ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 20/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من قتل عماد مغنية؟!

بقلم جمال سلطان

لا أعرف لماذا تكون العاصمة السورية دائما مشهدا للاغتيالات التي تطال قيادات إسلامية ضالعة في الأعمال القتالية ضد الأمريكيين، وهي دائما اغتيالات غامضة ولا يعرف أحد من وراءها ولا الهدف منها، قبل عدة أشهر تم اغتيال المتحدث الإسلامي السني البارز "محمود غول أجاسي"، والمشهور بلقبه "أبو القعقاع"، وكان المراقبون يعتبرون أنه "أخطر" شخصية سورية طالب الأمريكان برأسها، كونه منسق عمليات المقاومة في العراق والمحطة الرئيسية لتمرير المجاهدين العرب إلى الداخل العراقي وكذلك المال والسلاح، والداعية والخطيب العلني في سوريا لدعم المقاومة العراقية.

وكان يحظى برعاية رسمية سورية غير مباشرة، فقد كان يتحرك بحرية ويخطب في المساجد ويستقبل الوفود وغير ذلك من أنشطة ذات حساسية عالية، وبطبيعة الحال فإن تحركه ونشاطه يكون بترتيبات خاصة مع أجهزة سورية مهمة، وبالتالي فمن الطبيعي أن يكون الرجل "مستودع أسرار" لها حساسية وخطورة كبيرة في ظل الاتهامات الدولية لسوريا بالتحريض على الإرهاب. وعندما تم اغتياله بالرصاص في دمشق، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اغتياله، كما أنه لم تنشط أي تحقيقات رسمية سورية في القضية، وتم التكتم عليها وانتهى الأمر.

بالأمس تم الإعلان عن اغتيال "عماد مغنية" القيادي الخطير في تنظيم حزب الله اللبناني بالقرب من مقر المخابرات السورية في منطقة كفر سوسة بالعاصمة السورية، الكشف عن اغتيال "مغنية" في دمشق له دلالات كثيرة، فماذا كان يعمل الرجل في سوريا، وهو المختفي من عشرين عاما عن الأنظار، ومتهم بقيادة أكثر من عملية تفجير واختطاف داخل لبنان وخارجه، ومطلوب من أكثر من أربعين دولة فضلا عن الانتربول، لاحقا أعلن عن أنه كان يتردد ما بين دمشق وطهران طوال هذه المدة.

مغنية هو الآخر مستودع أسرار، لأن الكثير من العمليات التي قام بها، لا يمكن أن تتم إلا بدعم مباشر أو لوجستي من أنظمة ودول وأجهزة أمنية محترفة، هل تكلم مغنية، هل ثرثر؟ هل فترات الاسترخاء الطويل التي عاشها بعيدا عن المواجهات، أفقدته الإحساس بموازين الذهب للأسرار؟

أعتقد أن ملف عماد مغنية سوف يتم إغلاقه هو الآخر دون أن توجه اتهامات جدية إلى أي جهة، ودون تحقيقات مهمة، صحيح أن تنظيم حزب الله سارع بتوجيه الاتهامات إلى الكيان الصهيوني بأنه قام باغتيال مغنية في دمشق، ولكن الصهاينة قاموا على الفور بنفي هذا الكلام، رغم ابتهاجهم بمقتل مغنية، الذي يتهمونه بتفجير مركزي يهودي في الأرجنتين قتل فيه ثمانون شخصا وعمليات اغتيال أخرى، ورغم أن الادعاء بأنهم قتلوه سيكون مفخرة لهم بطبيعة الحال، إلا أن البيان الرسمي الذي أصدره مكتب رئيس وزراء العدو، أكد على أنه لا صلة لهم بتلك العملية من قريب أو بعيد.

ولا أعتقد أن الصهاينة يقولون ذلك خوفا من النظام السوري وغضبته المخيفة مثلا، أو أنهم ينفون عن أنفسهم ذلك لتفادي اجتياح تنظيم حزب الله لشمال فلسطين مثلا، وأنا أميل إلى أن البيان الإسرائيلي صحيح، لم يقتلوه، رغم أن مقتله يسعدهم، وأتصور أن "مغنية" ذهب ضحية "بئر الأسرار"، فالرجل انتهى عمره الافتراضي فعليا، وأصبح غير صالح لممارسة مهامه العسكرية السابقة بفعل المطاردات والحصار، كما أن تقاطعه مع شبكات أمنية رسمية وغير رسمية معقدة جعله هو الآخر "مخزن أسرار"، وأمثال هؤلاء عند مرحلة معينة يكونون عبئا كبيرا على حلفائهم، ومصدر خطر أو ابتزاز يصعب الفكاك منه إلا بهذه الطريقة.

مجلة العصر 14/2/2008

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ