ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 06/12/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

05-12-2012

هل من اتفاق تركي - روسي حول سوريا؟!

الرياض السعودية

التاريخ: 05 ديسمبر 2012

   قد تكون زيارة الرئيس الروسي «فلاديمير بوتن» لتركيا مجدولة سابقاً، لكنها جاءت بالوقت الحرج للبلدين بالنسبة للوضع السوري تحديداً، ورغم أن الزيارة اقتصادية بالدرجة الأولى لوجود مبادلات بعشرات المليارات من الدولارات، إلاّ أن أحداث المنطقة حاضرة وبقوة بين زعامتي البلدين..

فسوريا وصلت إلى النقطة المعقدة بين الجيش الحر، وجيش النظام، إذ احتماء السلطة في دمشق وحدها، أدى إلى القول إن الأسد أصبح في مرمى خصومه، لكن لماذا تصر روسيا على مواقفها المؤيدة له، وهل في حساباتها ان حليفها لا يزال قوياً، لتراهن على الوقت، أم أن ما دار في دهاليز الغرف السرية بين الأتراك والروس، وصل إلى قناعة تشكيل حكومة انتقالية بدون الأسد، يحفظ للروس مصالحهم بسوريا، ويُرضي الأطراف الداخلية السورية، وكذلك العربية ويضع الغرب في موقف المرحب بدلاً من اتخاذ خيارات أخرى؟

إدخال تغييرات في الموقف الروسي، بانتظار رد الفعل عند الأطراف الأخرى ربما يأتي كحل يجنب سوريا تفاعلات خطيرة ما بعد الأسد كنشوء حرب أهلية وتصفيات بين الطوائف أو قفز الجبهة الإسلامية التي تخشاها أمريكا والغرب، ولا ترحب بها روسيا للحكم، ولكن ماذا لو استخدم الأسد سلاحه الكيماوي، كعملية انتحارية ليخلط الأوراق الدولية مع بعضها لتكون أمريكا في قلب القضية سواء تدخلت عسكرياً، أو اختارت الاتجاه الذي يجعلها تقر ما تفعل من خلال القوانين الدولية التي تحرم استخدام مثل هذه الأسلحة، أم أن الأمر لا يعدو إنذاراً فقط وفقاً لسوابق استخدام هذه الأسلحة في الحرب العراقية - الإيرانية وكذلك ضد الأكراد في حلبجة من قبل صدام حسين، ودون اتخاذ أي إجراءات عسكرية؟

في الداخل السوري، هناك ما يشبه القطيعة مع العالم الخارجي، فمطارا دمشق وحلب مغلقان أمام الملاحة الدولية، وجاء انشقاق المقدسي ليضيف أزمة جديدة نتيجة تصدع أركان النظام، والإشاعات تقول إن هناك هروباً جماعياً لعسكر النظام وأنه أصبح عنصر فساد في تحويل الثروات وبيع أسلحته للجيش الحر، وهي عملية طبيعية؛ إذ الحكم بات يطبع عملات بلا رصيد لدفع الرواتب والالتزامات الأخرى..

الروس على علم بدقائق الأوضاع الداخلية لسوريا، ومع افتراض أنهم يكابرون ولا يريدون التراجع عن مواقفهم، فإن أي حكومة قادمة لن تعطيهم الفرصة أن يكونوا بمنزلة الدولة الصديقة، وهذا ما يراه الغرب مكسباً لهم، لأن سوريا تشكل محور المنطقة العربية استراتيجياً وهو سبب أساسي لتمسك الروس بها، لكن في حال كتبت نهاية الأسد، فخروجهم منها يبقى جزءاً من فرضية محتملة..

لا ندري ما ستجرى به الرياح في الأيام القادمة، وما إذا كانت روسيا سوف تمنع الأسد من استعمال أسلحته الكيماوية لأنها وسيلة الضغط عليه، أم تتركها خياراً له، وعندها قد ينقلب السحر على الساحر، في تدويل القضية، واعتبارها أمراً يخرج من تجاذبات مجلس الأمن إلى خلق عمل ما على الأرض، وربما فيما يعاند التوجه الروسي والسوري معاً..

=================

سورية.. مخاوف من "حلبجة" جديدة

2012-12-05 12:00 AM

الوطن السعودية

التحذيرات القوية التي وجهتها القيادة الأميركية وحلف شمال الأطلسي كل على حدة، إلى نظام الرئيس بشار الأسد من أن دخول الأسلحة الكيماوية في معادلة الصراع في سورية، يمثل "خطا أحمر"، تثير عاصفة من التساؤلات ومن المخاوف في آن واحد. ويرجع ذلك إلى أن هذه القضية هدأت بعض الشيء على أثر تحذيرات مشابهة صدرت أيضا عن واشنطن في أكتوبر الماضي. ولكن يبدو راجحا أن الغرب يمتلك هذه المرة تقارير استخباراتية بالغة الحساسية من مصادر قريبة من مستودعات تلك الأسلحة الفتاكة تفيد بمباشرة نظام الأسد لإجراءات تتعلق بالشروع في إعداد مكونات الأسلحة لاستعمالها في مرحلة مفصلية من الأزمة.

لقد ظل نظام الأسد على مدى أكثر من عامين من عمر الانتفاضة يستخدم أنواعا من الأسلحة لا تقل فتكا عن السلاح الكيماوي؛ فالقنابل العنقودية وبراميل الـ"تي إن تي" وقنابل "المسامير" والقصف المدفعي والجوي، ألم تكن تلك الأسلحة الوحشية كافية لاستنفار المجتمع الدولي لتوجيه رسائل حاسمة لهذا النظام "المجرم" على غرار ما يحدث الآن؟ وإذا كان السلاح الكيماوي يمكن أن يتسبب في مأساة إنسانية متكاملة الأبعاد، فما حدث حتى الآن هو حرب إبادة متكاملة الأركان مورست ضد شعب أعزل.

إن قراءة تحذير الرئيس الأميركي باراك أوباما، مقرونة بالتحذيرات التي أطلقها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أمس، والذي أكد أن استخدام سورية لأسلحة كيميائية سيؤدي إلى رد فعل دولي "فوري"، يشي بجدية التهديدات التي يمثلها نظام دمشق.

ومهما يكن من أمر، فإن نظام الأسد والغ حتى أذنيه في دماء الشعب السوري ولن يتورع عن قتل المزيد.

إن المجتمع الدولي مطالب وبشكل فوري ومن خلال مؤسساته، مثل مجلس الأمن، أن يتحدث بصوت واحد، وأن يتخذ من التدابير ما يحول دون وقوع مأساة مروعة كالتي شهدتها بلدة "حلبجة" العراقية في ثمانينات القرن الماضي.

=================

خطة جاهزة لضرب كيميائيات الأسد!

راجح الخوري

2012-12-05

النهار

للمرة الرابعة تنذر واشنطن دمشق من احتمال استعمال النظام السوري الاسلحة الكيميائية، مكررة بلسان اوباما ان الأمر خط احمر سيستجلب رداً قوياً وسريعاً، لكن اهمية التحذير اليوم تأخذ جدية غير مسبوقة هذه المرة لسببين:

الاول ان اميركا سبق لها ان ارسلت التحذير عبر روسيا التي تدعم نظام الاسد، بما يعني انها تحمّلها مسؤولية معنوية على هذا الصعيد، علماً ان موسكو حذّرت هي ايضاً دمشق من مغبة القيام بمثل هذا العمل الذي نفته سوريا سريعاً امس.

اما السبب الثاني فيرتبط بتطور الوضع الميداني بعد تقدم الثوار ونجاحهم في نقل المعركة الحاسمة الى دمشق التي تشهد نزوحاً للمؤسسات الدولية حيث أجلت الامم المتحدة معظم موظفيها وخفّضت البعثة الاوروبية نشاطها، بما يعطي مؤشرات على ان النظام قد يتهاوى في اي لحظة وفق تصريح نبيل العربي.

التحذير من استعمال الاسلحة الكيميائية أخذ جدية أعمق بعد الحديث عن قيام النظام بتحريك قسم من هذا المخزون الخطر وسط مخاوف اميركية وغربية واسرائيلية من ان تنتقل هذه الاسلحة الى "حزب الله" او الى العناصر المتطرفة التي تسللت الى سوريا ومنها "القاعدة".

والتحذيرات الاميركية وآخرها جاء من هيلاري كلينتون لا تتوقف عند التصريحات واصدار البيانات، فمن المعروف منذ اشهر ان هناك خطة عسكرية جاهزة للتنفيذ الفوري وهي بعنوان "الاسد المتأهب"، وسبق ان كشف عنها تقرير مجلة "در شبيغل" بداية هذه السنة بعدما تردد ان النظام السوري اجرى تجارب على الاسلحة الكيميائية في منطقة "الدريهم" الصحراوية بالقرب من مركز "الشناصير" وان ضباطاً ايرانيين اشرفوا على هذه التجارب.

بعد هذا أجرت صحيفة "التايمس" حديثاً مع اللواء المنشق علي سيلو المسؤول السابق في ادارة الاسلحة الكيميائية السورية، الذي قال انه شارك في نقاش اجراه النظام على مستويات عليا حول استخدام هذه الاسلحة كخيار اخير، وانه تم تجهيز صواريخ برؤوس كيميائية تمهيداً لنقلها الى "حزب الله" بهدف استخدامها ضد اسرائيل!

وبصرف النظر عن مدى صحة هذه التصريحات، من المعروف ان الاقمار الاصطناعية الاميركية تراقب مخازن هذه الاسلحة على مدار الساعة، وليس سراً ان خطة "الاسد المتأهب" الجاهزة هي نتيجة تدريبات بدأت في ايار الماضي في الاردن وهدفها منع انتقال هذه الاسلحة الى المتطرفين او القيام بتدميرها في امكنتها. ووفقاً لتقارير من مؤسسة "مابل كروفت" فان اميركا و18 دولة شاركت في تدريبات لتنفيذ الخطة المذكورة، بينها الاردن وتركيا التي تحشد الآن قوة جوية على الحدود تسعى الى دعمها بمظلة "باتريوت" الصاروخية، ومن المؤكد ان الموضوع الكيميائي كان محور البحث بين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان!

=================

لبنانيون يحاربون لسوريا

ميشيل تويني

2012-12-05

النهار

خبر مقتل لبنانيين في سوريا خلال توجههم للقتال مع المعارضة السورية في تلكلخ، بعد اخبار متكررة عن مقاتلين يُشيّعون في البقاع بعد سقوطهم ايضاً في سوريا دفاعاً عن نظام الاسد، لا يمكن الا ان يصدم المطالبين بالسيادة، بغض النظر عن الايمان بأي قضية وبمبادىء معينة. لكن ما الهدف من ان يتورط شبان لبنانيون في قضية ليست قضيتهم؟

الحرية والاستقلال والسيادة مبادئ عامة لا تختصر ببلد، ولا تتوقف عند حدود معينة. لكننا نسأل عمن حارب يوما مع اللبنانيين؟ ومن اعتبر ان قضيتنا قضيته، ودافع عنا، وأدخل أرضه وعرضه وسيادته  في دائرة الخطر من أجلنا؟ حتى الاتفاقات الموقَّعة مع لبنان لم تنفع في ساعات الشدة: من وقف الى جانبنا في مراحل هو من استغلنا ومن تاجر بنا. دول العالم القريبة والبعيدة، كانت تنظر الينا نتقاتل ونُقتل، ولم تفعل سوى استعمالنا ورقة للتفاوض، لم نطلب من احد ان يحارب معنا او عنا، ذلك ان كل شعب مسؤول عن بلده.

لكن أن نسمع ان لبنانيين يُقتلون في سوريا فهذا أمر خطير ومرفوض ومُدان. ولنقل الامور بصراحة، ان الفتنة المذهبية المؤسفة التي يتنبأ بها البعض، وهي الفتنة السنية - الشيعية طبعاً، اصبحت ورقة مشتعلة وتجاوزت مرحلة الجمر تحت الرماد. اكثرية الشيعة من المؤيدين لـ "حزب الله" تدعم النظام السوري، فيما أهل السنة وتحديداً اهل الشمال يدعمون المعارضة السورية. وهذا النزاع المرير أوصلنا الى مقتل لبنانيين مع النظام في مقابل مقتل آخرين مع المعارضة.

فلنسأل أنفسنا ماذا نربح في الدفاع عن نظام لم نر منه الا السوء؟ ولم يقدم لنا سوى سفك الدماء وسلبنا حريتنا واستقلالنا لأعوام طويلة ؟ وبغض النظر عن رأينا في هذا النظام، ورفض  كل اعماله وانتهاكاته لأرضنا وناسنا، إلا اننا نظل نسأل ماذا نربح اذا ما ارسلنا شبابنا الى سوريا؟ لن نربح سوى ما نعرض له انفسنا من المشكلات، والاخطر ان نصبح أوراقاً تستعمل للضغط بصراع لا دخل لنا به.

ما يحصل عبر الحدود الشمالية والبقاعية خطير، والمطلوب من الحكومة التي تروج لسياسة النأي بالنفس، ان تنأى بالنفس فعلاً، وان تفرض هذا الامر عبر الحدود لتجنيب البلد صراعاً، وان تعلن تضامناً مع الشعب السوري الذي يقتل كل يوم، وان تؤيد المطالبة  بسوريا حرة وجديدة يسودها السلم والحرية والعدالة.

لكن الموقف ينبغي ألا يجرّنا الى انقسام يتحول صراعاً بين اللبنانيين. على الحكومة ان تؤيد المساعي في جامعة الدول العربية وفي منظمة الامم المتحدة لكونها انفع من استعمالنا ورقة فتنة كانت اساساً لتحكّم الخارج في المنطقة وأهلها.

=================

"مهمّة عقاب صقر عملية خاصة ضمن استراتيجية كبرى"

ايلي الحاج

2012-12-05

النهار

لا يتردد قيادي بارز في فريق "تيار المستقبل" في تبني قضية النائب عقاب صقر "المتهم" في إعلام قوى 8 آذار بدعم الثوار في سوريا بالمال والسلاح، ولا يرى داعياً إلى تصريح صقر بأنه يتحمل شخصياً المسؤوليات عما يفعل، مؤشراً إلى موقف عميم بعد لحظات حيرة.

"ندعم الثورة السورية علناً من اللحظة الأولى لأنها قضية حق"، يقول القيادي الذي يفضل عدم ذكر اسمه. يذكّر بأن الرئيس سعد الحريري "كان من أول الذين أشهروا هذا الموقف، لم تسبقه ربما إلا دولة قطر. هناك مظلومون نساعدهم بكل الوسائل كي يدافعوا عن أنفسهم في وجه نظام يقتل شعبه بوحشية، والدفاع عن النفس حق مشروع. لكننا صدقاً لا نعرف إذا كانت هذه الوسائل تشمل تزويدهم سلاحاً أو ذخيرة".

ويوضح ما يذهب إليه مؤكداً أن لا أحد في "المستقبل"، تياراً وكتلة نيابية، يمتلك أجوبة حاسمة في موضوع التسجيلات التي أقر النائب صقر في أكثر من وسيلة إعلامية بأنها لصوته.

ويقول القيادي مختاراً تعابيره على مهل: "إن المهمة التي يتولاها نائب زحلة هي عملية خاصة من ضمن استراتيجية كبرى. لا نعرف طبيعتها بالضبط لنجزم بصحة ما يُحكى عنها، لكننا نتحملها كخيار سياسي. أما الدخول في التفاصيل - مَن سرّب التسجيلات وكيف ولماذا؟ - فلا توصل إلى نتيجة. ولا الغوص في السجال حول هذه المسألة. إنها ببساطة جزء من الصراع السياسي الذي يعيشه لبنان. هل نكذب على أنفسنا؟ الانقسام عمودي في البلاد أكبر بكثير مما يُثار حول التسجيلات والنائب صقر. يحكي بعضهم عن رفع حصانة نيابية وإجراءات قضائية وما شابه. كله كلام. لا أكثرية نيابية في هذا الاتجاه وكل المقصود محاولة تخفيف من تأثيرات فضيحة سماحة – المملوك". (يستعيد هنا عبارات من خطاب لنائب بيروت نهاد المشنوق في أربعين اللواء الشهيد وسام الحسن: "سوف تسمعون في القادم من الأيام عن المساواة المزوّرة. سيقولون إنّ جريمة مشاركتهم في القتال الى جانب سفّاح سوريا تساوي دعمنا لحرية الشعب السوري. لا مساواة بين الثائر والقاتل. بين العدل والطغيان. بين الحرية والاستعباد. نقول بالفم الملآن إن حرية الشعب السوري مصلحة وطنية لبنانية. انتهت الأيام التي نبوس فيها يد الاجرام وندعو عليها بالكسر. من الآن سنكسر اليد التي تمتدُّ على كرامتنا وأمننا واستقرارنا، داخل لبنان وخارجه").

أهو رهان يقوده "المستقبل" في مقابل رهان "حزب الله" على استمرار نظام الرئيس بشار الأسد؟ "رهان الحزب لا أخلاقي. لا مجال لمقارنة أو تشبيه. حزب الله يدعم رسمياً النظام الظالم الذي يقتل شعبه بالمقاتلين والسلاح. أما "المستقبل" فلا ميليشيا عنده ولا أجهزة أمنية، بل جمهور يكبر إعجابه بالرئيس الحريري والنائب صقر بسبب العملية الخاصة هذه. هل تعلم أنهم يسمون الرئيس الحريري على "التويتر" خالد بن الوليد فاتح الشام؟".

ما هو موقف "المستقبل" من الشباب الطرابلسيين الذين حملوا سلاحهم وتوجهوا إلى سوريا حيث قضوا أو اعتقلوا أو اختفوا؟

"تراه يُدرك السيد حسن نصرالله أنه بكلامه على "الجهاديين" من حزبه الذين يَقتلون ويُقتلون في سوريا إنما هو يستفز لا البشر وحدهم بل الأنبياء أيضا؟

هؤلاء الشبان يُمكن أنهم اندفعوا في عملية فردية وشخصية بطريقة لا تنمّ عن خبرة ومعرفة. هم متطوعون لا علاقة لهم سابقة بالقتال. ليسوا مثل عناصر "حزب الله" المدربين النظاميين الذين ترسلهم قيادتهم في مهمة عسكرية رسمية عارفة ماذا تفعل. الشبان الطرابلسيون هؤلاء هم أهلنا ولا ندينهم. سبق أن بحت حناجرنا ونحن ننادي بأن الحدود اللبنانية مع سوريا يجب أن تكون في تسلم قوات طوارئ دولية لتكون حدوداً آمنة وتضمن أمن الدولتين. يا للأسف لم يفهم "حزب الله" من المطالبة هذه سوى أنها وسيلة لمنع تدفق السلاح إليه من سوريا. في أي حال بعد سقوط نظام الأسد، وهو سيسقط حتماً ولحظة انهياره تقترب، لن يظل السلاح يتدفق من سوريا في اتجاه لبنان كي يُستخدم ضد شعبه بذريعة المقاومة".

إلى أين من هنا ؟

"كل شيء ممكن في ظل الانقسام السياسي الحاد الذي يشمل كل مظاهر حياة اللبنانيين ودولتهم. أما الثابت فهو أن غياب نظام الأسد الذي شكل هراوة أمنية لإيران في المنطقة سوف يُحدث تغييرات كبرى في كل الدول المحيطة بسوريا. حتى الآن يبدو أن الفلسطينيين ("حماس") هم أول من تحرروا من قبضة الأسد وبالتالي حليفه الإيراني. سنشهد ترددات قوية للزلزال السوري في لبنان والأردن والعراق. ليست هينة عملية بتر ذراع إيران. مؤلمة ولكن أصبحت في نهايتها".

وختامها عودة إلى النائب صقر : "جمهور المستقبل يرى أمامه حزب الله يدعم رسمياً بالمقاتلين والسلاح النظام الظالم الذي يقتل شعبه. أما "المستقبل" فليست عنده ميليشيا أو أجهزة أمنية، بل جمهور يكبر إعجابه بالرئيس الحريري والنائب صقر بسبب العملية الخاصة التي يراها هذا الجمهور بطولية وشجاعة، وهي فعلاً لا تربكنا. ولا شك أن موقع صقر أصبح أقوى من قبل".

=================

عن مخاض الثورة السورية العسير!

أكرم البني *

الأربعاء ٥ ديسمبر ٢٠١٢

الحياة

أمام هول المشهد وفظاعة ما يجري تتكرر الإجابة بالنفي على السؤال البسيط: هل كنت تتوقع أن تصل الأمور في سورية إلى ما وصلت إليه، وأن تشهد ثورتها هذا المخاض العسير؟! وتتباين حيثيات النفي بين شدة القمع والدور الخارجي والتطرف الإسلامي.

ثمة من يعيد التذكير ببديهيات حول طبيعة السلطة السورية وبأنها من النوع الذي لا يقبل التنازل وتتناقض بنيتها مع أي إصلاح جدي أو معالجة سياسية لتفاقم أزمتها، وأن خيارها هو القمع والتوغل في العنف حتى آخر الشوط، لكنه يعترف بأن شدة العنف فاجأته ولم يـشـهد التاريـخ لـها مثـيلاً مـن نظام ضد شعبه، وفاق توقعاته نهج سـلطوي بدا كأنه مبيت أو محضر مسبقاً لتحويل الصراع من صراع سياسي فرضته رياح التغيير العربي ضد الاستبداد، وقوامه تظاهرات سلمية تطالب بالحرية والكرامة، إلى معركة وجود وإفناء للآخر، يخوضها أهل الحكم على مبدأ إما قاتل وإما مقتول، أو كما كشفت إحدى العبارات الرسمية الشاردة: إما نحن وإما هم!.

والحال، فإن كل ما يحدث يدل على أن السلطة السورية تتصرف على هذا النحو، من دون أية حساسية أخلاقية أو مسؤولية إنسانية، وكأن مناهضيها هم كائنات دونية لا حقوق لها ولا تنتمي إلى صنف البشر أو الأرواح الآدمية.

المسألة المحيرة والمقلقة في آن، أنك لا تجد تفسيراً منطقياً يقنعك بالغاية المرجوة من استمرار هذا القمع المفرط والعشوائي، هل لا يزال النظام يراهن حقاً، بعد ما يقارب العامين من تجريب العنف، على إرهاب الناس وإعادة المجتمع إلى بيت الطاعة؟ وأية دوافع يملك تستطيع إقناع الناس، وأولهم مؤيدي النظام نفسه، بصلاحية استمراره في الحكم أو بأحقيته به في حال همد الصراع؟ بل ألا يوحي استخدام العنف بهذه الطريقة التدميرية التي تتعرض لها أماكن السكن في معظم المدن والأرياف السورية، وشدة الحصار المزمن لها والضغط على حاجاتها وخدماتها وشروط معيشتها بأن النظام لم يعد يهتم بالحفاظ على اللحمة الوطنية، أو بالبحث عن حوافز ترضي هؤلاء السوريين المنكوبين للبقاء جزءاً من المجتمع الواحد.

من جهة أخرى، توقع الكثيرون أن يتأخر رد الفعل العربي والدولي ويتلكأ في التعاطي مع شدة المعاناة السورية وعمقها، إما لانشغاله بتداعيات الثورات الأسبق، وإما لتعقيدات تتعلق بحسابات الأمن الإسرائيلي واحتمال التورط في حرب مكلفة مع إيران وحلفائها، لكن ما فاق التوقع طول زمن التلكؤ أمام حجم التضحيات، ثم التنوع المثير للحجج والذرائع التي ابتكرت لتبرير ذلك، مع أن الكل يعرف أن هذه السياسة السلبية تمنح النظام المهل وتترك الباب مشرعاً على مزيد من العنف، مما أشـعر الـسوريـين بأن ثمة ما يشبه التواطؤ بين مختلف الأطراف الخارجية على إبقاء الصراع مفتوحاً وترك ثورتهم وحيدة أمام آلة قمع لا ترحم، وبأن العالم فقد حساسيته الإنسانية ولم يعد يكترث بما يحصل من فظائع وأهوال، وكأنه بشعوبه وحكوماته أدمن الفرجة على مشاهد الفتك والدمار والأعداد المتزايدة من الضحايا والجرحى والمشردين كإدمانه على متابعة التغيرات في درجات الحرارة أو حلقة من حلقات مسلسل تلفزيوني.

المـعروف عن الـشعب السـوري تسـامحه وسـلاسـة العلاقات والتعايش بين أبنائه على تنوع انتماءاتهم، لكن اليوم تفاجئك بعض الظواهر الدالة على مستوى مقلق من الغرائز المشحونة بالانفعالات الطائفية الموتورة، تنذر ربما بتبلور عصبيات متخلفة تحكمها نزعات إقصائية تهدد مفهوم المواطنة ووحدة المجتمع وعناصر تماسكه وغناه الإثني والديني.

وما زاد الطين بلة تلك المشاهد التي تفوح برائحة الأصولية والتطرف، كإمارة إسلامية هنا أو جيب للجهاديين والقاعدة هناك، هي مشاهد غريبة عن الثقافة الدينية الجمعية ويصعب على الذهنية السورية قبولها، وتؤكد أن الأسباب اجتمعت كي تجعل ثورة الحرية والكرامة نهباً لمخالب الغير ومسرحاً لقوى جهادية تستمد حضورها أساساً من عنف النظام المفرط وممارساته الاستفزازية وتالياً من جماعات سلفية وجدت في مناخ الثورة وانكشاف الصراع المذهبي فرصة لزج نفسها في المعركة، مدعومة بمال سياسي لا تخفى شروطه وإملاءاته، وبقوى وكوادر على صورتها ومثالها بدأت تتوافد من الخارج وتتسابق لنيل الشهادة في بلاد الشام، وهؤلاء، مع الاعتراف بشدة بأسهم واستعدادهم العالي للتضحية، هم الأبعد سياسياً عن شعارات الحرية والديموقراطية، والأكثر استسهالاً للأعمال الانتقامية وللتجاوزات المهددة لحقوق الآخر وخصوصية ثقافته.

مخاض الثورة العسير هو مخاض شرائح واسعة من المنكوبين والمهجرين تزداد معاناتها كل يوم، وشبان يافعين لا هم لديهم اليوم سوى حمل السلاح والبحث عن فرصة للاقتصاص من السلطة، هو مخاض الحذر والبطء العربي والغربي في مساندتها، ومخاض العجز النسبي عن إدارة مناطق خرجت عن سيطرة النظام، وعن تنظيم حياة الناس وخلق نمط من التعاضد لتقاسم شح الإمكانيات المعيشية، وهو مخاض الحد من التجاوزات والخروقات وروح الثأر والانتقام التي تنشأ في ظل غياب دور الدولة والقانون، ولمحاصرة التطرف والانحرافات الطفولية الحالمة بانتصار سريع وتقاسم المغانم، والأهم هو مخاض إعادة الوجه الأخلاقي للثورة، ليس فقط من زاوية معالجة العنف وتداعياته وتصويب دور السلاح وغاياته، وإنما أيضاً من زاوية رفع قيمة الإنسان، كروح وذات حرة، ووضعها في الموضع الذي يليق بها، والمجالدة لضرب المثل في الالتزام بسلوك ينسجم مع شعار الحرية ويبدي أعلى درجات الاستعداد للتسامح واحترام التنوع والتعددية وحق الاختلاف.

الدرس الأعمق الذي لن ينساه السوريون أبداً بعد خروجهم من هذه المحنة، هو حجم مسؤوليتهم في قيام الاستبداد ودوام استمراره، وأن ما من جهد يجب أن يوفر أو يؤجل بعد اليوم لمنع إنتاج ظواهر الاستبداد والتمييز في الدولة والمجتمع مستقبلاً، جهد يمتد في مختلف حقول الحياة، في السياسية والدين وأيضاً في الثقافة والتربية والتعليم والمجتمع المدني.

=================

حول مرحلة ما بعد الأسد * ياسر الزعاترة

الدستور

 5-12-2012

طوال الوقت، غابت الأحزاب الكردية عن تجمعات المعارضة، من المجلس الوطني (رغم ترؤسه من قبل كردي -عبد الباسط سيدا- بعد برهان غليون)، إلى الائتلاف الوطني. وفيما يشبه موقفا استباقيا في ظل ملامح سقوط الأسد، خرجت أحزاب كردية بموقف مشترك يطالب باتحاد فيدرالي لسوريا بعد بشار الأسد.

لموقف الأحزاب الكردية وما تفعله في شمال شرق سوريا، وصدامها مع بعض قوى الثورة، وتسامح النظام معها بهدف ضرب الثورة، لكل ذلك حكاية خاصة قد تستحق وقفة أخرى، لكن ما يعنينا من القصة يتعلق بما تطرحه من أسئلة بخصوص سوريا ما بعد الأسد، وهي أسئلة باتت مخيفة بالنسبة لكثيرين في ظل تعدد الكيانات والمرجعيات السياسية والعسكرية داخل سوريا وخارجها.

لو جئت تعدد الفصائل والكيانات والأحزاب والتجمعات في سوريا اليوم، فستصاب بالتعب والإعياء قبل أن تحصي القليل منها، والسبب بالطبع هو أننا إزاء بلد غابت فيه الحياة السياسية الحقيقية التي احتكرها عمليا حزب البعث (أصبح مجرد واجهة لنخبة احتكرت السلطة والثروة، خصوصا في مرحلة الأسد الابن)، ومعه أحزاب ما يُعرف بالجبهة الوطنية التقدمية التي لم تكن سوى ديكور بلا قيمة، وإن لم يُستبعد حضور بعضها لاحقا في سياق أي تحول جديد.

إلى ذلك تحضر في سوريا قضية التعصب للمدينة، كما تحضر مسألة الريف والمدينة، فضلا عن الأبعاد العشائرية والحزبية والأيديولوجية، وبعد ذلك الكتائب والجماعات التي تشكلت بعد الثورة، وسيترك كل ذلك ظلاله على مسألة الوحدة والتفاهم (دعك من طموحات زعماء الأكراد التي أشرنا إليها في البداية).

اليوم، وفيما تتبدى ملامح سقوط النظام، فقد باتت أسئلة المرحلة التالية مشروعة، من دون أن يؤدي طرحها إلى اقتتال على جلد الدب قبل صيده، لأن الأسد لا يزال هنا رغم وضوح نهايته القريبة، وسيناريو الدويلة العلوية لم يغب تماما بعد، ومعه استمرار القتال إلى مدة قد يزيدها طولا أي صراع جانبي لا يركز على إنهاء المعركة بعيدا عن القتال على الغنيمة.

ولا خلاف بالطبع على أن فوضى ما بعد سقوط النظام ستتسبب في مزيد من القتل والدمار إذا لم يتدخل العقلاء للجم الصراع والتوصل إلى تفاهم يؤدي إلى عبور للمرحلة الانتقالية، وصولا إلى دولة تعددية.

ما ينبغي أن يُقال ابتداءً هو أنه ليس من حق أي أحد أن يدعي أنه هو من صاغ ملحمة التحرير وإسقاط النظام، لأن من صاغها هو الشعب السوري الذي بذل كمَّا هائلا من التضحيات في المعركة، من دون أن يقلل ذلك من دور وحضور الجيش الحر والجماعات المسلحة في الملحمة بعد تحول الثورة في معظم تجلياتها من سلمية إلى مسلحة.

هنا تحضر المشكلة الأكبر، فكل طرف سيدعي أنه هو صاحب الدور الأكبر، وهي قصة يصعب حسمها بالكامل، وإذا قلنا أن المجموعات الإسلامية قد حملت العبء الأكبر، وهو قول صحيح دون شك، فإن تعددها سيجعل تقييم الموقف أكثر صعوبة.

في هذا السياق عادة ما يخرج الكثيرون ليتحدثوا عن الثمرة التي سيجنيها سكان الفنادق مقابل تهميش من ضحوا. والحق أننا لو قبلنا تحكيم هذا المنطق، فسيكون الشهداء هم أكبر الخاسرين. وفي الثورات عموما يتكامل حملة السلاح مع السياسيين والإعلاميين من دون أن يغطي أحد على أحد. ويبقى التقدير الحقيقي للجهد بيد الشعب بعد ذلك، وليس في سياق صراع على السلطة يطيل أمد المعاناة.

إذا أصرَّ كل طرف على أخذ حصته من الكعكة بما يليق بتضحياته، فلن يصل الناس إلى نتيجة وسيتسمر الاحتراب سنوات وسنوات، لاسيما أن كل طرف سيقدر تضحياته على نحو لا يقره الآخرون.

ثم إن المرحلة الانتقالية في أية ثورة لا تعني نهاية المطاف، لاسيما أنها ثورة شعبية تريد الحرية والتعددية وليست انقلابا عسكريا، والنتيجة أن الناس هم من سيحكمون تاليا في انتخابات حرة. أما الأهم فهو أننا إزاء بلد مدمّر سيحتاج سنوات طويلة من إعادة البناء، والمسؤولية فيه ابتلاء أكثر منها ميزة تستحق الاقتتال عليها.

الحكومة الانتقالية تشكل ضرورة لترتيب الوضع وجلب المساعدات لإعادة الإعمار، ومن دونها لن يستتب الأمر، وفي حال أصرت بعض قوى الثورة العسكرية على رفض الحكومة الانتقالية التي سيشكلها الائتلاف الوطني، فإن الصراع سيستمر طويلا، لاسيما أن تلك القوى ليست جسما واحدا يمكن حسم تمثيله للثورة.

من المؤكد أن تلك القوى وممثليها يجب أن يكونوا حاضرين في سياق ترتيب المرحلة الانتقالية، لكن تقدير هذا الحضور ينبغي أن يخضع للتواضع وروحية التوافق، وليس المغالبة والتلويح بالسلاح.

ليست لدينا وصفة سحرية لحل المعضلات التي ستواجه الوضع بعد سقوط النظام، لاسيما أن سيناريو السقوط لم يُحسم بعد، لكن ما ينبغي أن يتذكره الجميع هو أن من سيصر على العناد واستمرار الصراع هو الذي سيسخر ثقة الناس، لاسيما أن أحدا لن يتمكن في نهاية المطاف من فرض رأيه على شعب واعٍ ومثقف يتميز بقدر لافت من التعددية الطائفية والعرقية، ووحدها الانتخابات الحرة هي ما سيحسم الموقف في ثورة قامت أصلا من أجل الحرية والتعددية. أما الحريصون على الهوية الإسلامية لسوريا، ونحن منهم، فيجب أن يثقوا في الشعب من جهة، في ذات الوقت الذي يدركون فيها أن التدرج هو الأولى، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. ندعو الله أن يعين المخلصين على عبور هذه المرحلة الصعبة بأفضل السبل الممكنة.

التاريخ : 05-12-2012

=================

الكيماوي السوري عند الحدود الأردنية * ماهر ابو طير

الدستور

 5-12-2012

اثار تحريك الجيش السوري لمخزونه من السلاح الكيماوي ذعراً عالمياً،وتوالت التحذيرات لنظام الاسد،حول ان التدخل سيكون حاسماً ضد النظام في حال تم استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري.

في كل الحالات العالم بات بحاجة الى ذريعة استعمال السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري من اجل التدخل،وقد يكون في هذه الهبة الدولية المفاجئة،ترتيب ما،وهناك تصوران حول استدراج دولي مسبق لنظام الاسد تحت تهمة السلاح الكيماوي.

الاول يقول ان العالم قد يوظف فصائل سورية متمردة او قوات معارضة ويسلمها سلاحاً كيماوياً لاستعماله بشكل محدود في اي منطقة لاتهام النظام بذلك،ولتتوالى ردود الفعل الميدانية بعد ذلك،لاجراء عملية جراحية لاستئصال رأس النظام.

السبب في هذا الاعتقاد ان النظام السوري لن يستفيد عمليا من استعمال السلاح الكيماوي،لان السلاح الكيماوي لن ينتقي اعضاء الجيش الحر،وسيؤدي الى قتل الالاف بشكل عشوائي،وهذا امر لايفيد النظام السوري الا بأتجاه تكريسه كنظام قاتل واعدامه لاحقا،ولهذا قد يخطط لافتعال حادثة معينة.

الثاني يقول ان اي طائرة عسكرية من خارج سورية قد تقوم بقصف اي مستودع للسلاح الكيماوي،خصوصا،اذا ثبت الكلام عن ان نقل هذه المواد يتم الى مناطق مأهولة،ولحظتها سيصير اتهام النظام السوري سهلا بكونه هو من فجر تلك المنطقة.

هذان التصوران يأتيان وفقا لنظرية المؤامرة،ويضافان الى احتمال اصابة النظام فعلياً بهستيريا واستعماله لهذا السلاح في أي لحظة على الرغم من ضعف هذا الاحتمال،لأنه احتمال انتحاري بكل مافي الكلمة من معنى.

المخاوف حول الاردن تأتي من زاويتين،الأولى حدوث تفجير كيماوي ما في المناطق القريبة من الاردن مثل درعا، والرياح وقرب المسافة سيتوليان نقل اثار السلاح المدمرة الى مناطق اردنية بما قد يؤذي الاف البشر،بالاضافة الى ان الخوف الثاني يتأتى من احتمال اشتباك الاردن مع السوريين عبرالتدخل الدولي لنزع السلاح الكيماوي بما قد يؤدي الى اضرارعلى القوى المتدخلة ميدانيا.

في اغلب الحالات فإن عقيدة الانتحار لدى النظام السوري،قابلة لتحميلها كل المخططات الاخرى التي قد يتم استدراج دمشق الرسمية اليها،وهذا يقول في كل النتائج ان الملف السوري بات في اصعب مراحله.

محللون يعتقدون ان النظام السوري قد يكون حرّك هذا المخزون وقام بنقله الى جهات اخرى من باب التهديد المبطن للمجتمع الدولي.

الذعرالمخفي في عواصم العالم لايتعلق فعليا بالشعب السوري واحتمال ايذائه بهذا السلاح،لان الشعب السوري يتم ذبحه يوميا والعالم ساكت،وهذا السر يتعلق باحتمال وقوع السلاح بأيدي جماعات اسلامية تستخدمه لاحقا ضد اسرائيل.

يبقى السؤال:ماذا لو قامت دمشق الرسمية بتسليم السلاح طواعية الى بعض الجماعات الاسلامية من باب الانتقام،وسهلت لها الوصول الى مناطق حدودية مثل الجولان المحتل؟

قصة السلاح الكيماوي معقدة جدا في كل تأويلاتها،فيما كل التأويلات تقول ان الملف السوري بات في ساعات الفصل والحسم.

=================

هل دخلت الأزمة السورية مرحلة الحسم ؟؟ * رشيد حسن

الدستور

 5-12-2012

تطورات خطيرة ، بدأت تعصف بالأزمة السورية ، وتشي بان ساعة الصفر لم تعد بعيدة، وقد ارتسمت نذرها في افق الشام، وفي هذا الصدد نلاحظ  تطورين هامين :

 الاول:  تحذيرات الرئيس “اوباما” ووزيرة خارجيته  النظام السوري، بالا يستعمل الاسلحة الكيماوية ضد شعبه، والمقصود هنا على ما يبدو المعارضة ، وهو ما سارعت الخارجية السورية بالرد عليه “بان النظام لن يستعمل هذه الاسلحة ضد شعبه مطلقا”.. وقد سبق هذه التصريحات والتطورات موافقة   حلف “الناتو”، بناء على طلب تركيا، نشر صواريخ “ باتريوت” على الحدود التركية – السورية، وباشراف القيادة المركزية الاميركية، ما يعتبر مقدمة للتخل الاجنبي ، اذا عرفنا ان سوريا ليس بمقدورها عمليا ضرب تركيا ، وهي التي فقدت قوة الردع، ولم تستطع تحرير المدن والمناطق التي احتلتها المعارضة حتى الان، وخاصة في شمال البلاد.

الثاني: ان هذا التطور الخطير في المواقف الاميركية والتركية تزامن مع الانتصارات التي حققتها المعارضة مؤخرا، واثبتت بالفعل ان النظام فقد قوة الردع ، بدليل عدم قدرته على استرجاع المدن والمناطق والمعسكرات والمطارات وبوابات الحدود التي سقطت بيد الجيش الحر ، ووصول هذا الجيش الى ريف دمشق ومحاصرة المدينة ،   ونقله المعركة الى محيط مطار دمشق، وتعطيل حركة الطيران، “اعلنت  شركتا الامارات ومصر للطيران توقيف رحلاتهما لعدم توفر الامن والامان للطائرات وللمسافرين” وجاء اعلان الامم المتحدة بترحيل كافة العاملين في مؤسساتها ، والبقاء على عدد محدود  من الموظفين ، ليؤكد ان الاوضاع خطيرة جدا، وهذا على كل حال ما أشار اليه وزير الاعلام السوري مؤخرا، “الوضع معقد  وخطير جدا .. وان دمشق ستفتح أبواب جهنم على كل من تجرأ عليها”.

ان اعادة جمع هذه التطورات وتركيبها في مشهد واحد ، يؤشر على المستجدات الخطيرة  على المشهد السوري ، ويؤكد ان التهديدات الاميركية ونشر “الباتريوت” متزامنة  مع الانتصارات التي حققها على الارض  ما يسمى بالجيش السوري الحر ،  بعد حصوله على اسلحة حديثة “صواريخ ستنغر” ، واسقاطه عدد من الطائرات المقاتلة السورية، ما يعني أن  العد التنازلي لتدخل اميركا وحلفائها  في الحرب قد بدأ،  لحسمها في وقت سريع،  تحت يافطة استعمال ، او الخوف من استعمال الاسلحة الكيماوية. .

 هذا السيناريو ، او لنقل الاحتمال ، قد يكون  وراء قيام النظام بتحريك منظومة اسلحته الكيماوية ، وهو تحريك مقصود، يدخل في دائرة تهديد اعدائه  وخاصة تركيا بانه لن يتوانى عن استعمال هذا السلاح اذا ما تم التدخل العسكري ، واصبح وجوده في خطر.

ما يعني ان النظام  أصبح ظهره الى الحائط ، بعد أن فقد قوة الردع ، وباتت المعارضة تفرض وجودها حول العاصمة ، وهذه الصورة بمجملها لم تكن بعيدة عن محادثات بوتين مع المسؤولين الاتراك .

باختصار....الازمة السورية  دخلت مرحلة الحسم، وصواريخ الباتريوت والتهديدات الاميركية للنظام، قد تكون مؤشرات  للتدخل العسكري ، والذي سيدخل المنطقة كلها في اتون  حرب مدمرة ، لا أحد يعرف كيف  ومتى تنتهي؟؟ والله المنقذ 

=================

سوريا... ثورة ودمار

تاريخ النشر: الأربعاء 05 ديسمبر 2012

د.خالص جلبي

الاتحاد

هناك مثل ألماني يقول «نهاية جيدة كل شيء جيد». وتحت آلية عمل هذه القاعدة ينتهي الإنسان بالتفاؤل أن نهاية الأعمال خير. وأمام مسارات التحول في العالم العربي، فقد كانت ثورة تونس نزهة لطيفة، وثورة مصر خروج للفسيخ الفرعوني، وثورة اليمن انتصار بكلفة مقبولة، والثورة في وجه القذافي أن قذفه «الناتو» بشواظ من نار ونحاس. أما الثورة الفعلية فهي في بلاد الشام، زماناً وكلفةً، فهل تكون نهايتها بما يوازي هذه التضحيات؟

في سوريا تأخرت الثورة العربية الكبرى، وفيها سيحسم المصير، ومنها قد تصدر الثورة المضادة؟

يمكن ضغط الآثار النفسية لمسارات التحول في 24 نقطة نصفها سلبي ونصفها إيجابي. أما السلبية فنذكر منها ستاً فيما يلي:

1ـ الشرخ السني الشيعي العلوي من خلال ذاكرة مثقلة بالسلبيات. ولو كان موقف إيران و«حزب الله» إيجابياً تجاه الثورة السورية لربما التأم الشرخ التاريخي. لن يغفر الشعب السوري لمن ولغ في دمه وقتل خيرة شبابه ومد النظام بالأسلحة لقتله.

2- انفجار نار الأحقاد والغرائز البدائية، وقد ظهر هذا في مجموعات من أفلام اليوتيوب: قتل وتفجير وذبح وتمثيل.

3- البديل الغامض، وسببه كساح سياسي طال لفترة نصف قرن. لقد دخلت سوريا بطن الحوت منذ انقلاب عام 1963، كما وضع الأسد الأب سوريا في الثلاجة مجمدة منذ عام 1970، مما ترتب عليه إلغاء أي معارضة وصحافة مستقلة ورأي عام، بل ظلام مطبق وديكتاتورية مهلكة.

4- كلفة الثورة باهظة وفاتورتها مرعبة، فما حدث للمنطقة العربية أن أي حركة اعتراض أمامها إشارة حمراء: ثورة سوريا المكلفة، بل النموذج الدموي الأفظع والأكثر إثارة للرعب.

5- نجاح النظام السوري في جر الثورة إلى اللاءات الثلاث المضادة، فقد كانت الثورة تقول لا للعنف، فتحولت من مظاهرات سلمية إلى ثورة مسلحة. وكانت تقول لا للتدخل الأجنبي، لكنها الآن ترحب بأي تدخل لإنقاذها من المقصلة الأسدية. كانت الثورة تقول لا للطائفية، لكن الاقتتال أصبح يأخذ أشكالاً طائفية أحياناً، بين مناطق وقرى موالية وأخرى معارضة.

6 -نمو التطرف الحدي، والمضي إلى آخر الاتجاه المضاد وتبخر العقلانية في الحوار والخطاب. فكل من الطرفين يعتبر الآخر شيطاناً مريداً. لذا لا حوار مع النظام، بل المطلوب إسقاط النظام بكل رموزه ومؤسساته الأمنية. والسبب هو أن الأضداد تستدعي بعضها بعضاً؛ فالنظام أمني وما زال يؤمن بالحل الأمني والانتصار العسكري لضبط الأوضاع. فحلب تم تدميرها بنسبة 40 في المئة، وأتوقع أن يجري تدمير 80 في المئة من دمشق خلال معركتها الوشيكة. لن يبقى حجر على حجر في سوريا، وسيرتفع عدد القتلى إلى مئات الآلاف! لكن الثورة ستنتصر، والخوف هو من مرحلة ما بعد انهيار الدولة والنظام.

=================

سوريا ... خطر الإبادة الجماعية

تاريخ النشر: الأربعاء 05 ديسمبر 2012

الاتحاد

د.احمد زويل

من ألمانيا النازية إلى رواندا، ارتُكبت بعض من أكثر الفظاعات والإبادات الجماعية وحشية بينما كانت بقية العالم تتفرج. واليوم، نشهد جميعاً الفظاعات والدمار الجماعي في سوريا. ومرة أخرى نشاهد ذلك يحدث أمام أعيننا، بمرارة وألم ربما، ولكن من دون تدخل فعال من أجل وقفها.

نظام بشار الأسد وحشي لأنه يخوض حرباً مع شعبه، يقصفه فيها من البحر، ومن الجو، ويقتل السوريين الآمنين في منازلهم. وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 40 ألف شخص قُتلوا حتى الآن. كما فر أكثر من مليون سوري من بلدهم، حيث أصبح مئات الآلاف لاجئين في بلدان تركيا والأردن والعراق ولبنان المجاورة.

كما يعمل النظام أيضاً على تمديد التدمير ليشمل مدناً ذات قيمة تاريخية كبيرة جداً. وقد تعرضت كل المدن الرئيسية للقصف، من حلب في الشمال، إلى درعا في الجنوب، وحمص في الوسط، ودير الزور في الشرق.

الوضع في سوريا اليوم لم يعد انتفاضة سياسية تشكل نهاية انتفاضات «الربيع العربي»، بل أصبح كارثة إنسانية تزداد دموية كل يوم. ونحن لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي باسم أعذار واهية من قبيل «إن الوضع جد معقد»، أو «إن النظام سيسقط في النهاية»، أو باسم العذر الذي يدفع به أولئك الذي لا يهمهم سوى الإبقاء على النظام في السلطة: «يجب أن نفسح المجال للحلول الدبلوماسية».

مهمة المبعوث الأممي كوفي عنان ومن بعده الأخضر الإبراهيمي فشلت. وحلول الجامعة العربية غير فعالة، في حين تعاني حلول الأمم المتحدة من الانقسام بين الأعضاء الذين يتمتعون بحق «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي.

بعض الزعماء يعتقدون أن الوقت كفيل بحل الأزمة، وأملهم هو أن يسقط نظام الأسد في النهاية بفعل الحصيلة الثقيلة من الفظاعات التي قام بها. غير أنه انطلاقاً من التجارب السابقة مع مثل هذه الأنظمة، يمكنني أن أقول من المستبعد حدوث هذا السيناريو. فالأسد، الذي ينتمي إلى الطائفة العلوية، التي تمثل أقلية في سوريا، مازال يسعى إلى حكم كل السوريين بقبضة من حديد، بمن فيهم الأغلبية السُنية. ثم إن كل شيء قام به الأسد حتى الآن يشير إلى أنه سيفعل كل ما يتطلبه الأمر من أجل البقاء في السلطة، بما في ذلك استعمال الأسلحة الكيماوية في النهاية. فنظامه ليس مختلفاً عن نظام والده حافظ الأسد، الذي سمم وسوى مدينة حماه بالأرض ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

إن سوريا تفتخر بأنها وريثة حضارة عريقة ذات طيف فريد من الأقليات التي تضم المسلمين والمسيحيين من طوائف مختلفة. فهناك على الأقل عشر من مثل هذه المجموعات الإثنية والدينية. وعلى مدى قرون، عاشت كل هذه الطوائف معاً بسلام. أما اليوم، ومع احتدام الحرب الداخلية أخذت هذه الوحدة تضعف وتحل محلها حرب مدنية وقبلية لن تنهي سوريا كأمة فحسب، وإنما ستمتد أيضاً إلى بقية الشرق الأوسط.

ومما لا شك فيه أن عدم الاستقرار في سوريا سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في كل الشرق الأوسط. فالاضطرابات الطائفية التي نتجت عن هذا النزاع المأساوي ستصبح معدية وستنتقل إلى العراق ولبنان. ولعل حادث السيارة المفخخة الذي وقع مؤخراً وقتل مدنيين أبرياء في لبنان يمثل إشارة تحذير بالامتداد الوشيك للوضع اللامستقر في سوريا.

ونظراً لاستعمال الأسد لمرتفعات الجولان كـ«ورقة خوف»، فإن إسرائيل قد تتدخل، وهذا بدوره سيدفع إيران و«حزب الله»، وربما تركيا ومصر أيضاً، للتدخل. والواقع أن ثمة منذ بعض الوقت تقارير تشير إلى أن بعض المجموعات المسلحة، ومنها مجموعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، بدأت تجد في سوريا أرضاً خصبة.

بل إن حتى الصين أخذت تعترف بأن الفوضى في بلد يمتلك الآلاف من الصواريخ ومخزونات ضخمة من الأسلحة الكيماوية لا تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط فحسب، وإنما أيضاً تدفق النفط إلى الغرب والشرق معاً.

وفي هذه الحالة، فإن القضية الإنسانية تلتقي مع المصالح العالمية بالفعل.

قد تبدو سوريا بلداً صغيراً، ولكنه نزاع معقد وشائك من النوع الذي يمكن أن يؤدي إلى كارثة عالمية. والأمر لا يتطلب خيالًا واسعاً للنظر إلى سوريا باعتبارها سراييفو القرن الحادي والعشرين، بحيث تؤدي إلى حرب عالمية.

ولذلك، يجب على العالم أن يتحرك الآن وبشكل جماعي. فإذا كانت لدينا الإرادة، فإننا سنجد طريقة ما لحل هذه المشكلة. وأقل ما يمكن أن نفعله فوراً هو توفير ملجأ ومساعدة ملموسة للسوريين الفارين عبر الحدود. وبالتوازي مع ذلك، يجب على القوى الكبرى أن تدعم الجيش السوري الحر في الميدان وتفرض منطقة حظر طيران، وهو ما سيعيق قدرة النظام عديم الرحمة على قصف الأبرياء من الرجال والنساء.

وفي وقت لا تفصلنا فيه عن العطلة المسيحية سوى أسابيع قليلة، فإنه من العار الاحتفال بميلاد رجل سلام وإنسانية – الذي مازالت لغته الأم، الأرامية، المستعملة في «معلولا» في سوريا – في وقت يلاحق فيه شبح الإبادة الجماعية- بدلًا من الحب الأخوي- الأراض نفسها التي كان يجوبها وحواريوه قبل أكثر من ألفي سنة.

د.أحمد زويل

حائز على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»

=================

اللغة التي يفهمها الأسد

الشرق الاوسط

5-12-2012

حذر الرئيس الأميركي باراك أوباما, طاغية دمشق بالقول: «إذا استخدمت الأسلحة الكيماوية فسوف تكون هناك عواقب»، لكن هذه ليست اللغة التي يفهمها بشار الأسد، فمن قتل، للآن، ما يزيد على الأربعين ألف سوري، ويده ملطخة بدماء غيرهم، لا تهمه كلمات متلفزة بلا معنى.

جرائم الأسد تفوق كل إجرام ارتكب بمنطقتنا، بالتاريخ الحديث، وخطره يتزايد يوما بعد الآخر، خصوصا أن لحظة سقوطه باتت وشيكة، فها هو الأمين العام لجامعة الدول العربية يقول إن سقوط الأسد «يمكن أن يحدث في أي وقت»، وإن الأوضاع «على الأرض توضح بجلاء أن المعارضة السورية تتقدم سياسيا وعسكريا»، ومضيفا أن «المعارك تدور الآن في دمشق»، حيث بات الطاغية محاصرا، ونظامه يتداعى، وسيطرته على العاصمة، وليس سوريا، تتهاوى، وها هو المتحدث الرسمي باسم خارجيته، جهاد المقدسي، ينشق، أو يفر هاربا، وهو لسان الطاغية، الذي التقيته صدفة بأحد شوارع لندن قبل تعيينه كمتحدث بأسابيع، واستوقفني ليقول لي: «نقراك، ومتابعينك، ونعرفك»، وكان معي أحد النابهين الذي قال: «انتبه»! لكنه، أي المقدسي، فر عن الأسد، وهو ما لم يفعله المتحدث باسم القذافي، وحتى بعد مقتل الطاغية، مما يوحي بأن دوائر الأسد لم تعد متماسكة، خصوصا ونحن نلحظ صمت بثينة شعبان، والمعلم، والشرع، والمتعجرف فيصل المقداد!

والأمر لا يتوقف هنا، فالرحلات الجوية لدمشق معطلة، والأمم المتحدة علقت عملياتها بسوريا، وسحبت «موظفيها غير الأساسيين»، ومثلها بعثة الاتحاد الأوروبي، مما يقول لنا إن نظام الأسد يتداعى، ولحظة انهياره قد اقتربت، وهو ما يعني أن الأسد بات أقرب، وأكثر من أي وقت مضى، لاستخدام الأسلحة الكيماوية، ورغم التحذير الأميركي والأوروبي. وما يجب التنبه له، وهو ما أشرنا إليه مرارا، أن الأمر الوحيد الذي لم ينفذه الأسد للآن من قائمة تهديداته هو استخدام الأسلحة الكيماوية، مما يشير إلى أنه لن يتوانى عن استخدامها. ولذا فإن اللغة الوحيدة التي يفهمها الأسد، وعصابته، هي لغة القوة، ولو سمع الأسد، وعصابته، الرئيس أوباما يقول بلغة واضحة: توقف، وأمامك مهلة ثلاثة أيام، أو أقل، لترحل وإلا فإن تحالف الراغبين سيتحرك لاستئصالك، فحينها سيذعن مجرم دمشق، وستفكر عصابته بالعواقب جديا. دون هذه اللغة الصارمة لن يستمع الأسد، ولن يتوقف عن جرائمه، وحتى استخدام الأسلحة الكيماوية، فما يجب أن نتذكره هنا أن الأسد الآن هو مشروع انتحاري ضحاياه سيكونون أكبر مما يتخيل الجميع.

ولذا فإن ما يجب أن يدركه الرئيس أوباما هو أن الأسد ساقط، وأسرع مما يتوقع الجميع، لكن ثمن سقوطه سيكون مرعبا، إنسانيا، وسياسيا، وأمنيا، خصوصا إذا تأملنا لحظة ما بعد الانهيار مباشرة، ودون وجود دولي، وعليه فإذا لم يتحرك المجتمع الدولي لضمان الكيفية التي سيسقط بها الأسد، ولحظة ما بعد سقوطه، فإن العواقب ستكون مرعبة. هذا ليس تشاؤما بل تحذير، فيجب أن تكون نهاية الأسد وفق طريقة متوقعة، ومرسومة، وإلا فإننا سنكون أمام كارثة غير مسبوقة.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ