ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  07/02/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل يملك الإخوان المسلمون أدوات التغيير؟

بقلم - د. رفيق حبيب*

كل الحركات الإسلامية لديها مشروعها القائم أساسا على استعادة المرجعية الإسلامية، والحركات الإصلاحية الإسلامية تعمل على تحقيق هذه المرجعية من خلال المنهج السلمي التدريجي، ومن هذه الحركات بالطبع جماعة الإخوان المسلمين، وحتى تحقق هذه الحركات الهدف الذي قامت من أجله، تحتاج إلى أدوات مناسبة لتحقيق ما تصبو له، والقضية في الواقع لا تتعلق بجماعة الإخوان المسلمين بقدر ارتباطها بالمنهج السلمي المتدرج.

 

نقصد من هذا أن المنهج الإصلاحي له أدواته، وفي نفس الوقت هناك العديد من الأدوات أو الأساليب التي لا تناسب المنهج الإصلاحي، ومنها كل الأدوات الثورية أو الانقلابية. وعندما نسأل إن كانت جماعة الإخوان المسلمين تملك الأدوات اللازمة للتغيير، فنحن نسأل في الواقع إن كان النهج الإصلاحي يحتوي على الأدوات المناسبة للتغيير أم لا؟

 

وحتى يكون الموضوع أكثر تحديدا نقول: هل يحتوي المنهج الإصلاحي على الأدوات اللازمة للتغيير، والتي يمكنها تحقيق المشروع الإسلامي الوسطي؟ لأننا لا نتكلم عن أي منهج إصلاحي، ولكن نتكلم عن المنهج الإصلاحي بالنسبة للحركات الإسلامية، خاصة الحركات الوسطية.

 

كما يلزم النظر للمنهج الإصلاحي في ضوء أوضاع البلاد العربية والإسلامية، والتي تغلب عليها النظم السياسية المستبدة، أي التي لا تقبل بالتداول السلمي للسلطة، ومنها دول لا تعرف الديمقراطية، ومنها دول تطبق نوعا من الديمقراطية المقيدة. بهذا يكون التساؤل حول قدرة المنهج الإصلاحي السلمي المتدرج على إحداث التغيير المطلوب لتحقيق المشروع الإسلامي الوسطي، في ظل مناخ يتميز غالبه بالاستبداد.

 

ومن المهم النظر أيضا في قدرة المنهج الإصلاحي على تحقيق كل أهداف الحركة الإسلامية الوسطية، والتي تقوم من أجل إصلاح الأمة وإصلاح النظام السياسي، وتحقيق وحدة الأمة الإسلامية سياسيا، حتى الوصول إلى الهدف النهائي للمشروع الوسطي الإسلامي، وهو تحقيق النهضة الحضارية الإسلامية.

 

ولهذا نعتبر جماعة الإخوان المسلمين نموذجا للتيار الإسلامي الوسطي، الذي يتبنى المنهج الإصلاحي السلمي المتدرج، كما أن جماعة الإخوان المسلمين حددت لنفسها - ومنذ تأسيسها - هدف إصلاح الأمة وإصلاح نظامها السياسي، وتحقيق وحدتها ونهضتها. لهذا يمكن النظر إلى واقع جماعة الإخوان المسلمين على أساس أنها تمثل نموذجا عمليا للمنهج الإصلاحي، لنرى إذا ما كانت الجماعة تملك الأدوات اللازمة لإحداث التغيير المنشود أم لا؟

 

مراحل الإصلاح

 

نتوقع أولا اختلاف الأدوات اللازمة لتحقيق المراحل المختلفة لعملية النهوض الشامل التي تهدف لها الحركة الإسلامية الوسطية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين. ولكن هذا الاختلاف لا يؤدي إلى قيام مراحل منفصلة، ولكن مراحل متداخلة، بمعنى أن الوسائل اللازمة للمرحلة الأولى، تستمر في المراحل التالية، ولكن يضاف لها أدوات جديدة.

 

والمنهج الإصلاحي في التغيير، وفي المشروع الوسطي، يقوم أساسا على إصلاح الأمة، وهذه الفكرة تعتمد على أهمية دور الأمة في مشروع النهضة؛ لأن الأمة هي التي ستحقق النهضة في نهاية الأمر. ولهذا نعتبر المشروع الإصلاحي قائم على القاعدة الشعبية أساسا، باعتبارها الأساس الذي يبدأ المشروع منه، والقاعدة التي تحقق أهدافه النهائية.

 

فإذا كانت البداية هي تحقيق قاعدة شعبية للمشروع الإصلاحي الإسلامي، فإن جماعة الإخوان المسلمين قد عملت في هذا المجال بصورة نتج عنها ظهور قاعدة مساندة للجماعة، وتشير العديد من الدلائل إلى توسع القاعدة الشعبية المناصرة لجماعة الإخوان المسلمين.

 

وهنا تستخدم الجماعة أداة الدعوة بوصفها الأداة الرئيسية لنشر الفكر بين الناس، وتلك الأداة تتمثل في إقناع الناس بفكر ورؤية الجماعة، مما يجعل البعض يقبل على الانضمام للجماعة، رغم ما تلاقيه من حصار، والبعض الآخر يؤيد الجماعة ورؤيتها دون الانضمام لها.

 

والمتابع لتجربة جماعة الإخوان المسلمين في مصر يدرك أن وسيلة الدعوة، خاصة الدعوة الفردية، تمثل أداة لا يمكن الحد من تأثيرها بأي صورة؛ لأنها تمثل نوعا من انتقال الأفكار من شخص إلى آخر، وهو ما لا يمكن متابعته أو مراقبته أو الحد منه؛ ولهذا سنجد أن الجماعة تتوسع في قاعدة العضوية المنتمية لها، وتتوسع في قاعدة المؤيدين لها.

 

هنا نلاحظ أن أداة الدعوة ترتبط بفكرة قيام قاعدة شعبية للمشروع الإسلامي، وترتبط بفكرة أن إصلاح الأمة يأتي أولا، كما ترتبط بفكرة أن الإصلاح السياسي ينتج من إصلاح الأمة، وليس وسيلة لإصلاح الأمة. وذاك ترتيب مهم في المنهج الإصلاحي الإسلامي؛ لأنه بهذا يقوم على القاعدة الشعبية، ويرتب كل النتائج الأخرى على ما يتحقق من قاعدة مؤيدة للمشروع، وكأن كل المراحل التالية للمشروع الوسطي الإسلامي تقوم على أساس ما يحققه من قاعدة شعبية، تدفعه إلى الدخول في المراحل التالية، بما يعني اعتماد جماعة الإخوان المسلمين على قياس قاعدتها الشعبية، باعتبار ذلك مؤشرا لها للدخول في المراحل التالية من عملية الإصلاح المنشود.

 

وهو ما يجعل العمل الدعوي هو أساس المنهج الإصلاحي السلمي المتدرج، ويجعل من أهم جوانب التدرج فيه توسع القاعدة الشعبية مع الوقت، ويصبح توسع هذه القاعدة الشعبية المؤمنة بالمشروع الحضاري الوسطي الإسلامي هو الدليل العملي على تحقق مرحلة إصلاح الأمة.

 

 إذن، أهم أدوات المنهج الإصلاحي هي الدعوة، وهي أداة مهمة ومركزية، ولها جوانبها الإيجابية كما لها مشكلاتها، ونقصد تميز أداة الدعوة بأنها وسيلة لا يمكن الحد منها، وتحقق التأييد الجماهيري، كما توفر دعم الناس للحركة وتبني الأمة لمشروعها، ولكن مشكلة هذه الوسيلة أنها تحتاج لزمن طويل لتحقيق غاياتها. وفي هذا الزمن يمر المجتمع بالعديد من التحديات والصعاب التي تؤثر عليه سلبا، كما تحاول الأنظمة الحاكمة حصار الفئات التي يمكن أن تنتشر بها الدعوة، وتشويه الحركة الإسلامية، ولكن المحصلة النهائية تكون تمدد المشروع، ولكن ربما بدرجة أقل من المطلوب.

 

التنظيم الأداة المركزية

ترى جماعة الإخوان المسلمين أن التنظيم يمثل الأداة الأساسية للقيام بالمشروع الإسلامي، فالتنظيم يمثل المؤسسة التي تحمل الفكرة، وما دام هناك مؤسسة تحمل الفكرة وتدافع عنها، فلا يمكن أن يضيع المشروع، حتى وإن تراجع في مراحل معينة. وتلك الفكرة قائمة على المؤسسية النضالية، أي وجود مؤسسة تمثل الكوادر المدربة، والتي تناضل من أجل الرسالة التي قامت عليها المؤسسة.

وبالطبع يمثل التنظيم الأداة المركزية بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين؛ حيث إنه سبب بقاء الفكرة والرسالة كل هذا الوقت، وقد كان الوسيلة الأساسية التي استخدمتها الجماعة لمواجهة كل المشكلات التي مرت بها، وكان التنظيم أيضا الأداة التي ساعدت الجماعة على إعادة بناء ما يتم هدمه؛ بسبب الضربات الأمنية التي تواجهها.

 

والمتابع للعديد من التجارب التي تفتقد التنظيم يلاحظ أنها لا تحقق على الأرض نفس النتائج التي يمكن تحقيقها من خلال وجود تنظيم، فكل عملية إصلاح أو تغيير تتم في أي مجال من المجالات تعتمد أساسا على قيام مؤسسات، ومعنى هذا أن المؤسسية حجر زاوية في عملية الإصلاح، كما أنها حجر زاوية في عملية التطوير والتقدم والتنمية، ولكن الفرق بين المؤسسية في الأحوال المستقرة والمؤسسية في الأحوال غير المستقرة أن في الحالة الأخيرة لا يكفي وجود مؤسسة فقط، بل يجب أن تكون مؤسسة نضالية، أي يتم تربية الكوادر فيها على القدرة الهائلة على التضحية والتحمل حتى يمكن للمؤسسة البقاء رغم كل ما تواجهه، والتنظيم يرتبط ارتباطا كبيرا بفكرة قيام قاعدة شعبية مؤيدة للمشروع؛ لأن التنظيم يكون الجزء الصلب والمتماسك والمنظم من تلك القاعدة، وهو بهذا يصبح الجزء القادر على تحريك القاعدة الشعبية، والقادر على إعادة التماسك لتلك القاعدة، أو إعادة الثقة والثبات لها.

 

وبهذا يكون المنهج الإصلاحي لدى جماعة الإخوان المسلمين قائما أساسا على تكوين قاعدة شعبية مؤيدة للمشروع الإسلامي الوسطي، وتكوين تنظيم في القلب من هذه القاعدة يكون قادرا على التضحية والتحمل، ويمثل البنية المركزية للقاعدة الشعبية.

 

وإذا كانت الدعوة هي أساس تكوين القاعدة الشعبية، فإن التربية هي بالطبع أساس تكوين المؤسسة النضالية، أي التنظيم، وبهذا تتشكل العناصر الأساسية للعمل الجماهيري المؤسسي، والتي تتمدد بعد ذلك في مجال خدمة الجماهير، في مختلف الجوانب؛ ليصبح التنظيم فاعلا في تقديم الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها الناس.

 

وبهذا يتكامل دور التنظيم بين الجماهير، أي يتكامل العمل الدعوي مع العمل الاجتماعي، ليمثلا معا نوعا من الاستجابة للحاجات الإنسانية المتكاملة للناس. ومن خلال العمل الاجتماعي يقيم التنظيم العلاقة القوية بينه وبين مساحات واسعة من القواعد الجماهيرية، والتي يعمل على دعوتها لرسالته.

 

ومن المهم النظر إلى التنظيم، بوصفه مؤسسة مجتمعية، وهذا ما نجحت جماعة الإخوان المسلمين في تحقيقه؛ لأنه ليس فقط مؤسسة دعوية أو حتى مؤسسة اجتماعية، ولكنه في الواقع شبكة اجتماعية، وتلك في الحقيقة مسألة مهمة؛ لأنها جعلت جماعة الإخوان تتمدد كشبكة اجتماعية داخل المجتمع، يمكن تسميتها بأنها شبكة علاقات اجتماعية، وهو ما يجعل التنظيم بمثابة مؤسسة مجتمعية تقيم شبكة من العلاقات الاجتماعية بين المنتمين للتنظيم وعدد آخر في الدوائر المحيطة بالتنظيم، مما يجعل التنظيم في النهاية كيانا اجتماعيا، وأحد البناءات المكونة للمجتمع.

 

وهذا الأمر يمثل في الواقع أحد الركائز المهمة في عمل جماعة الإخوان؛ حيث جعلت التنظيم يتحول إلى بنية اجتماعية متشابكة، بحيث يكون جزءا من المجتمع، وليس كيانا يمكن حصاره أو تدميره. وهذا الأمر لا يفيد فقط في حماية التنظيم، أو الحد من أي أضرار تلحق به وبدعوته، ولكن يفيد أيضا في جعل التنظيم وما يحمله من فكر جزءا من المجتمع، وليس جزءا خارج المجتمع يثقفه ويوعيه.

 

وتلك الحالة في تصوري تساهم في إحداث ترابط بين الجماعة والمجتمع، وبين الجماعة وقاعدتها الشعبية، يجعلها في النهاية جزءا لا يتجزأ من القاعدة الشعبية للمشروع الذي تدعو له، أي النهوض الحضاري.

 

الخروج من الحصار

يواجه المنهج الإصلاحي الحصار الأمني، أي الحصار المسلح.. هذا ما يحدث لجماعة الإخوان المسلمين في مصر والعديد من البلاد العربية، فأمام تنامي المشروع الوسطي الإسلامي، تحاول الأنظمة الحاكمة حصار هذا المشروع حتى لا يتمدد أكثر مما ينبغي، أو حتى لا يتمدد بدرجة لا يمكن الوقوف أمامها، ولهذا تحاول الأنظمة الحاكمة ضرب قدرات التنظيم على الحركة، وإرهاقه في عملية استنزاف من خلال الاعتقالات، وكذلك حصار الجماعة إعلاميا.

وأي منهج إصلاحي يقوم على الدعوة بين الناس يمكن له أن ينتشر بين الناس في حدود تتوقف على حجم المؤيدين لهذا المشروع.

ولكن الحركة الإسلامية، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، لا تستطيع الوصول إلى كل مؤيدي مشروعها المحتملين بسبب الحصار الأمني والإعلامي، ولكن هذه المشكلة ليست عقبة في طريق المنهج الإصلاحي السلمي؛ لأنه منهج نضالي في الأساس، ولهذا لا نتصور أن أي حصار قادر على الحد نهائيا من تمدد المشروع الإصلاحي الإسلامي، ما دام يلقى القبول من الناس.

 

والأمر هنا يتوقف على قدرة جماعة الإخوان المسلمين على استحداث الوسائل التي تتيح لها توصيل رسالتها لفئات أكثر في المجتمع، كما يتوقف أيضا على قدرة الجماعة على التنسيق صراحة أو ضمنا مع الفاعلين الآخرين داخل التيار الوسطي الإسلامي؛ لأن من لا تستطيع الجماعة الوصول لهم، قد يستطيع غيرها الوصول لهم.

 

وحتى معركة تشويه الجماعة، فإنها معركة تنتهي في الكثير من الأحيان لصالح الجماعة، ولصالح المزيد من التعاطف معها، مما يمكنها أكثر من الوصول إلى الجماهير، ولكن معركة تشويه الجماعة تترك وراءها فئات متخوفة من الجماعة، ويصل تخوفها لدرجة مناصبة الجماعة العداء أو الخصومة السياسية. وتلك تحديات تواجه عملية الانتشار الدعوي في ظل الحصار، ويمكن التعامل معها، ولكن لا يمكن القضاء على تأثير الحصار الأمني والتشويه الإعلامي بالكامل.

 

تحريك الناس

بهذا نفهم أن جماعة الإخوان المسلمين تبني بناء اجتماعيا متماسكا وقويا، وهذا هو أداتها في عملية الإصلاح، وربما هو أداتها الأساسية، وهذا البناء الاجتماعي يؤدي فعلا إلى إصلاح الأمة؛ لأنه إصلاح لجزء مؤثر منها، مما يترتب عليه إصلاح الأجزاء الأخرى المرتبطة به.

 

وهذا يؤدي إلى نوع من الإصلاح من خلال شبكة العلاقات الاجتماعية، أي من خلال تأثير الناس على بعضهم البعض، ولكن هل يستطيع هذا البناء خوض معركة الإصلاح السياسي، والتي تقوم أساسا على المواجهة مع الاستبداد القائم، لإقامة نظام يقوم من خلال الاختيار الحر للناس؟

إذا نظرنا إلى مجمل مواقف جماعة الإخوان المسلمين في مصر، فسنجدها تلجأ إلى المؤتمرات والمظاهرات العامة، والمظاهرات في الجامعات خاصة، والوقفات الاحتجاجية، وغيرها من الأنشطة العامة؛ مما يعني أن كل هذه الوسائل تمثل جزءا من منظومة العمل العام الهادف لتغيير الأوضاع السياسية.

 

ولكن يبقى السؤال المهم عن قدرة القاعدة الشعبية وقدرة التنظيم على القيام بعمل يؤدي إلى تغيير الأوضاع السياسية بصورة تسمح بتحقيق الإصلاح السياسي، وهنا تكمن مشكلة المنهج الإصلاحي السلمي المتدرج، كما تكمن المشكلة التي تواجه جماعة الإخوان المسلمين، والمنهج الإصلاحي يعتمد على حشد الناس في مواجهة النظام الحاكم لفرض مطالب الإصلاح عليه، وتكوين شبكة مؤسسية مجتمعية، تشمل نطاقا كبيرا من مؤسسات المجتمع، تكون قادرة على إعلان رفضها لنظام الحكم والمطالبة بالإصلاح، أي أن المنهج الإصلاحي يعتمد على تقوية المجتمع؛ ليصبح قادرا على مواجهة النظام الحاكم وفرض شروطه عليه، وهو ما يحتاج لدرجة معينة من انتشار الحركة في المجتمع، وهي درجة يحاول النظام الحاكم أن يحول دون تحقيقها، كما أن أي تحرك مجتمعي يحتاج لحيوية ما داخل المجتمع، وهو ما يحاول النظام الحاكم القضاء عليه.

 

وبهذا تكون جماعة الإخوان المسلمين، بل المنهج الإصلاحي السلمي أمام تحد حقيقي، فلا مفر من تقوية المجتمع لتحريك الناس، رغم ما يقوم به النظام الحاكم من إضعاف للمجتمع. وجماعة الإخوان المسلمين فيما يبدو تميل لفكرة التحريك المؤسسي الشبكي، الذي يعتمد على تحريك العديد من المؤسسات المجتمعية.

 

وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين تبني بالفعل بناء اجتماعيا، فسيصبح من المناسب لها أن تحرك الناس من خلال تحرك مؤسسي واسع، وأي تحرك للناس سيكون سلميا من طرفهم، ولكن لن يكون سلميا من طرف النظام الحاكم، وهذا لا يعيب المنهج السلمي الإصلاحي، بل يعيب النظم المستبدة.

 

والخلاصة أن الحركة الإصلاحية السلمية تملك أدوات التغيير، وهي بناء بنية مجتمعية مؤيدة لمشروعها، وتقوية المجتمع تدريجيا، ولكن ذلك لا يؤدي تلقائيا إلى الإصلاح والتغيير السياسي، بل يحتاج الأمر لقرار بالمواجهة الشعبية. وعندما يتغير النظام السياسي تبدأ مسيرة وحدة الأمة والنهضة، وهي أيضا مسيرة نضالية، تقوم فيها الأمة بدورها، والدولة بدورها.

------------------------

*باحث مصري  

http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1232976546417

&pagename=Zone-Arabic-Daawa%2FDWALayout#**1

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ