ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 27/05/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المشروع الصهيوني في لبنان لم يتغير منذ نصف قرن

محمد سيف الدولة

Seif_eldawla@hotmail.com

ما زلنا مع محاضرة وزير الامن الداخلى الصهيونى التى القاها فى معهد ابحاث الامن القومى الاسرائيلى ، والتى تناول فيها استراتيجية اسرائيل فى سبعة ساحات اقليمية . تناولنا منها فى موضوعات سابقة كل من مصر والسودان والعراق . واليوم نتناول الساحة اللبنانية

وكان اهم ما جاء فيها :

 ان لبنان تمثل التحدى الاكبر لاسرائيل ، وعلى الاخص حزب الله .

 والحرب الاخيرة عام 2006 لم تحقق الهدف الاستراتيجى الاسرائيلى هناك وهو خلق بيئة تصالحية ، على غرار ما حدث عقب حرب 1982

 ولكن سيظل خيار القوة مطروحا لتكرار ما حدث عندما تحين اللحظة المناسبة

 والى هذا الحين فان الخيار المطروح الان هو العمل على اضطراب لبنان والابقاء على الخلافات بين المكونات السياسية والطائفية والمذهبية فيه

 ولاسرائيل خبرات طويلة فى هذا المجال :

 فلقد نجحت سابقا فى خلق بيئة معادية للمنظمات الفلسطينية هناك ، مما ادى الى الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975

 ولقد نجحت فى تكرار التجربة مع سوريا مؤخرا ، فنجحت فى خلق بيئة معادية للوجود السورى هناك

 وبفضل الجهود الامنية والمخابراتية الاسرائيلية داخل لبنان ، بالاضافة الى الجهود السياسية فى المحافل الدولية والامريكية والفرنسية ، نجحت فى اجبار السوريين على الانسحاب من لبنان .

 وبعد حرب 2006 نجحت كذلك فى خلق بيئة داخلية معادية لحزب الله تستنزف قواه

 وتعمل اسرائيل مع الولايات المتحدة يدا بيد لإختراق الساحة اللبنانية وزرع الإختلالات فيها مما يعمق النزاعات السياسية والمذهبية والطائفية وقطع الطريق أمام تحقيق توافق فعلى

* * * * * *

وقبل ان نعرض نص المحاضرة ، نراجع معا ما جاء فى وثيقتين صهيونيتين قديمتين حول لبنان :

 الوثيقة الاولى هى جزء من رسالة بعث بها ديفيد بن جوريون الى موشى شاريت فى فبراير عام 1954 ، اى بعد قيام دولة الكيان بـ 6 سنوات فقط ، حيث لم تكن هناك مقاومة لبنانية ولم يكن هناك حزب الله ، ولم تكن هناك قوات فلسطينية او سورية فى لبنان ، وقد جاء فيها :

" من الواضح أن لبنان هى أضعف حلقة فى سلسلة الجامعة العربية.. فالاغلبية المسيحية فى لبنان ، لها تقاليد وحضارة تختلف كلية عن تقاليد وحضارة باقى بلاد الجامعة العربية

وإنشاء دولة مسيحية هنا هو شئ طبيعى له جذور تاريخية , وسيلقى تأييد قوى كبيرة فى العالم المسيحى سواء الكاثوليكى أو البروتستانتى . وهذا الأمر لا يكاد يكون فى حيز الإمكان فى الأيام الهادئة , أولا ـ لغياب المبادرة والجرأة من جانب المسيحيين , ولكن فى وقت البلبلة والإضطراب والثورة أو الحرب الأهلية يتغير الوضع , فيقول الضعيف أنا بطل

ومن الجائز .. أن هذه الساعة هى الساعة المواتيه للعمل على إقامة دولة مسيحية بجوارنا , فبدون مبادرتنا ومساعدتنا الفعالة لن يتم الأمر . ويبدو لى أن هذه هى المهمة الرئيسية الآن أو على الأقل إحدى المهام الرئيسية لسياستنا الخارجية . ويجب بذل الإمكانات والوقت والجهد والعمل بجيمع السبل التى من شأنها أن تؤدى الى تغيير جذرى فى لبنان "

* * * * *

والوثيقة الثانية حول لبنان ايضا ، نشرتها مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982تحت عنوان " استراتيجية اسرائيل فى الثمانينات " ، بعد 28 عاما من الوثيقة الاولى ، وقبل 27 عاما من الآن . ونشرناها نحن بعنوان : "الوثيقة الصهيونية لتفتيت الامة العربية " ، وقد جاء فيها عن لبنان ما يلى :

" ان تفتيت لبنان الى خمس مقاطعات اقليمية يجب أن يكون سابقة لكل العالم العربى بما فى ذلك مصر وسوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية ... "

" فلبنان مقسمة ومنهارة اقتصاديا لكونها ليس بها سلطة موحدة ، بل خمس سلطات سيادية : مسيحية فى الشمال تؤيدها سوريا وتتزعمها اسرة فرنجيه ، وفى الشرق منطقة احتلال سورى مباشر ، وفى الوسط دولة مسيحية تسيطر عليها الكتائب ، والى الجنوب منها وحتى نهر الليطانى دولة لمنظمة التحرير الفلسطينية هى فى معظمها من الفلسطينيين ، ثم دولة الرائد سعد حداد من المسيحيين وحوالى نصف مليون من الشيعة "

* * * * *

نص المحاضرة فى 4 سبتمبر 2008

استهل ديختر حديثه بالإشارة الى أن الحرب اللبنانية الثانية 2006 لم تحقق الهدف الاستراتيجى المنشود فى خلق بيئة سليمة تصالحية تجاه إسرائيل على غرار ما أعقب حملة سلامة الجليل 1982 ووصف البيئة اللبنانية بأنها أكثر بيئة إقليمية تفرض التحدى الإستراتيجى على إسرائيل .

 بات معلوما أن التحدى الذي يشكله حزب الله . خطورة التحدى وتفاقم هذه الخطورة رغم ما أصاب حزب الله من ضرر وأذى خلال تلك الحرب يستدعى ويبرر استخدام كل الخيارات فى مواجهة هذا التحدى .

 والسؤال الذي طرحة ديختر على نفسه : " أى مستقبل ينتظر هذه الخيارات ثم ما حدود الحركة الإسرائيلية فى ضوء تعاظم تحدى حزب الله ؟"

 الإجابة قدمها ديختر على النحو التالى :

 خيار القوة: بعد أن جربنا خيار القوة لحسم خطر وتحدى حزب الله عام 2006 لا يعنى أبدا أننا سنطوى صفحة هذا الخيار لأننا لم ننجح فى جولة لابد أن تعقبها جولات لكن الجولات الجديدة جب أن تدار وفق وضوح الهدف والتصميم على تحقيقه ووفق الكفاءة على مختلف المستويات لدى القيادة السياسية والعسكرية .

 نحن نقوم بكل ما تتطلبه تلك المواجهة على الجبهتين العسكرية والمدنية وستظل هذه الإجراءات والاستعدادات تتخذ بوتيرة عالية الى أن نحين الساعة المناسبة .

 خيار العمل على اضطراب الساحة اللبنانية والإبقاء على الخلافات بين المكونات السياسية والطائفية والمذهبية فى لبنان . هنا سوف يتحدث ديختر عن أن لإسرائيل تجربة طويلة فى التعامل مع هذه الساحة بمختلف الخيارات . من أهم عناوين هذه التجربة :

 جهود ناجحة فى مختلف المستويات السياسية والأمنية والاستخباراتيه لخلق بيئة معادية للمنظمات الفلسطينية توجت فى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 . أورد ديخترمعلومات عن الدور الإسرائيلى بتنسيق سياسى وأمنى مع قوى لبنانية عبر تزويدها بالسلاح بموافقة رئيس الوزراء آنذاك اسحق رابين ووزير الدفاع شيمون بيرتس وضخ الأموال الى تلك العناصر , وإقامة بنية استخباراتيه فى معظم المناطق اللبنانية .

 يستطرد ديختر قائلا : ( ثمة من لا يعرف أن المجهودات الإسرائيلية الأمنية والإستخباراتيه فى داخل لبنان والسياسية فى المحافل الدولية والأمريكية والفرنسية هى التى أجبرت السوريين على الإنسحاب من لبنان مكرهين لأنها ولدت بيئة لبنانية عدائية منافية للوجود السورى وللعلاقة مع سوريا لن تتوقف تداعياتها السلبية عند فترة زمنية محدودة) .

 و جهود إسرائيلية سبقت وأعقبت الحرب الثانية على لبنان 2006 لخلق بيئة معادية ومحاصرة ومستنزفة لقوة حزب الله السياسية والعسكرية والنفسية

 هنا راح ديختر يؤكد أن الحرب ضد حزب الله لم تتوقف بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار بل استمرت ولكن من خلال خيارات ووسائل وأساليب أخرى . إسرائيل ـ كما يقول ـ كان عليها أن تستعيد حركتها وأن تعيد لنفسها زمام المبادرة . ديختر أمسك عن الخوض فى التفاصيل مبررا ذلك أن المجهودات الإسرائيلية الحالية فى لبنان هى إمتداد للمجهودات السابقة ولكى تحقق هذه المجهودات النتائج المرجوة علينا أن نبقى على تفاصيل ما قمنا به ضمن الأسرار العليا للدولة طالما أن المواجهة على هذه الساحة لم تحسم

 ومما قاله ( لابد أن أشير الى أنى أتحمل المسئولية الكبرى فى الحفاظ على الأسرار الإسرائيلية وقد سبق لى أن حذرت وسائل الإعلام بل كشفت الوزراء وأعضاء الكنيست الذين يسربون معلومات واعتبرتهم بأنهم لا يقلون خطرا عن الإرهابيين والمخربين لأن كشف هذه الأسرار يخدم أعداء إسرائيل).

لابد أن نذكر أن ديختر ورغم حرصه على كتمان أسرار الدولة ـ كما يدعى ـ تسربت من بين كلمات ومضمون المحاضرة أمور لا تخفى عن العين الراصدة والعقل المستوعب لكل واردة وشاردة .

 من هذه الأمور أن إسرائيل تعمل وبالتعاون مع الولايات المتحدة على تعظيم قدرة البيئة المعادية لحزب الله وسوريا , وإيران فى لبنان لتكون قادرة على شن حروب استنزاف صغيرة تتسع وتتصاعد الى مستوى إرباكيه وخلخلاته على الساحة اللبنانية لأن هذا خيار من الخيارات المهمة والوسائل الفعالة التى نمارسها ضمن حركتنا فى الساحة اللبنانية .

 نحن والولايات المتحدة نقيم تشكيلات ومعسكرات من فرق مختلفة يجمعها هدف واحد معنا ومع الولايات المتحدة , وهو التخلص من خطر حزب الله .

 وفى هذا الخصوص أذكر أمرا مهما وهو أن حركتنا فى الجوانب الخلفية فى الحرب السرية كخيار وكوسيلة من وسائل الحرب ضد حزب الله تسير بتسارع وتيرة الخيارات الأخرى .

ثم فى ختام حديثه عن خيارات إسرائيل فى الساحة اللبنانية أشار إلى :

القوة العسكرية ستبقى الخيار الأكثر استخداما إذا كانت الخيارات الأخرى عاجزة عن تحقيق الهدف الإسرائيلى . لم يحاول ديختر أن يحدد سقفا زمنيا للإلتجاء الى هذا الخيار لعلاقة هذا الأمر بالأسرار الأمنية والعسكرية .

 إن إسرائيل تجرب خيارات أخرى بالعمل مع الولايات المتحدة يدا بيد لإختراق الساحة اللبنانية وزرع الإختلالات فيها مما يعمق النزاعات السياسية والمذهبية والطائفية وقطع الطريق أمام تحقيق توافق فعلى .

 لقد تحدث ديختر عن وجود معسكرين تتطلب عودتهما وتعظيم قوتهما فى لبنان استعدادا للدخول فى مواجهة حاسمة إضافة الى مجهودات استخبارية إسرائيلية تعمد عدم الحديث عنها والبوح بالأسرار .

ـــــــــ

المصدر : مركز الحوار العربي 23 - 5 - 2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ