ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 14/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


من غزة تبدأ العزة ... ولكن

ميلود النويني - المغرب

إن ما يواكب حدث الحصار على غزة من متابعات إعلامية غزيرة بالتعليقات و الصور المثيرة، تجعل المتتبع يحار و يرتبك في الرسو على فهم صحيح للأحداث، فهم فعال يتجاوز الألم النفسي إلى فعل بنّاء و إيجابي.

و عجبي للمسلم الذي يناضل ويناظر كل من ادعى أو دعا للفصل بين الدين و السياسة، عجبي له في خضم مثل هذه الأحداث يسعى للخوض فيها بمنطق من يفصل بين الدين و السياسة، فهو يحاول فهمها بمنطق السياسة كما يدعي بعيدا عن الدين الذي يكتفي منه بالبسملة.

و النتيجة فهم بائس و خطاب بارد لا يصل إلى القلوب العاقلة للمسلمين، ثم نتساءل ما بال المسلمين لا يتحركون و يهبون لنصرة أهل أكناف بيت المقدس.

و عجبي للمسلمين و هم يعيشون اجواء الهجرة النبوية بمناسبة حلول عامها 1429 ، كيف لا يتلمسون المواساة و الأسوة الحسنة من نبيهم عليه أفضل الصلوات و أزكى السلام، ففي سيرته العطرة ما يثبت الفؤاد و يشحذ الهمم و يوضح الرؤى و يصحح الفهم و الفعل.

هؤلاء إخواننا في غزة يحاصرون، نعم، يعانون نعم، يستشهدون نعم، و لكن يا ضعفاء العزم [ ((" كيف تنبت أشجار المبادئ والأفكار بلا مواقف؟

كيف تعشق القلوب جباناً يعيش لبطنه؟

كيف تحب الأمة حقيراً ليس له في التضحية تاريخ، وفي البطولة قدم ، ولا في الإقدام منبر؟

يا صاحب المثل العليا وهل حملت روح الرسالات إلا روح مختار.)) ] كذا كتب الشيخ الجليل عبد الله عائض القرني في كتابه الجميل مجالس المؤمنين.

ثم اقرأ معي يرحمك الله هذه الآية الكريمة في كتاب الله العزيز، قال تعالى: ((" هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا، و لله خزائن السماوات و الأرض، و لكن المنافقين لا يفقهون (7) ")) [سورة المنافقون]

و قد قال مثل قولهم اليوم الثلاثاء 22 يناير 2008 مندوب العدو الصهيوني أمام مجلس الأمن أن سكان غزة اختاروا حماس وعليهم أن يؤدوا ثمن هذا الاختيار. فهو حصار يراد منه أن ينفضوا عما اختاروا.

(( و لله خزائن السماوات و الأرض و لكن المنافقين لا يفقهون )) و لكن أنى لهم أن يدركوا هذه الحقيقة وهم كافرون.

فلسطين كلها و أهل غزة يحاصرون نعم، و هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يحاصر قبلهم ثلاث سنوات مع بني هاشم وبني المطلب،كذا جاء في سيرة بن هشام رحمه الله:

• (( " قال ابن إسحاق : فلما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نزلوا بلدا أصابوا به أمنا وقرارا ، وأن النجاشي قد منع من لجأ إليه منهم وأن عمر قد أسلم ، فكان هو وحمزة بن عبد المطلب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجعل الإسلام يفشو في القبائل اجتمعوا وائتمروا ( بينهم ) أن يكتبوا كتابا يتعاقدون فيه على بني هاشم وبني المطلب على أن لا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم

فلما اجتمعوا لذلك كتبوه في صحيفة ثم تعاهدوا وتواثقوا على ذلك ثم علقوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيدا على أنفسهم وكان كاتب الصحيفة منصور بن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي - قال ابن هشام : ويقال النضر بن الحارث - فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشل بعض أصابعه . ))

و اقرأ معي بربك هذه الأبيات لأبي طالب، و تأمل هذه الرجولة و هذه الأنفة من رجل شهم عاقل شجاع قال بملء فيه رغم الحصار(( ولا نشتكي ما قد ينوب من النكب ))

• (( " قال ابن إسحاق : فلما اجتمعت على ذلك قريش ، وصنعوا فيه الذي صنعوا . قال أبو طالب :

ألا أبـلغا عـني عـلى ذات iiبـيننا      لـؤيا  وخـصا من لؤي بني iiكعب
ألـم تـعلموا أنـا وجـدنا iiمحمدا      نـبيا كـموسى خط في أول iiالكتب
وأن عـلـيه فـي الـعباد iiمـحبة      ولا  خـير مـمن خصه الله iiبالحب
وأن  الـذي ألـصقتم مـن iiكتابكم      لـكم  كـائن نحسا كراغية iiالسقب
أفـيقوا  أفيقوا قبل أن يحفر iiالثرى      ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب
ولا تـتبعوا أمـر الوشاة iiوتقطعوا      أواصـرنا  بـعد الـمودة iiوالقرب
‏وتـستجلبوا حـربا عـوانا iiوربما      أمـر  عـلى من ذاقه جلب iiالحرب
فـلسنا ورب الـبيت نـسلم iiأحمدا      لـعزاء  من عض الزمان ولا iiكرب
ولـما تـبن مـنا ومـنكم iiسوالف      وأيـد أتـرت بـالقساسية iiالشهب
بـمعترك ضـيق تـرى كسر iiالقنا      به  والنسور الطخم يعكفن iiكالشرب
كـأن  مـجال الـخيل في iiحجراته      ومـعمعة  الأبـطال معركة iiالحرب
ألـيس  أبـونا هـاشم شـد iiأزره      وأوصـى بـنيه بالطعان وبالضرب
ولـسنا  نـمل الـحرب حتى iiتملنا      ولا نـشتكي ما قد ينوب من iiالنكب
ولـكننا  أهـل الـحفائظ iiوالـنهى      إذا  طـار أرواح الكماة من iiالرعب

و انظر معي، عافنا الله، كيف خرج أبو لهب من بين أهله ليساند و يوافق على هذا الحصار الجائر الظالم، فحفظ التاريخ له هذه النذالة إلى اليوم و لكل زمان أهل نذالة فلا نبتئس :

• (( " قال ابن إسحاق : فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم وبنو المطلب إلى أبي طالب بن عبد المطلب ، فدخلوا معه في شعبه واجتمعوا إليه وخرج من بني هاشم أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب ، إلى قريش ، فظاهرهم .

قال ابن إسحاق : وحدثني حسين بن عبد الله (أن أبا لهب لقي هند بنت عتبة بن ربيعة ، حين فارق قومه وظاهر عليهم قريشا ، فقال يا بنت عتبة هل نصرت اللات والعزى ، وفارقت من فارقهما وظاهر عليهما ؟ قالت نعم فجزاك الله خيرا يا أبا عتبة )" ))

دامت المحنة ثلاث سنوات، و استمر الحصار على رسول الله صلى الله عليه و سلم و من معه حتى أكل المحاصَرون في الشعب العشب، نعم العشب.

((" قال ابن إسحاق : فأقاموا على ذلك سنتين أو ثلاثا ، حتى جهدوا لا يصل إليهم شيء إلا سرا مستخفيا ( به ) من أراد صلتهم من قريش . "))

و لكن في عرب الجاهلية كان أهل المروءة، و أصحاب الضمائر الحية الذين لا يرضون الظلم و لا يستسيغونه، ساءهم ما رأوا من جهد و عنت يصيب بني هاشم و بني المطلب و هم يُحاصرون، فمنهم من كان يبعث بالطعام لهم للتخفيف عنهم كما روى ذلك بن هشام في السيرة : 

((" قال ابن إسحاق : وقد كان أبو جهل بن هشام - فيما يذكرون لقي حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد ، معه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة بنت خويلد ، وهي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه في الشعب ، فتعلق به وقال أتذهب بالطعام إلى بني هاشم ؟ والله لا تبرح أنت وطعامك حتى أفضحك بمكة . فجاء أبو البختري بن هاشم بن الحارث بن أسد ، فقال ما لك وله ؟ فقال يحمل الطعام إلى بني هاشم

فقال ( له ) أبو البختري طعام كان لعمته عنده بعثت إليه ( فيه ) أفتمنعه أن يأتيها بطعامها خل سبيل الرجل فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه فأخذ ( له ) أبو البختري لحي بعير فضربه به فشجه ووطئه وطئا شديدا ، وحمزة بن عبد المطلب قريب يرى ذلك وهم يكرهون أن يبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيشمتوا بهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلا ونهارا ، وسرا وجهارا ، مباديا بأمر الله لا يتقي فيه أحدا من الناس ."))،

بل وصل الحال أن تواطأت مجموعة من ذوي المروءة و الشهامة لكسر الحصار و فكه، فنالوا بصنيعهم هذا، من التاريخ حُسن الذِكر حينما أنشد أبو طالب هذه الأبيات المعبرة يمتدح موقفهم فقال:

جـزى الله رهـطا بالحجون iiتبايعوا      عـلى مـلأ يـهدي لـحزم iiويرشد
قـعودا  لـدى خطم الحجون iiكأنهم      مـقاولة  بـل هـم أعـز iiوأمـجد
أعـان  عـليها كـل صـقر iiكـأنه      إذا مـا مشى في رفرف الدرع أحرد
جـري  عـلى جـلى الخطوب iiكأنه      شـهـاب بـكـفي قـابس iiيـتوقد
مـن  الأكـرمين من لؤي بن iiغالب      إذا سـيـم خـسفا وجـهه يـتربد
طـويل  الـنجاد خارج نصف iiساقه      عـلى وجـهه يسقى الغمام iiويسعد
عـظيم  الـرماد سـيد وابـن سيد      يحض  على مقرى الضيوف iiويحشد
ويـبني لأبـناء الـعشيرة iiصـالحا      إذا نـحن طـفنا فـي البلاد iiويمهد
ألــظ بـهذا الـصلح كـل iiمـبرأ      عـظيم الـلواء أمـره ثـم iiيـحمد
قضوا ما قضوا في ليلهم ثم أصبحوا      عـلى مـهل وسـائر الـناس iiرقد
هـم  رجعوا سهل بن بيضاء راضيا      وسـر  أبـو بـكر بـها iiومـحمد

كان هؤلاء خمسة، نعم خمسة، فهل نطمع في أمثال هؤلاء اليوم يهبون و يصنعون لأهل غزة و لأهل فلسطين كلها ما صنعوا للنبي محمد صلى الله عليه و سلم و أهله و المؤمنين؟

تريد أن تعرف من هم؟ و ماذا صنعوا ؟ يحدثنا عن هذا بن هشام في السيرة فيقول رحمه الله :

• [ ((" قال ابن إسحاق : وبنو هاشم وبنو المطلب في منزلهم الذي تعاقدت فيه قريش عليهم في الصحيفة التي كتبوها ، ثم إنه قام في نقض تلك الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش على بني هاشم وبني المطلب نفر من قريش ، ولم يبل فيها أحد أحسن من بلاء هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن نصر بن ( جذيمة ) بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ، وذلك أنه كان ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه فكان هشام لبني هاشم واصلا ، وكان ذا شرف في قومه فكان - فيما بلغني - يأتي بالبعير وبنو هاشم وبنو المطلب في الشعب ليلا ، قد أوقره طعاما ، حتى إذا أقبل به فم الشعب خلع خطامه من رأسه ثم ضرب على جنبه فيدخل الشعب عليهم ثم يأتي به قد أوقره بزا ، فيفعل به مثل ذلك .

• قال ابن إسحاق : ثم إنه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب ، فقال يا زهير ، أقد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يبتاع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم ؟ أما إني أحلف بالله أن لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ، ثم دعوته إلى ( مثل ) ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا ; قال ويحك يا هشام فماذا أصنع ؟ إنما أنا رجل واحد والله لو كان معي رجل آخر لقمت في نقضها حتى أنقضها ، قال قد وجدت رجلا قال فمن هو ؟ قال أنا ، قال له زهير أبغنا رجلا ثالثا

فذهب إلى المطعم بن عدي ( بن نوفل بن عبد مناف ) فقال له يا مطعم أقد رضيت أن يهلك بطنان من بني عبد مناف ، وأنت شاهد على ذلك موافق لقريش فيه أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها منكم سراعا ; قال ويحك فماذا أصنع إنما أنا رجل واحد قال قد وجدت ثانيا ; قال من هو ؟ قال أنا ، قال أبغنا ثالثا ، قال قد فعلت قال من هو ؟ قال زهير بن أبي أمية ، قال أبغنا رابعا .

فذهب إلى البختري بن هشام فسأل له نحوا مما قال للمطعم بن عدي ، فقال وهل من أحد يعين على هذا ؟ قال نعم قال من هو ؟ قال زهير بن أبي أمية ، والمطعم بن عدي ، وأنا معك ، قال أبغنا خامسا .

فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد ، فكلمه ذكر له قرابتهم وحقهم فقال له وهل على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد ؟ قال نعم ثم سمى له القوم .

فاتعدوا خطم الحجون ليلا بأعلى مكة ، فاجتمعوا هنالك . فأجمعوا أمرهم وتعاقدوا على القيام في الصحيفة حتى ينقضوها ، وقال زهير : أنا أبدؤكم فأكون أول من يتكلم . فلما أصبحوا غدوا إلى أنديتهم وغدا زهير بن أبي أمية عليه حلة فطاف بالبيت سبعا ، ثم أقبل على الناس فقال يا أهل مكة ؟ أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع ولا يبتاع منهم والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة . القاطعة الظالمة .

قال أبو جهل : وكان في ناحية المسجد : كذبت والله لا تشق ، قال زمعة بن الأسود : أنت والله أكذب ما رضينا كتابها حيث كتبت قال أبو البختري صدق زمعة ، لا نرضى ما كتب فيها ، ولا نقر به قال المطعم بن عدي : صدقتما وكذب من قال غير ذلك نبرأ إلى الله منها ، ومما كتب فيها ، قال هشام بن عمرو نحوا من ذلك . فقال أبو جهل : هذا أمر قضي بليل تشوور فيه بغير هذا المكان ( قال ) : وأبو طالب جالس في ناحية المسجد ، فقام المطعم إلى الصحيفة ليشقها ، فوجد الأرضة قد أكلتها ، إلا " باسمك اللهم " . "))]

خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه و عشيرته مسلمهم و مشِركهم من بني هاشم و بني المطلب من الحصار، و انفرجت هذه الغمة لتبدأ محنة أخرى، محنة رحيل الأحبة خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها و عمه أبا طالب ذاك الرجل الشهم الحنون، و كان الصبر و جاء النصر.

و قد تذكرت كل هذا قل لي بربك، أفمن استحضر هذه الأسوة المشرقة لرسول الله صلى الله عليه و سلم، هل يُرهبه حصار أو جيش جرار؟

بهذا النَفَس يعيش المسلم الحدث، يتألم نعم فهو إنسان، لكن لا يعطي للعدو فرصة للشماتة و الفرح، يسقط نعم لكن لا يركع.

وهذه الصور لذوي الهمم العالية و الشكيمة القوية هي التي ينبغي أن تصل للمشاهدين العرب و المسلمين.

و الكلمة ينبغي أن تعطى للطالبيين لمن يقول (( ولا نشتكي ما قد ينوب من النكب ))، فيرى العدو الصلابة و الصبر فيُدعر، و ترى الأمة كلها هذا الثبات فينبعث لديها الأمل و تنفض عنها الغفلة و اللامبالاة.

صدقوني بربكم، فكاتب هذه السطور انقلب حاله باستشهاد الشيخ الجليل أحمد ياسين، أرعبته صورة الشيخ القتيل نعم، لكن أيقظته المعلومة التالية : ليلة العدوان كان الشيخ في المسجد، بات الشيخ في المسجد قائما لله.

أواه رجل له من الأعذار ما يجعله يلزم بيته، فهذا الخوف و هو عذر، فلا تجده يخاف، و هذا المرض و هو عذر، و لا تسمع له أنينا، إن هذا الرجل يا مسلمون أعطانا تعريفا جديدا للضرورة التي يبحث عنها الكثير ليستبيح المحظور، لم يعد الخوف كاف و لا المرض لترك الواجبات.

هذه هي النماذج التي يريد المشاهد العربي المسلم أن يشاهد على القنوات لا أن تخدش عينه بشاب جلس على قارعة الطريق بشمعة و كأس قهوة ليبيع السجائر و أي سجائر، سجائر العدو.

و بالأمل نختم هذه السطور، فديننا دين أمل، و لن نبحث عن هذا الأمل إلا في سيرة النبي الكريم صلى الله عليه و سلم، ففي عز الحصار الثاني بالمدينة يوم الأحزاب حيث بلغت القلوب الحناجر، كانت منه صلى الله عليه و سلم البشارة :

• (( " قال ابن إسحاق : وحدثت عن سلمان الفارسي ، أنه قال (ضربت في ناحية من الخندق ، فغلظت علي صخرة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قريب مني ; فلما رآني أضرب ورأى شدة المكان علي نزل فأخذ المعول من يدي ، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول برقة قال ثم ضرب به ضربة أخرى ، فلمعت تحته برقة أخرى ; قال ثم ضرب به الثالثة فلمعت تحته برقة أخرى . قال قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا الذي رأيت لمع تحت المعول وأنت تضرب ؟ قال أوقد رأيت ذلك يا سلمان ؟ قال قلت : نعم قال أما الأولى فإن الله فتح علي بها اليمن ; وأما الثانية فإن الله فتح علي بها الشام والمغرب وأما الثالثة فإن الله فتح علي بها المشرق )

قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن أبي هريرة أنه كان يقول حين فتحت هذه الأمصار في زمان عمر وزمان عثمان وما بعده افتتحوا ما بدا لكم فوالذي نفسي أبي هريرة بيده ما افتتحتم من مدينة ولا تفتتحونها إلى يوم القيامة إلا وقد أعطى الله سبحانه محمدا صلى الله عليه وسلم مفاتيحها قبل ذلك .")).

كلنا محاصرون باليأس و الجهل، نعم و لأن نبينا محمد صلى الله عليه و سلم عرج به من القدس ليأتينا بخير الفرائض الصلاة، فإن عروج أرواح الشهداء بأكناف بيت المقدس إلى السماء كفيلة بأن تأتينا بالعزة، فهل هي بداية العزة من غزة ، قادر سبحانه على كل شيء فهو القائل سبحانه :

• ((" مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ(15)")) [ سورة فاطر ]

• (("الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ( 139 )")) [ سورة النساء ]

و أخيرا (( " سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) ")) [ سورة الصافات ]

أخوات من أجل الأقصى - www.foraqsa.com

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ