ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 01/04/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

أبحاث

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


منهجية التعامل مع السنة النبوية

- 65 -

د. محمد سعيد حوى

هل خانت حواء زوجها؟.

الحديث الرابع:.

نواصل ذكر نماذج مما في الصحيحين مما يعارض ظاهرة القرآن.

وقد أكدت مراراً ان الطعن بأحاديث لا يعني الطعن بالصحيحين مطلقا ولا الطعن بالسنة، ابدا، ولكن لا بد من البحث والتحري والتحرير لما يُنسب لرسولنا صلى الله عليه وسلم ومن ثم لديننا.

وأكدت ان أي تعارض بين حديث وآية إما انه تعارض في أذهاننا وحسب علمنا او انه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هذه النماذج التي تؤكد ضرورة التحري والبحث في بعض أحاديث الصحيحين لمعارضتها لظاهر كتاب الله حديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا بنو اسرائيل لم يَخنْزَ اللحم (او قال الطعام) ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر".

تخريج الحديث.

الحديث مروي من طرق عن ابي هريرة ينظر البخاري (3330) و(3399) ومسلم (1470) واحمد (2/249) و (304) وابن حيان (4169) والحاكم (4/175) كما ينظر للمزيد المسند الجامع (13557 و13558 و13559).

نظرة في معنى الحديث.

قوله لم يخنز اللحم:.

قال اهل العلم: خَنِزَ اللحم اذا انتن وتغير ريحه.

قالوا: ومعناه ان بني اسرائيل لما أنزل الله عليهم المنّ والسلوى نهوا عن ادخارهما فادخروا ففسد وانتن واستمر من ذلك الوقت.

وقال بعضهم: لولا ان بني اسرائيل سنوا ادخار اللحم حتى انتن لما ادخر لم ينتن او ينظر. شرح النووي 10/95 وفتح الباري 6/368.

ومفهوم كلامهم ان الأصل في اللحم والطعام عدم فساده اذا ادخر لكن بدأ فساده بسبب مخالفة بني اسرائيل.

قوله "لولا حواء لم تخن أنثى زوجها".

قال ابن حجر: فيه اشارة الى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك.

فمعنى خيانتها انها قبلت ما زين لها ابليس حتى زينته لآدم ولما كانت هي ام بنات آدم أشبهنها ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها. فتح اليساري 6/368.

وإنما نقلت هذا الشرح لنرَ أي صورة سلبية من الفهم جراء هذه النصوص وانه وعلى فرض صحته فلن يكون هذا الفهم سليماً.

نقد الحديث:.

اما سنداً فان الحديث صح من طرق الى ابي هريرة ولا يخلو بعضها من نقد وعلل لكنها بمجموعها تصح من حيث الصناعة والاسنادية.

اما متناً:.

فالحديث يصادم ويخالف حقائق القرآن من وجوه:.

ا- قضية خيانة حواء:.

ان التوراة المحرفة هي التي تقرر ان سبب وقوع آدم في المعصية: حواء، ولقد جاء النص هنا موافقا للتوراة مع ما يتضمن النص المنسوب لرسول الله من 1- تحميل حواء المسؤولة. 2- انها هي سبب الغواية. 3- توريث الخطيئة لذريتها.

وكل هذا مخالف للقرآن وموافق للتوراة. فالقرآن نجده إما يحمل آدم المسؤولية ابتداء او يحملهما معا.

ونجد القرآن يبين ان سبب الغواية هو ابليس وان الوسوسة توجهت الى آدم وزوجه سواء بسواء كما يبين القرآن ان التوبة حدثت وتمت وانتهى الامر.

قال تعالى "وعصى آدم ربه فغوى" طه121.

وقال تعالى :يا آدم ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى" ط117.

وقال تعالى "فأزلهما الشيطان" البقرة36.

وقال "فوسوس لهما الشيطان" الأعراف .20

وقال "فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه".

وقال :ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى" طه122.

وقال : كل امرئ بما كسب رهين"

وقال " كل نفس بما كسبت رهينة".

وقال :ولا تزر وازرة وزر اخرى".

هذا اضافة الى الآيات الكثيرة التي تتحدث عن مكانة المرأة وسمو العلاقة الزوجية.

وبعد: فان كل حقائق القرآن تأبى ان تحمل حواء مسؤولية الغواية او الخيانة او انها هي سبب الغواية او ان ذلك مورث لبناتها.

ولنا ان نتساءل لماذا لم يورث آدم الخيانة الى أبنائه الذكور.

ولماذا الاناث دون الذكور.

تلك فكرة التوراة.

ففي الاصحاح الثالث (1-7) من سفر التكوين:

وكانت الحية أحيَلَ جميع حيوانات البرية.. فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة... فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل.. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها.. فقال آدم للرب: المرأة التي جعلتها معي هي التي أعطتني من الشجرة فأكلت.. ثم ذكر ان اسمها حواء.

قد يقول قائل وما المانع ان يوافق الحديث التوراة أقول: عندما يكون الكلام باطلا شرعا وعقلا وواقعا ومصادما للقرآن فلا يجوز ان نسأل هذا السؤال.

2- قضية فساد اللحم.

وهذا مخالف ايضا لما يعلم علميا من قانون أجرى الله الكون وفقه بان اللحم يفسد اذا تعرض للهواء وغيره من المؤثرات.

ويخالف النص القرآني ايضا.

ومما يدل على مخالفة هذا النص للقرآن ان القرآن قصَّ لنا قصة الذي أتى على قرية وهي خاوية على عروشها ولم يبين القرآن متى ولا من ولا ممن ولا يعنينا مطلقا البحث في ذلك, والشاهد انه قال له: "فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه..." أي ان الله أقام أمامه جملة من الآيات الخارقة للعادة منها حفظ طعامه وشرابه خلاف العادة مع المكث الطويل ومنها كيف أراه خلق الحمار ونشز العظام فلو كان القانون الذي كان سائدا والذي جرت به العادة ان الطعام لا يفسد لما كان في ذكر هذه الآية هنا أي معنى.

وهكذا أستطيع الجزم بلا تردد – واستغفر الله من أي خطأ – ان هذا من النصوص الاسرائيلية التوراتية وليست من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ابدا.

وسيبقى السؤال الكبير ذي الحرج الشديد والحساسية المفرطة عند المحدثين كيف تردُ حديثا روي من أربعة طرق على الأقل عن ابي هريرة وبعضها في الصحيحين؟!.

ومن أين جاء الخلل الى هذا الحديث الذي ثبت انه لا يمكن ان يكون حديثا من كلام رسول الله؟.

لعلي أستطيع الإجابة عن ذلك فيما بعد.

--------------------

هذه الدراسة تعبر عن رأي كاتبها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ