ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 04/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اللاجئ الفلسطيني .. القويّ رغم ضعفه!

ماجد الزير

هم أبناء وطن واحد، كانت منه نقطة اقتلاعهم من بيوتهم إلى فضاء باتساع العالم، يبدأ من داخل الوطن ذاته. فارقوه رغماً عنهم. قضيّتهم كانت وما زالت واحدة، وعناوين همّهم السياسي هي نفسها. تستطيع أن تصف حياتهم طوال سني ابتعادهم القسري عن أرضهم بالمأساة، فهي وإن اختلفت تفاصيلها حسب ما ترتئيه سياسة «المضيف» بحسن نيّة أو غيرها؛ فإنّ النتيجة واحدة.

عدوّهم الأساسي واحد يتربّص بهم حيث حلّوا، سواء بيديه أم بأيدي غيره. يرونه ينكّل بإخوتهم الذين بقوا في كنف الوطن، فساهم في أن تبقى بوصلة سفينتهم تتجه دائماً نحو البداية، رغم توزّعهم في أكثر من تسعين بلداً في قارات الدنيا كلّها. إنهم اللاجئون الفلسطينيون.

لا يدّعي منهم أحد أنهم ليسوا ضعفاء مقابل عدو صهيوني شرس، يمتلك ترسانة أسلحة متطوِّرة، لا يُقارن بها بعض من العتاد تحصّل عليه مقاوموهم خلال ستة عقود مضت من الصراع. يزيدهم ضعفاً ما يرون من طول حبل الحياة الممتدّ ألاف الاميال من الاتجاهات الأربع، ليصل إلى عدوِّهم بأشكال سياسية واقتصادية وعسكرية وغيرها من مقوِّمات قيام الدول وسطوتها. ويزيدهم بؤساً إلى بؤسهم؛ أنّ من يُفترض أنهم يشكِّلون دعماً لهم من أخوة العروبة والإسلام يصطفون إلى الجانب الأخر. والقاضية فوق كل هذا؛ في إخوة الدم ممن تقلّدوا زمام الأمور، والذين لم يعد يستطع هؤلاء الفلسطينيون الضعفاء أن يعدّوهم هنا أم هناك.

كان من المفترض، حسب العقلية الكولونيالية، أنّ الفلسطينيين قد اصطفوا إلى جانب نظرائهم من ضعفاء التاريخ، كالهنود الحمر وإخوتهم في الإنسانية في أمريكا الجنوبية واستراليا من السكان الأصليين في تلك البلاد، الذين لم تبقَ منهم فيها إلاّ الذكرى، وحكايات الوحوش الكاسرة مع فرائسها. الغرباء عن فلسطين من الغزاة، تعاملوا مع شعبها بتلقائية نابعة من طريقة تفكيرهم، الموروثة عن لصوص خاضوا تجارب وحشية سابقة خلال القرون الماضية مع أمم وشعوب وراء البحار. لكنهم لم يتنبّهوا إلى دراسة موروث الفلسطينيين، عن أجدادهم الذين أبوا عبر التاريخ أن يستسلموا لدور الضحية أمام كل الغزاة شبيهي الصهاينة، فكان الفارق.

عوامل كثيرة ساهمت في تكوين الفلسطيني. فذلك الانتماء إلى الأرض العربية، حاضنة الدين الإسلامي الذي صقل تلك الشخصية المؤمنة بربِّها المليئة بالعنفوان، والتي تشترك مع 350 مليون في الدول المحيطة ومليار ونصف المليار في العالم في همّ اقتلاع ذلك العدو من أرض فلسطين. هو شعب لديه موروث الرفض لكل ما يمكن أن يقتلعه من أرضه. فهو لا يتعامل مع فلسطين كملك شخصي فحسب، بل يعلم أنّ من يشترك معه في الهمّ يتعامل مع فلسطين بروح الانتماء أيضاً. كلمة الرفض لدى الفلسطيني هي أقوى سلاح، وقوته في وجوده بما يحمل من عنوان وهويّة وعقيدة وإصرار؛ وإن كان في قمّة ضعفه المادي.

عبثاً يحاول الصهاينة وقادتهم من أمثال نتنياهو وليبرمان وقبلهم شارون ورابين، الترويج ليهودية دولتهم المزعومة، مهما دعمهم الأمريكيون والغربيون. فالأمر ليس بهذا البساطة، فرغم كلّ الممارسات الحربية والتلويح بالعدوان، وعمليات التنكيل والترحيل وسياسات «الترانسفير»، وكذلك رغم التواطؤ العربي؛ فلن يعني هذا شيئاً، ذلك أنها جميعاً علامات فشل. فما داموا يملكون كلّ وسائل القوة تلك؛ لماذا لا ينتهون من هذا الضعيف المسكين غير ذي الحول والقوة؟

هي رسالة يجب أن يلتقطها الشعب الفلسطيني: أنهم فشلوا، وأنّ لديه من القوة التي تفوق كلّ ما لديهم. هي قوة الحق الذي لا يُقهر. إذن هو وصفٌ للمشهد بصورة مغايرة. فالضعيف أقوى بحقه من القويّ بباطله. وفي موروثنا أنّ صاحب الحق إذا أصرّ سينتصر .. ولو بعد حين!.

ــــــــــ

المصدر : مجلة العودة 7/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ