ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 24/11/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

23-11-2012

بالصور.. احتفالات عيد الطفولة فى سوريا

بالصور.. احتفالات عيد الطفولة فى سوريا

كتبت-ناهد إمام:

احتفلت صفحات شهداء أطفال سوريا على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بعيد الطفولة العالمى الموافق للعشرين من نوفمبر، بنشر صورة مجمعة لمعظم الأطفال من شهداء سوريا البالغ عددهم منذ اندلاع الثورة السورية حتى تاريخ 15 نوفمبر الجارى 41515 شهيداً .

واسترجعت الصفحات السيرة الذاتية لعدد من الأطفال موثقة بصورهم، فيما ساهم البعض برسوم للأطفال، وأخرى تعبيرية، توضح مدى القسوة والبشاعة التى تعرض لها أطفال لا ذنب لهم.

بوابة الوفد الإلكترونية‎‎

==============

الحل "الأميروسي".. والأزمة السورية

الوطن السعودية

2012-11-22 12:00 AM

رغم تأكيد وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، على عدم توصله لمقاربة مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون، في آخر لقاء جمعهما بشأن الأزمة في سورية، إلا أن كل المعطيات تشير إلى أن حلا "أميروسيا" ما يزال في إطار التداول بين صناع القرار في البيت الأبيض والكرملين، ويعتمد في مبدئه على ضمان أمن إسرائيل في مرحلة ما بعد الأسد.

إن ما يحدث في غزة من عدوان إسرائيلي فاضح بكل المقاييس، لا يمكن فصله عن مشهد "الأزمة السورية"، خاصة بعد وصول المناوشات بين قوات الأسد والجيش الحر لهضبة الجولان المحتل.

هذا التطور الأخير دفع بالمسؤولين الإسرائيليين لاستشعار الخطر، الذي بات يهدد أمن تل أبيب، وتحديدا مع استمرار الوضع السوري في "التفجر"، إذ لم يكن هناك حل سوى الهروب إلى "الأمام" عبر إشعال حرب جديدة في غزة.

كثيرة هي التحليلات التي ظهرت بعد أول يوم من بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، حول الأهداف الإستراتيجية التي يريد الإسرائيليون تحقيقها من خلف هذا العدوان. ولأن لكل حرب ثمناً، فليس من المعقول ألا يكون هناك ثمن من خلف هذه الحرب الجديدة، خاصة مع التقديرات التي تشير إلى تكبد إسرائيل ما يزيد عن 767 مليون دولار منذ بدء عمليتها العسكرية.

إسرائيل كانت على الدوام تقدم هدف "أمنها" على كل الأهداف، مدعومة في ذلك من الولايات المتحدة الأميركية، التي صرحت وزيرة خارجيتها أول من أمس من تل أبيب أن التزام واشنطن بأمن إسرائيل "صلب كالصخر"، وبالتالي فهي مستعدة أن تقدم كل ما من شأنه تحقيق هذه الغاية، حتى لو تطلب الأمر أن تتقدم بـ"تنازلات".

الحرب على غزة تشكل بالنسبة لكل من واشنطن وموسكو، فرصة للطرفين؛ لإحداث مقاربة أميركية روسية في الأزمة السورية. فالأولى تسعى لهدف عدم تأثر إسرائيل بصعود أي حكومة انتقالية جديدة في دمشق، وضمان أمن حدودها المطلة على "الجولان المحتل"، والذي قد يكون على غرار الخط الأزرق جنوب لبنان، والأخرى تتفق معها في هذا الهدف، وتزيد عليه ضمان بقاء الوجود الروسي على الأراضي السورية، وهو ما يجعل من البوابة الأميركية الروسية المنفذ الأنسب لإطفاء نار أزمة تقترب من الدخول في عامها الثالث.

 

======================

هل تعيد إيران حساباتها بعد فشل "حوارِها"؟

سركيس نعوم

2012-11-22

النهار

 تعرف الجمهورية الاسلامية الايرانية ان دفاعها المستميت عن نظام الرئيس بشار الاسد  منذ نحو 20 شهراً لن ينقذه من مصير محتوم. ذلك ان القمع الشديد الذي يمارسه بواسطة الجيش والاجهزة و"الشبيحة" على الغالبية الثائرة عليه من الشعب السوري لم يرعبها رغم سقوط آلاف القتلى والجرحى واعتقال الآلاف ايضاً ثم "اختفاء" كثيرين منهم. وعلى العكس من ذلك فقد ضاعف القمع من عزيمتها، وحوّلها من سلمية الى مسلحة، وجعلها مستعدة للتضحية بالغالي والارواح بغية التخلص من النظام القائم. وقد يكون السبب الاساس لهذا النوع من رد الفعل عدم قدرة غالبية الشعب السوري على احتمال الظلم والاضطهاد وغياب الحريات واستشراء الفساد واستباحة كل شيء في البلاد. وذلك كله ساد على مدى اربعين سنة. لهذا السبب يشبِّه سوريون ما تشهده بلادهم بـ"ثورة العبيد" التي قادها "سبارتاكوس" ضد الحكم الروماني، أي بثورة المقهورين واليائسين من اي تحسن لأحوالهم او من تحسس لآلامهم من  الحاكمين، والذين لم يعد لديهم شيء يخشون خسارته.

لكن الجمهورية الاسلامية الايرانية تعرف في الوقت نفسه انها لا تستطيع ان ترمي أوراقها، وخصوصاً التي منها بدأت تتمزق او تحترق، وتالياً ان تستسلم لأعدائها العرب والمسلمين وللمجتمع الدولي برئاسة اميركا متخلية عن مشروعها الاقليمي البالغ الطموح، والذي له جوانب عدة أبرزها ثلاثة: واحد امبراطوري فارسي، وآخر اسلامي مذهبي شيعي، وأخير انساني يهتم للمستضعفين من البشر ومن المسلمين تحديداً.

الا ان ما حصل معها في الايام القليلة الماضية، وما تشهده سوريا والحرب فيها بين الثوار والنظام في الأشهر الاخيرة، أو بالأحرى في الاسابيع الأخيرة، يجب ان يدفعاها الى اعادة تقويم الوضع السوري والأوضاع الاقليمية والدولية، وكذلك وضعها وقدرتها على الاستمرار في الدفاع عن مشروع بل عن منفذيه في وقت ترى قدرتهم تتراجع واحتمالات انتصارهم تتضاءل. فهي دعت الى مؤتمر حوار بين معارضي النظام السوري من داخل البلاد والنظام. وقد انعقد أخيراً في طهران. لكنه فشل، والسبب هو انه ضم النظام وجماعته المُكلَّفة المعارضة، وغابت عنه من راهن الاسد واركانه واقطاب النظام الايراني أي المعارضة الفعلية في الداخل التي لا تزال تمارس الثورة السلمية، والتي لجأ بعضها الى السلاح دفاعاً عن النفس. وهي ما يطلق عليها اسم "التنسيقيات" ومن قياداتها اولاً هيثم المناع وثانياً حسين عبد العظيم. وغيابها أكد لايران وللعالم كله ان ثوار سوريا، على اختلافهم وعلى تنوع اهدافهم وتناقضها، يجمعون على أمر واحد هو عدم الحوار مع النظام وضرورة سقوطه ورحيل رأسه بشار الاسد. ذلك انهم لا يثقون به او لم يعودوا يثقون به وبقدرته على "العطاء" وبرغبته في ذلك. ولعل ما قاله الولي الفقيه في ايران السيد علي خامنئي، سواء في افتتاح مؤتمر الحوار الفاشل أو بعد انتهائه، عن ضرورة القاء المعارضة السلاح كي يقبل النظام الحوار معها يدلّ في صورة واضحة على عدم جدية الدعوة الحوارية، وإن اتت من طهران، وإن باركتها دمشق الأسد.

اما في الداخل السوري فيُلاحظ متابعو تطورات حروبها من سوريين وعرب واجانب ان الردع والقمع باتا مقتصرين في صورة عامة على الطيران الحربي والمدافع والصواريخ. اما الاشتباكات فيفرضها الثوار وكمائنهم. ولا يعود ذلك، كما يقول الثوار ومؤيدوهم في الخارج، الى ان الجيش السوري اُنهِك وهو كذلك، وتالياً ان انهيار نظام الاسد صار قريباً جداً. بل يعود الى ان النظام "يرسم" بالنار والدمار في اثناء قمعه للثوار حدود "المربع الجغرافي" المذهبي الموسَّع الذي سينتقل اليه في حال فشله في السيطرة على كامل سوريا، والذي يحرص على ان يكون موصولاً برياً بايران عبر حليفها "العراق الجديد". واذا حصل ذلك يكون النظام انتهى فعلاً. وسيساعد في هذا الأمر حصول الثوار على صواريخ مضادة للطائرات في وقت قريب، ومن دون خوف من وقوعها في أيدي الاسلاميين المتطرفين، لأنها قابلة للتعطيل من بعد في حال كهذه.

طبعاً لا يعني ذلك ان بلوغ هذه المرحلة سينشئ فوراً نواة دولة سوريا الجديدة، اذ لا يعرف أحد الفوضى التي قد تتسبب بها التناقضات بين الثوار. ولا يعني ايضاً انكفاء النظام الى "مربع" مؤسسيه آل الأسد ان سوريا ستتقسم حتماً. فهذه التطورات لن تحصل في سرعة اذا حصلت. والتقسيم الواقعي للبنان الذي دام سنوات انتهى في "ليلة لا ضوء قمر فيها" خير دليل على ذلك.

================

نظاما سورية وإيران خارج المعادلة في غزة

عبدالوهاب بدرخان *

الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢

الحياة

الفارق بين غزة اليوم وغزة 2008 هو كالفارق بين سورية اليوم وسورية ما قبل الخامس عشر من آذار (مارس) 2011. القتل الإسرائيلي هناك، والقتل الأسدي (هل يمكن وصفه بـ «السوري»؟) هنا، يؤكدان أن النظامين وثالثهما الإيراني لا تؤمن إلا بعقيدة واحدة: القتل. وهذه أنظمة بات تحالفها الضمني عبئاً على المنطقة وشعوبها. لم يكن نظام دمشق قد فرغ بعد من مداهمة مكاتب «حماس» ولم يجد فيها «شبّيحته» ما يستحق أن يُنهب، حتى كان النظام الإسرائيلي يستعد لاختبار صواريخه مجدداً في أجساد أطفال غزة، فيما طلب «الحرس الثوري» من المرشد الإيراني أن يصدر له الأمر بـ «تحرير القدس».

أما الفارق بين «حماس» و»حزب الله» فبالغ البساطة وجدير بالملاحظة. إذ إن «حماس» اختارت أن تغادر سورية لئلا تضطرها ضغوط النظام إلى القتال إلى جانب قواته، أما «حزب الله» فاختار بكامل وعيه وتصميمه المشاركة في قتل السوريين، بل اعتبرها «واجباً جهادياً». وفيما تعمّد الأمين العام لهذا الحزب أن يخصص بعضاً من خطبه لبثّ احتقاره للشعب السوري وحقده على ثورته، متحدياً بأن النظام «لن يسقط»، فضّل قادة «حماس» التزام الصمت لئلا يتهموا بالجحود و«إنكار الجميل» إلا أن عدداً من قادتهم في غزة ومنهم إسماعيل هنية تمايز بتأييد الشعب السوري، علماً بأنه أحد الذين يرتبطون بإيران وقد زارها بعدما جهر بهذا الموقف، ذاك أن إيران واصلت النظر إلى «حماس» على أنها حليف تعوّل على خدماته لمواصلة العبث بالملف الفلسطيني في إطار استرتيجيتها الإقليمية.

كانت «حماس» وجدت، كجميع الفلسطينيين في سورية، أن النأي بالنفس عن الصراع الداخلي، على صعوبته، حق وواجب. حقٌ لأن النظام منحها لجوءاً عليها أن تحترمه. وواجبٌ لأنها عاشت احتضاناً متبادلاً مع الشعب ولا بدّ أن تتعاطف مع توقه إلى الحرية. وكان زعيم «حماس»، خالد مشعل، استبق الثورة السورية بأسابيع محذراً بشار الأسد مباشرةً، بعدما سأله إذا كان يتقبّل الصراحة، من أن رياح التغيير العربية لن توفره. وبعد ذلك أبلغه عبر وسطاء من النظام أن «الإخوان المسلمين» السوريين فوّضوا إليه نقل اقتراح مبكر لحوار يركّز على «إصلاحات». ولم يأته ردّ أو قل جاء الردّ بافتتاح حملة التقتيل، فسحب «الإخوان» عرضهم، ثم جيء إلى مشعل بـ «طلب خاص من الرئيس» بأن يردّ على تصريحات للشيخ يوسف القرضاوي من قطر يبشّر فيها بـ «نهاية نظام بشار»، لكنه تملّص ناصحاً بأن يأتي الرد على عالم دين من عالمٍ دين بمرتبته. ثم طُلب من مشعل أن يقوم بحملة داخلية للدفاع عن النظام، وكان العنف قد حصد بضعة آلاف من المدنيين، فأجاب أن قادة آخرين في «حماس» يقومون ذلك لكنه استشعر الضغط خصوصاً أن الأسد لم يعد مهتماً باستقباله والاستماع إليه، فرأى مشعل آنذاك الاستنجاد بحسن نصرالله لعله يساعد في نصح بشار بالتعجيل في الحوار وفي طرح «إصلاحات حقيقية»، وبالفعل قصد نصرالله دمشق واجتمع بضع ساعات مع الأسد، ثم بعث برسول إلى مشعل ليبلغه «السيّد يقول لك مشي الحال»، أي أن الأسد متجه فعلاً إلى الحوار. ولم يمشِ الحال طبعاً إذ تصاعد العنف واجتيحت حماة وبوشر حصار حمص (صيف 2011) وبدأت الانشقاقات من الجيش، فارتأى مشعل أن يتغيّب مبتعداً عن دمشق بعض الوقت، ولما عاد جاءه أحد الاستخباريين البارزين ليقول له إن الرئيس يريده أن يقوم بحملة يزور فيها مناطق محددة لعقد لقاءات مع الناس والدعوة إلى وقف الثورة و»بعد ذلك الرئيس سيستقبلك»، واعتذر مشعل عن عدم تلبية الطلب وقال «يؤسفني أنني لم أعد قادراً على مقابلة الرئيس في هذه الظروف»، ثم اتصل بعدد من المسؤولين السوريين يبلغهم بما حدث فاستهولوا الأمر لكنهم لم يلوموه، وبعد بضعة أيام غادر دمشق نهائياً.

وتشير الطريقة التي اغتيل بها الكادر الحمساوي كمال غناجة إلى عملية انتقامية بحتة لا تقلّ وحشية عما فعله «شبيحة» النظام ويفعلونه ضد سوريين عاديين يصوّرون عمليات تعذيبهم قبل ذبحهم أمام الكاميرا، إذ فصل رأسه عن جسده الذي حمل آثار تعذيب بالغ الشدّة. كان غناجة تخلّف في دمشق ولم يغادرها مع بقية أعضاء المكتب السياسي، ربما لأنه قائد عسكري يطارده الإسرائيليون وكان نائباً لقائده محمود المبحوح الذي اغتاله «الموساد» الإسرائيلي في دبي (كانون الثاني/ يناير 2010). لكن انتقام النظام من «حماس» لن يتوقف عند هذا الحد، خصوصاً أن غناجة تولّى بعد المبحوح تهريب الأسلحة إلى غزة، وقد استولى قتلته على كمبيوتره وملفاته.

في أي حال أكد التصعيد الجديد في غزة أن النظام السوري بات خارج المعادلة، وكذلك إيران رغم أن وجود الصواريخ في أنحاء القطاع يُنسب إليها. هذه المرّة، خلافاً للعام 2008، لم يتبارَ محورا «الاعتدال» و«الممانعة» على النفوذ الإقليمي فوق جثث غزة ودمارها. وفي حين أن بعض تظاهرات الجمعة الماضية في سورية رفع شعارات مؤيدة للغزّيين في مواجهتهم العدوان الإسرائيلي، كان النظام يتساجل مع إسرائيل بقذائف وطلقات طائشة لا يُعرف ما ترمي إليه. لعل الموقف الشعبي انتزع من النظام فرصة بدت سانحة لإحياء مقولة الأسد إن النظام والشعب متوافقان ومتلاقيان في «الممانعة»، فهو دفع بهذه الحجة ليستبعد احتمال قيام ثورة شعبية ضدّه. لكن الوقائع بيّنت أن الشعب في محنته ظلّ أكثر وفاءً لنصرته التاريخية للفلسطينيين من النظام الذي انشغل دائماً باللعب بـ «الورقة الفلسطينية».

ورغم أن الحدث الغزّي استرق بعض الأضواء من الحدث السوري، خصوصاً لأنه أظهر مصر مستهدفةً، سواء في سياستها «الجديدة» الراغبة في التمايز عن نهج نظام مبارك أو في العلاقة الأيديولوجية بين حكامها الجدد و»حماس»، إلا أن النظام السوري لم يجد سبيلاً إلى استغلال الاحتجاب الجزئي للأضواء الإعلامية عنه لا في الداخل ولا في الخارج. وفي ذلك دلالة إلى الحال التي بلغها، وبلغتها إيران معه. ولا شك في أن طهران قرأت التغيير السلبي الحاصل، والخسارة الملموسة التي نجمت عنه، ذاك أنها تستطيع الاستمرار في تسليح «حماس» وأخواتها في غزة، إلا أن شلل سورية النظام وتعطّلها باتا يحولان دون تحقيق مكاسب أو جنيها. فحتى اندفاع «حزب الله» لإسماع المعنيين عربياً ودولياً بأن له (لإيران) دوراً في مفاجأة ظهور صواريخ «الفجر 2» الحمساوية، وأنها عينة مما لديه، يبقى أقلّ بكثير من الاستقطاب الذي أمكن اجتراحه مطلع 2009 لمناهضة المحور المصري - السعودي. فتركيا وقطر هذه المرّة إلى جانب مصر، وفيما كان الاستقطاب السابق تحوّل حرباً سياسية بين محوري «الاعتدال» و»الممانعة» انتهزتها إسرائيل للذهاب في عدوانها على غزة إلى الهدف الذي رسمته مسبقاً، فإن «الممانعة» بدت في التصعيد الراهن وكأنها تنتقل ولو جزئياً إلى القاهرة التي لن تخوضها على الطريقة الإيرانية - السورية، ولن تمكّن طهران من الاستثمار فيها.

 =================

عن السوريين وحرب إسرائيل على القطاع...

أكرم البني*

الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٢

الحياة

بعيداً من الانفعالات والعواطف، ثمة جديد أحدثته حرب غزة عند السوريين جوهره أن هذه الحرب تعنيهم هذه المرة أكثر من أي مرة، لأنها ببساطة حولت الأنظار عن ثورتهم ومعاناتهم وصرفت زخم الاهتمام الدولي بأحوالهم ما إن حط رحال الانتخابات الأميركية.

«ليس وقتها» عبارة تسمعها في تعليق الكثير من السوريين على ما يجري في غزة، وكأنها تشي بعتب أخوي على الفلسطينيين الذين خرقوا الهدنة وأطلقوا بعض صواريخ القسام واستجروا ردود أفعال من عدو يعرفون عنجهيته وعدوانيته وأنه سيفرط في «العقاب». هو لا يحتاج الى ذريعة، لكنه يبحث عنها كي يبرر حربه مع اقتراب انتخابات الكنيست التي عادة ما تفتح شهية الحكومات الاسرائيلية على عمل عسكري واسع توظفه في رسم خريطة الكتل البرلمانية.

والحال أن السوريين، وعلى رغم شدة معاناتهم، يضمرون رغبة بألا يشوش أحد على ثورتهم الصاعدة أو على الخطوة التي خطتها المعارضة بولادة الائتلاف الوطني، أو يحرف الأنظار عن أوضاعهم، وهو ما حصل فعلاً وقد انتقلت أخبارهم وما يكابدونه إلى مرتبة ثانية، والأهم أنهم لا يريدون منح السلطة فرصة لإطلاق يدها في الفتك والتنكيل مطمئنة إلى انشغال العالم كله في حرب غزة، وإلى أن ردود أفعاله إن صدرت فستبقى في أدنى الحدود.

يدرك السوريون انهم يقارعون نظاماً يدّعي المقاومة، ويخشون أن تفتح حرب غزة بوابة على متغيرات تعيد اليه والى أطراف محور الممانعة بعضاً من دور إقليمي ينحسر، أو تفضي إلى خلط الأوراق وخلق تحول في التفاعلات السياسية الجارية في الدوائر الغربية والعربية حول استقرار المنطقة والموقف من النظام السوري تزيد قلق المتشددين وتشجع دعاة التريث والتعاطي الاحتوائي.

ولعل اهم ما يخشونه أن تمنح حرب غزة النظام فرصة كبيرة للتعبئة ولإحياء الشعارات الوطنية، وهو ما حصل بالفعل وطغى على المشهد الاعلامي الرسمي الذي يتحدث اليوم عن وحدة المصير بين غزة وسورية، والربح مغازلة القوى التي لا يزال الهم الوطني يحتل الأولوية لديها والترويج أكثر لفكرة المؤامرة والجماعات المرتبطة بأجندة خارجية للطعن بالثورة والتشكيك بصدقيتها، وتالياً لتشويه سمعة المعارضة وشق صفوفها بين من يجدون الحرب أشبه بمؤامرة وتواطؤ مع حكومة نتانياهو لتمكين استمرار النظام السوري، وبين من لا يكترثون بها وهم الغارقون في معاناة تشبه التعذيب اليومي، وبين من يدعمها ويعتبرها استمراراً لما سمّاه «الربيع العربي الاسلامي» الذي يفترض أن يتوج بانتصار أمة المسلمين وتحرير فلسطين من رجس الاحتلال الصهيوني.

تُسمع أحاديث تجد أن ما يجري في غزة هو مطلب للنظام السوري وحلفائه لتحويل الأنظار عن سورية والاستفراد بثورتها والنيل منها، أو لمحاصرة شعارات الحرية والقيم التي كرسها «الربيع العربي»، بإحراج الحكومات التي أنجبتها الانتخابات وإعادة الاعتبار الى أولوية الامن والسيطرة والضبط أمام خطر خارجي داهم، بينما يعتبر آخرون أن هذا التحليل التآمري لا يملك حظاً في الحياة لأن لدى حماس وكتائب القسام دوافع بنيوية ضخّمتها النتائج التي حققتها الثورات العربية والوزن الكبير للإسلاميين فيها ووصولهم الى السلطة في مصر، ودليلهم تعميم أفكار تقول إن هذه الحرب ستقود اليوم إلى انتصار حقيقي، تغذيها، من جهة، عقلية الغلبة ذاتها التي قبضت على العنق الفلسطيني في غزة لسنوات طويلة وتعول على سلاحها في الردع وفرض الشروط، ومن جهة ثانية، العنف الاسرائيلي المنفلت كما حال العنف السلطوي السوري الذي عزز مكانة التطرف ومن تفتنهم لغة القوة والعنف.

ربما لا تفضي حرب غزة الى إعادة شعبية قوى الممانعة والمقاومة، فالناس ملت شعاراتهم وعافتها النفوس، وهي أكثر من خبر كيف وظفت لتعزيز أسباب الاستئثار والقمع والفساد، وربما لن تكسب الفئات المترددة أو السلبية إن لم تشجعها على حسم خيارها في دعم رياح التغيير و «الربيع العربي»، لكن ألن تتغير هذه المعادلة في حال سنحت الفرصة للنظام السوري أو لـ «حزب الله» للاستثمار في هذه الحرب؟

إذا كانت العبر المستخلصة من التجارب المريرة أهم حافز أمام المجتمعات لتجنب تكرار الخطأ ولاختيار المسار الصحيح وهو ما اختارته الشعوب العربية في ثوراتها، فإن هناك قوى لا يستهان بها تصر على منح مزيد من الفرص للعقلية القديمة نفسها وتشغيل الاسطوانة الدعائية المشروخة ذاتها. والحال، إن الاستمرار في هضم الحقوق العربية وبخاصة الفلسطينية وانحياز المجتمع الدولي بصورة سافرة الى مصلحة إسرائيل، بعنجهيتها ووحشيتها، عوامل تلعب دوراً مهماً في منح المشروعية لهذه القوى والترويج لمنطق القوة والمكاسرة في خوض الصراع، ما يعني الطعن بالحقيقة الأهم التي كرستها الثورات عن دور الشعوب في تقرير مصيرها ورسم مستقبلها، وتالياً بالدروس التي تعلمتها مجتمعاتنا من تجاربها المريرة عن أولوية تحرير الإنسان وبناء الدولة الديموقراطية كمقدمة لا غنى عنها لإعطاء المسألة الوطنية معناها الحقيقي.

حزن السوريين على مقتل أي فلسطيني عميق، وقلقهم من احتمال تطور غير محمود للأحداث في غزة عميق أيضاً، ليس فقط لأنهم يناهضون إسرائيل ويناصرون حقوق الفلسطينيين، بل بدافع من رغبة صادقة بألا تذهب الأمور نحو إغراق غزة من جديد في دوامة العنف الأعمى وحمامات الدم التي يعيشونها يومياً.

«لا تزال أيادينا على قلوبنا ونأمل ألا تصل الأمور في غزة إلى حرب تدمرها»، يستهل أحدهم حديثه ويستدرك متمنياً نجاح خيار التهدئة، وحماية شعارات «الربيع العربي» عن الحرية والكرامة قبل أي شيء آخر. في أول اختبار ميداني لحساسيتهم الوطنية، بدا السوريون أصحاب ثورة حقيقية لنيل حريتهم وأن لا شيء يمكنه أن يفل من عزيمتهم لإكمال المشوار. «ما لنا غير الله، لم نعد نريد من أحد شيئاً»، تسمع عبارة هامسة تليها كلمات واضحة: «ما حك جلدك مثل ظفرك»... هكذا علّمنا أجدادنا.

 

=====================

 

حرب الشرق الأوسط التي لا تنتهي

ديفيد إغناتيوس

الشرق الاوسط

22-11-2012

كان مسؤول إسرائيل يستمع قبل عدة أيام إلى نقد مألوف أن إسرائيل ليست لديها أي استراتيجية في غزة، وأنها ليست سوى اعتداء تكتيكي دوري على حماس. في النهاية انفجر المسؤول قائلا: «إنها استراتيجيتنا، ألا تدرك ذلك؟ لا يوجد لدينا أي خيار آخر عدا لكم خصومنا في الوجه كل بعض سنوات».

أكثر ما يثير الأسى بشأن الحرب الأخيرة في غزة هو أنها تجسد ملمح «لا مخرج» للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. تتكرر الحرب بين الجانبين كل أربع أو خمس سنوات، لكنها لا تحسم شيئا على الإطلاق. فيقصف الإسرائيليون الفلسطينيين إلى أن يقبلوا بوقف إطلاق النار، لكنه مؤقت. وتستمر هذه الحالة النفسية للحرب.

المرة الأولى التي شاهدت فيها هذا الفيلم كانت في عام 1982 عندما غزت إسرائيل لبنان لوقف إطلاق الصواريخ التي كانت تسقط في ذلك الوقت على شمال إسرائيل. حمل الغزو في تلك الفترة اسم «عملية السلام للجليل»، واجتاح الجيش الإسرائيلي الطريق إلى بيروت، وظن الإسرائيليون أن قوة نيرانهم الهائلة سترغم الفلسطينيين على الفرار كما فعلت الجيوش العربية في الحروب السابقة، لكن الفلسطينيين صمدوا في أماكنهم.

اتضح أن الإسرائيليين لم تكن لديهم استراتيجية جيدة لإنهاء هذه الحرب، كما هو الحال في الحرب الحالية. وقبلوا في عام 1982 الوساطة الأميركية التي أجبرت منظمة التحرير الفلسطينية على الرحيل عن جنوب لبنان وبيروت، لكن هذا كان نعمة ونقمة في الوقت ذاته؛ فقد حل مقاتلو حزب الله الأكثر تنظيما بديلا لمقاتلي حرب العصابات الفلسطينيين.

الآن يشكل حزب الله هذا التهديد الصاروخي القاتل لشمال إسرائيل، وقد أجبرت تفجيرات حزب الله الانتحارية إسرائيل على غزو لبنان مرة أخرى عام 1996 (عملية عناقيد الغضب)، ثم الانسحاب بعد الفشل في لبنان عام 2000، ثم مهاجمة حزب الله مرة أخرى في عام 2006 (عملية تغيير الاتجاه).

كانت غزة تجربة مماثلة في الفشل، حيث تشتري كل دورة عنف بضع سنوات من الهدوء، يتبعها مزيد من الحرب. فبعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة 2005، أطلقت حماس 12.000 صاروخ وقذيفة «هاون» على الدولة اليهودية، دفعت قوة الدفاع الإسرائيلية إلى غزو القطاع عام 2008 في عملية أطلقت عليها عملية «الرصاص المصبوب» تبعها وقف إطلاق النار. لكن حماس والميليشيات الأخرى في غزة أطلقت في السنوات التي تلت ذلك أكثر من 3.000 صاروخ وقذيفة «هاون»، رغم فترات وقف النار الدورية.

في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) ضجت إسرائيل من الصواريخ التي تطلق على أراضيها وردت بعملية «عمود السحاب»، اغتالت خلالها أحمد الجعبري، ما أدى إلى إطلاق 1.500 صاروخ من جانب حماس التي ردت عليها إسرائيل بقصف أكثر من 1.400 هدفا. وأدت أعداد الوفيات غير المتوازنة (130 فلسطينيا على الأقل مقابل أربعة إسرائيليين) إلى بعض الانتقادات الدولية التي قوضت بعض الميزات العسكرية لإسرائيل.

هل هناك أي فرصة للخلاص من هذا الجحيم الإسرائيلي - الفلسطيني؟ يرى المواطن الإسرائيلي الواقعي أن الأوضاع لن تكون أفضل حالا مما هي عليه الآن. فيما يتصور عدد قليل من الإسرائيليين أن السلام الحقيقي ممكن مع خصومهم الذين يرفضون قبول الوجود الإسرائيلي. أما المثالي الذي يقبل اتفاقية أوسلو عام 1993 فقد مات أو رحل عن إسرائيل أو استسلم.

ربما كان ذلك بسبب عيد الشكر، لكن القول بأن على أميركا أن تقبل ببساطة حتمية صراع دائم على حدود إسرائيل يبدو أشبه بخيانة على كلا الجانبين. هذا النوع من الحرب يقضي على شخصية الرجل المهذب، ولذا قد يبتهج الفلسطينيون عندما يعلمون أن صواريخهم تستهدف الأسر في تل أبيب، أو قد يشجب مناصرو إسرائيل الصحف لنشرها صورا لصحافي فلسطيني ينتحب على طفله الذي قتل، أو ترسل بريدا إلكترونيا بعنوان «لقن الطفل الميت».

العمل مبعوث سلام في هذه المنطقة لم يمنح الولايات المتحدة العرفان بالجميل؛ فقد أكسبها العداء في إسرائيل التي لا ترغب من أقرب حلفائها أن يكون «متوازنا» في هذا النوع من صراع «الحياة أو الموت». وأكسبها انتقادات ومرارة بين العرب الذين سمعوا الكثير من الوعود الأميركية التي لم ينجز منها سوى القليل، وهو جعل الكثيرين يعتقدون أن الأمر لا يعدو كونه تمثيلية مصطنعة.

لكن أوباما يحتاج في بداية فترته الرئاسية الثانية إلى تولي هذا العبء مرة أخرى كما فعل عندما تولى السلطة. وقد عمل بجدية لتعزيز العلاقات مع الداعمين الرئيسيين الثلاثة لحماس: مصر وتركيا وقطر. حتى إن الإسرائيليين يعتقدون أن حكومة «الإخوان المسلمين» في مصر تصرفت بشكل بناء في هذه الأزمة، ويرغبون في رؤية مزيد من السيطرة المصرية على قطاع غزة.

وقف إطلاق النار في غزة سيوفر منطلقا جديدا لمفاوضات غريبة وغير مستقرة، لكنها تستحق تجربة مزيد من الخطوات. ما هي المخاطرة؟ هل هي حرب أخرى؟ أم هو التهديد بعدد أكبر من الهجمات الصاروخية؟ تلك الصورة الكئيبة تسمى الوضع الراهن.

* خدمة «واشنطن بوست»

======================

..والمستفيد الأسد!

طارق الحميد

الشرق الاوسط

22-11-2012

بكل تأكيد، إن المستفيد من التفجير الذي استهدف حافلة نقل ركاب داخل تل أبيب يوم أمس هو نظام بشار الأسد، وخصوصا أن التفجير جاء في توقيت كان الجميع يترقب فيه الإعلان عن الهدنة، أو التهدئة، بين كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة بقيادة حماس، وبرعاية مصرية، دولية.

جاء ذلك التفجير والجميع مقتنع بأنه لا بد من وقف العدوان الإسرائيلي، ووقف الصواريخ المطلقة من غزة، هذا ما أراده المصريون، حتى إن البعض بدأ يعلن عن انتصار «دبلوماسية مرسي». كما جاء ذلك التفجير وخالد مشعل نفسه قد عبر عن رغبة حركته بالتزام التهدئة، حتى إنه قال: «لا نريد تصعيدا، حماس شجاعة ولكنها ليست متهورة».

الجميع أراد، ويريد، هذه التهدئة، بمن فيهم الإسرائيليون، والقصة ليست قصة تعنت طرف ضد آخر، حماس وإسرائيل، وإنما كل طرف يريد تحقيق مكاسب من الاتفاق المنتظر لكي يروج قصة انتصاره، إلا أن هذا التفجير جاء لاستهداف «اللحظات الأخيرة» من جهود التوصل لاتفاق التهدئة. وهذا التفجير الذي لا يقدم ولا يؤخر في الصراع على غزة، بل إنه سيؤدي إلى تعنت إسرائيلي، كما أدى إلى قلب موازين التغطية الإعلامية دوليا، حيث بات الحديث الآن عن «عملية إرهابية» وليس عن حرب، أو عدوان، أو معاناة أهل غزة، المستفيد منه هو من دون شك الطرف الذي يريد إطالة هذه الحرب.

وأكبر مستفيد من هذه الحرب اليوم هو نظام طاغية دمشق، حيث علا صوت حرب غزة فوق صوت حرب الأسد على شعبه، وها هي إيران، وحزب الله، يحاولان الاستفادة من حرب غزة لتلميع صورتهما السيئة، ولإطالة عمر نظام الأسد، حيث نجد حسن نصر الله يقول، إن «إيران والأسد وحزب الله لن يتخلوا عن غزة»، ونجد علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، يقول بلا حياء، إن على دول المنطقة أن «توجه قوتها إلى فلسطين لكي تقاتل الكيان الإسرائيلي بدلا من توجيه القوة وإرسال السلاح إلى سوريا»، وكأن مقتل 36 ألف سوري على يد قوات الأسد ليس ذا قيمة! ولذا فقد كان مهما جدا تصريح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي حمل فيه إيران «مسؤولية كبرى جدا» في نزاعات الشرق الأوسط، وخصوصا في غزة، حيث يقول فابيوس: «نجد إيران في لبنان وسوريا والعراق وغزة، وفي كل مرة بنوايا سلبية جدا، ثم هناك المسألة الكبرى المتعلقة بملفها النووي»!

وعليه، فيجب ألا يساورنا أدنى شك بأن من يقف خلف تفجير حافلة تل أبيب هو من يريد إطالة أمد العدوان الإسرائيلي على غزة، وضرب الجهود المصرية، وإشغال العرب، والمجتمع الدولي، بأزمة غزة بدلا من التركيز على حرب الأسد ضد شعبه. ملخص القول، وكما قلنا من قبل، إن أهم عامل من عوامل استقرار هذه المنطقة هو إسقاط الأسد، وحرب غزة الحالية أكبر دليل على خطر هذا النظام، وحلفائه، على المنطقة ككل، وعلى القضية الفلسطينية نفسها.

===================

مفاجأة مؤلمة للسوريين حملتها حرب إسرائيل على غزة

لندن - كمال قبيسي

العربية

مفاجأة مؤلمة ظهرت للسوريين مع إعلان الهدنة، أمس الأربعاء، بين إسرائيل وحماس، وهي أن الجيش الإسرائيلي أرحم وألطف بأعدائه الفلسطينيين مما هو جيش النظام الذي يحمل لقب "حماة الديار" بمواطنيه المدنيين أو الثائرين عليه بالسلاح، والأرقام توضح التفاصيل.

من حِسبة بسيطة لمن قتلتهم إسرائيل طوال 8 أيام من اعتداء بدأته الأربعاء قبل الماضي على قطاع غزة، وبين سوريين قتلهم النظام في الفترة نفسها، نكتشف لماذا وجّه أحد حاخامات إسرائيل نصيحة لجيشها بأن يتعلم الذبح من نظيره السوري.

النصيحة جاءت من الحاخام يعقوب يوسف، نجل عوفاديا يوسف، كبير حاخامات إسرائيل والمرشد الروحي لحزب شاس، ونشرت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية نصيحته كتصريح أدلى به من ضمن ما قال عن حرب غزة.

817 قتيلاً و4500 جريح والتهجير بالآلاف

 تشييع جثث لضحايا جيش النظام السوري

وطبقاً لميزان الوحشية الذي وضعت "العربية.نت" في كفتيه أرقام الفتك الإسرائيلي بالفلسطينيين، والسوري بمواطنيه، فإن كفة جيش النظام ثقلت بما عليها 5 أضعاف تقريباً مقارنة بمن قتلتهم إسرائيل من الفلسطينيين، فبأكثر من 1500 غارة قامت بها إسرائيل بطائرات هي الأكثر تطوراً، قتلت 160 فلسطينياً، بينهم 40 طفلاً و12 امرأة و15 مسناً، إضافة لحوالي 1200 جريحاً ممن يحدق الخطر بنسبة 3% منهم فقط.

وهذه أرقام فلسطينية وإسرائيلية، ووردت متقاربة في معظم وكالات الأنباء، لذلك عمت الفرحة الفلسطينيين في غزة أمس الأربعاء بعد الاتفاق على الهدنة التي اعتبروها انتصاراً، وهي فعلاً انتصار واضح لأن نتائج القتال عمّدها القليل من الدم الفلسطيني.

أما على ساحة التقتيل السورية، فالواقع كان خلال الأيام الثمانية الماضية دموياً ووحشياً، وهو واضح من قتلى راجعت "العربية.نت" عددهم من "المركز السوري لحقوق الإنسان" ومعه "المرصد السوري"، إضافة إلى "شبكة فلاش سوريا" وغيرها، مما لا فرق بين أرقامها إلا في حدود 4% على الأكثر.

ومجموع الوارد في هذه المصادر هو 817 قتيلاً سورياً سقطوا في عدد من المحافظات، من ضمنهم عشرات الأطفال والنساء والمسنين، كما تسبب التقتيل العشوائي بتهجير الآلاف إلى دول الجوار كلاجئين، ومعهم تسبب البطش بجروح متنوعة لأكثر من 4500 سوري، علماً أن الغارات الجوية لم تتعد 167 فقط، ولو كانت بعدد الإسرائيلية لأصبح الضحايا بالآلاف ولعم الخراب أكثر وأكثر.

في يوم واحد سقط نصف عدد القتلى الفلسطينيين

جثث لضحايا القصف الإسرائيلي على غزة

ونبدأ من يوم الأربعاء قبل الماضي، وهو اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل اعتداءها على غزة، من باب حربها على حماس، ففيه وحده قتل النظام السوري أكثر من نصف من سقطوا قتلى في 8 أيام بغزة، أي 89 سورياً في عدد من المحافظات، منهم 36 بدمشق وريفها، و15 بحلب، و11 بإدلب، ومثلهم بدير الزور، و6 بحمص، و4 بدرعا، و3 في حماه، و2 في الحسكة، وواحد في اللاذقية

ويوم الخميس شمّرت الوحشية عن ساعديها أكثر، فقتلت 119 سورياً: 52 بدمشق وريفها، و21 في حلب، و16 بحمص، و10 في إدلب، و8 بدرعا، و4 في حماه، و3 في دير الزور، و3 بالرقة، و2 في اللاذقية. ثم تراجع التقتيل قليلاً في اليوم التالي، مع أنه كان "جمعة دعم الائتلاف الوطني" فبلغ ضحاياه 106 سوريين: 32 بحلب، و28 في دمشق وريفها، و15 في إدلب، و6 بالرقة، و5 في كل من حماه ودرعا ودير الزور، و4 في حمص، و3 بطرطوس، و2 في اللاذقية، وواحد بالقنيطرة.

بعدها، أي السبت الماضي، قتل النظام 115 آخرين: 54 بدمشق، و25 في حلب، و20 بدير الزور، و10 في إدلب، و3 بحمص، و2 في درعا، وواحد في حماه، وتابع في اليوم التالي، فقتل 63 آخرين، منهم 22 في دمشق، و11 في حلب، و8 في كل من درعا وحماه، إضافة إلى 7 في إدلب، و4 بدير الزور، و2 في حمص، وواحد في طرطوس.

ثم ضرب النظام الرقم القياسي لهذا الأسبوع بقتله يوم الاثنين الماضي 150 سورياً، موزعين بواقع 51 في دمشق وريفها، و35 في دير الزور، و21 بحلب، و12 في اللاذقية، و11 بإدلب، و6 في الحسكة، و5 في كل من درعا والقنيطرة، و3 في حماه، وواحد في حمص.

وقتل يوم الثلاثاء الماضي 102 سوري، منهم 45 بدمشق وريفها، و27 بحلب، و8 في اللاذقية، و6 في حمص، و4 بإدلب، و3 في كل من القنيطرة ودير الزور، و2 في كل من درعا والحسكة، وواحد في كل من الرقة وحماه. أما أمس الأربعاء، وهو الأخير في المقارنة بين الوحشيتين،

=========================

المصالح الإيرانية في ميزان التغيّـر السوري

محمد على سبحاني

الحياة 2012/11/21

شهدت الأحداث السورية عدداً من المتغيرات، وهي اليوم تدخل شهرها العشرين. واندلعت على الجبهة السورية-الإسرائيلية مناوشات مسلحة كانت الأولی من نوعها منذ أكثر من 40 سنة. واجتمعت المعارضة السورية في الدوحة لتنتخب هيئة جديدة وتشكل جبهة. وتزامنت هذه التطورات التي تؤثر في الوضع السوري، مع فوز الرئيس الأميركي باراك أوباما بولاية جديدة.

فالطلقات التحذيرية التي أطلقتها إسرائيل رداً علی تغلغل دبابات سورية داخل الأراضي السورية المحتلة هي الأولى منذ الاحتلال الإسرائيلي لهذه الاراضي في 1973. والحادثة هذه أسدت خدمة كبيرة إلى الحكومة السورية المنشغلة بجبه حراك الداخل وتخفف الضغوط الداخلية علی الحكومة ومشروعها مع المعارضة. ولا يستهان بأهمية عقد اجتماع الدوحة وتشكيل الائتلاف الوطني السوري، علی رغم أن مهمة هذا الائتلاف لم تتضح بعد.

وإذا قيست أحداث سورية بمثيلتيها في كل من مصر وتونس، يظهر أن هناك سببين أديا إلی عدم إحراز المعارضة في سورية نجاحاً سريعاً، أولهما تماسك القوات المسلحة السورية، والثاني الخلافات بين عناصر المعارضة. وعلی رغم كل الأحداث، لا تزال القوات الموالية للأسد متماسكة، في وقت تسعى الدول الغربية والعربية إلى رص صفوف المعارضة، ويندرج تشكيل الائتلاف الوطني وانتخاب معاذ الخطيب في إطار هذه المساعي. وثمة إجماع على أن قيادة الائتلاف  انتُخبت انتخاباً يراعي تمثيل أوسع شرائح المعارضة، ويقدم صوت المعارضة المعتدلة في الخارج.

ودعم الدول الإقليمية والولايات المتحدة والدول الغربية للائتلاف السوري يشير إلى الرغبة في ترتيب البيت السوري قبل الاعتراف بالائتلاف ممثلاً وحيداً للشعب السوري. والائتلاف سيقطف تعاظم الدعم العسكري والسياسي الغربي والعربي له إذا نجح في توحيد فصائل المعارضة.

وعلی خلاف تصور بعضهم، لا يسع الفيتو الصيني والروسي وعمليات قمع المعارضة، الحؤول دون اتساع الأزمة. وفي ضوء تنامي الرغبة العربية والغربية في إطاحة الأسد ودعم المعارضة، من العسير توقع حياة مديدة لحكم بشار الأسد. ولا شك في أن الفيتو الروسي والصيني وقف أمام إصدار مجلس الأمن قراراً يدين سورية، ولا ريب كذلك في أن بكين وموسكو لا ترغبان في حرب مع الغرب حول سورية. وإذا أيقنتا أن تسليح المعارضة يقترب من إسقاط الأسد، اضطرتا إلى التصالح مع الأميركيين والغرب.

تتجه المعارضة السورية إلی زيادة تسلحها وحيازة مضادات للطائرات والمدرعات. وتُعِدّ الدول الغربية لتأمين حاجات المعارضة، وعندها لن تبقى الأوضاع (توازنات القوى) في سورية على ما هي اليوم.

ولم يخفَ انشغال الإدارة الأميركية في المرحلة السابقة بالانتخابات الرئاسية. وظهر أثر الانشغال هذا جلياً في الملفات الإقليمية. لكن فوز الرئيس أوباما في هذه الانتخابات ورغبته في تشكيل فريق عمل أكثر فاعلية يعنى بشؤون الشرق الأوسط، والأزمة السورية على وجه التحديد، يشرع الأبواب في سورية على التغيرات التي قد تبرز في المرحلة المقبلة.

ويرجح أن فوز الجمهوريين كان سيؤدي إلی استخدام العنف في سورية، لكن فوز الديموقراطيين يغلب كفة القوة الناعمة للضغط علی الحكومة السورية. فسياسة الديموقراطيين لقيت صدى طيباً لدى الأسرة الدولية، فهم أكثر حنكة من الجمهوريين علی الصعيد الدولي وفي السياسة الخارجية، وأدبياتهم أقرب إلی أدبيات الأسرة الدولية، فالرئيس اوباما توسل خطاباً أقرب إلى شعوب الدول من خطاب الجمهوريين، والسياسة الأميركية إزاء سورية مثال علی ذلك: سعت واشنطن إلی إشراك دول في عدد من الأزمات نيابة عنها. وإيران لم تكن في منأى من هذا التوجه، وإذا قررت حل مشكلاتها مع الأسرة الدولية يبدو أن الفرصة سانحة مع أوباما. أما إذا أرادت أن تلجأ إلی خيار المواجهة، فإن الجمهوريين كانوا ليلائموا أكثر مثل هذا الخيار، فهم عجزوا عن التعاون مع الأسرة الدولية. والديموقراطيون يرفعون لواء حقوق الإنسان، والديموقراطية، والحريات المدنية، وخطابهم يستميل الأسرة الدولية. وعليه، تفوق قدرة أوباما علی تعبئة الرأي العام العالمي ضد طهران قدرة الجمهوريين. واحتساب هذا الجانب من المسألة يفترض أن يكون محط أنظار صاحب القرار في إيران.

ولم تتخذ إيران إلى اليوم موقفاً إزاء الائتلاف السوري. وثمة اعتقاد أن المرحلة المقبلة ستشهد ظروفاً مختلفة علی الصعيدين الإقليمي والدولي. ولذلك، طهران مدعوة إلى اتخاذ مواقف واضحة، ونأمل من السلطات المختصة أن تلتزم الواقعية إزاء التطورات اللاحقة من اجل الحفاظ علی المصالح الإيرانية .

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ