ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس  20/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عندما "تموت" صحيفة نخبة

جهاد الزين     

jihad.elzein@annahar.com.lb

كيف تموت صحيفة؟ نعرف: تُقفل.

كيف تموت صحيفة كبيرة؟ غالبا تموت واقفة.

لكن" الكريستشان ساينس مونيتور" تموت على اقدامها منذ اكثر من عقد ونصف العقد، وهي منذ اسابيع اعلنت الاقفال النهائي... ومع ذلك لم تمت تماما، وربما لن تموت اذا اثبتت ان طبعتها الالكترونية ستحفظ لها – او تجدد – سمعة وتأثيرا وانتشارا وَرَقيا كان لها سابقا.

عندما وصلت اليها عام 1988 للقيام بدورة تدريبية لبضعة اشهر بدأتها في مبناها الرئيسي التاريخي في قلب بوسطن وأنهيتها في مكتبها في واشنطن... كانت "الكريستشان ساينس مونيتور" حالة خاصة بين الصحف الكبرى في الولايات المتحدة الاميركية.

من حيث التوزيع كان رقمها غير واسع اميركيا. لكن من حيث نوعية القراء كانت صحيفة نخبة مؤثرة على صناع القرار... فبين الاكثر من مئتي الف نسخة اليومية كان الشائع ان الرئيس في البيت الابيض هو "قارئها الاول".

صحيفة نخبة... منتشرة، نوع من "لوموند" اميركية اذا جاز التشبيه وهو ليس جائزا على اكثر من مستوى في مقدمها طريقة التحرير.

صحيفة "تابلويد"... بل من قياس ورقي اصغر من "تابلويد" كانت تستعد عندما بدأت التدرب فيها للانتقال الى ما قيل لي يومها انه "الجيل الثاني للكومبيوتر".

• • •

إذاً... كيف تموت واقفة على اقدامها صحيفة نخبة؟

هذا هو السؤال الاصح. فالتداعي الاحتضاري الذي جعلها تفقد تدريجا كتلة اكثرية من قرائها يطرح السؤال عن شيخوخة الصحيفة، دائما اعني الصحيفة الكبيرة، كبيرة تأثيرا، او كبيرة انتشارا او كلاهما معا. وهذا يجعل اي صحيفة فائقة السطوة، فالانتشار بلا الاحترام – اذاً التأثير – الذي تحدثه صحيفة في مناطق وبلدان توزيعها لا يعطيها "سلطة" معنوية على النخب، والعكس، الاحترام النخبوي وحده، على الارجح، بل الاكيد ضمن منطق السوق، لا يضمن بقاءها.

تنتمي طبعا إلى "النيويورك تايمز" و"الواشنطن بوست" و"البوسطن غلوب" وبعض قليل غيرها في الصحافة الاميركية الى هذه الفئة الفائقة السطوة عبر جناحي انتشارها وتأثيرها.

"الكريستشان ساينس مونيتور" رسمت لونا خاصا جدا في الصحافة الاميركية. ولكن غير معزول حتى لو لم تنتم الى فئة الصحف المشار اليها المسماة "وطنية" رغم ان كلا منها تحمل اسم احدى المدن الكبرى.

لكن "الكريستشان ساينس مونيتور" استحصلت على رتبة "وطنية"... ما وعلى طريقتها. وبالتالي رتبة عالمية.

• • •

الصحف الكبيرة... كالحيوانات الاسطورية، يمكن ان تموت واقفة ثم تنبعث من موتها الواقف.

أهي كفاءة تبدل الاجيال؟ لكن يمكن ان يحصل الموت كما الولادة داخل الجيل نفسه.

أهي الأقدار؟ الصحف الكبيرة كالدول – لا يمكن رد سقوطها او صعودها الى القدر وحده... لانه حصيلة معطيات عامة وفردية معا. اخفاقات او نجاحات عامة وفردية.

... سنرى... في حالة "الكريستشان ساينس مونيتور" الصحيفة التي اكن لها العرفان – كيف لموت حداثي عبر اقفال الطبعة الورقية، ان يكون اختبارا لولادة، او لسعي للبقاء "ما بعد الحداثي" عبر طبعتها الالكترونية؟

ـــــــــــــ

المصدر : النهار 18/11/2008

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ