ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 19/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مقابلة مع الصحفي المخضرم خابيير ريستريبو:

"الصحافة الجيدة هي التي تزعج الحكام"

بقلم هومبرتو ماركيز

كاراكاس, يونيو (آي بي إس)

أكد الصحفي الكولومبي المعروف خابيير داريو ريستريبو، أن الحكام عادة ما يعانون من تصورات مشوهة عن أنفسهم وحقيقة أدوارهم، وأن الصحافة الجيدة هي التي تنجح في إزعاجهم.

وشرح هذا الصحفي المخضرم وكبير أستاذة الإعلام، الذي مارس المهنة طيلة 49 عاما في الصحافة المطبوعة وإكتسب خبرة عريضة في الإعلام التليفزيوني، شرح في مقابلة مع وكالة انتر بريس سيرفس (آي بي اس) أن عددا من حكومات أمريكا اللاتينية، سواء يمينية أو يسارية، تعتقد أنها ليست في حاجة للصحافة للتواصل مع الشعوب.

وذكر مثال رئيسي إكوادور رفائيل كورييا، وفنزويلا هوغو تشافيز، الذين طالبا أن يتولي إتحاد أمم أمريكا الجنوبية الحديث العهد، بتأسيس هيئة "لحماية الحكومات" من تعدي الصحافة عليها. وحذر من ظاهرة تركيز السلطة المتنامية، وفقدان الصحافة لروح الإنتقاد بسبب إعتمادها المفرط علي المصادر الرسمية.

 

وفيما يلي أبرز ما ورد في مقابلة آي بي اس مع الصحفي خابيير داريو ريستريبو.

آي بي اس: ما هو رأيك في مطالبة الرئيسين الإكوادوري رفائيل كورييا والفنزويلي هوغو تشافيز، بتأسيس هيئة لحماية حكوماتهما من تجاوزات الصحافة؟.

ريستريبو: إنها مشكلة قديمة. ففي عام 2004، نشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريرا عن الديمقراطية في أمريكا اللاتينية تضمن معلومة كبيرة الأهمية، ألا وهي رأي مختلف الرؤساء بشأن دور الصحافة.

فأشار غالبيتهم العظمي إلي ما وصفوه بالنفوذ المزعج للصحافة التي يعتبرون أنه يقف بين إرادتهم وبين التفاعل مع الأمة، بمعني أنهم يشعرون بأنه نفوذ موازي.

لكن هذا ليس بجديد علي الصحفيين، فالصحافة الجيدة هي بالتحديد الصحافة التي تزعج الحكام. أولئك الذين يجلسون علي كرسي السلطة يحتاجون إلي شوكة واغزة تمنعهم من الإرتخاء والنوم.

 

آي بي اس: هل شُوهت العلاقة بين الحكومات والصحافة؟.

ريستريبو: أولئك الذين يمسكون بزمام السلطة لديهم تصورات مشوهة عن أنفسهم وعن حقيقة أدوارهم. وفي أفضل الأحوال، نراهم يؤمنون بأنهم دورهم هو دور الأب المتفاني الذي ينتزع من أولاده، بموجب تفانيه، كل قدراتهم علي التصرف وإتخاذ القرار.

هذا هو ما تزعمه الحكومات حين تزيد من تنظيمها لما يمكن قراءته من عدمه، ومشاهدته من عدم مشاهدته، وما يمكن أو لا يمكن فعله. وهكذا نراهم (الحكام) يمارسون دور أباء المجتمعات بأكملها، حبا في السلطة.

 

آي بي اس: من الملفت للإنتباه أن هذه الظاهرة تتكرر مع بعض الحكومات اليسارية التي ناضلت من أجل حرية التعبير ودفاع الشعوب عن حقوقها...

ريستريبو:...ثمة فارقا كبيرا بين ما يراه المرؤ من السهول وما يشاهده من أعالي جبال السلطة. السلطة تفسد. السلطة تفسد القدرة علي الإدراك وعلي تقييم الأمور.

فأن يحدث ذلك مع اليسار أو اليمين، ليس أمرا ذو أهمية. السلطة تفسد كل شيء. السلطة تتحول إلي طاقة متفجرة نفسيا.

 

آي بي اس: يعتقد الحكام أنهم يدافعون عن قضايا عادلة وأن المستقبل الموعود باهر بدرجة تتيح الإستغناء عن دور الوسيط الذي ينسب إلي الصحافة.

ريستريبو: هناك توجهات عامة للإستغناء عن الصحافة ك "وسيط غير مفيد"، فالحاكم الذي يركز السلطة في أياديه، يعتقد أن الصحافة هي بدورها سلطة يجب عليه أن يتحكم فيها وأن بمقدوره التواصل مباشرة مع الأهالي، دون وسطاء.

 

آي بي اس: هل ساعد أسلوب ممارسة الصحافة في موقف السلطة؟.

ريستريبو: دور الصحافة هو التفكير والإستكشاف. لكنها أصبحت تلجأ إلي السلطة كمصدر وحيد للأنباء.

ربما يرجع ذلك إلي روتين المهنة، فقد إعتدنا علي ممارسات معينة أصبحت جزأ منا. لقد طال تعودنا علي هذا الأسلوب، وبدأنا نفقد القدرة علي إنتقاده.

فيتيح الإستغناء عن جانب من المصادر بل وربما الجانب الأهم، أي المحكومين، يتيح للحكام الفرصة للكذب ولتشويه الحقائق.

علينا أن نتذكر دائما أن الحكام يكذبون ويستخدمون الأكاذيب كسلاح دفاعي.

(آي بي إس / 2009)

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ