ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 13/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


طاجيكستان:

"سقف العالم" والحنين للإتحاد السوفيتي

بقلم زولتان دويسين

وكالة انتر بريس سيرفس

جبال باميرز، طاجيكستان, سبتمبر (آي بي إس)

أدى إنهيار الإتحاد السوفيتي إلي خلق حالة من البؤس واليأس في نصف طاجيكستان الشرقي الذي عرفت جباله الشاهقة بإسم "سقف العالم"، حيث يضطر الأهالي إلي العودة إلي العيش مجددا كبدو رحل.

فقد تحولت طاجيكستان، المتاخمة لقرغيزستان وأوزبكستان والصين وأفغانستان والبالغ تعدادها سبعة ملايين نسمة، تحولت بعد إستقلالها في عام 1919 من كونها أفقر دول الإتحاد السوفيتي لتصبح الآن أحد أفقر بلدان العالم أجمع.

فقد أنهي هذا الإستقلال نظام المزارع والمناجم وقنوات الري وشبكات النقل ومحطات توليد الكهرباء التي كانت كلها تابعة للدولة، ما يرغم الأهالي علي العودة إلي حياة الترحل.

ويهلل بعض المحللين الغربيين لعودة أهالي طاجيكستان إلي ما يسمونه "التقاليد العريقة". لكن الأغلبية تري مرحلة التأقلم الحالية علي إقتصاديات الأسواق من زاوية مختلفة تماما.

فيقول تيمو بك عالم اللغات المتقاعد الذي يعمل الآن في تربية الماشية، في حديث مع وكالة انتر بريس سيرفس: "ما كنت لأعيش هنا لولا الحاجة. ثم أن الترحل كان في الماضي خيارا لجماعات من الأهالي، أما الآن فقد أصبح ضرورة مفروضة عليهم".

نصب تيمو بك نصب خيمته المصنوعة من نسيج الصوف والمزينة في داخلها بالكليم والسجاد، في أرض ترتفع 4,100 مترا عن سطح البحر ، وسط واحدة من المناطق القليلة المغطاة بالأعشاب في جبال باميرز الشاهقة.

تمتد سلسلة جبال بايمرز في أغلبها علي طول محافظة غومو باداخسان التي تأوي مجرد 3 في المائة من سكان البلاد، أي نحو 210,000 نسمة، وإن كانت تمثل حوالي نصف مساحة طاجيكستان بأكملها. وتعتبر ضمن أكثر جبال العالم إرتفاعا، بما يتراوح بين 3000 و 7,500 مترا.

وتقاسي المنطقة من أحوال مناخية شديدة التطرف، تجعل منها أقل أراضي العالم كثافة سكانية. وفي القرن الثالث عشر كتب عنهاالرحالة ماركو بولو "لا يوجد فيها شيئا سوي صحراء دون من يسكنها أو أي شيء أخضر" حتي "أنك لا تري طيرا واحدا يطير".

كما عرفت المنطقة منذ القرن التاسع عشر بإسم "سقف العالم"، وكانت معبرا لقوافل التجار فيما عرف ب "طريق الحرير"، ثم للجواسيس خلال فترة التنافس الجيو-سياسي بين الإمبراطورتين الروسية والبريطانية.

 

ومازال الطريق السريع الذي بناه الجيش السوفيتي في بداية الثلاثينات،هو أعلي طريق في العالم بل والوحيد الذي يعبر سلسلة جبال باميرز. والآن، يعاني الطريق من سوء الصيانة، ويستخدم أساسا التهريب الأفيون من الجارة أفغانستان، فيما أطلق علي هذا الشطر من طريق الحرير، تسمية طريق الأفيون.

يشرح عزيز، المزارع وشبه الرحل حسب الموسم، لوكالة انتر بريس سيرفس، أنه "في عهد السوفييت، كانت المحلات مليئة بكل أنواع الطعام، وكان الوقود رخيصا، والحافلات والطرق في حالة جيدة".

ويستطرد عزيز، بينما تشغل زوجته آلة بدائية لصنع الزبد واللبن من حليب الياك،"هذا ليس معناه اننا كنا نحب ستالين، لكن الحقيقة هي اننا كلنا نشعر بالحنين لأيام الإتحاد السوفيتي". ويضيف عزيز المسلم السني "صحيح اننا لم نستطيع أن نمارس ديننا، لكن الطعام والعمل وغيرهما كانوا متوفرين".

هذا وبالإضافة إلي الطاجيكيين، المقريبين عرقيا من الإيرانيين والذين يمثلون 80 في المائة من تعداد البلاد، هناك جماعات الباميرزيين الذي يتحدثون بضعة لغات ولهجات متصلة باللغة الفارسية شأنهم في هذا شأن الطاجيكيين، ثم جماعات القرغيزيين الذي توافدوا عليها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والذين يتحدثون التركية.

ويعيش الأهالي هنا علي بيع الماشية ومنتجات الألبان، وزراعة بعض البساتين المنزلية، ثم علي المساعدات الإنسانية التي أنقذت المنطقة من المجاعة بسبب الحصار الإقتصادي الذي فرض عليها أثناء الحرب الأهلية.

فقد أشهر الباميرزيين من محافظة غومو باداخسان محافظة غومو باداخسان، الإستقلال عن طاجيكستان في عام 1992، ما أشعل فتيلة الحرب الأهلية التي راح ضحيتها 100,000 شخصا حتي نهايتها في عام 1997.

ومنذ ذلك الحين، مارست السلطات الطاجيكية المركزية سياسة التشدد والقسوة تجاه المحافظة، علي الرغم من أن أهاليها يعيشون علي دولار واحد في اليوم في المتوسط.

ومن الجدير بالذكر أن الفقر يؤثر علي التعليم أيضا، حيث يحرم العديد من الأطفال من الإلتحاق بالمدارس نظرا لعجز أولياء الأمور عن دفع الرسوم وشراء المواد الدراسية.

كذلك فيعاني الأهالي من قلة الوقود، ويضطرون إلي البحث عن الحطب النادر، للطبخ والتدفئة، إذ تهبط درجات الحرارة في الشتاء إلي 50 درجة تحت الصفر، ما يساعد علي تفاقم ظاهرة التصحر.

أما الإمدادات الكهربائية فغير متوفرة بالكمية اللازمة، ما يجبر علي توزيعها علي فترات وتقسيم المدن إلي شطرين، يحصل كل منهما علي الكهرباء بالتناوب.

وأما القري، التي إعتادت طيلة عقود علي الحصول علي إمدادات كهربائية، فهي محرومة منها الآن حتي في موسم الشتاء، ما يوقف المدارس والمستشفيات، ويزيد الحنين إلي عهد الإتحاد السوفيتي.

(آي بي إس / 2009)

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ