ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 12/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الأسوأ اسرائيلياً: الاصولية الاسلامية السورية

سركيس نعوم

sarkis.naoum@annahar.com.lb

تحدث موظف اميركي سابق رفيع جداً عن سوريا وايران المؤثرتين في لبنان، فقال رداً على سؤال حول "الإتهام" اللبناني الدائم لاميركا واسرائيل بحماية النظام السوري نظرا الى التقاء مصالح الجانبين: "هذا "الاتهام" صحيح. اولا كان لسوريا قائد محبوب وخبير يحترم كلمته ويعرف مصالح بلاده ونظامه ومصالح الآخرين ويحترمها. كان ممسكاً بالبلاد على نحو جيد. ادرك هذا الرئيس بعد الذي حصل في مدينة حماه في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، والذي كان ضرورياً في رأيه، انه كان كبيراً جدا، فحاول تعويض ذلك ببناء المساجد في كل انحاء سوريا وبالسماح لمن يريد ببنائها. واستعمل هذه الخطوة المهمة لمعرفته كيف يفكر السوريون وخصوصاً ان معظمهم مؤمنون ومتدينون وممارسون. الآن صار الريف السوري اكثر راديكالية بل اكثر اصولية وتشدّداً. فشوارع دمشق المحيطة بالمساجد تغلق كل يوم جمعة اثناء صلاة الظهر بسبب الحشود الكثيفة للمصلين وعجز المساجد عن استيعابها. واثار هذا الامر القلق داخل النظام السوري وطرح سؤالا عن الوسيلة الملائمة لمواجهته. طبعاً لا يعني القلق خوفاً من احتمال تطور الوضع سلباً بالنسبة الى النظام. فالمعلومات التي ترد في استمرار على واشنطن من السفارة الاميركية في دمشق وتحديدا على الادارة تؤكد ان الوضع ممسوك. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: الى متى؟ هل يتحرك الشارع الاسلامي الاصولي السوري؟". ربما صار الاصوليون الاسلاميون السوريون مشابهين لاسلاميي "تركيا العلمانية" اي معترفين بالآخر ومستعدين للعمل معه واحترام نظام الدولة بديموقراطيته وعلمانيته، قلت. فردّ: "قد تكون محقاً في ما يتعلق باسلاميي تركيا. ولكن سأجيب عمّا قلت بسؤال يوجهه دائما اميركيون الى اسرائيليين وبالجواب الذي يحصلون عليه منهم. السؤال هو: ايهما اسوأ بقاء النظام السوري الذي يترأسه بشار الاسد ام رحيله وخصوصاً بعد تنامي الاصولية في سوريا وتحوّل الاخيرة حليفاً لايران الاسلامية، عاجزاً عن التخلص من هذا الحلف ومبالغاً في عدائه الذي هو مقلق اساساً لاسرائيل؟ والجواب: الاسوأ هو الراديكالية الاسلامية المتنامية داخل سوريا. ولقد مضت على هذين السؤال والجواب سنوات. وربما تطرح حالياً اسئلة اخرى، لكنني اعتقد انه في نظر اسرائيل يبقى الخطر الاكبر عليها اسلاميو  سوريا وليس النظام الحاكم فيها. في اي حال بدأ بعض الناس في واشنطن وربما في المملكة السعودية يسألون: كيف يمكن فصل ايران عن سوريا؟ وكان السؤال سابقاً: كيف يمكن فصل سوريا عن ايران؟ ويعكس ذلك تنامي غضب على سوريا ورغبة في عزلها حتى من طريق اقصاء احد أعتى اعداء اميركا اي ايران عنها. وربما يعكس في الوقت نفسه بداية يأس اميركي منها بل من نظامها".

ماذا عن المحكمة ذات الطابع الدولي التي ينتظرها اللبنانيون بصبر نافد والتي يعمل السوريون لاطاحتها بكل ما اوتوا من قوة؟ اجاب: "لن يصلوا في المحكمة الى بشار الاسد. ولكن يمكن ان يصلوا الى قريبين منه او له. على كل لا اعرف ماذا سيحصل في شأن هذه المحكمة. ولكن هذا هو الواقع. فسوريا صارت اكثر وحشية وتهوّراً او حماسة وهجوما بسبب كل ذلك. مطالبها اللبنانية معروفة، وهي لن تتخلى عنها. للانصاف نحن لم نتعاون في البداية مع سوريا بطريقة صحيحة. طلبنا من المسؤولين فيها عبر مسؤول رفيع جداً ثلاثة امور. نفذوا اثنين منها ابرزهما تسليم شقيقي صدام حسين. اما الثالث وهو إغلاق الحدود مع العراق امام الارهابيين فقالوا انهم لا يستطيعون تنفيذه".

ماذا عن ايران في واشنطن؟ سألت، فأجاب الموظف الاميركي الرفيع السابق: "هناك نائب الرئيس ديك تشيني، وهو يحاول منذ مدة ومعه عدد من الصقور تحريض رئيسه جورج بوش على ايران بالقول: انك الوحيد القادر على وضع حد للخطر النووي الايراني على اميركا واسرائيل والعالم. اذا تركت ذلك للادارة الجديدة برئاسة هيلاري كلينتون فانها لا تملك "اللازم" للقيام بذلك. وهذا التحريض مستمر. واعتقد رغم كل التخويف والتهويل ان القصة ليست بهذه السهولة. فهناك وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي، رغم عدم فهمها اموراً كثيرة احياناً، تحاول ان تدفع في اتجاه التسوية والديبلوماسية. وهناك ايضاً روسيا التي لا تزال ضمن الفريق الدولي الساعي الى مواجهة الملف النووي الايراني بالعقوبات رغم عدد من مواقفها الاخيرة التي يرى البعض انها مؤيدة لايران ومناكفة لاميركا".

كيف يرى مركز ابحاث اميركي مهم، معروف بـ"حياده" في الصراع العربي – الاسرائيلي واحياناً بتعاطفه مع عدد من قضايا المنطقة والعالم الثالث، العلاقات السورية – الاميركية في هذه المرحلة؟ اجاب مسؤول بارز ومهم فيه، قال: "هناك مجال لارضية مشتركة بين دمشق وواشنطن. على اميركا معاودة حوار بناء مع سوريا. كان عندنا في دمشق سفيرة جيدة سحبناها، ولم نعدها الى مركزها ولم نعين بديلا منها. عيّنا قائماً بالاعمال، وهو شاب نشط لكن مجال اتصالاته السورية يبقى محدودا وربما محصورا". قلت: يحب السوريون عادة العلاقات الجانبية والقنوات الخلفية وتحديدا الاستخباراتية والعسكرية. فردّ: "معك حق. لكن هناك مصالح كثيرة. سوريا لها مصلحة في ألا تُترك وراء الفلسطينيين وان تُهمل ويُهمَل معها الجولان المحتل. ولا مصلحة لها في ان يبدأ البحث في حل للمشكلة الفلسطينية من دونها وقبل البحث معها في ارضها المحتلة. سوريا لها مصلحة في عراق مستقر خال من المذهبية. طبعاً هناك "مشكل" لبناني لسوريا يتمثل بالمحكمة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري لان معظم الاصابع تشير بالاتهام اليها في هذه الجريمة، بل الى مسؤولين كبار فيها. لكن رغم ذلك يمكن التوصل الى حلول وسط".

هل تستطيع سوريا التخلص من القيد الايراني في رأيك ورأي الاميركيين عموماً؟ وهل تعتبر سوريا انها مقيّدة ايرانياً؟

النهار 10/11/2007

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ