ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 06/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منهجية التعامل مع السنة النبوية

(12)

د. محمد سعيد حوى

القاعدة السابعة :

ضرورة الفهم السديد للحديث الذي صح سنده ولا علة ظاهرة أو خفية قبل رده :

سيكون حديثنا اليوم حول أحاديث صحت وردها بعض من ينتسب الى العلم بدعوى نقد المتن .

إن نقد الحديث من أدق الأمور العلمية ولا يجوز لكل من ادعى شيئا من العلم أو كان له معرفة ببعض علوم الشريعة أن يتصدى للنقد ، فلا بد للناقد أن يكون متأهلا لذلك وقد نتعرض لشروط الناقد في مناسبة أخرى إلا انه كما قررت قد ترد أحاديث ظاهرها الصحة إما لخلل خفي في سندها أو لعلة في متنها وقد يخفى ذلك على بعض أهل العلم .

ونقرر هنا انه لا يجوز فتح الباب على مصراعيه بلا ضوابط شرعيه ونقدية صارمة  فبعض الناس يرد أحاديث بمجرد أن عقله ، بل قل رأيه الشخصي لم يستوعب ذلك أو لم يفهمه.

وإذا قلنا من قبل أن صحة الإسناد لا تستلزم صحة المتن فلا يعني أن كل متن لم يوافق عقولنا الخاصة أو رغباتنا وآراءنا نرده بدون دليل شرعي أو حجية علمية أو منهج نقدي .

فالأصل إذا صح السند وخلا من العلل أن يقبل المتن ، فإذا وجدنا المتن فيه ما يخالف أو ما يجعله غير مقبولا فلا بد من دليل من الكتاب أو السنة أو أن يكون غير معقولا مطلقا أو يخالف واقعا صادقا أو تاريخا معلوما ، أما رد الأحاديث بمجرد الهوى والآراء الخاصة فهذا مرفوض قطعا وسأضرب نماذج :

 

النموذج الأول :

أحاديث عذاب القبر : ورد في عذاب القبر ونعيمه عشرات الأحاديث منها الصحيح والحسن والضعيف حتى ظن بعض أهل العلم أنها متواترة ، لكننا نستطيع القول انه أمر مشتهر جدا .

فيأتي من يرد هذه الأحاديث كلها جملة لماذا ؟ بدعاوي منها : كيف يعذب الله قبل الحساب ومنها مخالفة قوله تعالى "من بعثنا من مرقدنا " أي أنهم كانوا راقدين .

والحقيقة أن هذا الأمر من عالم الغيب ولا يجوز للإنسان أن يخوض في عالم الغيب برأيه الشخصي أو بمقررات عقله الخاصة ، وقد جاءت إشارات قرانيه تشير بعذاب القبر من ذلك قوله تعالى " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " .

نفهم من ذلك أن الطغاة من آل فرعون وأمثالهم لشدة طغيانهم وعظم جرائمهم لا يؤخر عذابهم الى يوم القيامة بل يكون لهم نوع من  العذاب في قبورهم وهو العرض على النار .

والآية الأخرى قوله تعالى :" وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق ، لا تعلمهم نحن نعلمهم سيعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم " .

 

إذن قبل العذاب العظيم في الآخرة ثمت عذاب ، قال أهل التفسير مرة في الدنيا ومرة في الحياة البرزخية ( عذاب القبر ) ، أما قوله تعالى "من بعثنا من مرقدنا " للعلماء فيه أقوال منها : أن ذلك ما بين النفختين ومنها إشارة الى أن هول القيامة تنسي ما قبلها من الأهوال .

 

النموذج الثاني :

حديث أبي هريرة أن سليمان قال لا طوفن الليلة بمائة امرأة تلد كل امراة غلاما يقاتل في سبيل الله (ثم انه نسي أن يقول إن شاء الله فلم تلد منهن إلا امراة واحدة نصف إنسان) أخرجه البخاري (5242 و 6720) ومسلم (4378 ) وابن حبان (4414 و4415 ) من طريق أبي هريرة ، وقد اختلفت الروايات فمنها من يقول مائة امراة كما في إحدى روايات البخاري وابن حبان ومنها من يقول تسعين في رواية أخرى للبخاري وابن حبان ، ومنها من يقول سبعين .

فنجد من يرد هذا الحديث أولا كونه من روايات أبي هريرة وقد يكون مما تحمله أبي هريرة عن أهل الكتاب فوهم الرواة عنه ، وثانيا للاختلاف في العدد ، وثالثا أن هذا مستحيل عقلا .

أقول : إما انه تحمله عن أهل الكتاب فيبقى ظنا لا دليل عليه وأما الاختلاف في العدد فهو إشكال وقد يعود الى توهم الرواة عن أبي هريرة ، لكن لا ينفي اصل القصة .

بقي هل يخالف العقل مطلقا ؟ أننا إذا نظرنا الى القضية بالمنظور الإنساني البشري الفطري المعتاد فهذا هو المستحيل عادة من حيث قوة الإنسان ومن حيث احتمال الوقت لكننا إذا نظرنا الى القصة بأنها جرت مع نبي وأنها معجزة خاصة له فان الأمر مستحيل عادة لكنه ليس مستحيل عقلا والمعجزات هي خوارق العادات ، فترى أن حسن الفهم للحديث يجعله مقبولا

ومع ذلك فاني أقرر أن أمر النظر قائم ولا ينبغي أن يقدح بعضنا في بعض إذا كان لبعضهم اجتهاد مخالف .

 

النموذج الثالث :

اذكر بعضها للتأمل والدراسة :

حديث " لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر " أخرجه مسلم (3723) وغيره والحديث لا علة ظاهرة فيه وهو من رواية أبي هريرة ، إلا إذا كان احدهم سيطعن في الحديث لمجرد انه من رواية أبي هريرة .

 

ومن يطعن في هذا الحديث يرى انه مخالف للقران ، حيث حمل القران المسؤولية في المعصية إما لآدم فقط " فعصى آدم ربه فغوى " أو لكليهما "فأزلهما الشيطان ".

لكن التوراة هي التي تقول أن حواء هي سبب المعصية ، فهل هذا مما حمله أبو هريرة عن أهل الكتاب ووهم الرواة عن أبي هريرة لكنني أقول : لو أعدنا النظر في الحديث وانه يبين أهمية ودور المرأة ورسالتها ولو أنها اتخذت دور الناصح لزوجها ولم توافقه على المعصية لما حدث ما حدث وفيه لفت نظر الى كل امراة أنها إذا قامت بدور النصح والتوجيه والتذكير وأعانت زوجها على الطاعة ، استقام أمر الزوج غالبا وفي هذا المعنى مواقف لنساء فاضلات في التاريخ ، ومن هنا نلاحظ إذا

أحسنا فهم الحديث يقبل معناه .

والمقصود بالخيانة هنا عدم أداء النصح وهذا مخالف لأمر الله ، والنماذج في ذلك كثيرة والتي لو أحسنا فهمها لزال الإشكال فيها ومن هنا كانت كتب مختلف الحديث ومشكل الحديث وقد نورد نماذج أخرى .

يتبع..

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ