ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 09/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العلاقات الروسية – الأميركية

في ظل الانفراج الحالي

للمحافظة على مصالح البلدين "ستارت2".

د.خالد ممدوح العزي*

العلاقات الروسية – الأميركية،السابقة:

 الخلاف الحاد الذي نشب مؤخر بين روسيا الاتحادية –أميركا،على عدة مواضيع وملفات اقليمة زادة من حدة الخلاف بين القطبين، و الذي عبر عنه الرئيس الروسي السابق (فلاديمير بوتين) في اجتماع الدول "المشاركة في المشاكل الأمنية في " في مدينة ميونخ الألمانية"، في آذار" مارس" من العام 2007، أثناء كلمته الذي ألقاها مبتدأ فيها،بانتقاد علني للسياسة الأميركية الخارجية من خلال ممارستها للديمقراطية والازدواجية المتبعة لديها في التعاطي مع الدول وتدخلها في شؤونها الداخلية والذي أكدها في خطابه في رومانيا من هذا العام لاجتماع حلف الناتو وروسيا متحديا بها الحلف وأمريكا.

 الكلمات الحادة واللاذعة ما زال يناقش صدها في أميركا وأوروبا حتى اليوم فالخلاف الذي بداء يخرج إلى العلن بين العملاقين في الفترة الأخيرة "روسيا –أمريكا " له أسباب عديدة ما زالت اغلبها موجودة من أيام الحرب الباردة، والتي انتهت أوزارها عام 1990 مع انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور العديد من الدول على الخريطة السياسية ، و روسيا أحدها ،كانت لها حصة الأسد في وراثة الاتحاد السوفيتي، وعلى عاتقها ألقيت أعباءها الداخلية والخارجية.

اتجهت روسيا نحو التغير بالاتجاه الغربي الرأسمالي، من خلال الانفتاح السياسي و الاقتصادي، على العالم الجديد الحر،و أصبحت مرتبطة بأمريكا وعلى شراكه معها، خاصة بعد وصول أصدقاءها الروس الجدد إلى الحكم في البلاد والسيطرة على الاقتصاد العام،في حكم الرئيس الأول لروسيا ( بوريس يلتسين) عندها نهبت البلاد والثروات الاقتصادية بعد انهيار النظام الاشتراكي, التي تحولت فيما بعد إلى أملاك شخصية و خاصة فمن وجهة النظر الأميركية ،أصبح اللبراليون الروس الجدد أكثر ديمقراطية في إدارة البلاد.

النظرة الأميركية لموسكو:

لكن النظرة الأميركية نحو روسيا لا تزال نفسها كما كانت قبل انهيار الاتحاد السوفيتي , نظرة الحضر والترقب، أنها العدو الأول والخطر بسبب امتلاكها للترسانة النووية والثروات والموارد الحيوية، والأدمغة العلمية ، إضافة إلى الاقتصاد الروسي الذي بدأ يتعافى و يستقر الأموال العامة تتكدس في خزينة الدولة بعد الطفرة النفطية في أسعار الغاز والبترول في العالم وتحديدا بعد حرب العراق عام 2003 .

روسيا قوة جديدة عالمية للطاقة في عهد الرئيس بوتين من خلال تطورها و رسم سياسة واستراتيجية لها مستقلة و خاصة، هذا مما بداء يزعج أميركا التي نصبت نفسها الحاكم الأول على العالم والتي لا تريد أن يشاطرها فيه أحد، أكانت روسيا أو أوروبا، هذه القوى الجديدة الناهضة التي تحاول تغير الخريطة السياسية الجديدة للعالم من خلال التحالفات القادمة ، على خط الشرق - روسيا – الصين – الهند أو على خط أوروبا - أوروبا القديمة + روسيا.

 لذا عمدت أميركا على إغراق العالم بمشاكل جديدة ولا تريد تقاسم قالب الحلوى معهم ضمن فكرة العالم المتجانس. فهي تلجأ يوميا لحجج وذرائع مختلف لجر روسيا لسباق تسلح جديد كما كان الحال عليه خلال "الحرب الباردة "،فروسيا تعي جيدا ماذا يعني التوسع الأميركي على حدودها و في مناطق نفوذها الجيو- سياسي ومحاولة توظيفها في حرب نفسية جديدة ضد روسيا .

مشاكل جديدة وضعتها إدارة المحافظين في توثر العلاقة :

أميركا تحاول نشر صواريخها قصيرة المدى في بولونيا وتشيكيا مبررة ذلك بأنها لمواجهة الصواريخ الإيرانية والكورية الشمالية، يعني هذا انه تم إيجاد عدو جديد "هو روسيا" لان الصواريخ التي تحمي أميركا نفسها، بها أوروبا وقواعد تواجدها ،من أي اعتداء مقبل، سيتم إسقاطهم فوق الأراضي الروسية.

 إذا قدر لأميركية نشر صواريخها في أوروبا الشرقية تكون بذلك أحكمت الطوق من كل حدب وصوب على روسيا،بذلك تضمن واشنطن ضمنيا السيطرة على العالم حتى حلول العام 2017 .وتحديدا في المجلات الجوية والعسكرية خصوصا بوجه روسيا،التي ستصبح فيما عد عاجزة عن الرد التلقائي ومنعها من إطلاق أي صواريخ دفاعية في حالة نشوب حروب ضدها أو تعرضت مصالحها للخطر،إن نشر الصواريخ ومحاصرة روسيا من كل الاتجاهات المحيطة (البحر والبر والجو وحتى من تركيا) .

عزل روسيا لإدخال العالم في سباق تسلح جديد:

فالإستراتيجية الأميركية التي وضعت أسسها صقور البيت الأبيض في ولاية الرئيس بوش الابن،تهدف بالدرجة الأولى إلى عزل موسكو، وحصارها وتهديها كقوة عظمة ، فان هذا التوجه الذي عملت عليه الإدارة السابق ، يعني ذلك بكل معنى الكلمة ، الدخول في أزمة عالمية جديدة، هذه السياسة الإستراتيجية الأمريكية القديمة التي تبنتها صقور البيت الأبيض وفقا الأمور التالية:

 1-سابقا ضمت دول أوروبا الشرقية وتحديدا بولونيا ودول بحر البلطيق إلى حلف الناتو،وحاليا تحاول ضم أوكرانيا،وجورجيا وأذربيجان إلى الحلف.

2- تم بناء أنبوب خط النفط – باكو – جيهان، الذي أطلقت عليه اسم صفقة القرن العشرين وتم تمريره في ظل روسيا عن طريق (أذربيجان – جورجيا – تركيا).

3- تمايز الدور الأميركي في حرب (إقليم الشيشان)، الروسي من خلال دعمها للحركة الانفصالية هناك وتوفيرها لهم الغطاء السياسي والمعنوي والمادي .

4- لقد بعثرت،الإدارة الأميركية، دول يوغسلافيا السابقة، وضربت صربيا وعربدة عليها ودعمت الحركة الانفصالية الألبانية في" إقليم كوسوفو"من اجل السيطرة على المياه الدافئة في البحر الأدرياتيكي وتقليص دور روسيا التاريخي في البلقان .

5-محاولة مستمرة للسيطرة على مناطق نفوذ روسيا في مناطق آسيا الوسطى من خلال استخدمها القواعد العسكرية بشكل مؤقت في محطاتها للحرب على الإرهاب هناك كما ادعت.

6- ابتدعت مصطلحها الجديد وأدخلته إلى قواميس اللغات العالمية في السياسة الدولية"الثورات الملونة" والتي حدثت معظمها في مناطق الفلك الروسي تحت شعارات براقة (الديمقراطية والحرية والازدهار الاقتصادي).

7- لقد حاولت الإدارة، جر روسيا مجددا إلى سباق سلاح جديد من خلال نشر نظام الدفاع الصاروخية (صواريخ قصيرة المدى)، في دول مجاورة لروسيا "كبولونيا- تشيكيا"ومن ثم أوكرانيا وجورجيا.

8- محاولة التدخل في الشؤون الروسية الداخلية في محاولة لسيطرة على القرار السياسي الروسي والضغط على سياسة بوتين كما كان الحال عليه في أيام الرئيس يلتسن و إدخال روسيا مرة ثانية في حالة" الغيبوبة الدائمة"... وإبعادها عن الخريطة السياسية من خلال شعاراتها الدائمة( الديمقراطية،الحرية، التعبير، القمع المخابرات، الدكتاتورية).

 9- محاولة صقور الإدارة الأمريكية الحالية العمل بكل قواهم للضغط على روسيا من اجل انتزاع موافقة سياسية مبدئية في حربهم العسكرية المقبلة على إيران.

10- محاولة أخيرة للرئيس بوش في ادخل كل من جورجيا،أوكرانيا إلى حلف الناتو, والتي تم إفشالها والإحالة دون إدخالهما في الحلف، بسبب الاعتراض والضغط الروسي فكانت الاستجابة الأوروبية الآنية لها في تجنب صراع مباشر مع موسكو.

11- العمل الدؤوب لمنح إقليم كوسوفو استقلالا خاصا والاعتراف به كدولة رغما عن انف موسكو مما أدى إلى توتر جديد اليوم بينهما بسب ،رفض روسيا المطلق ودعم أمريكا وأخذها للوعود وعلى عتقها و تنفيذها قبل دخولها الحرب لصالح كوسوفو... علمًا بأن أميركا احتلت العراق وأفغانستان دون الموافقة الروسية، تحت شعار الحرب على الإرهاب محاولة استغلال دورها في الأمم.

 العروض السريعة التي تم تناولنها للسياسة الأميركية تجاه روسيا محاولة تقليص دورها السياسي في العالم من خلال الضغط الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي والتهميش لدور الدولة الحديثة والتغيب المطلق للديمقراطية والحرية ذات المنشئ الروسي الغير مستورد أمريكيا والعودة إلى أيام الماضي (المخابرات، المافيات).

إن هذا الطرح الأمريكي المتجدد، بدأ يقلق شعور موسكو، ويوقظ الدب الروسي من ثباته العميق، كي يبدأ التفتيش عن طعامه بنفسه، ويدفعه إلى تطوير ترسانة صواريخه الدفاعية الجديدة،" التي كشفت عنها الكريملين أثناء العرض العسكري الذي نظمته روسيا في 65 ليوم النصر على الفاشية في 9 ايار "مايو" .

أمام هذه التحديات والمستجدات الجيو- إستراتجية كلها لم يبق أمام صقور الكريملين الجدد، سوى الرد على العنجهية الأميركية وغطرستها السياسية. إن النقد الذي قام به الرئيس"بوتين" للسياسة الأميركية ليس إلا بداية لسلسلة من الخطوات الروسية في مواجهة المشروع الأمريكي.

العلاقة الجديدة بين البلدين، في ظل "أوباما وميدفيدف":

لاتزال العلاقة بين البلدين يحكمها التوتر في العلاقات بالرغم من الانفراج الذي يسيطر على جو العلاقات التي نرها اليوم ... لان جو عدم الثقة بين الجبارين هو الذي يسود، لان العديد من الملفات تسيطر على الساحة الدولية،وتفرض نفسها على العلاقات الدبلوماسية، لقد استطاع الرئيس"ميدفيدف" متابعة الإستراتجية البوتينية في استكمال استنهاض دور روسيا على الساحة الدولية بعد الانهيار الاقتصادي والأمني والسياسي والإيديولوجي والعسكري،والأخلاقي الذي احل بالاتحاد السوفياتي، ووريثه الشرعي روسيا الاتحادية، فهذا الخلل الذي أصاب العالم نتيجة سيطرة الأحادية القطبية لصالح الولايات المتحدة على حساب روسيا، التي وقعت على اتفاق ستارت1 "للحد من الأسلحة النووية والإستراتجية، والتي أظهرت من خلالها ضعف روسيا الاتحادية،بعدها ساد طوال الفترة جو من التوتر الدائم وعدم الثقة بين البلدين،فما كان من روسيا وقيادتها السياسية والعسكرية إلا السكوت أما الغطرسة والعنجهية الأمريكية التي طالت ليس العالم واحده، إنما روسيا نفسها ومدارها الحيوي التي داخل إلى داخل البيت الروسي من خلال الصراع الطويل والمرير عل العديد من الملفات الساخنة التي استطاعت روسيا من التصدي لها ببطء، فالتصدي للسياسة الأمريكية ابتدأت مع الرئيس "بوتين"الذي وضع إستراتجية في العام 1999،تقوم على ثلاثة مرتكزات :

- إعادة الدور الجيو سياسي، والجيو-استراتيجي لروسيا الاتحادية .

- إعادة إحياء دور روسيا الإمبراطوري وفقا لمصلحة روسيا وشعبها، بعيدا عن أي مفهوم إيديولوجي، وان وفقا لمصلحة اقتصادية.

- إعادة الاعتبار لمصالح روسيا الاقتصادية الدولية ،والمحافظة على حديقتها وخلفيتها التاريخية من خلال تفعيل الدبلوماسية الروسية في العالم .

تفعيل السياسة الروسية الدولية :

بناءا لكل هذه الاعتبارات التي تم ذكرها عمد "الرئيس بوتين" في تفعيل سياسة روسيا ودبلوماسيتها الخارجية، إلى تطوير دفاعات روسيا العسكرية،السيطرة على الداخل الروسي وحل العديد من الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادي، التي أدت إلى ضبط الوضع الداخلي ،من اجل الخروج إلى العالم الخارجي، فكانت الطفرة النفطية العالمية التي حسنت موقع روسيا،إضافة إلى الانشغال أو الفشل الأمريكي في العديد من المواقع،فهذا الإخفاق الدولي لمعالجة مواضيع عدة كانت روسيا تعاني منها، فما كان من روسيا الوقف بقوة لصد كل الهجمة الشرسة التي واجهتها سابقا وتكلمنا عنها في الأعلى،لكن الدف الروسي استطاع بنجاح أن يسدد ضربات عدة في المرمة الأمريكي دفاعا عن النفس، مبتدءا بحرب جورجيا والدفاع عن اوسيتيا،والاعتراف بجمهوريات "ابخازيا ، واسيتيا" دولتين مستقلتين،في العام 2008،والتي أدت إلى تقارب روسي أمريكي بوصول أوباما وميدفيدف التي مارس تطبيق سياسة بوتين الإستراتيجية والتي أدت في نيسان 2010 إلى توقيع اتفاق "ستارت 2" في براغ التشيكية، المدينة الذي كانت محطة توتر جديدة في العلاقات، "فالرئيس الروسي ميدفيدف"، الذي سجل نصر نظيف لبده في الاتفاقية الموقعة، والذي أعاد الاعتبار لدور روسيا الدولي بعد عقدين من الزمن، ظن البعض بان روسيا انتهت من الخريطة السياسية، لقد سجلت روسيا لنفسها ، نقطة مهمة لها في الاتفاقية الموقعة، وهو البند الصريح الذي ينص على أن روسيا يحق لها الخروج من المعاهدة متى تشاء عند الإخلال بالاتفاقية، وهذا يعود إلى مصداقية الولايات المتحدة بالالتزام التام بنص هذه المعاهدة ، أما النقطة الثانية،الغير مكتوبة في النصوص،وهي الاعتراف الأمريكي العلني بدور روسيا الرئيسي في العالم، على أنها دولة كبرى، أو لاتزال في إطار كونها قطب دولي ،من خلال الجلوس معها على نفس الطاولة لتوقيع الاتفاق الذي سميا ب "ستارت 2" .

 وهنا لا نبالغ،بأن روسيا بعد هذه المعاهدة أعادة لنفسها صفة أساسية بأنها "قوة أساسية على المسرح الدولي" بعد إن خسرت هذا اللقب بعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق .

 الملفات العالمية التي تم حلها بين الرئيسين:

عام بأكمله مضى قبل أن يتم توقيع اتفاق "ستارت 2" بين "الرئيس أوباما"، و"الرئيس ميدفيدف" فالاتفاقية التي تنص على الحد من التسلح النووي والاستراتيجي حسب جدول يحدد الكميات التي يمكن أن تبقى في عهدة كل دولة من هذه الدول.ولكن ما هو الثمن الذي تلقه كل فريق من الأخر قبل الاتفاق بعد أن كان التوتر سيد الموقف، طبعا التغيرات السياسية على الخارطة الدولية هي التي فرضت نفسها لكي يوقع كل طرف على الاتفاق الذي ميز نفسه المفوض الروسي بحقه في الانسحاب ساعة يرى نفسه،غير متكافئ في هذه العملية هذا من الناحية العامة ولكن من حيث المبدأ هناك ثمن اطر الأميركي لدفعه للروسي مقابل الموافقة الروسية المشروطة بناء للأمور التالية :

1- الإقلاع عن خطة نشر الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية،فكان مكان توقيع الاتفاقية في مدينة براغ التشيكية التي كانت موقع خلاف، إضافة إلى رفع الغطاء الأمريكي عن المشاكسة السياسية لبولندا في أوروبا الشرقية الموجهة ضد روسيا .

لكن الملف لم يغلق نهائيا بعد نشر بطاريات صواريخ "باتريوت" الأمريكية المضادة للصواريخ على الحدود الروسية "منطقة كالينيغراد "وأقامت قاعدة أمريكية مما اثر غضب واعتراض موسكو على هذه الخطة الأمريكية ، النوعية بتعقيد الملف مجددا، بعد إن كان هذا الملف الذي كان شبه محسوم لناحية الحل

2- الإقلاع عن الوعود في توسيع حلف الأطلسي على حساب،روسيا ومناطق نفوذها الاستراتيجي ،فكانت ضربت روسيا الموجعة لجورجيا،في أب 2008، وهزيمة الثورة البرتقالية في أوكرانية،ونجاح مرشح روسيا المدعوم من صقور الكرملين .

3- الانقلاب السياسي في جمهورية "قرغيستان"،والمدعوم من روسيا التي استعادة السيطرة على هذه الجمهورية بعد ثورة "التوليب" عام 2005 .

4- الاعتراف الأمريكي بقوة روسيا القطبية ودورها الدولي من خلال العرض العسكري الذي أقيم في موسكو في التاسع من أيار "مايو "من هذا العام، بمشاركة دولية "أمريكية وأوروبية ".

الدور الروسي الجديد في حل الملفات العالقة:

بالرغم من الوصول إلى شبه اتفاق دولي ورسمي بين البلدين على حل جميع الملفات العالقة،والتي تشكل نقطة خلاف بينهما بالرغم من إن هناك العديد من الملفات العالقة التي لم تحسم بسب طبيعتها الصعبة:

1-ملف الشرق الأوسط والدور الروسي القادم في هذا الملف ،بالرغم من الحاجة الأميركية الماسة لروسية في المساعدة ،نظرا لعلاقات روسيا الواسعة مع دول وحركات هذه الدول

- سورية وعلاقتها كدولة ونظام بروسيا من قديم ،

-إسرائيل،وجاليتها الكبيرة ذات الأصول السوفياتية،

-السلطة الفلسطينية، حركة حماس في فلسطين"حزب الله في لبنان"الحركات المعارضة الرسمية ذات التمثيل البرلماني .

هذا الشيء الذي وجدنه في لقاء "مشعل– مدفيديف بحضور الأسد"،الذي يعني ليس الاعتراف بحماس ،وإنما طلب تنفيذ الشروط القديمة التي طلبتها موسكو من حركة حماس تنفيذه في فترة "الرئيس بوتيين" عندما استقبل مشعل في موسكو، ولم تنفذ حتى اليوم وهذه الشروط التي ترها موسكو كفيلة بنقل حماس إلى مكان أخر من اجل تأقلمها مع المجتمع الدولي والعالمي لكي تتأقلم مع الديمقراطية العالمية التي أوصلت حركة حماس إلى السلطة في فلسطين

2- الملف الإيراني، لقد وافقت روسيا،على فرض عقوبات على إيران،إذا لم تتوصل إلى حل مع المجتمع الدولي،ولكن دون أنياب، وأبقت لنفسها،حق بيع إيران سلاح دفاعي كالصواريخ الدفاعية لأنها لم تدخل في العقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة لان روسيا حتى اليوم حسب الإحصاءات المنشورة التي تقول بان السلاح التي تم تصديره إلى إيران يبلغ 6 مليار دولار، ولاتزال روسيا موجودة في إيران تبني مفاعل "بوشهر" التي أعلنت بنها سوف تسلم المفاعل نهاية هذا العام،روسيا وافقت على العقوبات كي لا تكون روسيا تشاكس القرار الدولي ،وخاصة بعد إن بداء يظهر تعنت إيراني دون مبرر وهذا ما عبر عنه الرئيس الروسي أثناء زيارته إلى"الدنمارك"نهاية شهر نيسان من هذا العام عندما قال هذه العقوبات التي سوف تفرض على إيران سوف تكون موجعة جدا.

ولكن روسيا وضعت شرط أساسي لتبني ، العقوبات المنوي فرضها على إيران،بان لا تكون ذات أنياب،لان روسيا تعتبر بان إيران لاتزال شريكا أساسيا لروسيا في عدة أماكن،كبحر قزوين في عملية استخراج النفط ،في القوقاز،وأذربيجان،وارمينا ،في مناطق أسيا الوسطى وفي الشرق الأوسط،إيران زبون جيد من حيث شراء السلاح والتنقيب النفطي والتكنولوجي ...الخ.

الخلاف حول الملف الإيراني :

لقد تبنت روسيا في الفترة الأخيرة سياسة محايدة اتجاه الملف النووي الإيراني ، من خلال الموافقة على مبدأ العقوبات الاقتصادية التي بدأت الولايات المتحدة بالعمل الجاد لإقناع المجتمع الدولي بمن فيهم روسيا بجدية هذه الخطوة التي تبنتها روسيا والصين ،فروسيا التي وافقت على العقوبات الاقتصادية التي تكون بعيدة عن عقوبات ذات أنياب،لكونها ترى إن النظام الإيراني بدأ يدخل نفسه في زجاجة فارغة،نتيجة التعنت والتعجرف،والتصرف مع روسيا حسب مصلحته الخاصة،"استخدام موسكو في الدفاع عنه"،من هنا أحست روسيا بان النظام يناور من اجل انتزاع مكاسب خاصة ،بعد رفضه العرض الذي تقدمت به روسيا،الأول من اجل التخصيب،والعرض الثاني يخصب "اليورانيوم المخصب" في موسكو وثم باريس ،فإيران التي حرمت روسيا من الاستفادة من حل المشكلة الإيرانية على الصعيد الدولي أدركت نفسها بأنها مهانة فعليا من قبل هذا النظام الذي يعاني العديد من المشاكل وحتى الداخلية ،كي لا تظهر نفسها، بأنها تحمي هذا النظام ،على حساب الشعب الإيراني ،اتخذت الخطوات الحيادية ،من خلال الخروج بمخرج أمام الشعب وليس النظام من خلال الاستمرار ببناء مفاعل "البوشهر" دون أن تشملها العقوبات الدولية ،تسليح إيران بالسلاح الدفاعي ، والأمور الاقتصادية الأخرى والتي أطلقت عليها روسيا عقوبات دن أنياب ،لان موسكو تدرك جيدا بان إيران، لاتزال شريكا لروسيا في مناطق حيوية مثل بحر قزوين والقوقاز والجمهوريات الأسيوية الإسلامية،وهذا يعني الحياد الايجابي، اتجاه الشعب والدولة ،وليس مع النظام الحالي .

روسيا التي تعتبر إن استقرار النظام في إيران يوفر استقرار حدودي لجمهورياتها المجاورة ، لذلك حاولت طويلا التعامل مع النظام الحالي من اجل الحفاظ على مصالحها الخاصة ،انطلاقا من ذلك لم تعد روسيا ترى أية جدوى في مغازلة النظام الإيراني التي وصفته بعدم ممارسة "سياسة الديموغوجية"هذا التعبير الذي أطلقه الكريملين بعد خطاب احمدي نجاد المتلفاز"بتاريخ 26 أيار"مايو"2010 ، الذي اعتبر فيه بان روسيا سلكت طريق الغرب بدعمها لعدو الشعب الإيراني والأمة الإيرانية ،فعلى روسيا التغير بسياستها وإلا أصبح الشعب الإيراني كله عدوها ، سوف تخسره إلى الأبد "

فالوزير الروسي "سرغي لافروف"، الذي أعلن في 19 أيار"مايو "2010 ،"من أن بلاده والولايات المتحدة والصين قد توصلت إلى مسودة ،كاملة بشان العقوبات الاقتصادية الموجه ضد إيران سوف تعتمد من اعلي منصة في العالم منصة الأمم المتحدة، ولكن بعد هذا التصريح ،أعلن وزير الطاقة الذرية الروسية "سرغي كرينكو"، بان روسيا ملتزمة بتنفيذ وعدها بتسليم مفاعل "البوشهر"،في نهاية أب"أغسطس المقبل،والذي سيتم العمل بها،وهذا ما يؤكد تحليلنا بالرغم من امتعاض الروس من سياسة النظام ،ولكن روسيا تبقى إلى جانب الشعب من خلال بالرغم من الهتافات التي علت في وسط المتظاهرين الإيرانيين" الموت لروسيا ،وبالرغم من عدم الثقة التي لم يمنحها النظام لروسيا في إعطائها دورا في عملية تبادل "اليورانيوم المخصب أو المنضب " لحل الملف، فالنظام الذي يبرر ذلك بعدم وفا موسكو بوعودها اتجاه لنحيت تسليم مفاعل"البوشهر"،وإتمام صفقة تزويد ايران بصواريخ أس 300 الدفاعية، لكن وزير الخارجية الروسي الذي علق على اتفاق التخصيب الجديد في 17 أيار "مايو "من هذا العام ، بين "إيران ،تركيا والبرازيل" بأنه مناورة جديدة من قبل النظام الإيراني لكسب الوقت، وبان هذا الاتفاق يسوده كثيرا من الغموض ،نتمنى على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عدم عرقلة الاتفاق ،لكن موقف رئيس وزراء "اوردغان" الذي أرسل رسالة إلى الرئيس الأمريكي في 21 مايو،يقول فيها،"بأن تبادل الوقود المواظب لا يحل مشكلة ملف إيران النووي، وإنما يفتح الطريق نحو الحلول الدبلوماسية"،و هذا الموقف الذي يؤكده الرئيس البرازيلي الذي يستغرب تمسك إيران بالتخصيب على أراضيها بنسبة 20%،لان الاتفاق لم يشمل ولم يناقش هكذا أموار،هذه المواقف الدولية المطروحة،تؤكد حقيقة ما طرحته روسيا التي حمت بدورها إيران من العديد من العقوبات،وهي أدرى بالنظام الحالي وبمناوراته المستمرة لتحقيق أهدافه،ولكن هذه المرة ليس على حساب روسيا ومصالحة الخارجية، من هنا وضعت روسيا نفسها في الحياد الايجابي في معالجة الملف النووي، فهي موافقة مع المجتمع الدولي على السبل الذي يقترحها لحل الأزمة، لذا على صوت النظام الإيراني من خلال الخطاب الحماسي التحريضي الذي تله نجاد على الشعب الإيراني لكونه،عرف بان الروس سحبوا الغطاء الرسمي عنه وهذا ما يضعه هو ونظامه عرضة لتنفيذ أي قرارا يتخذ ضده، من قبل الغرب وأمريكا وهذا يعني العد العكسي لعنجهية احمد نجاد ونظامه .

3- الملف الخلافي الذي لايزال موضوعه نقطة تجاذب بين الدولتين هو ملف "كوسوفو" الذي وضع على الرف،فبعد وصول إدارة اوباما إلى السلطة ،بالرغم من إن الحزب الديمقراطي"في أخر أيام "بيل كلنتون"،الذي ضرب صربيا عام 1999،وقسمها وشرذمها وسلخ عنها"كوسوفو" وفقا للعديد من الحجج التي قدمت للعالم،والتي قابلتها روسيا بطرح استقلال كل من "ابخازيا،وأوسيتا الشمالية" بعد حربها على جورجيا في أب"أغسطس 2008.

5- الملف الذي بداء الصراع عليه اليوم هي مناطق أسيا الوسط ذات الوجود الحيوي لروسيا ،والذي ابتدأ، مع انقلاب "كيرغيستان"،لصالح روسيا،والتي لم تنتهي معالمه، حتى هذه اللحظة ، لان ملف أسيا الوسطى ملف حيوي وضرورة التحدث عنه بالتفصيل .

6- ملف الطاقة" الطاقة الطبيعية،والطاقة المستحدثة" لان الحرب القادمة والتي ابتدأت معالمها ترتسم مع بداية الألفية الثالثة،من اجل الطاقة والتي يسيطر عليها في المستقبل، روسيا التي استطاعت أن تفرض نفسها،على المجتمع الدولي، قوى عظمة في مجال الطاقة بسب سيطرتها على مواقع الطاقة ومصادرها الطبيعية .

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم أمام هذه المجابهة النقدية العلانية الروسية للسياسة الأميركية، والتي أصبحت تشكل عائقا بوجهها في كافة المناطق العالمية ، فهل تستمر روسيا بهذه المنهجية النقدية، دون التحول إلى مجابهة علنية من خلال توجه سياسي جديد للدولة البوتينية ؟ وهل تكون إستراتيجية رئيس روسيا الجديد "ديمتري ميدفيدف" من العام 2008 إلى العام 2012 هي نفس المنهجية النقدية البوتينية لأمريكا، في متابعة لإستراتيجية مبرمجة لهذه السياسية في خط مستقيم من قبل كل سياسيين الكريملين . ليتحول النقد إلى حرب باردة جديدة؟والتي ابتدأت معركتها على ضوء الاعتراف الأمريكي باستقلال كوسوفو، ونشر الدرع الصاروخية في أوروبا ومحاولة أمريكيا" والتي استبدلت حاليا بنشر صواريخ باتريوت في بولندا" ، ادخل كل من أوكرانيا وجورجيا إلى منظمة دول حلف الناتو ؟؟؟ لكن الرد الروسي الذي آتى سريعا على هذه المواضيع من موسكو من خلال كلمة "الرئيس السابق بوتين " الناقدة،والمعبرة في اجتماع قمة روسيا- الناتو المنعقدة في نيسان،ابريل من العام 2009 في رومانيا ؟؟؟ فهل تستمر المعركة الدبلوماسية لاحقا، أما طرح خطوات أخرى متحركة ، لتكون الرد الفعلي على هذه المشاكل.

 إذا بانتظار خطوات موسكو المستقبلية التي باتت تظهر نتائجها الفعلية على الصعيد الدولي.

الدبلوماسية الروسية الجديدة في الشرق الأوسط:

من هنا نرى زيارة الرئيس الروسي "ميدفيدف" إلى سورية في 11 أيار"مايو" الماضي،" دمشق ومن ثم إلى أنقرة" ، هذه الزيارة أتت في إطار، استكمال خطة التفاهم الروسي الأميركي ومن ضمنها" ملف الشرق الأوسط "والحاجة الأميركية للدور الروسي في بلورة صورة واضحة من قبل حلفاء موسكو في المنطقة، من اجل متابعة خط قطار تسوية، عملية السلام العربية –الإسرائيلية وخاصة بظل التصعيد الإسرائيلي الموجه باتجاه سورية بعد صفقة "صواريخ السكود "الروسية التي زودت سورية، بها حزب الله في لبنان .

"ميدفيدف"الذي أتى إلى سورية،ليؤكد بأن سورية هي تحت الحماية الروسية وممنوع مسها، من خلال التهويل الإسرائيلي نحوها وغير مسموح بضربها، وخاصة بعد تصريح باراك الأخير الذي قال" بأنه سوف يعيد سورية إلى العصر الحجري" فهذا غير مقبول،محاولة روسية جديدة بإعادة إحياء التفاوض، الإسرائيلي - السوري حول الجولان المحتل ،ومن اجل إحياء عملية السلام العربية الإسرائيلية،إضافة إلى الشيء المهم هو إعادة التقارب العربي الروسي،الرسمي،مع الدول العربية والإسلامية الذي بداء يغيب عنها الدور الأميركي، "ميدفيدف "الذي أكد بأنه يستطيع التكلم مع الدول العربية وحتى المعارضات العربية الرسمية، المتواجدة في البرلمانات" من خلال اللقاء بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية الفلسطينية،بحضور الرئيس السوري الرئيس بشار الأسد شخصيا، "فاللقاء بمشعل لا يعني الاعتراف،بالحركة أو عدم الاعتراف لان موسكو أول دولة أوروبية وعالمية، استقبلت مشعل عندها وتم دعمه ماليا،عام 2005 ،ولكن كانت هناك شروط طرحتها موسكو والكريملين على حركة حماس من اجل إدخالها في المجتمع الدولي، كن حركة حماس لم تعمل بتعليمات موسكو،وموسكو نفسها لم تغير شروطها حتى اليوم ،بالرغم من اللقاء الذي جمع روسيا وحماس وسورية، لان اللقاء،جاء حسب التوجه الروسي وليس حسب فهم البعض بأن روسيا قادمة إلى الشرق الأوسط لبناء أحلاف عسكرية أو جبهات ،تعيد للبعض أحلام الماضي في فترة الحرب الباردة ،لا احد يستطيع ادخل روسيا في أي وهم عسكري خاص ،لان الإستراتجية الروسية الحالية هو حل الخلافات والنزعات الحالية ،العالقة بينهم وبين الأمريكان،من اجل اخذ موقع لروسيا في المنطقة ،لان مصالح روسيا أغلى واقوي من أي حلم محلي لأي شخص أو قائد عربي أو إسلامي،لذلك نرى بان روسيا القادمة إلى الشرق الأوسط، ليس على محاربة الأمريكان أو الخلف معهم ،وإنما الفرصة اليوم تسمح لروسيا بلعب هذا الدور نتيجة للحاجة الأمريكية الماسة لهذا الدور الروسي.

ــــــــــــ

*باحث إعلامي ومختص بالشؤون الروسية ودول الكومنولث

dr-izzi2007@hotmail.com

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ