ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 08/11/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

مقالات مختارة من الصحف العربية ليوم

7-11-2012

قوات المعارضة تسعى لحرمان النظام من الوقود

سوريا...هل يسيطر الثوار على حقول النفط؟

تاريخ النشر: الأربعاء 07 نوفمبر 2012

الاتحاد

أفاد ناشطون سوريون بأن الثوار تمكنوا يوم الأحد الماضي، عبر قصف مكثف ومتواصل بالقذائف، من السيطرة على حقل نفطي في شرق البلاد وذلك بعد ثلاثة أيام من المعارك الشرسة مع القوات النظامية التي كانت تحمي المنشأة النفطية.

وفي هذا السياق أكد رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له أن الثوار اكتسحوا حقل الورد بمحافظة دير الزور بالقرب من الحدود العراقية يوم الأحد المنصرم. ويُذكر أن أربعين جندياً نظامياً كانوا يحرسون المنشأة عندما تعرضت إلى وابل من القذائف على امتداد الأيام الثلاثة الماضية، لينتهي الأمر بدخول الثوار للمنشأة وبسط سيطرتهم عليها.

هذا وكان النفط أحد الموارد الرئيسية التي اعتمد عليها النظام للحصول على إيرادات قبل أن يعمد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إلى فرض عقوبات اقتصادية ومحاصرة الصادرات النفطية للنظام في السنة الماضية بسبب القمع الدموي الذي قابل به النظام الاحتجاجات الشعبية.

وعن هذا التطور، يقول عمر أبو ليلى، الناشط السوري بدير الزور "كان هذا الحقل يزود دبابات النظام بالوقود لقتلنا لذا كان هدفنا هو وقف هذه الإمدادات".

وأضاف أبو ليلى أن اشتباكات عنيفة جرت مؤخراً بالقرب من المنشأة النفطية بدير الزور التي لا تبعد كثيراً عن بلدة الميادين بشرق سوريا، كما أجمع الناشطون الذين تحدثت إليهم وكالات الأنباء الدولية عن إسقاط الثوار لطائرة حربية يوم الأحد الماضي ليس بعيداً عن المنشأة النفطية.

وليس معلوماً ما إذا كان حقل النفط الذي سيطر عليه الثوار ما زال يعمل كما في السابق، أم أنه تعرض لتدمير جراء العمليات القتالية التي دارت بالقرب منه.

لكن رغم وقوع الحقل النفطي المهم في أيدي الثوار لا يتوقع المراقبون أن يتمكن هؤلاء من الاستفادة اقتصادياً من الحقل، وإنْ كانت الفائدة المرجوة هي قطع إمدادات الوقود على النظام ودفع الحكومة للبحث عن بدائل لتلبية احتياجاتها.

وهو ما يعبر عنه "روبين ميلز"، مدير شركة الاستشارات في مجال الطاقة، منار، بدبي قائلاً "إنها ضربة أخرى يتعرض لها النظام بعد حرمانه من مورد أساسي للحصول على الوقود".

لكن بالنسبة للثوار تبقى السيطرة على حقل الوردة مجرد خطوة رمزية، بحيث سيواجه الثوار صعوبات كبيرة لإيصال النفط إلى الموانئ على البحر المتوسط الواقعة تحت سيطرة الحكومة، أو نقله عبر أنابيب النفط التي ما زالت في قبضة النظام، موضحاً ذلك بقوله "إني لا أرى كيف يمكن للثوار تصدير النفط، وحتى لو استطاعوا بطريقة ما لا أعتقد أن هناك من هو مستعد لشرائه ضمن الظروف الحالية.

وكان المسؤولون السوريون، قد اتهموا الثوار بالسعي إلى ضرب البنية التحتية للدولة مثل تفجير أنابيب النفط والغاز في المناطق الغنية بالموارد.

هذا وكانت سوريا تصدر ما قيمته 150 ألف برميل يومياً من النفط إلى الأسواق الأوروبية والولايات المتحدة قبل أن تفرض عليها العقوبات، وهي الصادرات أمنت لسوريا في 2010 إيرادات وصلت إلى 4.4 مليار دولار.

لكن منذ اندلاع الانتفاضة ضد الأسد قبل عام قلت المداخيل، لا سيما بعدما تحولت الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح وسقوط النظام إلى حرب أهلية دموية يقول النشطاء إنها خلفت ما لا يقل عن 36 ألف قتيل خلال 19 شهراً من عمر الثورة.

وفي روايتها للأحداث تقول دمشق إن المعارضة هي جزء من مؤامرة أجنبية ترمي لتدمير البلاد، متهمة الثوار بالعمالة للخارج والغرب تحديداً وتلقي السلاح والمال من بعض الدول العربية.

ويبدو أن الأحداث الدامية للثورة السورية لا تكاد تتوقف، حيث نقلت وسائل الإعلام الرسمية يوم الأحد المنصرم انفجار سيارة مفخخة بالقرب من فندق في العاصمة، موجهة أصابع الاتهام للثوار، هذا بالإضافة إلى اتهام الثوار الذين تشير إليهم السلطات بكونهم جماعات إرهابية باغتيال أحد الكوادر البارزة في حزب البعث بمحافظة الرقة، وهز الانفجار القوي الذي سمع دويه في أنحاء دمشق فندق "دام روز" مهشماً واجهته الزجاجية.

وقد استضاف الفندق في وقت سابق وفد المراقبين الأمميين إلى سوريا، كما حل فيه المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، الأخضر الإبراهيمي، وحسب وكالة "سانا" الرسمية انفجرت القنبلة التي تزن 110 أرطال بالقرب من مقر هيئة الأركان المشتركة بدمشق، وأضاف تلفزيون الإخبارية التابع للحكومة أن القنبلة زرعت تحت سيارة كانت متوقفة بالقرب من مبنى الاتحاد النقابي الرئيسي في البلد.

أما في محافظة الرقة فقد لقي إسماعيل الحمادة، المسؤول البارز في حزب "البعث" السوري، مصرعه على يد الثوار الذين اقتحموا منزله ليلاً وأردوه قتيلاً بوابل من الرصاص فيما كان نائماً، هذا واستمرت المعارك، وفقاً لناشطين سوريين، بين الثوار والقوات النظامية في مدن إدلب وحلب بشمال البلاد، بالإضافة إلى تواصل الاشتباكات بدمشق ومدينة درعا الجنوبية حيث انطلقت الثورة.

وقد تبادل الثوار والجيش القصف في منطقة حرستا والهاجرة بريف دمشق ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف الثوار.

باربرا سورك

بيروت

ينشر بترتيب خاص مع خدمة "كريستيان سيانس مونيتور"

================

لوضع حدٍّ للعنجهية الروسية!

صالح القلاب

الرأي الاردنية

7-11-2012

لو أن الولايات المتحدة لم تتخذ ،ومعها الغرب الأوروبي بكل دُوَله الرئيسية، هذا الموقف المائع الذي يغلب عليه التردد تجاه ما أصبح ثورة سورية فعلية وحقيقية ولو أن الروس ،بقيادة سيرجي لافروف وليس فلاديمير بوتين، لم يواصلوا التآمر على الشعب السوري وبطريقة قذرة ومكشوفة ولو أن إيران (الملالي) لم تدخل هذه الحرب ومنذ اللحظة الأولى ،بل قبل اللحظة الأولى، على أنها حربها وحرب مشروعها الشرق أوسطي فلما بقي بشار الاسد «صامداً»!! ومتمسكاً بموقفه حتى الآن ولبادر باكراً إلى حَزْم حقائبه وحقائب أولاده والقيام بتحويل أرصدته المالية وهي بعشرات المليارات ولفرَّ لا يلوي على شيء إلى مكان آمن لايستطيع أصحاب الثأر ، وهم كثيرون جداً، الوصول إليه كما وصل الموحدون (الدروز) إلى أديب الشيشكلي وقتله في البرازيل في أميركا اللاتينية في عام 1964.

خلال وجوده في القاهرة ،التي ما كان يجب أن يُستقبل لا فيها ولا في أي عاصمة عربية أخرى، قال لافروف ،بعدما رفض إقتراحاً للمبعوث العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي بضرورة صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي بتشكيل الحكومة السورية الانتقالية التي جاءت في بنود مبادرة كوفي أنان الستة، إن روسيا الاتحادية لا يهمها أي شخص في سوريا حتى بما في ذلك بشار الأسد وان ما يهمها هو الشعب السوري وحقيقة أن في هذا جانباً فيه الكثير من الصحة والصواب بينما الجانب الآخر هو نفاق وخداع وهدفه تشكيل غطاء للأطماع الروسية في هذا البلد العربي ،الذي غدا مدمراً ومنكوباً، وفي المنطقة الشرق أوسطية كلها.

إننا نصدق لافروف ،هذا الذي وصفه الأخضر الإبراهيمي بأنه النجم الدبلوماسي الدولي الصاعد فطرب لهذا الوصف حتى حدود التمايل شمالاً ويميناً، عندما يقول أن بلاده ،روسيا الإتحادية، لا يهمها الأسد على الإطلاق فهذه حقيقة واضحة ويدلُّ عليها أنه لو أن الروس يهمهم فعلاً مصير الرئيس السوري الذي سيكون مصيراً أسود في كل الأحوال فلما بقوا يخوضون معركته سياسياً وعسكرياً ولما بقوا يشجعونه على القتل والإستمرار بالقتل إلى أن أصبحت أيديهم ووجوههم بالإضافة إلى يديه ووجهه ملطخة بدماء السوريين ولأفهموه منذ البدايات إن عليه أن يرحل ويغادر بسلام ما دام أن شعبه مصرٌّ على مغادرته ورحيله.

لا يمكن الإدعاء بأن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة ليس له مصالح في سوريا وفي المنطقة هي التي جعلته يتخذ هذا الموقف الذي لا يزال مائعاً فالعلاقات الدولية ،إنْ صداقةً أو عداوة، هي مصالح ولهذا فإنه لايوجد «أكْذَبُ» من روسيا عندما تتحدث على لسان لافروف أن ما يهمها هو الشعب السوري إذْ لو أن هذا صحيحٌ فلما بقيت تسابق بشار الاسد على القتل والتدمير وإذْ لو أن هذا صحيح فلما لجأت إلى إستخدام حق النقض «الفيتو» ثلاث مرات كي تمنع مجلس الأمن الدولي من إتخاذ قرار يضع حداً لهذه المأساة التي تجاوزت الحدود.

إن الموقف الإيراني معروف ومكشوف وهو ليس بحاجة إلى حشد الأدلة والبراهين لإثبات أن ما يهم دولة الولي الفقيه هو إنجاز وإنجاح مشروعها الإمبراطوري (الفارسي) في هذه المنطقة فهذه مسألة معروفة منذ أن أنشأ محمد حسن أختري ،وكيل الإمام في دمشق، حزب الله وأمسك بحركة «حماس» حتى قبل الإعلان رسمياً عن إنشائها ومنذ أن فتح كل أبواب الهيمنة الإيرانية ،العسكرية والأمنية والمذهبية، على سوريا أما الموقف الذي يحتاج إلى المزيد من «كَشْفِ الغطاء» فهو هذا الموقف الروسي الغاطس في الإنتهازية السياسية حتى الذقن والذي لولاه لما واصل بشار الاسد ذبح شعبه وتدمير بلده على هذا النحو الهمجي فروسيا الإتحادية ،التي ورثت الإتحاد السوفياتي غير العظيم الذي إضطهد الشعوب الإسلامية أكثر بألف مرة مما أُضطهدت في زمن العهد القيصري الظلامي، تحولت إلى دولة مصاصة دماء وإلى دولة صفقات سياسية وتجارية مريبة والدليل على ذلك هو تعاطيها المخزي مع ما يسمى الأزمة السورية.

ستبقى روسيا متمسكة بهذا الموقف الإنتهازي الذي بادرت إلى إتخاذه منذ بداية هذه الأحداث المؤلمة وهي بالتأكيد ستواصل عنجهيتها ما لم يبادر العرب وبخاصة عرب الخليج العربي إلى أشعارها ، بالأفعال وليس بمجرد الأقوال، بأنها إذا لم تغير هذا الموقف وتتوقف عن المشاركة في سفك دماء السوريين فإن الثمن سيكون مصالحها الحيوية في هذه المنطقة وهذا يجب أن ينطبق أيضاً على كل الدول العربية المعنية فعلاً بإنقاذ سوريا والشعب السوري من هذا الدمار ومن هذه المجازر والمذابح البشرية.

=================

لافروف والملكيات غير الديمقراطية

ياسر أبو هلالة

الغد الاردنية

7-11-2012

تصنع لحظة الحرب في سورية عندما تلتقي الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الروسي في نفس المطار، مع فارق أن المسافر الأميركي في طائرة مغادرة، والروسي في طائرة قادمة. وفي لقاءاته، يتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وكأن الاتحاد السوفيتي لم يتفكك، إلى درجة الحديث عن صواريخ "ستينغر" التي ساهمت في هزيمة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، مع أنه يدرك أن دخولها يعني نهاية سلاح الجو السوري الذي تسقط طائراته بصواريخ ومضادات دون كفاءة "ستينغر".

عصبية لافروف سببها خوفه من القادم بعد الانتخابات الأميركية؛ فأيا كان الفائز، فسيكون من أولى قراراته رفع الحظر عن السلاح النوعي للثوار السوريين. وهو ما يعني دخول مضادات الطيران والدروع النوعية، التي ستجعل نهاية النظام وشيكة. فالثوار بدون السلاح النوعي تمكنوا من تحقيق تقدم نوعي في كل الجبهات. وخلال الشهرين الماضيين، لم يتمكن النظام من تحقيق أي تقدم في أي منطقة. وفي المقابل، تصرف بطريقة "ضربة مقفي"، مستخدما سياسة الأرض المحروقة، مدخلا مصطلحا جديدا في الحروب، وهو إلقاء "البراميل" المتفجرة على المناطق السكنية، محققا زيادة كبيرة في عدد المجازر التي بات صعبا إحصاؤها.

تشبه لغة لافروف في اللقاءات الخاصة أحاديث شبيحة النظام السوري في فضائية "دنيا". فهو يخوض صراعا مع أميركا، ويرفض أن يتكرر ما حصل في العراق وليبيا في سورية، وينتقد الملكيات باعتبارها غير ديمقراطية. وبالنسبة له، فإن القضية هي مع أميركا وليست مع الشعب السوري، والثمن الذي يطلبه لا يستطيع الشعب السوري دفعه. فما يريده هو النفوذ الأميركي في جورجيا؛ بمعنى مقايضة نفوذ روسيا البعيد في العراق وليبيا وسورية، بنفوذ أميركا القريب منها.

ما يتناساه لافروف هو أن الشعب السوري قاتل الأميركيين في العراق، وقضى زهرة شبابه في مواجهات مع القوات الأميركية. وقبل ذلك، كان جيش حافظ الأسد يقاتل ضد صدام حسين في الكويت. ومشكلة صدام وقتها أنه لم يدرك أن الحرب الباردة انتهت، وهو ما أدركه الأسد الأب. أما ليبيا، فقد باع القذافي نفسه للأميركيين، وسلم الأسرار النووية الباكستانية. وكانت علاقات سيف الإسلام والمعتصم بالأميركيين لا تقل عن علاقة محمد دحلان بهم. في المقابل، فإن عبدالحكيم بلحاج كان معتقلا في السجون السرية!

وبخصوص الملكيات، سواء الخليجية منها أم الأردنية والمغربية، وبمعزل عن منسوب الديمقراطية فيها، وعلى ما بينها من تفاوت، لم تمارس ضد شعوبها ما مارسه بشار الأسد. فالمظاهرات التي شهدتها الكويت مؤخرا، ومقارنة بعدد السكان، لم يشهدها بلد عربي، ومع ذلك لم يطلق الرصاص على المتظاهرين. وهذا حصل في الأردن والمغرب من قبل. والغرب لم يوفر الملكيات في ملف حقوق الإنسان.

لم يجد لافروف من يشتري كلامه. والمفارقة أنه يحاول إقناع رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب بأن روسيا لا تدعم النظام السوري، متناسيا أن حجاب بحكم موقعه السابق كان مطلعا على حجم الدعم، عسكريا وأمنيا واقتصاديا، ولذا اعتذر عن عدم تلبية دعوة لافروف لزيارة موسكو ما لم تغير موقفها. وفي الوقت الذي يتحدث فيه عن صواريخ "ستينغر"، لا يجيب عما ضبطته السلطات التركية في الطائرة القادمة من موسكو، والتي لم تكن تحمل مواد طبية لإسعاف من تقصفهم طائرات "الميغ".

لقد خسرت روسيا ملكيات جمهورية في ليبيا وسورية، ولا داعي لأن تخسر الملكيات الوراثية.

yaser.hilila@alghad.jo

=================

العالم والأردن في مواجهة "نيرونية" النظام السوري

    إبراهيم غرايبة

الغد الاردنية

7-11-2012

هل كانت زيارات قادة المعارضة السورية إلى عمان في إطار تطور الموقف الأردني والعالمي تجاه الأزمة السورية؟ وهل كانت مقالة عبدالرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" (التغيير القادم من الأردن، 4 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي)، والتي يقول فيها إن الأردن ليس مجرد أرض للاجئين السوريين، بل عاصمة الثورة السورية، وقد ينجح فيما عجز عنه الآخرون (هل يقصد تركيا؟)، وأن الأردن سيُفشل معادلة الأسد المتكئة على إيران والعراق وحزب الله، تؤشر على معلومات وأفكار عن تطور جديد في التعامل مع الأزمة السورية؟

يبدو أن النظام السياسي في سورية نفسه يشعر أن العالم تأخر زيادة عن اللزوم أو المتوقع، وكأنه يستعجل التدخل الدولي والإقليمي ليريحه من نفسه؛ فلا يمكن تفسير سلوك النظام السوري سوى بدفع العالم إلى التدخل. وحتى عندما أعلن باراك أوباما عن اجراءات ستتخذها الولايات المتحدة إذا استخدم النظام السوري الأسلحة الكيماوية، أجرى النظام، بالتعاون مع إيران، مناورات وتجارب استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية؛ وكأنه يأمل أن تتدخل الولايات المتحدة وتطلق عليه رصاصة الرحمة، أو ألا تضطره إلى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السوري!

وربما يكون النظام السوري متأكدا تماما أن العالم يتفرج على المجازر والإبادة والقصف العشوائي ببراميل المتفجرات، وربما يتسلى بالمشهد، ولكن أي انتصار يعتقده حكام سورية بتدميرهم لمدنهم، وقتلهم شعبهم؟ ألا يعني ذلك ببساطة أنه لم يعد يربط رئيس سورية بالشعب السوري سوى القتل والإبادة، وأنه لا علاقة له بالمدن السورية سوى الكراهية وعدم القدرة على رؤيتها على الخريطة؟

لا يمكن بالطبع، ولا يجوز سياسيا وأخلاقيا، أن يظل العالم يتفرج على الدمار والجرائم بحق الإنسانية، ولا بد أن يكون للأردن دور أساسي في وقف الجرائم هذه. صحيح أن الأردن بلد محدود الإمكانات والموارد، ولكنه شريك فاعل ومهم للمجتمع العالمي، وهو أيضا متضرر، على نحو مباشر وكبير جدا، مما يجري في سورية. ولسنا بحاجة إلى الانتظار حتى تصل النار إلينا، ولا يمكن أيضا أن ننظر إلى الكارثة الإنسانية في سورية وكأنها مجرد فيلم رعب أو "آكشن" فظيع!

السوريون اليوم يدفعون ثمنا غاليا جدا لحريتهم وكرامتهم، ويجب على الأردن والأردنيين أن يساندوهم. والنظام السياسي في سورية بحاجة إلى من يريحه ويخلصه من نفسه!

ibrahim.gharaibeh@alghad.jo

=================

.. في ما خصّ مبادرة رياض سيف

بكر صدقي *

الأربعاء ٧ نوفمبر ٢٠١٢

الحياة

سبق للصناعي رياض سيف أن اقترح مبادرة مشابهة لمبادرته الراهنة قبل أكثر من سنة من الآن، على نطاق ائتلاف إعلان دمشق. كان ذلك في الأشهر الأولى للثورة السورية، بعدما شارك بضع مرات شخصياً في التظاهرات السلمية في مسقط رأسه حي الميدان الدمشقي، ونال قسطه من اعتداء الشبيحة عليه بالضرب في آخر مشاركة. اقترح النائب السابق حينذاك إنشاء إطار جديد ينطق باسم إعلان دمشق الذي كان من مؤسسيه، بعدما رأى من شلل أمانته العامة وعجزها في الاستجابة لثورة الشعب السلمية بعد أشهر على انطلاقها.

هكذا هو رياض سيف: مبادر حين تكون الساحة مقفرة والفاعلون عاجزين، متفائل يبث التفاؤل في من حوله حين يسود التشاؤم. كان نائباً في مجلس الشعب حين بدأ الكلام ضد النظام تحت قبته، وأدخل يده في عش الدبابير بهجومه على عقود تأسيس شركتي تخديم الهاتف الخليوي اللتين شكلتا الواجهة «الليبرالية» للطغمة العائلية الفاسدة في طور التوريث. كان مبادراً في مساهمته بقسطه في إطلاق ربيع دمشق، وأسس أحد المنتديات في بيته في ضاحية صحنايا الملاصقة للعاصمة، واعتقل بعد أول انعقاد له (أيلول/سبتمبر 2001) لينال حكماً بلغ خمس سنوات سجناً.

كان من المساهمين في إطلاق إعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي في خريف 2005، وكرَّسَ وقته وجهده لإنقاذ أعرض ائتلاف للمعارضة السورية في تاريخها من خلال العمل على عقد «المجلس الوطني لإعلان دمشق» في بيته الجديد في ضاحية قدسيا (كانون الأول/ديسمبر 2007) ليعتقل بعد ذلك بشهرين بين من اعتقلوا في قيادة «الإعلان» المنتخبة. حكم عليه بسنتين ونصف سجناً كسائر قادة الإعلان، ثم خرج وأعلن استقالته من الأمانة العامة تحت ضغط الوضع السياسي القاتم الذي وجد فيه البلاد حينذاك، وشلل فاعلية الائتلاف الذي كان علق عليه كل آماله.

لكن الصناعي العصامي الذي خبر الحياة بكل تقلباتها، سيستعيد حيويته السياسية على رغم السرطان الذي تمكن منه، حين رأى التظاهرات الشعبية الكبيرة تهز أركان أعرق دكتاتورية فاسدة في المنطقة العربية، في حي الميدان بالذات حيث عاش طفولته وصباه. منعته السلطات من الخروج للمعالجة، فوجد متأخراً طريقه للتسلل إلى إسطنبول عاصمة المعارضة السورية في زمن الثورة. بعيداً عن محرقة الإعلام، تعرف سيف إلى نقاط ضعف المجلس الوطني السوري الذي كان عضواً مؤسساً فيه، وشخَّص أمراضه من غير أن يقع ضحية إغراء الهجوم عليه كما فعل كثيرون غيره من الباحثين عن الأضواء والمناصب. منذ مؤتمر القاهرة وهو يعمل بهدوء لانتشال واجهة الثورة السورية من مأزقها، ولم يعلن عن مبادرته الجديدة إلا قبل أيام معدودة على اجتماع الدوحة، المخصص لتفعيلها.

تشكل الحكومة الثورية الموقتة نواة مشروع رياض سيف، وهذه نقلة من سلطة تشريعية إذا جاز التعبير، كانها المجلس الوطني السوري، إلى سلطة تنفيذية تعمل كرجل واحد بعيداً عن هواجس التمثيل والتوافق السياسي التي شلت عمل المجلس وكادت تقضي عليه.

بمعنى من المعاني يحاول سيف معالجة المشكلة ذاتها للمرة الثانية. فبعد وقت قصير من تشكيل قيادة توافقية لائتلاف إعلان دمشق، تبين أنها تتألف من تيارين لا يمكن التوفيق بينهما (أحدهما ليبرالي والثاني اشتراكي ممانع) الأمر الذي شل عمل الائتلاف تماماً وحوَّلَهُ إلى مجرد اسم بلا مضمون وبلا عمل. فعمل سيف على الإعداد لعقد مجلس وطني هو بمثابة مؤتمر للائتلاف المعارض ينتخب قيادته انتخاباً. وإذ جاءت نتائج الانتخابات لصالح التيار الليبرالي، انشق عنه التيار الممانع الذي سيشكل بعد فترة من بداية الثورة الشعبية ائتلافاً جديداً باسم «هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي» برئاسة حسن عبد العظيم في الداخل وهيثم العودات (مناع) في الخارج.

مشكلة اليوم ليست بين تيار ليبرالي وآخر يساري ممانع، بل هي مرض متعدد الأبعاد يشل فاعلية الإطار الأهم للمعارضة السورية في زمن الثورة، لعل أهمها أنه بدلاً من قيادة ثورة الشعب نحو أهدافها المعلنة، كان مجرد صدى لمطالبها وشعاراتها إضافة إلى انقطاعها الواقعي عن وقائعها وجسمها الثوري. فلا انبثق المجلس من قلب الحراك الثوري ليحق له الادعاء بتمثيلها عضوياً، ولا انفصل عنها بالمسافة المطلوبة لقيادتها ومساعدتها. وإذ أعلن رفضه لأي تدخل عسكري خارجي للإطاحة بنظام الأسد، لم يبذل الجهد الكافي للاستقلال عن القوى الإقليمية والدولية المتنوعة التي تنطحت لدعم الثورة. وفشل في تأمين مصادر دعم للثورة، ليهدر القليل الذي توفر منها في الحسابات الحزبية الضيقة للقوى المشكلة له.

وإذا كان الإخفاق الديبلوماسي للمجلس في تأمين حماية أممية للثوار يعود إلى أسباب لا يد له فيها، فهو المسؤول عن عجزه عن تأطير القوى المعارضة الواقفة خارج مظلته. أخيراً وليس آخراً، المجلس الذي وضع معظم رهاناته على تركيا أردوغان، سيكتشف أن هذا الأخير مرتهن للموقف الأميركي أكثر مما كان متوقعاً، ومكبل اليدين داخلياً في مواجهة مشكلات من صنعه.

أثارت مبادرة سيف حتى قبل إعلانها الكثير من اللغط والهجوم والتشويش. وكما اتهم سابقاً من قبل التيار الممانع في إعلان دمشق بأنه قبل دعوة السفارة الأميركية للمشاركة في احتفالها بالعيد الوطني الأميركي، يتهمه اليوم قادة المجلس الوطني بالتنسيق مع السفير الأميركي روبرت فورد في مبادرته الجديدة. الواقع أن التصريحات المتعجرفة لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قدمت مادة ملائمة لأولئك الذين لا يتقبلون الاعتراف بالفشل والتنحي ويقدمون مصالحهم الضيقة على مصالح الثورة ومصير الوطن.

هذا الوطن الذي يدمر اليوم أمام أعين العالم بحاجة لإنقاذ. هذا ما لا يجادل فيه أحد. الخلاف هو حول سبل الإنقاذ وأثمانه. أصبح ظهور شخصيات المعارضة الموجودة خارج البلاد على وسائل الإعلام، وحديثهم عن الثورة التي ستستمر حتى تحقيق أهدافها بفضل تضحيات الشعب وتراكم أعداد الشهداء والنازحين واللاجئين والمعتقلين والمفقودين، يثير الاستهجان الشديد، ولن تخفف منه أفواج السياحة الثورية من تركيا إلى المناطق المحررة بفضل بطولات الجيش الحر.

يبدي معارضو مبادرة سيف روحاً تطهرية صاخبة ترفض الوصاية الأميركية على المعارضة من جهة، والتفاوض مع النظام من جهة ثانية. بصرف النظر عن مدى صحة هذا الموقف المنطوي على تشكيك في النوايا، لا بد من القول إنه يخفي الوجع الحقيقي للمنتقدين وهو شعورهم بأن قطار التغيير قد فاتهم، وآن أوان تنحيهم عن المشهد.

السياسة، قبل ذلك وبعده، خط متعرج مملوء بالمستنقعات القذرة.

 * كاتب سوري

 

=================

النفاق الروسي وإعلان جنيف

عبدالله إسكندر

الأربعاء ٧ نوفمبر ٢٠١٢

لا يتوقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن التشديد على ضرورة تطبيق اعلان جنيف الذي صدر عن مجموعة العمل من اجل سورية في 30 حزيران (يونيو) الماضي. لكنه في الوقت نفسه يعارض معارضة شديدة ان يتحول هذا الاعلان الى قرار ملزم من مجلس الامن، وفق الفصل السابع. وذلك بغض النظر عن صلاحية هذا الاعلان كآلية للحل، بعد كل ما شهدته سورية، منذ اطلاقه، من قتل وتدمير وتراكم التعقيدات.

الوزير الروسي يجول على المنطقة هذه الايام ليبشر بمحاسن هذا الاعلان ويهاجم معارضي النظام السوري والدول العربية والغربية التي تدعم مطالب المعارضة.

كيف يمكن الديبلوماسية الروسية ان توفق بين التبشير بإعلان جنيف ورفض تحويله الى قرار دولي؟ وكيف يمكنها ان تدّعي الحياد في النزاع السوري وهي تشن اوسع حملة على احد اطرافها.

يقوم لافروف بأكبر عملية تمويه ديبلوماسية، إن لم تكن اكبر عملية احتيال ونصب، لتبرير استمرار دعم بلاده للنظام السوري الحالي والإبقاء عليه كما هو وحماية أركانه الذين يتولون حالياً اوسع تدمير منظّم لسورية وشعبها، وباتوا في مواجهة اتهامات دولية بجرائم ابادة وضد الانسانية.

فالوزير الروسي يعرف جيداً ان اي وقف للعنف لن يكون في مصلحة النظام السوري، لسبب بسيط هو ان غالبية الشعب السوري ستنزل الى التظاهر في كل شوارع البلاد للمطالبة برحيل النظام، فور وقف استهداف المدنيين بنيران القوات النظامية. وهذا ما حصل مع المراقبين العرب ومن ثم الدوليين.

ولهذا السبب افشل النظام «هدنة الاضحى» التي تمناها الموفد الاخضر الابراهيمي، لأن مع بدء سريان الهدنة كانت التظاهرات تسير في الشوارع، فاستهدفتها نيران النظام بالقنص والهوان اولاً ومن ثم بالدبابات والمدفعية الثقيلة والغارات الجوية.

وهذا يعني ان النظام الذي افشل الهدنة سيفشل ايضاً اي وقف للنار، كما يطالب البند الاول من اعلان جنيف. وفي مثل هذه الحال سيكون الحامي الروسي في وضع محرج، خصوصاً اذا كان ثمة قرار دولي ملزم بتطبيق هذا البند.

اما عن حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة تتولى ادارة الحل السياسي، فإنها بطبيعتها، ككاملة الصلاحيات، ستهمش النظام وأركانه، وهو النظام الذي لم يجد احد في العالم محاسن له سوى موسكو التي اعتبرته حامي الاقليات وضامن الاستقرار. فكيف يمكنها ان تقبل بتهميشه في مرحلة انتقالية تفضي الى تغييره؟

بالتأكيد لا ترغب في رؤية سيناريو كهذا، وتسعى الى الالتفاف عليه بالمطالبة بأن تجري الامور تحت قيادته وسقفه، بدليل تمسكها بالدفاع عن اركانه ورأس الهرم فيه.

ومن اجل اضفاء مزيد من التعمية، تتمثل المشكلة في سورية، على لسان لافروف، بالدول التي تدعم المعارضة، في ترداد لما يقوله النظام نفسه عن الدعم الخارجي للعصابات المسلحة.

هكذا يبدو التمسك الروسي بإعلان جنيف مجرد نفاق سياسي، فما تفعله الديبلوماسية الروسية يتعارض مع بنود هذا الاعلان وروحه ايضاً. فكلمة «الحق» الروسية التي تُقال عن الاعلان يُراد بها «الباطل» في السعي الى تأييد استمرار النظام ودعم نهجه.

لا يبدو ان موسكو تريد فعلاً وضع حد للكارثة في سورية ولا يبدو انها مهتمة بمصير الشعب السوري، وإلا لكانت اندفعت الى ترجمة موقفها المعلن من اعلان جنيف الى خطوات عملية ملزمة، لا تأتي إلا بقرار دولي، من اجل تطبيقه.

 

=================

تطور الموقف الصيني تجاه الأزمة السورية

مسعود ضاهر

التاريخ: 07 نوفمبر 2012

البيان

منذ بداية الانتفاضة في سوريا، أدانت الصين رسميا المذابح المتكررة في أكثر من منطقة سورية، وأبدت قلقها من ارتفاع أعداد القتلى والجرحى الذي بات كبيرا جدا إلى جانب أزمة اقتصادية واجتماعية متفاقمة، وتدمير مبرمج للتراث الإنساني الرائع في هذا البلد العريق بحضارته الإنسانية.

لم تتبن الصين وجهة نظر النظام القائم ولا المعارضة متعددة الاتجاهات والارتباطات العربية والدولية، فأدانت العنف الدموي الذي مارسه الجانبان وأدى إلى تدويل الأزمة، وقطع الطريق على أي مبادرة سياسية لحل داخلي يقوم به السوريون.

تمسكت الصين بموقف ثابت تجاه الأزمة يقوم على وقف العنف فورا، والدخول في حوار سياسي بين السلطة والمعارضة، فالحل السياسي هو الطريق الوحيد الممكن للخروج من أزمة شاملة تهدد منطقة الشرق الأوسط بأكملها. ودعت الدول المعنية بالأزمة إلى دعم جهود الأمم المتحدة لوقف شلال الدم في سوريا، ومنع الانزلاق نحو استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية، أو التهديد باستخدام أسلحة كيميائية، وأسلحة دمار شامل.

لكن الوضع الإنساني في سوريا استمر في التدهور إلى أن بلغ مؤخرا مرحلة الخطورة القصوى، بسبب الاشتباكات الدموية المتواصلة التي أدت إلى خسائر بشرية كبيرة، وأضرار مادية جسيمة في البنى التحتية. فتفاقمت الأوضاع المعيشية للشعب السوري، الذي بات موزعا بين منكوب، ومعوق، وجائع، ومهجر، وخائف. وقد ناشدت الصين الحكومة السورية مرارا لكي تتعاون مع منظمات الإغاثة الدولية، وقدمت مساعدات مستمرة إلى المنظمات المعنية، كاللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووكالات الإغاثة الإنسانية داخل سوريا، لعملها في ظروف صعبة للغاية، ورصدت مبالغ مالية هامة للدول التي تعنى بالنازحين السوريين على أراضيها.

تمسكت الصين دوما بالحل السلمي للأزمة السورية، انطلاقا من المبادئ الإنسانية في التعاطي مع الأزمات التي تطال شعبا بأكمله. وعملت على التخفيف من آلام الشعب السوري، ورفضت مد المتقاتلين بالأسلحة لأن ذلك يقود إلى إطالة الحرب وتضخيم حجم المأساة، وطالبت بتضامن دولي فاعل لإيجاد حل سياسي للأزمة في أسرع وقت ممكن، ودعت إلى احترام سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفضت الحل العسكري وكل أشكال التدخل الخارجي. وأعربت خارجية الصين مرارا عن قلقها من احتمال انتشار العنف إلى الدول المجاورة، في حال استمرت الأزمة السورية دون حل.

دعت الصين المجتمع الدولي إلى دعم جهود الوساطة التي بذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة، السابق كوفي أنان والحالي الأخضر الإبراهيمي، لإنهاء العنف في سوريا، بمشاركة السوريين أنفسهم. وعندما زار الإبراهيمي الصين مؤخرا طالبها بتقديم حلول عملية للأزمة السورية، في حين حذرت جامعة الدول العربية من انهيار قريب لسوريا ما لم تنجح الدول الكبرى في إيجاد حلول سريعة لهذه الأزمة المتفجرة.

فاستغلت الخارجية الصينية الدعوة لكي تقدم مبادرة مدروسة من أربع نقاط، لحل الأزمة بصورة سلمية ومتدرجة على مراحل عدة، وبث التلفزيون المركزي الصيني الاقتراح الرباعي الذي عرضه وزير الخارجية، يانغ جيشي، على الإبراهيمي، وتضمن ما يلي:

أولا؛ تعمل الأطراف المعنية بالأزمة في سوريا على وقف العنف بصورة تدريجية، والتعاون مع جهود الإبراهيمي، على أن يتم وقف النار على مراحل في منطقة بعد أخرى.

ثانيا؛ ينتدب كل طرف مفوضين عنه يتولون معا، بمساعدة الإبراهيمي ومنظمات المجتمع الدولي المعنية، وضع خارطة طريق للانتقال السياسي في سوريا، عبر مشاورات مكثفة يقوم بها مجلس انتقالي يضم أكبر نسبة ممكنة من الأطراف المتنازعة.

ثالثا؛ يدعم المجتمع الدولي جهود الإبراهيمي لإحراز تقدم حقيقي في تنفيذ بيان مؤتمر جنيف، والخطة السداسية للمبعوث الخاص السابق كوفي أنان، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة السورية.

رابعا؛ دعوة جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية، إلى اتخاذ خطوات عملية ملموسة على أرض الواقع لتخفيف المعاناة الإنسانية في سوريا.

استندت المبادرة الصينية ببنودها الأربعة، إلى مبادئ فلسفية تعتمدها الصين بصورة جلية في معالجة مشكلاتها الداخلية بين القوميات والأديان المختلفة، وفي علاقاتها الإقليمية لحل قضايا الحدود المشتركة والمتنازع عليها بالطرق السلمية. واستندت أيضا إلى مبادئ الأمم المتحدة، وخبرة المنظمات الدولية في حل النزاعات، والسعي إلى بناء عولمة أكثر إنسانية. فقد فشلت العولمة الأميركية ذات القطب الواحد، بعد أن بنيت على مقولات ثقافية سطحية، أبرزها: نهاية التاريخ، وصراع الحضارات، والحرب على الإرهاب، وفرض الديمقراطية الغربية على الدول الأخرى، وتغيير الأنظمة السياسية الممانعة بالقوة العسكرية الخارجية.

أوضح وزير خارجية الصين في تقديم مبادرته، أن غالبية دول العالم باتت تدرك جيدا أن الخيار العسكري لم يقدم حلا لأي أزمة، وأن التوصل إلى تسوية سياسية يتطلب تعاونا مشتركا بين الأطراف المعنية. وتهدف المبادرة الصينية الجديدة إلى بناء توافق دولي، ودعم جهود الوساطة التي يبذلها الإبراهيمي، ودفع الأطراف السورية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العنف، وإطلاق عملية الحل السياسي بقيادة السوريين أنفسهم دون تدخل خارجي.

شكل الاقتراح نقلة نوعية في موقف الصين من الأزمة السورية، فليس أمام السوريين سوى الحلول الدبلوماسية، لأن استمرار النزاع الدموي يقود حتما إلى دمار سوريا. وقد دخل الجميع في نفق مظلم منذ فترة طويلة، ولا بد من إيجاد مخرج بمساعدة عربية ودولية، عبر خطوات ملموسة لتخفيف معاناة الشعب السوري. ونظرا لمصالح الصين الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط، وحاجة اقتصادها إلى النفط العربي لاستمرار تطورها الاقتصادي والاجتماعي، يعمل الصينيون من أجل استقرار المنطقة العربية التي تعتبر بالنسبة إليهم مجالا حيويا للاستثمار المالي والتبادل التجاري، فشكلت دعوة الإبراهيمي حافزا هاما لكي تطلق الصين مبادرة سياسية تعزز موقعها في المنطقة العربية.

ختاما، تبدو مبادرة الصين لحل الأزمة السورية، أكثر عقلانية من الموقف الروسي المتشدد حيال بقاء الرئيس السوري في سدة الحكم، وتضمنت خطوات عملية تتم على مراحل، تبدأ بوقف إطلاق النار بصورة تدريجية في المناطق السورية، وتتزامن مع تشكيل مجلس رسمي يتمتع بصلاحيات حكومة انتقالية، لتنفيذ البنود الستة لخطة المبعوث الدولي السابق كوفي أنان، والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن، وبيان جنيف لوزراء خارجية مجموعة العمل حول سوريا.

لكن المبادرة الصينية تقاطعت مع المبادرة الروسية حول ضرورة تطبيق بيان جنيف، واعتبار السوريين أصحاب القرار النهائي في تحديد مستقبل بلادهم دون تدخل خارجي. فهل يكتب لها النجاح وسط هذا الاصطفاف الحاد تجاه الأزمة السورية؟

 

=================

اجتماعات الدوحة.. لكيلا تنحرف الثورة السورية

الوطن السعودية

التاريخ: 07 نوفمبر 2012

اجتماعات المجلس الوطني السوري المنعقدة بالدوحة، أفضت حتى الآن الى إعادة هيكلة المجلس بتقليص عضوية الأمانة السابقة واستيعاب 13 مجموعة معارضة أخرى، مما يشكل خطوة متقدمة نحو توحيد الفصائل كافة، وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة نظام بشار الأسد.

المناقشات الساخنة التي شهدتها أروقة جلسات الاجتماعات، تمثل ظاهرة صحية طالما كان هدفها المصالح العليا للوطن النازف، وفي المقابل فإن تعنت المجلس وتصوير المطالب الرامية بتوسيع قاعدة المشاركة على أنها محاولة لتصفيته أو لفرض الوصاية، أمر مجاف للحقيقة، ذلك أن الثورة ملك لجميع فسيفساء الشارع السوري والمجلس الوطني لن يعزل بأي حال من معادلة المقاومة، لأن إسقاط النظام يستوجب تعزيز جبهة النضال.

إن الصراع الذي يدخل شهره العشرين، مع ارتفاع وتيرة الانتهاكات والأعمال الإجرامية للنظام بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب وتطبيق الإعدامات الخارجة عن القانون، يستدعي من جميع الرموز المعارضة الترفع عن التراشق ووقف الحرب الكلامية، وأن تكون أولوية التحرك الآن لإنقاذ أرواح المحاصرين داخل سورية، والالتفات لأزمات اللاجئين في دول الجوار خاصة مع زيادة أعداد النازحين والمشردين.

اجتماع يوم غد، والذي سيبحث تشكيل هيئة قيادية جديدة للمعارضة تقوم بتنسيق عمل الجيش السوري الحر على الأرض وتنبثق عنها حكومة منفى، يجب أن تسوده الروح الوطنية. ومهما يكن فإن أولويات أي كيان للمعارضة ينبغي أن تنصرف نحو تأمين الدعم العسكري للثوار، فضلا عن الدعم الإغاثي بعيدا عن المصالح الضيقة.

التفريط في جمع الكلمة من قبل أطياف المعارضة سيتيح المجال أمام المتربصين بالثورة، كما سيوفر أرضية خصبة للمتطرفين لتحويل مسارها والتشويش عليها أمام المجتمع الدولي الذي يريد تعزيز كافة أشكال دعمه للثورة، إلا أنه يبحث عن ضمانات من الثوار.

لقد آن الآوان لجمع شمل دعاة التغيير، لأن المستفيد الوحيد من تشرذم المعارضة هو النظام الباطش في دمشق

=================

توحيد الشعب السوري

الراية القطرية

التاريخ: 07 نوفمبر 2012

يأتي احتضان الدوحة لاجتماعات المجلس الوطني السوري والتي تفتتح رسمياً اليوم حرصاً من دولة قطر على توحيد الصفوف للأشقاء السوريين والوصول إلى رؤى مشتركة تجمع جميع أطياف الشعب السوري وتساهم في الخروج من عنق الزجاجة الذي وصلته الأوضاع في سوريا بسبب عنف النظام ودمويته وتوقف عمليات القمع والإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري من قبل نظامه.

لقد أعلن معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى أديس أبابا حرص دولة قطر على توحيد صفوف الأشقاء في سوريا وأنه سيجتمع مع المعارضة السورية اليوم للوصول معهم إلى تقدم في هذا الشأن.

إن الجهود القطرية الحثيثة التي تبذل تهدف إلى توحيد رؤى المعارضة السورية حول المرحلة الانتقالية، والخروج بإستراتيجية ورؤية مشتركة، تلبي طموحات الشعب السوري في تحقيق الحرية والتغيير والديمقراطية وهي المطالب التي من أجلها انتفض الشعب السوري ثائراً بعد عقود طويلة من الاستبداد والديكتاتورية.

إن نجاح جهود توحيد رؤى المعارضة السورية حول المرحلة الانتقالية وإنشاء هيكل موحد لهذه المعارضة، يساهم بلا شك في تسريع عملية التغيير في سوريا ويخفف من فاتورة الدم الباهظة الثمن التي دفعها وما زال يدفعها أبناء الشعب السوري ويشكل عامل ضغط أخلاقياً على المجتمع الدولي الذي يرمي الكرة في مرمى الشعب السوري لتبرير إخفاقه وفشله في حماية الشعب السوري من القتل.

لقد أصبحت الثورة السورية التي توشك على دخول شهرها العشرين على مفترق طرق يستدعي معها أن ترتقي المعارضة السورية بمختلف أطيافها إلى مسؤوليتها الوطنية وتنحي خلافاتها وتبايناتها جانباً وأن تكون في مستوى تضحيات الشعب السوري ومستوى ثورته العظيمة فتعظم الجوامع التي تلتق عليها وتتحد خلف رؤية واحدة وبرنامج واحد يحقق أهداف وطموحات وتطلعات الشعب السوري.

لقد أخذت دولة قطر زمام المبادرة بوصفها رئيسة للجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا في استضافة اجتماعات المجلس الوطني ومن ثم اجتماعات المعارضة السورية بكل أطيافها التي ستعقد الخميس المقبل سعياً منها لجمع الشعب السوري على كلمة سواء تحقن دماء الشعب السوري الذي يقتل أمام سمع العالم وبصره.

 

=================

الشرق الأوسط بين قِيَم أميركا و... مصالحها

سركيس نعوم

2012-11-07

النهار

 

 تخوض إيران معركة بقاء مشروعها الاقليمي في سوريا. فهي تقف ضد ثورة غالبية الشعب السوري التي طالبت بالإصلاح الجدّي، ثم بسقوط النظام، والتي تحوّلت الى العمل المسلح بعد اختيار النظام قمعها عسكرياً. وتقف ضدها في المحافل الدولية والاقليمية. وتقف ضدها باتهامها بالعمالة لاميركا وللصهيونية. وتقف ضدها بتزويد الجيش السوري الاسلحة، وبتقديم خبراتها اليه وربما عناصر. وتقف ضدها بتقديم مساعدات مالية واقتصادية للنظام السوري، وبتشجيع حلفاء لها على ذلك. علماً انها تعاني كثيراً جراء العقوبات الدولية المفروضة عليها. والأخطر من كل ذلك انها (ايران) وفي معرض منع "عصبية" الاسد من الخروج عليه واستجلاب تأييد له من "عصبيات" مماثلة في المنطقة، راحت تضاعف مخاوف الشيعة العرب من السنة العرب، وخصوصاً بعد "الربيع العربي" المُتهّم بأنه سنّي. طبعاً أثار ذلك الهياج في العراق أولاً حيث الشقاق السني – الشيعي مزمن. ودفع "القاعدة" واصدقاءها فيه، الى التوجه نحو سوريا بغية مساعدة الثورة. كما دفع شيعة العراق الى التعاطف مع نظام الاسد والى مساعدته اقتصادياً ومالياً. وقد يساعدونه عسكرياً إذا احتاج الى ذلك. وطبعاً ايضاً أثار ذلك الهياج السنّي – الشيعي في لبنان. فاللبنانيون عانوا الامرين من سيطرة سوريا الاسد عليهم. ونجحوا بعد اعوام طويلة في اخراجها رسمياً من بلادهم. لكنهم عجزوا عن اخراجها فعلياً لأن حلفاءها اللبنانيين منظمون وأقوياء عسكرياً. وقد زاد ذلك الحقد اللبناني الوطني على الاسد كما التحاقد المذهبي في الداخل. وترجم ذلك نفسه بعد اندلاع الثورة السورية بوقوف السنة في لبنان، الى جانب الثوار وغالبيتهم سنّة، وباصطفاف الشيعة فيه مع نظام الاسد و"عصبيته" المذهبية. وكاد ذلك ان يوسِّع الحرب السورية بجانبها المذهبي الى لبنان.

طبعاً لم تكن ايران وحدها المسؤولة عن هذا الموضوع او الاسد رغم انهما كانا المبادريْن، في رأي اخصامهما، الى توظيف المذهبية كما قضية فلسطين من اجل تثبيت حكميهما، ومن اجل إنجاح مشروعهما بل مشروع ايران في المنطقة. فالدول العربية وخصوصاً الخليجية منها وفي مقدمها العربية السعودية وقطر لم تضع مسافة بينهما وبين الاسلاميين المتشددين السنّة معمَّمين كانوا او غير معمَّمين من ابنائها او من ابناء الدول العربية الاخرى.

ماذا سيحصل في حال استمرت الحرب في سوريا من دون حسم؟

ستتوسع هذه الحرب، يجيب باحث مهم في مركز ابحاث عريق في واشنطن كان موظفاً رسمياً رفيعاً يعرف المنطقة بعربها والعجم، ستتوسع الى العراق ولبنان حتماً وربما الى دول اخرى. وليس ذلك في مصلحة اميركا التي عليها ان تتدخل بتأمين مساعدة عسكرية فاعلة وإن محدودة للثوار السوريين كي يحرزوا تقدماً حاسماً يؤدي الى إقناع الاسد بأن استمراره مستحيل. وليس ضرورياً ان تحصل المساعدة بقرار دولي في حال تعذره.

إلا ان ذلك لا يعني في رأيه ان على بلاده ان "تُطنّش" عن الارتكابات في حق "الأقليات" بعد الانتصار، لأن ذلك قد يحصل وخصوصاً بعدما صار طابع الحرب في سوريا مذهبياً، إذ عليها ان تكون منسجمة مع قِيَمها ومع مصالحها في الوقت نفسه. ومن هذه المصالح وجود ثلثي احتياط النفط في دول مجلس التعاون الخليجي في ايران والعراق حيث الغالبية اسلامياً هي الشيعة، أي ما يعادل نحو 20 في المئة من الاحتياط العالمي للنفط.

=================

الهجوم الأمريكي على الثورة والحسابات الخليجية

النقطة المهمة جدا للملف الأمني للخليج العربي، أن إيران أضحت تتقدم بجرأة نحو تثوير كلي لمحطات إقليمية عديدة..

مهنا الحبيل

الأربعاء 07/11/2012

المدينة

الهجوم الشرس على الثورة السورية الذي صدر من كلينتون، بعد مواقف غربية عديدة مماثلة، لم يكن إلاّ إعلان نوايا فقط، حيث كان هذا الموقف هو دعامة التفكير الإستراتيجي لواشنطن، وهو الخشية على مستقبل إسرائيل من الثورة السورية، وقد سبق أن قال المفكر الغربي الكبير نعومي شومسكي بأن روسيا تنفذ الخطة الأمريكية، فتخدمها باقتدار، وتساعد دورها المنافق.

وكان الثوار قد رصدوا ذلك فأطلقوا جمعة 19 أكتوبر الماضي باسم -أمريكا ألم يشبع حقدك من دمائنا- الذي كان إعلانًا مركزيًّا عن حقيقة تاريخية أدركها المراقبون بأن كل ضجيج واشنطن وحديثها عن وحشية نظام الأسد، بما فيها حلقات الجدل بين مرشحي الرئاسة لم تكن إلاّ إثارةً إعلامية، فيما كان القلق والفزع الإسرائيلي من الثورة السورية هو محرك المواقف العملية للغرب التي تحوّلت لبرنامج تنفيذي تُلقي واشنطن وباريس ولندن فيه كل ثقلها للتركيز على المسار الرئيس للحسم، وهو منع تسليح الثورة السورية، وسواءً كان ذلك لمنح مساحة للمحور الإيراني الروسي في المرحلة الأولى من الثورة لتصفيتها، أو كان ذلك لتكثيف فُرص آليات النظام لتحقيق أكبر مساحة من التدمير والقتل الوحشي لحواضن الثورة الشعبية؛ لإنهاكها قبل حسمها ووصولها للحكم المركزي الذي يزعج الأمن القومي لإسرائيل بشدة، ويثير الغرب، رغم إعلان الثورة أنها الآن في مرحلة بناء دولة حقوقية لحرية الشعب وكرامته.

هذا المسار أكده مجددًا في مطلع هذا الشهر أمين حلف الناتو في تصريح صريح ومباشر، أكد فيه رفض تسليح الجيش السوري الحر، لكنّ القضية لم تكن تصريحًا بل تهديد واشنطن للخليج، وتحذير شديد لأنقرة، وإن كانت الأخيرة لم تستجب لهذا التحذير، لكنها طلبت أن يتقدم الغطاء العربي بوضوح نحو تسليح الثورة السورية من خلال حدودها، ولكن التراجع العربي الكبير الذي شكا منه الأتراك عزز التدخل العسكري الأجنبي من إيران وميلشياتها المتعددة، ورغم كل هذه الدوائر من الحصار الدولي، وتشديده إلاّ أن الثورة فاجأت المشهد بنوعية متقدمة من الاختراق واكتسحت قيادة توجيه الفعل الإستراتيجي في الميدان، بمعنى أنّ كل جهود المعسكر الدولي وتقاطعه الإيراني بات فاشلاً في خطة محاصرة الثورة، أو إنهاكها للحد المطلوب في تقديرهم.

والنقطة المهمة جدًّا للملف الأمني للخليج العربي، أن إيران أضحت تتقدم بجرأة نحو تثوير كلي لمحطات إقليمية عديدة، تستغل هذه الفترة فتعزز تحريك فروعها في العراق ولبنان، في حين تُبعثر المشهد عبر منظوماتها الأُخرى برسائل فوضى واسعة للمنطقة لن يكون آخرها اغتيال وسام الحسن رئيس فرع المعلومات المتخصص بالشبكات الإسرائيلية والإيرانية، مع نجاح نوعي لطهران ضمنت فيه إيران دعم اختراق دولة خليجية تدعم مشروعها في سوريا.

هذه الرسائل لنتائج استثمار إيران لمرحلة التراجع العربي عن دعم الثورة أضحت تُقلق بشدة الرياض والدوحة، وتركيا أيضًا وصلتها هذه الرسائل الإيرانية المؤثرة عليها داخليًّا، والمفارقة هنا أن الثورة السورية التي ليس لديها مساحة دعم، وأضحت تلتصق بشعارها -ما لنا غيرك يا الله-، باتت في وضع إستراتيجي تغلبت فيه على ظروف حصارها والحرب الإيرانية عليها، غير أنّها تشكو من أن النظام يتغول في دماء المدنيين، وتطلب التسليح العربي لوقف هذا النزف، وحسم الثورة لتأمين انتقال مستقر ومدني لدولة الثورة الجديدة.

في حين باتت حسابات الرياض، وكذلك الدوحة قلقة وهي التي أضحت تقرأ التهديدات الإيرانية التي تُرسل من المركز، أو فرعي لبنان والعراق ومؤيديها في الخليج العربي بوعي إستراتيجي يتجاوز ضجيج الكلام، هنا بات التنسيق السعودي القطري أمام مواجهة الحقيقة، وهي أنّ التجاوب مع تحذير واشنطن لم يكن يخدم مصالحهم، وهو ما كان يعيه ويحذر منه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، الذي يقضي فترة نقاهة لظرفه الصحي، هذه المعادلة الأمنية الصعبة أضحت على طاولة التنسيق، والمدار الذي ستفيد منه العاصمتان، وتستفيد منه الثورة، يعتمد على التعامل بوضوح وصراحة مع القيادة الشرعية التنسيقية للجيش السوري الحر، خاصة بعد فشل كل مشروعات واشنطن وباريس للتسويق لشخصيات أو مشروعات مقربة منها، وهي لا تحمل إلاّ أرقامًا من الوهم على ساحة المعركة.

والرسالة التي أرسلها الجيش السوري الحر للوسطاء العرب بشأن رفضه لمشروع الجيش الوطني، أو أي توافق فرنسي وأمريكي على مشروع محدد خارج قوة الثوار وقيادتهم المركزية تضمنت تصورًا واضحًا أمام الطرف العربي والتركي بتعهد كل قيادات الثورة وأركانها، بما فيها التوجه السلفي المحلي، بمشروع دولة مستقلة لا فوضوية تؤمّن الشعب، وتُهيئ لتأسيس الدولة المدنية، وحماية الطوائف بالمرجعية الطبيعية التي يختارها الشعب، والتي نرجو أن تعكسها نتائج مؤتمر الدوحة لتنطلق مرحلة دعم مركزي مطلوب بشدة للشعب الذبيح، وهو تسليح الجيش الحر نوعيًّا، هذه هي الضمانة -بإذن الله- لتحقيق المصلحة السورية والعربية.

mohanahubail@hotmail.Com

=================

يأس الأسد

طارق الحميد

الشرق الاوسط

7-11-2012

من دون أدنى شك، فإن بشار الأسد يعي تماما أن تحريك الجبهة السورية الإسرائيلية هو آخر الحلول التي سيلجأ إليها في حال عدم سحقه للثورة السورية الشعبية، فالأسد يدرك أن فتح الجبهة الإسرائيلية لن يؤخذ كمناورة وحسب، بل إنه تغيير في قواعد اللعبة كلها في المنطقة، وسيترتب عليه الكثير، فلماذا يقوم الأسد بمناوشة إسرائيل الآن؟

الواضح أن نظام الأسد قد جرب كل الأوراق التي بيده من أجل أن يهرب إلى الأمام، حيث حاول إشعال لبنان، وإغراق الأردن باللاجئين، وكذلك خلط الأوراق في تركيا، سواء على الحدود، أو داخليا، حاول الأسد كل ذلك ولم ينجح إلى الآن، ولم يفلح في كسر الثورة السورية، بل إن الجيش الحر يتحرك ويتصرف وكأنه يتأهب لـ«ساعة الصفر»، فمن الواضح أن هناك أمرا يطبخ من قبل الثوار السوريين، والنظام الأسدي يستشعر ذلك جيدا، خصوصا مع نهاية فترة الغيبوبة السياسية بسبب الانتخابات الأميركية، وهنا يجب أن نتذكر التحركات السياسية الحثيثة في آخر ثلاثة أيام، سواء بالدوحة، أو عمان، أو أنقرة، وحتى جولات ولقاءات وزير الخارجية الروسي. فالنظام الأسدي بات يشعر بأن الأمور تسير باتجاه مختلف، وبالتأكيد لن تكون في مصلحة النظام الأسدي.

كل ذلك دفع الأسد للقيام بحركة يائسة، تدل على أن النظام بات محبطا، ودخل مرحلة المغامرة، والمقامرة، وهي التحرك على الحدود السورية الإسرائيلية، حيث بدأ بإرسال ثلاث دبابات، وبالأمس كانت هناك حادثة إطلاق نار على الحدود، فما يريده الأسد، كما ذكر البعض من قبل، هو إشعال الجبهة السورية الإسرائيلية الهادئة منذ أربعة عقود، من أجل أن يحول الثورة السورية إلى مسار آخر مختلف. وبالتأكيد الأسد يعي أن هذا التحرك، ضد إسرائيل، سيغير قواعد اللعبة تماما حيال الملف السوري، بالنسبة للأميركيين، أو الروس، وحتى للإسرائيليين الذين كانوا غير قلقين مما يحدث في سوريا، بل غير قلقين من بقاء الأسد، وهذا ما كان واضحا طوال الثورة السورية، وحتى بعد أن صرح ابن خالة بشار الأسد في بدايات الثورة السورية مهددا إسرائيل، فإن النظام الأسدي سعى لطمأنة تل أبيب بأن ذلك كلام للاستهلاك الإعلامي داخل سوريا تحديدا.

اليوم، وبعد التحرك العسكري لقوات الأسد على الحدود السورية الإسرائيلية، وعملية إطلاق النار، فمن المؤكد أننا أمام نظام يشعر باليأس، بل الخوف، مما هو قادم، نظام يشعر بأنه فعل كل ما بوسعه للقضاء على الثورة التي تقف صامدة وحدها وسط تواطؤ دولي مخزٍ، لكنه، أي الأسد، لم يستطع كسر تلك الثورة، أو إخماد فتيلها، فحتى عندما قرر الأسد استخدام لعبة هدنة عيد الأضحى لمدة ساعات فإنه فوجئ بالمظاهرات العارمة التي خرجت ضده بجميع أنحاء سوريا. ولذا فإن الأسد يقدم اليوم على لعبة الانتحار هذه باستهداف إسرائيل، خصوصا أن المشهد السياسي الدولي اليوم مختلف تمام الاختلاف، والحسابات قد تغيرت، سواء أميركيا، أو روسيا، أو إسرائيليا، ولذا فإن تحرش الأسد بالإسرائيليين ما هو إلا عملية انتحار، أو لعبة روليت سياسية، تقول لنا إن الأسد يائس ويستشعر خطر ما هو قادم.

=================

الانتخابات الأميركية.. من عبد الناصر إلى الأسد

عادل الطريفي

الشرق الاوسط

7-11-2012

في حوار تلفزيوني جرى عشية الانتخابات الأميركية عام 1968، تعمّد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مغازلة الحزب الجمهوري في أميركا، حيث قال إن المصريين كغيرهم يحترمون الشعب الأميركي، ومعجبون بنموذجه الحضاري، ولكنهم مستاءون من سياسة الرئيس ليندون جونسون (من الحزب الديمقراطي) الذي وقف إلى جوار إسرائيل في حرب 1967. مضيفا أن «مشكلة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، أنها مبنية على عناصر غير أميركية، مثل الحسابات الانتخابية». ما من شك في أن عبد الناصر كان يقصد في حديثه هذا، ما اصطلح على تسميته لاحقا «اللوبي الصهيوني». وتظهر بعض الوثائق التي أفرج عنها فيما بعد في بعض العواصم الغربية، أن الرئيس المصري تجاهل مفاوضات السلام مع الرئيس جونسون، التي كان بإمكانها آنذاك، المساهمة في الانسحاب الإسرائيلي من شبه جزيرة سيناء، ولكن عبد الناصر فضل انتظار الانتخابات الأميركية، وما ستسفر عنه، متوهما أن الرئيس القادم سيعطيه ما لم يوفره سلفه، مما كبّد مصر خسارة استراتيجية كبيرة، وحرب استنزاف مكلفة.

في عام 1969، حين انتخب ريتشارد نيكسون رئيسا أميركيا جديدا، كتب عبد الناصر برقية تودّد لنظيره يقول فيها: «ما أتذكره منذ لقائي بك في القاهرة عام 1963، يجعلني مقتنعا بأن الثقة التي أولاها إياك الشعب الأميركي، ستخلق فرصة لها أهمية بالنسبة للوضع العالمي». من الواضح أن عبد الناصر، الذي كان يجاهر بخطاب ديماغوجي قومي، وراديكالي معاد للغرب، كان في الخفاء لا يدخر وسعا في استعطاف القادة الأميركيين. ولكن المشكلة لم تكن في محاولته التقرب من أميركا والابتعاد عن حليفه الاتحاد السوفياتي، بل لأنه كان يعتقد أن المشكلة ليست فيه، أي في سياساته الداخلية والإقليمية، بل في الخارج، وأن بوسع حدث مثل الانتخابات الأميركية أن يغير من مجرى حظه العاثر. موقف عبد الناصر هذا أضحى منهاجا سيئا، وأسس لمواقف عربية سلبية لعقود، حيث ظن - وما زال هناك من يظن من بعض الرؤساء والقادة العرب - أن المشكلة ليست في سياساتهم، ولكن في سوء سياسات الإدارات الأميركية التي عايشوها، أو يعايشونها.

ليس هذا التحليل تبرئة للسياسة الأميركية، التي لها سقطاتها الكثيرة، ولكن ثمة فرق بين الاعتراف بالخطأ، ومحاولة تحميل هذا الإخفاق للخارج.

من يراجع الوثائق التي تفرج عنها وزارة الخارجية الأميركية، أو ما تصدره المحفوظات الوطنية البريطانية من مراسلات السفراء، أو حتى تسجيلات صدام التي نشرتها جامعة كمبريدج السنة الماضية، يلاحظ أن كل رئيس عربي، يظن أنه يفهم السياسة الأميركية، ولكنه في الحقيقة، ربما يفهم بعضا من آلياتها وخطوطها، وله علاقة ببعض سياسييها. بيد أن في الأمر وهما أو قل «يوتوبيا» يخلقها هذا المسؤول - أو مستشاروه - في الذهن، بعيدا عن طبيعة السياسة الداخلية لأميركا.

بعيد الانتخابات الأميركية في عام 2008، نقل عن عبد الرحمن شلقم - وزير خارجية ليبيا السابق - استياء العقيد القذافي من الإدارة الأميركية، لأنها لم تكافئه على التخلي عن نشاطاته الإرهابية، أو تخليه عن مشروعه النووي السري، قائلا لإدارة أوباما: «لقد قدمنا بعض المعدات، وبعض أجهزة الطرد المركزي، على سبيل المثال لأميركا، لكن ماذا أعطيتمونا؟». وينقل مسؤول آخر عن القذافي قوله: «عندما كنتم أعداءنا، لم نكن نهتم، لكن الآن، من المفترض أن تكونوا أصدقاء لنا. نحن مندهشون».

كان القذافي يعتقد مهووسا، أن المشكلة ليست فيه، بل في الأميركيين. هذا الحديث ليس انتقائيا، بل هو مرتبط بالجدل الدائر حول الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث اتجه أول من أمس الأميركيون للإدلاء بأصواتهم، والتي لم تظهر، حتى كتابة هذا المقال، نتائجها بعد، ولكن كما كان الحال عليه أيام عبد الناصر، هناك بعض من التعويل في منطقة الشرق الأوسط على نتائج الانتخابات الراهنة، حيث يجادل البعض على أن فوز الرئيس الحالي باراك أوباما بولاية ثانية، سيجعله أكثر قدرة على مواجهة مسائل ملحة، مثل دعم المتمردين السوريين ضد نظام الرئيس الأسد المتورط في جرائم حرب، والتشدد ضد مساعي طهران النووية، أو حتى استعادة عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن هناك من يرى أن فوز المرشح الجمهوري ميت رومني هو أفضل للمنطقة، لأن أوباما لا يملك استراتيجية واضحة وحازمة، على الأقل بالنسبة لحلفاء أميركا، بل إن تحمسه لرحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة، والترحيب بما يسمى «الربيع العربي» الذي أدى بالضرورة إلى انتخاب الإسلاميين، يعكسان مدى جهله أو تجاهله - كما يقول البعض - لظروف المنطقة وطبيعتها. نقاد إدارة الرئيس أوباما يرون أنه أظهر ترددا كبيرا في الشأن السوري، مما قاد – عمليا - إلى حرب أهلية مدعومة من القوى الإقليمية والدولية - لا سيما إيران والروس - وإلى ازدياد نشاط الحرس الثوري الإيراني في دول الخليج، وبروز حركة الإخوان - والجماعات المماثلة لها - كتحد لسياسة الاعتدال في المنطقة. أما فيما يخص المرشح الجمهوري ميت رومني، فهناك حالة من الانقسام، حيث يرى البعض أنه لا يملك التجربة، علاوة على محدودية ثقافته، وليست لديه آراء ثابتة أو بالكاد مختلفة عن منافسه، فيما يتعلق بالشرق الأوسط، فيما يرى البعض أن كون رومني من تيار الوسط في الحزب الجمهوري، فهذا يعد باستعادة نموذج الرئيس رونالد ريغان، أي دعم حلفاء أميركا، والتركيز على القوى التي تهدد الأمن الإقليمي. برأيي، إن التعويل على الانتخابات الأميركية غير مجد، ليس لأن أميركا غير مهمة كقوة دولية، بل لأن دول الاعتدال في المنطقة عليها أن تقود السياسات الإقليمية لتحقيق مصالحها، لا أن تترقب نتائج الانتخابات في بلد أجنبي. خذ على سبيل المثال الموضوع السوري، ذهبت دول مثل تركيا وبعض دول الخليج إلى حد كبير في تحدي ممارسات النظام السوري بحق مواطنيه، وتم الحديث عن تمويل المنشقين العسكريين، وإقامة حكومة انتقالية، ولكن منذ ذلك الحين شهدنا ترددا في المواقف، حيث لم يتم توفير السلاح النوعي للمتمردين السوريين، ولم تنجح حتى الآن الجهود في جمع كلمة المعارضة السورية - نتائج قمة الدوحة لم تظهر حتى كتابة المقال - بعض المعلقين حملوا الإدارة الأميركية، التي ترددت في توفير السلاح، مستشهدين بمقتل السفير الأميركي في ليبيا، رغم أن هذا التردد سبق مقتل السفير بعام كامل. أيضا، هناك من استشهد بموقف الإدارة الرافض للمجلس الوطني السوري مؤخرا، كدليل على عدم جدية إدارة أوباما في إسقاط نظام الأسد. مشكلة تركيا ودول الخليج أنها متكلة على الإدارة الأميركية، ولم تخطط مسبقا لتداعيات قرارها أو توفر الوسائل والتجهيزات اللازمة، ليس فقط لإسقاط نظام سيئ مثل نظام الأسد، بل لبناء دولة مؤسسات ديمقراطية لتحل مكان هذا النظام المتطرف. إن مجيء رومني أو بقاء أوباما، قد لا يغيران من الظروف الواقعية شيئا. ليس هذا تقليلا من دور أميركا وأهميتها، ولكن كان على الدول التي تسعى لمواجهة تهديدات المحور السوري/ الإيراني، أن تتخذ خطوات عملية وشجاعة لإفشال تلك المخططات، لا أن تعتمد على التعاطف الغربي الإنساني – المحتمل - مع الكارثة الإنسانية في سوريا.

الدول غالبا ما تتحرك لمصالحها، وتركيا ودول الخليج كان عليها أن تبني تحالفا دوليا مبنيا على إثبات مصلحة المجتمع الدولي في التدخل، لإسقاط نظام ينتهج دعم الإرهاب، وسياسة الترويع بحق مواطنيه، وأن تقوم قبل غيرها بتهيئة السوريين لمرحلة انتقالية. في لقاء جمع بين الرئيس بشار الأسد وجون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ (فبراير/ شباط 2009)، أبلغ الأسد ضيفه بأنه كان يتطلع لانتخاب الرئيس أوباما، لخطابه العالمي المتسامح، ولعدم هجومه على سوريا، وفي مقابل ذلك وعده ضيفه بأن الرئيس أوباما سيعمل على سحب جنوده من العراق لطمأنة سوريا. وفيما بدا أنه اعتداد بالذات كبير، لما رآه ضعفا من قبل الرئيس الأميركي الجديد، رد الأسد قائلا: «ليس من أهدافنا أن يتم إهانة الولايات المتحدة». لا بد أن الأسد اليوم يدرك ما أدركه عبد الناصر متأخرا، أن الحل لا يأتي - بالضرورة - عن طريق الانتخابات الأميركية، بل في تغيير السلوك السياسي للنظام نفسه.

 

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ