ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 10/11/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تأملات في توجّهات المستقبل الحضاري:

نظرة إستشرافية

د/ بوفلجة غيات

يعرف العالم مجموعة من التغيرات الحضارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، عصفت بالعالم فكانت من أهم نتائجه سقوط قوى عظمى وتفتتها إلى دويلات في مدة زمنية وجيزة.

وقد ظهرت في السنوات الأخيرة مفاهيم جديدة منها النظام الدولي الجديد وحق التدخل لحماية الأقليات، وتجلّت هيمنة الولايات المتحدة على الأمم المتحدة ومجلس الأمن، حيث أصبحتا أداتين صائغتين وقانونيتين لتنفيذ مخططاتها. في ظل هذه التغيرات، تبقى مجموعة من الأسئلة مطروحة. فهل يمكن للولايات المتحدة أن تبقى القوة الوحيدة المهيمنة والمسيطرة في هذا العالم؟ أم أنها فترة انتقالية تؤدي حتما إلى ظهور كتلة جديدة توازن الولايات المتحدة؟ وما هي آفاق التطور المستقبلي للحضارة الإنسانية وما عوامل القوة والضعف فيها؟

لقد وجد المسلمون أنفسهم على فوهة مدفع، وأكثر الناس استهدافا على وجه الأرض رغما منهم. إذ أن الإمبريالية تحتاج إلى عدوّ لشحذ همم شعوبها ودفعها للمغامرات في كلّ المجالات. وهكذا فإن سقوط الإتحاد السوفياتي جعل أمريكا في وضع غير مريح، مما دفعها إلى إيجاد عدوّ وهمي بديل وهو "الإرهاب"، حيث قام الساسة الأمريكيون بتجسيد ذلك الخطر وتصويره في الإسلام والمسلمين.

لا يمكن تصوّر عالم أحادي القوة يسيطر على مصير الحضارة الإنسانية،  لهذا ليس من الطبيعي أن تستمر هذه الوضعية التي تسيطر فيها أمريكا لوحدها على زمام الأمور، وأن ضغطها وطغيانها وأنانيتها ستؤدي - دون شك - إلى بروز قوة حضارية جديدة، حتى يعود التوازن السّياسي إلى الكون.

فما هي مظاهر صعوبات أمريكا في تجسيد أهدافها وإحكام قبضتها على العالم؟ وما هي الجهة المرشحة لمنافستها والوقوف وفي وجهها؟ وهو ما نتطرق له من خلال هذا الفصل.

وهنا يمكن اعتبار مجموعة من التوقعات، تتمثل في الاقتصاديات المتنامية في آسيا، والاتحاد الأوربي وعدد من دول العالم الإسلامي.

الاقتصاديات المتنامية بآسيا:

تشمل الدول الصناعية في آسيا مجموعة من الدّول تتمثل خاصة في الصين واليابان و الهند والتنينات الصغيرة.

ا. الصين: وهي من الدول التي تعرف أعلى معدلات النمو سنويا، والتي استطاعت أن تكيف نظامها السياسي بطريقة فيها استمرارية، من النظام الاشتراكي الصارم إلى نظام مرن متفتح على العولمة. وهو ما جعلها تنافس أمريكا من الناحية الاقتصادية، إلى جانب قوتها العسكرية والسياسية التي لا يستهان  بها، وقد أصبحت موضوع انشغال الولايات المتحدة الأمريكية.

ب. اليابان: وهي من أهم اقتصاديات العالم وأكثرها تطوّرا، وقد دخلت الساحة السياسية على مصراعيها من خلال إرسال جيوشها إلى العراق، رغبة في الحصول على دور أكبر على الساحة السياسية في مستوى حجمها الاقتصادي، وهي ترغب في الحصول على مقعد دائم بمجلس الأمن. ورغم التفاهم الظاهري، لليابان مع الولايات المتحدة الأمريكية، فالأكيد أن الشعب الياباني لم ولن ينس كارثتي هيروشيما وناكزاكي على يد أمريكا، و إن بعد حين.

ت. الهند: وهي من الدول التي بدأت تفرض نفسها على الساحة الدولية، نتيجة سعة مساحتها وعدد سكانها، و تطورها الاقتصادي والتكنولوجي. فقد أثبتت نفسها من حيث قدراتها النووية والصاروخية، وتكنولوجيا الحواسب و البرمجيات. لهذا من المتوقع أن تستمر في هذا الإتجاه، نتيجة استقرارها السياسي وتقاليدها في التناوب على السلطة، وهي تحاول جاهدة الحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.

ج. التنينات الأسيوية الصغيرة

تطلق هذه التسمية على الدول الآسيوية السريعة التطور الصّناعي، وتضم كلا من كوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة وتايوان، والتي هي بصدد التعاون الكثيف من أجل إيجاد قطب اقتصادي وسياسي، ولـمَ لا عسكري أيضا، يفرض نفسه على السياسة الدولية التي لا يُسمح فيها باللّعب إلا للكبار.

رغم قوة الصين واليابان والدول الآسيوية المجاورة ورغم قدم حضاراتها، إلا أنها لا تكوّن كيانا حضاريا واحدا ومتجانسا، لذلك يصعب التقارب الإيديولوجي بينها لتكوين وحدة حضارية، بإمكانها مزاحمة أمريكا.

الاتحاد الأوروبي: 

تطوّر الاتحاد الأوروبي تطورا هائلا، فانتقل من دول متنافرة و متصارعة، إلى كتلة سياسية واقتصادية متعاونة ومتكاملة، حيث انتقل من محور للتعاون في مجالات الحديد والصلب، إلى سوق أوروبية مشتركة، ثم إلى اتحاد أوروبي، ومن تعاون مجموعة من دول أوروبا الغربية، إلى تجمع قارّيّ يطمح ليشمل كل دول أوروبا، بما فيها دول أوروبا الشرقية، وقد يشمل تركيا التي تقع أغلبية أراضيها في آسيا. 

رغم التحالف الموجود بين أوربا الغربية وأمريكا إلا أن هناك تباين في المصالح، وخلافات متزايدة حول مختلف القضايا السياسية والاقتصادية مما ينبئ بتزايد هذه الخلافات والصّراعات نتيجة تنامي القوة الاقتصادية والعسكرية للإتحاد الأوروبي و رغبته في القيام بدور أهم يناسب تاريخه و قوته.

رغم الاختلافات التي تبرز بين أمريكا وأوروبا من حين لآخر، ورغم قوة الاتحاد الأوروبي، إلاّ أنه يتماثل مع الولايات المتحدة الأمريكية نفس القيّم والمبادئ الفلسفية والجذور الدينية، من مسيحية ويهودية ومادية. لهذا فما يجمعها بأمريكا أكثر مما يميزها عنها. بل أن كلا من أمريكا وأوربا الغربية دول تعتمد الاقتصاد الرّأسمالي الحرّ وتعتمد على المنفعة الخاصة واعتماد منظور العلم والعلمانية في الحياة الخياصة والسياسة الدولية، و تكوّن في مجملها كتلة حضارية واحدة.

وبالتالي فالإتحاد الأوروبي يسعى إلى افتكاك اعتراف أكبر بمصالحه ودوره على الساحة الدولية، أكثر مما يهدف إلى الوقوف في وجه أمريكا ومصالحها. لهذا من المستبعد ظهور خلافات عميقة بينها تؤدي إلى المنافسة الحضارية والاقتصادية الجديّة.

أما الدّول التي يمكن أن تعرف تطوّرا اقتصاديا وحضاريا في السنوات المستقبل المتوسط، في حالة تعاوتها وتدارك أخطائها ونقائصها، وإيجاد إستراتيجية تنموية متكاملة، نجد عددا من الدول الإسلامية الصاعدة، لما لها إمكانيات مالية وبشرية معتبرة، ومواد مواد خام مهمة، غير مستغلة استغلالا كاملا. كما أنها حضارة مميزة بكل مقوماتها، وبالتالي فهي تختلف اختلافا جذريا عن الحضارة الغربية.

بعض دوافع الانتعاش الحضاري للإسلام:

هناك عدة أسباب تؤيد ترشيح الإسلام كعقيدة ومذهب اقتصادي وسياسي وتنظيم اجتماعي وقيم أخلاقية يمكن الدفع بها للمواجهة، وتتمثل أهمها في:

1. التميز: يتميز الإسلام عن الحضارة الغربية المادية والعلمانية، إذ أنه تاريخ وعقيدة ومذهب وسياسة واضحة لا يمكن التأثير عليها أو تهجينها.

2. الشعور بالظلم: لقد ظُلم المسلمون كثيرا على مرّ العصور منذ سقوط الخلافة العثمانية، فاستُعمروا واستُغلوا وأفقروا والآن تحطمت إمكانيات الدول وقدرات الدول الإسلامية الواحدة تلو الأخرى. لذلك فلا بد من أن يأتي اليوم الذي يتفطن فيه المسلمون ويستعدوا لمواجهة القوى التي تريد القضاء عليهم.

3. الإمكانيات الاقتصادية : للعالم الإسلامي إمكانيات من مواد خام وأموال وأراض خصبة وصناعات لا بأس بها إن أحسن استغلالها وتطويرها، ولها سوق تجارية واسعة لتسويق منتوجاتها. كما أن اتساع رقعة العالم الإسلامي وتنوع مناخاته وثرواته يزيد في ثراء هذه الأمة التي تملك أكبر احتياطي من المحروقات في العالم.

4. الإمكانيات البشرية: أهم ما يزعج أعداء الإسلام هي الأعداد المتزايدة للمسلمين في العالم وذلك نتيجة خصوبتهم مما أدى إلى ارتفاع نسبة النمو الدّيمغرافي. ورغم الفقر والتخلف الذي تعاني منه بعض الدّول الإسلامية، إلا أن هناك أعداد متزايدة من الإطارات العليا والكفاءات، غالبها مهمش إلا أنه يمكن أن يبدع ويواجه التحدّيات إن توفرت له الشّروط الضّرورية لذلك.

5. القوة الكامنة في الإسلام: للإسلام قوّة كامنة ودينامية لا يمكن ترويضها أو محوها. فقد حولّ الإسلام عرب الجاهلية من قبائل لا وزن لها إلى أمة قهرت الفرس والروم في سنين محدودة. لذلك يهابه الغرب الآن لما له من قوة كامنة.

لقد صعدت حضارات ودول قوية – كالشيوعية مثلا – إلا أنها سقطت وضعفت بعد سنوات محدودة ، أمّا الإسلام فلازال قويا بعقيدته رغم ضعفه المادي، ولا زال الإسلام ينتشر في أدغال أفريقيا وفي كبريات المدن الأوروبية والأمريكية، أي في عقر العالم الغربي نفسه. مع ذلك فإنها لازالت بعيدة ومتخلفة عن الركب الحضاري العالمي، في كلّ المجالات. لها إمكانيات هائلة، إلا أنها تفتقد إلى قيادات رشيدة في الحكم.

الاقتصاديات الإسلامية الناشئة.

هناك مجموعة من الدّول الإسلامية، التي بدأت بدأت تسير بخطى حثيثة نحو التطور الإقتصادي والعمراني، وهي ترغب في فرض نفسها كقوى إقليمية سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا، وخاصة ماليزيا وباكستان وإيران وتركيا ومنظمة التعاون الخليجي ومصر والجزائر إلى حدّ ما.

ماليزيا: وقد أوجدت نوعا من التوازن بين الثقافة والقيم الإسلامية من جهة، ومتطلبات المجتمع الصناعي الحديث. حيث تنعم ماليزيا بنظام ديمقراطي مستقر، في دولة ملكية دستورية، ولها اقتصاد وصناعة متطورة، ولها مواقف سياسية جريئة، دون تفريط في عقيدتها الإسلامية، وهو نموذج  يجب الإحتداء به من طرف الدول العربية والإسلامية.

باكستان: رغم المشاكل السياسية والإقتصادية والأمنية التي تعاني منها باكستان، نتيجة موقعها الحساس في منطقة ساخنة بين الهند و أفغانستان، واستهدافها من طرف قوى معادية. مع ذلك فهي تمتلك قاعدة اقتصادية وتكنولوجية متطورة. كما تمتلك تكنولوجيا نووية وصاروخية، ولها اكتفاء كبير من حيث صناعة الأسلحة، بل أنها تصدرها. ويمكنها استغلال مثل هذه التكنولوجيا في المجالات الصناعية لتطوير مجتمعها.

إيران: رغم ما تعانيه إيران حاليا نتيجة الضغوط الأمريكية والغربية، إلا أن لها موقعا استراتيجيا وإمكانيات مادية وبشرية متطورة، وفوق كل ذلك فهي تنعم باستقلال سياسي نسبي عن أمريكا و الدول الغربية. إن مقوماتها وتكيفها مع الأوضاع السياسية المتقلبة، وقدرتها على التحكم في الصراع الداخلي بين أجنحة الحكم من محافظين ومجدّدين، والحفاظ على مستوى وقدر من نموها وتطوّرها الإقتصادي، وتخفيفها للبعد المذهبي وتنسيقها مع محيطها العربي السني، كلّها عوامل تساعد على بناء الإستقرار والثقة في مستقبلها السياسي والإقتصادي.

تركيا: رغم ما معاناه الشعب التركي المسلم نتيجة استحواذ العلمانية الأتاتوركية على السلطة، ومحاربتها للمظاهر الإسلامية، إلا أن تمسك الأتراك بالمنهج الديمقراطي في التداول على السلطة، يسمح بانتخاب تيارات تمثل التوجه الحقيقي للشعب و انتماءاته الحضارية الإسلامية. وتبرز أهمية تركيا من موقعها الإستراتيجي بين أوروبا و آسيا،  وكونها عضوا في الحلف الأطلسي، تمتلك قوة عسكرية وقاعدة صناعية لا يستهان بهما، وهي مرشحة للدخول إلى الاتحاد الأوربي، وفي حالة قبولها ستكون أول دولة ذات أغلبية مسلمة تقبل في الاتحاد الأوربي، وهو ما سيؤدي – دون شك -، إلى تحسن في وضعية الإسلام والمسلمين في الاتحاد الأوروبي.

منظمة التعاون الخليجي: تشمل دول التعاون الخليجي، وتضمّ كلا من العربية السعودية الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والكويت وقطر والبحرين. وقد عرفت دول التعاون الخليجي تطورا اقتصاديا كبيرا، وخاصة في مجالات استخراج وتصدير موارد الطاقة، إلى جانب التجارة والمال. إلا أن ما يعيق تطورها كقوة إقليمية، تبعيتها المطلقة لسياسات ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم امتلاكها لآليات إشراك المجتمع المدني في الحكم.

مصر: تحتل جمهورية مصر العربية مكانة مرموقة وسط العالم العربي والإسلامي بموقعها الإستراتيجي في قلب الشرق الأوسط بين إفريقيا وآسيا وأوروبا، وتملك قناة السويس الشريان الحيوي بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. كما أنها تملك إمكانيات بشرية وكفاءات علمية وتكنولوجية جيدة، لها وزنها في العالم العربي. من العوامل التي أبطأت تقدم مصر حروبها مع إسرائيل وقد عقدت معها اتفاقيات للسلام، مع ذلك بقيت تعاني من عدة مشاكل اقتصادية وسياسية وأن اتفاقية السلام مع إسرائيل وانسحابها من الصراع العربي الإسرائيلي ووقوفها إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية في حربه مع العراق، وضد حزب الله في حربه ضد إسرائيل حي حرب 33 يوما، أضر بدورها القومي إلى جانب القضايا العربية والإسلامية العادلة. حيث أنها أصبحت تدور في فلك الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وأسيرة المساعدات المالية التي تقدمها الولايات المتحدة للسلطات المصرية.

الجزائر: رغم ما تعانيه الجزائر من مشاكل أمنية وسياسية واجتماعية معقدة، إلا أنها تمتلك شروط التطوّر السريع في كل المجالات. إذ لها موقع استراتيجي مهم على عتبة وحدود أوروبا الجنوبية، و لها إمكانيات اقتصادية وبشرية لا يستهان بها. أما من الناحية السياسية فقد بدأت تترسخ بها تقاليد ديمقراطية في التداول على السلطة، مما يجنبها كثيرا من المشاكل، ويجعلها رائدة من بين الدول العربية في مجال الديمقراطية والتداول على السلطة واحترام حقوق الإنسان وتوفر حرية التعبير وذلك إلى حدّ بعيد مقارنة بغالبية الدول العربية الأخرى. وهو ما يساعد دون شك على تحفيز نموها الاقتصادي واستقطاب الاستثمارات في ظل تفتحها على اقتصاد السوق.     

شروط الارتقاء إلى مستوى المواجهة:

تواجه العالم الإسلامي مجموعة من التحديات في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية، يجب التكفل بها حتى يكون في مستوى التحديات. لهذا عليه بذل جهود والقيام بمجموعة من الإجراءات الضرورية وتتمثل أهمها في:

1. البعد العقدي والأخلاقي: أهم جانب يجب التمسك به، هو البعد العقدي الإيماني وما يتميز به من أخلاق فاضلة في كلّ المجالات السلوكية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فالعقيدة الإسلامية هي التي حافظت على ما بقي من استقلالنا وتميّزنا وتحافظ علينا من الذوبان، وهي مصدر قوتنا وعزتنا، لهذا لا يجب التفريط فيها.

2. البعد الدّيمقراطي: أول شيء يجب دعمه هو دعم القيم والممارسات الديمقراطية من خلال وضع إجراءات واضحة و شفافة، وإيجاد تقاليد للتداول على السّلطة، والمساهمة في اتخاذ القرارات وإيجاد أساليب تسمح للمجتمع المدني بمراقبة ممارسات السلطة. كما يجب احترام حرية التعبير والصحافة واستقلالية العدالة.

3. البعد الاقتصادي: يجب استغلال الإمكانيات المتوفرة من مواد خام وطاقات بشرية، وتنظيمها على أسس سليمة بناء على العلم والعمل والصرامة، وتجنب الأسلوب الأبوي في التعامل مع مختلف القضايا الاقتصادية.

4. البعد التربوي: يجب إيجاد منظومة تربوية فعالة لهدف تخريج أفراد يؤمنون بالجد والعمل، وتمدهم بقيم وعادات سليمة، وبمهارات علمية متطورة في مستوى التطورات العالمية في مختلف المجالات.

5. اعتماد سياسة التّكتل: نحن في عصر التكتلات لهذا يجب العمل على التكتل والتعاون من أجل مواجهة واقع لا يرحم و تحديات دولية لا مكان فيها للضعفاء.  

 

عرف العالم في السنوات القليلة الماضية تغيرات كبيرة، أدت إلى هيمنة قوة وحيدة – هي الولايات المتحدة- في العالم، إلا أن الدلائل تدلّ على أن الوضع سوف لن يستقر قبل عودة نوع من التوازن، إلى السياسة الدولية.

لذا على الأمة الإسلامية أن تبقى في السباق ولا تنسحب منه، وأن تكون في مستوى التحديات.  ولن يتحقق ذلك إلا من خلال العمل على تجسيد مختلف الإصلاحات السياسية والإجتماعية والإقتصادية، ومواكبة التحولات العالمية،  وهو ما يسمح لها بإثبات نفسها واسترجاع مكانتها وهبتها وقوتها، بين الحضارات المعاصرة، كقوة حضارية وأخلاقية.

 

إلا أن الوصول إلى مرحلة متطوّرة من التقدم والمنافسة، لا يتم عن طريق التمني والأحلام والرغبة، والإنتظار السلبي حتى تتغير الأحوال لوحدها، وإنما يتم تحقيقه عن طريق الأخذ بالأسباب من علم وعمل. لهذا يجب السعي إلى تحقيق التنمية البشرية، والجدّ والإجتهاد في العمل، واعتماد الديمقراطية والتكافل الإجتماعي، وهي عوامل تؤدي دون شك إلى الرفع من المستوى الإقتصادي والحضاري للأمة الإسلامية، وتعزيز موقها بين الحضارات الإنسانية.

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ