ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بين مروة قاوقجي ومروة الشربيني ومعركة الحجاب

"ربح البيع"

نقدم تعازينا التي تعجز عنها الكلمات لكل من آلمته حكاية الشهيدة -بإذن ربها- مروة الشربيني ، فقد كان الحادث مؤلماً أشد الإيلام من كل نواحيه ، إنسانياً وإسلامياً ووجدانياً

قبل ما يزيد على عشرة أعوام دخلت مروة قاوقجي البرلمانية التركية بحجابها قاعة مجلس نواب الأمة التركية ، وحينما دخلت ردهات المجلس وقف العلمانيون الأتراك ينبحون كالكلاب معبرين عن رفضهم لحجاب مروة ، ثم ما لبثوا أن قاموا ينهشونها حتى دبرواعذراً يحرمها من حقها كسيدة تركية أن تنضم لمجلس نواب الشعب التركي.

مروة قاوقجي لم تذهب إلى هناك على ظهر دبابة ، ولم تدخل المجلس على طريقة عصابات المافيا التي تتمثلها الحكومات المزورة ، لكنها دخلته بصوت الناخب التركي الحقيقي، والذي صوت وبقوة لمروة وحجابها وفكرها ... لكن أبت الشرذمة من العلمانيين إلا أن ينفذوا بها طعناتهم وغوغائيتهم ومكرهم وأطاحوا بها ، ومع ذلك ربحت مروة حجابها وشرفها وعفتها.

مرت الأيام والسنوات وهاهم اخوة مروة يغلبون على نباح المنكر العلماني الأتاتوركي، وهاهو صوتهم يرتفع في كل أنحاء تركيا معلنا رغبة الشعب التركي برؤية الحجاب واللحية والصدق والأمانة ومصلحة تركيا الحقيقية، وها هي صورة تركيا برئيسها غول ورئيس وزرائها أوردوجان وهما يصولان ويجولان في طول البلاد وعرضها مصطحبين زوجتيهما بحجاب من نسج حجاب مروة .  نعم إنه النصر الذي غرست جذوره سيدة تركيا البرلمانية من قبل بحجابها وقدمته وساماً لزوجة رئيس الدولة وزوجة رئيس وزرائه ... إنها تركيا وهويتها الإسلامية شاء من شاء وأبى من أبى ... ، وصدق فيها القول: "ربح البيع يا مروة" إن شاء الله.

"مروة الشربيني" سيدة حجاب مصر، وشهيدة حجاب مسلمات الأمة الشريفات العفيفات المخلصات، مروة الشربيني دفعت حياتها ثمناً لعفتها وطهرها ، فعفافها وطهرها لا يقدر بمال، لهذا كان الثمن غالياً وآثرت أن ترتفع شهيدة إلى ربها معلنة رفضها لشريعة الغاب ومتحدية لحقد الحاقدين.

لا شك هي صورة الشرف والعفة والكرامة أمام الوحشية تجلت في أروقة محكمة يفترض أنها محضن أمان للمظلومين ، ويفترض أنها ملجأ من تاق إلى العدالة.

إنها صورة مروة بثيابها التي تضمخت بمسك دمها  أمام جموع الحاقدين على الإنسانية ، وأمام رهط تآمروا على عفتها في ظلماتهم ، لكنها ظلت وصورتها النورانية تضيء لأجيال قادمة ، ظلت النبراس والمنارة مرتفعة فوق شم الجبال تعانق السماء، بينما صورة المجرم ومن أعانه على جريمته وكل الذين على شاكلته  في ظلمات الأرض ، صورتهم سوداء قاتمة. 

هو جسد مروة تهاوى أمام طعنات حاقدة ، لكنه ظل الجسد الطاهر الذي لم يدنس ولم تلوثه قاذورات جنود الشيطان ومطامعهم وشهواتهم ، جسد تهاوى مفارقاً هذه الدنيا، ولم يغتر بحضارة الزيف ومدنية المكر والخداع التي خدعت الكثيرات من بنات المهجر اللواتي استجبن بعضهن طوعاً والبعض الآخر كرهاً لزيف هذه الحضارة .

ليست مسألة لبس الحجاب كما يراها المتهاونون بكونها مسألة فردية مرتبطة بشخص ما ، إنما هو حق مرتبط بالأمة وهويتها أراد المتهاونون من أبناء أمتنا التنازل عنه لأعداء الحق والحرية أو التقليل من أهميته، بينما يرى  الغربي الحاقد ويستوي في ذلك العلمانيون والليبراليون العرب، يرون خلعه انتصاراً لحرية المرأة من ناحية ، وانحساراً للفكر المحافظ في المجتمعات سواء الغربية أو الشرقية "برايهم"، والحقيقة التي بدت واضحة وجلية لكل من يبصر ببصره وبصيرته بعد هذا السجال، الحقيقة هي أن المتشددين الغربيين ومن مالأهم من علمانيين ومتحررين يعيشون بيننا ومن بني جلدتنا ، يعرفون أنهم إنما يريدون بهذا الاستدراج لنسائنا الإطاحة بطهر وعفة المرأة الشرقية حينما تمكنوا من تدمير المرأة الغربية وحينما افترسوها بعد أن وضعوا الطعم ودسوا لها السم في الدسم.

"مروة الشربيني" مارست حقها الطبيعي ، وأرادت أخذ حيزها في المجتمع الذي تعيش فيه ، لكن ضمن مفهومها وضمن تعاليم دينها الذي ارتضته وقدمته على خزعبلات وأهواء ومطامع أشباه الرجال. وللحق ، كثيرات هن اللواتي يتعرضن لمثل هذا الموقف، وكل واحدة تجيب عن نفسها بما تعلم وتؤمن به ، وأخريات قد يستجبن لضغوطات المجتمع الذي يعشن فيه ويخلعن الحجاب أو يستبدلنه ببديل آخر، لكن الحقيقة التي لا مفر منها هي أن هذا الصراع لن يتوقف عند حادثة مقتل مروة –يرحمها الله- ، بل سيمتد ويتفرع بطرق شتى وأساليب مختلفة ويبقى الهدف واحداً، هو ذات الهدف الذي عبر عنه النازي الذي قتل مروة ، وعبر عنه كثير من المستغربين الذين قدموا لنا بقمامة الغرب من أمثال طه حسين ورفاعة الطهطاوي وقاسم أمين ، كل هؤلاء عادوا لنا بما اغتنموه من مزابل الغرب وقدموه لنساء أمتنا بدعوى الحرية وحق المرأة فابتدعوا الكثير ومثلوا على نساء أمتنا فكانت الطامة الكبرى بتعري مجتمعاتنا ، لكن، الخير باق في هذه الأمة ورأيناه في "المروتين" واخواتهما من مؤمنات الشرق يتجلى بأبهى صوره نقياً كنقاء الإسلام.

إنه صراع يمتد بطول الكرة الأرضية وعرضها حتى في محاضن الإسلام وعواصم المسلمين ، فقد راينا كيف قننت حكومة تونس ورئيسها ضرورة السفور والتعري ، وكيف يسخر العلمانيون الممالئون للنازيين و"الديغوليين" من حجاب نسائنا، لكن وكما يقولون: "الشمس ما بتتغطى بغربال" ، فشمس الحجاب ساطعة رغم غيومهم الملبدة للأجواء، وها هي مروة الشربيني تقدم أغلى ما عندها في معركة الحجاب، وكان لشرفها ورفعة شأنها أن تكون قضيتها في أروقة محكمة وليست في الشارع ، لنرى صورة مروعة من صور التآمر في ظل القانون وحارس القانون ، ولنرى صورة أخرى، هي صورة مروة بضياء روحها ترتفع إلى ربها بائعة خير ما فيها لله دون التنازل عن عفتها وشرفها، وكأني ولا أتألى على الله ، لكن بحسن ظني فيه سبحانه قد جاء رده على هذا البيع ... "ربح البيع يا مروة"  فقد قالها من قبل نبي الله لمن افتدى دينه بكل ماله وهاجر إلى الله ليلقاه النبي الإنسان بالبشرى "ربح البيع أبا يحي" فكانت هذه خيراً له من الدنيا وما فيها ، واليوم وقد باعت مروة روحها لله من أجل حجابها، فما يكون أكبر من هذه التضحية إلا الأمل بالله سبحانه أن يبشرها "ربح البيع يا مروة" .. أجل ربح البيع يا مروة ويا أخوات مروة ... إن كان الحجاب لله ...

ــــــــــــ

المصدر : موقع قضايا عربية

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ