمها الشامل للإسلام، والمحدد بأصول الفهم العشرين »

رسالة : التعاليم،ص356.

أنها تضم كل المعانى الإصلاحية:

لأنها تنطلق من مفهوم الإسلام الشامل، فلا تنحصر في مجال دون آخر، فهى: « دعوة سلفية وطريقة سنية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة علمية وثقافية وشركة اقتصادية وفكرة اجتماعية.. »

رسالة : المؤتمر الخامس،122.

وأنها لا تقف عند حدود العمل العام:

بل تجتهد في جمع قلوب الناس على القرآن وفى التقدم بمناهج الإصلاح لكل الجهات، وتكوين الركائز الإيمانية وعدم الوقوف بالدعوة العامة عند حدود الخطب والمقالات، أو الإصلاح الجزئى للمجتمع، إنما الغاية أشمل من ذلك:

يقول الإمام:

« إن الخطب والأقوال والمكاتبات والدروس والمحاضرات وتشخيص الداء ووصف الدواء، كل ذلك وحده لا يجدى نفعاً ولا يحقق غاية ولا يصل بالداعية إلى هدف من الأهداف..».

بل الأمر يحتاج إلى:

« 1- الإيمان العميق.

2- التكوين الدقيق.

3- العمل المتواصل...

فآمنوا بفكرتكم، وتجمعوا حولها، واعملوا لها، واثبتوا عليها»

رسالة : بين الأمس واليوم،ص108 .

وبعد أن ذكر الإمام أنواعا متعددة من مجالات البر والخدمة العامة، يقوم بها الإخوان، يقول:

« لا أيها الإخوان، ليس هذا كل ما نريد، هو بعض ما نريد؛ ابتغاء مرضاة الله.

أما غاية الإخوان الأساسية، أما هدف الإخوان الأسمى، أما الإصلاح الذي يريده الإخوان ويهيئون له أنفسهم فهو: إصلاح شامل كامل، تتعاون عليه قوى الأمة جميعاً، وتتجه نحوه الأمة جميعاً، ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل»

رسالة : المؤتمر السادس،ص205 .

 

8- اتباع أسلوب الإصلاح الإيجابى الذي يقوم على البناء قبل الهدم:

« ولا يحب الإخوان أن يخلطوا البناء بهدم »

رسالة : المؤتمر الخامس،ص149.

ويقول أيضاً: « إن الناس يعيشون في أكواخ من العقائد البالية، فلا تهدموا عليهم أكواخهم، ولكن ابنوا لهم قصوراً من العقيدة السمحة، وعليه فسوف يهجرون هذه الأكواخ إلى هذه القصور »

رسالة : نحو النور،ص277 .

9- إحياء الأمل في الأمة، بعد إيقاظ الإيمان لديها:

فهذا سمت أساسى في وسائل وأهداف العمل الاجتماعى، أن ندفع روح الإحباط واليأس وأن نوقظ الإيمان والأمل.

فيقول الإمام: « تحتاج الأمة الناهضة إلى الأمل الواسع الفسيح، وقد أمر القرآن أممه بهذا الشعور بأسلوب يخرج من الأمة الميتة، أمة كلها حياة وهمة وأمل وعزم »

رسالة : دعوتنا في طور جديد، ص235 .

ويقول أيضاً: « أيها الناس قبل أن نتحدث إليكم في هذه الدعوة عن الصلاة والصوم، وعن القضاء والحكم، وعن العادات والعبادات، وعن النظم والمعاملات.. نتحدث إليكم عن القلب الحى.. والروح الحى.. والنفس الشاعرة.. والوجدان اليقظ.. والإيمان العميق.

بهذه الأركان الثلاثة: الإيمان بعظمة الرسالة، والاعتزار باعتناقها، والأمل في تأييد الله إياها، فهل أنتم مؤمنون ؟ »

رسالة : إلى الشباب،ص179 .

10- أن الجماعة في منهجها الإصلاحي ليست بديلاً عن المجتمع:

وهى تتعاون مع كل القوى والتيارات التي تسعى للإصلاح: « نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه...».

وهى لا تحتكر الإصلاح لنفسها أو تقصر الخير عليها، وتحفظ لكل ذى قدر قدره، وإنما الدعوة والجماعة من بين هذا المجتمع توقظه وتتعاون مع فئاته المخلصة، وتوجهه وتقوده إلى الخير.

يقول الإمام: « وسنربى شعبنا ليكون منه الشعب المسلم، وسنكون من بين هذا الشعب المسلم » رسالة : إلى الشباب،ص179

«الذى يريده الإخوان إصلاحا شاملا تتعاون عليه قوى الأمة جميعاً، وتتجه نحوه الأمة جميعا  » .

« أصلحوا نفوسكم وركزوا دعوتكم وقودوا الأمة إلى الخير ».

رسالة : المؤتمر السادس،ص205

 

11- الابتعاد عن الأسلوب الحزبى في العمل، وعدم الدخول في صراعات جانبية أو صدامات مع القوى الأخرى:

يقول الإمام في ذلك: « نحن لا نهاجمهم ؛ لأننا في حاجة إلى الجهد الذي يبذل في الخصومة..» رسالة : المؤتمر السادس 215 .

«فهم لهذا أوسع الناس صدراً مع مخالفيهم  ».

«الإخوان يجيزون الخلاف، ويكرهون التعصب للرأى، ويحاولون الوصول إلـى الحـق، ويحملون الناس علـى ذلك بألطف وسائل اللين والحب »

رسالة : دعوتنا،ص27.

 

12- التجرد والإخلاص لله  في الدعوة والعمل:

فهي تتجرد عن المنافع والأطماع الشخصية والأهواء، وهى تبرأ من العجب والغرور، وترد الأمر كله لله.

يقول الإمام الشهيد:

« وإنها دعوة بريئة نزيهة قد تسامت في نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية، واحتقرت المنافع المادية، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض» .

« وإننا بحمد الله برآء من المطامع الشخصية بعيدون عن المنافع الذاتية، ولا نقصد إلا وجه الله وخير الناس ولا نعمل إلا ابتغاء مرضاته..»

رسالة : بين الأمس واليوم،ص109 .

«فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية، غير ملونة، وهى مع الحق أينما كان، تحب الإجماع وتكره الشذوذ  » .

«ولسنا  نمتن  بشيء  ولا نرى لأنفسنا في ذلك فضلاً " بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين " [ الحجرات: 17 ] »

رسالة : دعوتنا،ص25.

13- الاعتزاز بالدعوة وإعلانها بقوة ووضوح وسط هذا الركام المترامى من الدعوات:

يقول الإمام: « إن العالم الآن تتجاذبه شيوعية روسيا وديمقراطية أمريكا، وهو بينهما مذبذب حائر لن يصل عن طريق إحداهما إلى ما يريد من استقرار وسلامة.. وفى أيديكم أنتم قارورة الدواء من وحى السماء..فمن الواجب علينا أن نعلن هذه الحقيقة في وضوح، ندعو إلى منهاجنا الإسلامي في قوة، ولن يضيرنا أن ليس لنا دولة ولا صولة، فإن قوة الدعوات في ذاتها ثم في قلوب المؤمنين بها، ثم في حاجة العالم إليها، ثم في تأييد الله لها متى شاء أن تكون مظهر إرادته وأثر قدرته »

من آخر ما كتبه الإمام الشهيد في رسالة وجهها إلى الإخوان،ونشرتها مجلة المباحث،16 يناير سنة 1951م.

 

تهيئة الأفراد للعمل مع المجتمع:

لأن الفرد هو ركيزة الانطلاق للعمل الاجتماعى والدعوى، فلابد من إعداده واستمرار ذلك بدءاً من استيعاب الأهداف والوسائل والضوابط وانتهاءً إلى التعرف على الواقع والمعوقات.

والدعوة تهيئ أفرادها بالتربية والتدريب والفهم الصحيح، للعمل مع المجتمع وأداء الخدمة العامة للناس. ومع تميز مستويات ونوعيات من الأفراد حسب ظروفهم وحسب استعدادهم الشخصى إلا أن كل فرد في الصف مطالب ببذل جهده في هذا الميدان وهو جزء أساسى من دعوته وتربيته.

والدعوة تعد الأخ فيها  ليكون :

1- ممتلئا حبا وعاطفة تجاه المجتمع وأفراده.

2- على بصيرة ووعى بدوره الاجتماعى وأنه جزء من دعوته.

3-  لديه الإيجابية والذاتية في الحركة .

4- عظيم الهمة واسع النشاط، مدرباً على الخدمة العامة.

5- ملم بالشؤون الإسلامية إلماماً يمكنه من تصورها والحكم عليها حكماً يتفق مع مقتضيات الدعوة.

6- أن يسارع إلى المساهمة في الخدمة العامة وأعمال البر .

7- أن يتأدب بآداب الإسلام وأخلاقه، فيكون: عف اللسان، حسن المعاملة، أميناً، صادق الوعد والكلمة، كريماً، سمحاً يرفق بالإنسان، لا يهتم بالظنة، ويبتعد عن الغيبة والنميمة، قدوة في معاملاته المالية والاجتماعية، يتقن مهنته وما يؤديه من عمل، عادلاً، صحيح الحكم، لا ينسيه الغضب الحسنات، ولا تحمله الخصومة على نسيان الجميل، يقول الحق ولو على نفسه أو أقرب الناس إليه وإن كان مراً، يرحم الصغير ويوقر الكبير، لا يصخب، ثابتا مثابرا لا يخشى تضييقاً أو إرهاباً، متجردا من المطامع والأهواء ومعانى العجب والغرور، وأن يتسع صدره للمخالفين، ويعرف كيف يتعامل ويتعاون معهم"

من واجبات الأخ العامل .

ويقول الإمام الشهيد:

« يتصل الأخ بالإخوان، فيكون مطالباً بتطهير نفسه وتقويم مسلكه وإعداد روحه وعقله وجسمه للجهاد الطويل الذي ينتظره في مستقبل الأيام، ثم هو مطالب بأن يشيع أحكام الإسلام في أسرته وأصدقائه وبيئته، فلا يكون الأخ أخاً مسلماً حقاً حتى يطبق على نفسه أحكام الإسلام وأخلاق الإسلام ويقف عند حدود الأمر والنهى التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه» .

رسالة : المؤتمر السادس،ص205 .


 

مبحث أهداف ومقاصد

العمل مع البيت والمجتمع

 

نتناول في هذا المبحث من خلال وباختصار - من خلال رسائل الإمام الشهيد وتوجيهاته – مقاصد وأهداف عمل الدعوة في ومع  المجتمع الذي يشمل في تكوينه: البيت - والرأى العام - والتجمعات (قرى، مدن، أحياء) - والمؤسسات (الأهلية والرسمية والتنفيذية) بكل مستوياتها - وكل ما يؤثر فيها من: اقتصاد، وإعلام، وسياسة، وعرف، وقوانين...إلخ.

وهو يعتبر الصف الإخوانى جزءا من المجتمع يبدأ بنفسه وينتشر ويؤثر في محيطه الاجتماعى سواء على مستوى الفرد أو البيت أو الجماعة ككل .

وتدور هذه المقاصد وتلك الأهداف حول::

1- الاهتمام بالبيوت كركيزة أساسية في بناء المجتمع:

يقول الإمام الشهيد نريد: «النهوض بالرجل والمرأة جميعاً وإعلان التكامل والمساواة بينهما وتحديد مهمة كل منهما تحديداً دقيقاً »  

رسالة : بين الأمس واليوم،ص94.

 ونقط البدء هي:

أ - بيوت الدعوة وأنصارها: بدءا من حسن اختيار الزوجة أو الزوج وإعدادهما لإقامة البيت المسلم، حسن تربية الأولاد والخدم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام - المحافظة على الإسلام في كل مظاهر الحياة المنزلية.

« نريد بعد ذلك البيت المسلم في تفكيره وعقيدته، وفى خلقه وعاطفته وفى عمله وتصرفه..»

رسالة : إلى الشباب،ص101 .

ب - ثم يتسع الأمر إلى دائرة الأهل والأقارب فيحمل أهله على احترام فكرته ونشر معانى الإسلام فيهم - واكتسابهم لمناصرة الفكرة الإسلامية والدعوة، والتعاطف معها.

جـ - التأثير في بيوت المجتمع بالوسائل المختلفة لنشر مظاهر الحياة الإسلامية، وتنشئة الأجيال على الإسلام.

يقول الإمام: « وأما أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فقد بدؤوا في ذلك بأنفسهم ثم بأسرهم وبيوتهم ثم بإخوانهم وأصدقائهم. وهم يتذرعون في ذلك بالصبر والأناة والحكمة والموعظة. وهل ترى جريدتهم هذه إلا مظهراً من مظاهر الأمر بالمعروف »

رسالة : هل نحن قوم عمليون،ص84.

 

2- الاهتمام بالشرائح السنية المختلفة والتأكيد على دور المرأة ونيل حقوقها:

من الأشبال والطلاب ذكوراً وإناثاً، وربطهم بالإسلام وتنشئتهم التنشئة الصحيحة، مع إعطاء أهمية خاصة للشباب والاهتمام بشباب الجامعات والأزهر الشريف.

ويشير الإمام إلى أهمية العناية بالمرأة فيقول: « ونحن لهذا نعنى بالمرأة عنايتنا بالرجل، ونعنى بالطفولة عنايتنا بالشباب »

 رسالة : إلى الشباب،ص177  .

ويقول أيضا: « نريد النهوض بالرجل والمرأة جميعا، وإعلان التكامل والمساواة بينهما ».

 

3- تفعيل مؤسسات وأفراد المجتمع للعمل مع الإسلام:

سواء من داخل الصف أم من خارجه بإمدادها بالوسائل وشرح المفاهيم الإسلامية وتوجيهها للإصلاح  والتنسيق والتعاون معها في ذلك (مثل: المساجد - الخطباء - الجمعيات - النوادى..إلخ).

« حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غايته ويحدد وجهته ويعمل إلى هذه الوجهة حتى يصل إلى الغاية، أما تلك الغفلة السادرة والخطرات اللاهية، والقلوب الساهية، والانصياع الأعمى واتباع كل ناعق فما هو من سبيل المؤمنين في شيء » رسالة : دعوتنا،ص15.

 

4- إرشاد المجتمع وتقوية إيمانه وتربيته في خطوات متدرجة تبدأ بـ:

أ - « إيقاظ الإيمان في قلوب الناس على الاهتمام بكتاب الله ورعايته والعمل به».

فمن الأهمية بمكان الحرص على تعريف الناس بالقرآن وبيان ما فيه من سمو وإعجاز والتفاعل معه.

يقول الإمام في ذلك:

«أعتقد أن أهم الأغراض التي تجب على الأمة حيال القرآن الكريم ثلاثة مقاصد:

أولها: الإكثار من تلاوته، والتعبد بقراءته، والتقرب إلى الله تبارك وتعالى به.

وثانيها: جعله مصدراً لأحكام الدين وشرائعه، منه تؤخذ وتستنبط.

وثالثها: جعله أساساً لأحكام الدنيا، منه تستمد وعلى مواده الحكيمة تطبق»

 رسالة : هل نحن قوم عمليون،ص86 .

« فاعلم أن الإخوان المسلمين يحاولون في جد أن يعودوا هم أولاً إلى كتاب الله يتعبدون بتلاوته ويستنيرون في تفهم أقوال الأئمة الأعلام بآياته ويطالبون الناس بإنفاذ أحكامه، ويدعون الناس معهم إلى تحقيق هذه الغاية، التي هي أنبل غايات المسلم في الحياة  »

المرجع السابق،ص88.

« وآمنتم كذلك بأن واجب المسلم الحق أن يجاهد في  سبيل هذا الإسلام حتى يهيمن على المجتمع كله »

رسالة :  اجتماع رؤساء المناطق،ص247.

 

ب - إحياء العادات الإسلامية وإماتة العادات الأعجمية في كل مظاهر الحياة وتحرى السنة المطهرة في ذلك.

« ونحمل الناس على ذلك بألطف وسائل اللين والحب  » رسالة : دعوتنا  .

« ومراعاة الصبر والأناة والحكمة والموعظة في ذلك..»

 رسالة : هل نحن قوم عمليون.

جـ - إرشاد المجتمع بتشجيع الفضائل، ونشر دعوة الخير فيه.

د - تقوية الأخلاق: « أول ما يقصدون إلى تربية النفوس وتجديد الأرواح وتقوية الأخلاق وتنمية الرجولة الصحيحة »

 رسالة : هل نحن قوم عمليون.

هـ - الأمر بالمعروف ومحاربة الرذائل والمنكرات مع الفقه في ذلك، واستخدام الحكمة، ومن أمثلة ذلك:

« والتمائم والرقى والودع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب.. وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته، إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة ».

«.. وكل بدعة في دين الله لا أصل لها - استحسنها الناس بأهوائهم، سواء بالزيادة فيه أو بالنقص منه - ضلالة تجب محاربتها والقضاء عليها بأفضل الوسائل التي لا تؤدى إلى ما هو شر منها  ».

«ولكن الاستعانة بالمقبورين أياً كانوا ونداءهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وإضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها ولا نتأول لهذه الأعمال سداً للذريعة »

رسالة : التعاليم.

و- صبغ مظاهر الحياة بالصبغة الإسلامية العامة.

ز- «.. ونحن نعمل للاحتفاظ بتكوين المسلمين في حالة تيسر لهم أن يمتلئوا إسلاماً يوماً ما..»

الأستاذ مصطفى مشهور،رسالة الرؤية الواضحة،ص16 .

 

5- إحياء الأمل وإيقاظ الإيمان وتقوية المشاعر:  

فلابد من إيقاظ الروح، وبناء النفوس الحية القوية، التي تعتز بالإسلام، وتحس بروعة وجلال القرآن، وبذلك تفقه دعوتها ودينها، وتناصرها عن عقيدة واقتناع وإيمان.

يقول الإمام: « وبهذه المشاعر الثلاثة: الإيمان بعظمة الرسالة، والاعتزاز باعتناقها، والأمل في تأييد الله إياها.. أحياها الراعى الأول صلى الله عليه وسلم في قلوب المؤمنين من صحابته بإذن الله.. إلى هذه المشاعر الثلاثة ندعو الناس أولاً... »

رسالة : دعوتنا في طور جديد،ص235  .

 

6- تربية المجتمع على الجدية والإيجابية، وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، وكيف يطالب بحقوقه:

« فلابد من فترة تنتشر فيها مبادئ الإخوان وتسود، ويتعلم فيها الشعب كيف يؤثر المصلحة العامة على المصلحة الخاصة  »

رسالة : المؤتمر الخامس  .

وأن نعمل على «.. أن تنشأ في قطاعات المجتمع مجموعات للصلاح، تلتزم بالإسلام كمنهج حياة وتعمل على نشره  »

الأستاذ مصطفى مشهور،رسالة الرؤية الواضحة..

7- تقويم الأخلاق والنفوس، وصبغ المجتمع بالصبغة الإسلامية العامة:

يشير الإمام إلى جانب مهم من الداء الذي أصاب المجتمع، ويحتاج إلى تقويم، وهو:

« 1- ضعف الأخلاق.

2- فقدان المثل العليا.

3- إيثار المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.

4- الجبن عن مواجهة الحقائق.

5- الهروب من تبعات العلاج.

6- الفرقة، قاتلها الله.

هذا هو الداء، والدواء كلمة واحدة أيضا، هي ضد هذه الأخلاق، هي علاج النفوس أيها الإخوان وتقويم أخلاق الشعب " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" [الشمس: 9، 10] »

رسالة : المؤتمر الخامس  .

 

8- خدمة المجتمعات وتنميتها بمحاربة الجهل والمرض والفقر والرذيلة، وتشجيع البر والنفع العام في أية صورة، والوقوف معه وإغاثته في الكوارث والنكبات:

يقول الإمام الشهيد:

« فمن أهدافكم أن تعملوا لإصلاح التعليم، ومحاربة الفقر والجهل والمرض والجريمة، وتكوين مجتمع نموذجى يستحق أن ينتسب إلى شريعة الإسلام»

رسالة : بين الأمس واليوم،ص108.

وحول الوسائل التي تعينهم على ذلك، يقول الإمام الشهيد:

« ووسيلة الإخوان في هذه الميادين: التنظيم والتطوع والاستعانة بأهل الرأى والخبرة، وتدبير ما تحتاج إليه هذه المشروعات من أموال من المشتركين تارة ومن المتبرعين أخرى إلى ما يدفع لمثل هذه المشروعات »

رسالة : دعوتنا في طور جديد،ص240  .

فالجماعة تقوم بالخدمة العامة وأعمال البر في المجتمع حسب القدرة والظروف المتاحة ويشير إلى أمثلة ذلك الإمام الشهيد:

«.. من بناء المساجد وعمارتها، ومن فتح المدارس والمكاتب والإشراف عليها، ومن إنشاء الأندية والفرق وتوجيهها ورعايتها، ومن الاحتفال بالذكريات الإسلامية احتفالاً يليق بجلالها وعظمها، ومن الإصلاح بين الناس في القرى والبلدان إصلاحاً يوفر عليهم كثيراً من الجهود والأموال، ومن التوسط بين الأغنياء الغافلين والفقراء المعوزين بتنظيم الإحسان وجمع الصدقات لتوزع في المواسم والأعياد »

رسالة : دعوتنا في طور جديد،ص240  .

 ويقول أيضاً: « وتتكون الجماعة من جماعات الإخوان، فتتخذ داراً وتعمل على تعليم الأميّين، وتلقين الناس أحكام الدين، وتقوم بالوعظ والإرشاد والإصلاح بين المتخاصمين، والتصدق على المحتاجين، وإقامة المنشآت النافعة من: مدارس..ومعاهد.. ومستوصفات.. ومساجد، في حدود مقدرتها والظروف التي تحيط بها... »

رسالة : المؤتمر السادس،ص205  .

ويعقب الإمام الشهيد على هذا ؛ حتى لا يظن إنسان أن الدعوة محصورة في هذه المجالات فقط فيقول:

« لا أيها الإخوان ليس هذا كل ما نريد، هو بعض ما نريد ابتغاء مرضاة الله... أما غاية الإخوان الأساسية.. أما هدف الإخوان الأسمى، أما الإصلاح الذي يريده الإخوان ويهيئون أنفسهم له: فهو إصلاح شامل كامل تتعاون عليه قوى الأمة جميعاً وتتجه نحوه الأمة جميعاً ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل »

رسالة : المؤتمر السادس،ص205  .

 

9- توعية الأمة وأفراد المجتمع بواجبها ودورها، وتبنى قضايا الأمة الإسلامية، وإشاعة روح الوحدة والتعاون بيننا وبين أمم العروبة وشعوب الإسلام، ومقاومة الفرقة والتناحر:

وأن نصل إلى «.. إيجاد القناعة لدى الشارع المصرى بضرورة التغيير الإسلامي »

الأستاذ مصطفى مشهور،رسالة : الرؤية الواضحة.

وهذا المجال يشمل:

أ  - البدء بتصحيح فهم المسلمين لدينهم، وشرح دعوة القرآن شرحاً واضحاً وعرضها عرضاً كريماً يوافق روح العصر ويكشف عما فيها من روعة وجمال ويرد عنها الأباطيل والشبهات.

ب - وتجديد أثره البالغ في النفوس، مع إحياء الأمل لديها، والثقة في تأييد الله لها.

جـ - توعية الأمة بحال العالم الإسلامي وما يحدث له من نكبات، وما يحيط به من مؤامرات وأخطار.

د  - واستثارة العاطفة الإسلامية وأن تستشعر واجبها نحو إخوانهم في الدين وأن تتحرك بإيجابية للوقوف أمام المؤامرات والتواصل مع إخوانهم المسلمين ونجدة وإغاثة هذه الشعوب المستضعفة وتبنى قضيتها وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

يقول الإمام: «.. وحسبى هذه الفواجع في هذا البيان، فتلك سلسلة لا آخر لها وأنتم تعرفون هذا ولكن عليكم أن تبينوه للناس وأن تعلموهم أن الإسلام لا يرضى من أبنائه بأقل من الحرية والاستقلال فضلا عن السيادة  وإعلان الجهاد ولو كلفهم ذلك الدم والمال » )

رسالة : المؤتمر الخامس،ص151 .

ويقول: «.. أن نذكر هذه النكبات دائماً، وأن نتلوها على أنفسنا صباحاً ومساءً، وأن نلقنها أبناءنا ونساءنا وإخواننا، وأن ننشرها بين أصدقائنا وفى مجالسنا.. حتى ينشأ شبابنا وهم على بينة من أمر أعدائهم، فلا يخدعون كما خدعنا، ولا يلاقون ما لاقينا »

العالم الإسلامي أمام ما نزل به،الإمام الشهيد 1931م ( من كتاب : الإمام الشهيد للأستاذ / فؤاد الهجرسي،ص117 ) .

هـ - تبنى الوحدة العربية والإسلامية، ومطالبة الحكومة بتدعيم هذا المسار، ودعم آلياته العملية.

 

10- التوعية بطبيعة الأعداء وخصوم الأمة وعدم الانخداع بهم والغفلة في التعامل معهم:

فالمطلوب أن « ينشأ شبابنا وهم على بينة من أمر أعدائهم فلا يخدعون كما خدعنا ولا يلاقون ما لاقينا ».

ويقول أيضاً: « لا تخدعوا أنفسكم أيها المسلمون وحسبكم غفلة وحسن ظن بالأيام فقد وصف الله لكم القوم في كتابه فقال: " ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا" [ البقرة: 217].

«فاذكروا دائماً أن أول جانٍ على الإسلام هم أبناؤه الأغرار المفتونون، الذين تركوا مظاهره ونددوا بها، فقاتل الله اللادينيين من أبناء الأمة الإسلامية فذكروا أنفسكم أيها الإخوان دائماً بأن ملاحدة المسلمين في مقدمة خصومكم »

 

11- التوعية باستمرار حول المنهج الإسلامي والتشريع الإسلامي، والرد على الشبهات وإظهار الحقائق الناصعة بشأنه، حتى يصبح مطلباً جماهيرياً ينادى به الشعب ويقف وراءه، وبذلك يرتبط بالأهداف الإسلامية العليا، من: إقامة الحكم الإسلامي كاملا، وتحرير الأوطان، وعودة الخلافة، وأستاذية العالم:

يقول الإمام في هذا المجال: «هذه معانٍ أحب أيها السادة أن تذاع بيننا، وأن نذيعها في الناس، فإن كثيرين لازالوا يفهمون من معنى النظام الإسلامي ما لا يتفق بحال مع الحقيقة ».

« فمن دعوتكم أيها الأخوة الأحبة أن تساهموا في السلام العالمي وفى بناء الحياة الجديدة للناس بإظهارهم على محاسن دينكم وتجلية مبادئه وتعاليمه لهم وتقديمها إليهم »

 رسالة : اجتماع رؤساء المناطق،ص251.

« ونعتقد أن في المنهج الإسلامي كل الأصول اللازمة لحياة الأمم ونهضتها وإسعادها للفرد والأسرة والمجتمع والدول ».

وأن يدركوا جيداً مدى تخلى الحكومات وبعدها عن شريعة القرآن:

« إن الإخوان المسلمين لم يروا في حكومة من الحكومات.. من ينهض بهذا العبء أو من يبدى الاستعداد الصحيح لمناصرة الفكرة الإسلامية، فلتعلم الأمة ذلك، ولتطالب بحقوقها الإسلامية وليعمل الإخوان المسلمون »

رسالة : المؤتمر الخامس،ص137.

12- توعية الأمة بحقوقها السياسية والاجتماعية وحقها في الحرية والأمن، وإيقاظ روح الوطنية الصادقة وتوجيهها من خلال المنظور الإسلامي:

يقول الإمام: « علينا إفهام الناس أن السياسة والحرية والعزة من أوامر القرآن وأن حب الأوطان من الإيمان »

رسالة : اجتماع رؤساء المناطق،ص257.

« والإسلام الحنيف يعلن الحرية ويزكيها ويقررها للأفراد والأمم والجماعات بأفضل معانيها، ويدعوهم إلى الاعتزاز بها والمحافظة عليها، ويقول نبيه صلى الله عليه وسلم: «من أعطى الذلة من نفسه طائعا غير مكره فليس منى»،

وهو يحارب هذه اللصوصية الدولية التي يسمونها الاستعمار بكل ما فيه من قوة، ولا ترضى تعاليمه أبدا بأن تسود أمة، أو يرهق شعب شعبا آخر، ولا تزال كلمة عمر الفاروق رضي الله عنه ترن في الآذان حين قال لعامله عمرو بن العاص: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا)،

« واجتماعيا: تشجيع روح العزة والكرامة وحب الحرية » ) رسالة : مشكلاتنا في ضوء النظام الإسلامي : قضية الوطنية.

كما نستهدف إعداد الأمة والمجتمع وتهيئته لتحمل أعباء كفاح طويل، وما تحتاجه من: عزيمة قوية، سخاء بالتضحيات، وثبات في الموقف ووعى وتميز بين الحق والباطل والنافع والضار.

يقول الإمام الشهيد في ذلك:

«وإنما عليها أن تعد نفسها لـ: كفاح طويل عنيف، وصراع قوى شديد بين: الحق والباطل، وبين النافع والضار، وبين صاحب الحق وغاصبه، وسالك الطريق وناكبه، وبين المخلصين الغيورين والأدعياء المزيفين، وأن عليها أن تعلم أن الجهاد من الجهد، والجهد هو التعب والعناء..

وليس للأمة عدة في هذه السبيل الموحشة إلا النفس المؤمنة والعزيمة القوية الصادقة والسخاء بالتضحيات والإقدام عند الملمات، وبغير ذلك تُغلب على أمرها ويكون الفشل حليف أبنائها »

رسالة : هل نحن قوم عمليون،ص69.

ويهتم الإخوان في تربية الأمة وتكوينها بالوعى القومى والنضج السياسي لديها.

يقول الإمام الشهيد: « ولا يمكن أن يحفظ هذا التوازن بغير الوجدان الحى والشعور الحقيقي بقدسية هذه التعاليم...

وهو ما يُعبر عنه في الاصطلاح الحديث بـ «الوعى القومى» أو «النضج السياسى» أو «التربية الوطنية » أو نحو ذلك من الألفاظ، ومردها جميعا إلى حقيقة واحدة هي اعتقاد صلاحية النظام والشعور بفائدة المحافظة عليه »

رسالة : نظام الحكم، ص319.

 

13- التصدي للتيارات الفاسدة التي تخرب في الأمة وتناوئ الإسلام، وتوعية الشعب؛ حتى يميز بين القيادات المخلصة، وبين متاجري الشعارات وذوى الأهواء:

يقول الإمام الشهيد: « وإن على شعوبنا أن تميز بين ذوى العقيدة المجاهدين، وبين عبث المتحللين من ساسة وعسكريين...».

« ومن الواجب أن نحول دون تفشى أفكارهم الموبوءة بيننا، وأن نضرب على يد من يريد أن يحسن الظن بأعدائنا ومن يخدر أعصابنا بنظريات مزيفة وألفاظ خلابة ليس تحتها إلا فساد القومية الشرقية وضياع الوحدة الإسلامية فلا فرق بين هؤلاء والأوربيين..» .

«مهمتنا إجمالاً أن نقف في وجه هذه الموجة الطاغية من مدنية المادة وحضارة المتع والشهوات التي جرفت الشعوب الإسلامية فأبعدتها عن زعامة النبي صلى الله عليه وسلم وهداية القرآن..حتى تنحصر عن أرضنا ويبرأ من بلائها قومنا، ولسنا واقفين عند هذا الحد بل سنلاحقها في أرضها حتى يهتف العالم كله باسم النبي صلى الله عليه وسلم »

رسالة : الإخوان تحت راية القرآن ، ص114.

ويقول: « أما إن كانوا يريدون بالوطنية تقسيم الأمة الإسلامية والعربية إلى طوائف تتناحر وتتضاعف، أو الوقوف بها عند حدود جغرافية ضيقة.. فهذا نرفضه».

« والإخوان المسلمون لا يؤمنون بالقومية بهذه المعانى ولا بأشباهها ولا يقولون فرعونية، وعربية، وفينيقية، وسورية، ولا شيئاً من هذا الألقاب والأسماء التي يتنابز بها الناس»

 رسالة : دعوتنا

« ونعتقد أن كل مظهر من مظاهر النهضة يتنافى مع قواعد الإسلام ويصطدم بأحكام القرآن هو تجربة فاسدة فاشلة  »

رسالة : إلى أى شيء ندعو الناس،ص57.

14- المحافظة على مقومات القوة والصلاح في المجتمع ومقاومة التسيب والإهمال والفساد، والتعاون في ذلك مع كل القوى المخلصة، ودعم المسؤولين في أي موقع للقيام بذلك:

وأن نعمل على: «.. أن تنشأ في قطاعات المجتمع مجموعات للصلاح، تلتزم بالإسلام كمنهج حياة وتعمل على نشره »

رسالة الرؤية الواضحة،الأستاذ مصطفى مشهور

 

وكذلك دعم أى فئة من الأمة تستهدف الإصلاح والتعاون معها في ذلك، سواء من المسلمين أو من غيرهم من أبناء الوطن، أو حتى ممن لا يتبنون الشعار الإسلامي، وتاريخ الإمام الشهيد في دعوته مليئ بالكثير من تلك المواقف التي تؤكد ذلك.

 

15- نشر دعوة الإخوان المسلمين ومبادئها:

وذلك على المستوى الفردى أو الجماعى وبكل الوسائل المتاحة، يقول الإمام الشهيد في ذلك:

« الإقناع ونشر الدعوة بكل وسائل النشر، حتى يفقهها الرأى العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان »

رسالة : المؤتمر السادس،ص212.

« ولازلنا ندعو، وسنظل كذلك حتى لا يكون هناك فرد واحد لم تصله دعوة الإخوان المسلمين على حقيقتها الناصعة وعلى وجهها الصحيح»

المرجع السابق،ص126.

« لهذا نعمل على أن تصل دعوتنا إلى كل بيت وأن يسمع صوتنا في كل مكان وأن تتيسر فكرتنا وتتغلغل في القرى والنجوع والمدن والمراكز والحواضر والأمصار لا نألوا في ذلك جهداً ولا نترك وسيلة..»

رسالة : إلى الشباب،ص177.

« انشروا الفكرة في كل محيط يتصل بكم: في الحوانيت والشوارع والبيوت والمساجد والمقاهى والمجالس العامة والخاصة وفى القرى والريف وفى المدن والعواصم وفى المصانع والمعامل والحقول والمدارس.. إلخ ».

« اجعلوا في كل شارع جماعة إخوانية وفى كل قرية كتيبة قرآنية وفى كل مدينة راية محمدية وفى كل فج من الفجاج أخاً يهتف  بمبادئكم وينادى بتعاليمكم ويعطى كلمتكم ويبايع بيعتكم  ».

ويقول أيضاً: « فقد وجب عليكم أن تبينوا للناس غايتكم ووسيلتكم وحدود فكرتكم ومنهاج أعمالكم  ».

 

16- كسب الرأي العام إلى جانب الفكرة الإسلامية والدعوة (الجماعة) والتفافهم حولها وحول رموزها:

والعمل على « تكوين قاعدة جماهيرية عريضة تناصر العمل السياسي الإسلامي وتؤيد المطالبة بالحكم بما أنزل الله ».

وكذلك « العمل على تحرر النخبة المثقفة من رواسب الغزو الفكرى التي غرسها في عقولها الاستعمار الثقافى ».

« الحصول على شرعية سياسية وشرعية اجتماعية على أرض الواقع من منطلق التواجد والحركة للجماعة وأفرادها والتحامهم بالمجتمع وفئاته، دون انتظار أو تعلق بالجانب القانونى، الذي هو حق لها، وتحرمها منه السلطات الظالمة التي لا تحترم حكم القضاء أو تنفيذ القانون»

رسالة الرؤية الواضحة،الأستاذ مصطفى مشهور .

 

هذا الكسب للرأى العام وربطهم بالإسلام يسير متوازيا مع عمل البر والخدمة العامة.

فبعد ما ذكر الإمام مجالات عمل الإخوان في الخدمة العامة يقول:

« لكن الإخوان ليسوا كذلك فحسب، ولكن لب دعوتهم فكرة وعقيدة يقذفون بها في نفوس الناس؛ ليتربى عليها الرأى العام، وتؤمن بها القلوب وتجتمع من حولها الأرواح: تلك هي العمل للإسلام والعمل به في كل نواحى الحياة»

رسالة : دعوتنا في طور جديد،ص240  .

ويقول: «.. حتى يفقهها الرأى العام ويناصرها عن عقيدة وإيمان ».

 

17- العمل على إصلاح القانون والدستور:

« لهذا يعمل الإخوان جهدهم حتى تحدد النصوص المبهمة في الدستور المصرى وتعدل الطريقة الذي ينفذ بها هذا الدستور في البلاد  »

رسالة : المؤتمر السادس.

 

18- تحديد مواقف الدعوة ورؤيتها، بالنسبة لـ: الأحداث..والمواقف.. والتيارات المختلفة، وتبنى المجتمع لها:

وهذا من لوازم الحركة العامة والتفاعل مع جماهير المجتمع والتي تتعلق آمالها بها. فلابد للجماعة في مثل تلك الأحوال أن تتقدم وأن تعلن موقفها مستندة في ذلك إلى الشريعة الإسلامية ومصلحة الأمة.

 

19- العمل على دعم الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال:

أ  - إقامة المشروعات: فقد ساهمت الجماعة بمشروعات اقتصادية طوال تاريخها - (سواء كجماعة أو كأفراد منها) لكن هذه المشروعات استولت عليها السلطات الظالمة وقامت بتصفيتها. لهذا بقى هذا المجال رهناً بالظروف المحيطة بالدعوة.

ب - تشجيع الأفراد من الجماعة وغيرهم، على إقامة المشروعات الوطنية.

جـ - تشجيع الصناعات المنزلية الصغيرة.

د    - محاربة الربا بكل أشكاله.

هـ - محاربة كل مصادر الكسب الحرام والمخالفة لشرع الإسلام.

و   - إحياء ركن الزكاة، وتفعيله بين الناس، وصرفه في مصارفه الشرعية.

ز   - تفضيل المنتج الوطنى والإسلامي على المنتج الغربي ومقاطعة منتجات الأعداء بكل صورهم ».

ويقول الإمام الشهيد:

« أن تخدم الثروة الإسلامية العامة بتشجيع المصنوعات والمنشآت الاقتصادية الإسلامية، وأن تحرص على القرش فلا يقع في يد غير إسلامية، ولا تلبس ولا تأكل إلا من صنع وطنك الإسلامي »

رسالة : التعاليم،من واجبات الأخ العامل،ص367.

 

ويقول أيضا: « من مبادئ الإخوان المسلمين: الحض على تنمية الثروة الإسلامية العامة على أساس إسلامي صحيح » .

 

وحول مساهمة الجماعة أو أفرادها في الأعمال الاقتصادية والمشروعات النافعة التي تحفظ على المسلمين ثروتهم، اشترط الإمام لذلك شرطين:

«.. الأول: ألا نخلط بين نشاط الدعوة والنشاط الاقتصادي لا في شكل ولا في موضوع، فتكون عناوين الأعمال بغير اسم الإخوان وفى غير دورهم، ولها نظامها المادي الاقتصادي الصرف الذي لا تشوبه شائبة من عاطفة أو تهاون ؛ فالدعوة شيء والمال الاقتصادي شيء، وإن كان كل منهما يعين الآخر، ولكن لكل لونه ووسائله وأساليبه، ونحن نلاحظ تطبيق قواعد الإسلام الحنيف..

والشرط الثانى: ألا تكون لى صلة بهذه الأعمال من قريب أو من بعيد ؛ صيانة لشخصى ووقتى ومجهودى » .

وكان أول مشروع اقتصادى للجماعة هو: (شركة المعاملات الإسلامية المساهمة).

 

إيضاح:

يوضح الإمام الشهيد أن مساهمة الجماعة في أعمال الخدمة العامة وتنمية الثروة القومية، يكون قدر استطاعتها، حيث إنها لا تستطيع أن تقوم بها وحدها أو تغطيها تغطية كاملة حيث ذلك من مهام الحكومات:

«.. فهذا الغرض العلمى: شرح دعوة الإسلام والكشف عما فيها من روعة وجمال،

وهذا الغرض الاجتماعى: مواساة المنكوبين ومعاونة البائسين

وهذا الغرض الاقتصادي: استنقاذ الثروة القومية وتنميتها وحمايتها.. إلخ،

كل غرض من هذه الأغراض يستغرق أضعاف وقتنا ويستنفد أمثال جهودنا ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه..»

رسالة : اجتماع رؤساء المناطق،ص258.

 

ورغم أن الجماعة لا تملك إمكانيات الدولة في الإصلاح، وأحياناً تكون تحت ضغط المطالبة الجماهيرية بالمزيد، ولكنها  تبذل ما في وسعها من مجالات الإصلاح السياسي والاجتماعي وأعمال البر وتكون في المقدمة عند الحوادث والطوارئ.. كل ذلك في توازن لا يخل بخطتها الشاملة أو يكون جانب على حساب جانب آخر، حريصة على أن تتجنب:

أ   - استنزاف الطاقات.

ب  - الانحصار والتقوقع.

جـ - الاستدراج أو الاستفزاز.

د    - الانشغال بفرعيات وترك الأصول.

هـ  - الدخول في خصومات حادة مع الآخرين.

و   - دخول المغرضين الصف والضم العشوائى دون تمحيص، فعلى الدعوة لفظ النفعيين وأصحاب المطامع الذين يركبون الموجة ويتعلقون بالمكاسب ويتاجرون بالشعارات.

ز  - ضياع الأهداف وعدم التركيز على تحقيقها، وضياع الرؤية الواضحة للطريق ومراحله .

وهذه المحاور والأهداف في العمل مع المجتمع بجميع جوانبه، تبدؤها الدعوة وتستمر فيها بعد انحياز السلطة التنفيذية إليها، لتستكمل ما بدأته وتتم الإصلاح الكامل الشامل المرجو والمأمول فيه بعون الله وفضله.

 

ومن آخر توجيهات الإمام الشهيد للإخوان مقالة للإمام الشهيد نشرتها مجلة « المباحث »،في يناير 1951م في ميدان الدعوة وإصلاح المجتمع، يقول:

« إن الله ميزكم بالانتساب إلى الدعوة، فاحرصوا على:

1- التميز بآدابها وشعائرها بين الناس.

2- وأصلحوا سرائركم.

3- وأحسنوا أعمالكم.

4- واستقيموا على أمر الله.

5- وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر.

6- وتوجهوا بالنصيحة في رفق ولين إلى الناس أجمعين.

7- واستعدوا للبذل والاحتمال، والجهاد بالنفس والمال.

8- وأكثروا من تلاوة القرآن.

9- وحافظوا على الصلوات في الجماعات.

10- واعملوا لوجه الله تعالى مخلصين له الدين حنفاء.

11- وانتظروا بعد ذلك تأييد الله وتوفيقه ونصره " ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز" [ الحج: 40].

وبعد

فقد «  حان الوقت الذي يجب فيه على المسلم أن يدرك غايته، ويحدد وجهته، ويعمل إلى هذه الوجهه حتى يصل إلى الغاية »

رسالة : دعوتنا، ص15.

ويوصينا الإمام الشهيد رضوان الله عليه :

« إن الزمان سيتمخض عن كثير من الحوادث الجسام، وإن الفرص ستسنح للأعمال العظيمة، وإن العالم ينظر دعوتكم دعوة الهداية والفوز والسلام لتخلصه مما هو فيه من آلام، وإن الدور عليكم في قيادة الأمم وسيادة الشعوب»

رسالة : المؤتمر الخامس.

«.. وإنى لأخاطب المتقاعدين أن ينهضوا ويعملوا ؛ فليس مع الجهاد راحة " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" [العنكبوت: 69]،

وإلى الأمام دائما ».

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ