ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  02/04/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


للكبار حسابات أخرى

فهمي هويدي

الغياب المصري عن قمة الدوحة صدم كثيرين وحيّر آخرين. ليس فقط لأن الأسباب التي تحدّثت عنها بعض الصحف المصرية بدت غير مقنعة، ولكن أيضا لأن غياب «الشقيقة الكبرى» تم في الوقت الذي يتحدّث فيه الجميع عن «المصالحة العربية»، حتى ذهب التفاؤل بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حدّا جعله يعلن في وقت سابق أن الخلافات العربية «دُفنت».

وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة، فسوف نجد أن جسور التفاهم والصفاء امتدت بصورة نسبية بين سورية والسعودية وقطر وليبيا، لكن تلك الجسور مازالت قاصرة عن تحقيق نفس القدر من الصفاء بين القاهرة ودمشق، وبينها وبين قطر، وهو ما ترتب عليه مقاطعة الرئيس مبارك للقمة العربية في دمشق التي عقدت خلال الصيف الماضي، ومقاطعته وسعيه لإفشال القمة التي دعت إليها الدوحة بعد العدوان الإسرائيلي في غزة.

وإذا صحّت التقارير التي أذيعت أخيرا، فإن الرئيس مبارك أبدى تحفظا على مشاركة قطر في القمة الرباعية التي دعت إليها السعودية وعُقدت بالرياض في أوائل مارس الماضي. ولم يحضر وزير الخارجية المصري مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سبق قمة الدوحة الأخيرة، كما لم يحضر وزير التجارة المصري اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي انعقد بالعاصمة القطرية في ذات الوقت. وغياب الرئيس المصري عن القمة العربية أدى إلى غيابه عن القمة العربية اللاتينية التي عُقدت مباشرة بعد القمة العربية.

هذا الغياب المصري المتكرر عن أكثر من محفل عربي مهم، خلف فراغا شغله آخرون، وأعطى انطباعا للمعنيين بأمر العمل العربي المشترك، بأنه ينبغى عليهم أن يتكيفوا مع هذا الوضع، بحيث يواصلون السير في غياب مصر. التي ما برحت تتحدث في بعض المحافل عن دورها «الريادي» في العالم العربي.

غياب الرئيس المصري عن قمة الدوحة لم يقدّم له أي تفسير رسمي، باستثناء ما قاله السفير حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية من أن الذين يخاطبون مصر باعتبارها «الشقيقة الكبرى» عليهم أن يخاطبوها بصورة تتناسب مع الاحترام الواجب لمقامها.

وهو ما أعطى انطباعا بأن مصر الرسمية مستاءة من أسلوب تعامل الدوحة معها. وهو المعنى الذي عبّرت عنه اجتهادات متعددة ظهرت في الصحف القومية، تحدّثت عن تخطي قطر لمصر في عدة ملفات، يتقدّمها الملفان الفلسطيني والسوداني، كما تحدّثت عن دور قناة «الجزيرة» والآراء الناقدة للسياسة المصرية التي تبثها على ألسنة ضيوفها، خصوصا تلك التي صدرت أثناء العدوان على غزة، وسببت ضيقا وإحراجا شديدين لمصر.

هناك أيضا من أشار إلى استضافة قطر للدكتور سعدالدين إبراهيم الذي لا يكف عن التنديد بالسياسة المصرية حيثما ذهب.

قلت لأحد الديبلوماسيين المخضرمين: إن مثل هذه الأسباب ـ إذا صحت ـ فلا ينبغي أن تمنع دولة كبيرة بحجم مصر من حضور القمة العربية، وأن الكبار حقا ينبغي أن يستعلوا فوق الأمور الفرعية والصغيرة، بحيث ينطلقون في مواقفهم من تقديرهم للمصالح الإستراتيجية العليا لبلادهم. وهو ما يذكرنا بحكاية الشارع في طهران، الذي مازالت اللافتة المعلقة عليه من أسباب تعطيل «تطبيع العلاقات» بين مصر وإيران. حينئذ رد علىّ صاحبنا قائلا: إن بعض المحللين يقعون في الخطأ حين يبحثون عن أسباب موضوعية للتوتر الحاصل بين الزعماء العرب. في حين أن الأسباب الشخصية، التي من بينها عدم «الاستلطاف»، قد تكون فاعلة في توتير تلك العلاقات وربما قطعها.

وهو ما حدث في عهد الرئىس السادات الذي لم يتوافق مزاجه مع العقيد القذافي، فكان ذلك سببا لقطع العلاقات بين البلدين لمدة تجاوزت عشر سنوات، وحين سألته عما إذا كان ذلك حاصلا الآن مع قطر، قال: إنه خارج الصورة ولا يعرف، ولا يريد أن يصدق أن ثمة سببا موضوعيا للخلاف ين مصر وقطر.

ــــــــــــ

المصدر : صحيفة الرؤية الكويتيه – 1/4/2009

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ