ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 10/02/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

09-02-2013

الغارة والأزمة: تحوّل تكتيكي في استراتيجية إطاحة الأسد

المستقبل

غازي دحمان

9-2-2013

تشكّل الغارة الإسرائيلية على مركز البحوث العلمية، في جمرايا غرب دمشق، تحولاً جديداً وفارقاً في الأزمة السورية المشتعلة منذ ما يقرب العامين، وهو تحوّل لا بد أن تترتب عليه جملة من الاستحقاقات السياسية والعسكرية في المرحلة القادمة، إضافة لكونه تطور مدروس ومنسّق مع جهات دولية وإقليمية مؤثرة في الحدث السوري.

ولعلّ الأمر اللافت في هذا الإطار أن إسرائيل، وعلى مدار عامين من الأزمة، نأت بنفسها عما يجري في الداخل السوري، وتعاملت مع الحدث بعقل بارد وسلوك أكثر برودة، وذلك بالرغم من أن شظايا الأزمة قد طالتها أكثر من مرّة، إلا أن إسرائيل أصرّت على تجاهل هذا الأمر وتبريد الشظايا عبر التعامل معها على أنها أحداث حصلت إما بالصدفة أو عن طريق الخطأ رافضة وضعها في سياق أمني عسكري يرتب عليها بلورة جملة إستراتيجية تجاه الوضع السوري وتطوراته.

وباستثناء بعض إجراءات الحماية، كبناء السياج المكهرب على الحدود مع سورية والقيام ببعض المناورات العسكرية في الجولان، ظلّت إسرائيل تلعب دور المراقب الصامت لتفاعلات الأزمة السورية، وإن أصرّت على التذكير، بين الحين والآخر، على خطوطه الحمر المتمثلة في منع وصول أنواع من السلاح إلى" حزب الله" أو إمكانية سيطرة الجيش الحر على مواقع الأسلحة الكيميائية، التي لا بد أنها تراقبها وتعرف أمكنة تخزينها بوسائل رصدها الخاصة أو بالاعتماد على وسائل الرصد الأميركي بهذا الخصوص.

ترى، ما الذي تغير في مسار الحدث السوري وانعكس تالياً على الحسابات الإسرائيلية؟ وما دام أن إسرائيل لا يهمها من الحدث السوري سوى تجنيبها الارتدادات القاسية له، فما الذي تغير في ميدان هذا الحدث ودفع بإسرائيل إلى الخروج من حالة النأي بالنفس لتضرب في عمق هذا الحدث وأماكنه الحساسة جداً؟

وهنا نأتي للسؤال المعلّق في هذه القضية، ما الذي استهدفته إسرائيل في عمليتها هذه؟ هل هي شاحنات كان يجري تحميلها في هذا الوقت المتأخر من الليل ليصار إلى إيصالها إلى أماكن محددة؟ وهل كانت إسرائيل على علم بوجهة هذه الناقلات: "البقاع اللبناني، طرطوس، مواقع عسكرية سورية"؟ او أنها استهدفت مخازن معينة في المركز كانت تحتوي أسلحة معينة تعتقد إسرائيل أن من شأنها التأثير على أمنها؟ أو أن إسرائيل، وبناءً على تقديرات ومعطيات معينة، قامت بعمل استباقي استهدفت من خلاله أسلحة معينة تعرف جدواها وخطورتها ورأت أن الوقت قد حان لاستهدافها كي لا يستخدمها النظام ضدها أو حتى لا تقع بأيدي الجيش الحر أو حتى لا يتم إرسالها إلى" حزب الله"؟

قد لا يمكن التكهن بمعرفة النيات الإسرائيلية ولا طبيعة تقديرات قادتها العسكرية، لكن خروج إسرائيل عن صمتها العسكري وإقدامها على مغامرة بهذا الحجم، لا بد أن تكون وراءه معطيات مقلقة تتعلق برؤيتها لواقع الصراع في سورية وتطوراته في الأيام والأسابيع القادمة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يتوجب ربط هذا الإجراء بسياق عام تدور تفاصيله في البرين التركي والأردني وفي مياه البحور المجاورة، وخاصة أنه يأتي تتويجاً لمناورات وتدريبات عسكرية ذات طبيعة خاصة، الأمر الذي قد يدفع إلى الاستنتاج بإمكانية تكرار هذا النمط من العمليات التي تهدف إلى إسقاط نظام الأسد عبر ضرب مراكز قوته الصلبة من دون الحاجة إلى خوض حرب كبرى في ظل مناخ التوتر والانشداد الإقليمي والدولي؟

========================

الإبرهيمي غرّر بمعاذ الخطيب؟!

راجح الخوري

2013-02-09

النهار

من الذي دفع أحمد معاذ الخطيب الى تلك الهاوية التي يمكن ان تبتلعه وتبتلع وحدة صفوف "الائتلاف السوري المعارض"؟ هل هو الاخضر الابرهيمي الذي قال في تصريحاته الاخيرة إنه يبحث عن اي منفذ قد يؤدي الى الحوار بين النظام والمعارضة؟

حبور الابرهيمي وهو يقدم في ميونيخ معاذ الخطيب الى سيرغي لافروف، الذي كان قد اعلن انه لن يلتقيه، اوحى إلي والى الكثيرين ان الابرهيمي لم يكن اكثر من ملتزم تولى ما يشبه عملية "تنويم مغناطيسي سياسي" للخطيب جعلته يعرض ما يستعيذ منه المعارضون وخصوصاً المقاتلون على الارض، اي قبول مفاوضة النظام، وهو ما رفضوه بعد فشل "المبادرة العربية" وما كرر الاسد رفضه منذ البداية ومع كوفي انان ومن ثم الابرهيمي!

هل كانت فكرة الخطيب مجرد "رأي شخصي ومبادرة حسن نية" كما يقول، ام انها كانت ثمناً اقنعه دهاء الابرهيمي بتسديده سلفاً قبل ان يطوف به في جولة العروس ليقابل جو بايدن وسيرغي لافروف وكاثرين آشتون وحتى علي اكبر صالحي الذي يقاتل الى جانب الاسد؟

اذا كانت رأياً شخصياً فهذه مصيبة تدل على مراهقة سياسية من رجل يفترض انه مؤتمن على دماء السوريين وثورتهم، وخصوصاً انه لم يراجع رفاقه او يستشيرهم في موضوع له فعل القنبلة، اما اذا كانت قشرة موز اميركية - روسية - اوروبية تولى الابرهيمي ادارتها، فالمصيبة اعظم، ليس لأن النظام رفضها بطريقة مهينة للخطيب بل لأنها تركت مفاعيلها المقصودة من الذين حاكوها، اي انها احدثت شرخاً عميقاً في صفوف المعارضين، وهو ما يتوازى مع الشروخ التي تجهد اميركا وروسيا وايران لتعميقها بين الفصائل المقاتلة في الداخل.

بدأ هذا يتضح منذ ابلغتنا هيلاري كلينتون ان واشنطن لم تعد ترى في الثورة السورية إلا "جبهة النصرة"، ومنذ ذلك الحين صدرت الاوامر بتجفيف المصادر المالية والعسكرية للثوار، وهو ما اراح موسكو وطهران ودفع الاسد الى الاستئساد اكثر، ثم بدأت مطالبة المعارضين بعزل "النصرة" كشرط لدعمهم، وهذا يعني دفع الثوار الى الاقتتال في ما بينهم. ومع اقتراب عمليات الثوار من دمشق واعلان اسرائيل اقامة حزام امني في الجولان خوفاً من سقوط النظام، صار لا بد من السعي الى التفاوض بأي ثمن، وهنا تم دفع الخطيب الى "الاقتراح الهاوية"، فاذا تجاوب الاسد يجدون منفذاً لتبرئة الذمم، وإن لم يتجاوب تسقط الديبلوماسية الدولية ما يشبه قنبلة برميلية سياسية على صفوف المعارضة!

كل ما قاله احمد معاذ الخطيب عن تنكر العالم لوعوده وعن معاناة السوريين لا معنى له، فالثورة بدأت من الصفر ولا يجوز اعادتها الى ما تحت الصفر بالإنزلاق العاطفي على قشرة موز دولية ألقاها عربي يدعى الابرهيمي!

========================

سوريا لم تَعُد على رادار أميركا!

سركيس نعوم

2013-02-09

النهار

الموقف الأميركي من الأزمة – الحرب السورية الذي شرحه "الموقف" يوم أمس، أي المؤيّد للثورة والخائف من انتصار "اسلامييها"، والمطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد، والرافض اعطاء روسيا وايران إنتصارات، يترجمه المتابعون من واشنطن انفسهم لسوريا والمنطقة بكلمات هي الآتية: "لم تعد سوريا موجودة على "رادار اميركا". ويعني ذلك ان الاهتمام السوري للأخيرة لا يعكس نية جدّية لايجاد حل للأزمة – الحرب المذكورة اعلاه، بمقدار ما يعكس عزماً على ادارتها ريثما تتوصل مع الأطراف الخارجيين المتورطين بالوضع السوري الى تسوية تعقب تفاهماً فعلياً اميركياً - روسياً أو اميركياً ايرانياً أو اميركياً - روسياً – ايرانياً او تمهِّد لاتفاق كهذا. وطبيعي أن لا يحصل ذلك الا بعد أن يُنهَك  الأطراف السوريون للحرب – الأزمة، ويعجزون عن الحسم. وبعد ان يشعر الحلفاء الاقليميون للمتقاتلين بالاستنزاف الكبير لمواردهم، وربما بخطر ان يفجّر ذلك داخل بلدانهم احتجاجات تنطلق من قضايا مطلبية ثم تتعدّاها الى مطالبات سياسية ليبرالية، أو سياسية دينية. هذا الغياب "السوري" عن الرادار الاميركي ليس كاملاً، أو لن يكون كاملاً، يلفت المتابعون اياهم، ذلك أن  ادارة الرئيس باراك اوباما في واشنطن، كما اي ادارة تخلفه في حال طالت الازمة – الحرب السورية، واستبعاد ذلك في غير محله، ستبقى معنية بسوريا او انطلاقاً منها بأمرين. الأول، أمن اسرائيل والتهديد الذي قد يتعرض له جراء التطورات السورية بسبب انهيار الدولة ومؤسساتها ووصول الاسلاميين التكفيريين العنفيين الى الحدود معها. والثاني، منع "ارهاب" هؤلاء من إصابة مصالح اميركا وحلفائها ليس في المنطقة فقط بل في العالم ايضاً.

هل ما  يتحدث عنه المتابعون الاميركيون انفسهم معقول؟

ولماذا لا يكون معقولاً؟ يجيب هؤلاء. ألم يغب لبنان عن الرادار الأميركي في اثناء الحروب التي عصفت به نيفاً و15 سنة؟ وألم يغب عنهم ايضا في الـ15 سنة التي أعقبت الحرب جراء اعتماد اميركا على "الدور البنّاء" لسوريا الاسد فيه؟ ومن يقول إن اميركا هذه أعادت لبنان الى رادارها اواخر عام 2004، يقال له إن ما دفعها الى اعادته إليه هو اندفاع نظام الأسد في مشروع اقليمي صار مهدِّداً لها ولحلفائها وللمنطقة كما تريدها انطلاقاً من لبنان، وهو ايضا نزول اللبنانيين الى الشارع. ويُقال له ايضاً ان هذه العودة لم تَدُم طويلاً، أولاً بسبب عجز الراغبين في العبور بلبنان الى الدولة عن بلورة مشروع حقيقي يوحّد ويستقطب. وثانياً، بسبب الانقسامات الحادة بين شعوب لبنان. ولمن يقولون ايضاً: نعترف بصعوبة أوضاع سوريا والمنطقة. لكن لا تفقدوا الأمل فأميركا عازمة على منع تحول برود علاقاتها مع روسيا حرباً باردة او حارة بالوساطة لأنها ستحتاج اليها مستقبلاً عندما يحين أوان الحل في سوريا بل أوان اعادة تركيب المنطقة، ولمن يقولون ايضاً: انتظروا ربما تبدأ مفاوضات بين الثوار والنظام وربما تنجح. لكل هؤلاء يُقال: خذوا العبرة من حروب لبنان بين 1975 و1990، فعندما قاربت حربه الأولى (السنتين) على الانتهاء، استضافت الرياض قمة مصغّرة تم الاتفاق فيها على وقف الحرب مع ازالة اسبابها وجمع اللبنانيين للتفاهم على تسوية اصلاحية. وبعد اسابيع كرّست قمة عربية موسّعة في القاهرة الاتفاق، وقررت ارسال قوة ردع عربية لتنفيذه. وكانت حاظية في حينها على مباركة دولية. وظنّ الجميع أن الحرب انتهت في لبنان، لكنها تمدّدت وزادت تعقيداتها وتشعباتها. وعندما اجتاحت اسرائيل اجزاء واسعة من لبنان عام 1982 وطردت منظمة التحرير الفلسطينية ومقاتليها منها، وهم كانوا من اسباب الحروب اللبنانية، وبعدما انتخب الشيخ امين الجميل رئيساً للجمهورية باجماع لبناني وموافقة سورية، ظنّ اللبنانيون ان الحرب انتهت. لكن ظنَّهم خاب ايضاً. وعندما أوقف اتفاق الطائف وبعده بسنة القضاء على تمرد العماد ميشال عون الحروب ظن اللبنانيون ان حروبهم انتهت، وكانوا محقّين جزئياً اذ ان الجانب العسكري منها انتهى وبقي السياسي، وتحولت الانقسامات الداخلية من طائفية الى مذهبية. وفي 2005 وقفوا في مواجهة بعضهم نصفين شبه متساويين شعبياً ولكن ليس عسكرياً. وأعاد ذلك نسبة تجدد الحروب في ما بينهم الى الارتفاع.

طبعاً لا احد يتمنى ذلك لسوريا لكن الاشارة اليه ضرورية اذ ربما يتجنّب السوريون قبل فوات الاوان ما لم يستطع اللبنانيون تجنّبه.

========================

الغارة الإسرائيلية ومخاوف انتشار الحرب السورية إقليميا

أفضل مخرج من ذلك السيناريو المحتمل هو تسليح المقاومة السورية لحسم المعركة ضد نظام الأسد المجرم ، و بالتالي تجنيب المنطقة احتمال الانجرار إلى حرب كبرى تأكل الأخضر واليابس

أ.د. سامي سعيد حبيب

السبت 09/02/2013

المدينة

صدر الخميس الماضي بالقاهرة البيان الختامي لمؤتمر القمة الإسلامي وجاء ضمن البيان تشديد القمة على إنهاء معاناة الشعوب المسلمة ومن أهمها معاناة شعب الروهينقا في بورما مع الحكومة البوذية التي ترتكب ضدهم المجازر وكذلك معاناة الشعب السوري الذي يعاني ما يعاني من سنتين ومعاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ أربعينيات القرن الماضي ، و قد تناولت كلمة خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر التي ألقاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع هذه القضايا وعلى رأسها القضية الفلسطينية و معاناة الشعب السوري ( ويأتي النزاع العربي الإسرائيلي في مقدمة هذه النزاعات، والذي يتمحور حول قضية الشعب الفلسطيني وحصوله على حقوقه المشروعة، والتصدي للتوسع الاستيطاني الذي تمارسه إسرائيل من خلال الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وشن العمليات العسكرية ضد الشعب الفلسطيني بلا هوادة ) ( و من جانب آخر، تتفاقم يومًا بعد يوم الأوضاع المأسوية والإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب السوري وما يرتكب في حقه من قبل النظام السوري من جرائم بشعة والمتمثلة في التنكيل والتعذيب والقتل الممنهج وتشريد ونزوح الأسر خوفًا من بطش هذا النظام، وبلغت هذه الجرائم مستويات لا يمكن أن يبرر الصمت عنها، أو عدم عمل أي فعل لردعها. )

وكلما طال أمد الصراع العسكري في سوريا دون حسم من أحد الطرفين الجيش الحر المدافع عن ذمارالشعب السوري من جهة ، والجيش الأسدي المجرم من جانب آخر كلما زاد القتل والتدمير لسوريا وشعبها الشقيق ، وكلما ازدادت احتمالات انتشار تلك الحرب إقليمياً وعالمياً. فقد قامت إسرائيل بعدوان صارخ على سوريا وقامت بتوجيه ضربات جوية لمواقع محددة في سوريا تبين أنها مخازن للأسلحة والصواريخ المحمولة على الأكتاف و»أسلحة كيميائية « في طريقها ، حسب التعليل الإسرائيلي ، إلى حزب الله في لبنان وإلى إيران. و قد قيل إن إسرائيل استهدفت مراكز بحثية ، إلا أن الهدف الحقيقي لتلك الضربات الجوية كانت حرمان المقاومة السورية من الأسلحة والذخائر التي غنمتها المقاومة ومخازن للأسلحة كانت على وشك السقوط في يد المقاومة ، ولايستبعد أبداً التنسيق الحربي بين نظام الأسد المجرم والكيان الصهيوني المعتدي. و لايعقل أن تستهدف إسرائيل نظام الأسد الذي بقي حارساً لحدودها في الجولان لما يزيد عن 40 سنة لم تُطلق فيها نحو إسرائيل من الجولان المحتلة و لا طلقة واحدة. لكن خوف إسرائيل الحقيقي وكل الغرب من ورائها هو من انتصار المقاومة الإسلامية في سوريا وتوليها مقاليد الأمور في شرق أوسط جديد يشهد حالياً خريف الطغاة ، و لا يشبه ذاك الذي بشرت به وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليسا رايس.

ومهما كانت الدوافع الإسرائيلية من وراء الهجوم الجوي على سوريا والجهة المستهدفة به وحقيقة ما دمرته تلك الغارة الجوية ، فإنه عدوان صارخ على بلد ذي سيادة وخرق لما يسمى بالقانون الدولي مر دون أي عقوبة دولية على إسرائيل ولاحتى استنكار حقيقي بل ذهبت الإدارة الأمريكية كل المذاهب للدفاع عنه و التبرير له بمزاعم الدفاع الإسرائيلي عن النفس ، و من هذه الزاوية فهو منعطف خطير في الأزمة السورية يفتح أبواب التدخل الخارجي الفردي دون أي غطاء أممي ( و الغطاء الأممي لا يحق حقاً و لا يبطل باطلاً ) ، و ربما جر إيران بداية و التي هددت إسرائيل بالويل والثبور وعظائم الأمور إلى حرب إقليمية تتبعها حرب عالمية. و أفضل مخرج من ذلك السيناريو المحتمل هو تسليح المقاومة السورية بالأسلحة النوعية التي ستساعدها بعد نصر الله تعالى على حسم المعركة ضد نظام الأسد المجرم ، و بالتالي تجنيب المنطقة احتمال الانجرار إلى حرب كبرى تأكل الأخضر واليابس و لن يكون أحدٌ في حرز من ويلاتها.

========================

مبادرة الخطيب وايقاف حمام الدم في سورية

د. فوزي ناجي

2013-02-08

القدس العربي

 

بادر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب في الأيام الماضية بطرح رأيه في الموافقة على المفاوضات مع النظام الحاكم من اجل ايجاد حل للأحداث الدامية الجارية في سورية منذ حوالي السنتين والتي أودت بحياة أكثر من ستين الف مواطن سوري حتى هذه اللحظة. هذا إضافة الى الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين هربوا الى دول الجوار بعد ان تهدمت بيوتهم ومدنهم وقراهم، ويعيشون في ظروف مأساوية. وقد كرر الخطيب رأيه هذا في المؤتمر السنوي الذي عقد في مدينة ميونيخ الالمانية حول الأمن والسلم العالميين في بداية شهر شباط 2013، والذي شارك به بصفته الرسمية.

ماذا جرى؟ وما الذي حدا بالخطيب لاتخاذ هذا الموقف الذي يناقض المواقف المعلنة من قبل قوى المعارضة؟ هل تخلى الخطيب عن حلم المعارضة في إسقاط النظام؟ أم هل يتمتع الخطيب بصفات القيادة التي تجعله يقود ولا يقاد؟

هل يجب ان يضحي القائد بشعبه ويستغل محنته في سبيل الحصول على كرسي الحكم؟ أم عليه أن يعمل كل ما بوسعه لرفع الظلم عن شعبه وتخفيف محنته؟

لا بد من وقفة موضوعية وعقلانية لتناول ما يجري وإستشراف ما يمكن ان يجري في المستقبل من اجل سورية التي نحبها وشعبها العظيم الذي نعتز به.

تتلخص أهداف الشعب السوري المشروعة بما يلي:

القضاء على الديكتاتورية، والعيش بحرية وكرامة وعدالة اجتماعية.

تتطلب هذه الأهداف إقتلاع النظام الديكتاتوري الحاكم من جذوره لافساح المجال لتكوين نظام ديمقراطي حديث يتناسب مع مقتضيات القرن الواحد والعشرين. يعني هذا مشاركة جميع أطياف الشعب السوري ومنذ البداية في تكوين هذا النظام الجديد.

على الرغم من انني أكره الحديث عن الطائفية التي اعتبرها الآفة الكبرى في المجتمعات العربية والتي اتمنى اندثارها والقضاء عليها من خلال نشوء انظمة ديمقراطية في عالمنا العربي لا تفسح مجالاً ولا تترك ثغرة لنفاذ الطائفية منها، لا بد هنا من التركيز على الطائفة العلوية التي ينتمي رأس النظام السوري اليها.

هذه الطائفة التي تعتبر شريحة اساسية في النسيج الاجتماعي السوري يجب على المعارضة احترامها والعمل الجاد لتبديد مخاوفها من التنكيل بها بعد تغيير النظام، وعدم إقصائها من الحياة السياسية المستقبلية. وهنا لا بد من التذكير بان قسماً من الطائفة العلوية قد عانى من الديكتاتورية كبقية الطوائف السورية الاخرى ومنهم من انضم الى صفوف المعارضة منذ سنوات كالدكتور عارف دليلة ومنهم من التحق بالثورة السورية في بداياتها كالفنانة فدوى سليمان. والأمر نفسه ينطبق على المسيحيين في سورية وجميع شرائح المجتمع السوري الدينية والعرقية والسياسية. لا بد ان يشعر الجميع بانهم سيعيشون في سورية المستقبل في ظل الحرية والكرامة والمساواة.

تعتبر المواطنة الكاملة من مسلمات الديمقراطية. يعني ذلك تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، سواء كانوا عرباً او كرداً أو ينتمون لأي قومية أخرى، أو كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود او يزيديين أو ينتمون لأي دين آخر.

تعني الديمقراطية ان يحكم الشعب نفسه بواسطة ممثليه الذين ينتخبهم في انتخابات حرة ونزيهة. ونظراً للتزوير الذي يحدث في العادة في الانتخابات التي كانت تجري في عالمنا العربي قبل ثورات الربيع العربي أصبح من الضروري مشاركة مراقبين محايدين من دول عربية أخرى او أجنبية. إذ ان الثقة بين الحاكم والمحكوم لا تزال مفقودة.

تعني الديمقراطية ايضاً إفساح المجال لجميع المواطنين بالترشح والانتخاب بغض النظر عن اصولهم العرقية والدينية وبرامجهم السياسية. وحتى من يقف اليوم الى جانب الاسد، ربما بسبب الخوف من بطشه او من الانتقام منه في المستقبل من قبل قوى المعارضة او لأسباب سياسية محضة زرعت في عقله من قبل إعلام النظام الذي جعله يعتقد ان مساعدته للنظام تصب في مصلحة الوطن ومقاومة الاستعمار والصهيونية. يجب ان لا ننسى ان العديد ممن التحقوا في صفوف المعارضة السورية كانوا قد خدموا في النظام السوري لعشرات السنين. وهذا لا ينفي عنهم صفة الوطنية إطلاقاً. في هذا المجال أتذكر ما قاله المستشار الالماني السابق هيلموت كول، والذي تحققت الوحدة الالمانية أثناء حكمه بعد سقوط النظام في المانيا الشرقية عام 1989 ومطالبة العديد من الالمان بالانتقام ممن كانوا يعملون في جهاز المخابرات الداخلي (شتازي) في نظام شرق المانيا البائد والذين كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي الحاكم. لقد قال كول بأنه شخصياً غير متأكد بأنه لن يلتحق بالحزب الحاكم في المانيا الشرقية لو عاش بها. إذ ان العديد ممن التحقوا بالحزب كانوا قد فعلوا ذلك ليس عن قناعة وانما للحصول على عمل مناسب وإبعاد شبح الملاحقة والاضطهاد عنهم. وهذا الامر ينطبق على العديد ممن التحقوا في حزب البعث العربي في سورية. وحتى أعضاء حزب البعث، الذين التحقوا به ايماناً منهم بمبادئه التي استحوذت على عقول وقلوب الملايين من أبناء الشعوب العربية قاطبة في خمسينات وستينات القرن الماضي، يجب ان لايستبعدوا من النظام الديمقراطي الجديد الذي سينشأ في سورية. لأن الخطأ ليس في الحزب ومبادئه وانما في الأعضاء الذين لم يطبقوا تلك المبادئ ولم يعملوا من أجل مصلحة الشعب، واستغلوا سلطة حكمهم في نهب ثروات الشعب والتحكم في مقدراته. وهذا ينطبق ايضاً على معظم الأحزاب، ان لم يكن كلها، التي استولت على الحكم في الدول العربية الأخرى.

ليس صحيحاً ان جميع السوريين يؤيدون المعارضة ويرفضون النظام. يجب ان لا ننسى ان حزب البعث المسيطر في سورية له مناصروه ليس في سورية فقط وانما في دول عربية اخرى منها لبنان والأردن والعراق وفلسطين، لاهدافه القومية التي تشمل الوطن العربي كله.

كما انه ليس صحيحاً ايضاً بأن المعارضة السورية مرتبطة بأجندات خارجية وان المعارضين هم مجموعة من الخونة التي تعمل من اجل مصلحة الغرب واسرائيل. إذ ان العديد من رموز المعارضة هم من المناضلين الحقيقيين الذين قضوا عشرات السنين في سجون النظام، ولم يتخلوا عن مبادئهم رغم تعرضهم لشتى انواع القمع والتعذيب. يجب ان يعترف النظام السوري بان ما يجري في سورية هو ثورة شعبية حقيقية تعمل من اجل مصلحة الشعب السوري في اقامة نظام جديد ديمقراطي يرتكز على مبادئ العدل والمساواة والكرامة الانسانية.

ما يحدث في سورية منذ منتصف آذار 2011 قد ابتدأ بمظاهرات وإحتجاجات سلمية كان هدفها إصلاح النظام. لكن عدم تجاوب النظام للاصلاح المطلوب واستخدامه الحل الأمني في القضاء على الاحتجاجات والمظاهرات ادى الى تحولها الى ثورة شعبية أخذت تطالب باسقاط النظام. بعد ان بدأت بعض القوى الأجنبية بتسليح قوى المعارضة وايهامها بامكانية إسقاط نظام الحكم خلال ايام أو أسابيع بدأ الوضع السوري يتغير دراماتيكياً ويتحول الى حرب أهلية ستقضي على طموحات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والعيش الكريم وستدمر سورية وستحولها الى دولة مفتتة، ضعيفة وغير قادرة على مساعدة نفسها ناهيك عن مساندة الدول العربية الأخرى.

من سيستفيد من تفتت سورية وتدميرها وإعادتها الى الوراء؟ من المؤكد ان المستفيدين من ذلك هم أعداء سورية وشعبها. وسيكون الشعب السوري بشقيه المعارض والموالي الخاسر الرئيسي.

إذن كيف يمكن إنقاذ سورية؟ هل بمواصلة القتال؟ أم بالاستماع الى صوت العقل والمنطق الذي يطالب بالتركيز على مصالح الشعب السوري وعدم الانصياع الى الأجندات الخارجية؟

لابد من وقف حمام الدم السوري ولا بد من وقف معاناة الشعب السوري وباسرع ما يمكن، كما لا بد من التصدي وبحزم لتجار الحروب الذين لا تهمهم مصالح الشعوب وما تصبو اليه من امن واستقرار وعيش حر كريم.

من السهل ان نفهم ان الديكتاتورية ترفض الحوار لأن ذلك من طبيعتها، لكن ان يُرفض الحوار من قبل القوى التي تعلن على الملأ ان هدفها إقامة نظام ديمقراطي فهذا يستعصي على الفهم ويعبر عن امرين إما ان هذه القوى لا تدرك المعنى الحقيقي للديمقراطية أو ان غايتها أمر آخر.

ليس من الضروري فقط وانما من الواجب أيضاً أن تتحاور قوى المعارضة المختلفة أولاً مع بعضها البعض واضعة نصب عينيها مصالح الشعب السوري فوق كل اعتبار لاستخلاص النتائج وأخذ العبر من دروس الماضي وإخفاقاته قبل محاورة النظام.

لن تعود عقارب الساعة الى الوراء ولن يبقى النظام على ما كان عليه. حيث أصبح الجميع حتى مناصرو النظام سواءً من داخل سورية او عربياً مثل حزب الله او اقليمياً كايران او دولياً كروسيا على قناعة بأن التغيير سيحصل في سورية لا محالة. كما ان للوهم في حصول المعارضة السورية على السلاح الذي يمكنها من الانتصار على النظام ان يتبدد.

لقد اوضحت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات بأنها لن تتدخل عسكرياً في سورية ولن تسمح بتسليح المعارضة السورية بأسلحة حديثة متطورة لخشيتها من ان تقع في ايادي القوى الاسلامية التي تعتبرها متطرفة. كما ان هناك اتفاقيا ضمنياً بين روسيا والولايات المتحدة الامريكية على ضرورة الحل السياسي لما يحدث في سورية. لقد كان الدكتور هيثم المناع، المتحدث باسم هيئة التنسيق الوطنية لقوى المعارضة السورية في الخارج واحد مؤسسيها، من الأصوات المعارضة القليلة التي طرحت المطالب السورية المشروعة باسلوب عقلاني وحضاري بعيداً عن التشنج والعاطفية والصراع على كراسي الحكم غير الموجودة الا في مخيلة الطامعين بها. والآن طرح الخطيب مبادرته الشجاعة بعد ان توضحت له صورة معطيات الشأن السوري. هذه المبادرة التي جوبهت بالرفض من قبل العديد من شخصيات المعارضة وكذلك من زملائه في الائتلاف الوطني السوري. لكن طرحها من قبل الخطيب يدل على الشجاعة التي يتحلى بها القائد الذي لا يسبح مع التيار ولا يتمسك بمنصبه وإنما تهمه مصالح شعبه ويسعى الى تحقيقها.

ارى ان مبادرة الخطيب هي خطوة في الاتجاه الصحيح في إنقاذ الشعب السوري من محنته والوصول به الى التغيير المطلوب.

========================

كعب الأسد الذي انكشف أخيرا

صلاح إبراهيم الحسن

2013-02-08

القدس العربي

يُطلق مصطلح (همارتيا) اليوناني الأصل على السقطة الحتمية لأبطال الحروب بعد أن يتخلى القدر عن حمايتهم، فيرتكبون الخطأ القاتل الذي لا يمكن إصلاحه، ولا مناص - من ثم - من الهزيمة والسقوط، ويعتقد فلاسفة اليونان وعلى رأسهم أرسطو أن القدر لا الشجاعة، ولا الذكاء، هو من يحمي المحارب في المعركة، وأن القدر مثل حداد عظيم، باليد التي يصنع بها الدرع، يصنع السهم المسموم، وأن كل الظروف المحيطة به سواء أكانت معه أو عليه، سوف تأخذه إلى سقطته الحتمية وخطأه القاتل.

وهذا التقديم مبعثه تصريح مدفيديف الأخير حول الأسد، إذ قال إن الأسد ارتكب خطأ فادحاً، قد يكون قاضياً، وفرص بقائه في السلطة تتضاءل، وهذا التصريح يوحي بطريقة أو بأخرى أن روسيا حامية الأسد ودرعه من السقوط في المراحل السابقة، ربما لم تعد قادرة على الحيلولة بينه وبين سقطته الحتمية، فماهو خطأ الأسد، الذي جعل الروس يصرحون هذا التصريح، على لسان رئيس وزرائهم هذه المرة، لا على لسان لافروف، أو نائبه بوغدانوف، ولكن ميدفيدف لم يقل ما هو خطأ الأسد الفادح واكتفى بالإشارة إليه، ويأتي تصريحه بعد تصريح الإبراهيمي الأخير الذي قال فيه: إما الحل وإما الجحيم، حينها تساءل السوريون أي جحيم ونحن نعيشه منذ أكثر من عامين، ويستفزُّ تصريح ميدفيدف - بالسياق ذاته - أسئلة السوريين مرة أخرى: أي خطأ لم يرتكبه الأسد، بعد عامين من الثورة، بدءاً باعتقال الأطفال، وانتهاء بقصف المدن بالطائرات. ولكن يبدو أن خطأ الأسد الذي عناه ميدفيدف، مثله مثل الجحيم الذي تحدث عنه الإبراهيمي، هو خطأ من نوع آخر، جديدٌ وغير مسبوق.

لايهم روسيا مقتل عشرات من السوريين يومياً، بالطيران أو بالمدفعية، أو ذبحاً أو حرقاً في مقرات التعذيب، ولا يهمهم عملياً سقوط الأسد، إن كان هو ذاهب إليه بصورة حتمية، وهنا يبرز إلى السطح احتمالات عدة لهذا الخطأ، وقبل الدخول في تفصيل أبرز تلك الاحتمالات، يمكن الإشارة إلى أن موقف روسيا والفيتو التاريخي الذي عصم الأسد من قرارات مجلس الأمن طيلة عامين، نشاز في السياق الدبلوماسي، ولكنه ليس نشازاً في المصالح الإقليمية والدولية، فمن جهة تعتبر إسرائيل نظام الأسد عدواً تقليدياً، ولكنه جار ودود، ومأمون الجانب، وهو مشغول بقتل شعبه عن قتل شعبها، وحشد كل طاقاته العسكرية لعقود عدة لأجل المعركة المصيرية، ولكن مع الشعب لا مع العدو التاريخي، فقد يكون خطأ الأسد هو احتمال تضرر مصالح إسرائيل وتوازناتها وحدودها المزعومة، والآمنة مع سوريا. ومن جهة أخرى، فإنه من المعروف أن مصالح إسرائيل متفق على حمايتها بين الكبار، في مجلس الأمن، ولاسيما الروس والأمريكان وبأدوار متبادلة، فقد يكون هناك فيتو يحمي الأسد، وبالمقابل يريح الإسرائيليين من خلال الإبقاء على نظامه للأسباب سالفة الذكر.

إن من أبرز احتمالات خطأ الأسد، هو سماحه، أو تلقيه لنصائح إيرانية، وربما أوامر، بنقل شيئاً من الترسانة العسكرية، ولاسيما الصواريخ، إلى حزب الله، وذلك كي لا تصل إليها أيدي الثوار، ولكن لم ينتبه الأسد إلى خطورة هذا الأمر، وفداحته، وتجاوزه لكل الخطوط الحمر التي طالما تحدث عنها الإسرائيليون، وقد يؤكّد هذا الاحتمال قيام إسرائيل بقصف مواقع على الحدود السورية اللبنانية، بالطيران، الأسبوع الفائت، وتذهب إحدى الروايات العديدة للاعتداء الإسرائيلي، على أنه استهدف قافلة أسلحة وصواريخ متطورة إلى حزب الله، فهل أدى ضغط المعارك المتواصل على الأسد في دمشق وريفها إلى أن يتصرف بمنطق عسكري ضيق، فينقل ما يمكن نقله من أسلحة إلى حزب الله، حليفه وحليف إيران، ولكن ليس بالضرورة حليف روسيا، التي لا يمكن أن يكون دعمها للأسد سبباً يقلق الإسرائيليين، ومن هنا جاء ذلك التصريح واضحاً وصريحاً، وكأنه يقول للأسد بلسان شعراء الأساطير: انكشف كعبك، ودقت ساعة الرحيل، وحان وقت السقوط.

========================

هل يعتذرون للشعب السوري؟

د. طارق كتيله

2013-02-08

القدس العربي

اكتب هذا المقال ردا على بعض الاصوات خاصة 'العروبية' منها التي ماتزال تعتقد بأن اميركا واسرائيل تقف وراء كل حركة في العالم وخاصة عالمنا العربي وبأن كل شيء هو مؤامرة خطط لها في هذين البلدين وكأن هؤلاء لم يروا بأم اعينهم قبل عده اشهر فقط اسقاط الشعوب العربية لطغاة كبار كانوا من اقوى رجال الغرب في عالمنا العربي واهمهم على الاطلاق رجل اسرائيل المدلل حسني مبارك وبأن اسرائيل لم تستطع وبكل جبروتها ويدها الطويلة ان تمنع سقوطه امام ضربات الشعب الثائر.

ان الثورة السورية هي ثورة شعبية بامتياز على غرار باقي ثورات الشعوب العربية في عصر الربيع العربي اسبابها ودوافعها ذاتية اهمها الفساد والديكتاتورية والظلم وامتهان كرامة المواطن وقد بدات سلمية تطلب الاصلاح ولكن عناد النظام البوليسي وصم اذنيه عن سماع وتلبية مطالب الشارع ومن ثم استخدامه الرصاص الحي لقتل المتظاهرين واخافة الاخرين واعتقال وتعذيب الالاف كي يقضي على هذه المظاهرات ويقمع الاحتجاجات هو ما ادى الى نفاذ السبل امام الشباب الثائر وابقاء خيار واحد لهم وهو التسلح والدفاع عن النفس والعمل العسكري للتخلص من هذا النظام الذي اقنع نفسه وبدعم دولي من الشرق والغرب بأن سوريا مملكة لعائلة الاسد لا يمكن لأحد منازعته عليها.

نعود لهؤلاء الذين يساوون بين الضحية والجلاد - بين المجرم والمدافع عن نفسه - بين الشبيح والمقاتل من اجل الحرية ونقول لهم بأن اتهامهم للشعب السوري بأنه يدمر بلده و تحميل المسؤولية لطرفي الصراع هو مجانبة سيئة للحقيقة وبأن هذا الاتهام هو من اشد انواع الطعن والظلم لطلاب الحرية الذين حملوا دمهم على كفهم في سبيلها ووقفوا وما في الموت شك لواقف من اجل نيل حريتهم واستعاده كرامتهم.

لم يكن من السهل على الذين حملوا السلاح ضد هذا النظام المجرم ان يقوموا بهذا خاصة ان معظمهم من الطلاب والمثقفين والبسطاء الذين لا خبرة لهم على حمل السلاح وخوض الحروب علما بأنهم يحملون السلاح الخفيف ضد جيش نظامي تعداده مئات الالاف ومسلح بآلاف الدبابات والطائرات- ولكن مع ذلك ونظرا للظلم الواقع عليهم ابوا الا ان تكون كرامتهم هي العليا وحريتهم هي المنال حتى لو كانوا قلة تحارب كثرة ولكن كم من فئة قليلة غلبت فئه كثيره باذن الله.

على هؤلاء الذين يساوون بين الجلاد الذي قصف الاحياء السكنية بالدبابات والطائرات وهجر اهلها وقضى على من تبقى فيها وقنص المتظاهرين السلميين ولم يوفر شيخا او ولدا ولم يحترم شرف امرأة ولا براءة طفل وبين من حمل السلاح وخاطر بحياته رغم اختلال موازين القوى لمجابهة هذا الوحش الكاسر الذي ارتكب كل هذه الجرائم وتحرير الوطن منه ومن شره- على هؤلاء ان يعتذروا للشعب السوري.

عليهم ان يعتذروا للشعب السوري عندما يتساءلون عن اي طرف في الشعب السوري يقفون وكأنهم نسوا بأن الشرذمة القليلة من الشعب السوري التي لا تنادي الا 'بالروح بالدم نفديك يا بشار' و'الله سوريا بشار وبس' هي نفسها الفلول في مصر وكتائب القذافي في ليبيا وهي لا تمثل سوى قلة ذات مصالح فئوية او طائفية لا ترى في سوريا الا مزرعة للاسد.

هل من المعقول مساواة هؤلاء المغسولة عقولهم والمولهين بحب الديكتاتور الذي يدمر بلده ويحرق اقدم مدن في التاريخ بمن خرج ينادي 'الله سوريا حريه وبس' ويحمل كفنه بيده في سبيل التخلص من الظلم والاستبداد؟.

نرجو من هؤلاء الكتاب ان يتقوا الله في انفسهم وان يقفوا مع الحق والا يلبسوا الحق بالباطل لأن كليها واضخ وضوح الشمس. اما القول بأن اميركا تدعم الثورة السورية فهو ليس بالصحيح ولو انها فعلا داعمة حقا لها لكان الامر انتهى منذ زمن لكن الحقيقة هي ان الأهم لاميركا في المنطقة هي مصلحة حليفتها اسرائيل والتي تخشى من ان انتصار الثوره قد يأتي بمحور تركي سوري مصري بدعم خليجي اقله من بعض دول الخليج يفتح عليها ابواب جهنم عبر حدود الجولان التي امنها لها نظام الاسد طوال الاربعين سنه الماضية.

في الحقيقة ان من اسباب تأخر انتصار الثورة عسكريا هو الموقف الامريكي الذي يمنع تزويد الثوار بالاسلحه النوعية التي تسقط الطائرات وتوقف هذا الغول الذي دمر الحجر وقتل البشر كصواريخ ستغنر وغيرها مما يلجم الالة العسكرية التدميرية للاسد ويغير موازين القوى بل والانكى من ذلك ان الحكومة الامريكية وكما ذكرت الكثير من المصادر تضغط على الدول الداعمة للشعب السوري لعدم مد الثوار بهكذا اسلحة وحتى احيانا بالاموال اللازمة لهم وذلك خوفا من سقوط النظام السوري بأسرع مما هو متوقع وبالتالي عدم التحكم بمن سيأتي بعده وحماية مصالح اسرائيل كما كانت الحال طوال العقود الماضية.

اتمنى ان يصل هذا الكلام لمن يهمه الامر حتى تبقى مصداقية هؤلاء الكتاب عالية وان ينظروا الى المسألة نظرة العدل لا نظرة الخوف وكان الله في عون الشعب السوري الطيب الذي لم يجد في هذا العالم من يقف معه وقفة حق تنهي معاناته كما كان يقف دائما مع كل شعوب العالم الثائرة ضد الظلم والعدوان والطغيان.

========================

لنرسم البسمة على الوجوه

د. محمود نديم نحاس

الاقتصادية الإلكترونية

السبت 9/2/2013

أرسل أحدهم يقول: مقالاتك صارت تثير الحزن والأسى، فما عدت تتكلم إلا عن المآسي التي يتعرض لها إخواننا السوريون. فهل من طريقة لتعيد البسمة إلى وجوهنا؟

لقد سبق أن كتبت مقالاً بعنوان "ابتسم عني" حول قصيدة شاعر عكاظ، عبد الله عيسى السلامة، والتي هي بهذا العنوان، وفيها يقول:

قلت: ابتسمْ عنّي وغِبْ عن ناظِري *** إنْ كنتَ قد أقسمتَ ألاّ تَفهما

إن التبسّم والحرائرُ تُستبى *** عارٌ، وشرُّ العارِ أن تتنعما

و(الصبرُ) في ظلّ الخميلةِ خِسّةٌ *** إن كان غيرُك للأسنّة مَطعما

وكم رأينا من مذيع، ذكراً كان أم أنثى، يخفي دمعته وهو يقدِّم الأخبار، وكم امتنعت قنوات عن عرض صور ضحايا المجازر خوفاً على أعصاب المشاهدين من الانهيار.

إلا أنني فكّرت كيف يمكن أن أحقق طلب صديقي، فتوصلت إلى أن هناك أناساً بحاجة لأن نرسم البسمة على وجوههم. إنهم النازحون في العراء أو في مخيمات اللاجئين. وتذكرت ما فعله أستاذ علم الاجتماع في جامعة ماليزية، حيث حثَّ طلابه على إسعاد إنسان واحد، خارج محيط الأسرة، طيلة الفصل الدراسي للحصول على الدرجة الكاملة في مادته، على أن يقدم الطالب عرضاً مرئياً عن عمله.

ورغم أن كل الطلاب فازوا بالدرجة الكاملة لكن واحداً منهم كان عمله متميزاً في هذه المبادرة الإنسانية، فقد لاحظ أن طالباً هندياً، يدرس الطب، ويسكن معه في الإسكان الجامعي، لا يبتسم أبداً، ويبدو أنه يعاني من مشكلة، فاختاره لمشروعه.

أول هدية كانت رسالة صغيرة وضعها تحت باب غرفته يقول فيها: (كنتُ أتطلعُ إلى أن أصبح طبيباً مثلك، لكني ضعيف في مواد العلوم. لقد رزقك اللهُ ذكاءً ستسهم عبره بإسعاد البشرية). ثم أخذ يقدم له هدايا صغيرة متتابعة دون أن يعرف الهندي من يقدمها له، وراح الماليزي يرقب صاحبه ليرى أثر ذلك عليه، واكتشف أنه صار يبتسم. ويبدو أن الهندي كتب لوالده عن هذه التغيرات فكتب له والده على الفيسبوك (حتى زملاؤك في الجامعة يرونك طبيبا حاذقا! لا تخذلهم واستمر). ومن العبارات التي كتبها أصحابه على صفحته سؤال: ما هي الهدية الجديدة اليوم؟

ومع الزمن تغيرت حياة الطالب الهندي تماما، فتحول من انطوائي وحزين، إلى مبتسم واجتماعي، بفضل زميله الماليزي. واكتُشف فيما بعد أن الطالب الهندي كان يعاني من التحديات الدراسية، وأنه كان ينوي أن يترك الدراسة ويعود إلى بلده، لكن الرسالة الأولى التي تلقاها جعلته يعدل عن قراره.

لقد لعب الطالب الماليزي دوراً محورياً في حياة زميله الهندي بعمل صغير قام به. سيصبح الهندي طبيبا يوما ما وسينقذ حياة العشرات، والفضل بعد الله لمن ربّت على كتفه برسالة حانية.

التجربة لم تغير من حياة الهندي فقط، بل غيّرت حياة الماليزي أيضاً، حيث قرر بعد تخرجه من الجامعة أن يعمل في مشروع كهذا، بأن يسعد إنساناً كل يوم، بعد أن لمس الأثر الذي تركه، فحوَّل مشروعه إلى عمل مؤسسي استقطب متطوعين يرسمون السعادة في أرجاء ماليزيا. 

والآن، ما هو دورنا؟ هؤلاء النازحون في العراء والمخيمات يحتاجون إلى رسالة لطيفة أو لمسة حانية في عالمهم المزدحم بالأحزان، فهل نستطيع أن نرسم الابتسامة على وجوههم المثخنة بالجراح؟

وكما فعل الأستاذ الماليزي، فإني أدع كل واحد يفكر في مبادرة خاصة به ليبدأ مشروعه في إسعاد شخص من هؤلاء النازحين من خلال طريقة يختارها لنفسه.

======================

السوريون والغارة الإسرائيلية!

أكرم البني

الشرق الاوسط

9-2-2013

غموض الهدف الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية، إن كان مبنى للبحوث العسكرية أم شحنة أسلحة متطورة مرسلة إلى حزب الله، لم يحجب وضوح مشهد جديد من ردود فعل السوريين، هو ليس مشهد الغضب الذي يميزهم عادة تجاه العنجهية الإسرائيلية، بل مشاعر ومواقف مختلفة ترتبط أشد الارتباط بتفاقم معاناتهم وما يتعرضون له من فتك وتنكيل خلال عامين تقريبا.

بديهي أن يسعى النظام ومن يلتفون حوله لتوظيف الغارة الإسرائيلية في سياق دعاية لم تنقطع عن مؤامرة تحاك ضد البلاد، وقد سارع على غير الدارج للاعتراف بحصول هجوم لطائرات إسرائيلية على موقع عسكري قرب دمشق، وتسخير الآلة الإعلامية الرسمية للحديث عن مخطط متكامل لقوى داخلية وخارجية للنيل من سوريا وموقفها المقاوم والممانع، والهدف مغازلة أحاسيس الناس الوطنية ولملمة بقايا من «شرعية سياسية مفقودة» والطعن بالثورة وصدقيتها وتشويه سمعة المعارضة، وتاليا لتمكين بعض حلفائه من تبرير دعمهم غير المحدود له وقد اعتراهم بعض الحرج الأخلاقي جراء الإسراف في العنف وما يخلفه من مشاهد لا يحتملها عقل أو ضمير.

وفي المقابل تسمع أحاديث تعتبر ما جرى مطلبا للسلطة وحلفائها لتحويل الأنظار عما يجري في البلاد والاستفراد بقمع ثورتها والنيل منها، بل ثمة من يعتقد أن الغارة أشبه بمؤامرة مع حكومة نتنياهو لتمكين استمرار الحكم السوري، كما هناك من يتبنى رواية بعض أطراف المعارضة بأن لا ناقة لإسرائيل فيما حصل ولا جمل، وأن القصف قامت به طائرات السلطة نفسها لتدمير موقع عسكري استراتيجي سبق أن استولت عليه مجموعة من الجيش الحر، بل إن إقحام إسرائيل وصمتها على ذلك هو شكل من أشكال التواطؤ للتخفيف عن السلطة السورية ومساعدتها على تجاوز أزمتها.

وهنا لا يخلو المشهد السوري من عبارات الشماتة مقرونة بالتهكم من ترداد الكلام المعروف بشأن احتفاظ النظام بحق الرد في المكان والزمان المناسبين، أو السخرية من المفارقة المؤلمة حين يوجه السلاح الحربي وهو بأعلى درجات الاستنفار، ضد الشعب وليس ضد العدو الغادر، أو حين يقف ساكنا أمام طائرات إسرائيلية قامت بتدمير موقع عسكري حيوي، وعلى ثلاث طلعات إن صحت الرواية المتداولة، بينما يسارع لإسقاط طائرتين حربيتين لحليف الأمس التركي بمجرد اختراقهما المجال الجوي السوري بحجة الدفاع عن السيادة الوطنية!

يدرك السوريون أنهم يقارعون نظاما يدعي المقاومة، وأن الغارة الإسرائيلية لا بد أن تفتح الباب على بعض المتغيرات التي لا بد أن توظفها أطراف محور الممانعة للحفاظ على موقعها السوري واستعادة دور إقليمي ينحسر، ولعلها تساعدهم على خلط الأوراق وخلق تحول في التفاعلات السياسية الجارية في الدوائر الغربية والعربية حول استقرار المنطقة والموقف من النظام السوري تزيد قلق المتشددين والمتخوفين من احتمال اندلاع حرب إقليمية في حال إسقاطه وتشجع دعاة التريث والتعاطي الاحتوائي.

ربما لا تفضي الغارة الإسرائيلية إلى إعادة شعبية قوى الممانعة والمقاومة، فالناس كشفت حقيقتهم وملت شعاراتهم، وهي أكثر من خبر كيف وظفت هذه الشعارات لتعزيز أسباب الاستئثار والقمع والفساد، وربما لن تكسب الفئات المترددة أو السلبية في المجتمع وإن كانت تمنحها حجة طازجة كي تبرر استمرار سلبيتها وترددها، لكن علينا توقع نتائج غير مرضية في حال سنحت الفرصة لأطراف محور الممانعة للاستثمار في هذه الغارة وتنشيط بعض المناوشات المحدودة

مع الدولة الصهيونية على أمل إعادة الاعتبار لأولوية مواجهة المخططات المعادية والرهان على الشعارات الوطنية في تمييع شعارات الثورة المتعلقة بالحرية والكرامة والعدالة. حزن السوريين عميق على تدمير أي ركيزة من الركائز العسكرية التي تم بناؤها لتمكين البلاد من مواجهة أعدائها، وقلقهم عميق أيضا من احتمال توظيف الغارة لتسويغ العنف المفرط ولبعث ردود فعل ضد الثورة بذريعة أولوية الصراع مع إسرائيل، ليس فقط لأن ما تم بناؤه تم من عرقهم ودمهم وعلى حساب تنمية مجتمعهم وتطويره، بل لأنهم أصبحوا جازمين بأن طريق مواجهة الصهيونية وتحرير الأرض المحتلة لا يصنعها الاستبداد بل إرادة الشعب الحر المنضوي في إطار دولة ديمقراطية. والحال، إن الاستمرار في هضم الحقوق العربية وانحياز المجتمع الدولي بصورة سافرة لصالح العنجهية الإسرائيلية، وصمته تجاه ما يجري في سوريا، عوامل تلعب دورا مهما في منح المشروعية لمن يسمون أنفسهم قوى المقاومة والممانعة وتشجع المروجين لمنطق القوة وأولوية العنف والصراع المسلح، ما يعني الطعن بالحقيقة الأهم التي كرستها الثورات عن دور الشعوب في تقرير مصيرها ورسم مستقبلها، وتاليا بالدروس التي تعلمتها مجتمعاتنا من تجاربها المريرة عن أولوية تحرير الإنسان كمقدمة لا غنى عنها لإعطاء المسألة الوطنية معناها الحقيقي.

منذ عقود وبعد هزيمة عام 1967 أجمع المثقفون العرب على أن السبب الرئيسي لانتصار من كنا نريد رميهم في البحر هو هشاشة البيت الداخلي الذي نخره الفساد والاستبداد، وخلصوا إلى أن بناء الدولة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان هما الأساس الحيوي لمواجهة آثار الهزيمة والتصدي للتحديات والأخطار المحدقة وانتزاع حقوقنا، وجاءت الحروب على لبنان والانكسارات المتواترة للحالة الفلسطينية لتعزز هذه الحقيقة.

واليوم إذ يظهر السوريون، أنهم خير من تعلم هذا الدرس وأنهم أصحاب ثورة حقيقية لنيل حريتهم وكرامتهم قبل أي شيء، وأن ليس من حدث يمكنه أن يشوش على مطالبهم وحقوقهم أو يفل من عزيمتهم لإكمال المشوار، فهم على يقين بأن النظام سوف يخسر رهانه على توظيف الغارة الإسرائيلية كغطاء لإطلاق يده في الفتك والتنكيل ولحرف الأنظار عن أوضاعهم وما يكابدونه، وسيفشل هذه المرة في شحذ شعاراته عن المقاومة والممانعة التي سقطت إلى غير رجعة منذ استخدم الرصاصات الأولى ضد متظاهرين عزل يطالبون بحقوقهم المشروعة!

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ