ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 10/12/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منهجية التعامل مع السنة النبوية

(38)

د. محمد سعيد حوى

تطبيقات على القاعدة الثانية عشرة.

اكدت ان من اهم الضوابط في تعاملنا مع السنة التأكد من استيفاء الحديث شروط الصحة وانتفاء العلل (الاخطاء الخفية) من كل وجه واشرت الى نماذج من هذه العلل نظرياً، ولا بد من عرض بعض التطبيقات في هذا الميدان، اذ في نظري ان من اهم المشكلات التي تواجهنا في التعامل مع السنة هو عدم التطبيق الدقيق للقواعد النقدية وغض الطرف عن كثير من العلل القادحة المؤثرة سلباً على صحة الحديث، واتجاه بعض الباحثين الى الحرص على تصحيح الحديث بكثير من التكلف, والحرص على نفي علل واخطاء بما لا ينسجم مع حقائق النقد.

 

النموذج الاول.

وهي جملة احاديث لها علاقة بتحريم آلات الطرب (وليس القصد هنا تقديم فتوى في حق آلات الطرب, فلذلك بحث خاص, الفقهاء اولى به, لكن ما هي القيمة النقدية لهذه الاحاديث).

1-        عن عبدالرحمن بن غنم الاشعري قال حدثني ابو عامر ابو مالك الاشعري والله ما كذبني: سمع النبي يقول :"ليكونن من امتي اقوام يستحلون الحِرَ (الزنا) والحرير والخمر والمعازف. الحديث (وليسمح لي القارئ ان اخرج الحديث تخر يجاً موجزاً).

اخرجه البخاري تعليقاً (أي بلفظ قال: ولم يسنده سماعاً) رقم (5590) وابن حبان (6754) وغيرهم عن هشام بن عمار قال ثنا صدقة بن خالد ثنا عبدالرحمن بن يزيد بن جابر ثنا عطية بن قيس ثنا عبدالرحمن بن غنم به ولم يذكر المعازف.

 واخرجه البيهقي (3/272) من طريق الاسماعيلي قال اخبرني الحسن بن سفيان ثنا عبدالرحمن بن ابراهيم ثنا بشر بن بكر ثنا ابن جابر به واخرجه ابن عساكر بسنده من طريق بشر بن بكر واخرجه ابو داود (4039) قال حدثنا عبدالوهاب بن نجدة ثنا بشر بن بكر عن عبدالرحمن به ولم يذكر المعازف.

واخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/304) من طريق ابراهيم بن عبدالحميد بن ذي حماية عمن اخبره عن ابي مالك به..

واخرجه احمد وغيره من طريق حاتم بن حريث عن مالك بن ابي مريم بلفظ "ليشربن ناس من امتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات..".

هذا موجز تخريج الحديث وفيما يلي بيان علله.

لقد انشغل الناس باثبات ان الحديث متصل عند البخاري وانه لا مشكلة في الاختلاف في اسم الراوي الصحابي (ابو عامر او ابو مالك) والحقيقة ليست هذه المشكلة, وانما علله هي:.

1-        لماذا اصر البخاري ان يخرجه معلقاً (أي على عهدة الراوي) ولم يسنده بلفظ حدثنا كعادته, اذن لا يريد ان يتحمل مسؤوليته.

2-        اين خرجه البخاري؟ في كتاب الاشربة, باب الخمر يسمونها بغير اسمها.

وهذا المقطع من الحديث (أي ما له علاقة بالخمر) له شواهد ومتابعات ليست محل نقد عند المحدثين.

3-        لماذا لم يكرر البخاري الحديث في ابواب الفقه المناسبة له مع ان من عادته ان يفعل ذلك.

4-        لماذا لم يعقد لا البخاري ولا مسلم باباً في بيان تحريم آلات الطرب, مع ان القضية مهمة جداً، ومنتشرة (ويوجد احاديث) فلو صحت اما كان بالامكان ان يخرجوا ولو واحداً منها في باب خاص بتحريم آلات الطرب

5-        ساق البخاري هذا الحديث من طريق هشام بن عمار. فلو رجعنا الى كتب الجرح والتعديل سنجد ان العلماء تكلموا كلاماً خطيراً في حق هشام بن عمار من ذلك قول ابي داود فيه اذ قال: حدّث هشام بن عمار بأربعمائة حديث لا اصل لها، وقال احمد بن حنبل: هشام بن عمار طياش خفيف.

6-        مدار الحديث على عطية بن قيس الكلابي ولم يوثقه توثيقاً صريحاً احد من العلماء قال ابن سعد: كان معروفاً وله احاديث وقال ابو حاتم: صالح الحديث (وذكر انه من القراء).

7-        فكيف يقبل حديث فيه هشام بن عمار (طياش خفيف ومن طريق عطية الذي لم يوثق توثيقاً صريحاً).

8-        روى هذا الحديث عبدالوهاب بن نجدة (وهوثقة) عن بشر بسنده عن عطية ولم يذكر كلمة المعازف في حديثه وهي محل الخلاف.

9-        رواية ابن عساكر بسنده عن بشر مثل رواية هشام لكن في سنده مجاهيل لم يعرفوا.

10-      روى هذا الحديث الاسماعيلي في مستخرجه على البخاري بسنده عن بشر مثل رواية هشام وذكر فيها المعازف.

11-     

وهنا علة اخرى وهي ان الرواة اختلفوا على بشر فرواية ابي داود عن بشر ليس فيها ذكر المعازف, ورواية الاسماعيلي فيها ذكر المعازف وهذا الاختلاف في حد ذاته علة ثم انفراد الاسماعيلي بذكر المعازف سببه انه اتى بسند بشر لكن ابقى متن هشام بن عمار الذي هو متن البخاري باعتبار كتاب الاسماعيلي مخرجاً على صحيح البخاري كما يعلم اهل الاختصاص.

12-      اما رواية مالك بن ابي مريم فهذا راوٍ مجهول لا يعرف.

وكذا الراوي عنه حاتم بن حريث لا يعرف.

13-      واما رواية ابراهيم بن عبد الحميد ففيها انقطاع في السند وابراهيم نفسه لم يوثق.

هذه مجمل علل الحديث بايجاز شديد, والذين يحاولون تصحيح الحديث يغضون طرفاً عن كل هذه العلل محاولين الاحتجاج بأن البخاري خرجه في صحيحه مع ان قضية تخريج البخاري له لا تدل على شيء:

1- لأنه معلق (لم يعتمده البخاري) 2- خرجه فقط للاستدلال على تحريم الخمر وانها تسمى عند بعضهم بغير اسمها.

2- ان كلمة المعازف لم يذكرها من روى الحديث من غير طريق هشام وهو اوثق وان الاسماعيلي اذ ذكرها فلأنه اعتمد متن البخاري.. (ولا اريد ان اكرر ما ذكرت).

وعلى اية حال:.

نحن امام نص اعتورته المشكلات من كل جانب فهل يصلح ان نبني عليه حكماً، يكون سبباً في تفسيق وتحريم وتضليل على ان بعض المعاصرين ذهب الى القول ان المحرم هو الصورة المجتمعة (خمر مع مغنيات مع معازف) معتمداً على الرواية الاخيرة "يعزف على رؤوسهم بالمعازف..".

وسبق ذكرها واقول: 1- انها ضعيفة. 2- ان الخمر محرم لذاته وان ظهور المرأة مغنية لا يجوز لذاته..

فلا داعي لهذا التخريج والكلام هنا فقط عن المعازف والرواية الأصح عند ابي داود لم تذكر المعازف.

وما ذكرته هنا مختصر غاية الاختصار كنموذج لاحاديث تصحح وهي غير صحيحة، او فيها من العلل ما يجعلها محل نقد عند كثير من اهل العلم.

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ