ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 13/12/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

12-12-2012

وضعه الراهن يكتنفه الغموض

نظام الأسد المحاصر... وخيارات اللحظة الأخيرة

تاريخ النشر: الأربعاء 12 ديسمبر 2012

الاتحاد

لم يعد المنظر الخلاب لدمشق كما يتراءى من فوق جبل قاسيون يوفر الكثير من أسباب المتعة، أو الراحة بالنسبة لبشار الأسد المحاصر في قصره غير البعيد عن الجبل، فلعدة أسابيع تلبدت سماء دمشق شمالاً وشرقاً وجنوباً بأعمدة الدخان الداكن المتصاعد من انفجارات قذائف المدفعية، والقصف الجوي الذي تشنه طائرات النظام، وهي تحاول ردع قوات الجيش السوري الحر وإبقاءها بعيداً عن العاصمة بعدما تمكنت من التغلغل إلى الضواحي القريبة والسيطرة عليها تمهيداً للزحف على العاصمة وإسقاط الأسد.

فبعد عشرين شهراً من المواجهات الطاحنة التي خلفت دماراً واسعاً في المدن السورية وأزهقت أرواحاً كثيرة، تبدو قبضة الأسد على السلطة أضعف من أي وقت مضى، الأمر الذي يضيق من خياراته ويترك النظام في حيرة من أمره.

وفي هذا السياق يقول دبلوماسي أوروبي متابع للأزمة السورية رفض الكشف عن اسمه: «لا شك أن قدرة النظام تتراجع مقارنة بما كانت عليه في بداية الانتفاضة، فيما الجيش السوري الحر يحقق اختراقاً مهماً على الأرض بعدما أصبح أفضل تسليحاً».

والحقيقة أن الوضع الراهن للنظام في دمشق يكتنفه الكثير من الغموض وسط شكوك حول استمرار الأسد في القيادة وتزعم النظام، بحيث يضيف الدبلوماسي الأوروبي أن الأسد نفسه يبدو بأنه تحول إلى «أسير لنظامه»، ولم يعد قادراً على التحرك بحرية أو لعب دور فعال في إدارة دفة الأمور، بل إن هناك من يقول بأنه أصبح محاصراً في قصره لمصلحة مؤشرات تفيد بوجود مجلس أمني يضم بين 50 إلى 100 من رموز النظام العسكرية المتحدرة من الأقلية العلوية الموالية للنظام، هذا المجلس يتولى إدارة المعارك اليومية مع الثوار ورسم الخطط في محاولة أخيرة للنجاة والاستمرار في السيطرة على العاصمة. وأمام هذا الوضع الحرج الذي يجد فيه النظام نفسه بعد انسداد الآفاق أمامه تبرز ثلاثة خيارات أساسية قد يلجأ إليها في اللحظات الأخيرة، وإن كان النظام في جميع الأحوال فقد السيطرة، فيما الثوار ينتظرون الوقت المناسب للزحف على أحياء وسط العاصمة.

وأول تلك الخيارات، وإنْ لم يكن الأكثر ترجيحاً هو بقاء الأسد في قصره حتى اللحظة الأخيرة التي لا شك أنها ستكون دموية لتذكرنا بمصير القذافي في الصراع مع ثوار ليبيا، ولو حدث ذلك سيكون الأسد قد أوفى بوعده الذي قطعه على نفسه قبل شهر في لقاء مع التلفزيون الروسي عندما قال إنه سوف يعيش ويموت في سوريا. والخيار الثاني المطروح على النظام هو الهرب من دمشق مع عائلته وباقي كبار الضباط المتحلقين حوله إلى إيران، أو فنزويلا باعتبارهما من الحكومات التي تؤيد الأسد ومستعدة لاستقباله ومنحه اللجوء السياسي.

وقد كان ملفتاً في هذا الإطار الزيارات التي قام به نائب وزير الخارجية، فيصل المقداد، إلى كوبا وفنزويلا والإكوادور مع إعلان هذه الأخيرة أنها غير مستعدة لاستقبال الأسد على أراضيها، أو منحه اللجوء السياسي.

أما الخيار الثالث والأكثر ترجيحاً والذي يبدو أنه بدأ العمل به فعلًا فهو انسحاب الرئيس ومعه النواة الصلبة للنظام من دمشق باتجاه المناطق الجبلية بالشرق ذات الكثافة العلوية.

وحسب بعض المصادر الدبلوماسية هناك محاولات للنظام لتسجيل السكان السنة الذين يعيشون في المدن الساحلية مثل طرطوس وبانياس واللاذقية التي قد تشكل لاحقاً جزءاً من جيب علوي يبقى منفصلًا عن باقي البلاد، فالمدن الساحلية تضم أغلبية سنية فيما المناطق الجبلية الداخلية يقطنها العلويون بالأساس، والأكثر من ذلك تشير التقارير إلى وجود هجرة فعلية قائمة لعائلات الضابط العلويين من أحياء دمشق الراقية في المزة إلى الجبال الساحلية حيث القرى العلوية.

هذا الأمر أكده الدبلوماسي الأوروبي المتابع لما يجري في سوريا قائلًا: «نلاحظ انتقال عدد كبير من العائلات العلوية في دمشق إلى المناطق الجبلية، بل تسري إشاعات بأن جزءاً من الحكومة على الأقل موجود في طرطوس، كما أن جميع المؤشرات تذهب في اتجاه انسحاب النظام إلى المناطق الساحلية في طرطوس واللاذقية».

ولعل ما يدعم هذا الرأي اقتصار عمليات الجيش السوري الحر على محاور الطرق المؤدية إلى الجنوب فيما الطريق الشمالية التي تصل دمشق باللاذقية ما زالت مفتوحة، في إشارة ربما إلى توفير منفذ للنظام لتجنيب الثوار معركة دامية أثناء الدخول إلى دمشق. ورغم ذلك لا يمكن القول إن التوجه شمالًا يتم في إطار من العجلة، بل يتم الانسحاب من دمشق بالتدرج وعلى مراحل، وهو ما يؤكده أندرو تابلر، الخبير في الشؤون السورية بـ«معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، قائلًا : «أعتقد أن نظام الأسد سيرحل على مراحل، فبعد سقوط الشمال والشرق هناك محاولة من قبل النظام للتشبث بدمشق أطول فترة ممكنة، لكن في الأخير لا أرى ذلك ممكناً».

ويتصور «تابلر» أن يتم الانسحاب من دمشق إلى المنطقة الغربية لحمص التي تقع على الطريق إلى طرطوس قبل الانزواء في الجبال، هذا الانسحاب إلى حمص كمرحلة أولى يفسر إلى حد كبير المعارك الشرسة التي اندلعت خلال شهري سبتمبر وأكتوبر في سلسلة من القرى الفاصلة بين حمص والحدود اللبنانية، فقد حاربت القوات السورية مدعومة بمليشيات الشبيحة وقوات حزب الله اللبنانية لفرض السيطرة على تلك القرى التي تقع على طريق دمشق طرطوس الاستراتيجي.

وفيما يبرز اتفاق بين المحللين على توجه النظام إلى المنطقة الساحلية للتحصن بجبالها لم تعرف بعد طبيعة الجيب الذي يراد تشكيله هناك، فاحتمال إقامة دولة علوية على الحدود التي رسمتها فرنسا بين 1920 و1937 لم يعد قائماً في الظروف الحالية، بحيث سيتطلب الأمر قمع السنة المعادين لنظام الأسد في المدن الساحلية، كما أن الدويلة ستعاني العزلة الدولية وستكون خاضعة لهجمات الجيش السوري الحر ليبقى الهدف الوحيد من التراجع إلى المنطقة الساحلية هو الحفاظ على الذات والبقاء على قيد الحياة، لا سيما وأن نسبة العلويين بسوريا لا تتجاوز 12 في المئة فيما تصل نسبة السُنة إلى 70 في المئة.

وعن هذا الوضوع، يقول «جوشوا لانديس»، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة «أوكلاهوما»: «تعول الطائفة العلوية على جيش الأسد لحمايتها من العقاب الذي قد تتعرض له، لا سيما في ظل الاحتقان الطائفي الذي وصل أوجه مع قسوة النظام ووحشيته، فالسوريون تحملوا الكثير خلال السنتين الماضيتين ما يجعل من احتمال الانتقام أمراً وارداً». لكن هناك أيضاً عامل آخر لا يخدم الدولة العلوية يتمثل في أنه ليس كل العلويين يؤيدون نظام الأسد، فبعضهم يفضل عقد اتفاق مع الثوار بدل رهن مصير الطائفة بالأسد، بل حتى قرية القرداحة التي تنتمي إليها عائلة الأسد بضواحي اللاذقية، شهدت في الفترة الأخيرة صراعات داخلية بين مؤيدي الأسد ومعارضيه داخل العشيرة نفسها. وفي هذا الصدد يقول، «فريد هوف»، الخبير في الشؤون السورية «إن عائلة الأسد انفصلت اقتصادياً واجتماعياً عن أصولها، بل الأكثر من ذلك رهنوا مستقبل الطائفة بسبب استراتيجية العائلة الطائفية وتوظيفها للبقاء في السلطة وجمع الثروة».

نيكولاس بلاندفورد

بيروت

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان سيانس مونيتور»

=================

السلاح السوري بكل أنواعه ملك للسوريين

2012-12-11

القدس العربي 

الحديث في هذا التوقيت عن الأسلحة الكيميائية السورية له دلالتان: الأولى أن الصراع في سورية في أيامه الأخيرة، والثانية: أن الغرب بقيادة أمريكا لا تعنيه معاناة الشعب السوري، وحجم التضحيات التي قدمها لانتزاع حريته بقدر ما يعنيه السيطرة على أهم سلاح يمتلكه كقوة ردع ضد اسرائيل التي تمتلك كل أسلحة الدمار الشامل ابتداء من الرؤوس النووية وانتهاء بالبولونيوم المخصص للاغتيالات، ولهذا كثفت السيدة كلينتون حديثها عن مخاطر هذا السلاح وبدأ الإعلام المشبوه يمهد - كما حدث عند غزو العراق - لتدخل عسكري للسيطرة على هذا السلاح، والغرب كعادته لا يتدخل لمصلحة الشعوب وحريتها وحقوقها، وإنما لتركيعها والسيطرة على مقدراتها وأسباب قوتها، ولو كان للغرب هدف إنساني لرأينا مبادرات أكثر جرأة منذ انلاع الصراع في سورية، ولكنهم انطلقوا في ردود أفعالهم من مبدأ فخار يكسر بعضه، وظلوا ينتظرون ويتكولسون ويخططون ويعقدون الأحلاف ويضعون الخطط لاختيار ساعة الصفر للانقضاض على الثورة السورية وتركيعها وسلبها كل عوامل قوتها، وتدمير سلاحها الاستراتيجي أو الهيمنة عليه، تحت شعار حماية الشعب السوري. كاذبون ومنافقون.

الشعب السوري العظيم الذي قدم عشرات آلاف الضحايا منذ الثمانينات لم يحرك مشاعر الغرب المنافق، ولو بتصريح يستنكر الجرائم الأسدية، واليوم تعقد أمريكا الصفقات السرية والأحلاف مع الأنظمة الإقليمية للاستيلاء على عوامل قوة الشعب السوري، الذي هو في الواقع ليس ملكا للأسد، بل هو ملك للشعب السوري، وهو مجتزأ من قوت أبنائه، وعرق الفقراء والمهمشين ومعانتهم على مدى عقود، هو سلاح أعد لإعطاء سورية قوة ردع تحميها من استقواء أعدائها الذين احتلوا جولانها ونهبوا ثرواته واستطوطنوا ربوعه دون رادع من هذا النظام الدولي الظالم والمنافق، هو سلاح لحماية سورية ونزعه تحت أي ذريعة وبأي دافع ليس له إلا تفسير واحد، هو أن تكون سورية مابعد الأسد دولة منهكة بلا مخالب ودون أنياب تدافع بها عن نفسها، وتشكل عامل ردع لإسرائيل التي تمادت كثيرا وفجرت على الملأ في كل سلوكاتها، دون أن تجد من يوقفها عند حدها ويقلم أظفارها ويخلع أنيابها .وأكبر دليل على هذا الفجور والصلف، التحدي الاستيطاني الذي أطلقته في وجه 138 دولة صوتت لصالح فلسطين، الغرب وعلى رأسه أمريكا لا يسعى إلى مصلحة الشعب السوري وثورته الصابرة، كل مسعاه أن تكون سورية المستقبل دون سلاح رادع يخيف إسرائيل ويهددها، لذا فإن كل من يعمل على تسهيل مهمة الغرب وإسرائيل في السيطرة على سلاح سورية الاستراتيجي،تحت أي ذريعة وتحت أي شعار، مشبوه أو عبد مأمورلا تهمه مصلحة شعبه ولا مصلحة الشعب السوري، وهو بهذا السلوك يخدم نفسه ونظامه فقط، ويقايض التواطؤ بكرسيه، إذ لا يوجد شعب عربي يقبل بتدخل أو تواطؤ من هذا النوع لأنه في المحصلة يصب في مصلحة إسرائيل التي انتهكت كل الحقوق وأدارت ظهرها بصلف لكل العالم ولنا في تجربة العراق عبرة، العراق الذي اختطفته أمريكا وسلمته لقمة سائغة إلى إيران.

سلاح سورية الاستراتيجي للسوريين، وعلى ثوار سورية من كل المشارب أن لا يسمحوا بانتزاعه، وأن لا يقبلوا التدخل العسكري في الشأن السوري، إن كانت غايته حماية إسرائيل والهيمنة على سورية، ووقوع هذا السلاح بيد القاعدة أو أي فصيل أفضل ألف مرة من وقوعه بيد الأمريكان وإسرائيل . وليتذكر كل من يعنيه الأمرأن أي تحالف مع أمريكا وإسرائيل يفضي إلى هذه الغاية الخبيثة، هو خيانة تستحق الحساب والله يمهل ولا يهمل.

د. أحمد عرفات الضاوي

=================

موقف امريكي 'مرتبك' في سورية

رأي القدس

2012-12-11

القدس العربي 

الموقف الغربي تجاه تطورات الاوضاع في سورية يبدو متقلبا مثل طقس لندن، فاحيانا يكون مرعدا مزبدا عاصفا، واحيانا اخرى يبدو مشمسا هادئا، كل هذا في اليوم الواحد، حيث تتوالى الفصول الاربعة.

قبل بضعة ايام اقامت الادارة الامريكية الدنيا ولم تقعدها، وتبارى المسؤولون فيها حول الحديث عن الاسلحة الكيماوية السورية، واحتمال لجوء الرئيس بشار الاسد الى استخدامها ضد شعبه في لحظة يأس، حتى ان بان كي مون الامين العام للامم المتحدة شارك في هذه الجوقة واصدر تحذيرات شديدة اللهجة للرئيس السوري في هذا الخصوص.

اليوم خرج علينا ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي بتصريح قال فيه انه لا توجد اي دلائل تشير الى ان الرئيس السوري ينوي استخدام ما في حوزته من اسلحة كيماوية ضد شعبه، هذا جميل، ولكن ماذا عن السبعمئة صاروخ التي جهزها النظام السوري برؤوس كيماوية واعدها للاستخدام ضد شعبه؟

وزير الدفاع الامريكي يقول ان الرئيس الاسد استوعب فيما يبدو الرسالة الامريكية وقرر عدم استخدام اسلحته هذه، ولكن لماذا لا تكون الادارة الامريكية نفسها تراجعت عن موقفها، وبدأت تدرس الملف السوري بطريقة مختلفة؟

هناك عدة دلائل ترجح الافتراض السابق، يمكن رصدها من خلال تسليط الاضواء على النقاط التالية:

' اولا: السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية قررت عدم رئاسة اجتماع اصدقاء دمشق الذي سيبدأ اعماله اليوم في مدينة مراكش المغربية، وأوفدت نائبها للمشاركة فيه ممثلا للحكومة الامريكية، والحجة اصابتها بفيروس معوي الامر الذي اثار العديد من الشكوك، وذهاب البعض الى اتهامها بـ'التمارض' لعدم حضور هذا الاجتماع المفصلي الذي قد يقرر الاعتراف بالائتلاف السوري المعارض ممثلا للشعب السوري، ووضع استراتيجية لتسليح المعارضة باسلحة حديثة متطورة.

' ثانيا: رفض الاتحاد الاوروبي رفع الحظر فورا عن ارسال اسلحة للمعارضة السورية بناء على طلب بريطاني، وتزويد المعارضة باسلحة حديثة متطورة بالتالي، مثل صواريخ ستينغر واخرى مضادة للدبابات.

' ثالثا: وضع الادارة الامريكية جبهة النصرة على قائمة الارهاب وحظر ارسال اسلحة او اموال اليها لانها تشكل امتدادا لتنظيم 'القاعدة' في العراق الذي يتبنى ايديولوجية اسلامية متطرفة على حد وصف السيدة فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الامريكية.

اللافت ان هذه المواقف الامريكية والاوروبية المتضاربة تجاه الملف السوري تأتي بعد اسبوع من اللقاء الثنائي الذي انعقد في مدينة دبلن عاصمة ايرلندا بين السيدة كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف.

فهل جرى التوصل الى صفقة بين البلدين لايجاد مخرج سياسي للازمة السورية؟

جبهة النصرة هي اكثر الجبهات قوة وشراسة في معاداة النظام السوري، وتؤكد تقارير اخبارية ان عناصرها يقفون خلف معظم الانجازات العسكرية التي حققتها المعارضة خاصة في حلب وادلب ومعرة النعمان، بل وفي دير الزور ايضا، كما انها نفذت اكثر من 40 عملية 'استشهادية' ضد اهداف وحواجز امنية للنظام، علاوة على تفجيرات عديدة داخل العاصمة.

وضعها على لائحة الارهاب سيؤدي الى شق المعارضة السورية الى فريق مع امريكا وآخر ضدها، فريق ارهابي وآخر غير ارهابي، كما ان هذا القرار الامريكي سيحرج دولا خليجية الى جانب تركيا ساعدت على تسليح هذه الجبهة ووصول الاسلحة اليها، سواء بشكل مباشر او غير مباشر، على المستوى الرسمي او الشعبي.

المشهد السوري مقبل على تطورات عديدة في مطلع العام الجديد، ستكون حافلة بالمفاجآت، ولكن ما هو غير مفاجئ ان الشعب السوري سيظل يدفع الثمن من ارواح ابنائه للاسف الشديد.

=================

سوريا.. قراءة في المشهد السياسي الميداني الراهن

أحمد العالم

المستقبل

12-12-2012

بداية لا بد من التأكيد المعتاد على حقيقة سقوط النظام السوري نظريا منذ يوم 15 اذار عندما نزل الشعب السوري الى الشارع ثائراً كاسراً لحاجز الخوف ومحطماً لجدار الصمت وهادماً لركائز قدرة الردع التي بناها النظام البغيض خلال عقود والمتمثلة في التخويف والارهاب والتنكيل بكل من يتجرأ على انتقاد او حتى التفكير بانتقاد النظام .

في السياق النظري يمكن القول ايضا ان النظام سقط يوم 25 كانون الثاني/ يناير عندما انهارت ركائز النظام الذي اسسه العسكر في مصر وتم استنساخه- احيانا بصورة طبق الاصل- في جمهوريات العالم العربي النظام القائم على حكم الفرد الواحد على الاستبداد والقهر والاستئثار والفساد النظام الذي امم كل شىء لصالح السلطة الحاكمة قبل ان تتم الخصخصة لصالح العائلة وحفنة الانتهازيين والمنافقين المحيطين بها .

الا ان المشهد السياسي والميداني الفاصل بين السقوط النظري منذ عشرين شهرا والعملي الذي بات قريبا وربما مسألة اسابيع قليلة فقط شهد عدة تحولات وتبدلات ما بين المراهنة او حتى الرغبة في قيادة النظام للاصلاح وبالتالي اراحة المنطقة والعالم من اعباء وتحديات الازمة والتي استمرت لستة شهور تقريبا ومن ثم دخول الجامعة العربية على الخط واستنتاجها ان النظام لا يريد او لا يستطيع حل الازمة بمفرده ومن هنا كان طرحها لمبادرة تضمنت خارطة طريق للاصلاح تحت قيادة الرئيس الاسد وهي الفترة التي استمرت ستة شهور اخرى قبل ان تقتنع الجامعة ان النظام ليس بوارد الحل اصلا وانه يفتقد الى ارادة الاصلاح وتسارع الى نقل الملف للامم المتحدة حيث ما يزال يراوح مكانه في ظل افتقاد القوى الدولية لارادة انهاء الازمة بشكل فوري واجبار النظام على الرحيل انصياعا لمطالب الشعب الثائر خصوصاً بعدما لم يتورع عن ارتكاب المجازر البشعة ضد شعبه بذهنية القرون الوسطي ولكن بأسلحة وتقنية القرن الواحد والعشرين.

تمثلت المعالم الاساسية للمرحلة الاولى من المشهد السياسي والميداني السوري والتي استمرت لست شهور تقريبا بتظاهرات شعبية سلمية طالبت بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتي واجهها النظام بالقمع والتنكيل والرصاص مع اعتراف خجول بالمطالب المحقة للشعب بخاصة في ما يتعلق بمحاربة الفساد وحرية العمل السياسي والحزبي وخلال هذه الفترة التي كانت فيها نافذة الاصلاح مشرعة على مصراعيها سعت اطراف عربية واقليمية ودولية من اصدقاء النظام لتقديم النصح له بالاستماع والانصات الى مطالب الشعب والاتعاظ مما حصل في تونس والقاهرة وطرابلس الغرب حتى ان وزير الخارجية التركي الذي كان ابرز الساعين لحل الازمة سلميا زار دمشق مرات عديدة لتقديم النصيحة وابداء الاستعداد للمساعدة قبل ان يقدم في نهايتها مبادرة تضمنت الوصفة التقليدية للعلاج لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية وحوار وطني واسع لا يستثني أحداً ووضع دستور جديد واجراء انتخابات برلمانية نزيهة خلال عام ونصف ومن ثم انتخابات رئاسية في العام 2014 اي في نهاية الولاية الدستورية للرئيس بشار الاسد الذي يفترض ان يشرف بنفسه على تنفيذ هذه المرحلة الانتقالية .

غير ان النظام لم يكن بوارد الاصلاح مقاربا الثورة من الزاوية القمعية الضيقة ومتبنيا بالكامل للخيار والحل الامني وبدا مهووسا بانهاء الثورة قبل حلول شهر رمضان من العام الماضي ـ اب / اغسطس 2011ـ الذي شهد ثلاث معطيات بارزة كرست الاستنتاج السابق، اولها مظاهرة حماة قبل رمضان بيوم والتي خرجت فيها المدينة عن بكرة ابيها بعد اتفاق مع المحافظ للمطالبة بالحرية والاصلاح ومن دون التهجم او التعرض لأحد، فرد الرئيس الاسد صباح اليوم التالي مباشرة باقالة المحافظ وارسال الجيش لتأديب المدينة واسكاتها، وفي منتصف شهر آب رمضان- منعت الهيئات المختصة شيخ مقرئي الشام كريم راجح من الخطابة اثر دعوته الجيش والاجهزة الامنية للتصدي للاعداء وحماية الشعب الذي يمولهم من دمه وقوت يومه، اما في نهاية الشهر فاقتحمت الجهات ذاتها مسجد الرفاعي في كفر سوسة واهانت إمامه الشيخ اسامة الرفاعي احد ابرز الدعاة في الشام سورية والعالم العربي.

بنهاية آب وبعد ستة اشهر من الثورة بدا واضحا تمترس النظام خلف الحل الامني الامر الذي ادى بدوره الى ثلاثة متغيرات اساسية: اغلاق نافذة الاصلاح وفتح نافذة التغير بعد رفع الشعب الثائر لسقف مطالبه من الحرية والكرامة الى اسقاط النظام بكافة رموزه وجلاديه، اما المتغير المهم الثالث فتمثل بتشكيل النواة الاولى للجيش الحر وهو احد المتغيرات الحاسمة برأيي في مسيرة الثورة السورية المظفرة.

كعادتها انخرطت الجامعة العربية متأخرة في الشأن السوري، وبعد مئتي يوم تقريبا على اندلاع الثورة، وبدأت بالقدم اليسرى، بعدما لم تلاحظ اغلاق نافذة الاصلاح وتمترس النظام خلف الحل الامني وانكاره للثورة ومطالبها المحقة، ورغم ذلك ارسلت الجامعة امينها العام ثم لجنة مصغرة الى دمشق للقاء الرئيس الاسد واقناعه بالحل السلمي ثم طرحت فكرة ارسال مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار ضمن مبادرة شبيهة تماما بخطة وزير الخارجية التركي لجهة تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مع الموافقة على اكمال الرئيس بشار لولايته حتى نهايتها في العام 2014 مع حقه في التنافس مرة اخرى اذا ما أراد، غير ان الجامعة ورغم بيروقراطيتها وحركتها الثقيلة سرعان ما وصلت الى القناعة الراسخة والصحيحة، الاسد ليس بوارد الاصلاح او التخلي عن استخدام القوة ضد شعبه ولا مفر بالتالي من نقل الملف الى مجلس الامن الدولي كي يتخذ ما يراه مناسبا لوقف المجزرة بل المجازر التي يرتكبها النظام.

فضح انتقال الملف الى مجلس الامن حقيقة عجز المجتمع الدولي وعدم امتلاكه الارادة اللازمة لوقف المجرزة او المأساة التي عاشها الشعب الشعب السوري وما زال، والمعادلة التي تحكمت بل كبلت ايادي المجلس هي نفسها التي تحكمت بالمشهد السوري السياسي والميداني خلال الشهور العشرة الاخيرة حيث روسيا- معها ايران والصين- تريد الحفاظ على مصالحها مع النظام البعثي حتى لو دمرت سورية بالكامل، بينما امريكا- معها اسرائيل- لا يهمها بقاء النظام طالما ان البلد ينهار وبينما النظام مستعد لحرقها - كما يقول انصاره- من اجل ان يظل في السلطة، وحده الشعب السوري كان متضررا من هذه المعادلة الظالمة وغير الاخلاقية، وهذا ما ادى اساسا الى تاكلها وانهيارها تدريجيا ببطء ولكن بشكل متواصل طوال الاشهر الماضية .

خاض الجيش الحر مدعوما من الشعب الثائر معركة استنزاف متواصلة بحق النظام خلال الشهور الماضية ونجح في السيطرة على مناطق واسعة من سورية خاصة في الشرق والشمال بحيث اقتصرت سيطرة النظام على نصف مساحة البلد وربما اقل من ذلك، ومع وصول المعركة الى الشام في الاسابيع الاخيرة وتقدم الجيش الحر في الريف ونجاحه في محاصرة المطار في الايام الماضية، بدا الواقع اكثر وضوحا والاستنتاج اكثر سهولة، النظام يخسر المعركة والثورة تنتصر، وهو نفسه ما عبر عنه الاخضر الابراهيمي ولكن بدبلوماسية وحذر، النظام لم يربح والجيش الحر لم يخسر .

اضافة الى المتغير السابق ثمة متغير ثان ساهم في تاكل المعادلة الدولية والمحلية السالفة الذكر، وتمثل بتزايد قوة التيار السلفي الجهادي في سورية وانضمام مئات وربما الاف المقاتلين الى المعركة ضد النظام، ورغم ان عددهم لا يتجاوز واحدا او اثنين بالمئة من عدد المقاتلين في الحد الاقصى، الا ان تأثيرهم اكبر من ذلك، وبقاء النظام واستمرار مجازره سيعني حتما تضاعف تأثيرهم، ليس في سورية وانما في الشرق الاوسط الكبير بالمعنى الامريكي وحتى الروسي للمصطلح الذي يشمل الجمهوريات الاسيوية الاسلامية خاصة في القوقاز .

متغير ثالث ساهم بدوره في تاكل المعادلة الدولية غير الاخلاقية تمثل بانهيار الدولة السورية نتيجة للممارسات الكارثية البائسة وقصيرة النظر للنظام، هذا الانهيار الذي قد يحول سورية الى دولة فاشلة كما قال الاخضر الابراهيمى- والذي ستكون له تداعيات سلبية على امن واستقرار المنطقة وايضا الشرق الاوسط الكبير بالمعنى الامريكي والروسي .

اما المسمار الاخير في نعش المعادلة غير الاخلاقية والظالمة فتمثل باستعداد النظام لاستخدام اسلحة الدمار الشامل الكيميائي في سياق يأسه من الانتصار او هزم الثورة، وقياسا الى السوابق التاريخية فان النظام البعثي وحده استخدم وممكن ان يستخدم السلاح الكيميائي لضمان بقائه في السلطة .

اذن فالمعادلة التي تحكمت بمواقف القوى الدولية الرئيسية من الثورة السورية تلفظ الان انفاسها الاخيرة وستفهم موسكو ان حفاظها على مصالحها الضيقة والواسعة يقتضى حتما القطيعة مع النظام والانخراط في عملية انتقالية تستند الى قاعدة رحيل الاسد ورموزه عن السلطة، وستفهم واشنطن ان عليها دعم او غض النظر عن دعم الجيش الحر باسلحة قادرة على حسم المعركة باسرع وقت ممكن، ما يحول دون تزايد قوة السلفيين او تحول سورية الى دولة فاشلة وبما يرتد سلبا على المصالح الامريكية- والاسرائيلية - في المنطقة.

نقلت نيويورك تايمز عن احد الخبراء الروس ان الاسد يبدو يائسا من الانتصار وحسم المعركة لصالحه او الهروب كون الشبيحة المحيطين به لن يسمحوا له بذلك، وعمليا تقتصر الخيارات بين القتل او القتل، وهو عينه ما ذهب اليه الجنرال المجرم رستم غزالة حتى قبل اندلاع الثورة عندما قال لنشطاء ومثقفين في بداية آذار/ مارس 2011 انهم ان ارادوا استنساخ تجربة مصر وتونس فإن النظام سيحول البلد الى مصراتة. هذا الأحمق والغبي لم يفهم أن لا وجود لمصراتة وحدها، وانما مع بن غازي وسرت، وهذا هو السيناريو الاقرب لسقوط النظام بعدما سقطت المعادلة التى حمته منذ بداية الثورة وانهيارها وانهياره بات مسألة وقت فقط.

=================

«جبهة النصرة»... متطرفون سارقون لثورة الشعب

روبرت فورد *

الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢

الحياة

أوجدت وحشية نظام الأسد بيئة داخل سورية يسعى «تنظيم القاعدة في العراق» جاهداً لاستغلالها. وفي محاولة منه لترسيخ وجود طويل الأمد له في سورية، يحاول هذا التنظيم إعادة تصنيف نفسه في مظهر مجموعة تدعى «جبهة النصرة». فمن خلال القتال إلى جانب جماعات المعارضة السورية المسلحة، يسعى أفراد «جبهة النصرة» لاختطاف الثورة السورية لكي يحققوا مآربهم الخاصة المتطرفة. واليوم، أعلنت الولايات المتحدة أنها ستدرج «جبهة النصرة» وهي الاسم المستعار الذي يستخدمه «تنظيم القاعدة في العراق» - في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وستنصفها كذلك بموجب الأمر الرئاسي التنفيذي الرقم 13224. تؤكد هذه الإجراءات ضد «جبهة النصرة» على ارتباط الجبهة بـ «تنظيم القاعدة في العراق» لكي يتمكن الجميع، ولا سيما الشعب السوري، من التمييز بين مجموعات المعارضة المسلحة التي تقاتل في سبيل قيام سورية أكثر توحداً وعدالة وتعددية وبين تلك العناصر الإرهابية المتطرفة التي لا مكان لتطرفها في سورية ما بعد الأسد.

تشكلت «جبهة النصرة» على يد «تنظيم القاعدة في العراق» وتعهدت بالولاء لزعيمها أبو دعاء. وخلال العام الماضي، أرسل قادة التنظيم العناصر البشرية والأموال والتجهيزات من العراق إلى سورية لمهاجمة قوات النظام السوري. وادعت «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن تنفيذ حوالى 600 هجوم في معظم مراكز المدن الرئيسية. وهذه الأعمال، التي أسفرت عن قتل وجرح مئات المدنيين السوريين، لم تستهدف النظام في حد ذاته، إذ إن «جبهة النصرة» لا تكترث إن كانت هجماتها تؤدي إلى قتل المدنيين.

لقد أظهر أبناء الشعب السوري شجاعة استثنائية خلال الأشهر العشرين الماضية في كفاحهم ضد وحشية نظام الأسد، ومن غير المقبول أن تخرج طموحاتهم وتطلعاتهم عن مسارها الصحيح بواسطة أولئك الذين لا يريدون سوى استبدال ديكتاتور بحكم استبدادي آخر. لا تمثل «جبهة النصرة» المثل العليا للغالبية الساحقة من المعارضة السورية. وهذا الأمر لا يتعلق بالإسلام. فهناك ملايين المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة. ولدينا مسلمون يخدمون في جميع الإدارات الحكومية. إنما نحن نفرّق بين أعضاء المعارضة الذين يهاجمون المدنيين وينتهكون حقوق الإنسان الأساسية أو يروجون للتعصب الطائفي وبين الذين اختاروا المسار المدمر لتنظيم «القاعدة»، الذي تَعِد أيديولوجيته بالمزيد من العنف وبث الفرقة بين أفراد الشعب السوري وعدم الاحترام المطلق لحياة البشر.

لقد أفصحت «جبهة النصرة» علناً عن أملها في إقامة دولة إسلامية. إنها ترفض مبادئ الحرية نفسها التي يكافح السوريون في سبيلها. ويجب أن يوحي العنف المدمر الذي يمارسه «تنظيم القاعدة في العراق» لكل فرد من أعضاء المعارضة بالتفكير ملياً بما تعنيه كلفة انتمائه إلى «جبهة النصرة». وفي حين تسعى المعارضة السورية لتحقيق المزيد من التلاحم وتستمر في سعيها لتحقيق تطلعاتها المشروعة، يتعين عليها أيضاً أن تدرس بكل دقة من أين تتلقى المساعدة.

وفي حين نتخذ هذه الإجراءات، أريد أن أكون واضحاً: يتحمل الرئيس الأسد والزمرة المحيطة به المسؤولية الكبرى عن تصاعد أعمال العنف المستمرة داخل سورية. وهم مسؤولون عن غالبية عمليات القتل والتدمير في سورية. ولهذا السبب تستمر الولايات المتحدة في العمل على عزل النظام، وقطع الموارد المالية عنه، وتدريب السوريين لكي يتمكنوا من التحقيق في جرائمه. وكجزء من الجهود الجارية لدعم التطلعات المشروعة للشعب السوري في سعيه لتحرير نفسه من قمع نظام الأسد، فإننا نعلن أيضاً اليوم عن فرض عقوبات ضد اثنين من ميليشيات الأسد، هما الشبيحة والجيش الشعبي. تعمل هاتان المليشياتان المسلحتان تحت إشراف الحكومة السورية وقد كان لهما دور أساسي في حملة الإرهاب والعنف التي شنها نظام الأسد ضد الشعب السوري. وكلما كان ترك الأسد للحكم في وقت أسرع، كلما كان ذلك أفضل للشعب السوري وللمنطقة وللعالم.

إننا ندعو جميع الأطراف الفاعلة المسؤولة إلى التنديد العلني والنأي بنفسها عن «جبهة النصرة» والشبيحة والجيش الشعبي وغيرها من المنظمات المتطرفة العنيفة التي تسعى وتعتزم اختطاف هذا النضال السوري. على الأسد أن يرحل - ولكن يتعين على الحكومة الجديدة التي ستحل محله ألا تكون مجموعة جديدة من الطغاة الذين يرفضون التسامح الذي جعل من سورية ذلك البلد المميز الفريد الذي كان عليه والذي يستطيع أن يكونه مجدداً.

سيظهر اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي تستضيفه حكومة المغرب هذا الأسبوع التصميم المتزايد للمجتمع الدولي على التوصل إلى حل للأزمة السورية بقيادة السوريين أنفسهم ودعم العملية التي يقودها الشعب السوري. كما أن هذا الاجتماع يشكل المرة الأولى التي يشارك فيها ممثلون عن ائتلاف المعارضة السورية. إن الشعب الأميركي وشركاءنا الدوليين يقفون إلى جانبكم خلال هذا الكفاح. فهذه ثورتكم، وهذا بلدكم، وهذا مستقبلكم - وليس ثورة وبلد ومستقبل تنظيم «القاعدة».

 =================

خيرالله خيرالله / الأسلحة الكيمياوية ... فصل أخير في سورية!

الرأي العام

12-12-2012

فجأة عادت الاسلحة الكيمياوية السورية الى الواجهة بعد غياب دام نحو ثلاثة اشهر. لا تمنع هذه العودة التساؤل هل في الامكان استخدام هذه الاسلحة لابادة قسم من الشعب السوري...او على الاصحّ الانتصار عليه؟ الأكيد أنّ الاسلحة لن تحمي النظام. الثورة السورية اكبر بكثير من الاسلحة الكيمياوية ومن ايّ اسلحة اخرى. انها ثورة حقيقية تثبت كلّ يوم أنّ الشعب السوري لا يمكن اخضاعه وأنّ ليس في استطاعته تحمّل الذلّ والقهر والعبودية الى ما لا نهاية باسم شعارات فضفاضة لا تنطلي الاّ على السذّج من نوع «المقاومة» و«الممانعة» و«الكرامة» وما شابه ذلك.

كذلك، لن تساعد الاسلحة الكيمياوية في اقامة الدولة العلوية وهي البديل من سيطرة العائلة الحاكمة على كلّ سورية، كما كانت عليه الحال منذ العام 1970. فالاسلحة الكيمياوية يمكن ان تساهم، في حال استخدامها، في تسريع سقوط النظام الذي تخرج من تحت سيطرته يوميا مساحات من الاراضي والقرى والبلدات والمدن والمواقع العسكرية المهمّة.

كانت المرة الاولى التي اثيرت فيها قضية الاسلحة الكيمياوية السورية، في مرحلة ما بعد اندلاع الثورة، في ايلول- سبتمبر الماضي. صدر فجأة تحذير عن الرئيس باراك اوباما من النتائج التي ستترتب على لجوء النظام الى هذا السلاح. تبيّن لاحقا أن كلام الرئيس الاميركي الذي تلاه كلام مشابه صدر عن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك جاء بعد نقل كمية من المواد الكيمياوية في آب- اغسطس من قاعدة قريبة من دمشق يخزّن فيها هذا النوع من الاسلحة الى منطقة قريبة من مدينة طرطوس الساحلية.

نامت قضية الاسلحة الكيمياوية ثلاثة اشهر ثم عادت الى الواجهة قبل ايّام بعد اشتداد المعارك في ريف دمشق واحياء تعتبر جزءا لا يتجزّأ من العاصمة، بل في قلب دمشق.

هناك بكل بساطة هاجس اميركي- اسرائيلي من احتمال انتقال الاسلحة الكيمياوية الى لبنان في حال فقدان النظام سيطرته عليها او في حال كانت لديه رغبة في اشعال المنطقة تنفيذا لشعار «عليّ وعلى اعدائي ياربّ». وقد رفع هذا الشعار رجل الاعمال الابرز وصاحب النفوذ الواسع في سورية ويدعى رامي مخلوف (ابن خال الرئيس بشّار الاسد) في لقاء مع الصحافي الاميركي اللبناني الاصل انطوني شديد نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» قبل ما يزيد على سنة. وكان مؤسفا ان انطوني شديد، الذي كتب بعض افضل التحقيقات عن النظام السوري وطريقة تصرفه واستحالة تغيير اساليبه، قضى في شباط - فبراير الماضي اثر أزمة ربو تعرّض لها في طريقه إلى الداخل السوري، راكبا على بغل، عبر الحدود الشمالية للبنان.

كان مثيرا بعد ايام من اطلاق اوباما تحذيره الاوّل في شأن الاسلحة الكيمياوية خروج الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله الى العلن كي يؤكّد ان حزبه لا يمكن ان يلجأ الى استخدام السلاح الكيمياوي وذلك لاسباب مرتبطة بالشرع. ترك كلام نصرالله ارتياحا لدى الاوساط الدولية التي كانت تخشى من انتقال المخزون الكيمياوي الى الحزب الايراني الذي يسيطر على اجزاء لا بأس بها من الاراضي اللبنانية، اضافة الى امتلاكه كميات كبيرة من الصواريخ المتوسطة المدى.

تبدو عودة قضيّة الاسلحة الكيمياوية الى الواجهة مجددا دليلا على أن معركة دمشق تقترب من نقطة الحسم. صحيح ان النظام حشد آلاف الجنود و«الشبّيحة» ومئات الدبابات لمنع وصول الثوار الى العاصمة، لكنّ الصحيح ايضا أنه يدرك أن عليه المباشرة في البحث عن بديل. ما لا يدركه النظام أنّه تأخّر كثيرا في ذلك وأن البديل الوحيد امامه يتمثّل في الرحيل اليوم قبل غد. هل لا يزال في الامكان ايجاد بلد على استعداد لاستقبال العائلة؟ الجواب بكلّ بساطة أن روسيا لا تزال مكانا مناسبا لذلك. لم تكن الدولة العلوية يوما بديلا يمكن الاعتماد عليه، حتى لو نقلت كل الاسلحة الكيمياوية اليها. حتى روسيا بدأت في استيعاب هذه المعادلة، في حين لا تزال ايران تراهن على انها قادرة على السيطرة على لبنان من جهة وتأمين منفذ لهذه الدولة الى الاراضي التي يسيطر عليها «حزب الله» في منطقة البقاع من جهة اخرى.

هذا الرهان على الدولة العلوية ساقط حتما لسبب في غاية البساطة عائد الى أن حمص ما زالت صامدة على الرغم من تهجير عشرات الآلاف من اهلها وتدمير قسم منها.

عمليا، تحوّلت الاسلحة الكيمياوية الموجودة في نحو ثلاثين موقعا الى عبء على النظام السوري. كان مطلوبا أن يعترف مسؤول سوري بوجودها، وهذا ما فعله الناطق الفار جهاد مقدسي، كي يتوفّر غطاء دولي لنشر حلف الاطلسي صواريخ «باتريوت» على طول الحدود التركية. هذه الصواريخ ستوفّر بطريقة او بأخرى حماية لمنطقة يمكن أن يلجأ اليها السوريون الهاربون من النظام وقمعه. بكلام اوضح، ستكون هذه الصواريخ جزءا من منظومة تضمن قيام منطقة يحظر على سلاح الجوّ السوري التحليق فيها.

ما الكلام عن الاسلحة الكيميائية سوى فصل جديد من فصول الازمة السورية التي هي في الاصل ازمة نظام وكيان في الوقت ذاته. قد تكون الفصل الاخير او الفصل ما قبل الاخير من الازمة التي تتجاوز حدود الكيان السوري والتي تشير الى أن عملية اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط بدأت فعلا وأنّ ما بدأ بالزلزال العراقي لن يتوقف عند الحدود السورية التي عرفناها...

=================

علويّو أميركا!

مرح البقاعي *

الأربعاء ١٢ ديسمبر ٢٠١٢

الحياة

في مناسبة أقيمت في متحف الهولوكوست بواشنطن أخيراً، صرّح السفير الأميركي بيتر غالبريث، الذي شهد المذابح التطهيرية في يوغوسلافيا السابقة، ما مفاده أن «المذابح المقبلة في العالم سترتكب بحقّ الطائفة العلويّة في سورية»!

نشرت هذا التصريح الملتبس صحيفة النيويورك تايمز في مقال كتبه (للمفارقة) المدير التننفيذي للمركز الدولي لمبدأ مسؤولية حماية المدنيين، سيمون آدمز، وهو المبدأ الذي يفترض أن يكون الحامل القانوني الأممي لحماية مدنيي سورية من إرهاب الدولة المنظم الذي راح ضحيّته قرابة خمسين ألف مدني قضى 90 في المئة منهم نتيجة القصف الجوّي للمدن والبلدات بالطائرات القتالية.

منذ قيام سلطة الأسد الأب في 1970 وحصرْها في قبضته مستعيناً بأفراد من أسرته وأسرة زوجته من آل مخلوف وشاليش، استطاع الرأس المدبّر لحروب الإبادة الجماعية التي يشنّها الأسد الابن بالنيابة عن أبيه اليوم، أن يسوّق للغرب فكرة حماية الأقليات في سورية بريادة علوية، وآلة حرب أسديّة، مارست التطهير المذهبي المنظّم منذ أحداث حماة في 1982 وصولاً إلى الأعمال العسكرية المفرطة على الأراضي السوريّة كافّة منذ اندلاع الثورة السوريّة الماجدة في 2011.

لم تدرك الولايات المتحدة الرسمية، المصابة بعقد تاريخية عدة، على رأسها إخفاقات فييتنام والبوسنة والعراق، لم تدرك الطبيعة التوفيقية والاندماجية بين مكونات الشعب السوري، بنسيجه العرقي والقومي والديني والأيديولوجي، الذي تجلّى بأعلى صوره في وحدة الهدف السوري في إسقاط نظام الأسد برموزه السلطوية الاستبدادية. تلك الصور تنأى بالطائفة العلوية عن ممارسات حفنة من جلّاديها كانت أولى ضحاياهم من صلبها النخبوي: صلاح جديد مثالاً!

نعم، لقد استطاع حافظ الأسد، بالتفاف سياسي منفذه الحالة الإقليمية الاستثنائية للمعادلة الأمنية الإسرائيلية، أن يحدث اختراقاً باهظاً في مناعة الغرب السياسية التي رجّحت كفّة الاستبداد الأسدي في لبوسه الطائفي قبالة أمن الجار الإسرائيلي الحليف المتنامي والمزدهر بفعل جبهته الشمالية الأهدأ في التاريخ العالمي الحربي، والتي كان الضامن لها حال اللاحرب واللاسلم التي أحكم من خلالها الأسد الأب سلطته على سورية وعلى الدماغ السياسي الأميركي في آن.

ولم تأتِ سياسات الابن بشار إلا تمكيناً واستتباعاً لنقلات أحجار الشطرنج التي أوثق عروتها حافظ الأب متّخذاً من ذراع «الصمود والمقاومة» أداة شرعية لدسّ الأفيون في عروق العالم العربي والإسلامي الذي ما زال بعضه يرى في نظام دمشق العروة الوثقى في وجه الحلم الإسرائيلي في المنطقة، غاضّاً الطرف عن السرطان الجديد بأذرعه المتطاولة باتجاه منابع الغاز والنفط العربية: إيران - الحليف العقائدي والاستراتيجي لآل الأسد (المتشيّعين بحكم المصلحة).

الأمر الأفدح يكمن في الاصطفاف الفرنسي، عن جهل أو دراية، في الخانة الأميركية لهاجس الأمن الأقلويّ w سورية ما بعد ثورة 2011، والذي يتبدّى في الموقف الملتوي من الدعم غير المشروط لهيئات الحرام السياسي للمعارضة السورية، الدعم الذي يترنّح بين نقيضيه الإعلامي المطلق والإجرائي المقنّن. وليس بعيداً من الهاجس الأميركي هذا ما جرى في لقائي بمعاون وزير الخارجية الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، السفير فرانسوا جيرو، في مكتبه بباريس، الذي بادرني بمطالبة واضحة من المعارضة السورية بالإعلان عن تطمينات لأبناء الطائفة العلوية بحفظ أمنهم وسلامتهم إثر سقوط النظام.

حين كتب صديقي (العلوي بالمولد) الراحل سعدالله ونوس، مسرحية «الفيل يا ملك الزمان»، أراد أن يشير إلى استباحة «الملك» وامتهانه للشعب المرهوب من خلال التلويح بالقمع الطائفي، وبأدواته، في إطلاقه للفيل الباطش. هذا الفيل أعيد إطلاقه، تكراراً، وفي غير مرة هدّد فيها الشعب السوري العظيم عرش طاغية سورية الأكبر حافظ الأسد ومن بعده الأصغر، وعادت وأفلتت عنانه مستشارة القصر الرئاسي السوري، بثينة شعبان، حين بشّرت العالم بالاقتتال الطائفي في سورية في الأشهر الأولى من الثورة السلمية بالفطرة، ابتداءً، والمسلّحة، لاحقاً، بفعل الضرورة التي فرضها العنف الحكومي الممنهج.

وعلى رغم طغيان هذا العنف المدجّج بصنوف الأسلحة الحربية الثقيلة وبجحافل الشبّيحة والمرتزقة الذين ينتمون إلى عقيدة صناعة الموت وحسب، فقد كانت حوادث الانتقام على المستوى الطائفي نادرة ومعزولة تقتصر على ظواهر متطرفة تمّ استيعابها وتقويمها بالسرعة القصوى على يد حراس الثورة المخلصين. وسيستمر هؤلاء في حماية الثورة، فكراً وممارسة، من التحوّل بفعل الاستبداد إلى ذلك «الفيل» الذي إنما أراده به ونوس مقتلاً للجلّاد لا للضحيّة.

فصل المقال في رسالة الثورة وقواها الدفاعية عن حقوق الإنسان السوري - منبع الفعل الثوري ومصبّه - إلى الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا، ومن حذا حذو مخاوفهما، في دعوة عاجلة لقراءة مجريات التأريخ السوري الذي يصوغه الشعب بدم أبنائه، لا سياسات الأمر الواقع الذي تفصّله السلطة على مقاس استمرارها الباهظ، قراءة متأنية وعادلة، في الهواء الطلق، بعيداً من قبّة متحف الهولوكوست.

 

* كاتبة سورية

 

=================

هل يفعلها "مؤتمر مراكش"؟

2012-12-12 12:00 AM

الوطن السعودية

تداعيات الأزمة السورية المتفاقمة، والتي وصلت آثارها إلى دول الجوار، تستدعي ـ وبشكل عاجل ـ أن يخرج مؤتمر مراكش لأصدقاء سورية الذي ينعقد اليوم، بتوصيات محددة لتسريع إنهاء نظام بشار الأسد، ولعل الاعتراف الغربي بالائتلاف السوري الجديد ـ الذي تمخض عن اجتماعات الدوحة في 12 من نوفمبر الماضي ـ يمثل تحولا سياسيا في موقف أوروبي له أهميته، ولكن يجب أن يتبع ذلك حشد كافة أنواع الدعم للمعارضة، لا سيما المسلحة منها حتى تنهي الجولة الأخيرة من المعركة مع هذا النظام الدموي.

إن رهن الأزمة لمحادثات سياسية عبثية عديمة الجدوى، يمثل تواطؤا دوليا فاضحا، وخيانة لأرواح آلاف الأبرياء، الذين قضوا بآلة الموت الأسدي. إذ لم تسهم كافة المساعي السياسية التي بدأها اللواء مصطفى الدابي مرورا بكوفي عنان ووصولا إلى الأخضر الإبراهيمي، إلا في إطالة أمد الكارثة، وتوفير مزيد من الوقت لعصابات الأسد للاستمرار في حملات القمع.

ولعل مجموعة أصدقاء سورية التي تضم أكثر من مئة دولة ومنظمات دولية تمثل كيانا ضخما له ثقله السياسي والاقتصادي، لذا فإن مخرجات هذا الكيان يجب أن تتساوق مع وزنه، وأن تلبي تطلعات الشعب السوري، الذي يئن في مخيمات اللجوء، وفي داخل المدن والبلدات المحاصرة.

من المؤمل أن يكون مؤتمر أصدقاء سورية هذه المرة مغايرا للمؤتمرات المماثلة التي سبقته، وأن يعلن بشكل واضح اصطفافه المطلق إلى جانب الثوار، الذين يخوضون معارك غير متكافئة مع "أقلية باغية"، تسخر قدرات الدولة لقتل ما تبقى من الشعب، وتدمير مدنه التي باتت أشبه بمدن الأشباح.

إن أمام المؤتمرين فرصة أخيرة لإنقاذ سورية، والحيلولة دون عودتها إلى العصور الوسطى كما يسعى لذلك نظامها عبر تدمير معالمها الحضارية وطمس هويتها.

بقي التأكيد على أن "من جرب المجرب فهو أحمق"، فإن الأسهل من "طبخ" تسوية سياسية للأزمة، هو الحصول على "أسنان الدجاج".

=================

دولة كردية.. وأخرى علوية..

يوسف الكويليت

الرياض

12-12-2012

    الجدل لن ينتهي حول سوريا ما بعد الأسد، فالإشارات معظمها غير متفائلة؛وذلك لاحتمال انفجار حروب طائفية وقومية، وأن النظام غرس مبادئ التفرقة الوطنية وغذاها، بدليل أن أول إطلاق التصريحات جاء من الأكراد الذين يؤكدون على حكمهم الذاتي ضمن الدولة المركزية، ويعتبرها البعض مبادرة لخلق الدولة الجديدة التي تضم أكراد العراق وسوريا معاً، ثم السعي لضم مناطق الكرد في تركيا..

آراء أخرى تتحدث عن تركيز القوة العسكرية للأسد في المناطق العلوية، والقول بإمكان إيجاد دولة تستطيع أن تكتفي ذاتياً بإمكاناتها الموجودة والمبشرة بوجود غاز، وألماظ بجبالها وسهولها، وأن نواة هذه الدولة ظلت حلماً لعائلة الأسد منذ أيام الانتداب الفرنسي على سوريا لكنها أبطلت من قبل علويين وطوائف أخرى رفضت تجزئة سوريا، إلى جانب مشكل الأقليات الأخرى التي تسكن تلك المناطق، ورغم أن العلويين يسكنون معظم مناطق الساحل الشمالي، فهناك علويون يحادون هذه المنطقة في تركيا، ربما يتعاطفون مع أبناء جلدتهم ومذهبهم تأييد قيام دولة كهذه تضم إلى جانب علويي سوريا، الأقلية الأخرى في تركيا ولبنان..

ورغم ان الجغرافيا (والديموغرافيا) تلعبان دوراً محورياً في تجزئة الأقاليم إلاّ أن نظرة بعيدة، تجعلنا أولاً ومن حيث الواقع المعقد، يستحيل أن تسمح تركيا بقيام دولتين، كردية تمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا، وحتى حدودها، ثم تلحقها دولة علوية على جانبها الجنوبي، وحتى حلف الأطلسي الذي قامت بعض دوله باعتماد التقسيم للأقطار العربية وفق اتفاقية (سايكس بيكو) لا ترغب أن يكون أحد حلفائها على قائمة التقطيع والتمزيق..

هناك آمال للأقليتين منذ أزمنة بعيدة بوجود كيانين لهما، لكن لا يوجد في التاريخ ما يشير إلى نشوء هاتين الدولتين، ولا في السجل العالمي ما يعرف بذلك، وتركيا بدورها، وإن قال الأكراد بحالة التمييز ضدهم قياساً للجنسية التركية، فهم في حالهم أفضل من حياة الأكراد في الدول الأخرى، وينجر هذا الأمر على العلويين الأتراك، والذين يرفضون حتى الادعاء بأنهم سوريون، لأن ما حصلوا عليه من حياة مستقرة ونامية، وحقوق متساوية في دولة ديموقراطية يجعلهم على مسافة بعيدة من الانجذاب لدولة في الحلم وفي بلد لا زال يعيش حالات عدم الاستقرار منذ أول انقلاب عصف بسوريا وحتى ثورته الحديثة..

الغرب ليس لديه النوايا القديمة، وإن كان يرى تمزق الخارطة العربية إلى صراع بين أقليات وأكثرية بنزعة الاستقلال، وأنه يخدم مصلحة إسرائيل بوجود كيانات قزمة إلاّ أن الخوف الأكبر يأتي من بروز خط إسلامي متشدد يمتد من الأطلسي إلى سوريا قد يغير خرائط المنطقة ويزعزع الاستقرار الأوروبي بالدرجة الأولى لأنها القارة المجاورة للمنطقة العربية، ولذلك شهدنا تشجيع اتباع خط تركيا المعتدل والنامي والمتطور ديموقراطياً، عن حكم سني متشدد، أو إيراني يعيش هاجس الامبراطورية للقومية الفارسية بغطاء مذهبي شيعي..

المخاوف موجودة، لكن الواقع قد لا يسمح بنشوء دويلات تخلق مآزق جغرافية ودينية، وكل الاحتمالات لا تجعل هذا المشروع يمكن قيامه لوجود عوائق استراتيجية وأمنية..

=================

سائليني يا شام

سمير عطا الله

الشرق الاوسط

12-12-2012

رسالة الـ«نيويورك تايمز» من دمشق يوم الاثنين، تتحدث عن دمشق. لا عن خطابات بشار الأسد حول «السرعة لا التسرع»، ولا عن تصريحات الجيش الحر. ودمشق التي تصفها الـ«نيويورك تايمز» مدينة تختنق بالحبال حول عنقها النزاري الجميل. مدينة حواجز وخنادق وجثث في الطرقات. وبسبب حرمة الموت لن أنقل المزيد. وأيضا احتراما لقدسية الحياة، ولنا في المدينة أصدقاء وأحباء لم نكن نعرف أو يهمنا أن نعرف هوياتهم، قبل أن تنقسم سوريا إلى مربعات ومستطيلات وأحلام مريضة بالتقسيم والتجزئة، وأفكار طاعونية كاستخدام أسلحة الفتك الأعمى.

وتماسيح العالم «تراقب عن كثب» كما راقبت في البوسنة، وفي رواندا، وجلست تتشاور في مجلس الأمن. وسيرغي لافروف لا يزال عند «مؤتمر جنيف»، فيما عاصمة سوريا تخاف أن تقتل من جبل قاسيون، الذي كان حارس الوادي من عوادي الغرباء. وجربوا أن تقرأوا «البرافدا» لتعرفوا أن السوفيات أحياء يرزقون وبلداء يكتبون بالحبر الذي يوزعه عليهم «قوميسار» الحرب، ومفوض الدعاية. فلا شيء يحدث في سوريا، كما يصر صادقو جريدة «الحقيقة». تماسيح في الغرب وتماسيح في الشرق، والتمساح الأكبر مجلس الأمن، الذي يعد الضحايا ثم يكتفي بأن يعددهم.

هل يقرأ الرئيس السوري المثقف وخريج بريطانيا، وزوجته التي لا يشار إليها إلا بالعلامة المميزة، أي أنها مولودة في لندن، هل يقرأان الـ«نيويورك تايمز» لكي يعرفا ماذا يحدث في دمشق، ما دام لم يصلهما ماذا حدث في حمص وحماه وحلب وبلاد المعري؟ وفي تلكلخ والقامشلي ودير الزور وجسر الثغور؟ لماذا يريد الرئيس الأسد أن يقاتل في دمشق أيضا؟ كان فيكتور هوغو يطلب من قرائه أن يشاهدوا باريس من أعلى تلة فيها من أجل أن يحبوها أكثر. من جبل قاسيون يتطلع الجيش العربي السوري إلى الشام ويقصفها كيفما اتفق. ولافروف يطالب باتفاق جنيف الذي خرج منه تماسيح الشرق والغرب يفسرونه، كل على هواه.

ينسى تماسيح الأمم - أو لا يعرفون - أن للضحايا أسماء وعائلات وقلوبا ومخاوف وأرزاقا. ونحن لنا في الشام أصدقاء وأحباء أسماؤهم في قلوبنا، ولا يهم أين تقع حاراتهم وأحياؤهم ومنازلهم الخائفة اليوم على أبنائهم وعلى أمهم الأولى، سوريا. «سرعة لا تسرع» قال الرئيس الأسد في بدايات الخطب الطويلة والمليئة بالحواشي كأنه يخاطب جهالا وأميين من الله عليهم برئيس وأستاذ معا. ولم يكن ذلك وقت الجمل المكررة. كان وقت المعاني والمشاعر والاقتراب من الناس والإصغاء إلى صوت الشام لا خطب السيد الرئيس. سائليني يا شام.

=================

سوريا.. أميركا والإرهاب

طارق الحميد

الشرق الاوسط

12-12-2012

لا شك أن كل محب لسوريا الدولة، وكل متعاطف مع الثورة السورية، يدرك خطورة تفشي الإرهاب، والمجاميع الإرهابية، هناك، بل إن العقلاء حذروا، ومنذ بدء الثورة السورية، من ذلك الخطر. لكن اللافت اليوم أن واشنطن تعلن وضع «جبهة النصرة» المقاتلة في سوريا على لائحتها السوداء. وقد يقول قائل: ما الغريب في هذا؟

الغريب بالطبع أن واشنطن تضع مجموعة مقاتلة على لائحة الاتهام قبل أن تعترف أساسا بالمجموعة الأهم اعترافا رسميا وهي الائتلاف السوري. وبالطبع يتردد أن أميركا تنوي الاعتراف بالائتلاف الوطني السوري في اجتماع المغرب، لكن الملاحظة هنا أنه كان من الأولى بواشنطن أن تعترف بالائتلاف السوري الشرعي أولا، وكان الأولى أيضا، وهذا ما طالب به العقلاء منذ اندلاع الثورة السورية، أن تبادر واشنطن للاقتراب من المعارضة السورية أكثر، وتحديدا الجيش الحر. فكلما كان هناك تنظيم واضح متماسك للثورة، قل منسوب الإرهاب والإرهابيين في سوريا. فمع تواصل جرائم النظام الأسدي الوحشية، يجب أن لا نستغرب تطرف حتى المعتدل، فمقتل ما يزيد على أربعين ألف سوري من شأنه أن يفقد العاقل صوابه.

ولذا فقد كان من الأحرى بواشنطن أن تبادر سريعا، وكما فعل العرب، والأوروبيون، بالاعتراف بالائتلاف الوطني السوري كممثل وحيد للشعب السوري، فمن شأن ذلك أن يقطع الطريق على الإرهاب، والإرهابيين، اليوم، وحتى بعد سقوط الأسد، وبالطبع فإنه لا ضامن لعدم ظهور مجاميع إرهابية بعد سقوط الأسد، لكن على الأقل ستكون الكتلة السورية العقلانية هي صاحبة اليد العليا، كونها الأقوى والمعترف بها، ليتسنى لها دحر هؤلاء الإرهابيين.

فتأخر واشنطن في اتخاذ الحلول الناجعة في سوريا هو الذي سيدفع إلى زيادة الإرهابيين، وهو ما يعقد الأمور، خاصة أن واشنطن أظهرت قلقا كبيرا على الأقليات في سوريا، وفي الوقت الذي كانت الأكثرية هي التي تعاني من جحيم الأسد، والقضية هنا ليست قضية أقلية مقابل أكثرية، بل هي قصة عدم وضوح الرؤيا الأميركية في هذا الملف بمنطقتنا، حيث التناقض الصارخ بين مواقف واشنطن في العراق، مثلا، في قصة الأقلية والأكثرية، ومواقفها كذلك تجاه الدستور المصري المطروح، ورغم اعتراض الأقليات، وشريحة لا يستهان بها من المجتمع المدني المصري. فما تحتاجه المنطقة، ومن جميع القوى الدولية المؤثرة بما فيها أميركا، هو المساعدة على ترسيخ الاستقرار، ووفق شروط منصفة، وعادلة، لكل المنطقة، وهي شروط مستحقة، وليست بدعة، مثل حفظ الحقوق للجميع، وحماية الدولة، لأن انفراط عقد دول المنطقة ستكون له عواقب وخيمة على أمن المنطقة، والمجتمع الدولي، وكذلك نصرة المظلوم، والحالة السورية تمثل أكبر نموذج صارخ للتقاعس الأميركي، حيث لا يعقل أن يقتل الأسد شعبه وأميركا تتحدث عن حماية الأقليات، وتقوم بإدراج مجموعة إرهابية سورية على القائمة السوداء قبل أن تعترف أساسا اعترافا كاملا بالائتلاف الوطني السوري.

ولكي لا يفسر الأمر هنا على أنه نصرة لما يسمى بجبهة النصرة، فإن المقصود وبلغة واضحة هو أن الأجدى بالأميركيين أن يعترفوا أولا اعترافا كاملا بالائتلاف الوطني السوري؛ فالاعتراف بالعقلاء يقلل من مخاطر الأشرار، وأيا كانوا.

=================

كيف ننقذ سوريا؟

جاكسون ديل

الشرق الاوسط

12-12-2012

أكثر ما يثير المخاوف بشأن سوريا، من وجهة نظر الغرب ربما يكون الفجوة بين السيناريوهات المخيفة التي يناقشها المسؤولون بشأن ما قد يحدث فيما بعد واستراتيجياتهم الضعيفة للحيلولة دون ذلك.

تمثل سوريا في الوقت الراهن بالنسبة لإدارة أوباما صومالا ثانية إلى حد ما - غير أنها في قلب الشرق الأوسط، وتمتلك ثالث أكبر مخزون من الأسلحة الكيماوية في العالم. وقد حاول أحد المسؤولين مؤخرا التنبؤ بالمستقبل القريب لهذه الحرب التي ستتحول فيها من حرب أهلية بين طرفين إلى حرب تشترك فيها جميع الأطراف، يقاتل فيها السنة الأكراد وسيقاتلون سويا العلويين من بقايا جيش بشار الأسد، حيث تسيطر جبهة النصرة التابعة لـ«القاعدة» على أجزاء حيوية من البلاد، وحيث لا يأتي خطر استخدام الأسلحة الكيماوية من النظام بل من أي قوة أخرى تسيطر على مستودع الأسلحة الكيماوية.

وكان لمسؤول فرنسي بارز في واشنطن الأسبوع الماضي وجهة نظره الخاصة، حيث قال إنه بعد خسارة معركة دمشق سيلجأ الأسد وقواته إلى انسحاب على مرحلتين، الأولى إلى وسط مدينة حمص ومناطقها النائية على طول الحدود اللبنانية، ثم كملاذ أخير إلى معقل العلويين على الساحل الشمالي لسوريا. وأضاف أن ذلك قد لا يحدث خلال أسابيع، لكنه قد يتطلب شهورا.

إذا، كيف يمكننا وقف هذا؟ أقامت الولايات المتحدة وفرنسا وبعض الدول العربية والحلفاء الأوروبيين، مؤتمرا دبلوماسيا هذا الأسبوع في مراكش، المغرب، طمعا في تعزيز التحالف السياسي المعارض الذي توصلوا إليه الشهر الماضي، المعروف باسم التحالف الوطني السوري. وقد تعترف به إدارة أوباما مؤخرا بها كحكومة سورية شرعية. ستظهر الكثير من الوثائق حول جبهة النصرة، والتي ستضاف إلى قائمة المنظمات الإرهابية بوزارة الخارجية.

لم يقتنع أحد أن ذلك سيوقف السيناريوهات المرعبة من الحدوث، أهم الأسباب في ذلك أن التحالف لم يتوصل بعد إلى بناء روابط قوية - غياب القيادة والسيطرة - مع العشرات من وحدات مقاتلي الثوار عبر البلاد، على الرغم من أن تشكيل مجلس عسكري للمقاتلين خلال الأسبوع الماضي كان خطوة في الاتجاه الصحيح. يحصل التحالف على المال من فرنسا وعدد من الحكومات الأخرى، لكن محامو وزارة الخارجية أكدوا أن الولايات المتحدة لا يمكنها تمويل منظمات الثوار بشكل مباشر. في الوقت ذاته ازدهرت وحدات «القاعدة» بإسهامات غير مباشرة من بعض الدول.

وجهة النظر الأميركية بشأن نجاح استراتيجيتها تعتمد على مجموعة استثنائية من الأحداث غير المتوقعة. أولا، سيسيطر التحالف على قوات الثوار، ثم تجبر روسيا والمنشقون العلويون الأسد على التنحي، ثم تكون هناك مفاوضات تؤدي إلى اتفاق حول حكومة انتقالية.

وربما يكون السيناريو الأكثر ترجيحا هي أن تتحسن حظوظ الغرب وينهار نظام الأسد في دمشق في وقت قريب. خلال هذا الفراغ الناشئ سيحصل التحالف على اعتراف العالم الخارجي وستسير سوريا في نفس مسار ليبيا الهش، حيث تتعايش الحكومة مع مجموعة من الميليشيات، التي يرتبط بعضها بـ«القاعدة». والاختلاف هو أن أي تدفق للإرهابيين والأسلحة لن يؤثر على مالي بل على إسرائيل وتركيا والعراق والأردن.

السبب الرئيسي في أن ذلك مستبعد الحدوث هو أن أسوأ سيناريوهات الغرب تبدو معقولة بالنسبة للأسد والنخبة العلوية، وراعيهم الأساسي، إيران. فترى الطائفة الحاكمة الأقلية أن الاحتماء داخل معقل محصن، أفضل من المخاطرة بالتعرض للإبادة على يد السنة الراغبين في الانتقام. أما إيران الشيعية فتفضل أن تكون أحد اللاعبين في إحداث الفوضى في سوريا، عن أن ترى حليفا استراتيجيا يتحول إلى الكتلة السنية المناوئة لها.

إذا اتخذت الحرب السورية هذا المسار المتوقع، كيف ستحمي الولايات المتحدة وحلفاؤها مصالحها؟ يبدو أنه لا تتوافر لدى المسؤولين خطة، سوى الأمل في ألا يقع السيناريو الذي يفكرون فيه. الخطوة الأوضح تتمثل في الحرص على أن تكون القوات التي يفضلها الغرب - غالبية وحدات مقاتلي الثوار - جيدة التسليح على الأقل ومسلحة بقدر العلويين والجهاديين. لكن حتى الوقت الراهن تؤكد الولايات المتحدة على العكس، برفضها تقديم المساعدات العسكرية للثوار العلمانيين على الرغم من تسليح الحكومات الإسلامية لمجموعات الثوار المفضلة لديها.

بالنسبة للأسلحة الكيماوية، يأمل الغرب في ألا يكون الأسد جادا بشأن استخدامها، على الرغم من التقارير المتواترة بشأن مزج سلائف غاز السارين في القنابل. لكن ماذا إن فعل؟ حذر الرئيس أوباما مرة أخرى الأسبوع الماضي من عواقب - لكن هل الولايات المتحدة مستعدة للقيام بعمل عسكري سريع في حال وقوع هجوم مفاجئ بالأسلحة الكيماوية؟ وإن لم تكن كذلك، فكيف ستتمكن من وقف الفظائع التي ترتكب؟

أضف ذلك إلى الأسئلة التي لم يتمكن حضور مؤتمر «أصدقاء سوريا» في المغرب من الإجابة عنها.

*خدمة «واشنطن بوست»

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ