ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 20/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


في موسم الترهيب والتخويف

فهمي هويدي

تكاثرت علينا قضايا أمن الدولة في مصر، حتى بدا كأننا في موسم التخويف وتكثيف الضربات الأمنية. إذ إلى جانب العرض المستمر بنجاح «ساحق» لمسلسل القبض على أعضاء جماعة الإخوان، فإن هذا «الإنجاز» أغرى أجهزة الأمن بالانتقال إلى تقديم عروض أخرى أكثر تطورا، وهو ما أدخلنا في مرحلة إنتاج «الأفلام»، فمن فيلم خلية حزب الله، إلى «عصبة تفجيرات الحسين»، ومذبحة الزيتون، وتنظيم الإخوان الدولي، ثم خلية القاعدة في محافظة الدقهلية.. والبقية تأتى.

لا يعني ذلك بالضرورة أن القضايا التي أصبحت تحتل مكانا ثابتا في صحف الصباح كلها من وحي الخيال، ذلك أن الوقائع الأصلية قد تكون صحيحة، ولكن الجهد الذي يبذل ينصب على كيفية تحويل الواقعة إلى فيلم، وقد أثبتت التجربة أن الأجهزة المعنية تتمتع بكفاءة عالية في «التمشيط» واصطياد البشر،

لكن كفاءتها محدودة للغاية في نسج القصص وحبك وقائعها، وهي الثغرات التي يركز عليها المحامون وسلطت عليها الأضواء في بعض الصحف المستقلة التي لا يخضع التحرير فيها للتوجيه الأمني.

فقد كشف المحامون عن أن من وصف بأنه «زعيم» لتنظيم إرهابي مصاب منذ 18 شهرا بشلل رباعي يقعده عن الحركة. وأن جهاز الكمبيوتر الذي قيل إنه يحتوي على أسرار التنظيم لا يخصه، ووصف مدير مركز «عقل» لحقوق الإنسان بالدقهلية أن عملية القبض على أبناء قرية «تلبانة» في المحافظة واتهامهم بتكوين خلية إرهابية بأنها فيلم «هندي».

إذ ألصقت التهمة بهم انتقاما من أهل القرية الذين تحدَّوا الشرطة في وقت سابق حين قامت بتعذيب واحد منهم حتى الموت، المحامون قالوا أيضا إن الأحراز التي ضبطت في القضية واعتبرت أجهزة تفجير عن بعد كانت مضحكة للغاية، إذ كانت عبارة عن «تابلوه» كهرباء ومفتاح دراجة وسماعات للهاتف وكاميرات ديجيتال وأجهزة كهرباء،

تبين أيضا أن السيارة التي تم ضبطها وقيل إنها استخدمت في حادث قتل أحد الصاغة تم شراؤها بعد وقوع الحادث بثمانية أشهر.

تحدث المحامون أيضا عن تلاعب أجهزة الأمن ببيانات احتجاز المتهمين، حيث تخفيهم في أماكن مجهولة وسراديب تحت الأرض، في حين تبلغ النيابة العامة بأنهم محتجزون في سجن طرة العمومي. حتى ناشد هؤلاء المحامون النائب العام أن يتدخل لمنع افتراس أولئك المتهمين وإجبارهم على الإدلاء بأقوالهم تحت التعذيب، وطالبوه بوقف التحقيق معهم طوال الليل في مقار نيابة أمن الدولة.

الأستاذ منتصر الزيات أحد المحامين البارزين في هذه القضايا عقد في الأسبوع الماضي مؤتمرا صحافيا مهما فضح فيه بعض الأساليب المتبعة في تلفيق القضايا، ومما قاله إن أجهزة الأمن لديها بصفة دائمة معتقلون احتياطيون كرهائن يجري توزيعهم على القضايا حسب الطلب، وأكثر هؤلاء من المصريين والفلسطينيين.

أما الأجانب «الذين لهم ظهر» فإنهم يرحلون إلى بلادهم. أشار إلى واحدة من هؤلاء مواطنة فرنسية اسمها دودي هوكسا اتهمت في قضية تفجيرات حي الحسين، وكانت كل «جريمتها» أنها دخلت في الإسلام وجاءت إلى مصر لدراسة الفقه واللغة ثم تبرعت بمبلغ 50 ألف جنيه لإغاثة أهالي غزة، فجرى الزج بها في القضية، ولما لم يكن هناك دليل على اتهامها فإنها رحلت إلى بلادها، ضمن 11 من الأجانب شاء قدرهم أن يفلتوا من عملية التلفيق والتنكيل.

ثمة أسئلة عديدة تثيرها هذه الشواهد منها على سبيل المثال:

 ماذا وراء هذه الحملة من الترهيب والتخويف؟

ولماذا حرص وزير الداخلية على أن يهدد ويتوعد المغضوب عليهم في أحدث خطاب له أمام رئيس الجمهورية الذي ألقاه أثناء تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة؟

وهل تمهد هذه الحملة لشيء ما يجري طبخه،

وهل لذلك علاقة بالانتخابات النيابية في العام المقبل أو الرئاسة في العام الذي يليه؟

ليست لدي إجابة عن هذه الأسئلة، لكنني أعرف ثلاثة أمور،

الأول أن ذلك كله يدلل على أن «عقلية المطرقة» تتحكم في حركة المجتمع وتهيمن على أداء السلطة،

http://fahmyhoweidy.blogspot.com/2009/07/blog-post.html

والثاني أن من طالت عصاه قلَّت هيبته، كما يقول العرب

أما الأمر الثالث فهو أن شدة الضغط تولد الانفجار.

ــــــــــ

المصدر : صحيفة الرؤية الكويتيه 19/7/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ