ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 12/10/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منهجية التعامل مع السنة النبوية

(30)

د. محمد سعيد حوى

استكمالاً لمسألة ثمرات ظنية ثبوت السنة يتساءل البعض: ما هو الموقف من النصوص الحديثية اذا جاءك من يدّعي انها تشكك في القرآن الكريم؟.

لا شك انه سؤال منافٍ للحقيقة العلمية، فلا شيء يشكك في القرآن.

ولكن هذا ما يدعيه البعض ويقولون لك ان بعضها في البخاري ومسلم. او صححها بعض أهل العلم قلت: هاتوا امثلتكم؟ اذ في اعتقادنا الجازم لا يصح حديث ولا يقارب الصحة ان شكك بحرف من القرآن الكريم, وحيث ان الحقيقة المطلقة اليقينية ان القرآن حق كله، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فان كل نص اوهم امراً سلبياً في حق القرآن فاما انه غير ثابت واما انه لم يفهم فهماً سليماً او لم يرد بشكل دقيق، واليك بعض الامثلة التي يثيرها بعض الباحثين:.

اخرج البخاري في باب جمع القرآن عدداً من النصوص في بدء جمع القرآن, ومما جاء في بعضها (رقم 4986) قول زيد بن ثابت: فتتبعت القرآن اجمعه من العُسُب واللخاف وصدور الرجال, حتى وجدت آخر سورة التوبة مع ابي خزيمة الانصار, لم اجدها مع غيره (لقد جاءكم رسول من أنفسكم .. الى آخر السورة).

واخرج البخاري (2807) كتاب الجهاد والسير و(4988) عن زيد بن ثابت فقدت آية من الاحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت اسمع رسول الله يقرأ بها, فالتمسنا فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الانصاري – الذي جعل رسول الله شهادته بشهادتين (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..) فالحقناها في سورتها في المصحف.

فتجد من يشكك في جمع القرآن ويثير أموراً منها:.

1-        ان هذا يعني ان القرآن لم يُجمع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2-        ان بعض القرآن آحادي في ثبوته (آيتان).

3-        ان هناك اضطراباً فمرة يقولون ابو خزيمة ومرة خزيمة, ومرة آيتان من سورة التوبة, ومرة آية من سورة الاحزاب, وتجد من المستشرقين واتباعهم من يستغل هذه الروايات.

والجواب عن ذلك كله ان كل هذه الروايات آحادية ظنية, لا يجوز في منهجية البحث ان نحاكم القرآن القطعي الثبوت اليها.

هذا من جهة ومن جهة آخرى, اذا فهمت فهماً صحيحاً مع واقع القرآن, لا تثير ادنى اشكال وهذا ممكن:.

1-        تواترت الاخبار ان النبي (صلى الله عليه وسلم) هو اول من جمع المصحف ودونه وكتبه (يأمر الكتبة بذلك). الا ان عمل ابي بكر انه جمع ذلك المكتوب كله في ديوان واحد بعد ان كان مفرقاً في العُسُب، واللخاف والصحف.

2-        في الجمع الأول كان كل شيء مكتوباً لدى زيد بن ثابت وهو حافظ لكتاب الله وهو يحفظ آية التوبة وهي موجودة بين يديه فيما كتب منذ عهد رسول الله لكنه لم يثبتها حتى سمعها ايضاً من ابي خزيمة الانصاري. لمزيد من التاكيد, حيث لم يأت أحد من الصحابة في حينها بها اليه.

وليس معني هذا انه لم تكن الا عند ابي خزيمة فقوله: (لم أجدها مع احد غيره) تأكيد انها بين يديه في الصحف وهو يعرفها ويحفظها ولكن الروايات الآحادية تأتي بألفاظ موهمة.

3-        اما الاضطراب فان الرواية الثانية تتكلم عن مرحلة اخرى لما أُمر زيد بنسخ المصحف الذي كان نسخه ايام ابي بكر – أُمر ان ينسخه الى عدة مصاحف ايام عثمان – وهذا الشيء الوحيد الجديد الذي فعله ايام عثمان ومع ذلك والمصحف بين يديه لم يكن ينسخ شيئاً حتى يسمعه من قارئين على الأقل مع كونه هو حافظ للقرآن, مع وجود لجنة معه تنسخ القرآن فلم يأت احد من خارج اللجنة – مع كونها في المصحف عنده – الا خزيمة بن ثابت فجاء بآية (من المؤمنين رجال ... ). وكان خزيمة قد جعل رسول الله شهادته بشهادتين لقصة حدثت..

فهما واقعتان في مرحلتين لرجلين مختلفين تشابها في بعض الأسم. ومع ذلك فالنصان القرآنيان معروفان مكتوبان محفوظان (آية .. لقد جاءكم...) وآية (من المؤمنين رجال صدقوا... ) والا فكيف بحث عنهما زيد.

فلا مجال للقول انها آيات آحادية.. لكنه كما ترى عندما تكون الروايات التي تتحدث عن جمع القرآن آحادية ظنية فقد تثير بعض الاشكالات عند من يريد ان يشكك وللأسف.

ومن الأمثلة:.

ما يتصل بالاحرف السبعة.

فان مبدأ ان القرآن نزل على احرف سبعة روي من عدة طرق عن ابي وعمر وابن عباس, وان كانت لا ترقى الى التواتر خلاف ما يدعيه البعض.

لكن كل قصة او رواية من تلك الروايات بما اشتملت عليه من تفاصيل هي روايات آحادية ظنية وتجد من يستغلها للطعن او التشكيك. فمن ذلك ما اخرج البخاري ومسلم عن عمر: قال سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان.. فإذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله.

ثم في نهاية الحديث انه أتى به الى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقرأ أمام النبي صلى الله عليه وسلم فقال "هكذا انزلت ان هذا القرآن انزل على سبعة أحرف, فاقرؤوا ما تيسر منه" خ 4706, ومسلم (818), مع العلم ان عمر وهشام كليهما قرشيان ثم يأتي من يفسر هذه الاحرف السبعة.

وفق الحديث الذي رواه ابو بكرة ان رسول الله قال: "آتاني جبريل وميكائيل عليهما السلام فقال جبريل اقرأ القرآن على حرف واحد، قال ميكائيل استزده حتى قال اقرأه على سبعة أحرف كلها شاف كاف, ما لم تختم آية رحمة بعذاب او آية عذاب برحمة وزاد بعضهم هنا نحو أقبل وهلم وتعال واذهب واسرع. المسند 5/41, 51. والحديث ضعيف منكر.

ان الذي يدعو الى العجب, انه لم ينقل لنا نموذج واحد بسند صحيح عن رسول الله يفسر ماهية الاحرف السبعة.

وان تعتمد مثل هذه الروايات الظنية في بيان ماهية الاحرف السبعة فهذا غير صحيح ثم يأتي من يقول لك ان عثمان اسقط هذه الاحرف ولم يبقَ في المصحف الا حرفاً واحداً. فكيف يجوز لبشر ان يسقط شيئاً من القرآن, مدعين ان عثمان قال للجنة التي كتبت القرآن, اذا اختلفتم في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش, فان القرآن انزل بلسانهم فضيعوا علينا في زعمهم الاحرف الستة, مع ان كلام عثمان لا علاقة له بالموضوع. خ (4984).

ثم اذا جئت تقول ان هذه القراءات التي نقرأ بها اليوم هي ثمرة الاحرف السبعة ولا معنى لها غير ذلك, يأبى كثيرون عليك هذا مع انهم يقولون ان القراءات متواترة – وهذا حق – فتجدهم يُعرضون عما هو ثابت حق متواتر, وهو هذه القراءات العشر المتواترة ويخوضون في الأحرف السبعة حتى اوصلوها الى 35 قولاً بناء على نصوص ظنية آحادية لا تغني من الحق شيئاً, حتى ان قارئ تلك الاحاديث المتصلة بالاحرف السبعة ليقع في الشك والريبة بينما لو قيل ان كل احاديث الاحرف السبعة ظنية الثبوت لا تقدم ولا تؤخر خاصة وانه لم يؤثر عن رسول الله مثال واحد صحيح يفسرها ثم يجعلون هذه القضية – الأحرف السبعة – من قضايا علوم القرآن المهمة.

ان ابلغ دليل انها ظنية لا قيمة علمية لها ان العلماء انقسموا فيها الى 35 قولاً, وان ابن الجزري اشهر القراء يقول: "لا زلت استشكل هذا الحديث وافكر فيه وامعن النظر من نيف وثلاثين سنة" ثم مع ذلك لا تجده يتفق مع كثير من العلماء على ما قالوه، فهل يجوز بعد ذلك لروايات ظنية ان تتحكم في كتاب الله ولا يستطيع العلماء – كونها ظنية – ان يصلوا فيها الى رأي قاطع. خاصة وان كثيرين يرفضون ان يفسروا الأحرف بأنها القراءات, اذن فمن اين جاءت هذه القراءات، واين ذهبت الاحرف السبعة.

ان جملة الامور المثارة بسبب الاحاديث المروية الاحرف السبعة / الظنية ان كانت قرآنا فأين ضاعت؟ وكيف تضيع؟ وهل يجوز لو كانت قرآنا ان لا تعرف ما هي؟ وهل يجوز لو كانت قرآناً ان يسقطها عثمان واذا لم تكن هي القراءات فمن اين جاءت القراءات؟.

اليس هذا مما يمكن ان يستغله المستشرقون ليقولوا ان نقصاً ما وقع في القرآن بسبب ذهاب الاحرف السبعة وان زيادات دخلت بسبب القراءات وان عثمان انقص من القرآن.

وكل ذلك بسبب تشثبنا بأحاديث احادية ظنية لم نحسن فهمها, اوَلم نحسن نقدها والصحيح ان يقال دفعاً للشك وانسجاماً مع حقيقة (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وان القرآن حفظ كاملاً بأحرفه السبعة وانه لم يفقد منه شيء ولم يدخله شيء, ان يقال لما اقرأ جبريل محمداً (صلى الله عليه وسلم) القرآن على سبعة أحرف, اقرأ النبي كل ذلك للصحابة فكل حفظ ما حفظ فتكوّن من ذلك كله القراءات المتعددة.

نعم, ليس بالضرورة ان يكون كل قارئ اخذ حرفاً واحداً بل كل قراءة مجموعة من اكثر من حرف, كل بحسب ما سمع من شيوخه الى رسول

 الله.

ان تفسير الاحرف السبعة بأنها القراءات يعصمنا من التشكيك بالقرآن ومن القول بأن شيئاً من الأحرف قد سقط او ان عثمان الغى شيئاً, ويعطينا تطبيقاً عملياً للأحرف والقراءات متواترة بعيداً عن الروايات الظنية التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع.

وان عثمان من خلال النسخ المتعددة التي كتبت في عهده جمع كل الأحرف السبعة عند اختلاف الرسم يسيراً.

ولنا وقفات اخرى مع بعض الروايات الظنية المتصلة بكتاب الله وخاصة الناسخ والمنسوخ.

يتبع بإذن الله ..

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ