ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  18/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


القدس في الشعر الإنكليزي قديماً وحديثاً:

رمز غير جغرافي للأرض الموعودة

ترجمة وتقديم: د. إبراهيم علوش

ذكرت عدة مواقع "إسرائيلية" على الإنترنت في 10/3/2009 أن جزءاً من إبريق خمر فخاري كتب عليه شيء من رباعيات عمر الخيام باللغة الفارسية قد تم اكتشافه في الحفريات المكثفة في شهر آذار 2009 في القدس القديمة.  وقد ذكرت تلك المواقع أن الإبريق يعود إما للقرن الثاني عشر أو الثالث عشر ميلادي، وهي الفترة التي وقعت القدس خلال معظمها تحت الاحتلال الإفرنجي.  فماذا كان يفعل الإبريق الفارسي في القدس القديمة؟  هل اشتراه من تجار القوافل أحد أثرياء السكان العرب الأصليين؟  أم أن المحتلين الفرنجة كانوا يشربون الخمر بأباريق فارسية في القدس العربية المحتلة؟!

ويقول مقطع رباعيات الخيام المخطوطة بالفارسية على عنق الإبريق الأخضر والأسود الموشى بالأزهار ما مؤداه بالعربية: "عنق جرة، التف جمرة، كعناق حبيبٍ، يتوسل مرة".

ويمكن إيجاد صورة عنق الإبريق الفارسي المذكور على الرابط التالي:

http://www.jerusalem.com/discover/article_478/ Persian-love- poem-found-on-Jerusalem- pottery

وقد ردد مظفر النواب يوماً: "أقسمت بأعناق أباريق الخمر وما في الكأس من السم وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري..."، وكان ذلك في "ترانيمه الليلية" التي أذاع شهرتها مقطع "القدس عروس عروبتكم... فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها؟"... لكن عنق هذا الإبريق الفارسي المندس كزناة الليل في حجر القدس العربية المحتلة في القرن الثاني عشر ذاعت شهرته أيضاً عبر ثلة من المواقع "الإسرائيلية" على الإنترنت. فللقدس وكل ما يتعلق بها مكانة خاصة في الغرب والشرق على حدٍ سواء...

لهذا نظم الشعراء الإنكليز مثلاً قصائد شتى عن القدس قديماً وحديثاً.  نترجم منها هنا قصيدة للشاعر الإنكليزي وليم بلايك William Blake عنوانها "القدس" من العام 1804، وهي بالأساس مقدمة لقصيدة أكبر، أو لديوان ملحمي بعنوان "ملتون" Milton، وقد تم تلحينها للمرة الأولى عام 1916، قبيل وعد بلفور بعام، من قبل الموسيقار هيوبرت باري   Hubert Parry، وبالطبع هنا اختلف السياق السياسي والتاريخي ولم تعد القدس مجرد فكرة رمزية لإنسانية متحررة من المطامع التجارية والحرب، كما في العام 1804.  ومنذ العام 1916 تم تلحين قصيدة "القدس" لوليم بلايك من قبل ملحنين آخرين أيضاً.

كما نترجم هنا قصيدة حديثة بالمقارنة (منشورة في العام 1991) للمغني المعروف ستينغ Sting، وهو كاتب أغاني أيضاً، واسمه الحقيقي غوردن سمنر Gordon Sumner، من المعروف أنه من الفنانين المنخرطين في النشاط السياسي في قضايا بيئة وحقوق إنسان وما شابه.   وهو شاعر وملحن أيضاً، وكلمات أغانيه كثيراً ما تحمل نفساً أدبياً راقياً، وبنية متينة واثقة لغوياً تعكس خلفيته كأستاذ للإنكليزية في المدارس البريطانية.  لكنه كثيراً ما أدخل الأدوات الموسيقية الشرقية على موسيقاه، ومن أغانيه المشهورة "وردة الصحراء" عام 2000 وهي عن امرأة عربية، وهو يغنيها مع مطرب الراي الجزائري الشب مامي بالعربية والإنكليزية.  أما قصيدة ستينغ عن القدس أدناه فمن ألبومه الصادر في 22/1/1991 بعنوان "أقفاص الروح".  وعنوان تلك القصيدة عن القدس: "أجن بك...".   ومرة أخرى ترى القدس هنا عنواناً غير جغرافي لأرضٍ موعودةٍ بتحرر الإنسان... للجنة على الأرض.  فالقدس إذن ليست مجرد تلك البقعة الجغرافية الموجودة في أرض كنعان منذ سحيق الزمان، بل هي عنوان الوطن المفقود لكل معذبي الأرض، وهي حلم الانعتاق، واحتلالها اعتقالٌ لذلك الحلم، وتحريرها منطلق تحقيقه.

قصيدة ستينغ "أجن بك..." (1991):

على مرمى حجر من القدس

سرت ميلاً وحيداً تحت ضوء القمر

ومع أن مليون نجمة كانت تستطع في السماء،

بقي قلبي مضيعاً على كوكبٍ بعيد

كوكبٍ دائمِ الدوران حول قمر نيسان

ويغيب معه في قوس حزنٍ

أنا ضائعٌ بدونك... أنا ضائعٌ بدونك

ومع أن كل ممالكي تندثر رمالاً

وتسقط في البحر،

أنا ضائعٌ بدونك... أنا ضائعٌ بدونك.

من الوديان المنعزلة المعتمة

سمعت أغاني الحزن القديمة

لكن في كل خطوة أخطوها كنت أفكر بك

وكل نجمة ذرة رمل...

فتلك رواسبُ محيطٍ جفت مياهه

قولي لي، إلى متى بعد؟ إلى متى؟

زعموا أن مدينةً تقع في الصحراء

خيلاء ملك قديم

لكن ها هي المدينة تقع حطاماً

حيث تعوي الريح وتغني العقبان..

تلك أعمال الإنسان

تلك خلاصة طموحنا

وستصبح حياتي سجناً

لو بتِ زوجة أخر

وكل سجنٍ يعصف به الغبار

إذ يسير أعدائي أحراراً

أجن بكِ... أجن بكِ.

لم أشعر بالوحدة في حياتي

أكثر مما أشعر بها الآن.

ومع أني أعلن سلطاني على كل ما أراه

فإن ذلك لا يعني لي شيئاً

فليس هناك انتصارات

في كل تواريخنا، بلا حب.

 (انتهى، ونترك للقارئ أن يقرر إن كان ستينع قد تعامل مع القدس بشكل رمزي إنساني أم أن الرمزية كانت غلافاً لموقف سياسي محابي للحق العربي في القدس هنا والآن...).

أما لو أردنا بعداً سياسياً مباشراً في طريقة تعامل شاعر بريطاني مع القدس، فلدينا قصيدة الشاعر جيمس فنتون James Fenton عن القدس، وهي تتقمص موقفاً وسطياً منافقاً  يدين رفض "طرفي النزاع" القبول بالمساومة حول القدس...  ولن نترجمها كاملة هنا، بل نترجم مطلعها.  وهي تمثل موقفاً محايداً في المظهر، ومتحيز في المضمون، فمطالبة المالك الحقيقي واللص بالقبول باقتسام الأرض هو موقف ليبرالي في الشكل فقط... لكن تمرير مثل هذه المواقف المنحطة والسخيفة لا يتم بدون أدوات فنية وإعلامية جيدة.  فالأداة الفنية لها منطقها المستقل عن المضمون، لكن الجمال الفني لا يكتمل في النهاية إلا بتكامل الشكل والمضمون...

مقتطف من قصيدة جيمس فنتون "القدس" 2006:

حجرٌ يبكي لحجر

قلبٌ لقلبٍ، قلبٌ لحجر،

والتحقيق لن يموت

لأن لا مدينة سرمدية

ولا رحمة

وليس هناك شيءٌ تحت السماء

لا قوس قزح ولا ضمان

وليس هناك عهدٌ بيني وبين إلهك!

إنه رائعٌ في الجو.

المعاناة في كل مكان،

وكلٌ يلبس معاناته كجلد.

تاريخي يبعث على الفخر،

تاريخي ممنوع.

ذلكم هو الحوض الذي خرجت منه كل الحروب،

الضحك المنبعث من السيارة المصفحة.

هذا هو الرجل الذي لا يستطيع أن يصدق أنك أنت.

 

قصيدة وليم بلايك "القدس" (1804):

وهل سارت تلك الأقدام في زمنٍ قديم

على جبال إنكلترا الخضراء؟

وهل شوهد "حمل الله" (أحد أسماء سيدنا عيسى)

في مروج إنكلترا الساحرة؟

وهل أشرق وجه الله عز وجل،

على هضابنا الغائمة؟

وهل شيدت القدس هنا

بين تلك المصانع الشيطانية؟

أحضر لي قوسي المصنوع من الذهب المشتعل..

أحضر لي سهامي المصنوعة من الرغبة..

أحضر لي رمحي: يا غيوم انفضي!

أحضر لي عربتي الحربية المصنوعة من نار!

أنا لن أتوقف عن قتالي الذهني،

ولن ينام السيف في يدي

حتى نبني القدس

على أرض إنكلترا الخضراء والساحرة.

ــــــــــ

المصدر : العرب اليوم 14/4/2009

http://www.alarabalyawm.net/pages.php?news_id=154891

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ