ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 19/04/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


يوم الأسير الفلسطيني

يوم التضامن مع الأسير العربي في سجون العدو ووكلائه

محمود جلبوط *

وضعوا على فمه السلاسل

ربطوا يديه بصخرة الموتى،

وقالوا: أنت قاتل!

أخذوا طعامه، والملابس،

والبيارق

ورموه في زنزانة الموتى،

وقالوا: أنت سارق!

طردوه من كل المرافىء

أخذوا حبيبته الصغيرة،

ثم قالوا: أنت لاجئ!

يا دامي العينين، والكفين

إن الليل زائل

لا غرفة التوقيف باقية

ولا زرد السلاسل!

نيرون مات، ولم تمت روما

بعينيها تقاتل !

وحبوب سنبلة تموت

ستملأ الوادي سنابل!

يصادف اليوم 17 نيسان يوم التضامن مع  الأسير الفلسطيني، وحسب التقرير الشامل الذي ورد إلينا عبر الإيميل، وهو من إصدار الأسرى للدراسات بمناسبة يوم الأسير الرابع والثلاثون، فإنه يوجد ما يقارب من  11500 أسير فلسطيني وعربي موزعين على أكثر من 25 سجن ومعتقل ومركز توقيف تحقيق فى دولة الكيان الصهيوني، وهنالك ما يقارب من 360 طفل أصغرهم يوسف الزق ابن 3 شهور، وهنالك ما يقارب من 99 أسيرة فى سجن هشارون "تلموند " والجلمة، وما يقارب من 352 من الأسرى القدامى وما يقارب من 81 منهم ممن أمضى أكثر من عشرين عام  و13 منهم من أمضى ما يزيد عن ربع قرن من الزمان فى السجون الاسرائيلية، واثنين أمضوا أكثر من 30 عام متتالية " الأسير سعيد العتبة ونائل البرغوثى" و وما يقارب من 1200من الأسرى بالحكم الادارى و  195 من الشهداء فى السجون منذ عام 1967 منهم 48 نتيجة الإهمال الطبى و7 فى عام واحد 2007 بالاضافة لأسير فى هذا العام.

إن نصف هؤلاء الأسرى ممنوعين من الزيارات، وأسرى غزة لا يزورون منذ عام كامل بسبب إغلاق المعابر، إلى جانب الانتهاكات الصارخة التي ترتكب بحق الأطفال والأسيرات وسياسة التفتيش العاري والتفتيشات الليلية والأحكام الغير منطقية ولا شرعية فى المحاكم العسكرية وتقديم الطعام الغير نظيف من مساجين ذي تهم جنائية والتنقلات المتعاقبة بين الغرف فى القسم الواحد وبين الأقسام فى السجن الواحد وبين السجون المتفرقة من شمال البلاد حتى جنوبها وانتهاكات المحاكم بتمديدات إدارية قد تصل لثماني مرات على التوالي،  بالإضافة إلى العديد من الأسرى الذين سقطوا شهداء شهادة على همجية الاحتلال.

إننا إذ ندعو جميع القوى المناهضة للاحتلال وكل أنواع ممارساته من قتل وتعذيب واغتيالات وتجويع وحصار وتسفير للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والشعب الفلسطيني الصامد فإننا نهيب بهم أيضا للتضامن مع أسرى العراق وكل الأسرى القابعين في معتقلات الأنظمة العربية الاستبدادية.

 

لقد أثارت قصيدة محمود درويش، التي روسنا بها المقال، في الذاكرة الشخصية كثيرا من العذابات الماضية والقهر الذي ألمّ بنا خلف القضبان، نحن معتقلي النظام السوري السابقين، وكم خفف إنشادنا لأبياتها بحفاوة كبيرة عنا شحنة القهر المتراكمة هي و قصيدة „يا ظلام السجن خيّم إننا نهوى الظلاما“ للشاعر السوري نجيب الريّس، الذي ألفها إثر معاناته في سجن أرواد إبان الاحتلال الفرنسي. كنا نخرق بها صمت المكان الثقيل في أقبية التعذيب وقهر الزمن الراكد. كنا نلجأ إليها عندما يضيق الصدر بما يحمل وما يجثم عليه من صخور تلك الجدران الصفراء الغليظة الرطبة وبآلام الجسد المستباح بسياط الجلادين وصراخ المعذبين للدرجة التي شكلتا مع مرور الزمن الراكد إحدى مرتكزات الدعم المعنوي  الأساسية التي كنا نستند إليها للتخفيف من رعونة السجانين وساديتهم في استباحة أجسادنا وحرياتنا وآدميتنا.

وكما كنا ورثة المكان والنشيد ممن سبقونا  أصبح ورثتنا اللذين بدورهم سيورثوه  لغيرهم لاحقا مادامت هذه الأنظمة رابضة فوق رؤوسنا، ومادامت العلاقة البنيوية الوثيقة بين شرط وجودهم في السلطة واستبدادهم للشعب، ومادامت العلاقة البيوية بين هذه الفئات الكولونيالية والقوى الاحتكارية الغربية قائمة، والوضع بالتأكيد ليس حصرا بكيان عربي دون آخر بل هي مستمرة ومعاد إنتاجها منذ جلاء المستعمر(باستثناء الكيان الفلسطيني اللذي أقيم عوضا عنه الكيان الصهيوني ومازال يرزح شعبه تحت رحمة استعماره الاستيطاني الغاشم) عن بلادنا وتسليمه السلطات في الكيانات التي كان يسيطر عليها  إلى وكلائه من فئات الكولونيال أوالكولونيال المتجدد. 

هل ابتعدنا عن المقام بالمقال ؟ لا نرى هذا، لماذا؟؟

لأننا نرى أن هناك علاقة جدلية بين مرابطة الأسرى العرب منذ الاستقلال الشكلي لهذه الكيانات في سجون الكيانات الكولونيالية العربية ومرابطة إخوانهم الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني، وأن ذات الجدل يكمن بين ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية عبر القتل والاعتقال والتجويع والتهجير وما تتعرض له شعوب المنطقة على يد أنظمتها، على امتداد الكيانات العربية كلها، من ذات الكأس من القتل والاعتقال والتجويع والتشريد في منطقتنا العربية، وللتضامن مع الأسرى الفلسطينيين والعرب، لا نرى بدا من الخلاص من براثن الاحتلال الأجنبي العسكري في فلسطين والعراق وغيرهما، ومن مواجهة هذا التحالف الآثم القائم بين هذه الكولونياليات العربية والكيان الصهيوني والاحتكار العالمي لنهب ثروة المنطقة  و جهود شعوبها بتحالف مقدس يقوم بين فقراء هذه المنطقة ومظلوميها.

ولنجعل من يوم 17 نيسان إذا يوما للتضامن مع الأسير العربي في سجون العدو وفي سجون وكلائه.

* givara1954@yahoo.de

كنعان النشرة الألكترونية 16 نيسان (أبريل)  2008

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ