ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 28/08/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الصحافة الإسرائيلية تثيرها مجدداً مع زيارة بوتين

القصة الكاملة لأزمة الصواريخ الروسية إلى سوريا

* ترجمة و اعداد : دار الجليل.

*واشنطن تهدد بفرض عقوبات على موسكو و تل أبيب تحذر من وصول الصواريخ إلى حزب الله .

*روسيا تسعى للحصول على المال فقط... و ارتفاع أسعار النفط مكن سوريا من التفاوض على الصفقة.

*شتاينتس: دمشق تسعى للحصول على طرازين من الصواريخ الأول عادي و الآخر نوعي.

*يوآف بيران: حجج إسرائيل لرفض العروض السورية تعارض مع السعي نحو السلام.

 

عشية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إسرائيل أثارت الحكومة الإسرائيلية و وسائل الإعلام العبرية مجدداً قضية صفقة الصواريخ الروسية إلى سوريا داعية بوتين الى إلغائها لكن الأخير استبق زيارته بالتلميح أن الصفقة وقعت و لا مجال للتراجع عنها و لا نعرف ما إذا كان بوتين يقصد ما يقول تماماً أم أنه يسعى لرفع الثمن الذي يمكن لإسرائيل و من خلفها الولايات المتحدة دفعه مقابل إلغاء الصفقة لكن من غير المستبعد أن تكون إسرائيل التي تملك ترسانة عسكرية ضخمة قد سلمت بالصفقة كونها دفاعية بحتة، لكن الدولة العبرية و أمريكا معنيتان أساساً في منع عودة النفوذ الروسي إلى المنطقة و العالم العربي و هذا هو بيت القصيد في كل الحملة الإسرائيلية الأمريكية.

فقد كانت إسرائيل قد أثارت زوبعة و شت حملة شعواء عند الكشف عن صفقة الصواريخ الروسية إلى سورية مع الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس السوري بشاد الأسد الى موسكو منذ توليه مهام منصبه و هي الزيارة دون ضجة بهدف التشويش عليها و تخريبها و لم يكن أفضل من قصة شراء السلام وسيلة للتشويش والتخريب.

فما أن أعلن عن الزيارة و موعدها حتى ثارت زوبعة حول رغبة في الحصول على صفقة صواريخ من نوع ( اسكندر – أ ) الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على حد سواء و على الرغم من النفي السوري لصفقة الصواريخ الروسية إلا أن معلومات نقلت عبر مصادر دبلوماسية غربية تفيد بأن دمشق مصرة على شرء صواريخ من نوع ( اسكندر – أ) المضادة للطائرات و التي ترى فيها دمشق أهمية إستراتيجية لحماية العاصمة السورية من أي هجمات يقوم بها الطيران الإسرائيلي خاصة بعد الاخترق و الذي قام به هذا الطيران أوائل العام الماضي، و ضربه لمنطقة عين الصاحب القريبة من دمشق، و قالت المصادر أن دمشق تولي أهمية خاصة لامتلاك هذه الصواريخ التي تمكن سلاح الدفاع الجوي من التصدي للطائرات الإسرائيلية قبيل دخولها الأجواء السورية.

وسواء كانت أنباء الصفقة صحيحة أم لا فإن إسرائيل ما كانت لتفوت فرصة كهذه لزيادة الضغط على دمشق و التهرب في الوقت نفسه من دعوات السلام السورية التي وضعتها في موقف محرج.

فمنذ أعلن نبأ زيارة الأسد شرعت الصحف العبرية تحدث عن أزمة حادة بين إسرائيل وروسيا تهدد مجمل العلاقات بينها بسبب الصفقة و لم تتوقف الحملة المكثفة عند إسرئيل فشاركت الولايات المتحدة فيها بقوة سياسياً و إعلامياً و هدد البيت الأبيض بفرض عقوبات على روسيا إذا لم تلغ الصفقة.

و كانت تلك الأزمة قد تصدرت اهتمامات وسائل الإعلام الإسرائيلية حيث أفردت لها الإذاعة و الصحف العبرية مساحات واسعة و ها هي تعود لتصدر الاهتمامات من جديد على خلفية زيارة بوتين و في هذا التقرير نورد مجمل ما قالته وسائل الإعلام العبرية من تعليقات و تحليلات و مقابلات حول صفقة الصواريخ، حيث نعيد التذكير بكل تفاصيل القضية التي من المرجح ستتصدر محادثات الرئيس الروسي مع المسؤولين الإسرائيليين، وفيما يلي نص الحلقة الأولى من هذا التقرير: -

ذكرت صحيفة يديعوت أحرنوت العبري في عددها الصادر يوم 13/1/2005، أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر طالب روسيا بعدم بيع صواريخ لسوريا، و يبدو أن صفقة الأسلحة الروسية – السورية تضم صواريخ كتف من طراز 18 وصواريخ أرض أرض من طراز اسكندر وقال باوتشر: السياسة الأمريكية واضحة جداً و هي أننا نعارض بيع أسلحة لسوريا و ضد بيع أي نوع من العتاد العسكري لها لأنها تدعم الإرهاب إننا نعتقد أن بيع سلاح كهذ ليس في محله، وروسيا تعلم أن هذه هي سياستنا أي رد من جهتنا يمكن أن يكون قد ندرس فرض عوبات وفق القانون الأمريكية".

إلى ذلك أعربت مصادر سياسية إسرائيلية، عن خشيتها الكبيرة من أنه إذا قامت روسيا بيع صواريخ كتف لسوريا فإن هذه الصواريخ قد تحصل عليها منظمة حزب الله اللبنانية و المنظمات الفلسطينية.

و أضافت المصادر: لا يمكن أن توافق إسرائيل على ان تملك سوريا صواريخ كهذه.

 صواريخ من هذا الطراز قد تستخدم كسلاح هجومي، التخوف هو أن سلاحاً كهذا قد يصل إلى حزب الله أو إلى أيدي التنظيمات الفلسطينية.

و كانت صحيفة روسية قد كشفت أن الأزمة الدبلوماسية الحادة التي اندلعت بين روسيا و إسرائيل مؤخراً مردها الى قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بيع صواريخ لسوريا.

و تطرق صحيفة كومرسانت، وهي إحدى الصحف الأكثر انتشاراً في روسيا يوم 12/1/2005، إلى الجوانب المختلفة للأزمة.

وبموجب تقرير الصحيفة فإن الخلاف بين البلدين مرده الى نوايا الكرملين التقويع في الـ24 من كانون الثاني على صفقة بيع أسلحة بين روسيا و سوريا، وسوف يحصل السوريون في اطار الصفقة على صواريخ روسية حدثة من نوع ( اسكندر) ويدور الحديث عن صواريخ يصل مداها الى 280 كيلو متراً، ويمكنها بلوغ الهدف في إسرائيل.

وتقول الصحيفة أن سوريا طلبت 18 صاروخاً من هذا الطراز، وربما تؤدي أزمة الصواريخ ليس إلى أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وروسيا فحسب، بل قد تتعدى ذلك إلى تغيير استراتيجي في ميزان القوى بين إسرائيل وسوريا.

و تفيد الصحيفة الروسية أن رئيس الحكومة، ارئيل شارون عقد قبل أسبوعين من ذلك جلسة خاصة لمناقشة الأزمة، و حضر اللقاء وزير الخارجية سيلفان شالوم رئيس هيئة الأركان العامة للجيش موشيه يعلون وقدة الاجهزة الانية ومستشار شؤون الأمن القومي، غيورا ايلاند وسفير إسرائيل لدى موسكو أركادي ميلمان.

يشار الى ان سوريا تمكل اليوم صواريخ يمكنها اصابة كل نقطة داخل سرائيل، تقريباً، لكن تلك الصواريخ هي صواريخ من نوع سكود، و هي قديمة تفقد من قدرتها تدريجياً، و هذا هو احد الأسباب التي جعلت دمشق تزود هذه الصواريخ برؤوس نووية و بيولوجية كي تحدث الكثير من الضرر حتى إذا لم تصب الأهداف.

 

* ارتفاع أسعار النفط مكن سوريا من التفاوض على صفقة الصواريخ.

و في تقرير آخر حول صفقة الصواريخ الرؤية قال راديو إسرائيل يوم 13/1/2005، أن ارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة هو الذي مكن سورية من التفاوض مع الروس حول إمكانية الصفقة نظراً لتوفر المال اللازم لاتمامها.

و أضاف المراسل: أن الخوف لدى إسرائيل يكمن في إمكانية وصول الصواريخ إلى أيدي حزب الله و من ثم تهديد الطائرت العمودية الإسرائيلية والطيران المدني، هذا رغم أن إسرائيل تأخذ بعين الاعتبار في عملها في جنوب لبنان و المناطق القريبة من الشمال أن يكون حزب الله قد تسلح بصواريخ من هذا القبيل.

و ذكر المراسل أن الجديد في هذه الصفقة هو استئناف بيع روسيا أسلحة من هذا القبيل إلى سورية بعد سنوات طويلة من التوقف.

 

   ستاينتس: سورية تسعى للحصول على نوعين من الصواريخ الاول عادي والآخر نوعي وأجرى راديو اسرائيل في اليوم نفسه الاتصال التالي مع رئيس لجنة الخارجية و الأمن في الكنيست يوفال شتاينتس.

*تفيد جهات أمنية أن صواريخ الكتف المتطورة من طراز ( اس- ايه – 18) التي ستبيعها روسيا لسورية لا تشكل تهديداً استراتيجياً إلى إسرائيل لكنها تهديد، فهل يوجد لدى إسرائيل رد ناجع تجاه هذه الصواريخ، لقد اقترحت اقامة سلاح صواريخ إسرائيلي؟؟

- لا، لقد اقترحت أن يكون استخدام الصواريخ من البحر و الأرض ليس فقط بالطائرت فهذه مسألة هجومية إن هذه الصواريخ التي يجري الحديث عنها هي بمثابة القفز نصف درجة فهو صاروخ خفيف مضاد للطائرات و هو محسن و هو أفضل من صواريخ ستريلا، و له مجال موسع وهو أضعف للاعتراض و التشويش لكنه ليس قفزة نوعية في ساحة القتال، و لكن تهديده الأساسي على طائرات الهليكوبتر و على الطيران المدني.

فهو قادر على اسقاط طائرات مدنية على مرتفعات أعلى مما تستطيع صواريخ ستريلا فعله، و هو صاروخ صغير، ويمكن القول أنه يباع بأنماط متعددة، لكنه في الأصل صاروخ كتف، و إذا ما وصل من سورية إلى المنظمات الموجودة في دمشق أو إلى حزب الله في لبنان.

فسوف يكون ذلك بمثابة قفزة نوعية على صعيد الإرهاب، ضدنا، و ليس على صعيد ميادين القتال.

 

*هل بإمكان حزب الله وفي هذه الحالة تعريض مسار الطيران المدين الإسرائيلي للخطر؟

- في شمال البلاد نعم، لكن حزب الله لا يعمل فقط في شمالي البلاد، فهو يقوم بعمليات تهريب أسلحة إلى المناطق المحتلة، كما أن سورية هي إحدى الدول المعروفة جداً في تقديم المساعدة للإرهاب.

 

*و هل هذا هو السبب الذي ستعمل الولايات المتحدة من األه لمنع هذه الصفقة؟

ج: من الجائز، بيد أن هناك صاروخاً آخر قد تمت الإشارة إليه، و هو صاروخ اسكندر و هو صاروخ أرض – أرض و الذي يعتبر بمثابة قفزة نوعية ليس على صعيد المدى، لأن مدى صواريخ سكاد من سورية و مصر يغطي كل دولة إسرائيل، بل هناك عاملان شديدا الأهمية يحولان الصاروخ إلى فعال ليس فقط ضد الجبهة الداخلية، بل أيضاً ضد الأهداف العسكرية و الصناعية الصغيرة: الأول: للدقة، و ذلك على عكس صواريخ سكاد التي تعتبر صواريخ ليست دقيقة أبداً.

فصاروخ الاسكندر هو صاروخ يوجه بجهاز جي بي اس، مما يجعل مستوى دقه تتراوح بين 10 – 20 متراً فقط أي أنه فعال ضد الأهداف العسكرية و تجمعات القوى، و مخازن الطوارئ و القيادات و قواعد الاستخبارات و هو يعطي للسوريين و لأول مرة إمكانية الهجوم إذا ما وصل الى أيديهم بدقة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية أما العامل الثاني فهو الصاروخ يدار بالوقود الصلب أي أن ذلك يعني أن لا ضرورة لملئه بالوقود في مرحلة الإعداد للإطلاق، و من ثم يجعل فترة الإنذار من الهجوم قصيرة جداً.

 

 *هل هناك انطباع بأن روسيا حاول العودة إلى الشرق الأوسط على غرار ما كان عليه الوضع على عهد الاتحاد السوفييتي.

- لا، حسب رأيي إن الأمر لا يعدو الرغبة في الحصول على المال، هذا إذا ما كانت سورية قادرة على الدفع، لذا يجب أن ننتظر و نرى خصوصاً و أنها مدانة للروس بمبالغ طائلة قديمة.

 

*لواء إسرائيلي متقاعد: الصواريخ لا تهددنا لكن خطورتها في وصولها إلى الإرهابيين.

كما أجرى راديو إسرائيل الاتصال التالي مع البروفيسور اسحق بن إسرائيل،  رئيس شعبة الدراسات الأمنية في جامعة تل أبيب ولواء متقاعد:

 

 *إلى أي حد يجب أن نكون قلقين بناء على المعلومات المتوفرة لديك حول صفقة الصواريخ السورية الروسية الآخذة بالتبلور ؟

- بالنسبة للصواريخ المضادة لطائرات يجب أن نكون دائماً قلقين نظراً لكون هذه الدولة معادية لنا، و هي تحصل على أسلحة جديدة، بيد أنه لم يحدث أي تغيير على صعيد المعايير.

و يجب ان نتذكر أن سورية لم تشر و لم تحصل على أية تجهيزات حربية حديثة، منذ أكثر من عشرين سنة والجيش السوري في وضع مزر جداً، و هو يجري صفقات لشراء أسلحة ليست أساسية.

 

 *لقد كتب رئيس الحكومة شارون رسالة بهذا الصدد إلى الرئيس بوتين و دخلت الولايات المتحدة أيضاً إلى الصورة؟

- إن السبب في ذلك يرجع إلى الخوف من وصول هذه الأسلحة إلى الإرهابيين و ليس لأنها تشكل تهديداً علينا.

 

*يقول الروس أن هذه الصواريخ ستركب على ظهر شاحنات و هو الأمر الذي يتيح الفرصة لرؤيتها عن بعد، و من ثم يمكن ضبط مسألة وصولها إلى أيدي الإرهابيين.

- آمل أن يحرصوا على ذلك حقاً، فقد شاهدنا في السابق، أنه و مقابل مبالغ مالية و أحياناً الفساد أدى إلى نقل أسلحة بصورة منظمة، و هذا يمكنه أن يحدث، و حتى لو وصلت إلى المنظمات فإن الأمر لا يعني حدوث تغيير في المعايير لأن الأمريكيين سبق أن زودوا المجاهدين في الباكستان بصواريخ كتف مضادة للطائرت و قد بيعت هذه الصواريخ إلى العديد من الجهات، و من الجائز أن تكون قد وصلت إلى الإرهابيين.

 

 *و ماذا بشأن صواريخ اسكندر؟؟

- لا أصدق أن الأمر يتعلق بصواريخ اسكندر، لأن بيعها يعتبر انتهاكاً لميثاق الحد من انتشار الصواريخ مع الولايات المتحدة،  و لا شك أن انتهاك الروس لها سيفتح عليه مشاكل جمة.

 

 *مدى الصواريخ اسكندر يصل إلى أقل من 300 كيلو متر و وزن الرأس الحربي أقل من خمسمائة كيلو جرام.

- المسألة لا تتعلق بالمدى و وزن الرأس الحربي بل بالمقدرة أي أنه لا يجوز بيع صواريخ تنتهك الاتفاقية آنفة الذكر.

 

*أسباب اندلاع الأزمة و أهداف جميع الأطراف.

صحيفة هآرتس العبرية أوردت في اليوم ذاته 13/1 تقريراً مطولاً أهم تفاصيل الأزمة و فيا يلي أهم ما جاء فيه: -

طلبت اسرائيل من روسيا بان لا تزود سوريا بالصواريخ من طراز اس أي /18 وكانت صفقة الأسلحة التي تم الاتفاق عليها غير أنه لم يتم التوقيع عليها و تنفيذها، قد كانت في الأسابيع الأخيرة في مركز الأزمة التي تشهدها العلاقات بين روسيا و إسرائيل، و هناك قلق في وزارة الدفاع من هذه الصفقة بين روسيا وسوريا التي تعتبر دولة معادية تستخدم الإرهاب ضد إسرائيل، وقالت مصادر سياسية إسرائيلية أن إسرائيل ستحاول احباط تزويد سوريا بالصواريخ غير أنها لن تحطم القواعد في العلاقات مع موسكو بسبب هذه الصفقة لأنه هناك أهمية لعلاقات حسنة بين روسيا و إسرائيل.

مصدر أمني كبير قال أن التفسير الأساسي قال أن التفسير الأساسي الذي تطرحه إسرائيل ضد صفقة الأسلحة بين روسيا و سورية هي العلاقة بين دمشق و الإرهاب، و قال إن تدخلاً أمريكياً ضد نقل هذه الصواريخ إلى سورية قد يؤدي الى اعادة دراسة الموضوع من قبل روسيا لموقفها و هذه بالتأكيد صفقة مقلقة تستوجب معالجة و قال إن التغيير في الموقف الروسي بشأن الصفقة و الذي يعتبر خلافاً لوعودها لإسرائيل سابقاً ينبع من مصلحة اقتصادية غير أنه يبدو أن هناك جانباً سياسياً في الموضوع و صاروخ اس أي /18 طور كرد على صاروخ الكتف الأمريكي ستينغر و هو أكثر دقة و تأثيراً من صواريخ الكتف السابقة التي طورتها روسيا و الموجودة في استخدام دول عربية و حزب الله.

و حسب منشورات أجنبية فإن الصاروخ السوفييتي اس أي/18 و الذي يطلق عليه اسم ( اغلا) يستطيع المس بالطائرات العامودية و الحربية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تصل إلى 3.5 كم في مدى أكثر من خمسة كم و رأسه الحربي متطور بحيث يستطيع التخلص من وسائل التضليل والتشويش.

سوريا تحاول الحصول على هذه الصواريخ منذ فترة ففي صيف عام 2002 عملت إسرائيل و الولايات المتحدة على احباط صفقة لشراء الصواريخ و نجحت في منع الصفقة بعد محاولة اسقاط طائرة (اركيع) الإسرائيلية في كينيا بصاروخ كتف و في تشرين ثاني من عام 2002 قادت إسرائيل جهداً دولياً لضبط التجارة بمثل هذه الصواريخ.

وقبل عدة أسابيع علمت إسرائيل ان روسيا غرت منوقفها و وافقت على تزويد سوريا بصواريخ ( اغيلا ) و خلال النقاش الذي أجراه رئيس الوزراء حول الموضوع في الثالث من شهر كانون الثاني كانت هناك خلافات حول إذا كانت هناك خلافات حول إذا كانت روسيا تعمل لاعتبارات اقتصادية أم محاولة لاكتساب التأثير في المنطقة و تقريب سوريا إليها بعد أن فقدت العراق كحليف رئيسي في المنطقة.

و تقول مصادر إسرائيلية تمويل الصفقة سيكون من دخولات سوريا بعد ارتفاع أسعار النفط في السنة الماضية و التي تقدر بحوالي مليار دولار، و تضيف المصادر أن المفتاح لوقف الصفقة موجود بأيدي واشنطن حيث تحدث وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد في واشنطن مع نظيره الروسي سرجي ايفانوف حول الالتزام الروسي بالامتناع عن انتشار صواريخ الكتف المضادة للطائرات و التي قد تصل لأيدي إرهابيين قد يستخدمونها ضد الطائرات المدنية، و قد أكد ايفانوف بأن بلاده تحافظ بشدة على انتاج صواريخ الكتف و أن منع انتشار هذه الصواريخ هام من العالم بأسره و ذلك بسبب محاولة الإرهابيين الحصول على صواريخ من هذه الأنواع.

و على الرغم من أن بيان ايفانوف صدر قبل نشر موضوع الصفقة مع سوريا إلا انها جاءت من أجل تخفيض القلق الإسرائيلي من احتمال تسرب صواريخ أرض جو لأيدي منظمات في لبنان و المناطق، و خلال اتصالات مع إسرائيل أوضح الروس بأن الطراز الذي ستتبعه روسيا لسوريا يمكن إطلاقه من ظهر شاحنة خلافاً للطراز العادي الذي يمكن حمله من قبل جندي أو خلية.

 

*الرد السوري.

وقالت صحيفة هآرتس أن الغضب السوري ثار بسبب معارض إسرائيل بيع صواريخ روسي سورية حيث أكد سليمان حداد عضو في البرلمان السوري في مقابلة تلفزيونية بأن السلاح الذي تقوم سورية بشرائه مخصص للدفاع عن نفسها و أنه يوجد لسورية الحق في الدفاع عن نفسها لأنه يوجد لدى إسرائيل أكثر من 200 رأس نووي و سلاح آخر تزيد عشرات الأضعاف من الأسلحة الموجودة لدى جميع دول المنطقة، و هاجم حداد إسرائيل بسبب وجود أسلحة لديها قدرة على الوصول إلى عمق جميع الدول العربية بل و تتجاوزها و قال إن حقيقة اعتراض إسرائيل على موضوع السلاح دفاعي روسي يباع لسورية دليل على أنها تريد التملص من المسيرة السلمية على الرغم من الدعوات السورية لاستئناف هذه المسيرة و قال إنه سيأتي اليوم الذي ستضطر فيه إسرائيل للاختيار بين استمرار الاحتلال و السلام، و تساءل ألا يوجد لسورية الحق في الدفاع عن أراضيها التي احتلت عام 1967 وقال لقد أوضحنا للعالم و لإسرائيل أن السلام هو خيارنا.

 

*تفاصيل تطورات الأزمة الروسية – الإسرائيلية.

تفاصيل القضية ما يلي في ترجمة حرفية لنصه: -

بعث رئيس الوزراء شارون مؤخراً برقية شخصية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطالباً اياه فيها باعادة دراسة عقد صفقة بيع صواريخ كتف لسوريا و حسب معلومات وصلت إلى إسرائيل تنوي روسيا بيع سوريا صواريخ كتف من طراز "اس.ايه – 18"  و حسب وسائل الإعلام الروسية تتضمن الصفقة أيضاً وصواريخ أرض – أرض متطورة بإمكانها الوصول إلى أي موقع في اسرائيل.

 

*وعود.

و ذكر شارون في البرقية التي أرسلها الى بوتين فإنه وعده بعدم بيع سوريا صواريخ كتف و قال بأن هذا يشكل انتهاكاً فظاً لوعود سابقة، كما أن ادخال الصواريخ إلى المنطقة قد يهدد إسرائيل ويؤدي إلى تدهور الأوضاع في المنطق، و حسب شارون فإن هذه التطورات خطيرة على جميع الأطراف.

و كانت إسرائيل و حتى الآونة الأخيرة تأمل في استجابة موسكو لطلبها و الامتناع عن بيع هذه الصواريخ لسوريا لكن المعلومات التي وصلت مؤخراً كانت جازمة و تؤكد نية توقيع الصفقة بتاريخ 24 كانون الثاني الجاري ( أي خلال زيارة الأسد إلى موسكو و هي الزيارة التي تمت في موعدها لكن دون توقيع أي صفقات سلاح بين البلدين.

 

*أنواع الصواريخ.

و تتضمن الصفقة الروسية – السورية الصواريخ الآتية: -

 

*مضادة للطائرات: -

فنتسير – اس-1، شبكة صواريخ ومدفع مضاد للطائرات.

 

 *معطيات فنية – المدى يتراوح بين 2:12 كم و يستطيع ضرب عشرين هدفاً في الوقت ذاته.

الأخطار على إسرائيل – هذه إحدى الشبكات المضادة للطائرات الأكثر تطوراً في العالم و أعدت لاسقاط طائرات و مروحيات و طائرات بدون طيار و صواريخ، و سيؤدي وصولها إلى المنطقة إلى تهديد حرية عمل الطائرات الإسرائيلية خصوصاً إذا وصلت لأيدي رجال المنظمات في لبنان.

 

*السكود الجديد.

اس، اس، اكس – 26 ( اسكندر) و هو صاروخ أرض – أرض.

معطيات فنية – مداه 280 كم و وزنه 4 طن و يتم توجيهه بالأقمار الصناعية.

الأخطار على إسرائيل - إنه في خليفة صاروخ سكود القديم و سيؤدي إلى تعزيز كبير للقدرات العسكرية السورية خصوصاً بمجال دقة إصابة أهداف مدنية و عسكرية، و يبدو أن هذا الصاروخ مزود بقدرة مناورة و شبكة تمويه تمكنه من التهرب من الصواريخ المضادة للصواريخ و مع ذلك قال خبراء في إسرائيل بأن صاروخ حيتس قادر على اسقاطه.

 

*سلاح لرجال المنظمات.

"اس، أي-18" (ايغله ) وهو صاروخ كتف مضاد للطائرات.

 *معطيات فنية: يتم توجيهه بالحراراة يبلغ مداه 5.2 كم .

الأخطار التي تهدد إسرائيل: يحمل هذا الصاروخ شخص واحد و هو الذي يطلقه و هو أكثر نجاعة و تطوراً من الصواريخ الموجودة لدى سوريا و منظمة حزب الله إنه سلاح كلاسيكي لرجال المنظمات وسيؤدي وصول إلى لبنان و الى المناطق إلى المس بحرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي.

 

*علامات استفهام حول الموقف الإسرائيلي.

من جهتها أوردت صحيفة معاريف مقالاً بقلم مدير عام الخارجية الإسرائيلية السابق يوآف بيران فيما يلي نصه: -

الأزمة القصيرة مع روسيا، على خلفية نيتها بيع الصواريخ لسورية، و المنشورات في أنه في نهاية المطاف لن تخرج الصفقة إلى حيز التفنيذ تعيدنا الى المعضلة السورية، أجيال من الإسرائيليين في حضن حقيقتين أساسيتين: -

أ‌- إذا ما قيض لنا لا سمح الله أن نقاتل في سبيل الذود عن الدولة و مواطنيها فليعرفوا هم و ليعرف كل الشعب بأن الحرب فرضت علينا رغم جهود زعمائنا للبحث و استنفاذ كل سبيل ممكن لدفع السلام إلى الأمام و منع الحرب.

ب‌- زعماء إسرائيل مستعدون في كل زمان و في كل مكان لإجراء مفاوضات السلام مع جيراننا دون شروط مسبقة.

موقف القيادة الإسرائيلية من هجمة السلام للرئيس السوري يطرح علامات استفهام مقلقة حول صدق هذه الحقائق اليوم فالرئيس السوري يعود ويقترح استئناف المفاوضات السلمية مع إسرائيل بل أنه مؤخراً سحب مطلب استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها و هو مستعد لاستئنافها دون شروط مسبقة، الرئيس السوري كما يقول المثل الانكليزي: غير مستعد لن يقبل ( لا) إسرائيلية كرد و كلها كانت اسرائيل ترفض ترد أو تتملص فإنه يواظب على التمسك بعروضه.

وفضلاً عن ذلك فإنه ما أن تنازل السوريون عن الشروط المسبقة لاستئاف المفاوضات حتى طرحت القيادة الإسرائيلية بالذات شروطاًَ كهذه.

و لإسرائيل جملة من التفسيرت لرد الأسد: الحديث يدور عن مناورة تكتيكية ترمي إلى إنقاذه من أزمته و رفع الضغط الأمريكي عنه و لا يجب لإسرائيل أن تقع في شباكه.

كما أن محافل مرزية في الإدارة الأمريكية تتفق و هذا التقدير و هي لا تضغط أو تتوقع استجابة إسرائيلية، كما أنهم يفهمون المصاعب السياسية للانشغال بالأسد بالتوازي مع فك الارتباط عن قطاع غزة، لا ريب أن للخطوة السورية أهدافاً تكتيكية ذات وزن و لكن لا يوجد أي يقين في انها وحدها هي التي تحرك الأسد، صحيح أنه مأزوم و قلق جداً ويوجد ضائقة غير صغيرة و لكن أوليس وضعه هذا بالذات ربما يشجعه على التفكير بتغيير استراتيجي و ليس مجرد تحسن تكتيكي، محدود و آني ؟  أوليس لهذا الغرض ربما هو مستعد لأن يفحص بجدية امكانية تسوية سلمية مع إسرائيل و الاستثمار في تحقيقها أكثر مما هو مستعد في الماضي؟ لا مجال للسذاجة الإسرائيلية التي تتبنى التصريحات  السورية على بساطتها و لكن أيضاً لا مجال لردها المطلق دون فحص جدي فالرد التام و خطى التملص بمعاذير مختلفة من شأنه أن يفسر كتخل عن الفكرة الأساس بشأن السعي الحقيقي للسلام و عدم الاستعداد لدفع الثمن الاقليمي الذي ينطوي عليه تحقيق سلام مستقل و دائم مع سورية.

مطلوب فحص حكيم للنوايا السورية، و قبل ذلك يجب العمل على تحقيق تفاهم و تأييد أمريكي لخطوة إسرائيلية، تقترح على سورية لقاءات سرية، موافقة أمريكية كهذه يمكن الحصول عليها دون صعوبة، و ابقاء الولايات المتحدة في الصورة من جانبنا سيضمن ألا تستغل سورية الاستيضاح السري لتسريبات مغرضة و انجازات تكتيكية غير راسخة، و إذا ما بين الاستيضاح استعداداً لسورية حقيقياً لمفاوضات بلا شروط مسبقة تشمل كل الجوانب اللازمة، فمن المهم أن نعرب نحن أيضاً عن وافقتنا على ذلك و لنوضح مع ذلك أنه في المرحلة الأولى من استئناف المفاوضات سنطالب بوقف النشاط السورية لدعم الإرهاب على أنواعه، و تغيير كبير في المدى الفوري كبرهان على أن وجهة سورية هو نحو السلام بالفعل، و إذا ما أظهرت المحادثات السرية بأن الخطوة السورية تكتيكية فقط يمكننا دوماً أن نكشف ذلك، هكذا نمنع عن السوريين انجازاً تكتيكياً لا مبرر له، و الأهم من ذلك سنعرف نحن أن أقوال زعمائنا تستنفذ كل سبيل لبحث السلام، برغم أنها كانت و ستبقى ذت غطاء حقيقي.

 

*الصفقة لن تؤثر على التوازن الاستراتيجي.

في هذه الحلقة نستعرض مجموعة من التحليلات التي أوردتها الصحف العبرية لكبار المحللين الإسرائيليين حول القضية و نبدأ بمقالة المحلل رؤوبين بدهتسور في صحيفة هآرتس التي قال فيها أن الصواريخ الروسية إلى سوريا لن تؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة و فيما يلي نص مقاله: -

لم يوقع أي اتفاق، مثل الإعلان ربما عن بيع كاسحة جليد من طراز لينين لدولة البحرين، هكذا قال ميخائيل مرغلوف سخراً و هو يعلق على الأنباء الواردة حول صفقة الصواريخ الروسية لسوريا و مرغلوف هو رئيس لجنة الخارجية في البرلمان الروسي و هو شخصية مهمة جداً في روسيا كونه مقرباً جداً من الرئيس فلاديمير بوتين.

نحن لا نجري محادثات مع سوريا حول هذه الصواريخ هكذا قال في إثره وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف خلال زيارته لواشنطن.

سيكون من الخطأ طبعاً الاستنتاج من تصريحات مرغلوف ويفانوف أن صفقة السلاح لن توقع بين موسكو و دمشق خلال زيارة بشار الأسد الى موسكو التي تمت في 24/1 إلا أن من الخطأ الأكبر من ذلك تضخيم و تعظيم التهديد الذي تشكله هذه الصواريخ التي يفترض أن تباع لسوريا و المحاولة الضارة التي لا داعي لها وعديمة الفرصة بممارسة ضغوط علنية على روسيا لإلغاء الصفقة.

بيع الصواريخ للدول في أرجاء العالم هو مصلحة اقتصادية صارخة لروسيا، لذلك فإن من يعتقد أن من الممكن ثنيهم عن بيع هذه الأسلحة باسم الصداقة لإسرائيل و لأن إسرائيل تدعي أنها تشكل تهديداً، مخطئ في ظنه، أضف إلى ذلك أن هذه المبيعات تعتبر تكريساً لمصالح استراتيجية هامة، فبعد أن فقدت روسيا مواقع نفوذها في أغلبية دول لشرق الأوسط ها هو بوتين يحاول مجدداً استعادة مكانة بلاده في المنطقة، و السلام هو وسيلة هامة لتحقيق هذه الغاية.

و لكن حتى لو بيعت الصواريخ الباليستية الروسية من طراز (اس.اس 26) لسوريا ، فإن التوازن الاستراتيجي  بين سوريا و إسرائيل لن يتغير، لدى السوريين مئات الصواريخ القادرة على إصابة إسرائيل في كل نقطة كانت منذ مدة طويلة، و الكثير منها زود برؤوس كيماوية 280 كم أقصر من مدى صواريخ السكاد المنتشرة في سوريا، لن تكون تهديدياً جديداً و مغايراً في جوهره .

التزود بصواريخ أرض – جو من هذه الصواريخ18 مختلف من حيث الجوهر، هذه الصواريخ   ذات قدرة اعتراضية جيدة للطائرات بصورة تفوق الصواريخ الموجودة لدى سوريا اليوم،  و لكن في هذه الحالة أيضاً لا حاجة للمبالغة و الإفراط، سلاح الجو يحق أصلاً في أجواء لبنان و الأجواء السورية عند الحاجة وفقاً لمسارات تاخذ باعتبارها وجود مثل هذه الصواريخ أو أشباهها لدى التنظيمات الإرهابية.

الخوف الحقيقي و المبرر يأتي من انتقال هذه الصواريخ المضادة للطائرات لحزب الله الذي قد يستخدمها بدوره ضد الطائرات المدنية و ليس فقط التابعة للشركات الإسرائيلية.

ولكن في هذه الحالة يمكن التوضيح لسوريين بأن انتقال هذه الصواريخ إلى أيدي التنظيم الشيعي سيضطرها لدفع الثمن المترتب على ذلك.

و على وجه العموم قضية نشر الصواريخ المضادة للطائرات إلى مركز اهتمام الأسرة الدولية بقيادة الولايات المتحدة، خصوصاً بعد محاولة ضرب طائرة "اركيع" الإسرائيلية في مومباسيا في تشرين الثاني 2002 بواسطة صواريخ ستريلا ( التي يرتكز صروخ اس.آي.18 عليها ).

الخوف السائد هو أن يؤدي وصول الصواريخ الروسية و الأمريكية من هذه الشاكلة إلى أيدي الفصائل الإرهابية ( ليس معروفاً حتى اليوم مصير آلاف صواريخ ستينغر التي أرسلت للمجاهدين ابان الحرب الأفغانية ضد السوفييت، إلى تشكيل خطر على حركة الطيران المدني في أرجاء العالم.

هذا هو السبب من وراء ضرورة قيام إسرائيل بترك قضية معالجة صفقة الصواريخ الروسية لسوريا، للولايات المتحدة، الضغط على موسكو يجب أن يأتي من واشنطن و العواصم الأوروبية و ليس من إسرائيل.

وبالفعل يتبين أن وزير الخارجية كولين باول و المسؤول عن السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قد عبرا عن قلقهما من صفقة الصواريخ المزمعة لسوريا.

كما أن أمريكا و روسيا ستوقعان على اتفاق تحديد مبيعات صواريخ أرض – جو فيما بينهما، هذا الاتفاق الذي يهدف إلى الحؤول دون تسرب هذه الصواريخ إلى التنظيمات الإرهابية، و مع ذلك يجب أن يؤدي خطر بيع هذه الصواريخ بصرف النظر عن الصفقة المعقودة مع سوريا، إلى تسريع تطوير منظوات دفاعية لتزويد الطائرات المدنية بها، و مع ذلك يبدو أن هذه المسألة لا تحظى بالأولوية المطلوبة في إسرائيل.

المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تميل بصورة ثابتة لتضخيم التهديدات من أجل تبرير زيادة ميزانية الدفاع، و لكن يبدو أن تضخيم شأن صفقة السلاح المباعة لسوريا نابع بالأساس من المستوى السياسي تحديداً في هذه المرة، حيث يسعى إلى تبرير رفضه للعرض السوري بإجراء المفاوضات السياسية مع إسرائيل فكيف حسب هذا المنطق يمكن التفاوض مع من يقوم بشراء الصواريخ، حول السلام.

هذا طرح غير جدي لأن سوريا لن تتوقف مثل أي دولة أخرى، بما فيها إسرائيل، عن التزود بالسلاح فقط لأن زعيمها يتوجه لإجراء مفاوضات سياسية.

زد على ذلك أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع فيها الجيش السوري محاولة مواجهة التفوق الجوي الإسرائيلي تكمن في التزود بصواريخ باليستية و تكثيف وتعزيز المنظومة الدفاعية الجوية، و ما الذي يتوقعه أصلاً أولئك الذين صادقوا على الطلعة الجوية التي قام بها سلاح الجو الإسرائيلي مخترقاً حاجز الصوت بطائرات الـ اف 16 فوق قصر الأسد في الصيف الماضي؟ هل توقعوا منه أن ينظر إلى السماء و أن يصفق للطيارين الإسرائيليين  الماهرين؟ تعزيز المنظومة الدفاعية الجوية لسوريا هو أقل ما يمكن للرئيس السورية أن يفعله.

 

يجب على إسرائيل تغيير نظرتها الاستراتيجية للعرب!

من جهته كتب عوفر شيلح في صحيفة يديعوت احرنوت المقال التالي: -

الأزمة في علاقتنا مع روسيا بسبب صفقة الصواريخ الروسية – السورية الجديدة، هي شهادة أخرى على طريقة إسرائيل للنظر في شؤون الخارج و الأمن من خلال القدرات العسكرية عندنا و عند العدو،  هذا هو التوجه الذي قاد إسرائيل إلى كثير من الخلل السياسي و الأمني و ما يزال لا يوجد من يحاول تغييره من الأساس.

منذ أشهر و الحكومة ترفض باحتقار مساعي سلام الرئيس الأسد بزعم أن سوريا ضعيفة و لا يوجد أي داع للحديث معها الآن، عندما يجرؤ أحد ما على الإشارة بان سوريا قد لا تظل ضعيفة الى الأبد و إن وقت الحديث مع العدو عندما تكون قوياً و يكون هو ضعيفاً أو العكس، يطرحون قوله حتى لو كان رئيس هيئة الأركان أو رئيس أمان.

في المقابل هناك من يعيش هنا كما يبدو في وهم أنه يمكن في الحقيقة منع سوريا من التقوى، يحدث أحد ما نفسه أنه بقوة الصداقة مع الولايات المتحدة أو القوة النسبية لإسرائيل أو أي سبب آخر سيكون في الإمكان أبداً، الجري مثل ولد هولندي مع ستروئيدات على مدى السد، الذي يفصل الدول العربية في حد ذاتها عن القدرات العسكرية و ان يسده في كل مكان اليوم نفجر مفاعلاً نووياً و غداً منع صفقة سلاح ويظل الفرق بيننا وبينهم دائماً على حاله بل حتى يزداد.

 

سوريا ستبتاع السلاح، من روسيا أو من مصدر آخر لأن السلاح أعد ليباع و ليشترى.

  الصواريخ التي تقترحها روسيا عليها الآن ليست بمثابة تغيير في الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، صحيح أنها أكثر حداثة من صواريخ سكاد القديمة التي حشدها الأسد الأب، و لكن الصواريخ القديمة موجودة بكمية لن تستطيع إسرائيل أصلاً أن تبطل فاعليتها كلها ( أو حتى القليل منها ) إنها مزودة برؤوس حربية كيميائية و بيولوجية أيضاً، كما يبدو تستطيع أن تصيب سكاناً كثيرين، من جهة السوريين إنها نوع من الوزن المعادل للامتياز العسكري الحاسم لإسرائيل استبدالها بصواريخ جديدة يغير التهديد من أساسه فقفط في نظر من لا يزال يعد أشجار الرؤوس الحربية بدل أن يدرك سعة و ماهية الغابة.

هذا وضع لا يمنع إلا إذا كان أحد ما في الحقيقة يوهم نفسه بأننا سنستطيع منع كل سلاح عن كل عربي طوال الوقت الرد على ذلك هو في ايجاد توازنات سياسية و في اقرار استراتيجية عامة تتصل بوضعنا ومكاننا في الشرق الأوسط و في ايجاد أدوات ضغط عسكرية ردعية وسياسية و أخرى تمنع الهجوم على إسرائيل و تشجع الدول العربية نحو تسوية أو على الأقل عدم قتال.

ولكن من أجل المضي في هذا الطريق يجب قلب عدد من الكليشيهات الكبيرة التي نقش عليها "و هم الأمن التام " بصياغة عمانوئيل بيلد الراحل، يجب أن نفترض أن العرب عقلانيون و ليس جمهوراً مجنوناً يريد ابادتنا بأي ثمن يجب أن نفترض أن العالم هو أكثر عقيداً قليلاً من أن يكون المهم ما يحدث في واشنطن، أما الباقون فهم معادون للسامية أصلاً، كما فرضت حكومات إسرائيلية كثيرة، يجب العمل في مبنى إدارة أخطار، لا في محاولة يائسة لإلغائها تماماً، الخلاف السياسي مع روسيا ليس كارثة و لكن عندما يأتي على خلفية تركيز على أمريكا فقط، و رؤية روسيا لا كقوة ذات مصالح، بل كمن يجب فقط محاربتها عندما تهدد بتزويد سوريا بالصواريخ أو المعلومات الذرية لإيران، و تتحول الى لعبة أخرى في سور الانعزال وضيق الآفاق للسياسة الإسرائيلية،  و الطريق إلى تصريف شؤوننا أمام الدول العربية هو انشاء معادلات و موازنات و مصالح، لا الجري كفأر مسموم بعد كل صاروخ في محاولة عديمة الأمل لمنع بيعه.

 

*الخيار الاستراتيجي الروسي في العالم العربي.

البروفيسور أمنون سيلع الخبير في العلاقات الدولية و السياسية الخارجية الروسية كتب المقال التالي في معاريف: -

صفقة السلاح بين روسيا وسورية ليست مفاجئة و هي تعكس السياسة الخارجية المستقلة التي يبلورها بوتين منذ لحظة صعوده إلى السلطة ويدور الحديث عن تغيير استراتيجي للابتعاد عن الغرب و عن سياسة يلتسين و تخلق روسيا محوراً جديداً مع دول مثل الصين،  اليابان، و الهند، الأكثر أهمية لروسيا مما يحصل في الشرق الأوسط.

سياسة بوتين الخارجية تعكس المواقف السائدة في الجيش وفي أجزاء واسعة بين الجمهور الروسي المطالبين بمكانة محترمة لروسيا و عودة إلى الأيام العظمى لروسيا كدولة عظمى و لهذه الأسباب فإن سورية هي بالفعل فقر صغيرة في الاعتبارات الروسية خلافاً لمعانيها من ناحية إسرائيل فلا يهم الروس أبداً اقلاق مضاجع إسرائيل و الولايات المتحدة، و هم يعرفون أن الصفقة لا ترضي الأمريكيين و أنها تهدد إسرائيل و لكن هذا لا يعنيهم حقاً.

وفي النظر بين إسرائيل و العالم العربي فإن مصالح روسيا تبقى كما كانت في الماضي، أي في الطرف العربي، العالم العربي أكبر و مصادره هائلة و لهذا فإن المصالح المشتركة مع سوريا و أكثر من ذلك مع ايران أهم للروس من إسرائيل و في تقدير القوى العالمية فإن روسيا ترى ما هو أهم بالنسبة لها دون أحاسيس ومشاعر تافهة.

 

كما أن وزير الخارجية الروسي لافروف في زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، بعد المذبحة في بسلان أشار إلى أنه لا يوجد عاون بين الدولتين في مكافحة الإرهاب الدولي رغم تصريحات إسرائيل عن مثل هذا التعاون، و السبب في ذلك هو ان الدول العربية اهم بالنسبة للروس، و لا ريب ان سرائيل أيضاً تولي لروسيا مكاناً هامشياً للغاية، إسرائيل بصراحة لا ترد روسيا و لكنها تفضل الولايات المتحدة بل و حتى جزء من الدول في أوروبا عليها.

و تعبر الصفقة بصراحة عن تطور سلبي ستكون له آثار خطيرة فمجرد حقيقة أن السفير الإسرائيلي اركادي ميلمان استدعي للتشاور في إسرائيل هي ذات معنى حاد من ناحية ديبلوماسية كما أن السؤال هو ما إذا كانت هذه الصفقة ستخرج عنها صفقات أخرى، و اضح أن هذا من شأنه أن يخلق توتراً في الشرق الأوسط و لن يحث المسيرة السلمية مع سورية.

بوتين يبحث عن سبيل لخدمة ما يراه مصلحة روسية – زيادة نفوذ روسيا دون جر العالم إلى حرب باردة و في الطريق أيضاً السماح لصناعات السلاح الروسية بالربح، و اعتقد أنه ليس روسيا و لا أمريكا معنيتين بالحرب الباردة و إذا رأتا أن العلاقات تنزلق إلى هذا الاتجاه فإنهما سيوقفان الانزلاق وحسب سلوك روسيا في هذه اللحظة فإنها لا تعتزم إحراق جسورها مع الغرب، و لكنها أيضاً لا تمتنع عن إدارة سياسة خارجية استفزازية.

 

*الصفقة تكشف هشاشة العلاقات الروسية – الإسرائيلية.

من جهته قال المحلل عمير رففورت في مقال نشرته صحيفة معاريف أن الصفقة تكشف هشاشة العلاقات الروسية – الإسرائيلية وفيما يلي نص المقال: -

كل شيء بدأ في ساعة متأخرة جداً من الليل في العام الماضي، عندما كان الرئيس السوري غارقاً في نوم عميق، طائرات قتالية أقلعت من إسرائيل جعلت ضجيجاً تظاهرياً بالضبط فوق قصره في اللاذقية، و لكنها لم تتمكن من ايقاظه و مر يوم، يومان، دون أن يلحظ وقف في الجانب السوري من الطلعة الجوية الخاصة، و لانعدام البديل بعد أسبوع سرب الى الصحافة الإسرائيلية بلاغ، و عندها فقط فهم الرئيس السوري كم أهين.

هدف الإهانة كان التلميح للأسد بأن إسرائيل سئمت المساعدة التي يعطيها لحزب الله، و الاستضافة التي ينحها لقيادات منظمات الإرهاب في دمشق، وبالتالي فإن عليه أن يوقف الأمرين، ولسوء الحظ كان استنتاج بشار بالذات أن عليه أن يقوي نفسه عسكرياً و بشكل عاجل، فقرر المسارعة لأن يخرج إلى حيز التنفيذ صفقة، سلاح كانت على جدول الأعمال مع روسيا ولفرحته رد الرئيس فلاديمير بوتين عليه بالايجاب وعندما علم في إسرائيل أن بشار دعي إلى زيارة موسكو في كانون الثاني، كان واضحاً أن الروس يوشكون على المصادقة النهائية على الصفقة.

و الحقيقة هي أن ليس بشار الأسد ما يعول عليه في صفقة السلاح الجديدة، يمكن فهم حقيقة أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها كي تحبطها و لكي ينبغي اعطاء الأمور وزنها الحقيقي حتى عندما يصل السلاح، إذا وصل فليس في ذلك ما يؤثر حقاً على التوفق العسكري المطلق لإسرائيل على جارتها الشمالية و من المشكوك فيه إذا كان بوسع جهاز الدفاع الجوي السوري، الذي لم يشخص الطائرات الإسرائيلية التي قفزت للزيارة أن يكون له الخلاص بالصواريخ الجديدة.

فالجيش السوري عملياً تجمد في مكان ما هناك في التسعينات مع سقوط الامبراطورية السوفييتية و الفوارق التكنولوجية اليوم بينه و بين الجيش الإسرائيلي تشبه الفوارق بين الجيش العراقي و الجيش الأمريكي، لا يدور الحديث عن استخفاف على نمط حرب " يوم الغفران " و الطلعة الجوية فوق اللاذقية حتى لو لم تلحظ هي فقط تجسيد لهذا الفارق الهائل.

كما أن الزعم بأن الصواريخ من شأنها أن تشكل خطراً هائلاً على إسرائيل إذا وصلت الى أيدي حزب الله هو زعم مبالغ فيه يمكن القول أن الحديث يدور عن تطور غير لطيف سيجل من الصعب على سلاح الجو مواصلة الطيران في سماء لبنان بشكل حر، ولكن ينبغي الافتراض بأن السوريين لن يسارعو الى تمرير السلاح، و على أي حال فإن لرجال حزب الله منذ الآن مخزون سلاح مثيراً للانطباع في معظمه غير مستخدم بسبب الخوف من رد الفعل الإسرائيلي الشديد.

و في السطر الأخير فإنه أكثر مما عرض الصفقة إسرائيل للخطر، فإنها تشير إلى هشاشة العلاقات مع روسيا و هي دليل على سياقات مشوقة خفية عن العين، في ميزان القوى العالمي فبعد أكثر من عشر سنوات كاد فيها كل حدث في العالم يقع حسب كلمة الولايات المتحدة، تتجسد ائتلافات جديدة في أرجاء المعمورة جبابرة في أوروبا و في الشرق الأقصى يتحدونها و في هذه اللعبة بواسطة صفقة السلاح تلمح سورية بأنها هي الأخرى تصعد إلى الملعب.

 

*محور روسي – سوري في مواجهة الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.

تحت هذا العنوان كتب أمير أورن في صحيفة معاريف ما يلي: -

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو صديق لرئيس الوزراء شارون، هكذا على أي حال يغري شارون الاعتقاد بتقديره أنه أقنع بوتين حتى قبل نحو سنتين للتنازل عن بيع وسائل قتالية متقدمة ضد الدبابات والطائرات إلى سوريا.

السوريون يعرفون بضعفهم العسكري، في تصديهم بالمعارك الجوية في صواريخ أرض – جو مع الجيش الإسرئيلي و لكن إسرائيل لم تكتف بهذه المعرفة و حاولت تأكيدها وهذا نموذج على السياسة الإسرائيلية التي نجحت أكثر مما ينبغي فرداً على عمليات حزب الله – و منظمات فلسطينية تتخذ من دمشق مقراً لها – درجت إسرائيل في السنوات الماضية على مهاجمة أهداف عسكرية سورية، ومنظومة الدفاع الجوي السورية، بمحطات الرادارات وبطاريات الصواريخ المضادة للطائرات لديها، بدت هزيلة و الأسد شخصياً أحرج جراء طلعة إسرائيلية صاخبة ( أحلام ذهبية) فوق أحد قصوره.

و كانت النية الإسرائيلية هي الضغط على الأسد بتقييد نشاطات مفوضية في الحدود الشمالية و كان من شأن النتيجة أن تكون معاكسة في تحفيزه إلى تعزيز الدفاع الجوي، و العنوان المطلوب: روسيا فالرئيس بشار الأسد الذي زار العام الماضي بكين لتعزيز العلاقات السورية – الصينية، سيصل بعد نحو أسبوعين إلى موسو في زيارة رسمية لثلاثة أيام و في هذه الفرصة الاحتفالية فإن الأسد قدر على أن يطلب من بوتين مساعدة عسكرية حيوية.

و إذا ما حصل هذا، فسيكون ذلك بمثابة صيغة متأخرة ومصغرة للقصف الإسرائيلي للعمق المصري في شاء 1969 – 1970 و الذي شجع الرئيس عبد الناصر إلى زيارة موسكو لدى ليونيد بريجينيف لحق السوفييت على إرسال طائرات حربية، بطياريها صواريخ أرض – أرض و لا سيما منظومة صواريخ مضادة للطائرات فعلت فعلها بسلاح الجو الإسرائيلي في نهاية حرب الاستنزاف و في الأسبوع الأول، المصيري، لحرب يوم الغفران بريجينيف أو بوتين سوفييت أو روس، الحكام العرب يتوقعون من موسكو لأدوات و ليس لكلمات فقط.

خطر صواريخ أرض – جو على الطائرات لم يتلاش حتى بعد نجاحات سلاح على الطائرات لم يتلاش حتى بعد نجاحات سلاح الجو حيال الدفاع السوري ( احد مصادر القلق التي لم تتحقق خطري حتى أكثر من صواريخ الكتف في غزة صواريخ كهذه لدى البدو، مواطني إسرائيل ممن استوطنوا بكثافة و في مدى اسقاط الطائرات حول قاعد سلاح الجو في النقب.

مساعدة روسية من شأنها أن تمع الأسد احساساً بالدعم، إضافة الى المظلة النووية التي سيحصل عليها من ايران، سيبدد بعضاً من ضعفه في موازين القوى مع إسرائيل.

هذه فترة الولاية الثانية لبوتين وهو يشعر أنه متحرر من التزامه تجاه من منحه السلطة (عائلة بوريس يلتسين و مقريبها) و تجاه من حظي بالولاية الثانية في واشنطن، بوتين غاضب على جورج بوش، الذي انتصر في أفغانستان و لكنه يبقي على القواعد العسكرية في دول وسط آسيا الاتحاد السوفييتي سابقاً، ولا يتحمس الروس لتوسيع حلف ناتو و الاتحاد الأوروبي نحو نطاق حدودهم، و انتصار المؤيدين للغرب عى المؤيدين للروس في أوكرانيا و هي الخطوة التي وضعت في جبهة نادرة واحدة إدارة بوش و أوروبا الغربية، أقلق بوتين والمؤسسة الأمنية حوله ( والتي جاء هو منها).

مركز البحوث السياسية في وزارة الخارجية،  الفقير و الصغيربين أجهزة الاستخبارات في إسرائيل و لكن يبدو كالجهاز الواعي و الأكثر رسوخاً منا في تقديراته السياسية، حذر في الأسابيع الأخيرة من اعادة نشوء محور روسي – سوري، كوزن مضاد للتفوق الأمريكي في العالم و كمؤثر سلباً على الوضع الاستراتيجي لإسرائيل، مثل هذا المحور من شأنه أن يفتح ثغرة في الجبهة المتبلورة ضد ايران النووية و بوش يفضل أن يكرس العام 2005 للنشاط السياسي و عبور المعركتين الانتخابيتين في العراق( التصويت على الدستور و الحكم الدائم بموجبه ) و فقط بعد كانون الثاني 2006 – صينية ستحثه إلى خطوة عسكرية.

القيادة التالية في وزارة الخارجية الأمريكية – كونداليزا رايس مساعد الوزير المرشح روبرت زليك و نائب الوزير للشؤون السياسية،  السفير في ناتو نيكولاس بيرنز، تعد ودودة لإسرائيل أكثر من الثلاثي المنصرف ( كولين باول، ريتشارد آرميتاج و مارك غروسمان ) و هي أكثر حزماً تجاه ايران، أكثر شكاً تجاه روسيا و أكثر كفاحية تجاه سوريا - التي تجمد التوتر معها، للأسابيع القريبة القادمة، مقابل وعد دمشق بتجميد المساعدة لمعارضي في الانتخابات في العراق، و كل هذا لا يزال بعيداً عن استعادة الحرب الباردة بين الكتلتين.

هآرس و يديعوت احرنوت - 25/6/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ