ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 26/08/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الفتنة المذهبية "حاصلة" والاستنفار السنّي المتوتر "مفهوم"

وإلتفاف الحزب على فشله سنّياً لا يُجدي

مراجعةُ "حزب الله" للتجربة هي 

المدخلُ الى مصالحة سنّية ـ شيعيّة

نصير الأسعد

ان يقالُ ان ثمّة إستنفاراً سنّياً متوتراً، سياسياً ودينياً ضدّ "حزب الله"، فذلك ليس اكتشافاً. هو لتسجيل واقع وحقيقة. فالفتنة السنّية ـ الشيعيّة ليست احتمالاً بل هي حصلت بالفعل والبلد في قلب تداعياتها.

الفتنةُ تأسيساً على "الخطايا"

لا يكفي ان يقول "حزب الله" أن لا فتنة مذهبية او إن "الفتنة وراءنا" كي يكون قولُه صحيحاً. ولا يستطيع "حزب الله" ان يقرّر ما يشاء وأن يفعل ما يشاء وألا يتوقع نتائج من بينها عزلتُه على الصعيد السنّي. ولا يمكنه الإبقاء على صورته كمقاومة ضد العدو الاسرائيلي التي أحبّها الجمهور العربي ـ السنّي ـ تزامناً مع "مواجهته" لسنّة لبنان اللبنانيين والعرب.

كثيرةٌ هي المواقف والممارسات التي أعلنها "حزب الله" وأقدم عليها في السنتين الماضيتين، والتي ترقى الى مستوى "الخطايا" بحقّ السنّة، فولّدت الإحتقان والإستنفار المتوتر لديهم. لكنّه كابَر ولا يزال يكابر في الاعتراف بها. ولو لم يكُن "حزب الله" يمثّل ما يمثّل من حجم على المستوى الشيعي وقد "إقتطع" جزءاً كبيراً من الطائفة الشيعيّة، ولو لم يكن "حزب الله" حزباً سياسياً ـ عقائدياً ـ دينياً.. لما كان هذا البحث من أصله ولما كان هذا الإستنفار أساساً.

تجرّؤ "حزب الله" على لبنانية السنّة وعروبتهم

خلال السنتين الماضيتين، تعرّض "حزب الله" للسنّة ومرجيعاتهم السياسية والدينية على نحو مباشر "وفظ" ومسيء.

"تجرّأ" الحزب على ما لم يتجرأ عليه أحد من قبل، أي إتهام القيادة السياسية، الوطنية اللبنانية، لكن السنّية، في وطنيتها وعروبتها. وهكذا كانَ الرئيس فؤاد السنيورة وزعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري هدفاً للتخوين.

و"تجرّأ" الحزب على مقام مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني فصار المفتي في خطاب "حزب الله" يُسمى بـ"أحد المشايخ"، وصارت دارته هدفاً عسكرياً اثناء إجتياح بيروت في ايار الماضي.

و"تجرّأ" الحزب على توصيف قسم آخر من السنّة، خاصة اولئك الذين "سخنت دماؤهم" ربما اكثر مما يجب بالإرهاب.

و"تجرأ" على محاولة استلحاق "سنّة" أو تشكيل مجموعات سنّية باستخدام "النفوذ" و"القدرات" على أنواعها.

إذاً، تجرّأ "حزب الله" على الطائفة السنّية بثوابتها اللبنانية والعربية، وعلى مرجعيّاتها ورموزها. ولا يمكنُ في السياق نفسه تناسي موقفه من المحكمة الدوليّة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولا حصارُه للسرايا لمدّة عام ونصف العام.. وقد توّج ذلك كله باستخدام السلاح واستهداف السنّة في بيروت والشمال والبقاع.

.. ينفي الجراح ثمّ يستغرب نكأها

حصلَ كلّ ذلك و"حزب الله" يقول تارةً إن الفتنةلن تقع أو إنها لم تحصل أو إنه الضمانة "الوحيدة" لعدم حصولها، ثم يقول تارة أخرى إن الجراح تندمل مع الوقت ولا حاجة أو مبرر لأي "إعتذار" وإذا كان من إعتذار فليكن لـ"المقاومة". والغريب ان الحزب الذي لا يبذل أي جهد لـ"تصحيح" العلاقة بالسنّة والبيئة السنّية يستغرب أن يكون ثمّة من ينكأ الجراح، وهو الذي يفترض به ان يدرك ان وحدَها الجراح التي لم تندمل هي التي يمكن لأحد أن ينكأها.

مسلسل فاشل

وكي تكون "الصورة" أكثر إكتمالاً، يجب القول إن "حزب الله" فشل سنّياً ليس فقط مع الخطوم السياسيين بل مع "البيئة" بمجملها.

أحرج بمواقفه ومماراساته حلفاءه من السنّة. والرؤساء سليم الحصّ وعمر كرامي ونجيب ميقاتي مثالٌ ساطع ولم يستطع أيّ منهم تحمّل ما أقدم عليه سواء في بيروت أو في طرابلس.

أوجدَ أدوات من نوع "جبهة العمل الإسلامي" وأدخلها في أجندة أمنية فسياسية فلم تقم لها قائمة وبقيَ من الجبهة داعيتها فتحي يكن.

حبلُ الصداقة والعلاقة.. والودّ مقطوعٌ مع "الجماعة الإسلامية" التي تمثّل تياراً إسلامياً معتدلاً وتحملُ خياراً لبنانياً تسووياً.

إذاً،ن في مراجعة لتجربة "حزب الله" مع السنّة، يتبيّن بوضوح أنها تجربة فاشلة وأنها "الاصل" في الأخطار الكبيرة التي تواجهها "الساحة" الإسلامية.

"وثيقة التفاهم"

حتى المحاولة الأخيرة المتمثلةبما سمّي "وثيقة التفاهم" بينه وبين جمعية "وقف التراث" السلفيّة، كانت فاشلة. فاشلةٌ ليسَ لأن التيار السلفي الذي وقّعها مع "حزب الله" أعلن تجميد "التفاهم"، وكان مضطراً الى ذلك بـ"ضغط" الإستنفارالسنّي المتوتر، لكنها فاشلة بإعتبار أنها لا تؤدي الى "وأد" الفتنة.

فبمجرد أن تتضمن "وثيقة التفاهم" نصاً على ان ينصرَ أحد طرفَيها الطرف الآخر "في حال تعرّض أحدهما لإعتداء"، هكذا وكأن البلد لا دولة فيه، فان "التفاهم" يبعث على الريبة.

.. رسالة إقليميّة؟

واللافتُ ايضاً انّ في يوم التوقيع على "التفاهم" ـ المنتقل الى رحمة الله بعد أربع وعشرين ساعة ـ نقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن "مصدر بارز في حزب الله"، إستعراضُه لعدد من الحيثيات المفسّرة للتفاهم. وفي هذه الحيثيات ان "زيارة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى النجف إنعكست سلباً عليه بين أبناء التيار السلفيّ اللباني المعارض للسياسة الاميركية، وانّ الحريري لم يستطع ايجاد أيّ اختراق بين صفوف الشيعة في لبنان المعادين لسياسة الهيمنة الاميركية فتوجّه الى فتح قنوات مع شيعة العراق (..)".

طبعاً، ليس النقاشُ الآن في زيارة سعد الحريري الى النجف ولا في قراءة "حزب الله" لها.لكنّ في ضوء التفسير المنسوب الى "حزب الله" فانه بـ"التفاهم" مع الجمعية السلفيّة يسعى الى تنظيم "إنشقاق سنّي"، او انه "يردّ" على الحريري بـ"رسالة إقليميّة". فكيف تكون "وثيقة التفاهم" معبّرة والحالة هذه عن "نوايا حسنة"؟.

الرئيس الشهيد ورواية "الجبلَين"

ثمّة مشكلةٌ سنّية ـ شيعيّة واضحة. وثمّة مصالحةٌ سنّية ـ شيعيّة لا بدّ منها. وإستمرار الفتنة بكافة مظاهرها خطير. فما المطلوب؟.

كانَ يحلو للرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يروي أنه عندما التقى الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله بعدَ مشكلة "جسر الأوزاعي" في العام 2002 قال له "أنا أعتبر يا سيّد أن حزب الله جبلٌ فكيف تنظرون أنتم إليّ"، فردّ نصرالله "وأنت جبلٌ ايضاً". وبما ان كل جانب من الجانبين إعتبر الآخر "جبلاً"، فقد اتفقا آنذاك على أن من الخطير أن يصطدم الجبلان.

ومع إندلاع الحرب في العراق في العام 2003 وبعدَ مدّة منها، كانَ الرئيس الشهيد يتابع بقلق التطورات العراقية متخوفاً من الصراع المذهبي السنّي ـ الشيعيّ في بلاد الرافدين، وكان "يوحي" بأن "علاقة الجبلين" في لبنان ضرورية كي لا تنتقل الفتنة المذهبية الى لبان، خاصة ان المعطيات في تلك المرحلة كانت تؤشّر الى متغيرات تؤذن بنهاية عصر الوصاية السورية على لبنان. ومما لا شك فيه ان حوار الحريري ـ نصرالله الذي ابتدأ فعلياً في أيار 2004 كانَ من جانب الرئيس الشهيد على الأقل هادفاً الى ضمان استقرار الوحدة الوطنية، والعلاقة السنّية ـ الشيعيّة.

المطلوبُ إذاً من "حزب الله" أن يراجعَ تجربته السنّية وأن يستخلص الدروس وأن يعلنها بما يؤسّس لمصالحة من "الباب العريض".. وإلا فان الأخطار جاثمة والى تفاقم. فلا يمكنُ إكراه السنّة وقهرهم. ولا مجال للمناورات.

إن الفتنة السنّية ـ الشيعيّة "الواقعة" تتقدّم معالجتها على الحوار الوطني بل هي أحد مداخل نجاحه.

ــــ

المستقبل

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ