ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 02/02/2013


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

01-02-2013

مؤتمر المانحين وشح المجتمع الدولي

2013-01-31 12:00 AM

الوطن السعودية

نستطيع القول: إنه في الوقت الذي تقاعس فيه المجتمع الدولي ـ بهيئاته ومنظماته ـ عن مساعدة الشعب السوري، لم تتوان دول الخليج عن تقديم كل المساعدات الضرورية للسوريين، فالمملكة عبر مبادرات إنسانية عدة، شملت تقديم المساعدات الضرورية من غذاء ودواء وأموال وسكن للنازحين، أثبتت أنها ما تزال في مقدمة دول العالم كدولة تقوم بواجبها الإنساني تجاه أشقائها السوريين، الذين يعانون من ظروف إنسانية حرجة، عبر القصف اليومي والتدمير الممنهج لكل مرافق الحياة من قبل بشار الأسد ونظامه، والذين يعانون من التهجير ونقص الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة التي أجهز عليها النظام السوري.

بالأمس، وفي دولة الكويت الشقيقة، عُقد مؤتمر المانحين الدولي للشعب السوري، وقد أعلنت كل من الكويت والإمارات والسعودية، عن تقديم 300 مليون دولار لتشكل مساهمتها التي بلغت مجتمعة 900 مليون دولار، غالبية التعهدات التي سجلت في مؤتمر الكويت.

سياسات دول الخليج ـ وفي مقدمتها المملكة ـ تجاه مثل هذه القضايا تختلف عن سياسات الدول العظمى، فالمساعدات الخليجية للمنكوبين أو المتضررين ـ سواء في سورية أو غيرها ـ لا تنطلق من توجهات وحسابات سياسية كباقي الدول العظمى، بل من قيم إنسانية تفرضها مبادىء حسن الجوار، وحقوق الإنسان الحقيقية النابعة من قيم الإسلام وثقافة وعادات العرب الأصيلة، وهذه المبادىء الإنسانية لا يمكن لمحللي السياسة وممارسيها في الدول الأخرى ـ كالقوى العظمى ـ فهمها، أو إدراكها، ذلك أن مفاهيم السياسة وأعرافها في أذهانهم تتوازى مع القيم الأخلاقية والمبادىء الإنسانية، ولا تتقاطع معها إلا في مصالح مشتركة، وهو ما يختلف تماما باختلاف طبيعة الثقافة مع توجهات القادة والشعوب في الدول الخليجية.

وما دام المجتمع الدولي لم يتوصل إلى حلول قاطعة بشأن الأزمة السورية، فلا أقل من أن يقوم بواجبه الإنساني تجاه الشعب السوري، عبر توفير الغذاء والكساء والدواء لآلاف النازحين والمهجرين، فحجم المساعدات الإنسانية التي قدمها المجتمع الدولي للسوريين ضئيل جدا قياسا إلى حجم معاناة هذا الشعب.

========================

«تقسيم سورية»: هدف يجمع إيران وإسرائيل

عبدالوهاب بدرخان *

الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣

الحياة

تمر محنة الشعب السوري حالياً في الوقت الدولي الضائع، بين إدارتين أميركيتين، رغم أن سياسات واشنطن، كما سياسات موسكو، باتت واضحة ومتّسقة، ولا يكدّر انسجامها سوى الصمود الملحمي الأسطوري للشعب السوري بمدنييه وعسكرييه المناوئين للنظام. الفارق أن روسيا تريد فعلاً رؤية النظام قادراً على حسم الموقف لمصلحته، تمدّه بالأسلحة أملاً بأن يمضي بوحشيته إلى أقصاها علّه يفلح أخيراً في تغيير «مناخ» الأزمة فيصار عندئذ إلى الضغط على المعارضة لترضخ وتحاوره. أما الولايات المتحدة فلم تعد ترغب في تقدم المعارضة إلى حد أنها لجمت كل مساعدة يمكن أن تصلها، ويتضح من خطاب باراك أوباما يوم تنصيبه ومن شهادة وزير خارجيته الجديد جون كيري أن الأولوية الأميركية لإيران لا لسورية. أما أولوية إيران، في أي اتفاق محتمل بينها وبين أميركا، فهي إبقاء سيطرة النظام على كل سورية أو على جزء منها.

دعكم من الكلام المجاني الذي أدلى به ديمتري ميدفيديف في دافوس، فهو مخصّص للمناورة ولا يعني إطلاقاً أي تغيير، رغم قوله إن فرص بشار الأسد للاحتفاظ بالسلطة «تتضاءل». فالموقف الحقيقي هو ما يعلنه سيرغي لافروف. وقبل ساعات كان نائب رئيس حكومة دمشق قدري جميل يردّ مسبقاً على ميدفيديف بأن النظام لا يزال يتلقى أسلحة من روسيا. فلماذا تسليح نظام تتضاءل فرصه للبقاء، ومعروفٌ سلفاً أين تستخدم الأسلحة وكيف؟ لا مبالغة، إذاً، في اتهام روسيا بأنها متواطئة مع المجرم وشريكة في قتل السوريين، بل تستخدم كل نفوذها الدولي لتحصّنه من أي محاسبة في المحكمة الجنائية الدولية. قبل شهور كانت اللغة «الشبّيحية» جعلت لافروف يردّد مراراً أن ما يفاقم الأزمة ويحول دون الانتقال إلى حل سياسي هو الدعم المالي والعسكري الذي تقدمه دول إقليمية إلى المعارضة، لكن أفضل ما سُمع من ميدفيديف أن الأسد «ارتكب خطأً فادحاً قد يكون قاضياً» عندما تجاهل مطالب المعارضة السلمية في بدايات الثورة.

هذا الخطأ تبعته سلسلة خطايا لم تعترف بها موسكو وفضّلت مساندته رغم أن فرص جدواها تتضاءل أيضاً. لكن، ها هي واشنطن استطاعت أن تفرمل كل دعم للمعارضة، تلبيةً لشروط الروس والنظام، وتسهيلاً لـ «الحل السياسي»، فأين هذا الحل؟ أهو في الخطة التي عرضها الأسد في خطابه الأوبرالي؟ هذا مجرد عبث دموي، وهذه «الخطة» التي اعتبرتها موسكو «أساساً جيداً للحل» هي بدورها في سياق «الخطأ الفادح» الذي أشار إليه ميدفيديف. أم أن الحل ممكن فقط إذا استسلم الشعب؟ وفي هذه الحال ما الحاجة إلى موسكو، وطالما أنه لن يستسلم فما الحكمة من الاعتماد الأميركي على روسيا. لم يستطع أحد أن يشرح للسوريين ما الذي يجعل روسيا ذات صفة في «قيادة» حل سياسي أو حتى في المساعدة (مساعدة مَن؟) على إطلاقه، فهي لا تحاور سوى النظام ومن يتعامل معه أو يهادنه، ثم أن تراثها الشيشاني أو حتى الروسي ليس برّاقاً بديموقراطيته. استطراداً، كيف يمكن القتلة الثلاثة، النظام وحليفيه الروسي والإيراني، أن يكونوا عرّابي الحلّ، وما داموا لا يطرحون سوى خطط لإنقاذ النظام وإبقائه، فما هو دافع أميركا لترجيح حلول مكشوفة كهذه؟.. هذه الأطراف جميعاً مطالَبَة بالإفصاح عن نياتها، فلا «حلفاء» النظام حلفاؤه، ولا «أصدقاء» الشعب أصدقاؤه. إنهم يتعاملون جميعاً مع سورية على أنها «وقعت»، وأن خريطتها آيلة إلى تغيير جراحي، لذلك لا بدّ لهم أن يوضحوا ماذا يعنون فعلاً حين يتحدّثون عن «حلول». أهو تقاسم للنفوذ في ما بينهم، أو تقسيم لسورية بذريعة حماية الأقليات والحؤول دون المذابح، أو مجرد حرب على تنظيم «القاعدة»؟

من يبحث عن حل يحافظ على وحدة سورية شعباً ودولةً وجيشاً وأرضاً ومؤسسات - على افتراض أن هذا هدف «التفاهم» الأميركي - الروسي - لا بد أن يكون قد تفطّن لاستخدام كل الوسائل لإلزام النظام الامتناع عن القتل بدل إعطائه الفرص لاستنساخ مجازر راوندا وكمبوديا بكل همجيتها، ولردعه عن التدمير المنهجي للعمران والاقتصاد كما لو أنه عدوٌ محتل أو أن هذه المدن لم تكن يوماً مدنه. بل الأهم أن من يبحث عن حل، الآن وبعد كل هذا الخراب، لا بدّ أن يتفطّن إلى أن النظام انتقل إلى المرحلة الأكثر قذارةً في مؤامرته على سورية وشعبها: فبعد قتل سلميّة الثورة، واستباحة البيوت والأعراض، واجتياح المدن، واستفزاز العسكرة وفرضها، ثم الاستنجاد بالإرهاب، ها هو يدفع بما يسمى «جيش الدفاع الشعبي» للشروع في إشعال تدريجي لـ «الحرب الأهلية». ماذا يعني ذلك؟ خلافاً لما يتظاهر به النظام، ولأن عدم انتصاره هو هزيمة كما أن عدم هزيمة الشعب هو انتصار فإن الذهاب إلى هذا الخيار يشي بيأسه من أي حسم يهديه إلى الحلفاء الروس أو الإيرانيين، ذاك أن أحداً لا ينتصر في الحرب الأهلية. لكن «ميزة» هذه الحرب أنها تتيح «التطهير العرقي/ الطائفي» وتمنح النظام فرصة رسم الحدود التي يريدها لـ «الدولة العلوية» ومن أجلها يقاتل الآن في حمص ودمشق. والأهم أن «حرب المهزومين» تبرر فتح خريطة البلد لإعادة النظر في توزّع السكان والمناطق، خصوصاً مع استعصاء الحلول المبنية على «توافق وطني».

لا شيء يمكن توقعه من حرب تطول وتُرغَم إرغاماً على أن تصبح «أهلية» سوى السعي إلى التقسيم. هذا خبر جيد لاسرائيل وإيران، مع اختلاف دوافعهما. وإذا كانت الأولى باتت تُسمِع صوتها في الأزمة السورية فقط من باب «استخدام السلاح الكيماوي»، فإن الإشارات التي تطلقها الثانية باتت أكثر وضوحاً في تحديد أهدافها. فعندما تحدّث الأمين العام لـ «حزب الله» عن تصاعد «مخاطر» التقسيم في المنطقة لم يكن يحذّر مما يرفضه وإنما كان يبلّغ من يعنيهم الأمر بأن إيران باتت جاهزةً لقبول مثل هذا الاحتمال، في سورية وحتى في العراق، بعدما أبدت سابقاً رفضاً مبدئياً له حتى لو كان له أن يحصل في إطار «الفيديرالية». هناك خيار واحد مقبول، بالنسبة إلى إيران، وهو البقاء في سورية، أكان ذلك عبر سيطرة كاملة للنظام على كل سورية مهما بلغت الكلفة الدموية أو عبر سيطرته على جزء من سورية. فالحرب الدائرة حالياً هي، عند إيران، حرب شيعية - سنيّة أصبح لها امتداد عراقي وإذا اقتضت المصلحة يمكن أن يكون لها امتداد لبناني، بل تركي. وبالتالي لم يبقَ لإيران من هذا النظام السوري سوى بعده المذهبي، وهذا سبب كافٍ لأن تعلن أن أي أعتداء عليه بمثابة اعتداء عليها.

ليس صدفة أن الجماعات الغربية التي طلب منها بعض أطراف عائلة الأسد درس سيناريوات إقامة «الدولة العلوية» يوجد في مجالس إداراتها يهود قريبون من إسرائيل. وليس صدفة أن يُنقل عن هذه الجماعات أن تلك «الدولة» يمكن أن تعيش فقط بتوافق إيران وإسرائيل على ضمانها حمايةً واستثماراً وتسويقاً دولياً. فمثل هذا التوافق، غير المستبعد، يمكن أن يستدرج ضماناً روسياً - أميركياً ويسهّله. كانت دراسات كثيرة أشارت إلى أن تفتيت المنطقة دويلاتٍ من الطموحات والمشاريع التي لا تغيب عن التخطيط الإسرائيلي. والآن أصبحت إيران تغازل هذه الاستراتيجية طالما أنها تلبي متطلبات نفوذها.

========================

الجوار العربي وخشيته من السوريين

عمر قدور *

الخميس ٣١ يناير ٢٠١٣

الحياة

حملة تبرعات بالدم لصالح جيش النظام السوري، تنطلق مؤخراً من نابلس بحضور ممثل عن سفارة روسيا لدى السلطة الفلسطينية، وتقودها شخصيات فلسطينية على رأسها رئيس بلدية نابلس الأسبق بسام الشكعة والأب عطالله حنا. هذا ليس خبراً عادياً، ومن المؤكد أنه يحمل مرارة خاصة للسوريين الذين قتل جيش النظام عشرات الآلاف من أبنائهم، ودمّر الملايين من بيوتهم، الجيش الذي شرّد ملايين السوريين في الداخل والخارج؛ باختصار الجيش الذي تسبب لهم بكل ما ينبغي أن يذكّر الفلسطينيين بمأساتهم مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بل ويزيد عليها في مستوى القتل والتنكيل واستخدام الأسلحة المحظورة دولياً.

وهي، على كونها تأتي من فلسطين برمزيتها الخاصة، لم تكن الطعنة الأولى التي توجه إلى ظهور السوريين من «رفاق النضال القدماء»، فقد سبق للأسير اللبناني السابق في السجون الإسرائيلية سمير القنطار أن توعد السوريين بقطع أيديهم بسبب عزمهم على إسقاط النظام. أما «سيد» المقاومة فقد وجه لهم من التحذيرات والتهديدات المبطنة والصريحة، في إطلالاته التلفزيونية، ما يضاهي تلك التي وجهها لإسرائيل، أو يزيد إذا أخذنا بالحسبان أن معركته مع النظام هي معركة وجود.

غير أن الأمر لا يقتصر على المستوى السياسي، على قذارته، بل تعداه إلى المستوى الإنساني والأخلاقي، فليس سراً أن النازحين السوريين يعيشون ظروفاً بالغة السوء في دول الجوار العربي المباشر، ولم يكن انكشاف ظروف إيوائهم المزرية في مخيم الزعتري في الأردن سوى دلالة فاقعة على نوعية المعاملة التي يلقونها من الدولة المضيفة. وبصرف النظر عن مستوى التنميق أو الصراحة في أقوال مسؤولي الدول المجاورة فإن السوري يبدو ضيفاً غير مرغوب فيه فيها، يتجسد ذلك إما في سوية أو طريقة الإيواء، أو في ممارسة العنصرية والعنف اللفظي علانية تجاهه. عندما يتمكن اللاجئ السوري الفقير، أو المعدم، من اختيار وجهته فهو يذهب إلى تركيا أو مصر، لكنه لا يذهب إلى الأردن أو لبنان أو العراق، باستثناء كردستانها، على رغم أواصر القربى البشرية والجغرافية مع الدول الثلاث الأخيرة.

بل من المؤكد أن أواصر القربى البشرية هي بالذات التي تفاقم وضعه المزري في الدول الثلاث، وتجعله في موقع مَن يهدد استقرارها. الأمر الذي راح ينعكس أيضاً على منسوب التعاطف مع الثورة السورية، أو التعاطي الجدي والأخلاقي معها بوصفها انتفاضة مشروعة لشعب يستحق الحرية.

لا تُقاس «حساسية» الجوار المذكور تجاه السوريين بالأوضاع الاقتصادية الهشة عموماً، ولا بنوعية الثقافة السائدة في المنطقة ككل من حيث ركاكة الادعاءات الأخلاقية والإنسانية، لأن بلداً مثل مصر لا تختلف أوضاعه عن تلك السائدة هنا، مع ذلك لم يُظهر المصريون، أو نخبهم السياسية، تبرماً بالنازحين السوريين الذين بلغ عددهم هناك ما يوازي عددهم في لبنان وربما الأردن. هذا بدوره لا يمنح ميزة أخلاقية تفضيلية لمصر، بقدر ما يؤشر إلى نأي المصريين عن الضغوطات المباشرة للمسألة السورية وعن تداعياتها المستقبلية، فضلاً عن السعة الجغرافية والبشرية التي تقلل من حضور النازحين على المستوى الكلي.

لا تتعلق نوعية تعاطي الجوار بالأنظمة الحاكمة وحسب، وربما في حالتنا هذه كانت الأنظمة تمثّل الميل الغالب في شارعها، فلم نشهد حركات اعتراض شعبية على نهجها تجاه المسألة السورية، وتضاءلت أو انعدمت مع الوقت مظاهر التأييد للثورة، الخجولة أصلاً. قد يدلل هذا على خواء فكرة العروبة، لكنه يدلل أولاً على الضغوط التي رزحت تحتها الدول المجاورة جراء الوزن الجيوسياسي لسورية، وهذا أمر لا يتصل فقط بالنظام السوري الحالي، بل يتصل أساساً بالدولة السورية بوصفها الأخ الأكبر في الإقليم. فالتخوفات الإقليمية المعلنة تجاه التغيير في سورية تطاول بنية تلك الدول وأثر «المغامرة السورية» في التوازنات الهشة فيها، بخاصة بعد أن اعتادت التعايش مع النظام الحالي، وتكيفت مع أساليبه بما فيها الأساليب القذرة؛ النظام الذي يمتاز بكونه مُختَبراً ومعروفاً بالمقارنة بالإرادة الحرة لعموم السوريين.

كان يمكن مثلاً لعراق، غير عراق المالكي، أن يلعب دوراً مختلفاً، لولا المسألة الطائفية التي ازدادت سخونة على النار السورية؛ ذلك ما يتجلى أيضاً في التوظيف السياسي للمسألة السورية في الداخل اللبناني، حيث تغلبت العوامل الطائفية التاريخية لدى بعض الفئات حتى على عدائها التقليدي للنظام، وبدا أنها تعادي سلفاً النظام القادم في سورية لمجرد أنه قد يمكّن الأكثرية المذهبية من المشاركة الفاعلة في الحكم.

الملاحَظ عموماً أن أنصار النظام السوري في الجوار لهم الصوت الأعلى، بالمقارنة بالمتعاطفين مع الثورة، وقد وصل تأييدهم في كثير من الأحيان إلى درجة التشبيح والتحريض السافر على قتل السوريين. ومن الملاحظ أيضاً أن تلك الأصوات لم تلقَ اعتراضاً كافياً أو قوياً لدى الأوساط العامة في دولها، وباستثناء أصوات قليلة تلقى الاحترام لدى السوريين تبقى السمة العامة هي عدم الاكتراث بالمذابح التي يتعرضون لها يومياً، وتبرير ذلك أو المداورة عليه بالإعلاء من شأن السياسة الخارجية للنظام، النظام ذاته الذي لم يتورع سابقاً عن التشبيح على دول الجوار كافة، مستغلاً أزماتها أو فاعلاً نشطاً في اصطناعها!.

في أحسن الأحوال؛ ليس خطأً أن تنبري بعض القوى الإقليمية للدفاع عما تعتقد أنه مصلحة مشتركة لها مع النظام، لكن الخطورة تكمن في الخشية العامة من التغيير لدى شعوب الجوار. في أحسن الأحوال أيضاً، إن محاولة وأد الثورة السورية، ومن خلفها وأد فكرة الربيع العربي، لن تؤديا إلا إلى تأجيل المواجهة مع المشاكل البنيوية التي تعانيها دول الإقليم. لقد تمكنت الأنظمة القائمة من إيقاف عجلة التاريخ لأكثر من نصف قرن بنفس العقلية التي يُنظر بها إلى الثورة السورية الآن، وإذا ما أقررنا بأن الثورة السورية شأن إقليمي، على قدم المساواة مع كونها شأناً داخلياً، فهذا أدعى لأن تعي شعوب الجوار الدرس البسيط الذي تعلمه السوريون، والذي يتلخص في أن ما يُخشى دفع ثمنه الآن سيُدفع ثمنه بفوائد باهظة آجلاً.

========================

معنى أن تكون لاجئا

    ياسر أبو هلالة

الغد الاردنية

31-1-2013

من خلال تغطية مخيم الزعتري صحفيا أو إغاثيا، يمكنك استعادة لحظة اللجوء الفلسطيني قبل 65 عاما. يومها بدأ المخيم بمساحات تضم خياما، ثم تطور بعض الخيام إلى وحدات سكنية من خلال البيوت الجاهزة، أو بناء مساكن من الصفيح والخشب. والشوارع التي تشق على عجل تتخللها شبكات تصريف مياه الأمطار المكشوفة. مع الوقت، يتحول المؤقت والعابر إلى دائم ومعاش ومستقر، وتنسى القضية الأساسية، وهي النظام الصهيوني الذي شرد الناس من مساكنهم ومزارعهم ومراعيهم وأعمالهم، إلى اعتبارها قضية غوث. وهو ما يتكرر مع اللاجئ السوري الذي شرده نظام دكتاتوري وحشي.

دخل كثير من السوريين الأردن قبل الثورة حرفيين مهرة. ولم تكن العمالة المصرية أو الآسيوية أو العراقية وحتى الأردنية قادرة على منافستهم. ومع بداية الثورة، كان اللاجئ يدخل بشكل نظامي إلى أن تهدأ الأحوال. ثم اقتصر اللجوء على المعابر غير الرسمية (الشيك). وقبل الزعتري لم يكن للجوء معناه القاسي؛ كان نظام التكفيل يسمح بتقديم الدعم والتشغيل بصورة سلسة. لكن بعده تجسد اللجوء بأقسى صوره.

في كل إنسان سوري مأساة لم يصطحبها اللاجئ الفلسطيني من قبل. خرج الفلسطيني وترك طبخته على النار، معتقدا أنه سيعود إلى بيته قريبا. والسوري خرج وبيته مدمر، وخرج وله أخ معتقل ووالد شهيد وثالث في الجيش الحر ورابع مريض.

مأساة تتكسر على نصال مأساة! المشهد المريع هو مشهد الطفولة التي تنطوي على تفاصيل يستحيل رصدها. طفل لا يسمع ولا يملك بطارية سماعة، وآخر لا يملك سماعة أصلا. مآس من هذه الشاكلة لا تنتهي، وتصبح هي القضية، مع أن القضية هي ذلك القابع في قصره لا يرتوي من الدماء، ويشاهد هذه الكوارث مستمتعا بإحراق بلده.

في المشاهدات السريعة يروي الفتى قصة شقيقه الذي التحق بالجيش الحر. فقد كان عسكريا في الهجانة على الحدود العراقية، ولم يكن يستطيع الانشقاق إلى أن نقل إلى الرقة على حاجز عسكري. وهناك هرب من الحاجز وعاد إلى درعا. كان من الممكن أن يقتل في أثناء انشقاقه، وكان من الممكن أن يقتله الجيش الحر، ففي سورية يحاصرك الموت من كل الجهات.

ستستمر مأساة اللجوء ما بقي بشار الأسد الذي بات يلخص نظاما وحشيا استمر منذ أكثر من أربعة عقود. وقد دفع الشعب السوري كلفة لا تطاق في سبيل حريته. ولو أن المجتمع الدولي تصرف بمسؤولية، لما بلغت المأساة هذا المدى. لكن، وبسبب العامل الإسرائيلي، يتواصل التآمر الدولي أو التواطؤ أو التردد؛ سمه ما شئت فالنتيجة واحدة! والمهم ألا يصل السلاح النوعي للثوار فيستخدم ضد إسرائيل!

في خطاب أوباما الأخير لغة جديدة، تشي بأن التردد الأميركي توقف، وأن "الفيتو" قد يرفع عن السلاح النوعي. ساعتها يمكن القول إن مأساة اللاجئ السوري ستنتهي. ويظل الفارق بين السوري والفلسطيني أن الأول سيعود في غضون أشهر إن استمر تآكل النظام بمعدله الحالي، لكنه لن يجد بيتا؛ فيما الفلسطيني لن يعود في غضون سنوات، لكن المحتل حافظ على بيته وعلى مزرعته.

القضية السورية لم يتكشف منها غير رأس جبل الجليد. وسيُذهل المؤرخون عندما يدرسونها، وسيجدون صعوبة بالغة في تفسير تواطؤ العالم مع نظام بهذه الوحشية والهشاشة؛ فهو ليس الاحتلال الإسرائيلي بكل تفوقه العسكري والعلمي والاقتصادي والسياسي. هو نظام يشغل 46 طائرة ميغ ومروحيات مهترئة ودبابات خارج الخدمة لقتل شعبه وتشريده، ثم ينشغل العالم بالإشادة بمحاسن البيوت الجاهزة قياسا على الخيام، ناسيا أن بين هؤلاء اللاجئين من كان يسكن قصورا لم يسكنها بان كي مون من قبل.

yaser.hilila@alghad.jo

========================

الغارة الاسرائيلية على سورية وتوقيتها

رأي القدس

2013-01-30

القدس العربي 

ليس من عادة الحكومة السورية المسارعة في بث انباء الغارات الجوية الاسرائيلية التي تستهدف اهدافا مدنية او عسكرية داخل اراضيها، الامر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول اعلانها المفاجئ مساء امس، عن اختراق طائرات حربية اسرائيلية مجالها الجوي وقصف احد مواقع البحث العلمي في ريف دمشق.

البيان الصادر عن القيادة العامة للجيش السوري وبثته وكالة الانباء الرسمية قال 'اخترقت طائرات حربية اسرائيلية مجالنا الجوي فجر اليوم (امس) وقصفت بشكل مباشر احد مراكز البحث العلمي المسؤولة عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس الواقع في منطقة جمرايا بريف دمشق، وذلك بعد ان قامت المجموعات الارهابية بمحاولات عديدة فاشلة وعلى مدى اشهر للدخول والاستيلاء على الموقع'.

الخسائر البشرية حسب ما جاء في البيان انحصرت في استشهاد حارسين واصابة خمسة، اما المادية فتمثلت في تدمير مبنى المركز وآخر مجاور 'لتطوير الآليات'. اما كيف تسللت هذه الطائرات وتمكنت من الوصول الى اهدافها دون ان ترصدها الرادارات، فهذا يعود الى الطيران على ارتفاع منخفض.

السرعة في اصدار البيان ربما تعود الى تأكيد السلطات اللبنانية ان الغارة الاسرائيلية لم تستهدف اي اهداف لبنانية، الامر الذي اضطر القيادة العسكرية السورية وبعد ما يقرب من 12 ساعة الى الاعتراف بالعدوان الاسرائيلي على اراضيها، والتأكيد ان الهدف كان لتدمير مركز للبحث العلمي، وليس قافلة كانت في طريقها الى حزب الله في لبنان.

اسرائيل التي اقدمت على هذا العدوان الذي يأتي في اطار سلسلة غارات مماثلة وقعت في الاعوام الاربعة الماضية، تلتزم الصمت من جانبها، ولم تعلق قيادتها على البيان السوري حتى كتابة هذه السطور.

هناك احتمالان لحدوث هذه الغارة، والدوافع العسكرية والسياسية خلفها:

' الاول: ان يكون مركز البحث العلمي المستهدف هو مخزن للاسلحة الكيماوية السورية التي هددت اسرائيل اكثر من مرة بقصفها حتى لا تقع في ايدي جماعات 'ارهابية'.

' الثاني: ان تأتي هذه الغارة بمثابة اختبار اولي للدفاعات الجوية والرادارات السورية في اطار استعدادات اسرائيلية لشن عدوان على سورية.

من الصعب علينا الجزم باي من الاحتمالين اقرب الى الدقة بسبب شح المعلومات حول هذه الغارة، ولكن ما يمكن الجزم به هو وجود تحركات اسرائيلية مريبة على الجبهة الشمالية المحاذية للحدود الاسرائيلية.

نذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونشير الى نصب اسرائيل صواريخ القبة الحديدية على هذه الجبهة قبل ايام معدودة، مما يوحي بان القيادة العسكرية الاسرائيلية تتوقع حربا صاروخية في المستقبل المنظور.

مقربون من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني اكدوا ان اسرائيل وضعت خطة لقصف مخازن الاسلحة الكيماوية السورية ولكن الولايات المتحدة والاردن معا اعترضا على ذلك خوفا من انتشار هذه السموم في الجو في حال القصف ووقوع الآلاف من الضحايا الابرياء.

ايا كان الهدف لهذه الغارة الاسرائيلية فانها تشكل في نظرنا عدوانا سافرا على دولة عربية شقيقة ادى الى مقتل واصابة مواطنين ابرياء يجب ان يدان باقوى العبارات.

الرد على هذا العدوان حق مشروع كفلته كل الشرائع الدولية، ولذلك توقع الكثيرون ان تتصدى الدفاعات الجوية السورية له وان ترد، ولكن هذا الرد لم يحدث في الماضي ولا نعتقد انه سيحدث في الحاضر او المستقبل، خاصة في ظل المأزق الذي تعيش في ظله المؤسسة العسكرية السورية والمتمثل في انخراطها في مواجهة مع الجيش السوري الحر.

========================

رؤية المجتمع الدولي لما يجري في سورية

د. يوسف نور عوض

2013-01-30

القدس العربي 

التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الروسي 'مدفيديف' أثارت بعض الحيرة وعلامات الاستفهام حول الموقف الروسي الحقيقي مما يجري في سورية ، وعلى الرغم من ذلك يبدو واضحا أن تصريحات 'مدفيديف' لم يكن الغرض منها الإيحاء بأن تغيرا جوهريا سيحدث في سورية، بل كان الغرض منها ألا يبدو موقف روسيا غير متناغم مع الموقف الدولي في وضع لم يعد مقبولا، لا عربيا ولا دوليا. ذلك ما يجعلنا نتوقف عند بعض الآراء المهمة في هذا الصدد ومنها المقالة الجيدة التي كتبها 'بريموز مانفرد' حول طبيعة العلاقة التي تربط روسيا بسوريا.

يقول 'بريموز' أن عاملين يحكمان العلاقة بين سورية وروسيا، الأول هو أن سورية تعتبر سوقا كبيرا للأسلحة الروسية والثاني هو أن رجال الأعمال الروس طوروا علاقات تجارية كبيرة مع سورية. وعلى الرغم من اقتناع الروس بأن بشار الأسد لم يحسن التعامل مع الأزمة في بلاده فإنهم لا يتخذون من ذلك ذريعة لتغيير علاقاتهم مع نظام الأسد.

ويقول 'بريموز' إن ما يقوي العلاقات بين روسيا وسورية هو أن سورية ظلت على علاقا سيئة مع العالم الغربي منذ عام ألف وتسعمئة وستة وأربعين، وقد عمق سوء العلاقات بين الطرفين التأييد غير المحدود الذي تقدمه الدول الغربية لدولة إسرائيل، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعل سورية تتجه منذ مرحلة مبكرة في استقلالها إلى الاتحاد السوفيتي وظلت هذه العلاقة مستمرة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي

ويرى 'بريموز' في ضوء ذلك أن روسيا تحرص في علاقتها مع سوريا على ثلاثة أشياء:

أولا: الحفاظ على تجارة الأسلحة ، وقد صدرت روسيا خلال عام ألفين وأحد عشر أسلحة إلى سورية تقدر بمليار دولار أمريكي مع وجود تعاقدات تنتظر التنفيذ قيمتها أربعة مليارات دولار.

ثانيا : الحفاظ على المصالح التجارية إذ بلغت الصادرات الروسية إلى سورية نحو ملياري دولار وهي تتركز حول المنتجات البترولية والحبوب والمعدات الكهربائية

ثالثا: الحفاظ على قاعدتها العسكرية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط في 'طرطوس' التي تحولت في عام ألفين وثمانية إلى قاعدة روسية دائمة في هذه المنطقة,

وفي ضوء هذا الواقع يتساءل الروس هل بإمكانهم المحافظة على كل تلك المصالح عندما يسقط نظام بشار الأسد ليتسلم السلطة نظام يكون مواليا للعالم الغربي ؟

وهنا يتساءل الروس هل يمكنهم أن يقفوا صامتين إذا ما تعرضت سورية إلى تدخل خارجي يشبه ما حدث في ليبيا ؟ يلمح 'بريموز' إلى أن ذلك قد لا يكون هو الموقف الروسي الحقيقي ، ذلك أن مثل هذا التدخل إذا حدث سيكون بغير قرار من مجلس الأمن ، بكون روسيا لن تؤيد في جميع الأحوال مثل هذا القرار. ويرى 'بريموز' أن روسيا قد تكون مستعدة في آخر الأمر إلى الاتفاق مع العالم الغربي على سيناريو يكون قريبا من السيناريو اليمني حيث يبتعد بشار الأسد عن السلطة مع تكوين قيادة جديدة يكون له فيها ممثلون وتعمل القيادة على بدء عملية التحول الديموقراطي في البلاد. .وإلى أن توافق روسيا على مثل هذا السيناريو فإن بشار الأسد سيكون صامدا في تقتيل شعبه دون أن يطرف له رمش.

ومن وجهة نظر أمريكية يكتب 'جون دوبنس' مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق قائلا إن الوضع في سورية في الوقت الحاضر يشبه الوضع الذي كان سائدا في ليبيا ، حيث الجوهر هو انتفاضة الشعب من أجل إسقاط نظام دكتاتوري .وذلك وضع من وجهة نظره يتطلب تدخلا خارجيا من أجل أن تتحقق الأهداف التي يسعى إليها الشعب السوري .ويرى 'دوبنس' أن مصالح الولايات المتحدة ستتحقق بسقوط النظام في سورية بأكثر مما كان عليه الوضع في ليبيا. ولكن المسألة قد لا تكون سهلة لأن سقوط النظام قد يتبعه صراع طائفي أكثر عنفا وقد تجد الطائفة الشيعية دعما من إيران ، إلى جانب الدعم الدبلوماسي من كل من روسيا والصين, وما يعقد الموقف أكثر مجاورة سورية لإسرائيل وهي مجاورة تعيق أي محاولة تدخل من الجانب الأمريكي. وحتى لو حدث ذلك فإن الأسد سيصور الموقف على أنه حرب إسرائيلية أمريكية ضد بلاده.

وعلى الرغم مما ذهب إليه هؤلاء فإن المعارضة السورية تطلب المساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية، ويرى 'دوبنس' أن المسؤولية كلها تقع على تركيا بوصفها عضوا في حلف 'الناتو'، ويمكن أن تقوم بدورها في التدخل إذا وجدت دعما بقرار من مجلس الأمن، أما الولايات المتحدة فسيكون دورها من الخلف إذ تقدم الدعم للتدخل دون أن تظهر هي على المسرح ، وسيكون ذلك أفضل خيار من وجهة نظره.

أما 'دانيل غالنغتون' فيحدد نقاطا مختلفة يعتقد أنها قد تكون مناسبة في الوضع السوري:

أولا: تسليح جميع فصائل المعارضة ودعمها بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة.

ثانيا: تحفيز بعض الدول للمشاركة العسكرية الإيجابية على أن يكون دور الولايات المتحدة من الخلف.

ثالثا: تقديم دعم إعلامي يساعد على كشف النظام وتقريب نهايته.

رابعا : تحفيز بعض الدول من أجل تقديم الدعم المادي للمعارضة الذي يساعد في تحقيق الديمقراطية وعمليات إعادة البناء بعد سقوط نظام الأسد.

وأما بالنسبة 'لجامي فلاي' فإن دواعي التدخل في سورية أكبر مما كانت عليه في ليبيا ، وذلك بسبب ارتفاع عدد الضحايا إلى أرقام مهولة ، ولكن 'جامي فلاي' يربط أهدافه بما يمكن أن يكون سلاحا دفاعيا في يد الأسد ، وذلك حين يقول إن الأسد يملك أسلحة كيميائية حاولت إسرائيل تدميرها في عام ألفين وثمانية، ويسعى الأسد إلى امتلاك سلاح نووي، وهو يساعد الأسد أيضا عندما يقول إن الولايات المتحدة ليست شرطي العالم وإنها عملت على قتل الكثيرين مع بقية دول العالم الغربي وهدفها في كل الأحوال هو السيطرة على ما يمتلكه الآخرون.

والتساؤل الذي ينشأ من كل ذلك، هو لماذا يقف العالم الخارجي عاجزا أمام النظام السوري الذي يدمر شعبه، والاجابة هي أن العجز سببه المصالح من جهة، والخوف من أن تتحول المواجهة إلى ما يهدد المصالح الاستراتيجية لبعض الدول في المنطقة من جهة أخرى، ولكن إلى متى سيستمر بشار في ارتكاب هذه الجرائم ضد شعبه؟ سؤال ينتظر تطور الأحداث في سورية.

========================

ثانية: حول مخيمات سوريا... ظلم وجريمة!

د. فايز رشيد

2013-01-30

القدس العربي 

تهجير نكبوي بامتياز. هذا الذي يحدث لأهلنا في مخيمات سوريا: اليرموك، خان الشيح، وعلى الطريق: جرمانا، سبينه، والنيرب وغيرها. منذ بضعة أيام فقط تم اختطاف ميكروباصين بركابهــــما وعدد من سيارات السرفيس بحمولتها وقتل امام المسجد واختطاف العديدين من مخيم الشيح. شعبنا في مخيمات سوريا يستنجد بمنظمة التحرير الفلسطينية وبالفصائل وبخاصة الحكومتين في كل من رام الله وغزة، ولكن ما من مستجيب، سوى ارسال مئة وعشرين ألف دولار من قبل المنظمة لحركة فتح في سوريا لتقوم بتوزيعها من خلال شراء سلع للتوزيع.المبلغ لم يتم إرساله للجنة المسؤولة عن الأوضاع والمشكلة من كافة الفصائل.

المبلغ هو نقطة في بحر احتياجات أهالي مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى، والمقدرة بشكل أولي، بخمسة ملايين دولار. الأطفال الفلسطينيون من المهجرين يعيشون تحت برد الشتاء ووحل الأمطار دون أغذية ودون ملابس شتوية (إلا ما استطاعوا إلتقاطه من بيوتهم قبل تهجيرهم) ودون امتلاك ما يتدفؤون به، ينتشرون في العراء، لا مساعدة لهم من أحد. اللاجئون الفلسطينيون لا يستطيعون الانتقال إلى الدول المجاورة (مثل اللاجئين السوريين)، فهم غير مرّحب بهم.لا نريد التفريق بين لاجئ ولاجئ، لكن اللاجئين السوريين قادرون على التنقل خارج سوريا، وهناك جهات عربية ودولية تتولى أمورهم وشؤونهم.ما من أحد يقوم بالإشراف على لاجئي المخيمات الفلسطينية في سوريا سوى اللجان الفصائلية وهذه لا تمتلك أموالاً تساعدهم بها وتحل بعضا من مشكلاتهم.

أهلنا في مخيمات سوريا، المحتلة من قبل المسلحين، الرافضين تماماً للخروج منها، كي يعود أهلها إليها، يكررون تجربة اللاجئين الفلسطينيين في العراق ..عندما جرى تهجيرهم وعاشوا في برد الصحراء ووسط رمالها وعواصفها الشديدة فترة طويلة، لم تقبل دولة عربية (لا من دول الجوار ولا من غيرها) واحدة باستقبالهم.

هُجّروا من بيوتهم عنوة بالتهديد المباشر، وبعد قتل العديدين منهم (وكأنهم السبب في دمار العراق وحروبه الأهلية)، مات منهم عديدون ودفنوا في الصحراء المترامية الأطراف وفي مواقع مجهولة. عديدات من النساء ولدن أطفالهن في تلك الظروف القاسية.في النهاية ماذا حصل؟ تقاسمتهم دول عديدة أوروبية وإفريقية وأمريكية-لاتينية وغيرها.تقاسمتهم هذه الدول مثلما يجري تقاسم قطيع من الأغنام.

فلسطينيو سوريا يكررون تجربة ما حصل في ليبيا لإخوانهم، فقد غضب عليهم العقيد القذافي آنذاك وقام بترحليهم إلى الحدود المصرية- الليبـــية، وعاشوا في الصحراء فترة طويلة.المهم أنه وبعــــد ما سمي بالثورة انصّب عليهم الغضب باعتبارهم من مؤيدي نظــام القذافي!تماماً مثلما اُتّهم فلسطينيو العراق بأنهم عملاء لنظام صدام حسين.

الفلسطيني متهم حتى إثبات براءته، والأخيرة صعبة المنال للفلسطيني، لذا فإن الاتهام يلاحق الفلسطيني أينما حلّ ورحل. قلناها مراراً: لو انفجرت أسطوانة غاز في أحد بيوت أوسلو فإن أول من تتوجه إليه بالأنظار والتهم هو الفلسطيني ذو الملامح الشرقية، وإذا ما قام رجل بتطليق زوجته (حيث يباح الطلاق) فالسبب هوالفلسطيني. وصدقت الجملة: أنت فلسطيني إذن أنت متهم.

وبالعودة إلى أهلنا في مخيمات سوريا، فعدا عن الحاجة إلى تقديم المساعدات العاجلة لهم، المطلوب من سلطتي رام الله وغزة ومن حركتي فتح وحماس، رفع الغطاء التام عمّن يدّعون أنهم من الحركتين ويشاركون في احتلال مخيم اليرموك مع المسلحين من الجماعات الأصولية التكفيرية المتعددة.أهالي مخيم اليرموك يرفضون العودة إلى بيوتهم طالما بقي المسلحون فيها، هؤلاء يعتبرون: أن الفريضة على المسلم أن يقوم بالقتال لإسقاط النظام السوري. هؤلاء نسوا فلسطين والقدس والاحتلال الصهيوني والكفّار الآخرين، وعدوهم الرئيسي الآن: النظام السوري. هؤلاء ينفذون أجندات آخرين بامتياز. جاءوا من كل البلدان الإسلامية (لينالوا شرف الشهادة في دمشق!) وليس على روابي فلسطين. هؤلاء يحرصون على زج الفلسطينيين في الصراع الداخلي السوري منذ بدء الأزمة السورية، اختار الفلسطينيون النأي بأنفسهم عن الصراع الدائر، واحترمت هذه القضية من قبل كافة الأطراف فأصبحت المخيمات ملاذاً آمناً للمهجرين السوريين من المناطق المختلفة.

المطلوب من سلطتي رام الله وغزة الضغط على الدول المحركة للمسلحين الذين يحتلون مخيم اليرموك وبدأوا احتلال مخيم خان الشيخ، من أجل تحريك قطع الشطرنج التي يلعبون بها والتي عبثت وما تزال في أمن وأحوال المخيمات لإخراجها بعيدا عن المعنى الفلسطيني. كذلك أين هي البيانات الصادرة عن السلطتين والتي تستنكر ما يجري في المخيمات الفلسطينية في سوريا. نعم هناك بعض البيانات النادرة التي صدرت على هذا الصعيد، لكن تلاحق الأحداث في المخيمات في سوريا كبير. نريد بيانات ذات لغة واضحة تدعو المسلحين إلى مغادرتها إلى غير رجعة.

قلناها أيضاً: أن ما يجري في المخيمات الفلسطينية في سوريا هو جزء من مؤامرة دولية كبيرة ترعاها الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاؤهما وبمشاركة أدوات محلية بهدف شطب المخيمات الفلسطينية من على الوجود، فهذه المخيمات هي الشاهد الأساس على النكبة الفلسطينية وهي الرمز الحي للتمسك بحق العودة، لذلك المطلوب إزاحتها من طريق تمرير التسوية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإلى تمزيق الوطن العربي إلى دويلات محتربة فيما بينها:دويلات طائفية، مذهبية، إثنية وغيرها.

بوادر المؤامرة بدأت مبكراً:منذ أرادت الأونروا تغيير اسمها، وتتالت بحصارها مالياً، وبإصرار الكونغرس الأمريكي على تكليف وزارة الخارجية الأمريكية بإنجاز دراسة عن عدد اللاجئين الفلسطينيين الحقيقيين، فاللاجئ من وجهة نظر واشنطن هو الذي غادر فلسطين في عام 1948، ولا ينطبق ذلك على أولاده وأحفاده ممن ولدوا خارج أرضهم (هؤلاء في معظمهم توفوا).

استمرت المؤامرة باختراع تعبير 'اللاجئين اليهود من الدول العربية' واستمرت بفضل واقع اقتصادي حياتي بالغ السوء والتضييق على الفلسطينيين بمنعهم من العمل في أكثر من (70) مهنة، بهدف دفعهم إلى الهجرة في الوقت الذي افتتحت فيه سفارات الدول الغربية أبوابها أمامهم، وهذا ما حصل لعشرات الألوف!على الطريق أيضاً أتت قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق ومن ثم في مخيم نهر البارد، والآن في مخيمات سوريا وأولها مخيم اليرموك وعلى الطريق: باقي المخيمات الأخرى، تستمر المؤامرة في الدعوات المتتالية لتوطين الفلسطينيين في أماكن مختلفة من الوطن العربي والعالم. آن الأوان لتحرك فاعل من منظمة التحرير الفلسطينية وحكومتي رام الله وغزة لرفع الظلم عن أبناء شعبنا فما يحصل لهم هو جريمة بحق شعبنا وامتنا.

========================

بلاهات سورية

د. نور الله السيّد

2013-01-30

القدس العربي

طلب وزير الأوقاف السوري بمناسبة عيد المولد النبوي أن تُقام صلاة مليونية للتضرع لله تعالى لعودة الأمن في سورية! ولكن وزير الأوقاف نسي أن يطلب من زميله وزير الدفاع أن يُوقف قصف المدن السورية ليومين أو ثلاثة وبذلك يكون الله قد استجاب لصلاة السوريين وفي الحال.

أيضاً، طلب وزير الداخلية والإعلام السوريين من اللاجئين السوريين العودة إلى منازلهم وهجر خيامهم المذلة في الخارج. استجابة لذلك قام أكثر من عشرين ألف من سوريي حوران بعبور الحدود الأردنية في الأسبوع نفسه. قُتل عدد لابأس به منهم أثناء تسللهم إلى الجانب الأردني برصاص الجيش السوري. كان على وزيري الإعلام والداخلية السوريين أن يطلبا من وزير الدفاع عدم إطلاق النار على اللاجئين وليس عودتهم.

كما طلبت وزارة الداخلية السورية من المعارضة السورية المقيمة في الخارج العودة إلى سورية والمشاركة في الحوار واعدة إياها بعدم التعرض لها والوعد نفسه يعني اعتراف الداخلية السورية بتعرضها للمعارضة عادة ولكنها هذه المرة لن تفعل وما لم تقله وزارة الداخلية هو: لماذا لا تفرج عن المعارضين المسجونين وهم بعشرات الآلاف! ولماذا لم تفرج حتى اليوم عن عبد العزيز الخير وزميليه الذين اختطفتهم المخابرات الجوية السورية في أيلول الماضي وهي تنكر ذلك حتى اليوم؟ إذن سيكون بإمكان المخابرات الجوية أن تختطف العائدين للحوار ولا تعترف بهم وتحاورهم على طريقتها فمن سيجرؤ على العودة؟ وفي الأسبوع الماضي اعتقل عضو المكتب السياسي لحزب التنمية الوطني ونائب رئيس لجنة المتابعة للمؤتمر الوطني للإنقاذ خليل صبحي السيّد. هذه مقدمة طيبة للحوار.

وعلى ذكر وزارة الداخلية فقد أُطلق سراح حوالى ألفي سجين سوري مقابل 48 إيرانياً احتجزهم الجيش الحر في العادة تطلق إسرائيل سراح آلاف السجناء العرب مقابل جندي إسرائيلي أو جثته أو رفاته، ولم يسبق لها أن أطلقت سراح آلاف الاسرائيليين مقابل عشرات الأمريكيين مثلاً! ولم تطلق فرنسا سراح ألف سجين فرنسي مقابل رهينة ألمانية مثلاً! ولم يحدث مثل هذا حتى في بلاد الواق واق. إنه اعتراف النظام السوري بأنه يمثل دولة فاشلة. يمكن للجيش الحر أن يعيد الكرة لإطلاق سراح آلاف أخرى.

زادت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية، بوزيرها الشيوعي المهتم بأمر فقراء سورية من حيث المبدأ، أسعار المازوت بنسبة أربعين بالمائة دفعة واحدة ليصبح سعر الليتر 35 ليرة سورية. وبصرف النظر عن نسبة الزيادة هذه التي يمكن أن تُحدث ثورات في بعض البلدان، وتداعيات مثل هذا القرار على المستهلك السوري، فقد قدمت وكالة الأنباء السورية سانا تعليلاً لهذا الارتفاع مفاده أن المازوت في الدول المجاورة أعلى بكثير منه في سورية لذا يجري تهريبه إلى خارج سورية!! فكيف يجري تهريبه وهو بالكاد متوفر. ثم لماذا تهريبه إذا كان يُباع في سورية بضعف أسعار الأسواق المجاورة (بأكثر من دولار وعشرين سنتاً بسعر السوق السوداء للدولار)؟.

وبمناسبة الوزير الشيوعي فهو وزير من المعارضة ولكنه في الحكم، ويحكم مع من يعارضهم! ولشدة اهتمامه بالمستهلك السوري فقد أعلن لاذاعة 'صدى موسكو'، أن... 'خطر اعتداء إسرائيلي لا يزال ماثلا، وعلينا ان نحفظ توازن القوى'! ... وأن سورية يمكنها أن تصنع بنفسها الأسلحة الضرورية لتحرك الجيش اليومي'.'... وأن سورية ستكف عن شراء أسلحة من روسيا إذا أحجمت الولايات المتحدة عن تسليم أسلحة لإسرائيل! ونسي أن يقول بأن البطاطا تستجلبها سورية عن طريق المقايضة مع إيران وهي التي كانت تصدرها إلى دول الجوار أحياناً.

وبمناسبة السلاح فقد أعلنت وزارة الدفاع السورية عن إنشاء جيش الدفاع الوطني، الهدف منه هو المساهمة في حماية المدنيين الآمنين. ذلك أن الجيش السوري مشغول بحربه ضد 'العصابات الإرهابية المسلحة'، لذا سيكون على هذا الجيش مساندة الجيش السوري في حماية المدنيين! والسؤال: وماذا تفعل قوات الأمن؟ ولماذا لم تقم الدولة بتوسيع هذه القوات وزيادة عدد أفرادها إن كان الأمر يتعلق بحماية المدنيين وهو دور الشرطة؟ طبعاً المسألة غير ذلك ولا داع للخوض في تفاصيلها، لكن البلاهة في التسمية وفي 'لبوات' الأسد والتلوين الطائفي الفاضح لهن ولهذا الجيش. يأتي هذا في وقت تبحث فيه الحكومة السورية عن عقد لقاءات الحوار الوطني والمصالحة الوطنية.

وعلى ذكر الجيش، فبلاهتــــه تبقى هي الأعظم! فهو يقصف بكل أدوات القصف الممكنة كل منطقة يُطلق منها رصاصة ولو كان نتيجة قصفه تدمير أحياء بأكملها وقتل أناس أبرياء فهذا يحميه من مواجهة الطرف الآخر وجهاً لوجه، وهو حتى لا يراه. ولكنه يؤكد في تصريحاته أنه دمر كذا من العربات الحاملة لمدافع كذا وكذا وقتل عشرات الإرهابيين. ولو صدقنا بلاغاته لتجاوز عدد قتلى المعارضة المسلحة عشرات الآلاف، في حين أن بلدة مثل داريا لم يتمكن من السيطرة عليها بعد قرابة ثلاثة أشهر من الحصار والقصف علماً بأن مساحتها لا يمكن أن تتجاوز ثلاثين كيلومتراً مربعاً... ربما سيطلق السوريون على داريا يوماً اسم دارياغراد على وزن لينينغراد.

بلاهة روسية، أو سورية لا فرق. فعلى لسان ديمتري بيسكوف مستشار الرئيس الروسي فإن ما طرحه الأسد في خطاب الأوبرا يمكن أن يكون بمثابة أساس جيد لحل الأزمة في سورية. ولكن ما اقترحه الأسد هو ما كان من المفروض أن يُطبقه هو نفسه منذ منتصف العام 2011. وقد فعل ولكن على طريقته ووصلت سورية إلى ما هي عليه الآن. هل المطلوب أن يُعاد المسلسل نفسه ويدفع السوريون الأثمان مضاعفة؟ ألم يلاحظ الروس درجة اهتمام السوريين بمقترحات الأسد؟ لم تنطلق حتى ولا مظاهرة تأييد واحدة في سورية لهذا الخطاب، علماً بأن النظام أشهر من عليها في تنظيم المظاهرات المُسيّرة... يقول السوريون بأمثالهم الظريفة: 'من جرّب المًجرّب يكون عقله مخرّباً.

ومن بين البلاهات السورية أيضاً اختيار المتظاهرين السوريين المعارضين تسمية يوم الجمعة 25 كانون الثاني بجمعة 'قائدنا إلى الأبد سيدنا محمد'! وإن كان من شيء يكرهه السوريون فهو كلمة 'الأبد' الملتصقة 'بحافظ الأسد قائدنا إلى الأبد'، ولا يريدون شيئاً يدوم إلى الأبد. فالرسل والأنبياء هم في كل الديانات مخلدون سماوياً ولا حاجة للتذكير بذلك. نسي الثوار السوريون أيضاً في يوم الجمعة هذا هدف ثورتهم المتمثل في الحرية والكرامة، والحرية تعني، من بين ما تعني، حرية المعتقد وأن الدين لله والوطن للجميع وأن لا إكراه في الدين وأن سورية هي بلد الطوائف والملل والإثنيات والقوميات.

بلاهة أخرى تخص جبهة النصرة وما يروى عنها من قصص وحكايات. فالقاعدة وجبهة النصرة التي كانت تحركهما سورية في العراق هل وصلتا إلى الحكم في العراق؟ إذن كيف لجبهة النصرة هذه أن تصل إلى الحكم في سورية في حال انتصار المعارضة المسلحة؟

وهل كل ما أنجزه الجيش الحر في مقارعة جيش النظام يعود الفضل فيه إلى جبهة النصرة؟ هذا ما لا يمكن تصديقه خاصة إذا علمنا أن عدد أفراد جبهة النصرة لا يتجاوز ثلاثة آلاف في أحسن الأحوال وعدد أفراد الجيش الحر يزيد عن مائة وخمسين ألف! من يستطيع تأكيد أن جبهة النصرة ليست من اختراع النظام السوري نفسه أو مخترقة إلى حد كبير من النظام السوري؟ من المستفيد الأول من وجود جبهة النصرة بأكثر من النظام السوري نفسه؟ لو أن جبهة النصرة تقاتل دفاعاً عن الثورة السورية لتركت سلاحها وأموالها للجيش الحر أو لكتائبه الإسلامية وأخلت الساحة حرصاً على عدم التشويش على الثورة! للتذكير فقط، فقد أطلق النظام السوري في الربع الأول من العام الفائت سراح عشرات المتطرفين السلفيين، وهم من جنسيات مختلفة وبقى معظمهم في سورية!! سؤال: من أين تحصل جبهة النصرة، في الشمال السوري على الأقل، على التمويل والسلاح والذخيرة خاصة؟ من تركيا مثلاً أو من العراق؟ مع أن أمريكا وضعتها على قائمة المنظمات الإرهابية ولأمريكا صولة وجولة في العراق وتركيا، والعراق يساند النظام السوري! قد يحدث هذا لعدد محدود من المرات من تركيا مثلاً، ولكن انتظامه يحتاج إلى مصدر موثوق أكثر. على الأرجح أنه يأتيها من السماء، ولكن السماء لا تمطر ذهباً ولا ذخائر.

يقول السوريون أن لا حل إلا برحيل النظام، ويقولون أيضاً بوجوب إضافة: ورحيل جبهة النصرة أيضاً... بعد كل هذه الدماء كلاهما راحلان في كل الأحوال.

 

========================

رأي الدستور إنقـاذ الشعـب السـوري

الدستور

31-1-2013

دقّ المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهمي ناقوس الخطر، وهو يحذر من تدهور الأوضاع في القطر السوري الشقيق، وهول المأساة التي يتجرعها الأشقاء، والتي توشك أن تحول الشام الى أرض محروقة “فسوريا تدمر رويدا رويدا” مدينة مدينة، وقرية قرية، وفق نهج يشترك فيه الطرفان: المعارضة والنظام، و استمرار هذا النهج سيقوض الدولة وينقل شرر النيران إلى دول الجوار، ولن يكون بمقدار أحد النجاة من الحريق الذي يشمل المنطقة كلها.

تلك التحذيرات التي أطلقها الإبراهيمي في نيويورك أمام أعضاء مجلس الأمن هي بمثابة صرخة تدين المجتمع الدولي، وتكشف تقصيره وعدم جديته بمعالجة تلك الأزمة المروعة التي أدت حتى الآن الى موت اكثر من 60 الفا، وتهجير اكثر من ثلاثة ملايين.. منهم مليون عبروا الحدود الى دول الجوار ليعيشوا في مخيمات تعصف بها رياح البرد والثلج والصقيع، حيث زادت من معاناتهم فيما المجتمع الدولي يكتفي بالكلام، ولم يقم باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتخفيف من معاناة اللاجئين، من حيث تأمين المساعدات المالية للدول التي تستضيفهم، بخاصة الأردن، الذي أرهقها قدوم أكثر من 320 الف لاجئ سوري حتى الآن كلفوا الخزينة حوالي 600 مليون دولار.

لقد وضع جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حديثة لفضائية CNN مؤخرا، وفي كلمته بمؤتمر المانحين الذي عقد بالكويت المجتمع الدولي كله امام مأساة الشعب الشقيق، داعيا لتأسيس صندوق لإنقاذ اللاجئين، والعمل بجدية لحل المشكلة حلا سياسيا بعد فشل الحلول العسكرية، من خلال مرحلة انتقالية يشارك فيها الجميع، وصولا الى حل يطوي صفحة الماضي، من خلال انتخابات نزيهة تفضي الى دولة مدنية حديثة تضع حدا للدولة الشمولية والحزب القائد، وتبني سوريا الجديدة.

جلالة الملك من خلال موقعه ومسؤوليته التاريخية وضع النقاط على الحروف، مؤكدا أن النظام لن يرحل بعد اسبوع او اسبوعين، وانه قادر على الاستمرار حتى منتصف العام الحالي 2013، وان عدم انضمام الدروز والعلويين الى المعارضة يعود لدخول المتطرفين والقاعدة الى سوريا، وخوف الشعب الشقيق من المستقبل، بعد سقوط بشار الأسد.

إن استمرار الازمة يسارع بانهيار الدولة السورية، ويسارع بخروج الاوضاع من تحت السيطرة، وهذا ما اكده الاخضر الابراهيمي، حينما حذر من ان فشل الحلول السياسية سيقود حتما الى “الصوملة” أي تحويل سوريا الى صومال جديد.

مجمل القول: إن الكارثة التي تحيق بالشعب السوري الشقيق تستدعي تدخلا عاجلا لإنقاذه من تلك المأساة المروعة التي حصدت حتى الآن 60 الفا من ابنائه، وادت لتهجير اكثر من ثلاثة ملايين.

منهم مليون هربوا الى دول الجوار من خلال فرض حل سياسي على الجميع يقوم على وقف القتال، والدخول في مرحلة انتقالية تؤدي الى انتخابات نزيهة وتفضي الى دولة مدنية حديثة قبل ان تخرج الأمور من تحت السيطرة.. وتتحول الشام الى صومال جديد.

التاريخ : 31-01-2013

========================

هل بدأ نقل السلاح الإستراتيجي ؟

علي حماده

2013-01-31

النهار

شكّلت الغارة الاسرائيلية ليل اول من امس على قافلة محملة اسلحة "نوعية" متجهة من سوريا نحو الاراضي اللبنانية عند منطقة تقع الى الشمال من جبل الشيخ، خبرا توقفت عنده دوائر استخباراتية اوروبية، ولا سيما ان معلومات اكدت لـ"النهار" ان تل ابيب اخطرت حلف شمال الاطلسي وعددا من العواصم الاوروبية بالعملية قبل حدوثها، وتقاطعت معلومات مفادها ان ثمة حراكا غير اعتيادي على مستوى نقل اسلحة من سوريا الى لبنان، وتحديدا الى "حزب الله"، الامر الذي يعتبر مقلقا ليس فقط لاسرائيل بل لدول منظومة حلف شمال الاطلسي "الناتو" على وجه الاجمال. فقد سبق ان جرى تحذير بشار الاسد من مغبة نقل اسلحة استراتيجية الى "حزب الله" على قاعدة انه سيستدعي ردا منسقا بين جميع اطراف "الناتو". ومعلوم ان السلاح الاستراتيجي تندرج تحته جميع انواع السلاح غير التقليدي فضلا عن منظومات الصواريخ المضادة للطائرات. وكل هذه الاسلحة يشكل نقلها خرقا لتفاهم غير مكتوب بين النظام في سوريا من جهة وكل من اسرائيل والولايات المتحدة من جهة اخرى، يقضي باحترام هذا الخط الاحمر. لكن يبدو ان بشار الاسد بدأ بخرق التفاهم المشار اليه، مما استدعى عملية اسرائيلية حظيت بغطاء غربي كامل، وجرى ابلاغ موسكو بالامر بعد حصول الغارة على قاعدة ان موسكو لا يسعها الاعتراض على الغارة ضمن هذه الشروط، وخصوصا ان الاسلحة المعنية روسية الصنع، وتحرص موسكو على احترام نوع كهذا من الخطوط الحمر حتى في ظل دعمها للنظام في سوريا. فهذه الخطوة (نقل اسلحة متطورة) لا تندرج تحت مظلة الحماية الروسية. من هنا فإن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدا من الغارات، معظمها سيكون سريا ولن يعلن عنه في الوسائل الاعلامية، لمنع "حزب الله" من حيازة اسلحة ذات طبيعة استراتيجية في تلك المنطقة المحددة من الشرق الاوسط. فالحزب في نظر القوى المعنية، ومن ضمنها روسيا، يبقى ذراعا ايرانية ويتحرك ضمن افق ايراني بحت، ووفق شروط ووظائف تحددها طهران وحدها. وعند هذه النقطة فإن روسيا تقف في صف الغرب واسرائيل.

في اطار آخر، وفي اتصال اجراه زميل مقيم هنا في باريس برمز معارض مقيم في سوريا حتى الان، سمع الاول من الثاني كلاما مغايرا لمناخات جرى تعميمها أخيرا عن تقدم تحققه قوات النظام في عدد من المناطق الملتهبة في محيط دمشق وحمص، فقال: "ان ما تسمعونه في وسائل الاعلام، او بالاخبار المتواترة هنا وهناك غير صحيح، فالثورة في وضع جيد جدا وتحقق تقدما مستمرا على الارض. وكل ما يحكى عن تسجيل النظام نقاطا على المستوى العسكري غير صحيح". اضاف: "ان الثورة صامدة على الارض، بل انها سائرة نحو تحقيق انتصار في مدى اقرب مما تتصورونه. فقط راقبوا منطقة الساحل جيدا التي يزعم النظام انها حصنه الحصين. ان الاوضاع هناك تشهد تحولات كبيرة ستسمعون عنها قريبا".

... وتبقى سوريا في قلب الحدث!

========================

الأسد لا يسقط اليوم ولا يبقى غداً!

راجح الخوري

2013-01-31

النهار

ما معنى الحديث عن تقديم الاخضر الابرهيمي تقريراً جديداً الى مجلس الامن عن "جهوده" التي سبق ان انتهت الى الفشل بعدما أنهى بشار الاسد المقابلة الثالثة معه بطريقة مهينة، اذا لم تكن طبخة البحص الاميركية - الروسية قد بدأت تنضج اخيراً على ما يبدو الآن؟

أصلاً كان من المثير استمرار الابرهيمي في مهمته "المستحيلة" كما وصفها منذ اليوم الاول، ما لم يكن قد طلب منه او أوحي له ان من الممكن في وقت من الاوقات تحقيق اتفاق الحد الادنى بين اميركا وروسيا من خلال تفاهم على ايجاد ترجمة مشتركة لتنفيذ "اتفاق جنيف". ومن الواضح الآن ان مواقف البلدين الاخيرة توحي في خلفياتها ان مساحة الخلاف بينهما ربما تكون الى انحسار، وهو ما اكده امس الاعلان المفاجئ عن ان معاذ الخطيب قدم باسم ائتلاف المعارضة موافقة مشروطة على الانخراط في مفاوضات مع النظام على اساس اتفاق جنيف!

في هذا السياق من الضروري التوقف ملياً امام التصريحات الروسية الاخيرة التي يمكن من خلالها تلمس نوع من خلق مناخ جديد يمهد تدريجاً لحدوث تحول روسي لجهة الاستعداد لقبول فكرة سقوط النظام وانتهاء "حكم العائلة الذي استمر 40 عاماً وهذا اكثر مما يجب" [كما يقول الابرهيمي]، في مقابل تفاهم ضمني مع اميركا لم تظهر معالمه بعد!

فلقد كان مثيراً للانتباه ان يصل التحول بالرفيق سيرغي لافروف الى القول اول من امس "ان موسكو لم تكن معجبة يوماً بالنظام السوري وانها لم تسانده ابداً" هكذا بالحرف، رغم انها استعملت "الفيتو" ثلاث مرات لتعطل مجلس الامن حماية للاسد ونظامه بعدما دمرت "المبادرة العربية" ودفعت كوفي انان الى الافلاس عندما رفضت كل مساعيه لترتيب عملية "انتقال سياسي"، يفاجئنا لافروف الآن بتفهمها وقبولها، بعدما كان ديميتري ميدفيديف قد فاجأنا بدوره قبل ايام بالقول ان الاسد يتراجع على الارض وانه لم يستمع الى نصائح موسكو باجراء الاصلاحات وانه اخطأ كثيراً!

واذا صح ان هذا الكلام المفاجئ الذي يمثل بداية تغيير في الموقف الروسي من الازمة السورية، فان المفاجئ ايضاً هو ارتفاع حدة الضغوط التي تمارسها اميركا من وراء الكواليس، على الدول التي تساند المعارضة السورية وذلك سعياً لتجفيف مصادرها من الاسلحة والاموال، بهدف دفعها في النهاية الى القبول بالتفاوض على حل وسط يقوم على معادلة "الاسد لا يسقط اليوم ولا يبقى غداً". وهذا قد يعني ان المفاوضات السرية بين موسكو وواشنطن، التي حالت دون استقالة الابرهيمي، تتركز على رسم خريطة اخراجه من سوريا وفق روزنامة لا تسقط الدولة ولا ترسخ الفوضى المخيفة!

========================

الغارة الاسرائيلية على الحدود السورية - اللبنانية

شحنة أسلحة لـ"حزب الله" أم ضربة استباقية؟

رندى حيدر

2013-01-31

النهار

لا يزال الغموض يكتنف ظروف الغارة الاسرائيلية التي تحدثت عنها تقارير اجنبية وقيل انها استهدفت قافلة للسلاح كانت في طريقها من سوريا الى لبنان، وقت لا تزال اسرائيل تلزم الصمت وتمتنع عن تقديم اي ايضاحات عما حدث.

ولكن من الواضح التوظيف الاسرائيلي لما حدث من اجل دعم قدرة اسرائيل على الردع.

وكانت صحيفة "هآرتس" قد نسبت امس الى مصادر اجنبية احتمال ان تكون الشاحنة التي استهدفتها الغارة محملة اما الاسلحة الكيميائية، واما بمنظومات متطورة للسلاح المضاد للطيران. وتعتبر اسرائيل انتقال هذين النوعين من السلاح من سوريا الى لبنان خرقا للخطوط الحمر التي وضعها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل ايام محذرا من اي انتقال للاسلحة الكيميائية من سوريا الى ايدي "حزب الله" سترد عليه اسرائيل فورا وستهاجم حتى سوريا.

لذا يطرح السؤال، هل خرقت فعلا الخطوط الحمر التي وضعتها اسرائيل لمنع انتقال الاسلحة الكيميائية والمتطورة من سوريا الى لبنان؟ ام ان العملية تهدف الى التشديد على جدية التهديدات الاسرائيلية في هذا المجال، وهي بمثابة ضربة استباقية رادعة لجميع الاطراف تظهر ان اسرائيل لن تتهاون في هذا الموضوع؟

في رأي المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل ان اسرائيل الرسمية ستحافظ على صمتها الرسمي خلال الايام المقبلة. لكنه ربط ما حدث بتزايد مخاوف اسرائيل من تراجع قدرتها على الردع حيال "حزب الله". فصحيح ان الحزب لم يقم منذ فترة بأي عملية على الحدود الشمالية، لكنه كان وراء الهجوم الذي استهدف الصيف الماضي اوتوبيس "للسياح الاسرائيليين في بلغاريا، وهو الذي اطلق في تشرين الاول 2012 طائرة استطلاع صغيرة في الاجواء الاسرائيلية. ويرى الكاتب ان سبب التخوف المتجدد في اسرائيل هو ان يدفع تدهور الاوضاع في سوريا الرئيس بشار الاسد الى اتخاذ قرار بنقل الاسلحة المتطورة الذي لديه الى ايدي "حزب الله".

ويعتقد المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت احرونوت" رون بن يشاي ان الحادث مؤشر لمدى حساسية الوضع على الحدود بين لبنان واسرائيل، لضخامة المخاوف الاسرائيلية من ان يؤدي تدهور الاوضاع في سوريا الى تهريب الاسلحة المتطورة والنوعية من سوريا الى لبنان، والمقصود خصوصا صواريخ بر – بحر الروسية الصنع، و صواريخ "سكود – دي" البعيدة المدى التي طورتها سوريا ونقلت عددا منها الى لبنان. واعتبر المعلق انه من مصلحة النظام السوري في الوقت الحاضر مساعدة "حزب الله" ونقل منظومات الاسلحة المتطورة اليه كي لا تقع في ايدي الثوار. واضاف: "اذا صحت التقارير اللبنانية التي تحدثت عن خرق سلاح الجو الاسرائيلي الاجواء اللبنانية اكثر من مرة مساء الثلثاء الماضي، فمن المحتمل جدا ان يكون ذلك قد جرى في اطار المتابعة الدقيقة لاسرائيل لما يجري على الحدود بين لبنان وسوريا، ومن اجل منع "حزب الله" من الحصول على سلاح تعتبره اسرائيل "يخرق التوازن".

وفي كل الاحوال يدخل الحادث الاخير في ما تسميه اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية "سياسة الذراع العسكرية الطويلة"، والتي يدخل في اطارها الهجوم على المفاعل النووي السوري في دير الزور عام 2007، وقصف شاحنات السلاح في السودان عامي 2009 و2011، وتفجير مصنع للسلاح في الخرطوم في تشرين الاول 2012.

========================

حملة إنسانية من أجل سوريا

الراية القطرية

التاريخ: 31 يناير 2013

ارتقى المجتمع الدولي أخيرًا لمسؤولياته الأخلاقية والإنسانية من خلال العزم على إطلاق عملية إنسانية ضخمة لتوفير الاحتياجات الأساسية لملايين السوريين الذين تضرروا من النزاع الدامي المستمر في بلادهم منذ 22 شهرًا في سوريا.

المؤتمر الذي تستضيفه دولة الكويت اليوم ويعقد برعاية الأمم المتحدة يهدف إلى جمع 1,5 مليار دولار لصالح حوالي خمسة ملايين سوري يعانون من النزاع.

الكويت شهدت أيضًا اجتماعًا لـ77 منظمة خيرية عربية ودولية تعهدت بتقديم 182 مليون دولار كمساعدات ستوزع على المدنيين داخل سوريا وعلى اللاجئين في الدول المجاورة الذين يبلغ تعدادهم 700 ألف لاجئ سوري فروا إلى البلدان المجاورة لسوريا، حسب أرقام

المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

الشعب السوري الذي عانى ولا يزال من بطش النظام وعنفه لا يحتاج من قبل المجتمع الدولي إلى توصيف معاناته وإعلانات التضامن معه في هذه المأساة التي يعيشها بل يحتاج إلى عمل وجهد إنساني متواصل للتخفيف من آثار هذه المعاناة وتوفير الحد الأدنى من الحياة الإنسانية له سواء داخل المدن والبلدات السورية التي تقصف بالطائرات والأسلحة الثقيلة من قبل النظام أو في مخيمات اللجوء في دول الجوار السوري التي ناءت بالأعداد الكبيرة للفارين من الموت والقتل في سوريا.

المؤسف أنه في الوقت الذي بدا فيه المجتمع الدولي تفهم حقيقية المأساة التي يعيشها الشعب السوري ما زالت المجازر التي يتعرض لها أبناء الشعب السوري تتواصل بلا توقف وما زالت أعداد الضحايا الذين يسقطون برصاص النظام السوري وأجهزة أمنه وشبيحته تتزايد يومًا بعد يوم وآخرها الجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها أكثر من 65 شابًا في مدينة حلب شمالي سوريا أعدموا جميعًا رميًا بالرصاص في الرأس وألقيت جثثهم في نهر قويق وهي مجزرة تضاف إلى قائمة طويلة من المجازر التي ارتكبها النظام بحق شعبه منذ اشتعال الثورة السورية المطالبة بالحرية والتغيير والكرامة الإنسانية.

المجتمع الدولي الذي يتداعى الآن لنجدة وإغاثة الشعب السوري الذي يستحق كل مساعدة وعون ممكن في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها سوريا مطالب بعد 22 شهرًا من الصراع وبعد سقوط أكثر من 60 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين وملايين النازحين واللاجئين مطالب بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب السوري بالضغط بكل السبل من أجل إيقاف العنف والقتل في سوريا وإنهاء الانقسام الحاصل في مجلس الأمن الدولي تجاه هذه المأساة الإنسانية التي لا يجوز الصمت عليها أبدًا.

========================

سوريا.. نقطة التقاء المصالح المتضاربة

وليد ابي مرشد

الشرق الاوسط

31-1-2013

وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، وضع «مأزق» الثورة السورية في إطاره الواقعي حين حذر، في مؤتمر الائتلاف الوطني السوري الاثنين الماضي، من أن سوريا معرضة للسقوط في أيدي الجماعات الإسلامية المتشددة ما لم تقدم الجهات الداعمة للمعارضة السورية «مزيدا من المساعدة لها».

ولكن أي مساعدة؟

صحيح أن الثوار السوريين يحتاجون إلى عملية تنظيمية جذرية تعيد رص صفوفهم ولكنهم يحتاجون، قبل كل شيء، إلى المزيد من السلاح النوعي خصوصا صواريخ «ستينغر» أرض – جو. إلا أن فابيوس، الذي يدرك أهمية هذه الحاجة، أحبط آمال مؤتمر الائتلاف الوطني السوري بتأكيده اقتناع فرنسا بالهاجس الأميركي الذي حال، حتى الآن، دون موافقة واشنطن على تزويد المقاتلين السوريين بهذا السلاح: «القلق» من وقوعه في أيدي المتشددين الإسلاميين.

أن تقتنع فرنسا بهذا المنطق الأميركي يبدو مستغربا في أعقاب تجربتها الذاتية في مالي التي أظهرت أنه إذا كان وقوع الأسلحة الغربية بأيدي الإسلاميين المتشددين احتمالا واردا فإن وقوع البلاد كلها في أيدي هؤلاء المتشددين احتمال أرجح.. وأصعب بكثير لأن التدخل العسكري المباشر يصبح البديل الوحيد لمواجهة المتشددين.

قد لا يخلو هاجس واشنطن من بعض الصحة. ولكن، وبعد أن خرجت المبادرة العسكرية في الكثير من جبهات القتال السورية من إمرة الجيش السوري الحر (غير الملتزم بالآيديولوجيات الجهادية) لتصبح في إمرة فصائل مقاتلة تدعي بـ«الجهاد» وصلا، عقائديا وماديا، يجوز التساؤل: ألا يزال الموقف الأميركي هاجسا أم أنه مجرد ذريعة؟

من الطبيعي أن تظل أفغانستان «هاجس» الدبلوماسية الأميركية لبعض الوقت. ولكن سكوت واشنطن عن دور روسيا في تحويل سوريا إلى نقطة تلاقي – وتوازن في الوقت الراهن - لمصالح إقليمية متناقضة في دوافعها وموحدة في أهدافها، يثير تساؤلات عما إذا كان العامل الإسرائيلي يتقدم على العامل الأميركي في مقربة واشنطن للحالة السورية.

واضح أن الحفاظ على نظام بشار الأسد أصبح نقطة التقاء مصلحي بين إسرائيل وإيران، فتل أبيب تخشى من تحريك جبهة الجولان خصوصا في حال سقوط الأسلحة الكيماوية في أيدي المتشددين، وطهران تتخوف من فقدان آخر حليف عربي وإقليمي لها في وقت تزداد فيها عزلتها الدولية.

عمق التزام النظام «الإسلامي» في طهران بالنظام «العلماني» في دمشق يتجاوز أيديولوجية النظامين (المتناقضين عمليا) إلى ضرورة استراتيجية إيرانية عبر عنها مستشار الشؤون السياسية للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي أكبر ولايتي، في تأكيده بأن أي هجوم عسكري على سوريا سيكون بمثابة هجوم على إيران.

أما عمق ارتياح حكومة اليمين الشوفيني في إسرائيل إلى نظام الأسد فقد كشفه إعلان رئيسها، بنيامين نتنياهو، بأنه سيعمد إلى بناء جدار أمني واق لإسرائيل في الجولان المحتل تحسبا لما قد تتعرض إليه إسرائيل من اعتداءات في حال سقوط نظام الأسد.

مشكلة التقاء الموقفين الإيراني والإسرائيلي حيال سوريا، في ظل المعارضة الأميركية لتزويد الثوار بسلاح نوعي، بدأت تنعكس تأخيرا في الحسم العسكري وتفاقما في الانهيار الاقتصادي.. والأسوأ من كل ذلك إطالة لأمد المأساة التي يعيشها السوريون تدميرا وتشتيتا وتهجيرا.

ولكن المحصلة السياسية للموقف الغربي تبقى الأكثر إثارة للقلق بعد أن بدأت بدفع النظام السوري إلى التشبث، عسكريا، بمحور دمشق – حمص – اللاذقية (ربما على حساب سوريا الواحدة الموحدة) وأخذت تفاقم نقمة السوريين، والعرب عامة، على واشنطن. إعلان الاتحاد الأوروبي أنه سيجري، في نهاية فبراير (شباط) 2013، مراجعة لحظر الأسلحة المفروض على المقاتلين السوريين، قد تكون فرصته الأخيرة لإقناع واشنطن بأن تليين موقفها من الحظر، اليوم، أجدى بكثير من لوم «المتشددين الإسلاميين»، غدا، على نشاطاتهم «الإرهابية».

========================

إسرائيل وراء التشدد الروسي وتصعيد الأسد الأخير والميوعة الأميركية

صالح القلاب

الشرق الاوسط

31-1-2013

بعدما استجدت أمور كثيرة بالنسبة للأزمة السورية وهذا الصراع الدموي المتصاعد الذي بقي محتدما لنحو 22 شهرا، أثيرت أسئلة متعددة من بينها: لماذا تراجعت روسيا عن مرونة كانت اتخذتها قبل خطاب بشار الأسد التأزيمي اللاحقة..؟ ولماذا ازدادت ميوعة الموقف الأميركي المائع أصلا في الفترة الأخيرة..؟ ولماذا بدا الأوروبيون وكأنهم أصيبوا بالإعياء وغدوا من أصحاب موقف اللاموقف؟ ولماذا أيضا شرب الرئيس السوري «حليب السباع» وبادر إلى هجوم معاكس شمل كل جبهات القتال ومواقع المواجهة بين جيشه والجيش السوري الحر؟ وأخيرا وليس آخرا لماذا لجأ بعض داعمي المعارضة السورية إلى وقف دعمهم وعلى نحو مفاجئ مما أثار المزيد من التساؤلات بالإضافة إلى كل هذه التساؤلات الآنفة الذكر؟!.

وبعيدا عما يعتبر «عقلية المؤامرة» فإنه لا بد من تتبع الموقف الإسرائيلي تجاه الثورة السورية منذ انطلاق شرارتها الأولى في الـ18 من مارس (آذار) عام 2011 وحتى الآن. فالملاحظ أن الإسرائيليين بقوا يصرون على بقاء بشار الأسد ونظامه بحجة عدم معرفتهم للبديل الذي سيحكم سوريا لسنوات طويلة مقبلة، وبقوا - مستعينين بروسيا فلاديمير بوتين وسيرغي لافروف - يضغطون على الولايات المتحدة وعلى دول الاتحاد الأوروبي لتبني موقفهم هذا خوفا من أن يكون المقبل أعظم وأن يحصل في سوريا، هذه الدولة التي تشكل رقما رئيسيا في المعادلة الشرق أوسطية، ما يحصل الآن في العراق وأفغانستان وأيضا في اليمن وليبيا وشمال مالي حيث تجذر وجود «القاعدة» وترسخ وجود بعض تنظيمات العنف التي ترتدي العباءة الإسلامية.

فالمعروف أن إسرائيل - رغم صراعها مع الرئيس السابق حافظ الأسد على من هي الدولة الرئيسية في المنطقة بعدما أخرجت اتفاقيات كامب ديفيد المعروفة مصر من دائرة الصراع في هذه المنطقة وبعدما انشغل العراق بحربه الطويلة مع إيران ووصل في النهاية إلى هذا الوضع الذي وصل إليه - بقيت تنعم باستقرار احتلالها لهضبة الجولان السورية منذ حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 ومنذ مناوشات «الاستنزاف» التي أعقبتها لفترة عابرة قصيرة وحتى الآن. وبالتالي فإنها اتخذت في البدايات موقفا معارضا لوصول «الربيع العربي»، بعواصفه وأمطاره ورعوده، إلى سوريا ولهذا أيضا فإنها بقيت تضغط على الأميركيين والأوروبيين لحملهم على عدم اتخاذ أي موقف عملي جدّي قد يغير موازين القوى لمصلحة الثورة السورية.

وحقيقة أن هذه الوضعية التي اتخذتها إسرائيل تجاه مستجدات وتطورات الأوضاع في سوريا، بعد حادثة درعا الشهيرة والمعروفة، هي سبب كل هذا التردد الأوروبي، وهي سبب ميوعة الموقف الأميركي، وهي أيضا - وهذا مهم جدا - سبب كل هذا الاستعصاء الروسي وسبب مشاركة روسيا مشاركة عسكرية فاعلة بالسلاح والذخائر والمستشارين وبالمقاتلين أيضا إلى جانب قوات بشار الأسد، وسبب أن أصبح سيرغي لافروف صانع القرار السوري وهو مارشال هذه الحرب الدامية المدمرة التي يشنها هذا النظام السوري على شعبه.

لكن عندما وجدت إسرائيل أن بقاء بشار الأسد ونظامه غدا أمرا مستحيلا، بعدما وصل القتال ووصلت عمليات الجيش السوري الحر إلى مشارف القصر الجمهوري (قصر الشعب) في دمشق، فإنها قد بادرت، استنادا إلى استراتيجيتها القديمة، إلى الضغط على الأوروبيين والأميركيين لإحداث إن لم يكن توازنا بين الطرفين المتصارعين فشبه توازن يجعل سوريا تأكل نفسها بنفسها من خلال حرب أهلية مدمرة لتكون النهاية هي التفتت والتشظي واستبدال هذه الدولة المحورية بدويلات طائفية تشكل مع الدولة الدينية الإسرائيلية في المستقبل القريب «كومونويلث» مذهبيا في هذه المنطقة الشرق أوسطية يكون للإسرائيليين فيه مكانة ودور بريطانيا العظمى في «الكومونويلث» البريطاني.

وهنا فإنه لا بد من التأكيد وبكل موضوعية على أن بشار الأسد، الذي اختار حلول العنف والمواجهات العسكرية مع شعبه الذي بقي ولستة شهور بعد حادثة درعا المعروفة يضغط من خلال المظاهرات السلمية لتحقيق الإصلاحات المحقة والمطلوبة، هو المسؤول وليس غيره عن هذه الحالة التي وصلت إليها سوريا وعن هذا التدخل الإسرائيلي إن من خلال الضغط على الأميركيين والأوروبيين وإن من خلال التعاون المستمر مع روسيا ودفعها للمزيد من التصلب ومواصلة منع مجلس الأمن الدولي من اتخاذ أي قرار يعجل في أن تكون هناك نهاية عاجلة لهذه الأزمة المستفحلة تمكن الشعب السوري من تقرير مصير بلده بنفسه وتحقيق هدف إقامة النظام الديمقراطي الذي يسعى إليه ودفع كل هذه الأعداد من الشهداء من أجل تحقيقه.

إن هذه هي «الاستراتيجية» التي بقيت إسرائيل تنتهجها للتعاطي مع أزمات هذه المنطقة والمعروف أنها قد لجأت إلى ترك لبنان ليأكل نفسه بنفسه عندما اندلعت شرارة الحرب الأهلية المدمرة فيه في بدايات سبعينات القرن الماضي وأنها وفقا للعبة هنري كيسنجر قد وافقت لاحقا مع كل من وافق على ذلك التدخل العسكري السوري في لبنان في عام 1976 ذلك التدخل الذي تم وفقا للمعادلة «الكيسنجرية» القائلة: «إن عدم التدخل السوري للسيطرة على لبنان ووضع حد للفوضى التي باتت تضرب أطنابها في هذا البلد سيؤدي حتما إلى تدخل إسرائيلي».. وحقيقة أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق من خلال خطته هذه كان، خدمة للإسرائيليين، يريد إغراق السوريين في الرِّمال اللبنانية المتحركة وكان يسعى لإشغال القيادة السورية في المشكلات اللبنانية المستفحلة عن خطوات اتفاقيات «كامب ديفيد» المتلاحقة.

لقد كان هذا الموقف الذي صاغه هنري كيسنجر هو موقف إسرائيل، الذي كان هدفه إغراق سوريا في الأوحال اللبنانية مع استمرار الحرب الأهلية التي كانت اندلعت عمليا في عام 1975، لكنها، أي إسرائيل، قد بادرت إلى غزو عام 1982 عندما وجدت أن الوجود العسكري السوري قد جعل لبنان يصبح جزءا من سوريا الكبرى التي كان يسعى إليها حافظ الأسد للتعويض على خروج مصر من الصراع التاريخي في الشرق الأوسط.

ولهذا، وبالعودة إلى مجريات الحرب المحتدمة في سوريا، فإننا نجد أن إسرائيل التي بقيت تغذي استمرار الصراع قد بادرت - عندما شعرت أن موازين القوى أصبحت تميل لمصلحة المعارضة السورية والجيش السوري الحر - إلى الضغط على روسيا للتراجع عن الليونة التي كانت أظهرتها في إطار مهمة الأخضر الإبراهيمي الأخيرة ودفعها دفعا إلى الطلب من بشار الأسد أن يتخذ موقفا متصلبا وأن يشطب نهائيا كل ما تحدث به نائبه فاروق الشرع لصحيفة لبنانية وأن يطوي صفحة حل المرحلة الانتقالية ويعلن بديلا له كل ما جاء في خطابه التصعيدي الأخير.

ولذا، فقد لجأ بشار الأسد إلى التصعيد وإلى الهجوم العسكري المضاد الذي قام به، فروسيا - انسجاما مع الموقف الإسرائيلي - قد دفعته إلى «شرب حليب السباع» دفعا سعيا للإمساك بزمام المبادرة مجددا، وكل هذا بينما اتخذ الأوروبيون هذا الموقف العدمي المائع الذي اتخذوه وبينما بادر الأميركيون أيضا، استجابة لما أراده الإسرائيليون، إلى الضغط على بعض دول الاتحاد الأوروبي «المانحة» وعلى بعض المانحين الآخرين لوقف الدعم عن المعارضة السورية وعن الجيش السوري الحر بحجة أن هناك مبادرة لتسوية سياسية قريبة، وأنه لا بد من إحداث تعديلات على موازين القوى في الميدان من أجل إنجاح هذه المبادرة التي من الواضح أنها عبارة عن اتفاقية جنيف الشهيرة وفقا للقراءة الروسية التي تقول بإشراف الرئيس السوري على «المرحلة الانتقالية» وعلى بقاء قرار القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في يده والتي تقول أيضا إن من حقه أن يترشح لولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الحالية.

========================

سوريا.. ووصمة العار!

طارق الحميد

الشرق الاوسط

31-1-2013

في الوقت الذي يقول فيه الرئيس الأميركي إنه حائر في تقييم الموقف بسوريا، طوال العامين الماضيين، تجددت المطالب بضرورة التحرك من أجل وضع حد للأزمة السورية، وعلى كافة المستويات.

أبرز تلك المواقف ما صدر عن كل من السعودية، وفرنسا، وكذلك المبعوث الأممي السيد الأخضر الإبراهيمي. سعوديا، كان التصريح الأهم، والأبرز، هذه الأيام، هو من وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل في تونس، حيث قال: «إذا نظرنا إلى خريطة العالم العربي نرى عددا من المشاكل.. وما يحدث في سوريا وصمة في جبين الأمة العربية، وفي جبين المسؤولين في سوريا بشكل خاص.. هم الذين يقفون عقبة أمام وصول هذا البلد إلى الاستقرار، والسلام الذي يتوق إليه.. هم الذين يمنعون، ويصرون على المأساة واستمرار الصراع واستمرار البحث عن حل عسكري.. وهذا لا يمكن حله عسكريا، وكل ما سيأتي منه هو الدمار والخراب»، مؤكدا أن القيادة السورية فقدت شرعيتها. وبالنسبة للفرنسيين، فتصريحات وزير خارجيتهم تسير في نفس السياق، حيث يحذر من تداعيات الأوضاع في سوريا على السوريين أنفسهم، والمنطقة برمتها، حيث تطالب فرنسا بضرورة رحيل الأسد. والأمر ينطبق أيضا على المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، الذي قال في مجلس الأمن إن المنطقة بأسرها يتم دفعها إلى وضع صعب، وهو ما قد يكون له عواقب خطيرة، حيث يقول إن سوريا «تتفكك أمام أعين الجميع، والمجتمع الدولي فقط يمكنه المساعدة، وفي مقدمته مجلس الأمن». فهل بعد كل ذلك لا يزال الرئيس الأميركي حائرا، خصوصا أن الأزمة، وإسقاط النظام الأسدي، لا تتطلب بالضرورة إرسال قوات أميركية على الأرض؟ فهل فكرت الإدارة الأميركية في دعم الثوار جديا؟ وهل فكرت في عمل دبلوماسي جاد عبر مجلس الأمن يكون ملزما برحيل الأسد؟ وهل فكرت الإدارة الأميركية في إمكانية تشكيل تحالف الراغبين في المنطقة؟ أم أن الإدارة الأميركية ما زالت تفكر في إمكانية أن تفكر في وقت لاحق، مما يعني أن سوريا ستكون بمثابة يوغوسلافيا أخرى للأميركيين؟

ولذلك، فإن مع الأمير سعود الفيصل كل الحق عندما يقول إن ما يحدث في سوريا وصمة في جبين الجميع، عربيا، ودوليا، وبالطبع وصمة عار في جبين الأسد وإيران، وقبل الجميع. لكن ذلك يتطلب الآن جهدا مضاعفا، سواء دبلوماسيا في واشنطن ونيويورك، أو تحركا حقيقيا لدعم الثوار. فخطورة تصريحات الرئيس أوباما الأخيرة تكمن في أن طاغية دمشق سيقرأها بمثابة الضوء الأخضر لتصعيد عنفه وآلة قتله ضد السوريين، إذ أن الأسد لن يتوانى عن ارتكاب أبشع الجرائم طالما سمع الرئيس الأميركي يقول بنفسه إنه لا يزال يجاهد لاتخاذ موقف حاسم.

ومن هنا، فإن الأزمة السورية تتطلب الآن، وأكثر من أي وقت مضى، سرعة التحرك، ودقة التخطيط، والتنسيق بين كل من السعودية وتركيا وفرنسا، لقيادة مرحلة جديدة يمكن تسميتها مرحلة الدفع الأخيرة، وباتجاهين: الأول دبلوماسي، والثاني دعم الثوار بشكل أكثر تطورا، وإلا فإن وصمة العار التي تحدث عنها الأمير سعود ستطال الجميع.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ