ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 27/11/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

26-11-2012

من دمشق إلى غزة.. هل من لعبة أمم جديدة؟!

د.عبدالله القفاري

الرياض

26-11-2012

  العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، ليس كأي عدوان آخر. بدا أن توازن الرعب وليس توازن القوة، عاملٌ حاسم في الوصول الى اتفاق التهدئة. كما بدت التحولات الكبرى في المنطقة عاملا آخر في الضغط على اسرائيل للقبول بالاتفاق. وإذا سارت أمور الاتفاق ونفذت بنوده فسيكون حتما انتصارا للمقاومة الفلسطينية في القطاع التي ستكسب رفع الحصار عن غزة واستعادة الثقة بقدرتها على مواجهة العدوان.. مهما بدت ادعاءات اسرائيل او محاولتها وضع الاتفاق باعتباره ضامنا جديدا لأمنها، الذي بدت منظومته القديمة تتزعزع على وقع الأحداث والتطورات المتسارعة في المنطقة.

الصراع الأكبر اليوم على سورية الجديدة. فرنسا وبريطانيا قدمتا دعماً كبيراً لائتلاف المعارضة السورية من خلال الاعتراف به ممثلًا للشعب السوري، بينما الولايات المتحدة الأمريكية لازالت تعمل بطريقة اخرى لإعادة إنتاج النظام الجديد من جسد النظام المتهاوي

هل يمكن الفصل بين العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وتداعيات الثورة السورية؟ الحرية المخضبة بالدماء لايمكن تجزئة عناوينها.. ما بين فلسطين وسورية لن يكون خارج حسابات إسرائيل او النظام السوري وحتى الولايات المتحدة الامريكية.

القراءة الهادئة بعد ابتلاع مرارة هول الهجوم.. ثم مقدرة المقاومة على إحداث نوع من توازن الرعب رغم الفارق الهائل في موازين القوة .. والحراك الدولي السريع لمحاصرة هذه المواجهة .. يكشف عن أبعاد بحاجة للقراءة لاكتشاف إن كان ثمة علاقات تجعل مثل هذا الهجوم والآثار المترتبة عليه في هذه المرحلة جزءا من لعبة أممية تستهدف ما هو أبعد من حماس أو قطاع غزة.

خلط الاوراق لعبة أممية تتكرر في مشاهد الصراع الخفي منه والمعلن. ما أن أُعلن عن الائتلاف السوري لقوى المعارضة قبل أسبوع حتى بدأ تحريك مخطط استهداف القطاع. هل كان هذا التزامن مصادفة أم محاولة لخلط الاوراق في مرحلة حرجة من عمر الثورة السورية؟

سيكون العبء كبيرا على حماس في المرحلة القادمة لضمان شروط الاتفاقية الجديدة، فبعض فصائل مقاومة فلسطينية في قطاع غزة لازالت ترتبط بعلاقات قوية بالنظام السوري وبحزب الله وبالنظام الايراني.. وسيكون ضررا فادحا لو عملت على إسقاط اتفاقية التهدئة بعمليات غير مسؤولة في محاولة لتخفيف الضغط عن النظام السوري وإضعاف التنامي المتصاعد للثورة السورية، خاصة مع التطورات الاخيرة التي أفرزت ائتلافا عريضا لقوى الثورة والمعارضة، والتي من المنتظر ان يترتب عليها استحقاقات دولية لا تحتمل التأجيل.

الضامن المصري سيضع حماس في موقع المسؤولية الكبرى لضمان الاتفاق لتجني غزة ثماره بفك الحصار واستعادة الحياة ومعاودة التحرك نحو المصالحة الفلسطينية في مرحلة مختلفة في المنطقة وحاسمة في تأثيراتها على القضية الفلسطينية.

تدرك حماس لعبة بعض الفصائل في القطاع، وتعاني من عمليات لا تصب في مصلحة القطاع ولا المقاومة الفلسطينية في هذا الوقت.. خاصة وأن حماس قد حددت خياراتها في الانحياز لثورة الشعب السوري..

الصراع الأكبر اليوم على سورية الجديدة. فرنسا وبريطانيا قدمتا دعما كبيرا لائتلاف المعارضة السورية من خلال الاعتراف به ممثلا للشعب السوري، وهو ما يفتح أفق اعتراف الاتحاد الأوروبي الأوسع، بينما الولايات المتحدة الامريكية لازالت تعمل بطريقة اخرى لإعادة انتاج النظام الجديد من جسد النظام المتهاوي. لا شيء يقلق اسرائيل ويثير الرعب في أوصالها كتصورها أن منظومتها الأمنية الحدودية تعرضت لأكبر عملية تخريب بعد عقود من الاستقرار.

الصراع الأممي اليوم على سورية.. بين نظام سيرحل وبين نظام يتم هندسة علاقاته ورؤيته وماهيته. الولايات المتحدة الامريكية لم تخف ترددها وضعف حماسها بل ومعارضتها لقوى المعارضة السورية تحت حجج وجود القوى الجهادية التي لا تخشى أكثر منها على أمن اسرائيل.

ظلت لغة الرئيس والدبلوماسية الامريكية تخفيان أكثر مما تظهران.

سلوك الادارة الامريكية تجاه سورية يفضح الكلمات الميتة التي لم تقدم للثورة سوى تصورات مبتورة عن سياقات عملية يمكن الركون إليها. لا أكثر وضوحا من تصريحات الرئيس أوباما الاخيرة التي تخشى من الثورة السورية على اسرائيل.

هنا يُكشف سر التراخي والتماهي وارتباك السياسة الامريكية.

مهما بدا للبعض التناقض بين الادارة الامريكية، والنظام السوري فإن ثمة علاقات وحسابات تجري تحت الطاولة.. ليس من السهل ان تصنع الادارة الامريكية بديلا كنظام الاسد.. ولذا بدا الصراع جليا في الايام الاخيرة.. إنه صراع اوروبي - امريكي يتزاحم في تقرير مستقبل سورية.. وطبيعة النظام القادم.

العلاقات الامريكية بالنظام الايراني ليست كما يصورها إعلام منغلق على تصريحات سياسيين يخفون أبعاد تلك العلاقة والتفاهمات حولها. المحور الايراني - العراقي - السوري يحظى برضا أمريكي مهما بلغت لغة الاحتجاج او التعارض بين المصالح. هناك سياق كبير وعريض تجري فيه علاقة تصنع على عين الأحداث. على الرغم من بعض التعارض في المصالح نتيجة لتطلعات قوى اقليمية كإيران باتت ترى أن معركتها الكبرى اليوم في سورية.

يبدو أن حسابات الحقل في اسرائيل لم تنطبق على بيدر المقاومة.. كانت حسابات الحقل تقوم على محاولة ضرب عصفورين بحجر واحد.. نزع سلاح المقاومة خاصة مع تطور القوة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية. والأمر الآخر استفراغ الجهود في المنطقة والعالم تجاه موضوع غزة في محاولة لتخفيف الضغط الدولي على النظام السوري، وتقديم المزيد من الفرص لإعادة هيمنته على المفاصل الحساسة في سورية.. والتي فقدها خلال الاسابيع الماضية.. وكذلك إضعاف الائتلاف الواسع للمعارضة وقوى الثورة السورية أمام استحقاقات دولية وعربية تنتظر الوفاء بها.

خلط الأوراق لعبة تبرع بها بعض القوى في الازمات المستحكمة. حزب الله يناصر المقاومة الفلسطينية في غزة.. ويدعم النظام السوري الذي أوقع بالسوريين أبشع العذابات والقتل وصنوف التشريد. معادلة لن تمر مرور الكرام في مواقف تجلت خلال عامين بعد انكشاف غمة بلدان عربية ودّعت الاستبداد وبدأت مشروع بناء نظم تستجيب لحس شعوبها رغم التراكمات والازمات والاختناقات التي تواجهها اليوم. ولن ينقذ النظام الايراني دعمه للمقاومة الفلسطينية .. وهو يقتل طلاب الحرية في سورية.

أما تلك العلاقة بين الادارة الامريكية والنظام الايراني وحلفائه فهي بدت اليوم تتكشف عبر سلوكيات فضحتها الثورة السورية.. ولا زالت تكشف عن حدة الصراع حول مستقبل سورية وطبيعة الصراع بين القوى الكبرى والاقليمية في تقرير مستقبل هذا البلد المثخن بجراحه، والذي لازالت كل ليلة تمر عليه تجلب المزيد من العار على هذا العالم الذي لم يعد يكترث لمصير 40 ألف قتيل ومليونيْ مشرد وعشرات الالاف من المفقودين والمعتقلين.. وبلد تعرض نصفه للدمار.

لن تكون القضية الفلسطينية سوى في عين وقلب الشعوب العربية التي تتوق لانتزاع حريتها وكرامتها وحقوقها. المغتصب المحلي ليس أقل عدواناً وكارثية من المغتصب الأجنبي.

فلسطين تحررها العقول والنفوس والسواعد التي تؤمن بالتوازن الحضاري مع العدو.. وتؤمن بأن الحرية لا تتجزأ، وأن تحرير الذات من طغيان نظم البغي والعدوان هو الطريق لتحرير فلسطين.

=================

دولة إسلامية عادلة أم مشروع للتقسيم؟

بكر صدقي *

الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢

الحياة

ظهر شريط فيديو قبل أيام، نشاهد فيه طاولة اجتماعات كبيرة جلس حولها قادة ميدانيون لتشكيلات عسكرية عاملة في حلب وريفها، قرأوا بياناً يعلنون فيه رفضهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي تشكَّل مؤخراً في الدوحة، وعزمهم على إقامة «دولة إسلامية عادلة» على أنقاض نظام الأسد الذي يقاتلون قواته.

ظهرت للتو ردود فعل صاخبة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» من البيئة العلمانية المعارضة، يمكن تشبيهها بمؤشرات البورصة في حالات غير عادية حين تسجل صعوداً أو هبوطاً حاداً.

حدث أمر معاكس قبل فترة قصيرة، في الواقع «الواقعي» بدلاً من الواقع الافتراضي: فقد خسرت الليرة السورية من قيمتها أمام الدولار والعملات الأخرى، في أعقاب الإعلان من الدوحة عن ولادة الكيان السياسي الجديد «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة»، من نحو 75 ليرة سورية للدولار الواحد إلى تسعين، في غضون بضعة أيام فقط. ومن المحتمل أن تواصل قيمة الليرة الانخفاض إذا ظلت العوامل الأخرى المؤثرة ثابتة أو عززت هذا الاتجاه.

الشكوى من صعود المجموعات الإسلامية في الثورة السورية ليس جديداً، فلم يبخل الإعلام الخليجي والغربي من جهة، والأسدي والروسي والإيراني من جهة ثانية، في إبراز تلك المجموعات المسلحة بصورة مضخمة، كلٌّ لغاياته الخاصة. نعرف منذ حين بوجود جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام وكتيبة غرباء الشام ومجموعات سلفية أخرى متفاوتة الحجم والقوة. نعرف أنها لا تقاتل من أجل إقامة دولة ديموقراطية علمانية، بل دولة إسلامية مرجعيتها الشريعة. ما الجديد إذن في «بيان حلب»؟

الجديد هو رفض المشاركين في إعلانه لائتلاف قوى المعارضة والثورة الذي تم إطلاقه بعد مفاوضات شاقة في الدوحة. هل هذا يعني أن الدولة أو الدول الممولة للتشكيلات المذكورة ليست راضية عن تأسيس الجسم الجديد للمعارضة؟ أم أن قوى معارضة سورية كانت منتفعة من الجسم القديم «المجلس الوطني» هي التي تقف وراء بيان حلب، لأن استبداله بالجسم الجديد أضر بمصالحها؟ لا نعرف تماماً، لكننا نرجح الاحتمال الثاني بالنظر إلى تشنج كثيرين من المجلس الوطني حين طرح رياض سيف مبادرته، التي انتهت إلى الإعلان عن قيام الائتلاف الجديد.

أما عن الجهة المستفيدة من إطلاق بيان حلب، فلا يتطلب الأمر كثيراً من الذكاء ليقرر أي مراقب محايد أنه النظام السوري حصراً. هذه ربما آخر محاولات إخافة العلمانيين والأقليات من سقوط النظام، كما أنها محاولة لإفشال الائتلاف الجديد «من الداخل» بعد الزخم الذي اكتسبه من اعتراف بعض الدول به ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري (فرنسا وتركيا وإيطاليا وبريطانيا) واعتراف دول أخرى بأنه «ممثل شرعي لتطلعات الشعب السوري»، وتصاعد الحديث عن احتمالات تزويد المقاتلين بالسلاح.

الولايات المتحدة التي رحبت بقيام الائتلاف المعارض بحذر، تكرر يومياً رفضها تسليح المقاتلين، خشية «وقوع السلاح في الأيدي الخطأ». ها هو بيان حلب يعلن بوضوح أن أصحابه هم «الأيدي الخطأ».

ولكن بعيداً من هذا البيان–الفضيحة، الذي تبرأت منه مجموعات مسلحة إسلامية كثيرة، ما معنى إقامة دولة إسلامية في سورية؟

معناه أن الأقليات الدينية والمذهبية وحتى القومية (الكرد) سيعملون على الانفصال تماماً عن سورية الإسلامية المفترضة، ومعناه قبل ذلك اندلاع حروب أهلية مديدة حول فكرة الدولة الإسلامية بين مسلمين ومسيحيين، وبين مسلمين سنة وعلويين وجماعات مذهبية أخرى، وبين عرب وكرد، وأخيراً بين «العلمانيين» والإسلاميين، فإذا كان جميع المراقبين يقر بعدم قابلية النظام الحالي للاستمرار في الحكم ك «حامٍ للأقليات» على قول سيرغي لافروف، بقي لدينا التقسيم حًّاً وحيداً للمشكلة، وهو أمر بات الروس مؤخراً يجهرون بأنه أحد خياراتهم المطروحة. أما فرنسا، فهي صاحبة سبق في هذا الموضوع، حين كانت منتدبة على الكيان السوري الناشئ، وقد ذكَّرَ مندوبها في الأمم المتحدة قبل حين بالوثائق الموجودة في وزارة الخارجية الفرنسية بخصوص الدولة العلوية التي طواها التاريخ.

لعل الخاسر الأكبر من تواتر الحديث عن الدولة الإسلامية هو، للمفارقة، الإسلاميون أنفسهم، فمنذ أن دخلت المسألة السورية سوق التدويل الواسع، لم يعد تقرير مصير سورية ملكاً حصرياً لأبنائها. كلما توحدت قوى المعارضة على الأهداف زادت حصة السوريين في تقرير مصيرهم، وبالعكس: كلما تفرقت قواهم وتعددت رؤاهم لسورية الغد تضاءلت مساهمتهم الإجمالية في تقرير مصيرهم لصالح القوى الدولية. بعد سقوط النظام وقيام جمهورية ديموقراطية علمانية، سيحظى الإسلاميون بفرصة التنافس السلمي على السلطة العمومية لتحقيق رؤاهم الأيديولوجية، وسيتوقف فوزهم بأصوات الناخبين على مدى قدرتهم على إقناع الناس، في حين أنهم يضيعون هذه الفرصة بصورة نهائية بإعلان نيتهم في إقامة دولة إسلامية ارتبطت في الوعي العام بتجارب لا تتمتع بأي جاذبية كحال أفغانستان وغيرها.

أما النظام، فهو -لحسن الحظ- غير قادر على الاستفادة من أي شيء لتأمين بقائه، فهو ماضٍ بإهدار كل أوراق القوة التي امتلكها، لا بشطارته بل بالحظ المتمثل في وقائع الجغرافيا السياسية وحدها. بعبارة أخرى، سينسى الناس سريعاً بيان حلب حول الدولة الإسلامية، في حين تواصل الليرة انخفاضها والنظام اقترابه من لحظة الانهيار.

 

=================

هل بدأ مقاتلو القاعدة بالعودة إلى عمّان؟! * ماهر ابو طير

الدستور

26-11-2012

عدد السلفيين الجهاديين الاردنيين في سورية وفقا لاخر الارقام من داخل «السلفية الجهادية» وصل الى مئتين وخمسين مقاتلا، وبرغم ارتفاع العدد الا ان هناك من يقول ان المقاتلين بدأوا مؤخراً بالخروج من سورية والعودة الى الاردن.

الرواية تقول ان عشرات المقاتلين الاردنيين من السلفية الجهادية المنتسبة الى تنظيم القاعدة بدأوا بالعودة الى الاردن،من سورية.

قبيل عيد الاضحى عاد ثلاثة وعشرون مقاتلا عبر الحدود البرية،وهذه معلومة مؤكدة، فيما يعود بالتدريج بقية المقاتلين،وهذه رواية يتحفظ عليها بعض زعماء السلفية الجهادية في الاردن،ويرونها غير دقيقة،بل وينفون ما فيها.

السلفيون الجهاديون في الاردن تسللوا الى مناطق درعا،ومناطق اخرى،وبرغم آراء قالت لهم مبكراً ان الوضع في سورية معقد،وتتداخل فيه اطراف كثيرة،ولايمكن وضعه تحت عنوان الجهاد في سبيل الله فقط،الا ان غالبية من السلفيين اصرت على الذهاب انذآك.

هل بدأ الجهاديون،حقاً،رحلة الاياب الى الاردن،وهل لعب الواقع الميداني دوراً في هذه التغييرات في توجهات السلفية الجهادية؟.

محمد الشلبي «ابوسياف «احد قادة السلفية الجهادية في معان يقول اذ اسأله ان السلفيين الجهاديين اكتشفوا ميدانياً ان الوضع معقد،فهناك عمليات قتل وابتزاز وسلب ونهب وتصفية حسابات،بالاضافة الى تداخلات اخرى،من بينها موقف بعض أجنحة الجيش الحر من السلفيين، اذ هناك مقاومة من هؤلاء لتدفق السلفيين الجهاديين من اي بلد عربي.

الفترة الماضية شهدت كل وقت اعلاناً عن استشهاد مقاتلين من السلفيين الجهاديين الاردنيين في سورية،وسياسياً تسبب هذا بإحراج للسلطات الرسمية كون هؤلاء يعبرون عبر الحدود،وهذا ارتد على حالة الحدود التي باتت تشهد اغلاقاً كاملا في وجه التسلل الى سورية،مما جعل عملية المرور اصعب ايضاً.

في مطابقة لم تنجح لرواية ابي سياف،فأن «ابومحمد الطحاوي» وهو زعيم آخر من زعماء السلفية الجهادية يتحفظ بشدة على كل رواية عودة المقاتلين الى الاردن ويقول اذ اسأله انه عاد الى الاردن فقط ستة مقاتلين لاعتبارات عائلية،وهم يتمنون العودة الى القتال في كل لحظة.

يوّضح ان لا عداء بين مقاتليهم والجيش الحر،وهناك تسهيلات،وتفاهم ضمن حد معين،ولكل طرف ميدانه واتصالاته،معتقداً ان عدد المقاتلين السلفيين الجهاديين سيزداد خلال الفترة المقبلة في سورية،وليس العكس.

مابين الرقم الدقيق حول ارتفاع عدد المقاتلين الجهاديين في سورية،وتلك الرواية التي تقول ان المقاتلين بدأوا بترك الميدان والعودة الى الاردن،تأتي تقييمات قائدين للسلفية الجهادية،حاملة ذات وجه التناقض.

تبقى التحليلات موسعة حول تمدد التيار في الاردن،وقدرته على ارسال عناصر مدربة مسبقاً،وارتداد هذه القدرات حالياً ومستقبلا على الداخل الاردني،خصوصاً،ان رجال القاعدة عموماً ينتقلون من «معركة» الى «معركة» ومن «ميدان» الى «ميدان».

كل هذا يقول ان تيار السلفيين الجهاديين ينمو يوماً بعد يوم،في الاردن،وفي هذه المنطقة،وجاذبية القتال ضد النظام السوري لاتخضع على مايبدو لاي تقييمات سياسية،بقدر كونها فعلا من افعال ارضاء الله، وهي جاذبية لن تبقى محصورة في وجه النظام السوري.

لابد من اقناع السلفيين الجهاديين الاردنيين بالخروج من سورية،فهذه معركة غير نظيفة،وهي ايضا تسمح باستبدال الاولويات والاعداء،ولعل في نموذج غزة الاخير،تذكير بالعدو الاصلي واولوياته قبل غيره.

الرأي الغائب يقول للاسف:دعوهم يذهبون ويقاتلون ولنتخلص منهم هنا،وهذا رأي مقامر،لانه يتوقع نهاية قد لاتتم على ارض الواقع.

=================

متلازمة المدافعين عن النظام السوري: الإنكار والتفاصح

نور الله السيّد

2012-11-25

القدس العربي

انخرط في الدفاع عن النظام السوري من غير السوريين أكثر من السوريين أنفسهم. فشاشات التلفزيون العربية والأجنبية تكشف على نحو لافت عن مدافعين متحمسين عن النظام السوري بأكثر مما نشاهد من صحافيين أو سياسيين أو مفكرين سوريين، وهو أمر يثير الاستغراب.

والخلاصة الأولى التي يمكن استنتاجها هي قلةُ من يستطيع الدفاع عن النظام السوري من السوريين. وهذا أمر يمكن تعليله بأحد احتمالين. الأول: السوريون جميعهم يرون بأعينهم كيف تقصف الطائرات مناطق مأهولة داخل المدن والبلدات بحجة وجود مسلحين معارضين في أماكن القصف، وهم يعرفون أن هناك بالضرورة ضحايا أبرياء وأن البيوت التي تُدمر هي بيوت لمواطنين مثلهم، ومن ثم فكيف يمكنهم الدفاع عن النظام دون أن يرجف لهم جفن؟ الثاني: هو أن السوريين المدافعين عن النظام غير مُقنعين لأي مشاهد، فأطروحتهم الأساس، ومنذ اليوم الأول للانتفاضة، هي أن المعارضين هم أفراد عصابات مسلحة تمولها وتسلحها كل من تركيا والسعودية وقطر. أي لا وجود لمعارضة سورية طالبت بإسقاط النظام سلمياً طيلة أشهر متلاحقة جابهها النظام بالعنف المسلح ونجح في جرها إلى ساحة الاقتتال التي يفضلها، وهو إنكار لا يمكن لطفل أن يعقله.

والمدافعون عن النظام من غير السوريين تعوزهم معرفة تفاصيل ما يجري على الأرض فعلاً ومعرفة الحساسيات الخاصة للمجتمع السوري وطبيعة علاقة المواطن السوري بالنظام. يبني معظمهم مواقفه على معلومات وسائل إعلام النظام لدرجة التكرار حرفياً. والكل يعرف درجة إسفاف وسائل الإعلام السورية المزمن. ويظهر إسفاف هؤلاء المدافعين مثلاً عند وصفهم المعارضة السورية المسلحة على أنها مؤلفة من جهاديين أو سلفيين في أغلبيتها! ربما لا يعرف هؤلاء علاقة المجموعات الدينية المسلحة في المنطقة بالنظام السوري! قال جميعهم تقريباً في بداية الأزمة السورية إن هذه الأزمة عابرة وسيكون النظام قادراً على إخمادها في غضون أسابيع. وها نحن الآن على مشارف الأسبوع المائة من عمر الانتفاضة وهي تزداد أُواراً!

وبعض المدافعين عن النظام السوري يفعل ذلك تلبية لدواعي اصطفافات سياسية، وهم عموماً من أنصار حزب الله أو إيران أو بعض الروس الذين يكررون مقولات الخارجية الروسية وهو أمر مفهوم عندما نعرف أنهم كانوا موظفين روس في وقت ما أو لازالوا على رأس عملهم.

وإذا تركنا جانباً حزب الهو وإيران وعلاقتهما التاريخية بالنظام السوري وتفضيلهما الدفاع عن النظام السوري لأسباب واضحة مختبئين وراء حجة الممانعة التي كشفتها أحداث غزة القريبة على نحو أكثر من فاضح، فلا مصداقية لروسيا ومن سار في ركابها في الأزمة السورية. فغير تزويد النظام السوري بالسلاح والدفاع عنه باستماتة في كل المحافل العالمية فالموقف الروسي غير أخلاقي بامتياز لجهة أنه يبرر مواقفه في الأمم المتحدة على قاعدة أنه يرفض تدخل الخارج بالشأن السوري، وأنه لا يجوز لأي دولة أن تتدخل بشؤون أي دولة أخرى. ولكن روسيا تنسى أنها المتدخل الأكبر في سورية وعلى كل الصُعد. فالمتابع للشأن السوري سينتابه شعور بأن وزير الخارجية الروسي لافروف هو المتحدث الرسمي باسم سورية أو وزير خارجيتها. فآخر تصريح سمعناه لوزير الخارجية السوري يعود إلى قرابة ثلاثة أشهر في حين أن لافروف يدلي كل أسبوع تقريباً بتصريح مدوٍ عن سورية. فهو مثلاً يطالب بحماية الأقليات في سورية وينسى من نكّل بالشيشان، وآخر تصريحاته وصل إلى حد الهلوسة بالتحذير من تسلم القاعدة الحكم في سورية عند سقوط النظام! روسيا تطالب دائماً بالالتزام باتفاق جنيف وعندما يُطلب منها موافقة مجلس الأمن عليه لإعطائه قوة التنفيذ ترفض ذلك! أي أنها تطرح حلاً لا يحل شيء ولا يقدم سوى كسب الوقت للنظام السوري.

فئة أخرى، ربما من حيث لا تدري تقدم دفاعاً عن النظام السوري، تدعي الحياد والتحليل لرسم صورة للمشهد السوري. وفي سياق ذلك تنسى هذه الفئة، تاريخ الانتفاضة السورية والكثير من ملامحها وملاحمها. إذ يميل بعض 'محللي' هذه الفئة إلى وضع الانتفاضة السورية باعتمادها العنف المسلح على قدم المساواة مع النظام ناسين أن المظاهرات السلمية شملت كل المدن السورية على مدى أشهر وأن النظام قتل المتظاهرين حتى الذين كانوا يقدمون الورود والماء في داريا مثلاً للأمن والجيش ليقولوا لهم إن مظاهراتهم سلمية، ولكن دون فائدة! داريا هي التي عرفت أكبر مذبحة أو مسلخة نفذها النظام السوري بالمواطنين وهي البلدة التي اجترحت شعار: 'سلمية...سلمية' ومات من أجله الصحافي غياث مطر تحت التعذيب!

محللون آخرون يختبئون وراء نظريات العلوم السياسية لأوضاع يُدان فيها طرف أو آخر. فهناك مثلاً من يتحدثون عن التوازن الأخلاقي، ويقولونه بالإنكليزية moral balance معطين لقولهم هذا نكهة مصداقية على أساس أن هذا شيء من نظرية معروفة. وهذا التوازن الأخلاقي يعني أن المدينتين الكبيرتين دمشق وحلب لم تخرجا ضد النظام كما حدث في القاهرة والإسكندرية في مصر مثلاً، ولم تُعبرا عن موقف مناهض للنظام، ومن ثم فيمكن اعتبار أن هاتين المدينتين الكبيرتين لا تزالان تشكلان رافعة معنوية للنظام بصمتهما على الأقل وهذا يمنح النظام مصداقية الاستمرار. ينسى هؤلاء 'المحللون' أن النظام السوري لا يسمح بالتظاهر، وأن قتلَ المتظاهرين أمر طبيعي بالنسبة للنظام. دمشق وحلب وكل المدن السورية لم تكن مدناً صامتة يوماً، ولكنها مدن خائفة، خائفة من بطش همجي، ومن ثم فكيف يمكن الحديث عن توازن أخلاقي!

هم لا يعرفون بالطبع أنه في بداية الأزمة السورية تساءل أحد أفراد الدائرة المقربة من الأسد، وبحضور الأسد نفسه، عن محظور ترك المواطنين يتظاهرون بقدر ما يريدون خاصة وأنه يمكن السيطرة عليهم دائماً وبطرائق مختلفة. فأجابه الأسد قائلاً: إذا تركنا المواطنين يتظاهرون اليوم في حي الميدان فغداً سيتظاهرون في ساحات دمشق وبعد غد سيحتلون ساحة الأمويين ومعهم شباب من كل سورية، وبعد أسبوع سيتظاهرون على أبواب قصر الشعب حيث نحن هنا ويقتحمونه ويدوسوننا بالنعال...وهو أمر لم يفعل النظام سوى تأخيره إلى حين.

=================

الائتلاف الوطني السوري في خطر

طريف الخياط

الشرق الاوسط

26-11-2012

ولد الائتلاف الوطني السوري، ومرة أخرى يكون المولود جسما توافقيا بين كتل سياسية. يبدو أن تلك الصيغة كانت الأمثل تكتيكيا للتهرب من مبادرة رياض سيف كما طرحت بادئ الأمر، أي «هيئة المبادرة الوطنية»، والتي بدت مهددة بالنسبة للبعض، من حيث إن الهيئة المقترحة تمثيلية، وهي بذلك تضع حدا لنفوذ أحزاب وكتل «تغرف» قراراتها من مكاتبها السياسية وتفرغها بتناقضاتها في جوف التكتل السياسي الأوسع الذي تسيطر عليه، وهو في حالتنا «المجلس الوطني السوري».

يعتقد الكثيرون أن ذلك الحال قد استدعى حملات لتشويه المبادرة عبر لصق تهم مسبقة الصنع أقلها الارتهان للخارج بما يوحي بالعمالة له، وقد طالت تلك التهم أيضا شخصية رياض سيف (الذي اقترح المبادرة) وتاريخه الوطني. ويبدو أن بعض الأحزاب قد غاب عنها ارتباطاتها الإقليمية والدولية، عدا عن الارتباطات الحزبية العابرة للحدود، وسهولة نقلها للبندقية من كتف إلى كتف حسب الظروف، وربما مرد ذلك لقناعة راسخة في كوادرها، أنهم و«جماعتهم» فوق النقد. لا يغيب هنا ذكر لتيار آخر، بدا أن أهم خفايا وخلفيات تعطيله لمشروع المبادرة، تعود إلى خلافات شخصية معروفة في كواليس السياسة السورية.

الهيمنة والشخصنة واللهاث على حجز الحصص من كعكة لا تزال في الفرن، ومهددة بأن تحترق في غفلة الانشغال بالخلافات المصلحية الضيقة. تلك أهم الأسباب التي دفعت البعض للوقوف في وجه المبادرة - الائتلاف، وأيضا فإنها نفس الأسباب التي عطلت عمل المجلس الوطني منذ تأسيسه إلى اليوم، والذي ظنت مكوناته أن من دعمهم ووقف معهم سيستمر على تلك الحال إلى الأبد، فغياب العمل الفاعل والانكشاف من الدعم الشعبي، دفعت الكثيرين لفقدان الأمل بالفاعلية السياسية من جهة، والتشكك بالشرعية التمثيلية لأولئك السياسيين وكياناتهم من جهة أخرى.

لم تكن كلينتون هي من أطلق الرصاصة الأخيرة، بل تراكم اللافعل في سجل متردي الأداء، والعجز حتى في شأن داخلي كالمتعلق بإعادة الهيكلة، ليبدو المجلس في صيغته الأخيرة كما لو أنه تحول إلى معارضة اللون الواحد والحزب الواحد، بل الجنس الواحد حيث غابت المرأة عن أمانته العامة كليا، وهو بالتالي كان عرضة لانسحابات متتالية بين أعضائه، خصوصا في فئة الشباب التي عانت بدورها من الإهمال، فوجد المجلس نفسه مضطرا لتجميل الصورة الخارجية باستخدام شخصية من الأقليات الدينية لها تاريخها النضالي؛ حيث تم تقفيزها إلى سدة الرئاسة دون انتخاب!

هناك محترفون في أحابيل السياسية، لكن توجيه السهام إلى الشركاء دون النظام، قد دفعت بمن يستحوذ على قرار المجلس الوطني إلى الموافقة على المبادرة بتحويلها إلى ائتلاف، وذلك بعد ضمان حصة الثلث المعطل بنصيب 21 مقعدا، عدا عن أسماء تنتمي أو محسوبة على كتل مجلسية، حجزت أماكنها في الجسم الجديد تحت مسميات شتى.

ثم خرج الائتلاف إلى العلن، وانتخب أحمد معاذ الخطيب رئيسا لأكبر تشكيل معارض، كشخصية مستقلة من خارج الكتل المتخاصمة والمتناحرة، واستطاع أن يسترعي اهتمام الداخل كما الخارج بخطابه المتوازن، وبدا رجلا صادقا لا سياسيا متلونا، حافظ على ثوابت مناهضة للطائفية منذ بدايات الثورة، فكان أن حظي بالشعبية والاحترام لدى جميع فئات الشعب السوري الاجتماعية، ومختلف اتجاهاته السياسية.

وعلى الرغم من أن الائتلاف قد حصل على اعترافات دولية مهمة، تفاوتت من حيث الصفة التمثيلية للشعب السوري، لكن لم يمض أسبوع على تشكيله إلا وبدأت تتناثر على صفحات ال«فيس بوك»، اتهامات بأن الدعم الدولي ليس بريئا ومرده إلى اتفاقيات مذلة لسوريا وشعبها. ومع الأخذ بعين الاعتبار، أن هكذا تفاهمات ليست من صلاحيات الائتلاف، يبدو أن صعوبة النيل من شخصية الخطيب قد دفعت جهات مجهولة لمحاولة تشويه صورة الجسم الذي يرأسه، وترافق ذلك مع تهديدات - عبر وسائل إلكترونية - لمعارضين معروفين بشن حملات تعريض بالسمعة في حال استمروا بانتقادهم لبعض الأطراف. يغيب عمن يمارس أفعالا كتلك، أنه يسهم بتفريغ الساحة السياسية من الشخصيات الوطنية المعارضة، ويزيد من واقع الفرقة والتشرذم.

يلاحظ المتتبع لخريطة المعارضة السورية، أن الصراع يجري بين أحزاب وتشكيلات سياسية، تحتاج إلى مشعوذ محترف بعلوم الغيب والتنجيم والفلك ليستنبط حجم شعبيتها وتمثيلها على الأرض، ويبدو أن الحال لم يختلف كثيرا بعد تشكيل الائتلاف؛ حيث إن هناك من يحاول تجاوزه في مسعى للتحرك السياسي والظهور الإعلامي بشكل منفرد، مهددا بذلك أكبر مظلة جامعة للمعارضات السورية. فهل يستحق ملايين المشردين والجوعى، وألوف المعتقلين والشهداء، معارضة على هذه الشاكلة؟ وهل يفكر بعض المعارضين بالتداعيات الكارثية والفوضى المقبلة واستشراء التطرف، إذا ما استمر الحال على ما هو عليه؟ ثم إن العودة خطوة للوراء ستحمل بلا شك انعكاسات داخلية مباشرة ونفسية، وأخرى دولية سياسية خطيرة، قد تطيح بصورة مستقبل ديمقراطي، يحلم به السوريون.

إن حماية الائتلاف أمر لا سجال فيه، فمزيد من الفشل لأسباب تتعلق بالأمراض المزمنة للمعارضة، سيجعل كثرا من السياسيين السوريين، شركاء بدم الشعب إلى جانب النظام.

* كاتب سوري

=================

تجمع المعارضة السورية الأخير.. ما الذي تغير؟

تقرير خاص - (الإيكونوميست)

ترجمة: عبد الرحمن الحسيني

الغد الاردنية

26-11-2012

في أعقاب شهور من الاقتتال الداخلي والارتباك، كانت التوقعات عشية انعقاد اجتماع المعارضة السياسية السورية منخفضة الوتيرة. لكن السوريين والمتتبعين للشأن السوري تشجعوا بحذر بعد النتائج التي تمخضت عنها الاجتماعات الأخيرة التي انعقدت في العاصمة القطرية، الدوحة. وبعد أيام من المباحثات، وفي وقت متأخر من ليل الأحد، 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، وافقت مجموعات المعارضة، بشكل مؤقت، على تشكيل جسم جديد هو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة.

وبعد الاتفاق، أصبح الرجل المسؤول هو معاذ الخطيب، الإمام السني من دمشق. ويحظى نائباه، رياض سيف، وسهير الأتاسي، باحترام كبير في داخل سورية وخارجها على حد سواء. ورياض سيف، هو رجل الأعمال والبرلماني السابق والذي حدد الشكل الذي ستأخذه المجموعة الجديدة؛ كما أن سهير الأتاسي هي الناشطة النسوية التي تنحدر من عائلة سورية معروفة جداً، ما سيضفي المصداقية على المجموعة. وعلى العكس من العديد من ساسة سورية المنفيين في الخارج، كان هؤلاء الثلاثة قد غادروا سورية مؤخراً وحسب، وهم يتمتعون بعلاقات قوية مع أولئك الناس الذين تركوهم في الوطن. وكانت كلمة القبول التي ألقاها السيد الخطيب دعوة تأكيد على الحاجة إلى وضع حد للعنف في كل أنحاء سورية.

وكانت قد ساعدت في تسريع خلق المجموعة ضغوط ووعود بالمال من الأجانب، وخاصة كلا من أميركا وقطر. ووفق تقارير نشرتها صحيفة "النيويورك تايمز"، فقد زينت السلطات القطرية قاعة الاجتماعات بصور لسوريين وسط ركام منازلهم، من أجل التشديد على الحاجة للوحدة. وقد ساعد هذا في التغلب على العائق الأكبر: إقناع المجلس الوطني السوري، التجمع المظلة الذي ظل حتى الآن بمثابة الممثل الرئيسي للمعارضة، بالانضمام إلى الائتلاف. وأقدم المجلس على هذه الخطوة بعد أن وافقت المجموعة الجديدة على رفع عضويته إلى 40 %. ويمهد تشكيل الائتلاف الطريق أمام زيادة التمويل والاعتراف الدبلوماسي، ربما ابتداء من الشهر المقبل في مؤتمر أصدقاء سورية المقرر أن ينعقد في المغرب.

وبمشاركة ممثلين عن كل واحدة من المحافظات السورية، تأمل المجموعة بأن تكون على اتصال أكثر مع السوريين على الأرض. وإذا شكلت المجموعة مجلساً عسكرياً، فإنه سيكون بإمكانها تقديم بعض الإشراف المدني لأولئك المنخرطين في القتال. كما سيكون بإمكانها المساعدة في تحويل الأسلحة من قطر وليبيا والعربية السعودية، وربما أيضاً من بريطانيا في حال صحت التقارير التي تحدثت عن شعور رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، بالتشجع لفكرة تسليح الثوار السوريين.

لكنه يترتب على الائتلاف الجديد أن يثبت قدرته على تفادي الأخطاء التي ارتكبها المجلس الوطني السوري الذي تعرض للانتقادات بسبب وضعه صيغ وثائق سياسة بلا نهاية على حساب المهمات العملية التي تتعلق بالحصول على مساعدات للاجئين والمشردين داخلياً.

وما يزال من غير الواضح ذلك التأثير الذي ستحظى به المجموعة في سورية ما لم تستطع الاتحاد مع باقي مجموعات الثوار المختلفة. وعلى النقيض من المجلس الوطني الانتقالي الليبي، فإن الائتلاف ربما يظل عالقاً خارج سورية. وبينما دعا السيد الخطيب إلى وضع حد للعنف، فإن آخرين يبدون ميالين إلى استمرار القتال. وقد تضمنت الاتفاقية فقرة تجعل من المستحيل عقد أي نوع من المفاوضات مع النظام، كما أن جورج صبرا، المسيحي والشيوعي السابق الذي كان قد انتخب مؤخراً رئيساً للمجلس الوطني السوري، دعا إلى تسليح المعارضة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا المجلس الجديد يشكل خطوة إلى الأمام، في تشكيلته على الأقل. وعلى عكس المجلس الوطني السوري الذي ما يزال الإخوان المسلمون يهيمنون عليه، فإن أمثال السيد الخطيب وسيف والسيدة الأتاسي والسيد صبرا يشكلون تذكرة بالطبيعة التعددية التي تنطوي عليها المعارضة للنظام السوري.

===============

مبادرة الابراهيمي لإنقاذ الأسد

كتب بواسطة: الدكتور حسان الحموي

تصنيف المقالة: تحرر الكلام

تاريخ النشر: 2012/11/25 - 09:49 AM

في الأيام الأخيرة بدأت قوّات الأسد تتراجع نحو دمشق ؛ خاصة مع تزايد أعداد الجيش السوري الحر ، و تركيز عملياتها في العاصمة؛ لأنهم كانوا منذ البداية يدركون أن معركتهم الحقيقية هي في دمشق ولكن نقص العدة والعتاد كان السبب الرئيسي في تأخر تنفيذ هذا الخيار.

بالأمس صرح رئيس الأركان في الجيش السوري الحر لوكالة الأناضول للأنباء "إنّ أعداده فاقت أعداد قوات الأسد التي "بدأت التخلّي عن المناطق البعيدة وتركز ثقلها في العاصمة"، لافتاً إلى أنّها "الخطوة الأولى باتّجاه معركة دمشق الكبرى"..

وأضاف " أنّ "الثوّار بدأوا يلتمسون الآثار الإيجابية لهذه الخطوة؛ حيث يتمّ حصد نتائجها في عدّة مناطق، وبالتحديد في دير الزور والميادين وإدلب وحلب"..

وأن هناك "إرباك كبير" يعيشه النظام مع احتدام معارك دمشق؛ باعتبار أنّ للعاصمة أهمّية إستراتيجية، و"سقوط النظام سيكون هناك".

و"بدل أن يرسل النظام قوّاته إلى المناطق التي تشهد معارك في الأطراف نراه يغادرها متوجّهاً بقوّاته إلى العاصمة، وقد سحب مؤخراً عدداً كبيراُ من العناصر من حمص باتّجاه دمشق"..

 

وفي هذا السياق فقد تم مؤخراً تشكيل لواء عسكري نوعي في دمشق وريفها، يضمّ نخبة من قوات الجيش الحرّ؛ استعداداً لما وصفوه بال"معركة الفاصلة لتحرير العاصمة السورية"..

وهو الأوّل من نوعه بمنطقة دمشق وريفها، يضمّ عدة كتائب مختارة، كما ينضوي تحته لواء مخابراتي مهمّته كشف الاختراقات التي قد تقع في صفوف الجيش الحرّ، بتدبير من حكومة الأسد ...

كل هذه المتغيرات دفعت الابراهيمي إلى مسارعة الخُطى نحو انقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا نظام الأسد من خلال خطته الجديدة القديمة التي ينوي عرضها على مجلس الأمن يوم الخميس المقبل حسب لوفيغارو الفرنسية تحت ما يسمى الخروج من الأزمة السورية ، والتي تقضي بتشكيل حكومة انتقالية حتى العام 2014 والأسد يبقى من دون صلاحيات ...

وتنص الخطة على تشكيل حكومة انتقالية وطنية تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية لقيادة سورية حتى العام 2014 ، تاريخ إجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة.

ووفق ورقة الإبراهيمي فإن الحكومة الانتقالية يجب أن تضم أعضاء من المعارضة وشخصيات من النظام غير متورطة بعمليات القمع.

وتشير الخطة الى أن بشار الأسد يكمل ولايته، ولكنه لا يحتفظ إلا بدور تمثيلي .

ولكن الإبراهيمي ، يبقى غامضا لجهة حق الأسد في أن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ؟! ، استجابة لمطالب روسيا و ايران.

وهو ما برح يمهد بتصريحاته بين الحين والآخر لخطورة الوضع في سورية ، وأن سورية ذاهبة الى الصوملة لا محالة، بغية اقناع الأطراف السورية بقبول خطته كخيار وحيد لإنهاء الأزمة.

ولأنه يعلم أن الائتلاف الوطني السوري غير مستعد للتفاوض مع الأسد ولا يقبل بوجود الأسد على سدة الحكم ، لذلك هو يستعين اليوم بالحكومة المصرية لتسويق خطته هذه، على غرار تسويق خطة الهدنة بين حماس والكيان الصهيوني.

وفي هذا السياق تأتي "الزيارة التي ينوي وفد من هيئة تنسيق قوى التغيير القيام بها إلى موسكو في الثامن والعشرين من الشهر الحالي تلبية لدعوة رسمية، والتي تهدف إلى إيجاد حل تُجمع عليه الدول الخمس الدائمة العضوية ويكون مُلزماً لها و"لسماسرتها الإقليميين"، حسب وصف هيثم مناع الذي اتهم خطاب المعارضة (( الائتلاف الوطني السوري)) كعادته بالشعبوي و المزاود، وأضاف بأنه "للأسف، تم بناء فريق سياسي يعتقد أن الحرب على سوريا هي الطريق الوحيد لإسقاط النظام، أي إدخال البلاد والعباد في نفق لا نهاية منظورة له".

لكن الثوار من خلال انتصاراتهم على الأرض يؤكدون أنهم غير قلقين على صوملة سورية وانما قلقون على صوملة روسيا وايران وأمريكا:

 

وأن الثوار لن يسمحوا لمبادرات الابراهيمي بالعبور إلا على أجسادهم الطاهرة.

فاليوم دمشق كلها تشتعل ولا يوجد مكان هادئ للعمل السياسي

ففي كل شوارع دمشق هناك اشتباكات وانفجارات؛ حتى في ساحات

الامويين والعباسيين والمزه وبرزه ، و شارع بغداد وساحة السبع بحرات، عدا عن المنطقة الجنوبية كلها بدءا من القدم وعسالي وكفرسوسة والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن .

بالإضافة الى الريف الدمشقي الذي بات محررا سوى من قصف طائرات النظام التي تتساقط تباعا على ايدي المجاهدين، و الاشتباكات اليومية على كل الطرقات المؤدية الى دمشق.

فثوار دمشق اعلنوها حرب حتى اخر نقطة دم شهيد ، ولن يقبلوا بتلك الحلول الهزلية بعد اليوم، لأن زمن السياسة لم يحن بعد ، و هذا زمن الانتصارات والمعارك ، ولا حياة للجبناء والعملاء في سوريا بعد اليوم.

فسوريا غير مستعدة لإنقاذ الطاغية من مصيره المحتوم مهما كانت كلفة هذا الخيار، والسوريون اتخذوا قرارهم وتوكلوا على الله فهو ناصرهم وهو مولاهم.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ