ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء  14/01/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الصلاة في غزة فوق حطام المساجد

مركز البيان للإعلام

بينما كان المئات من المُصلِّين الفلسطينيين يؤدون صلاة المغرب في مسجد مصعب بن عمير الكائن في حي الزيتون شرق قطاع غزة، باغتتهم طائرة حربية صهيونية من طراز (إف 16)؛ حيث سوَّت المسجد بالأرض، مُوقِعةً العشرات من المواطنين بين شهيدٍ وجريحٍ.

ولم يكن الهجوم على مسجد بن عمير وحده، والذي يشهد ببطولة الشهيد عماد عقل؛ حيث لجأ المواطنون والمدنيون إليه هربًا من الصواريخ والقذائف التي تُطلق على منازلهم، بل ذكرت مصادر في وزارة الأوقاف الفلسطينية لـ(إخوان أون لاين) أن الاحتلالَ دمَّر أكثر من 18 مسجدًا من بدء العدوان على قطاع غزة، وكافة من قتلوا وأُصيبوا في قصفها كانوا من الأطفال والنساء والمُصلِّين.

ولم تتردَّد الطائرات في إلقاء القنابل الثقيلة على دُور العبادة، متذرعةً بأن المقاومين الفلسطينيين يختبئون داخلها مع أسلحتهم، لكن أيًّا من أولئك المقاومين لم يسقط شهيدًا بعد قصف عدة مساجد، بل كان هدمها وقتل مَن لجئوا إليها من العائلات هو الهدف من إصابتها.

ومن أبرز المساجد التي تم تدميرها بالكامل من جنوب القطاع وحتى شماله، مسجدا عماد عقل والخلفاء الراشدين، وكلاهما في مخيم جباليا شمال القطاع، ومسجد الشهيد إبراهيم المقادمة في بيت لاهيا شمالاً أيضًا، ومسجد أبو حنيفة النعمان جنوب القطاع، ومسجدا الشهيد عز الدين القسام والفاروق عمر في خان يونس، ومسجدا الشفاء والرباط في وسط القطاع، ومسجدا مصعب بن عمير والفضيلة شرق حي الزيتون، ومسجد فتحي الشقاقي شرق الشجاعية، ومسجد الشهداء في منطقة الشعف شرق الشجاعية.

ولم يتهيَّب المواطنون من الوصول إلى المساجد وأداء الصلوات فوق ركامها رغم التحليق المكثف والمتواصل لشتى أنواع الطيران الصهيونية.

وهناك الكثير من المُصلِّين الذين أصروا على التوجه إلى المساجد لأداء الصلوات جماعةً؛ منهم أسامة سلمان (46 عامًا) الذي كان بين العشرات من الأهالي من سكان حي بركة الوز، الذين توجهوا لأداء صلاة الفجر في مسجد المهاجرين في الحي.

وتساءل أسامة، مبررًا قراره: "وهل الصلاة في البيوت تمنع القصف والموت؟!.. الكثير من الناس قتلوا في منازلهم لا في المساجد"، وأضاف: "رغم أن الصلاةَ في المساجد مخاطرة، لكن الأعمار بيد الله، وسأواصل الصلاة فيها".

كذلك اعتبر أبو عدنان (78 عامًا) العجوز الذي يحرص على أداء كل الصلوات في مسجد "المهاجرين" أن الفلسطينيين مطالبون بالإصرار على مواصلة أداء الصلوات في المساجد في ظل هذه الأوضاع؛ "حتى لا تنجح الصهيونية في تمرير مخططها الهادف إلى إبعاد الناس عن المساجد"، على حدِّ قوله.

وقد كان من أبشع الهجمات التي شنتها الطائرات الصهيونية النفاثة من طراز (إف 16) على المساجد إلقاء قنبلة من النوع الثقيل على مسجد إبراهيم المقادمة في بلدة بيت لاهيا أقصى شمال القطاع، منذ عدة أيام، أثناء أداء عشرات المُصلِّين صلاة المغرب؛ ما أسفر عن مجزرة جديدة، راح ضحيتها أكثر من 16 شهيدًا وعشرات الجرحى.

وقال المواطن أبو حاتم كلاب الذي اعتاد الصلاة في المسجد حاضرًا: "إن هذه المجزرة دفعت بعض الفلسطينيين إلى الامتناع عن أداء الصلاة في المساجد، وخاصةً الفجر والمغرب والعشاء، لافتًا إلى أنه بإمكان الجيش الصهيوني أن يقصف أيًّا من المساجد دون مبررات، أو بزعم استخدامه لتخزين السلاح".

وأشار كلاب إلى أن كثيرًا من المُصلِّين أصروا على التوجه إلى المساجد لأداء الصلوات جماعةً، متمنِّين أن يرتقوا إلى العلا وهم في بيوت الله.

 

قتلة الأنبياء دمروا مساجد غزة

وكان الحاج عواد الشاعر (70 عامًا) أول مَن أذَّن لصلاة الفجر وقرأ القرآن فجر المجزرة الصهيونية في جباليا، متحديًا بذلك الإجرام الصهيوني، كما يقول، متسائلاً: "هل هناك أحد يموت وهو ناقص عمر؟! وهل الصلاة في البيوت تمنع القصف والموت؟! فالكثير من الناس استشهدوا في منازلهم لا في المساجد".

وأضاف: "رغم أن الصلاةَ في المساجد مخاطرة، لكنني لن أعزف عنها، وسأواصل الصلاة فيها"، مشيرًا إلى أنه منذ عشرين عامًا وهو يقرأ القرآن ويؤذن لصلاةِ الفجر، ولن يترك هذه العادة إلا إذا أراد الله ذلك.

أما المؤذن أبو عمار الشبطي (52 عامًا) الذي يحرص على أداء كل الصلوات في مسجد "الأبرار" فقد أوضح أن الفلسطينيين مطالبون بالإصرار على مواصلة أداء الصلوات في المساجد في ظل هذه الأوضاع؛ "حتى لا تنجح دولة الكيان الصهيوني في تمرير مخططها الهادف إلى إبعاد الناس عن المساجد".

وأشار الشبطي إلى أن هناك الكثير من الدعايات والإشاعات عن قصف عدد من المساجد، لكنها لن تقلِّل من أعداد المُصلِّين في المساجد، بل زادتهم تقربًا إلى الله وطلبًا للنصر منه على الصهاينة.

من جهته أكد الشيخ وائل الزرد إمام المسجد العمري الكبير والداعية الإسلامي في القطاع، أن المواطنين تجمَّعوا فوق ركام المساجد المُدمَّرة وفي محيطها لإقامة صلاة الجمعة في ظل العدوان الصهيوني.

وأوضح الزرد أن مساجد القطاع كلها، والتي يتجاوز عددها 1200، شهدت إقبالاً شديدًا من المُصلِّين قبل بدء خطبة الجمعة بساعات؛ الأمر الذي لم تألفه تلك المساجد قبل العدوان، معتبرًا أن الاحتلال يستهدف دُور العبادة بسبب نفاد الأهداف أمام الطائرات الحربية، على حدِّ قوله.

 

وأضاف أن استهداف المساجد هو قمة الهمجية الصهيونية؛ فعندما نفدت أهداف القصف صبوا جام غضبهم على المساجد، قاصدين أن ينقلب الناس عنها، وأن تعود المساجد فارغةً، لكن ما حدث كان العكس.

وفنَّد الزرد ذرائع الاحتلال باختباء المقاومين داخل المساجد، قائلاً: "إن المواطنين الذين استشهدوا من جرَّاء قصف المساجد هم من المدنيين ومن سكان المنازل المجاورة لها"، متهمًا الاحتلال بتلفيق المبررات ليتسنَّى له إحداث أكبر دمار ممكن في البنية التحتية للقطاع.

وحول دَور المساجد في قطاع غزة أكد الزرد أنها تُعَد دُورًا للعبادة ولإقامة حلقات الذكر والقرآن والدروس الدينية، كما يتلقَّى فيها طلبة المدارس دروس تقوية في مختلف المواد، لافتًا إلى أن المناسبات الاجتماعية يعلن عنها عبر المساجد، ويتم بداخلها إصلاح ذات البين وتوزيع بعض المعونات للمواطنين، كما تفعل الجمعيات الخيرية من خارج القطاع التي تختار أكبر مسجد لتوزيع مساعداتها على السكان.

ونوَّه الزرد بأن مساجد قطاع غزة توجد في أماكن مأهولة بالسكان، لافتًا إلى أن المواطنين يتهافتون لشراء الأراضي المحيطة بالمساجد وبناء منازلهم عليها.

من جانبه استنكر رئيس هيئة علماء المسلمين في فلسطين والنائب في المجلس التشريعي حامد البيتاوي ما وصفها بجريمة هدم المساجد، قائلاً إن تلك الممارسات لا يُقرُّها شرع ولا دين ولا قانون، وأن الأصلَ في الحروب تجنب دُور العبادة.

واعتبر البيتاوي أن استهداف المساجد في القطاع دليلٌ على كذب ما يدَّعيه الاحتلال بأنه يراعي حرية الأديان والعبادات، مطالبًا بإيقاف العدوان وسياسة هدم المساجد.

وأضاف: "ليست هذه المرة الأولى التي يعتدي فيها الاحتلال على المساجد؛ فقبل أن يهدمها في قطاع غزة حرق المسجد الأقصى وحفر من تحته الأنفاق، وما زال يمنع المُصلِّين من الدخول فيه".

وأكد أن ادِّعاءات الاحتلال باختباء المقاومين داخل المساجد واهية ومكشوفة أمام كل العالم، مُبيِّنًا أن مَن يلجأ إلى المساجد هم من قصَف الاحتلالُ بيوتَهم من النساء والأطفال والشيوخ، وأن المقاومين مأواهم العراء، على حدِّ تعبيره.

ودعا البيتاوي العرب والمسلمين إلى الوقوف مع أهالي قطاع غزة؛ لأنهم يدافعون عن كل الأمة كما قال، معتبرًا أن الواجبَ الديني والإنساني يفرض على الكل أن يهبُّوا لنجدة الشعب الفلسطيني، وأن الوسيلةَ الوحيدة "لاستئصال إسرائيل هو الجهاد"، كما ورد على لسانه.

 

قائمة بالمساجد التي دمرتها "إسرائيل" في غزة

خاص -مركز البيان للإعلام

1 - مسجد الشهيد عماد عقل، وسط مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة وأدى تدميره بالكامل إلى تدمير منزل مجاور واستشهاد خمسة شقيقات من عائلة بعلوشة.

 

2 - مسجد أبو بكر الصديق، في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة وقد تم تدميره بالكامل نتيجة القصف الإسرائيلي المباشر عليه.

 

3 - مسجد النصر، يقع في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ويعتقد أنه مسجد أثري بني قبل عشرات السنوات.

 

4 - مسجد الشفاء، غرب مدينة غزة وقبالة مجمع الشفاء الطبي وأدى تدميره إلى تضرر المشفى وعدد من المنازل المجاورة له.

 

5 - مسجد عمر بن الخطاب، في مخيم البريج وسط قطاع غزة وهو مكون من خمسة طوابق ويشمل مسجد وروضة ومحطة تحلية للمياه.

 

6 - مسجد الخلفاء الراشدين وسط مخيم جباليا للاجئين وقصف عقب تدمير منزل الشيخ نزار ريان واستشهاد 14 فردا من عائلته.

 

7 - مسجد الأبرار، يقع في بلدة بني سهيلا جنوب شرقي القطاع بالقرب من مدينة خان يونس.

 

8 - مسجد الشهيد عز الدين القسام، يقع في عبسان بخان يونس جنوب قطاع غزة، حيث عملت الطائرات الصهيونية على تسوية المسجد بالأرض.

 

9 - مسجد أبو حنيفة النعمان، يقع في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة وتضرر عدد كبير من المنازل المجاورة من جراء القصف، والمنطقة هي مجمع لأبراج تضم صحافيين وأطباءً ومدرسين.

 

10 - مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة، يقع في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقد استشهد عقب قصف بوابته 16 شهيدا بعد أدائهم صلاة المغرب.

 

11 - مسجد التقوى، في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة وقد قُصِفَ على عدة مراحل.

 

12 - مسجد النور المحمدي، تم تدميره بالكامل، وهو من أكبر المساجد في قطاع غزة من حيث المساحة وعدد الطوابق.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ