ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 07/01/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


يا للخجل!!!

بقلم الشيخ رائد صلاح

1- إنّه حصار إرهابي مقرف لا تزال تفرضه المؤسسة الاحتلالية الإسرائيلية وطواغيت البيت الأبيض على مليون ونصف مليون من أهلنا في قطاع غزّة الصابرة الصامدة... يا للخجل.

2- وسيبقى هذا الحصار وصمة عار أبدية لا تُمحى عن جبين المؤسسة الإحتلالية الإسرائيلية وعن جبين طواغيت البيت الأبيض وعن جبين جوقات المارقين والانتهازيين من المطبّلين والمزمّرين الذين باتوا يردّدون هتافات الذلّ والعار والخزي والمهانة تأييداً لهذا الحصار، والذي باتوا يكيلون المديح الرخيص والدنيء لهذا الحصار، والذين باتوا ينادون علانية بلا أدنى خجل وكأنّهم سُكارى: عاشت ماما أمريكا... ماما أمريكا أم السلام... نعمت الحنون ماما أمريكا... يا للخجل!!.

3- وسيبقى هذا الحصار لطخة سوداء بحجم الجبل في جبين هيئة الأمم المتحدة التي باتت تستقوي على الضعفاء فتحتلّ أرضهم في السودان باسم حلّ مشكلة اللاجئين في دارفور، وتحتلّ أرضهم في الصومال باسم التصدّي لمد الإرهاب الإسلامي، وتحتلّ أرضهم في أفغانستان باسم محاربة قوى الشرّ، وتحتلّ أرضهم في العراق باسم تصدير الديمقراطية، ولكن هذا المخلوق الجبان والممسوخ الذي يطلقون عليه "هيئة الأمم المتحدة" لا يزال يخرس كل الخرس، ويصمت صمت القبور عن هذا الحصار الذي لا يزال جاثماً بمآسيه المتصاعدة وويلاته المتزايدة على مليون ونصف مليون مريض وجائع وعارٍ في غزّة الرفعة والكبرياء... يا للخجل... أين عضلاتك أيّها المخلوق المسخ المشوّه الذي يطلقون عليه هذا الاسم الذي بات أضخم من جسمه بملايين الملايين من المرات "هيئة الأمم المتحدة"... أين عضلاتك التي لا تزال تفتلها على المستضعفين في السودان ولبنان والصومال وأفغانستان والعراق... أين عضلاتك من الإرهاب الأمريكي في غزّة المحاصرة؟! أين عضلاتك من الاحتلال الإسرائيلي في غزّة المحتلّة والضفّة المحتلّة والقدس المحتلّة والمسجد الأقصى المحتلّ؟! يا للخجل.

4- وسيبقى هذا الحصار إكليل شوك يزهر النذالة والمهانة على رأس كل هيئة أو جمعية أو لجنة تدّعي لنفسها أنّها نصيرة حقوق الإنسان، ولكنّها لا تزال خرساء بكماء عمياء لا تقوى أن تنطق ببنت شفة حيال ما يقوم به شلّة طواغيت البيت الأبيض وجلاوزة الاحتلال الإسرائيلي في غزّة الذبيح، حيث الملايين على الجوع تنام، وعلى البرد تنام، وعلى المرض تنام، وعلى الدمع تنام، وعلى الألم تنام، وعلى الموت تنام... يا للخجل.

5- وسيبقى هذا الحصار جلباب ذلّ وعجز وعيب يحيط بكلّ مسلم وعربي وفلسطيني من رأسه حتى أخمص قدميه، أيا كان وفي أي أرض يعيش، وتحت أي سماء يستظلّ، وأيّ منصب يتقلّد، وأي مسؤولية يدّعي حملها، إذا ظلّ هذا المسلم أو العربي أو الفلسطيني متفرجاً على مشهد الوجع والمأساة والمصيبة في غزّة المطاردة من قبل كل قوى الشرّ في كلّ العالم، وهل غاب عن وعيه هذا المتفرّج المسلم أو العربي أو الفلسطيني أنّه يوم أن رضي لنفسه أن يحيا متفرّجاً وأن يموت متفرّجاً فإنّما رضي لنفسه من حيث يقصد أو لا يقصد أن ينحاز بامتياز للإرهاب الأمريكي الصفيق والاحتلال الإسرائيلي الأسود!! بل رضي لنفسه أن يحيا شيطاناً أخرس وأن يموت شيطاناً أخرس وأن يبعث شيطاناً أخرس.. يا للخجل.

6- إنّه حصار جزّار، إنّه حصار سفّاح، إنّه حصار ساديّ، إنّه حصار وقح، إنّه حصار شره، بات يطمع باسم حبس الحليب عن أطفالهم ومنع الدواء عن مرضاهم ومصادرة الدفء من بيوتهم وسلب النوم من عيونهم، وإعمال القصف على منازلهم، واستباحة حرق زرعهم وإهلاك ضرعهم، ومطاردة أحرارهم برصاص الأباتشي الأمريكي وقذائف الدبابات المجنونة، بات يطمع باسم كل هذه الأدوات الإجرامية أن يضغط على أهلنا ضغطاً بعد ضغط طامعاً كالمسعور أن يدفعهم للتخلّي عن خيارهم الانتخابي الذي صاغ لهم قبل سنتين عرساً ديمقراطياً في الضفّة الغربية وقطاع غزّة والقدس، شهد على نزاهته كلّ اللجان الدولية التي راقبت مجريات العملية الانتخابية من ألفها إلى يائها، وأفرز ذاك العرس الانتخابي يومها مجلس تشريع فلسطيني، ثمّ أفرز رئيس حكومة فلسطينية اسمه اسماعيل هنية، ثمّ أفرز حكومة وحدة وطنية معزّزة باتفاقية مكّة، ولكن ولأنّ ثمار هذا العرس الفلسطيني الديمقراطي لم تأت وفق مواصفات ومقاسات الإرهاب الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي، فقد باشرت ماما أمريكا ومدلّلها الاحتلال الإسرائيلي بفرض هذا الحصار الهستيري عقب الإعلان عن ثمار ذاك العرس الكبير... يا للخجل.

7- إنّه حصار عتلّ بعد ذلك زنيم بات يطمع باسم كلّ هذه الأدوات الإجرامية أن يحني هامة غزّة، وأن يكسر كبرياءها كي ترضى لنفسها وهي الحرّة أن تأكل بثديها، جارية كالمضبوع خلف الدولار الأمريكي، ولاهثة كالمخدوع خلف السلام الأمريكي، ومنقادة كالمصروع خلف الإملاءات الأمريكية، ولكن هل ترضى قلعة غزّة لنفسها ذلك؟! هيهات هيهات، فهي التي لا تزال تردّد: تعس عبد الدرهم... تعس عبد الدينار... تعس عبد الدولار... تعس عبد الشيقل... تعس عبد اليورو... تعس وانتكس... ولكن لا يزال طواغيت البيت الأبيض وجلاوزة الاحتلال الإسرائيلي يظنّون بأنفسهم عُلوّا وفساداً أنّهم هم المحيي والمميت، وهم المعطي والمانع، وهم المشبع والمجيع... يا للخجل.

8- إنّه حصار أبله موتور بات يطمع باسم كلّ هذه الأدوات الإجرامية أن يصادر قلب غزّة، وأن يصادر عقل غزّة، وأن يصادر لسان غزّة، وأن يصادر إرادة غزّة، كي تقول لا إذا قال لها جلاوزة الاحتلال الإسرائيلي قولي لا، وكي تقول نعم إذا قال لها جلاوزة الاحتلال الإسرائيلي قولي: نعم، وكي تقول أعترف إذا قال لها جلاوزة الاحتلال الإسرائيلي قولي أعترف، وكي تقول أتنازل إذا قال لها جلاوزة الاحتلال الإسرائيلي قولي أتنازل، ولكن هل ترضى قلعة غزّة لنفسها ذلك؟ هيهات هيهات، فهي التي لا تزال تصدع بما تؤمر به على وقع حادي قافلة أحرارها، الذي بات يسمع كلّ الدنيا أنشودة الثبات في وجه القهر، والصمود في وجه الظلم، والتحدّي لكلّ عواصف الشرّ، مردّداً بأعلى صوت ومسمعاً أوسع مدى: الثبات الثبات... الثبات حتى الممات... نعم للثبات ولا وألف لا للتنازلات... عاش الثبات وخسئت الإغراءات... أفلح الثبات وشاه الفتات... ولكن لا يزال جلاوزة الاحتلال الإسرائيلي يظنّون غباءً وجهلاً أنّهم شعب مختار وعقل جبّار وذراغ بتّار دانت له كلّ الدنيا بكل شعوبها، وبات الجميع يردّدون أمامه خاشعين من الذلّ: سمعا وطاعة يا مستر أولمرت... سمعاً وطاعة يا مدام ليفنات... سمعاً وطاعة يا جدو بيرس... سمعا وطاعة يا رامبو براك... يا للخجل...

9- إنّه حصار صبياني مراهق، بات يطمع باسم كلّ هذه الأدوات الإجرامية أن يسحر قلعة غزّة وأن يسترهبها وأن يعطّل وعيها وأن يقتل انتماءها وأن يئد أصالتها، وأن يبتزّ منها شهادة زور وشرعية باطل ومصادقة جوفاء على يهودية الدولة، وعلى إغلاق ملفّ العودة، وعلى إخراس صوت اللاجئين، وعلى التهديد بترحيلنا نحن في الداخل الفلسطيني، وعلى احتلال القدس وتهويدها، وعلى فرض السيادة الاحتلالية على المسجد الأقصى، وعلى تقطيع أواصر الضفّة الغربية بشبكة ورم استيطاني وعلى مصادرة السيادة الفلسطينية أبد الدهر، وعلى طي صفحة القضية الفلسطينية وكأنّها لم تكن، وعلى التنكّر لنداء آلاف أسرى الحرب الفلسطينية الذين يحاصرون حتى الآن خلف القضبان في غياهب السجون الإسرائيلية، وعلى إبقاء غزّة حبيسة كسيحة مشلولة السيادة على برّها وبحرها وجوّها، ولكن هل ترضى قلعة غزّة لنفسها ذلك؟! هيهات هيهات، فهي التي لا تزال تجهر بملء فمها عزيزة كريمة: نحن على العهد يا شعبنا الفلسطيني في كلّ مكان... نحن على العهد يا كلّ اللاجئين وأسرى الحرب ويا كلّ المنفيين والمطاردين... نحن على العهد يا قدس... نحن على العهد أيّها المسجد الأقصى... نحن على العهد يا حقّ العودة... نحن على العهد أيّتها الضفّة الغربية... نحن على العهد يا كلّ شبر من وطننا الحبيب... نحن على العهد أيّتها الثوابت الفلسطينية.. ولكن لا يزال جلاوزة الاحتلال الإسرائيلي يراودون قلعة غزّة عن نفسها واهمين بغباء فاضح وظانّين ظنّ السوء أنّ كلّ النّفوس أضحت رخيصة وقابلة للبيع... يا للخجل.

10- إنّه الحصار الذي ضاقت به الأرض واهتزّت له الجبال وأرعدت منه السماوات، كيف لا وقد ارتفع عدد أهلنا من قلعة غزّة الذين قضوا جراء تواصل الحصار المسعور إلى ستّين شهيداً.. يا للخجل.

11- وكيف لا وإنّ خطر الموت يتهدّد قائمة كبيرة من المرضى من أصحاب الأمراض الخطيرة والمزمنة جرّاء عدم تلقّيهم العلاج بسبب عدم توفّر الأدوية ومنعهم من مغادرة القطاع وإغلاق المعابر ومنع دخول الأدوية بالرغم من النداءات التي أطلقتها مؤسسات محلية ودولية لفكّ هذا الحصار المسعور... يا للخجل.

12- وكيف لا وها هم الأهل في قلعة غزّة يعيشون تحت القصف المجنون، إضافة إلى الفقر المدقع الذي وصلت نسبته إلى 75%... يا للخجل.

13- وكيف لا وهناك 350 مريضاً بحاجة فورية لتلقّي العلاج في الخارج، وهم الآن يواجهون خطر الموت في كلّ لحظة لاحتياجهم إلى عمليات جراحية عاجلة، ومعظمهم من المصابين بمرض القلب والسرطان والكلى والدم والأعصاب والعظام... يا للخجل.

14- وكيف لا وها هم الأهل في قلعة غزّة يعانون من نقص ملحوظ في المواد الأساسية الغذائية ممّا أدى إلى ارتفاع حادّ في أسعارها، فها هم جلاوزة الاحتلال الإسرائيلي يمنعون عنهم ويحبسون عن أطفالهم قائمة طويلة من هذه المواد الغذائية الأساسية... يا للخجل.

15- وكيف لا ولم تتوقّف مآسي الحصار على الأصحّاء والمرضى والسجناء، بل طالت الموتى والشهداء الذين باتوا لا يجدون الأقمشة لأكفانهم، ولا يجدون المواد الأساس لإعداد قبورهم، وباتت أجسادهم معرّضة للنبش والهواء والأمطار والكلاب العقور... يا للخجل.

16- كيف لا وهذه الطفلة "ديانا" ابنة الخامسة عشر ربيعاً ما بقي منها إلا جثّة هامدة مشلولة لا تقوى على شيء، فقد ابتلاها الله بالمرض من صغرها، وها هو الحصار المسعور لم يرحمها، وها هي تعاني من مرض السكري منذ ثلاث سنوات وتحتاج لفحوصات ومضخة تكلفتها 15 ألف دولار لا تتوفّر في قلعة غزّة، ويأبى هذا الحصار المسعور إلا أن يقتل حلمها بالعلاج ويلزمها البقاء في المستشفى في انتظار الموت بلا رحمة... يا للخجل.

17- فهل تستيقظ لنا ضمائر على أنين المرضى وآهات الجياع وعويل النساء وزفرات العجائز والشيوخ وعذابات السجناء والمطاردين الذين لا يزال يلفّهم ظلم وظلام هذا الحصار المسعور... وهل نجمع أمرنا ونخرج عن صمتنا ونستنفر أنفسنا لنواصل سعياً سوياً من أجل فكّ هذا الحصار... وهل نكسر حيرتنا ونتحرّر من سوء تلعثمنا وآفة تردّدنا ونجزم ونعزم ونهتف بكلّ صفاء ووفاء وإباء لقلعة عزّه: معاً نكسر الحصار.

18- هذا ما يمليه علينا صدق الانتماء لإسلامنا، وصفاء التواصل مع عروبتنا، وإخلاص التلاحم مع شعبنا الفلسطيني ومع آلامه وآمالها، فيا أهلنا في كلّ مكان، قوموا منتصرين لأهلنا في قلعة غزّة، وتعالوا بنا لنتواصا بالإغاثة والرحمة والعون والدعم لهم، صابرين ومصابرين ومصرّين على هذا الموقف الذي ما دونه إلا العار حتى يزول هذا الطغيان الأمريكي والاحتلال الإسرائيلي زوالاً غير مأسوفاً عليه.

--------------------

صوت الحق والحرية 4/1/2008

-------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ