ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 15/06/2005


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

إصدارات

 

 

    ـ أبحاث

 

 

    ـ كتب

 

 

    ـ رجال الشرق

 

 

المستشرقون الجدد

 

 

جســور

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الإصلاح في دمشق...

على الهواء مباشرة

د. طيب تيزيني

جاءت هذه السابقة لتحدث انطباعاً إيجابياً وجاداً حول الإعلام السوري، كان ذلك حين نُظّم لقاء للحوار الوطني السوري (قبل أسبوعين) شاركنا فيه مع ثلاثة أساتذة وبحضور جمهور من المثقفين والسياسيين، الذين أسهموا في حوار مفتوح بعد أن قدم الأساتذة مداخلاتهم.

والمُلفت وذو الدلالة أن الندوة جرى بثها كاملة وعلى الهواء من قناة "الجزيرة" القطرية، وكانت - بحق وعبر ما قُدم فيها من قضايا ومشكلات ومعضلات حساسة ودقيقة- ذات أهمية خاصة في الإعلام السوري. أما هذه الأهمية فتأتي من ثلاث زوايا، هي: أن الندوة أتت قبل أسبوعين من انعقاد المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الحاكم، أي في مرحلة يُراد فيها لسوريا أن تُستباح تحت إملاءات الخارج والاستهانة بمعظم الداخل أولاً. أما الزاوية الثانية فتتمثل في أن ما نوقش في الندوة -وكان من قِبل المُداخلين والمشاركين- كان قد أوصل إلى سقفه نظرياً وسياسياً. وأخيراً تُفصح الزاوية الثالثة عن نفسها في أن الحضور من الجمهور ومن المُداخلين، كذلك وعلى نحوٍ أولي، ربما غُطّي من معظم الأطياف السياسية والثقافية.

ويضاف إلى ذلك أن الندوة بُثّت على الهواء مباشرة مما يمكن فهمه بمثابة لحظة جديدة من لحظات ملفّ الانفتاح في الإعلام السوري. بل إن المدقق في حيثيات تلك الندوة يلاحظ أن توقيتها جاء متناغماً مع الإفراج عن مجموعة من مؤسّسي "منتدى الأتاسي" الناشط في الحقل السياسي كما في حقل حقوق الإنسان، وكان هؤلاء قد اعتقلوا بسببٍ من مناقشتهم للبرنامج السياسي للإخوان المسلمين في سوريا.

ولعلنا نرى الآن أن ذلك مثّل، مجتمِعاً، نقطة لصالح الرئيس بشار الأسد، الذي - كما قد يبدو- يعاني من بعض الطواقم السياسية وغيرها التي تحيط به. أما الآراء التي جرى تقديمها خصوصاً بلسان شخصية رسمية هي الأستاذ وليد المعلم نائب وزير الخارجية السوري، فقد أثارت جدلاً سوسيوثقافياً راهناً في حقل السياسة الخارجية والدبلوماسية السورية. ومما رآه أن سوريا لا تشعر بالقلق حيال الأحداث الكبرى والصغرى، التي تواجهها وتتدفق من الخارج بصيغة الاستراتيجية الأميركية الهجومية. وقد ظهر ذلك الرأي لدى البعض وكأنه استهتار بالقوة الأميركية التدميرية الصّماء. ورأى آخرون أن ذلك قد يكون تقليلاً من مخاطر تلك القوة، بحيث يُفضي إلى عدم دقة في قراءة الواقع الدولي الراهن، أو إلى التقاعس في التأسيس لتعاملٍ جاد وشجاع مع هذا الواقع. وظل احتمال آخر لتفسير القول بعدم القلق المذكور، وهو أن هنالك من الوقائع ما يزال غائباً أو مغيباً لتحديد ما نحن بصدده.

هذا المؤتمر يجد نفسه أمام مهمات يمكن أن يكون لها طابع تأسيسي جديد، تتم بمقتضاه عمليات مهمة ومعقدة من شأنها أن تطرح أسئلة جديدة حول مفاهيم جديدة قديمة تتصل بالسياسة، والعقد الاجتماعي والمجتمع السياسي، والتعددية السياسية، والمشروع الوطني الديمقراطي، وموقع النظرية والأيديولوجيا والبحث العلمي في ذلك كله.

وبدا الأمر وكأن الناس يعيشون حالة جديدة في حوارهم النقدي العقلاني والوطني الديمقراطي، وظهرت الإشارة إلى أن ذلك ورد - في أساسه التاريخي- ضمن خطاب القسم، الذي قدمه الرئيس الأسد في مستهلّ قدومه إلى الرئاسة. ولذلك، كان هنالك من تحدث عن ضرورة "إعادة الروح" للخطاب المذكور، ليس لأنه يطرح مسائل الإصلاح السوري الداخلي فحسب، وإنما كذلك لأنه تعرض فيه لمسائل إقليمية ودولية ذات حساسية بالغة، وفي أعقاب ذلك، كان التساؤل على أفواه عدد من المحاورين يتجه نحو الصيغة الراهنة التالية: لماذا لا يتصدّر الخطابُ المعني الساحة "الإصلاحية" في سوريا، ومَن يحول دون ذلك، وخصوصاً أن الأمر لم يعد يحتمل الإرجاء في مرحلة يعمل المشروع الأميركي الصهيوني على إخراجها من الدائرة الاستراتيجية والزمانية التاريخية، التي يعمل العرب على استغلال أضيق الخطوط والمسافات فيها.

وفي نهاية القول، كان هنالك وعي عمومي قد تبلور في وسط المتحاورين، بأن حوارهم لم يكن بعيداً عن حوار وطني ديمقراطي، بالرغم من الاختلافات بينهم التي ينبغي مواجهتها بمزيد من الحوار البنّاء 

 الاتحاد 7/6/2005

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ