ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 18/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لا يعرف الفضل إلا ذووه

بقلم أ.د. محمد أديب الصالح

من أعلام الزهد والورع والنسك على صدق ومعرفة وحسن أتباع: أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح عمر بن السيد. وكان شيخاً جليلاً بشوش الوجه حسن السمت، كثير الوقار، عليه سيما العبادة والخير، يروى أنه كان مع شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية في جملة من كان يوم قازان المشهور حيث ظهرت شجاعة ابن تيمية وجرأته في الحق ومحض خوفه من الله تعالى وحده.

وفي حديث أبي عبد الله عن ذلك قال: وجرت له مع قازان وقطلو شاه وبولاي – وهم ممن يهاب الناس بطشهم وسلطانهم- أمور ونوب قام ابن تيمية فيها كلها لله، وقال الحق، ولم يخش إلا الله عز وجل. قال: وقرب قازان إلى الجماعة طعاماً فأكلوا منه إلا ابن تيمية، فقيل له: ألا تأكل؟

فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس، وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس.

وقال: ثم إن قازان طلب منه الدعاء فقال في دعائه:

"اللهم إن كان هذا عبدك محمود إنما يقاتل لتكون كلمتك هي العليا، وليكون الدين كله لله فانصره وأيده وملكه البلاد والعباد، وإن كان إنما قام رياء وسمعة وطلباً للدنيا ولتكون كلمته هي العليا وليذل الإسلام وأهله فاخذله وزلزله ودمره واقطع دابره".

قال: وقازان يؤمن على دعائه، ويرفع يديه، قال فجعلنا نجمع ثيابنا خوفاً من أن تتلوث بدمه إذا أمر بقتله.

قال أبو محمد: فلما خرجنا من عنده قال له قاضي القضاة نجم الدين صصري وغيره:

- كدت أن تهلكنا وتهلك نفسك، والله لا نصحبك من هنا.

فقال: وأنا والله لا أصحبكم.

قال: فانطلقنا عصبة، وتأخر هو في خاصة نفسه ومعه جماعة من أصحابه، فتسامعت به الخواقين والأمراء من أصحاب قازان، فأتوه يتبركون بدعائه وهو سائر إلى دمشق، وينظرون إليه، قال: والله ما وصل إلى دمشق إلا في نحو ثلثمائة فارس في ركابه، وكنت أنا من جملة من كان معه، أما أولئك الذين أبوا أن يصحبوه فخرج عليهم جماعة من التتر فأوقعوا بهم نهباً عن آخرهم.

قلت: هكذا فليكن العلماء، ولمثل هذا فليعمل العاملون.

ولقد وضح هذا الأمر للعارف بالله أبي محمد فتحدث عنه بأمانة، ولا يعرف الفضل إلا ذووه.

وممن توفي فيها من الأعيان:

الشيخ الصالح العابد الناسك الورع الزاهد القدوة بقية السلف وقدوة الخلف، أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح عمر بن السيد القدوة الناسك الكبير العارف أبي بكر بن قوام(1) بن علي بن قوام(1) البالسي، ولد سنة خمسين وستمائة، وسمع من أصحاب بن طبرزد، وكان شيخاً جليلاً بشوش الوجه، حسن السمت، مقصداً لكل أحد، كثير الوقار، عليه سيم العبادة والخير، وكان يوم قازان في جملة من كان مع الشيخ تقي الدين بن تيمية لما تكلم مع قازان، فحكى عن كلام شيخ الإسلام تقي الدين لقازان وشجاعته وجرأته عليه وأنه قال ....... قال: أنت تزعم أنك مسلم .... مؤذنون وقاض وإمام وشيخ على ما بلغنا، فغزوتنا ودخلت(2) بلادنا على ماذا؟ وأبوك وجدك هولاكو كانا كافرين، وما غزوا بلاد الإسلام، بل عاهدا فوفيا(3)، وأنت عاهدت فغدرت، وقلت فما وفيت.

قال: وجرت له مع قازان وقطلوشاه وبولاى(4) أمور ونوب، قام ابن تيمية فيها كلها لله، وقال الحق، ولم يخش إلا الله عز وجل.

قال: وقرب إلى الجماعة طعام فأكلوا منه إلا ابن تيمية، فقيل له ألا تأكل؟

فقال: كيف آكل من طعامكم وكله مما نهبتم من أغنام الناس؟ وطبختموه بما قطعتم من أشجار الناس؟

قال: ثم إن قازان طلب منه الدعاء، فقال في دعائه: اللهم إن كان عبدك هذا محمود إنما يقاتل لتكون كلمتك هي العليا، وليكون الدين كله لك، فانصره وأيده. وملكه البلاد والعباد، وإن كان إنما قام رياءً وسمعة وطلباً للدنيا، أو لتكون كلمته هي العليا، وليذل الإسلام وأهله، فاخذله، (10/166ط) وزلزله، ودمره، واقطع دابره. قال: وقازان يؤمن على دعائه، ويرفع يديه. قال: فجعلنا نجمع ثيابنا خوفاً من أن تتلوث بدمه إذا أمر بقتله. قال:فلما خرجنا من عنده قال له قاضي القضاة نجم الدين بن صصري وغيره: كدت أن تهلكنا، وتهلك نفسك، والله لا نصحبك من هنا. فقال: وأنا والله لا أصحبكم. قال: فانطلقا عصبةً، وتأخر هو في خاصة نفسه، ومعه جماعةٌ من أصحابه، فتسامعت به الخواقين(5) والأمراء من أصحاب قازان، فأتوه يتبركون بدعائه، وهو سائرٌ إلى دمشق، وينظرون إليه، قال: والله ما وصل إلى دمشق إلا في نحو ثلاثمائة فارس في ركابه، وكنت أنا من جملة من كان معه، وأما أولئك الذين أبوا أن يصحبوه، فخرج عليهم جماعةً من التتر فشلحوهم(6) عن آخرهم. هذا الكلام أو نحوه. وقد سمعت هذه الحكاية من جماعةٍ غيره، وقد تقدم ذلك(7)

توفي الشيخ محمد بن قوام ليلة الاثنين الثاني والعشرين من صفر بالزاوية المعروفة بهم غربي الصالحية ........ وصُلّي عليه بها، ودفن فيها، وحضر جنازته ودفنه خلق كثير وجيش غفير، وكان في جملة الجمع الشيخ تقي الدين.

ـــــ

الهوامش:

* حضارة الإسلام – السنة 12 –العدد 1-2 –ربيع1و2 - 1391 – آيار/ حزيران 1971

1.  انظر البداية والنهاية (18/ 182)    (1-1) سقط من ص. وانظر ترجمته في ذيول العز 96، والوافي بالوفيات 4/284، وتذكرة النبيه 2/96، والدرر الكامنة 4/243، وشذرات الذهب 6/79.

2. في م: "بلغت".

3. في م: "قومنا".

4. في الأصل: "بولادي".  

5. في م: "الخواقين".

6. شلح فلان: إذا خرج عليه قطاع طريق فشلحوه ثيابه وعروه، قال الأزهري: وأحسبها نبطية تهذيب اللغة: 1834.

7. انظر ما تقدم في أحداث سنة تسع وتسعين وستمائة.

ـــــــــــ

المصدر : مجلة الرائد العدد  رقـم 267

رجب 1430 ، تموز / يوليو 2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ