ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت  01/11/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من قتل هايدر.. حادث سيارة أم كرهه لإسرائيل

قتل زعيم "حزب التحالف من اجل مستقبل النمسا" اليميني المتشدد يورغ هايدر، فجر السبت في حادث سيارة وقع جنوب كلاغنفورت عاصمة مقاطعة كارنثيا (جنوب) التي جعل منها معقلا لسياسته الشعبوية.

 

واعلنت الشرطة ان جهود فرق الاسعاف لانقاذ هايدر باءت بالفشل، اذ فارق السياسي المثير للجدل الحياة عقب الحادث بقليل بسبب تهشم عموده الفقري واصابته بجروح خطرة في الرأس والصدر.

 

واشارت الى انه فور انتهاء نشاط لحزبه انطلق بسيارته الى منزل والدته للاحتفال بعيد ميلادها الـ90، لكنه فقد السيطرة على السيارة بسبب السرعة، فانحرفت عن الطريق العام وانقلبت به مرارا.

 

واعرب معظم القادة السياسيين عن تأثرهم البالغ. فوصف الرئيس النمساوي هاينز فيشر وفاة هايدر بالمأساة الانسانية، فيما اعتبر الناطق باسم "حزب التحاف" شتيفاه بيتزنير ان وفاة زعيمه "نهاية للعالم وغياب للشمس عن سماء مقاطعة كارنثيا" التي حكمها هايدر مجددا منذ عام 1999.

 

ويأتي غياب هايدر (58 سنة) بعدما حقق حزبه الذي يمثل اليمين المتشدد تقدما ملحوظا وحصل على 10 في المئة من الاصوات في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي اجريت في 28 ايلول (سبتمبر) الماضي، على رغم انشقاقه عن حزب "الحرية" المتطرف وتأسيسه "التحالف من اجل مستقبل النمسا" عام 2005، مبديا قوة اقناع ثابتة بلهجة اقل عنفا.

 

اذ تخلى في حملاته الانتخابية عن تصريحاته المثيرة والمعادية للاجانب، مركزا على مكافحة البطالة وغلاء المعيشة والامتيازات والفساد.

 

ويعد هايدر من اشهر السياسيين النمساويين الذين طبعوا فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وانخرط في السياسة منذ مطلع شبابه، واصبح اصغر عضو في البرلمان. ورسخ مفاهيم اليمين لدى ناخبيه منذ ان بدأ صعوده من خلال حزب "الحرية" الذي تزعمه عام 1986.

 

وواكب مسيرته السياسية جدال واسع لما اتسمت به حملاته من شعارات متطرفة وانتقادات للحكومة ومقارنتها بالعهد النازي، اذ اشاد بالسياسات العمالية لـ "الرايخ الثالث" ووصف معسكرات الاعتقال النازية بانها معسكرات "تاديبية".

 

ومع تصريحات هايدر التي ترجمت بانها "معادية للسامية"، جوبه انضمام حزبه الى التشكيلة الحكومية بزعامة المستشار المحافظ فولفغانغ شوسل عام 2000 بموجة تنديد محلية ودولية واسعة.

 

ونظرا الى ازدياد المخاوف من تنامي نفوذ التيار اليميني، فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات جزئية على النمسا.

 

كما تسبب هايدر في توتير العلاقات مع اسرائيل، اذ تلاسن مرات مع رئيس الجالية اليهودية في النمسا ارييل موزيكانت وشتم رئيس وزراء الكيان السابق ارييل شارون معربا عن استغرابه اطلاق اسم "اريل"، وهو مسحوق للغسيل، على "اشخاص بهذه القذارة".

 

وفي عام 2000 ايضا، قررت تل ابيب تجميد علاقاتها الدبلوماسية مع النمسا وسحبت سفيرها من فيينا، ولم تعد العلاقات الى طبيعتها إلا بعد ثلاث سنوات ونصف السنة، إثر تقديم فيينا اعتذارا رسميا وتدخل وسطاء بين الطرفين.

 

وفي صيف العام 2006 واثناء شن اسرائيل لعدوانه على لبنان، بثت قناة العالم الاخبارية مقابلة مع هايدر، اكد فيها مواقفه الثابتة المنددة بالعدوان الاسرائيلي ودعا الى طرد ما يسمى بالسفير الاسرائيلي لدى النمسا وهو موقف تميز به آنذاك عن باقي السياسيين النمساويين.

 

يورغ هايدر كان في سن الخمسين حين نجح في تحقيق نسبة تأييد لا باس بها لحزبه عام 2000 وقرر المشاركة في ذلك العام بحكومة نمساوية ائتلافية فجن جنون اسرائيل اولا والحركة الصهيونية العالمية ثانيا والولايات المتحدة ثالثا.

 

وكان السبب المعلن لهذا الغضب الاسرائيلي هو ان (هايدر) يقود حزبا يطرح افكارا نازية مثل ايقاف الهجرة الى النمسا وعدم قبول المهاجرين اليها، وعدم الاعتراف بوجود "محرقة" لليهود الاوروبيين في الحرب العالمية الثانية والتأكيد ان الحركة الصهيونية ضللت العالم هي واسرائيل في موضوع المحرقة.

 

وكان (هايدر) يفضل ايضا عدم مشاركة النمسا في الاتحاد الاوروبي ويدعو الى سياسة متشددة تجاه العمل والتشغيل في النمسا ويطرح مواقف يمينية اجتماعية واقتصادية في النمسا.

 

والطريف ان احد مستشاري (هايدر) في ذلك الوقت كان من اليهود وتولى منصبا وزاريا في الحكومة الائتلافية النمساوية وكان يحتل منصب نائب امين عام حزب "الحرية" الذي يرأسه هايدر نفسه ثم تبين بعد استقالة تلك الحكومة بسبب تهديد عدد من الدول الاوروبية والولايات المتحدة واسرائيل بفرض مقاطعة على النمسا ان ذلك الوزير اليهودي النمساوي كان يعمل جاسوسا لمصلحة الموساد الاسرائيلي واعترف بذلك وهو يحمل الجنسية الاسرائيلية اضافة الى النمساوية.

 

واقر هايدر في اكثر من مناسبة بعد اجبار حزبه على الاستقالة من الحكومة انه خدع بذلك الوزير وانه يريد نسيان ما حصل معه عام 2002 وخصوصا فيما يتعلق بعميل الموساد الذي زرع داخل الحزب ورافق هايدر في عدد من الجولات السياسية في دول عديدة قبل انسحاب هايدر من الحكومة الائتلافية في عام 2002، وفي عام 2005 انسحب هايدر نتيجة الضغوط الداخلية النمساوية والخارجية من حزبه واسس حزبا باسم "الاتحاد من اجل مستقبل النمسا" وفاز في الانتخابات التي جرت في ايلول 2008 بـ 11% من المقاعد بينما فاز حزب "الحرية" الشقيق لحزب هايدر بـ 17.5% وهذا ما جعل الحزبين اللذين يحملان افكارا يمينية مشتركة قادرين على المشاركة في حكومة ائتلافية جديدة.

 

وكانت اسرائيل قد هددت قبل اسبوع تقريبا بانها ستسحب سفيرها من فيينا وتجند العالم كله على هايدر اذا ما شارك في حكومة ائتلافية بسبب تصريحاته المعادية لاسرائيل وللحركة الصهيونية بموجب افكاره اليمينية المتشددة في عدائها لليهود.

 

اما الولايات المتحدة فقد انضمت الى اسرائيل وحذرت من عودة هايدر الى المشاركة في اي حكومة نمساوية ائتلافية كما حذرت دول الاتحاد الاوروبي من السكوت على مشاركة هايدر او حزبه في الحكومة.

 

ويبدو ان واشنطن واسرائيل وعددا من الدول الاوروبية ادركوا ان فوز حزب هايدر بضعف ما حصل عليه قبل اعوام وفوز حزبه السابق والشقيق لحزب (الاتحاد من اجل مستقبل النمسا) بـ 30% من الاصوات سيحمل معه سياسة نمساوية جديدة في اوروبا وسوف يشجع الاحزاب الاخرى التي تحمل شعارات او افكارا مشابهة لحزب (الحرية) على تصعيد وزيادة نشاطاتها للفوز بالمزيد من المقاعد البرلمانية.

 

فعلى الرغم من المواقف المتشددة التي تنتهجها هذه الاحزاب مع المهاجرين الى اوروبا الا ان شعبيتها بدات تزداد وقد تتضاعف مع الازمة الاقتصادية والمالية العالمية اذا لم تتمكن الدول الاوروبية من احتواء مضاعفات الازمة التي تولدت عن انهيار اهم البنوك الاميركية واسواق الاسهم في الولايات المتحدة.

 

ومن المقدر ان تشكل نتائج الانتخابات البرلمانية في النمسا مؤشرا مهما على تصاعد الاتجاهات الاكثر يمينية في عدد من الدول الاوروبية وزيادة شعبيتها وهو ما يؤثر على مستقبل الاتحاد الاوروبي لان عددا من هذه الاحزاب اليمينية يدعو علنا الى عدم الانضمام الى الاتحاد الاوروبي ويؤكد ضرورة حماية حدود الدول التي تنتمي اليها هذه الاحزاب من دخول (الاجانب) او استقبالهم باعتبارهم مهاجرين، وقد اعتاد قادة اسرائيل على استغلال هذه الظاهرة السياسية في اوروبا والعالم بطريقتين للاستفادة منها:

 

الاولى هي اتهام هذه الدول او الاحزاب (بمعادة السامية) اي معاداة اليهود في اوروبا واستخدام ذلك لاقناع اليهود او تحريضهم على الهجرة الى اسرائيل والثانية ممارسة الضغوط على هذه الدول لحماية مصالح اليهود المواطنين فيها وزيادة نفوذهم.

 

وهناك من يعتقد ان من مصلحة اسرائيل التخلص من يورغ هايدر بعد ان ازدادت شعبيته خصوصا بعد اعلانه انه يتطلع الى الوصول الى منصب المستشار اي (رئيس حكومة النمسا) في الانتخابات المقبلة وليس الى منصب وزير في حكومة ائتلافية.

 

فاسرائيل كما ذكرت بعض المواقع على الانترنت ازدادت مخاوفها من شخصية هايدر المحبوبة في الاوساط الشعبية النمساوية فالحزب الجديد الذي اسسه بعد الاستقالة من حزبه السابق لم يكد يمر على تأسيسه سوى سنتين ورغم ذلك فاز بـ 11% من المقاعد دون ان يخسر حزبه السابق وزنه وشعبيته.

 

ولم تخف وزارة خارجية الكيان الاسرائيلي هذه المخاوف حين اعلنت في بيان رسمي لها نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية في 29 ايلول الماضي ان اسرائيل تشعر بالقلق الشديد من نهوض قوة زعماء نمساويين يحملون افكارا تنفي وجود (المحرقة) وتدعو الى افكار نازية تستهدف اليهود.

 

وذكر الناطق باسم خارجية الكيان الاسرائيلي ان (فوز هايدر بهذه النسبة عن طريق حزب جديد يشكل تطورا مزعجا وان الخارجية الاسرائيلية تتابع هذا التطور عن كثب وباهتمام) ولم تتخذ اسرائيل قرارا بسحب سفيرها بعد فوز هايدر بهذه النسبة بل اعلنت انها تراقب ما يجري باهتمام لرؤية النتائج.

 

لكن التقارير التي جاءت من النمسا كانت تؤكد ان اي حكومة ائتلافية يراد تشكيلها بعد هذه الانتخابات لن يكون في مقدورها تجاهل وجود حزبين يمينيين يحملان افكار هايدر وهذا ما اعلنه المحلل السياسي النمساوي حين قال: ان احتمالات وجود حكومة مستقرة في النمسا بعد هذه النتائج وفي المستقبل القريب يشك فيها اذا لم يشارك فيها الحزبان او احدهما.

 

ومنذ ذلك الوقت من نهاية ايلول الماضي لم تتوقف اسرائيل عن نشاطها بين الدول الاوروبية والولايات المتحدة للتخلص من كابوس سينتظرها اذا ما اصبح هايدر وزيرا فاسرائيل التي نجحت في المرة الاولى بزرع عميل للموساد داخل قمة حزب (الحرية) لن تعدم اي وسيلة او محاولة لتكرار التجربة بطريقة اكثر وحشية هذه المرة.

 

لكن هايدر (متزوج وله ابنتان) لم يعرب ابدا عن اسفه لما صدر عنه من تصريحات متطرفة. كما لم يتراجع عن تأييده للنازية.

 

وتعرض الاسبوع الماضي لانتقاد من المفوضية العليا للاجئين لانه امر باحتجاز طالبي لجوء في مركز معزول في جبال الالب.

 

وعلى رغم عدم تسلم هايدر منصبا وزاريا في الائتلاف الذي شكله حزب "الحرية" مع حزب "الشعب" المحافظ عام 2000 او بعده، يجمع المراقبون على انه السياسي الاكثر شهرة في النمسا وخارجها، والشخص الذي جعل بلاده تتصدر صفحات الصحف العالمية لسنوات.

ــــــــ

المصدر : العالم

http://www.alalam.ir/NewsPage.asp?newsid=053240120081012145757

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ