ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 06/05/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الشيخ رائد صلاح لصحيفة "أوان" الكويتية:

الحفريات "الإسرائيلية" شهدت تسارعا كبيرا والأعمال الاستيطانية تهدف إلى إحاطة المسجد بحلقة كاملة من المستوطنات

نشرة الأقصى الإلكترونية

القدس المحتلة، السبت 26-4-2008م، 20/4/1429هـ - أكد الشيخ رائد صلاح- رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني- أن سلطات الاحتلال في القدس سرّعت من وتيرة تهويد المسجد الأقصى المبارك، من خلال الحفريات التي شهدت تسارعا كبيرا، إضافة لمواصلة الأعمال الاستيطانية في البلدة القديمة بهدف إحاطة المسجد بحلقة كاملة من المستوطنات.

وفي حوار شامل أجرته «أوان» الكويتية حول أخر المستجدات في قضية القدس والمسجد الأقصى، كشف الشيخ صلاح عن تلقيه  تهديدا بالاغتيال منتصف الشهر الماضي ..

نص الحوار الصحفي:

= في ظل الكشف المتزايد عن الحفريات "الإسرائيلية" داخل الأقصى، إلى أين وصلت هذه الحفريات؟

 

-  في هذه الأيام تقوم المؤسسة "الإسرائيلية" بحفريات عميقة ذات اتجاهات متعددة، وكلها تتجه نحو المسجد الأقصى، وهي حفريات بدأت تتغلغل تحت الأقصى مباشرة، وهي ذات مخاطر شديدة جدا خاصة إذا ما جمعناها مع الحفريات التي جرت على مدار الأربعين سنة الماضية، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً جدا على المسجد الأقصى، وهناك حوادث انهيارات تشير إلى ذلك. فقبل أسابيع، وقع انهيار في ساحات الأقصى، وقبل أسبوعين وقع انهيار عند حمام العين، وقبل سنوات وقع انهيار عند باب المغاربة، كما بتنا نلاحظ التصدعات في بيوت الفلسطينيين الذين يعيشون بشكل ملاصق للمسجد الأقصى، وأيضا تصدعات في منطقة سلوان وتصدعات في المسجد الموجود في حي سلوان. ومنذ 40 عاما تواصل المؤسسة "الإسرائيلية" حفرياتها في المسجد الأقصى، وكشفت مؤسسة الأقصى من خلال مؤتمر صحفي نظمته قبل أسابيع عن المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، وأثبتت ذلك بالصور وأشرطة الفيديو.

 

= وماذا تتوقعون أن يحدث شعبياً ورسمياً في حال تعرض المسجد الأقصى للهدم لا سمح الله؟

 

-  نحن ما زلنا نتمسك بإجابة واضحة، وهي أن المسجد حق إسلامي عربي فلسطيني، وهو قضية عربية فلسطينية إسلامية خالصة، ولم تكن يوما من الأيام قضية فلسطينية فقط، وبالتالي، آن الأوان لأن يخرج الجميع من حالة الصمت، وآن الأوان لأن يعلم الجميع أن نصرة المسجد الأقصى تقع على كل شعوب العالم العربي والإسلامي، وأنا شخصيا متفائل لأنني أدرك ما هو الحب الذي يكنه المسلمون للمسجد الأقصى المبارك، والأمة الإسلامية تحمل بذور الخير وهي رأس المال لنصرة المسجد الأقصى.

 

=  رغم كشفكم المتزايد عن تلك الحفريات، لكن المؤسسة "الإسرائيلية" لم توقفها، بل على العكس نلاحظ أحيانا أنها كثفتها، فما الحل برأيكم؟

 

-  الخطر الأساس الذي يعاني منه المسجد الأقصى هو وقوعه تحت الاحتلال، والحل الجذري بإزالة الخطر أي بزوال الاحتلال، واستمرار الحفريات مربوط بوجود الاحتلال، وحتى تتوقف هذه الحفريات أنا على قناعة أنها لن تتوقف إلا إذا زال الاحتلال عن المسجد، وبالتالي أؤكد أنها مهمة عربية وإسلامية وليست مهمة فلسطينية فقط.

 

= هل تعتقد أنكم قمتم بجميع الخطوات اللازمة لحماية الأقصى؟

 

-  نحن قمنا بالخطوات التي يمكن أن نقوم بها وفق إمكانياتنا، ويوم أن أتيح لنا تنفيذ مشاريع إعمار في الأقصى لم نتردد، والكل يعلم أننا تمكنا برعاية هيئة الأوقاف وهيئة الإعمار من إعمار المصلى المرواني، ومصلى الأقصى القديم، وإعمار ساحات واسعة داخلية، وبناء حمامات ومتوضآت في الأقصى، سواء في الأبواب الأسباط، وحطة، وفيصل، والمجلس، وهناك مشاريع كثيرة لن أستعرضها بالتفصيل، وكنا وما زلنا ممن يسعون إلى الارتباط اليومي مع الأقصى من خلال استنفار أهلنا من الجليل والمثلث والمدن الساحلية عبر مسيرة البيارق للرباط اليومي في الأقصى منذ صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء. وهذه المسيرة هي التي ترفد المسجد الأقصى بآلاف المرابطين، وهذا ما عكس موقفا إيجابيا أثبت أن المسجد الأقصى ليس وحيدا وأن له من يحميه، ونحن نتعاون مع أهلنا في القدس لكي يواصلوا رباطهم اليومي، وما زلنا بالمرصاد للمؤسسة "الإسرائيلية"، ونفضح مخططاتها التدميرية التي تنفذها أو تنوي تنفيذها. ومازلنا نراسل، ونعقد المؤتمرات المختلفة على صعيد الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي ونرسل وفودا لمختلف أنحاء العالم، وهناك وفود ذهبت إلى تركيا ومصر وجنوب أفريقيا ومارسنا نشاطنا خلال موسم رحلة الحج والعمرة، وفق إمكانياتنا ونقوم بما نملك، وبسبب دورنا هذا نحن نعاني ودخلنا السجون، وقسم منا مازال ممنوعا من دخول الأقصى، لكن نؤكد بأننا ماضون على هذا الطريق.

 

= أعمال الاستيطان المتواصلة في محيط مدينة القدس، هل تشكل هي الأخرى خطورة على الأقصى؟

 

-  هي تشكل خطراً كبيراً جدا على الأقصى، فالاستيطان الذي ترعاه المؤسسة الإسرائيلية يستهدف تهويد القدس، وهو مأساة كبرى ستحل على المسجد الأقصى، الأمر الذي يعني عزل المسجد عن محيطه الفلسطيني، ويصبح محاصرا بحلقة استيطانية تفرض عليه أجواء من الإرهاب الاستيطاني اليهودي، وتتيح لليهود القيام بعمليات اقتحام للمسجد وإقامة طقوسهم الدينية ومحاولة الاعتداء على كل أهلنا الذين يواصلون رباطهم في الأقصى.

 

=  في ظل كل هذه المخاطر، لماذا لا يكون هناك خطة شاملة بالتنسيق مع الدول العربية والإسلامية لمواجهة الأخطار "الإسرائيلية"  في المسجد الأقصى؟

 

- أنا أتحدث عن نفسي على الأقل، وأكثر من مرة أعددنا خططا استراتيجية لكيفية إنقاذ المسجد الأقصى والقدس، وأرسلنا كل هذه الخطط إلى عشرات العناوين في العالم العربي والإسلامي، وما زلنا متفائلين بأن الخطط التي قدمناها قبل سنوات ستلقى تجاوبا وتعاونا لمواجهة تهويد القدس، والمحافظة على الأقصى كحق إسلامي عربي فلسطيني أبدي.

 

= تعرضتم للاعتقال على يد الشرطة "الإسرائيلية"، ومنعتم كثيرا من الوصول إلى المسجد الأقصى، هل لذلك تأثير في نشاطكم في فعاليات حماية الأقصى؟

 

-  كل هذا الأذى الذي نواجهه نقول إنه أذى لا يذكر، وهو ليس في حساباتنا ولا نخاف ممن يقف خلفه، وإذا كان هناك أثر فهو عكسي تماما أي أنه زاد من همتنا لنصرة المسجد وقدمنا الكثير من المشاريع ونضاعف من جهودنا لتقديم مثل هذه المشاريع ولن تثنينا السياسية العدائية "الإسرائيلية" عن أداء رسالتنا وواجبنا.

 

=  كيف ترى تأثير الخلاف الفلسطيني الداخلي على قضية الأقصى؟

 

- لا شك في أن هذا الخلاف مؤسف جدا، وبحد ذاته يصنع من حيث لا نقصد أجواء استغلتها المؤسسة "الإسرائيلية" ولا تزال تستغلها لمضاعفة جهودها من أجل تهويد القدس وهدم تدريجي للمسجد الأقصى وفرض سيادة على الأقصى والوصول إلى الحلم الأسود، وهو بناء هيكل مكان المسجد الأقصى، وهناك أيضا الصمت الإسلامي العربي الذي يعطي الأجواء المناسبة لكي تواصل المؤسسة "الإسرائيلية" هذه السياسات الاحتلالية التدميرية في المسجد الأقصى.

 

= ما الحل باعتقادك للخروج من المأزق الفلسطيني الحالي؟

 

- الحل واضح جدا للجميع وهو تجديد الحوار الفلسطيني - الفلسطيني وإحياء اتفاقية مكة من جديد، والعودة لحكومة وحدة فلسطينية تقف في وجه الاحتلال.

 

= أنتم كحركة إسلامية في الداخل الفلسطيني ، ألم تحاولوا رأب الصدع الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح؟

 

- نحن ما زلنا نحاول الدفع باتجاه المصالحة، وكان لي رسائل لكل الأطراف الفلسطينية وكذلك مؤتمرات صحفية وجهنا من خلالها نداءات للرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية من أجل تجديد الحوار وتجاوز الأزمة الداخلية، وللحق أقول خلال تلك النداءات تلقيت ردا إيجابيا من إسماعيل هنية، ومازلت أطمع بأن أتلقى ردا من الرئيس محمود عباس ومازلت أطمع بأن تنجح جهود المصالحة.

 

= لماذا ترفضون المشاركة في الانتخابات "الإسرائيلية"، رغم أن هناك أطرافا إسلامية تشارك بها، وتحظى بمقاعد في "الكنيست الإسرائيلي" ؟

 

- هذا الموضوع بات واضحا والكثير يشيد بموقفنا الذي تبنيناه، فنحن نقاطع هذه الانتخابات لأن الكنيست لا يمثل لجماهيرنا العربية سوى منبر احتجاجي ولا يزيد على ذلك إن لم ينقص من حقوق جماهيرنا، كما أنه لا يحل أي مشكلة بالنسبة لجماهيرنا العربية، إن لم يعقدها، ولم نتعامل مع هذه المؤسسة التي اسمها الكنيست، وهي ليست محل طمع عند الحركة الإسلامية، وأنا أسمع آراء من خاضوا هذه التجربة من أعضاء الكنيست العرب وأجدهم يتأسفون على هذه التجربة ويشعرون بأنهم غرباء في الكنيست ويشعرون بأن دورهم هو شهادة زور، ولو استعرضنا التجربة منذ انتخاب أول نائب عربي في الكنيست لوجدنا أن ثمار الجهود تصل إلى الصفر وهذا يكفي ليكون عبرة لنا لكي لا نخوض هذه التجربة وهي ذات أثر سلبي في مسيرة جماهيرنا في الداخل الفلسطيني.

 

= لكنكم شاركتم في انتخابات بلديات داخل الخط الأخضر ومنها بلدية أم الفحم فما الفرق في نظرك؟

 

- الفرق كبير، البلديات تملك إدارة لقضاياها الداخلية وتملك قرارا لإدارة مختلف الأمور الداخلية وتملك قدرة على تنفيذ مشاريع كثيرة يومية تحفظ من خلالها المسيرة التعليمية، الصحية، والبنية التحتية، والقضايا الاجتماعية، والاهتمام بقضايا الشباب والطفولة والمرأة والمجتمع عامة، فالبلديات تملك كل هذه الصلاحيات. وعلى سبيل المثال، يوم أن دخلنا إلى هذه الانتخابات في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر، الكل يشهد أن وجه أم الفحم تغير إلى الأحسن من كل الجوانب حتى من الناحية الرياضية، وكل أهل أم الفحم يقدرون الدور الحضاري الذي قامت به الحركة الإسلامية، ونحن خضنا أربع معارك انتخابية ونافسنا من نافسنا وكانت النتيجة في كل هذه المعارك أن حصلت الحركة الإسلامية على نسبة نجاح من 73 إلى75 % في أصوات الرئاسة.

 

= هناك دعوات بشكل دائم من الأحزاب اليمينية "الإسرائيلية" المتطرفة لتهجير فلسطينيي الداخل، ماذا تفعلون لمواجهة تلك الأخطار؟

 

- الدعوات بالترحيل كانت سابقا من قبل اليمين المتطرف "الإسرائيلي"، ولكن هذه الأيام تحولت إلى خطاب عام من قبل المؤسسة "الإسرائيلية" ككل، سواء الأطراف اليمينية فيها أو اليسارية، وسواء بالخطاب الرسمي أو الشعبي وإن كان خطاباً سياسياً أو استراتيجياً، فالكل يَصُب في الدعوة إلى ترحيلنا تحت مسميات مخادعة ومضللة مثل تعديل الحدود والتبادل السكاني، لكننا نقف موقف الواعي ونوعي جماهيرنا حول تلك المخاطر ونلتزم الثبات ولن نرحل، وسنبقى في أرضنا ولن نسمح بأن تتكرر نكبة فلسطين حتى نلقى الله.

 

= ماذا عن سياسة التهديد بالاغتيال من قبل المتطرفين اليهود؟

 

- لهجة التهديد بالاغتيال لم تكن مفاجئة لسبب بسيط وهو أن المؤسسة "الإسرائيلية"، وهي تمارس دورها التدميري في الضفة وغزة وفي القدس بشكل خاص، وفي الأقصى بشكل أخص، فقد اجتهدنا أن نقف في وجه هذه الممارسات فكان رد الفعل أن قامت المؤسسة "الإسرائيلية" باعتقالنا ظنا منها أن هذا الأمر سيكسر عزيمتنا ويدفعنا للتخلي عن دورنا، لكن لم يحدث ولن يحدث من قِبَلِنا. والمؤسسة "الإسرائيلية" عندما وصلت إلى هذا الاستنتاج غيرت طريقة التعامل معنا، وأصبحت اللغة هي لغة التهديد بالاغتيال، وبات من يسمون أنفسهم رجال الدين اليهود يصدرون الفتاوى التي تبيح قتلنا، وباتت هناك مجموعات تعلن أنها ستنفذ عملية الاغتيال، وبتنا نسمع ذلك بشكل صريح وهذه التهديدات تصلنا مباشرة. وبتاريخ 13 مارس/ آذار كان من المفروض أن أمثُل في مكتب تحقيق "إسرائيلي" في تمام الساعة الثالثة عصرا لكن جاءتني مكالمة هاتفية قالوا فيها إن هناك مخططا لاغتيالي من قبل يهود متطرفين في مدينة القدس ويجب أن آخذ حذري، وبالتالي الهدف هو الدفع إلى الضغط علينا وتهديدنا أكثر فأكثر للتخلي عن مسؤولياتنا تجاه الأقصى، والقدس، لكن هذا لن يحدث، وسنبقى فداء للأقصى إلى أن نلقى الله.

المصدر: مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ