ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/09/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أميركا وفضيحة عصابة الخمسة!

عمار التقي

رغم النفي الاسرائيلي المتكرر وكذلك لجنة العلاقات الاميركية ـ الاسرائيلية (ايباك)، كبرى المنظمات الصهيونية في اميركا، الضلوع في عمليات تجسس على الولايات المتحدة الاميركية بحجة أن العلاقة الوثيقة التي تربط تل أبيب وواشنطن في غنى عن مثل هذه الأفعال! الا أن ما كشف عنه مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) العام الماضي حول فضيحة تجسس (من العيار الثقيل) تورط فيها أحد العاملين بوزارة الدفاع الاميركية لصالح اسرائيل، يدحض بالدليل القاطع الدعاوى الاسرائيلية المتكررة لنفي أي محاولة تجسس على حليفها الاستراتيجي الولايات المتحدة!

تعود القضية الى منتصف العام 2003 أثناء الفترة الرئاسية الأولى لادارة الرئيس جورج بوش عندما أسفـرت التحقيقات التي أجراها مكتب الـ (أف بي آي) عن تورط لاري فرانكلين محلل نظم المعلومات في مكتب وزير الدفاع رونالد رامسفيلد بنقل معلومات في غاية السرية الى عضوين بارزين في منظمة ايباك (ستيفن روسن وكيست وايزمان) والمستشار السياسي في السفارة الاسرائيلية لدى واشنطن ناور غيلون حول النشاطات العسكرية الاميركية قبل غزو العراق ومعلومات سرية تتعلق بعدد من دول منطقة الخليج والشرق الأوسط, الا أن أهم المعلومات التي سربها فرانكلين للاسرائيليين كانت تتعلق بايران وببرنامجها النووي بالاضافة الى تفاصيل دقيقة حول النقاشات التي دارت على أعلى مستوى داخل الادارة الأميركية حول السياسة الواجب اتباعها ازاء طهران، وذلك بحكم حصول فرانكلين على تصريح خاص يسمح له بالاطلاع على المعلومات السرية والحساسة المرتبطة بقضايا منطقة الشرق الأوسط وقضايا الأمن العالمي, فقد كان فرانكلين صاحب الدور الأبرز في تحريض الادارة الأميركية ضد ايران ومعروفا بتوجهاته المتشددة ضد الجمهورية الاسلامية وكان يميل دوما الى استخدام العنف مع طهران والسعي نحو تغيير حكومتها الاسلامية حتى اعتبر انه «العقل المدبر» وراء استهداف ايران كونه المتخصص الأبرز في الشأن الايراني.

وقد أدى كشف المستور في هذه القضية الى تقدير حقيقة المساعي الاسرائيلية للنيل من الجمهورية الاسلامية من خلال سعيها الدؤوب الى فرض الخيار العسكري على الادارة الأميركية تجاه طهران لمنعها من تطوير برنامجها النووي, وبالفعل استطاعت اسرائيل من خلال نفوذها المتغلغل داخل الولايات المتحدة عبر منظمة «ايباك» وكذلك عبر نفوذها الممتد داخل الادارة الأميركية، وبناء على المعلومات السرية التي سربها فرانكلين، استطاعت اسرائيل العمل على تقليص الخيارات الأميركية تجاه ايران، إذ كانت تلك الخيارات تتلخص في ثلاثة اتجاهات أساسية أصرت العناصر الموالية لاسرائيل في البنتاغون على وأد الخيارين الأول والثاني منها، وهذه الخيارات هي: التوصل لاتفاق مع ايران تتحسن بمقتضاه العلاقات الثنائية، اخراج ايران من العملية النووية على نسق النموذج الليبي بالتوصل الى اتفاق مع طهران مع السماح لها بالاستمرار في تجاربها النووية السلمية، ومنعها من انتاج وقود نووي واخضاع مفاعلاتها للرقابة، أما الخيار الثالث فهو الخيار العسكري الرامي الى تدمير المفاعل النووي لايران حسب ما جاء في «الخليج» الاماراتية في 5/12/2004.

ولا تعتبر هذه الفضيحة الأولى من نوعها التي تقوم بها اسرائيل تجاه «توأم روحها» الولايات المتحدة، بل ان التاريخ خلال ربع القرن الماضي كان خير شاهد على المحاولات الاسرائيلية المتكررة للتجسس على أميركا! ففي بداية الثمانينات تم ضبط أحد كبار الموظفين في لجنة الاستخبارات التابعة للكونغرس بالتجسس لصالح اسرائيل واتهامه بإفشاء معلومات سرية حول ما كان يدور من مناقشات ومداولات خصوصا في جلسات الاستماع، الى احد كبار الضباط الاسرائيليين, بعد ذلك جاءت فضيحة الجاسوس الشهير جونثان بولارد محلل نظم المعلومات في البحرية الأميركية الذي دين بتصوير نسخة من الوثائق السرية للبنتاغون ومن ثم تسريبها الى السفارة الاسرائيلية لدى واشنطن، وهي الفضيحة التي وصفت آنذاك بأنها أخطر وأكبر عملية تجسس فردي في تاريخ الولايات المتحدة، الأمر الذي تسبب بأزمة غير مسبوقة في العلاقة بين تل أبيب وواشنطن. وبالعودة من جديد الى موضوع فضيحة الجاسوس فرانكلين، والتي وصفت قضيته بأنها أكبر وأعقد عملية تجسس تقوم بها اسرائيل ضد الولايات المتحدة منذ قضية بولارد، فقد دخلت القضية مرحلة جديدة وذلك بعد توجيه القضاء الأميركي اتهامات رسمية الى لاري فرانكلين واثنين من كبار أعضاء «ايباك» على أن يقدموا الى المحاكمة في شهر سبتمبر المقبل بتهمة التخابر مع دولة أجنبية وهي تهمة تتراوح عقوبتها ما بين عشر سنوات الى 45 سنة! أما المفاجأة التي تضمنتها نتائج التحقيقات الجديدة التي أجراها مكتب التحقيقات (أف بي آي) والتي وردت ضمن لائحة الاتهام الرسمية للقضاء الأميركي، والتي عكست حقيقة التغلغل الصهيوني داخل الادارة الأميركية، «هي ضلوع السفير الأميركي السابق في لبنان والنائب الحالي للسفير الأميركي في بغداد وأحد كبار المسؤولين في الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد بالتجسس لصالح اسرائيل» (النيويورك تايمز 18/8/2005)! حيث تضمنت لائحة الاتهام، بأنه (أي ساترفيلد) قد قدم معلومات سرية حول ملف ايران النووي للمدير السابق لشؤون السياسة الخارجية للجنة الشؤون العامة في منظمة «ايباك» وذلك أثناء شغله منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط. وفي حال كانت صحيحة المعلومات التي نقلتها «النيويورك تايمز» وتم توجيه الاتهام رسميا الى ساترفيلد بتهمة التجسس، تكون قضية (وفضيحة) شبكة التجسس الاسرائيلية (ساترفيلد، فرانكلين، روسن، وايزمان، غيلون) قد دخلت مرحلة جديدة وحساسة من المتوقع أن تؤثر سلبا على العلاقة الخاصة بين واشنطن وتل أبيب.

ويبقى لنا أن نتساءل: لماذا تسعى اسرائيل الى التجسس على الولايات المتحدة وهي الشريك الاستراتيجي لها؟ وهل ستبدأ الولايات المتحدة بتغيير سياستها نحو اسرائيل بعد تكرار حوادث التجسس؟ واذا كانت اسرائيل وهي الحليف الاستراتيجي والطفل المدلل للولايات المتحدة تتجسس على «ولي نعمتها»، فهل لنا أن نتصور حجم وحقيقة المساعي الاسرائيلية من اجل التجسس على بلداننا العربية والاسلامية؟!

الرأي العام الكويتية 25/8/2005

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ