ـ

ـ

ـ

الخميس 27/08/2009

مقابلة مع الضابطة والدبلوماسية آن رايت: 

"يتحتم معاقبة القوات الأمريكية على عنفها"

بقلم كاثرين ماكينو

وكالة انتر بريس سيرفس

طوكيو, أغسطس (آي بي إس)

خدمت آن رايت في صفوف القوات المسلحة الأمريكية طيلة 29 عاما وتقاعدت برتبة عقيدة. كما شغلت منصب النائبة لسفراء الولايات المتحدة في أفغانستان وسييرا ليون وغيرهما، وكانت واحدة من ثلاثة دبلوماسيين أمريكيين إستقالوا من مناصبهم علنا في عام 2003، إعتراضا علي حرب بلادهم علي العراق.

وتقوم آن رايت حاليا بجولة في اليابان لمناقشة سبل إستئصال عنف القوات المسلحة الأمريكية ضد الأهالي المدنيين، وأعمال العنف الجنسي والإغتصاب التي يرتكبها الجنود الأمريكيون ضد اليابانيات.

هذا ولقد زارت آن وايت جزيرة غوام في المحيط الهادي قبل مقدمها لليابان حيث أجرت وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس) معها المقابلة التالية، التي تتناول الخطط الأمريكية لبناء قاعدة عسكرية في جزيرة غوام، وإغتصاب الجنود الأمريكيين لليابانيات، وسبل التعاون مع منظمات يابانية لوقف هذه الخروقات.

آي بي اس: إقامة قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة غوام في المحيط الهادي تعني نشر أكثر من 35,000 جنديا، فماذا قلتي عن هذا في غوام؟.

آن رايت: قلت أنني أتيت بصحبة وفد للتعبير عن تضامننا مع شعب غوام خاصة فيما يتعلق بنقل 8000 من القوات البحرية الأمريكية (مارينز) من أوكيناوا في اليابان إلي غوام.

وقلت أن شعب اليابان وخاصة أهالي أوكيناوا، قد بذلوا جهودا مضنية لترحيل جزء من القوات العسكرية الأمريكية الضخمة المنتشرة هناك. والآن يبدو أن القوات المسلحة الأمريكية ستحل بتلك الجزيرة الرائعة.

لا شك في أن أهالي أوكيناوا يعلمون أنه أينما حلت القوات المسلحة الأمريكية، فإنها تترك آثارا كبيرة. إنهم يعرفون ذلك جيدا لأن القوات المسلحة الأمريكية تحتل جزأ كبيرا من أراضيهم.

وفي جزيرة غوام، شاهد الناس كيف يستولون علي أراضيهم.

آي بي اس: وكيف كان رد الفعل الياباني علي جولتك هذه؟.

آن رايت: جاءت ردود الفعل مؤثرة للغاية أثناء مؤتمر الأمهات في طوكيو (25-26 يوليوبحضور 9000 مشاركا في الجلسة العامة و550 في ورشة العمل حول الشئون الدولية).

كما تكرر ذلك أثناء مؤتمر مناهضة القنابل الذرية والهيدروجينية في 6  أغسطس في هيروشيما (3000 نشارك في الجلسة العامة و300 في أعمال المؤتمر)، ومجددا خلال مؤتمر عشر هيئات تابعة لجمعية المرأة اليابانية الجديدة في طوكيو، يوكوهاما، أوزاكا، هيروشيماو كوشيرو، سابورو.

وعامة، الأهالي يبدون إهتماما بالغا بهذه القضايا ويطروحون العديد من الأسئلة. فقلما يسمعون مسئولا سابقا في الحكومة الأمريكية ينتقد سياسات الولايات المتحدة.

آي بي اس: يردد البعض أن اليابان قد فقدت أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة.

آن رايت: أعتقد أن اليابان مهمة جدا للولايات المتحدة. وأعتقد أيضا أن الولايات المتحدة تعتبر اليابان صديقا وحليفا، فيما تنظر إلي الصين كمنافس إقتصادي وعسكري لها.

آي بي اس: ما هي الرسالة التي تريدين تعميمها بشأن وضع المرأة في اليابان؟.

آن رايت: علي النساء اللائي يقيمن بالقرب من قواعد عسكرية أمريكية، أن يتخذن الحذر الشديد بسبب إرتفاع حالات الإغتصاب والعنف الجنسي والعنف المنزلي بصورة هائلة.

كما أشجع النساء اليابانيات علي المطالبة بحقوقهن والتصدي للحكومة والمجتمع حتي تتحقق المساواة بين المواطنين اليابانيين.

آي بي اس: ماذا عن العنف الذي تمارسه القوات المسلحة الأمريكية ضد النساء والبنات اليابانيات، والذي يتضمن ممارسة العنف الجنسي والإغتصاب؟.

آن رايت: الإغتصاب والعنف الجنسي جريمة لابد من معاقبتها. لكن هذا قلما يحدث.

فتقول القوات المسلحة الأمريكية أن الإحصائيات عن حالات الإغتصاب من جانب هذه القوات، لا تفوق حالات الإغتصاب التي ترتكب في القطاعات المدنية.

القوات المسلحة تتباهي بالنظام والإنضباط، وبالتالي يجب أن توعي العاملين بها بخطر إرتكاب هذا الجرائم. يجب أن يصبح معاقبة هؤلاء المجرمين أولوية قصوي وهو ما يحدث في القوات المسلحة الأمريكية.

آي بي اس: تقومين بجولتك برفقة "كود بينك"، ما هذا؟.

آن رايت: إنها منـظمة النساء من أجل السلام التي تأسست في عام 2002 لمناهضة الحروب. إنها حركة نشطة وديناميكية وسريعة العمل، تتصدي لرؤساء الولايات المتحدة ضد الحروب علي العراق وأفغانستان وغزة.

آي بي اس: كيف تتعامل الجمعيات والهئيات اليابانية مع الجماعات الأمريكية من أجل وضح حد للعنف ضد النساء؟.

آن رايت: الجمعيات اليابانية تشارك في المؤتمرات الدولية الهادفة لوضح حد للتأثيرات السلبية الضارة للقواعد العسكرية الأمريكية في الخارج.

كما تحدثت الجمعيات اليابانية إلي نواب في الكونغرس الأمريكي ولجان تشريعية ومسئولين في وزارة الخارجية.

آي بي اس: هل صحيح ما يتردد عن النية في رفع قضية ضد القوات المسلحة الأمريكية؟.

آن رايت: مكتب المحاماة الخاص "بروك أو نيل" في العاصمة واشنطن يجمع الآن الأدلة والبراهين عن حالات العنف الجنسي والإغتصاب التي تمارس في القوات المسلحة ضد النساء أساسا، وذلك للبت في إمكان رفع قضية.

ولا تشمل هذه المبادرة حاليا عمليات إغتصاب المدنيات، وإن كنا قد طرحنا هذه المسألة علي المحامين الذين ينظرون فيها الآن، لكن التركيز الرئيسي حاليا هو علي حالات إغتصاب النساء العسكريات.

(آي بي إس / 2009)

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ