ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 10/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"شبح" شاكر العبسي يظهر في لبنان على طريقة بن لادن

النظام السوري يقول لا للمبادرة العربية بلسان زعيم العصابة

أحمد الأيوبي (*)

عاد شبح شاكر العبسي ليظهر في العاصفة اللبنانية مضيفاً المزيد من الغبار على مشهد يهدد مصير لبنان الدولة والكيان..

رسالة صوتية من العبسي تركز على استهداف قائد الجيش العماد ميشال سليمان، وتحاول دق الأسافين في جسم المؤسسة العسكرية، وتسعّر الحساسيات الطائفية مستهدفة العيش المشترك ووحدة اللبنانيين.

في توقيت ينتظر فيه اللبنانيون وصول الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وفي لحظة وصل فيها المأزق السياسي للنظام السوري ذروته، مع اضطراره لحضور مؤتمر وزراء الخارجية العرب وإعطاء موافقته المعلنة على الخطة المطروحة، تاركاً لحلفائه القيام بإغراق التسوية في شياطين تفاصيلهم.

في هذا التوقيت، جاءت رسالة شاكر العبسي لتعلن أن استخدام هذا الشخص سيتواصل سواء كان هو صاحب الرسالة، أم أنها من صنع آخرين يتلطون به، ويستعدون لممارسة جرائم إرهابية جديدة باسمه وباسم تنظيمه.

تلميع صورة زعيم العصابة

منذ بضعة عشر يوماً خرجت وسائل الإعلام بخبر بدأ تسريبه على أحد مواقع المخابرات الأميركية، ليأخذ طريقه نحو الإثارة والتفاعل، خلاصته ظهور العصابة التي عرفت باسم "فتح الإسلام" ونفذت عدداً من العمليات الإرهابية قبل انخراطها في حرب مخيم نهر البارد.. في قطاع غزة.

ففي خبر من دبي ذكرت صحيفة "الوطن" الكويتية ان "مركزاً أميركياً متخصصا في رصد المواقع الإسلامية نقل عن بيان للمجموعة أن "حركة فتح الاسلام في ارض الرباط (فلسطين) (كتيبة الشيخ اسامة بن لادن) اطلقت الاحد عند الساعة 15.00 بالتوقيت المحلي قذيفة من نوع الزرقاوي".

وقال البيان "ان اخوانكم في كتيبة الشيخ اسامة بن لادن تمكنوا في 23 ديسمبر/ كانون الاول عند الساعة 15.00من اطلاق قذيفة من نوع الزرقاوي من صنع محلي على مستوطنة سديروت". واضاف ان منفذي العملية "تمكنوا من الانسحاب سالمين" اثر الهجوم من دون تحديد المكان الذي اطلقت منه القذيفة. وخلال تمرير الخبر عبر وكالات الإعلام، بدا وكأن هناك إعادة تعريف لما عرف باسم "فتح الإسلام"، حيث تم تقديمها باعتبارها "مرتبطة بتنظيم القاعدة بتقاطعات ايديولوجية"، وهو التعريف الذي حرصت عليها القوى المرتبطة بالنظام السوري، تبرئة لنظام الأسد من أي ارتباط بالجرائم التي ارتكبها هذا التنظيم على الأراضي اللبنانية.. بل ذهبت بعض وكالات الأنباء إلى توصيف يعتبر أن هذه الجماعة هي "مجموعة سنية كانت قد تأسست في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2006 وحظيت بالإشادة من قبل تنظيم القاعدة".

 

على خط السجال الفلسطيني ـ الفلسطيني

.. وسرعان ما دخل هذا الخبر على خط الصراع بين حركتي (فتح) و(حماس)، حيث بادر عدد من قيادات السلطة الفلسطينية إلى اتهام الحركة الإسلامية بإيواء هذه المجموعة الإرهابية، وقال أحمد عبد الرحمن الناطق باسم (فتح) إن حالة الفوضى الراهنة هي نتيجة لما سمّاه "انقلاب حماس" الذي ولد مناخاً وحالة من الفوضى العارمة التي تهدد أمن واستقرار شعبنا في قطاع غزة، مضيفاً إن تجربة مخيم نهر البارد في لبنان، والتي أدت إلى نتائج كارثية وتهجير عشرات الآلاف من أبناء شعبنا وتدمير بيوتهم ما زالت ماثلة بأثمانها الباهظة نتيجة تسلل هذه العصابة والميليشيات إلى داخل المخيم، وبالتالي يجب تحريم تكرار هذه التجربة الكارثية والبائسة في قطاع غزة، أو أي منطقة أخرى من الأراضي الفلسطينية. وذكر راديو "سوا" الأميركي أن مسؤولين في السلطة الفلسطينية قالوا إن جماعة "فتح الإسلام" التي قضى عليها الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد، بدأت تمارس نشاطها داخل القطاع، كما اهتمت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بالترويج للخلاف الفلسطيني الداخلي حول هذا الموضوع.

في المقابل، نفت حركة "حماس" الاتهامات التي وجهتها لها السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن نشاط عصابة "فتح الإسلام" في قطاع غزة ورعايتها له. وقال أيمن طه المتحدث باسم الحركة: "هذه التصريحات عارية من الصحة وهدفها مواصلة حصار غزة وعرقلة إصلاح العلاقات مع الدول العربية وقد سبقتها تصريحات أخرى عن وجود لتنظيم القاعدة في غزة، ولذا نطالب السلطة بالكف عن هذه التصريحات وتتعامل على اننا شعب واحد ولا تضاعف حصار القطاع". وتابع: "نرحب بأي تنظيم ما دام أن نشاطه سيكون ضد العدوان الإسرائيلي.. لكن يجب ان لا تعلن السلطة الفلسطينية وجود تنظيمات لا وجود لها وهي عملية خلط اوراق لزيادة العدوان على قطاع غزة".. مؤكداً ان قطاع غزة "يشهد استقراراً وانضباطاً".

ملاحظات على المحطة الفلسطينية

كان لافتاً ظهور "فتح الإسلام" من جديد عبر مركز أميركي يعنى بالمواقع الأصولية، وأن يتصاعد الخبر عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وإذا كان مفهوماً أن تحاول حركة "فتح" إحراج حركة "حماس" بهذا الملف، فإن من المفيد هنا التوقف عند بعض الحقائق الهامة، وأبرزها:

ـ أن إلصاق "فتح الإسلام" بتنظيم "القاعدة" أمر يتنافى مع واقع الحال، ذلك أن "القاعدة" لم تتبنَّ في أي مرحلة من المراحل، رغم محاولات البعض في هذه العصابة تقديم أوراق اعتمادها لدى التنظيم من دون نجاح. في حين أن الجهد الأكبر لربط تنظيم العبسي بـ"القاعدة" بذله أتباع النظام السوري، ولعل التصريح الشهير للنائب السابق فتحي يكن خلال المراحل الأخيرة من المواجهة بأن ملف نهر البارد قد انتقل إلى "التنظيم الدولي للقاعدة"، كان نموذجاً واضحاً للسعي إلى دحرجة الملف عن ظهر النظام السوري باتجاه شبح "القاعدة".

التناقض بين "حماس" و"القاعدة"

ـ لم يكن الربط بين "حماس" وتنظيم "القاعدة" في محله، رغم ما قد يصح من ملاحظات على أدائها السياسي وحول علاقتها بالسلطة، إلا أنه يجب عدم نسيان الوقائع الآتية:

ـ أن منهجية "حماس" تتناقض مع منهجية "القاعدة"، وهذا التناقض شهد فصولاً علنية، كان أبرزها الانتقاد الجارح الذي وجهه أيمن الظواهري للحركة الإخوانية منذ أن شاركت في الانتخابات التشريعية، وما تلاها من تطورات، كان الظواهري يكيل فيها الاتهامات ويضع قادة "حماس" في موقع المرتد والمتخاذل والمتخلي عن الجهاد.

أبعاد التظهير:

ابحث عن مجموعات "ولاية الفقيه"

أمام محاولة إعادة إحياء تنظيم "فتح الإسلام" نجد أننا أمام أبعاد متعددة ومتقاطعة، أبرزها:

ـ الضغط على "حماس" لوضعها تحت الضغط الكامل بين قوى التطرف من جهة وأساليب الابتزاز السورية والإيرانية من جهة أخرى.

يكشف هذا التحرك تمدد أدوات النظام السوري وتقاطعاته الإيرانية في قطاع غزة، عبر أبواق إعلامية وسياسية وأمنية، ونحن نتحدث تحديداً عن مجموعات اعتنقت عقيدة "ولاية الفقيه" وأنشأت بعض الحسينيات والمؤسسات الإيرانية، سواء منها المحسوبة على حركة "الجهاد" أو تلك التي خطت طرقاً خاصة بها للتعاطي مع إيران وسوريا، وهي تنشط منذ بضع سنوات.

ـ محاولة تنظيف صورة تنظيم العبسي الإرهابي عبر ربطه ببعض أشكال المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، مثل إطلاق الصواريخ على مستعمرة سيديروت، للإيحاء بأن ما قام به من ممارسات في لبنان ليس الصورة الوحيدة التي يمكن أن يظهر بها، وصولاً إلى إقناع المتطرفين بأن التحرك ضد الكيان الصهيوني يغطي أي فعل تخريبي في لبنان، مثل الإعلان الأخير عن تفجيرات في مخيم عين الحلوة.

استعدادات الظهور اللبناني

بالتوازي مع تفاعل "ظهور" تنظيم "فتح الإسلام" في غزة، روجت بعض المواقع الالكترونية بأن زعيم التنظيم الإرهابي شاكر العبسي سيوجه كلمة حول الوضع في لبنان وفلسطين، وبقي المتابعون بالانتظار إلى أن خرجت الرسالة الصوتية فأخرجته عن صمته، منذ اختفائه الغامض بعد انهيار تنظيمه في مخيم نهر البارد العام الماضي. وقد خرق هذا الترقب بيان تلقته وسائل الإعلام يوم الجمعة الماضي (4/1/2008) عن طريق الفاكس، يحمل توقيع "المكتب الإعلامي لحركة فتح الاسلام" يعلن مسؤولية "جماعة من المجاهدين الابطال" عن تفجير عبوات ناسفة فجر الاثنين الماضي "في اماكن تجمع الكفرة والمرتدين في مخيم عين الحلوة". وجاء في البيان: "ظن البعض ان شوكتنا انكسرت لكن خاب ظنهم، ورايتنا ما زالت مرفوعة وسيوفنا ما زالت مسلطة على رقاب الكفار والمرتدين والصليبيين".

استعمالات لبنانية

أما البدء بتوزيع بيانات باسم "فتح الإسلام" في لبنان فإن هذا الأمر يضعنا أمام ملاحظات أهمها:

ـ استهداف العيش المشترك في لبنان عبر التحريض الطائفي والترويج للغة التكفير والإقصاء.

ـ استهداف وحدة الجيش اللبناني، عن طريق محاولة بث الفتنة الطائفية بين صفوفه، وتكفير كل مسلم يرضى بالانضواء تحت لواء قيادة الجيش وقائده. وقبل هذا وذاك استهداف مشروع التسوية العربية ومبادرة عمرو موسى حتى يمكن القول: ان النظام السوري قال لا للمبادرة العربية بلسان شاكر العبسي.

ـ السعي لعزل المسلمين عن باقي شركائهم في الوطن وإعادة التخويف بورقة التطرف.

ـ البدء بتحويل تنظيم العبسي إلى جزء من اللعبة الإعلامية المحلية والإقليمية (على الأقل في لبنان وفلسطين)، على طريقة "أشباح القاعدة" التي تظهر تحت الطلب، ومن دون أن يتمكن أحد من إثبات صحة أو بطلان الهوية المعلنة لهذا التنظيم.

ومن هنا يجدر التحري بجدية عن مصدر البيان المرسل عبر الفاكس والتحقيق في أي ثغرة يمكن أن ينفذ إليها هؤلاء الإرهابيون..

ـ افتعال فتنة في المخيمات الفلسطينية، وخصوصا في برج البراجنة وعين الحلوة، في ضوء الرسائل التي أطلقها قبل مدة أحمد جبريل، وتحدث فيها عن استقدام مقاتلين للمخيم الأول، وعن فرار العبسي إلى المخيم الجنوبي.

والمطلوب هنا من القوى الإسلامية كافة، بما فيها "عصبة الأنصار" الانتباه إلى خيوط الفتنة التي يريد البعض إيقاعها بين العصبة وبين الجيش اللبناني، ونعتقد أن العقلاء والقيادات الإسلامية في صيدا تعي بعض تفاصيل ما يحاك للحالة الإسلامية، ونعتقد كذلك أن الجميع يمتلكون من الوعي والحكمة والقدرة، ما يمكنهم من تجنيب المخيم شر فتنة لا يستطيع أحد التكهن بمخاطرها وتداعياتها.

باختصار نحن أمام مرحلة يريد فيها النظام السوري إدخال لبنان في مرحلة جديدة من التخريب والإرهاب تحت راية العبسي وبرعاية نظام أعلن أحد أقطابه (آصف شوكت) التهديد الصريح للقوات الدولية في حال سلمت إسبانيا أحد رجاله إلى الولايات المتحدة الأميركية.

نحن أمام مرحلة يراد فيها للفتن أن تستعر داخل الطوائف اللبنانية وفي ما بينها، ونؤكد هنا أن الإسلاميين مطالبون مرة جديدة بالدفاع عن النموذج اللبناني، الضامن لحرياتهم من جهة، والمتيح لهم إعطاء صورة حقيقية عن الأداء الإسلامي الحضاري، المبني على الحوار والتعايش والاعتراف بالآخر، والرافض لصدام الحضارات والديانات والأفكار..

 (*) رئيس حركة "الحرية والتنمية" في لبنان

المستقبل – 9/12/2008

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ