ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 09/10/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

واحة اللقاء

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

تبادلتا الاتهامات حول دعم وقمع الثوار... والقصف عبر الحدود

سوريا وتركيا: علاقات على حافة الأزمة!

تاريخ النشر: الإثنين 08 أكتوبر 2012

باسم مروة - سوزان فريزر

الاتحاد

تبادلت كل من تركيا وسوريا، يوم السبت الماضي، القصف المدفعي لليوم الرابع على التوالي، عبر المنطقة الحدودية الفاصلة بينهما. ففي حين كان مقاتلو الجناح العسكري للمعارضة السورية يخوضون معارك ضد القوات النظامية التابعة للرئيس بشار الأسد، بالقرب من الحدود بين البلدين، وقع تبادل القصف بين الجيش السوري والتركي، الأمر الذي فاقم من المخاوف حول احتمال تحول الأزمة المحتدمة بين البلدين إلى صراع إقليمي قد يصعب التحكم في عواقبه ومساراته اللاحقة.

وفي يوم السبت الماضي كذلك، تعهد وزير الدفاع السوري، "فهد جاسم الفريج"، بسحق قوات الثوار ووضع حد نهائي للعنف الذي يضرب الكثير من مناطق البلاد منذ نحو عامين تقريباً.

وقد تصاعدت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، تركيا وسوريا، يوم الأربعاء الماضي، عندما أدى سقوط قذيفة سورية إلى قتل خمسة مدنيين أتراك في مدينة على الجانب التركي من الحدود، مما دفع الجيش التركي إلى توجيه ضربات مدفعية غير مسبوقة لمصادر النيران السورية على الجانب الآخر من الحدود. ثم قامت تركيا عقب ذلك بنشر المزيد من القوات على حدودها مع سوريا، واستجابت لكل قذيفة تسقط في الأراضي التركية بوابل من قذائف مدفعيتها على الجانب السوري.

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان قد وجه إنذاراً لدمشق يوم الجمعة الماضي، محذراً إياها من أن تحاول اختبار "حدود صبر تركيا وتصميمها"، وقال أردوغان إن أنقرة لا تمزح عندما تقول إنها لن تتحمل مثل هذه الأفعال، بل جادة وتعني ما تقول.

وكان تبادل إطلاق قذائف المدفعية الأول قد حدث بعد فترة قصيرة من وقوع قتال شرس عبر الحدود في محافظة إدلب السورية بين مقاتلي الثوار وقوات النظام، وفقاً لما جاء في خبر بثته وكالة "دوجان" الخاصة للأنباء.

وقد قامت وحدة من الجيش التركي تقع قاعدتها بالقرب من قرية "جوفيتشي" بإطلاق أربع قذائف هاون عيار 811 ملم في المرة الأولى وقذيفتين في المرة الثانية التي سقطت فيها قذائف سورية على الأراضي التركية في محافظة "هاتاي"، دون أن يتم الإبلاغ عن وقوع خسائر على الجانب التركي في المرة الثانية.

وأشار محافظ هاتاي إلى أن قذائف الهاون السورية قد سقطت في الأراضي التركية بالصدفة، وإلى أنها أطلقت من قبل القوات النظامية السورية في اتجاه مجموعات المقاتلين المعارضين، على الجانب السوري من الحدود.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، ومقره العاصمة البريطانية لندن، إن مقاتلي المعارضة قد هاجموا مواقع للجيش السوري في قريتي "خربة الجوز" و"دركوش" اللتين تقعان على بعد 16 كيلو متراً من قرية "جوفيتشي" التركية.

وقد أدى القصف الحدودي المتبادل إلى المزيد من التوتر في العلاقات بين سوريا وتركيا، وهي العلاقات التي كانت قد تدهورت على نحو حاد في أعقاب الانتفاضة ضد نظام الأسد في العام الماضي، وذلك بعد أن تحولت تركيا إلى أحد أشرس المنتقدين لحملة الأسد على الانتفاضة الشعبية ضد نظامه، في حين دأبت دمشق على اتهام أنقرة بمساعدة المعارضين المسلحين.

وقال وزير الخارجية التركي "أحمد داوود أوغلو" في تصريح له بالتلفزيون التركي الرسمي (تي. آر. تي): "من الآن فصاعداً سوف يتم إسكات أي هجوم يشن على الأراضي التركية".

وفي يوم السبت الماضي قام الأسد بظهور نادر عندما وضع إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول في دمشق وذلك بمناسبة الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر 1973، التي خاضتها كل من سوريا ومصر ضد إسرائيل. وقام التلفزيون السوري الرسمي بإذاعة فعاليات المناسبة وشبّه الأزمة الحالية بالحرب مع إسرائيل.

وتنكر دمشق أنها تواجه انتفاضة شعبية، وتصر بدلا من ذلك على إلقاء المسؤولية فيما يحدث من عنف على مؤامرة خارجية كونية موجهة ضدها، بسبب دعمها لجماعات المقاومة والممانعة في المنطقة، المناوئة لإسرائيل، مثل "حزب الله" اللبناني وحركتي "حماس" و"الجهاد" الفلسطينيتين.

وقال وزير الدفاع السوري يوم السبت الماضي، إن حكومة بلاده جاهزة لمنح العفو عن المسلحين المعارضين الذين يعلنون توبتهم، أما الذين يرفضون ذلك العرض ويستمرون في القتال وحمل السلاح "فسوف يتم سحقهم تحت أقدام جنودنا". وادعى اللواء الفريج الذي تولى وزارة الدفاع بعد اغتيال سلفه في المنصب، أن النظام مازالت له اليد العليا في الصراع القائم، وقال في هذا الخصوص: "الأجزاء الأكثر خطورة من المؤامرة مرّت، وأعمال القتل في طريقها للتقلص التدريجي".

وقد أدلى وزير الدفاع السوري الذي نادراً ما يدلي بتصريحات عامة بذلك التصريح عندما قامت القوات السورية النظامية بشن هجوم رئيسي لاستعادة المناطق التي كان يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظة حلب السورية، وفي مدينة حمص الواقعة في وسط البلاد، وكذلك المدن الواقعة على الحدود مع لبنان.

وعلى الرغم من الادعاءات القائلة بأن القوات الحكومية قد باتت على وشك استعادة الاستقرار وفرض السيطرة، فإن القتال المندلع في مختلف أجزاء سوريا لا يظهر أي علامة تدل على أنه في طريقه إلى الانحسار أو التقلص. ويقول النشطاء إن ما يقرب من 30 ألف شخص قد لقوا مصرعهم منذ أن بدأت الانتفاضة ضد نظام الأسد.

وقال مصدر عسكري لبناني إن القوات السورية المدعومة بسلاح الجو والمروحيات العسكرية، قد بدأت هجوماً رئيسياً ضد المناطق التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة بالقرب من مدينة القصير السورية المجاورة لوادي البقاع اللبناني.

ومن المعروف في هذا السياق أن الحدود السورية اللبنانية أيضاً كانت مسرحاً لعدد من الحوادث الدامية عبر الحدود، حيث سقط قتلى من المدنيين السوريين واللبنانيين.

والقتال الذي يدور في مدينة حلب التي يسكنها ثلاثة ملايين نسمة، والتي كانت في يوم من الأيام حصناً من حصون الدعم المنيعة لنظام الأسد، تمثل نتيجته أهمية حيوية لكل من النظام والمعارضة على حد سوء. فسقوط حلب سوف يمنح المعارضة نصراً استراتيجياً حيث سيتيح لها السيطرة على معقل حصين في شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا. أما هزيمة المسلحين المعارضين فسوف تشتري للأسد- على أكثر تقدير- المزيد من الوقت فحسب.

ويوم الثلاثاء الماضي طلبت إيران من المنظمات الدولية مساعدتها على تحرير 48 إيرانياً تدعى أنه قد قبض عليهم بواسطة المسلحين المعارضين منذ الرابع من أغسطس الماضي. وفي هذا السياق قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية "رامين مهما نبرست"، في تصريح له لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن إيران تعتبر جماعات المعارضة السورية المسلحة مسؤولة عن حياة الأسرى. وقالت إيران إن المختطفين عبارة عن حجاج كانوا في زيارة لأحد المزارات الشيعية المقدسة في العاصمة دمشق، غير أن جماعات المعارضة السورية تدعي أنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني الذي يساعد النظام السوري في الوقت الراهن.

وفي شريط فيديو من إعداد أحد الهواة تم تنزيله على الإنترنت يوم الثلاثاء الماضي، قالت مجموعة متمردة تدعي أنها تحتجز الإيرانيين، إنها سوف تبدأ في قتلهم خلال 48 ساعةً ما لم يوافق النظام السوري على سلسلة من الطلبات، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية ضد المعارضة.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة

«كريستيان ساينس مونيتور»

=================

الشرع كبديل للأسد

عبد الباري عطوان

2012-10-07

القدس العربي 

يتصرف بعض المسؤولين الأتراك، ومن بينهم السيد احمد داوود اوغلو وزير الخارجية، وكأنهم مستشرقون اجانب يعتمدون على مصادر ثانوية في تقييمهم للأوضاع في منطقة الشرق الاوسط. وخاصة ما يجري في سورية حاليا من حرب اهلية طائفية مسلحة طاحنة.

السيد داوود اوغلو فاجأنا امس بتصريحات قال فيها ان السيد فاروق الشرع انسان متعقل وصاحب ضمير ويصلح ان يكون بديلا للرئيس السوري بشار الاسد، من اجل ايقاف الحرب في سورية.

يبدو واضحا، ومن خلال هذا التصريح، ان معرفة السيد اوغلو بالشرع محدودة، والشيء نفسه عن عقلية الرئيس الاسد، وطريقة ادارته للأزمة، والمجموعة المحيطة به، فحتى يتولى السيد الشرع هذه المهمة، يجب ان تتوفر ثلاثة شروط مهمة:

*الاول: ان يوافق السيد الشرع بعد حصوله على ضمانات داخلية وخارجية قوية بأن يكون رجل المرحلة الانتقالية، وهذه الموافقة لم تصدر، ولا نعتقد انها يمكن ان تصدر.

*الثاني: ان يقبل الرئيس بشار الاسد ان يتنحى ويترك الحكم، ولا يوجد اي مؤشر على ذلك، وما نعرفه، ومن خلال تصريحات المسؤولين السوريين مثل السيد وليد المعلم وزير الخارجية، انه لن يكون هناك اي حوار الا بعد تطهير سورية من 'الجماعات الارهابية'، وسحق المؤامرة الخارجية التي تستهدفها.

*الثالث: ان تظهر بوادر حسم في جبهات القتال لصالح احد الطرفين المتقاتلين، اي الجيش النظامي ومن يتحالف معه من ميليشيات، والجيش الحر ومن ينضوي تحت مظلته من كتائب اسلامية متشددة. وحتى كتابة هذه السطور ما زالت المعارك مستمرة في حلب وادلب بشراسة دون تحقيق تقدم حقيقي ملموس لصالح هذا الطرف او ذاك.

انا اعرف السيد الشرع شخصيا، حيث التقيته عدة مرات داخل سورية وخارجها، كما اعرف ابنه مضر الشرع وأسرته، وهو يعمل طيارا في الخطوط الجوية القطرية منذ سنوات، وهي وظيفة استحقها عن كفاءة ومقدرة، وبعد ان ضاقت في وجهه سبل العيش في سورية، ورفض والده ان يستخدم نفوذه ويتوسط له للعمل في الخطوط الجوية السورية.

' ' '

الرجل عروبي حتى النخاع، ويكره الاستعمار الغربي بكل صوره، والامريكي على رأسه، مثلما كان يتخذ مواقف حادة من محور دول الاعتدال العربي التي كانت تمثل رأس حربة لهذا الاستعمار في المنطقة، وهو غير مرحب به في معظم هذه الدول، والمملكة العربية السعودية خاصة، بسبب هذه المواقف، وها هي الأيام تثبت مدى صحة وجهة نظره بالنظر الى دعم هذه الدول للمعارضة السورية المسلحة.

استغربت كثيرا الانباء التي ترددت حول رغبته بالانشقاق اسوة بآخرين، لأني اعرف مسبقا، وارجو ان لا اكون مخطئا، ان الرجل ليس على ارتباط بأي قوى خارجية، عربية او اجنبية، تسهل له عملية الانشقاق هذه، مثلما حدث مع العميد مناف طلاس او غيره، ويفضل ان يظل في دارته المتواضعة في احد احياء دمشق طيلة حياته على ان يغادرها مقابل اغراءات مالية او سلطوية، وما اكثرها لمن يريد ان ينشق هذه الايام.

قد يختلف السيد الشرع مع بعض ممارسات النظام، وسياساته الامنية القمعية على وجه الخصوص، ومن غير المستبعد ان يكون قد استاء او غضب كثيرا مما حدث لأبناء عشيرته في درعا من اذلال لوجهائها واطفالها على يد محافظ جاهل مغرور دموي، مثل معظم رجالات المؤسسة الأمنية للنظام، لكن الرجل لم يكن مناطقيا، وكيف يكون ذلك، وهو الذي يؤمن بالوحدة العربية ايمانا راسخا ولم يتزحزح ايمانه مليمترا واحدا.

يخطئ السيد داوود اوغلو اذا كان يعتقد ان الأزمة في سورية يمكن ان تحلّ بايجاد بديل سني لرأس النظام الذي يراه علويا طائفيا، فالمحاصصة الطائفية التي طبقها الجنرال بريمر في العراق بمساعدة السيد الاخضر الابراهيمي مندوب الامم المتحدة في حينها، بعد سقوط بغداد، هي التي ادت الى تمزيق هذا البلد، وطمس هويته الوطنية الجامعة، وسقوطه في مستنقع الحكم الطائفي.

المشكلة في سورية تتلخص في غياب الحريات والقمع واذلال المواطن السوري وسحق كرامته وآدميته من قبل الأجهزة الامنية، وتغوّل الفساد، وانعدام الديمقراطية والقضاء والتعددية السياسية.

الحلول الأمنية التي طبقها النظام على مدى العشرين شهرا الماضية فشلت في سحق المعارضة، ولجوء الاخيرة الى السلاح، بعد فشل كل محاولات استجداء التدخل الخارجي، فشل ايضا في اسقاط النظام او حماية الشعب من بطشه، بدليل تضاعف اعداد القتلى يوميا، ونزوح حوالى خمسة ملايين سوري داخل البلاد وخارجها.

المعارضة السورية او بالأحرى جزء من الشعب السوري الثائر ضد النظام، تعرّض لاكبر خدعة في تاريخ المنطقة، عندما اعتمد على الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها العرب، وصدّق اقوالهما حول التزامهما بإطاحة النظام السوري، فلا النظام سقط، ولا هو شعر بالأمان، بل تحوّل الى شعب لاجئ مهجّر ينظر بحزن وأسى الى بلده المدمر، ويحتاج الى اكثر من مئة مليار دولار لاعادة بنائه، ناهيك عن الدمار النفسي والبشري، وسقوط عشرات الآلاف من الشهداء، واستنزاف جيشه وتقويض دولته ومؤسساتها.

' ' '

ندرك جيدا ان كلامنا هذا لن يعجب الكثيرين الذين يعيشون في اماكن آمنة مريحة، او اولئك تجار الحروب، او بعض القوى الاقليمية التي تقاتل حتى آخر مجاهد سوري لاسباب طائفية او لأهداف اقليمية نعرفها ويعرفونها جيدا، ولكننا سنقول كلمتنا هذه من منطلق الحرص على سورية وشعبها الطيب صاحب التاريخ العريق في التضحيات.

مرة اخرى نحذر من ان سورية تتفكك جغرافيا، مثلما تتفكك ديموغرافيا وطائفيا، وهذا هو الأخطر في رأينا، وتركيا بدأت تدير الظهر للشعب السوري الذي راهن بعضه عليها، وامريكا بدأت تعيد النظر في مواقفها خوفا من الجماعات الاسلامية المتشددة، حسب ما يقول خبراؤها ومسؤولوها، وتصدر اوامرها لبعض عرب الخليج بوقف ارسال الاسلحة الى المقاتلين في حلب ودير الزور وادلب وريف دمشق.

المطلوب تيار سوري ثالث يخاطب الشعب بالحقائق، وبشجاعة، ويعمل على وضع حد لشلال الدم بعيدا عن المزايدات واتهامات التخوين، والاعتماد على الخارج الذي خذل السوريين لانه لم يكن ابدا يريد مصلحتهم، وانما تدمير بلدهم.

 

=================

رأي الراية .. وقف نزيف الدم في سوريا

الراية

8-10-2012

تؤكد تصريحات معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية التي أدلى بها إلى قناة الجزيرة مساء أمس الأول حول ما تشهده سوريا من أحداث على الحرص القطري الكبير والمتواصل على السعي لصون دماء لشعب السوري ووقف حمام الدم هناك بكل الطرق والسعي ما أمكن إلى تجنب مزيد من التأزم وإصرارها على مبدأ أساسي لا تحيد عنه بعدم المس بحياة الأسرى أو قتلهم من أي طرف كانوا.

لقد أبدى معالي رئيس الوزراء استعداد قطر لبذل الجهود للإفراج عن الأسرى الإيرانيين في

سوريا في حال توافرت معلومات تمكن الدوحة من بذل مساعيها في هذا الصدد معربا في الوقت

نفسه عن الأمل أن يعالج موضوع الأسرى الإيرانيين بحكمة وبالحوار بدل قتل الرهائن.

إن تحميل معالي رئيس الوزراء للنظام السوري مسؤولية كبيرة فيما يجري في سوريا يعود إلى رفض النظام السوري الالتزام بوقف العنف والقتل واستخدام الطائرات والأسلحة الثقيلة في وجه الشعب السوري ومطالبه العادلة ومماطلته في تنفيذ مبادرة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان ما أدى إلى الفشل في تطبيقها ومن ثم استقالته.

الثقة في جهود الموفد الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي بحكم خبرته الطويلة في حل الكثير من الأزمات واستقباله في دمشق من قبل السلطات هناك لا تعني أن النظام في سوريا قرر التجاوب مع جهوده الرامية إلى إخراج سوريا من أزمتها فالعنف والقتل استمر وتواصل بل وتصاعدت أرقام الضحايا المدنيين في ظل الجهود التي يبذلها الإبراهيمي.

إن دعوة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى التدخل العربي سياسيا وعسكريا في سوريا والتي جاءت في الكلمة التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي لقيت تجاوبا من العديد من الدول العربية وتأييدا من شعوبها تمثل صرخة لضمير الأمة للقيام بشيء عملي وواقعي ينقذ الشعب السوري ويوقف دورة القتل والعنف المتواصلة والتي تحصد خير أبناء سوريا وبناتها وتضع مستقبل البلاد في مهب الريح وتسير بها نحو المجهول.

لقد ثبت أن المخرج الوحيد والممكن للواقع المأساوي في سوريا يتلخص في وقف العنف والقتل ونزيف الدماء والاستجابة لمطالب الشعب السوري في الحرية والديمقراطية والتغيير والاتفاق على انتقال سلمي للسلطة يحفظ هوية سوريا وكيانها ويمنع التدخل الخارجي في شؤونها.

  =================

النتيجة المضمونة للتصعيد السوري مع تركيا

خيرالله خيرالله

المستقبل - الاثنين 8 تشرين الأول 2012 - العدد 4483 - رأي و فكر - صفحة 19

الى متى يمكن للنظام السوري الهروب الى خارج؟ هرب الى لبنان. هرب الى الاردن. هرب الى فلسطين. هرب الى العراق. في كلّ محاولات الهروب هذه، كان الفشل نصيب النظام السوري. كلّ ما استطاع عمله هو خلق متاعب للبنانيين والاردنيين والفلسطينيين والعراقيين. الجديد في الامر انّه يحاول حاليا، في استعادة للماضي القريب، الهرب الى تركيا، الدولة الاطلسية التي سعى الى التقرب منها من اجل تأكيد انه قوة اقليمية قادرة على اللعب على التناقضات في المنطقة والاستفادة منها الى ابعد حدود!

حاول النظام السوري وضع لبنان تحت جناحه. لا داعي الى استعادة تاريخ النظام السوري مع لبنان الذي لم يخدم في نهاية المطاف سوى اسرائيل التي استهدفت دائما الجنوب اللبناني وارادت ان يكون "مسرحا" خارج سيطرة الشرعية اللبنانية وجيشها تستخدمه في الظهور في مظهر الدولة المهددة من عدوّ عربي...

في الوقت نفسه، سعى الى ان يكون مرجعية الشعب الفلسطيني بحجة ان القرار الفلسطيني المستقل "بدعة" على تعبير الرئيس الراحل حافظ الاسد.

الى ذلك، كان يتحرّش بالاردن باستمرار. عمل في كلّ وقت على زرع بذور عدم الاستقرار في المملكة معتقدا ان ذلك يعزز دوره الاقليمي، الذي هو مجرّد وهم قبل ايّ شيء آخر.

وفي العراق، جعل من العداء لنظام صدّام حسين مادة استثمرها للتقرّب من اهل الخليج وابتزازهم. وبعد سقوط صدّام حسين على يد الاميركيين، اراد ابلاغ كلّ من يعنيه الامر انّه شريك في رسم مستقبل البلد الجار وانه قادر في كلّ وقت على تصدير الارهاب والارهابيين اليه. نسي ان الاحتلال الاميركي للعراق مهّد في الواقع لتسليمه الى الايرانيين الذين لعبوا اللعبة الطائفية والمذهبية بطريقة اقلّ ما يمكن ان توصف به انّها ذكيّة. خرج الايرانيون، بفضل الميليشيات المذهبية التي صنعوها، الرابح الاوّل من الحرب الاميركية على العراق. اسقطوا عدوّهم التاريخي من دون اطلاق رصاصة واحدة بفضل الغباء الاميركي المنقطع النظير. وضع الايرانيون يدهم على العراق ولم يتركوا للنظام السوري سوى فتات الفتات، بل تركوا له التحدث عن دور ما ليس موجودا سوى في المخيلات المريضة.

في كلّ ما له علاقة من قريب او بعيد بتركيا، كانت الامور مختلفة. يتجاهل النظام السوري الاسباب التي دفعته الى السعي الى انهاء الخلافات معها. يتجاهل خصوصا انه لم يزل "اللواء السليب" (لواء الاسكندرون) من كتب التاريخ السورية ومن خريطة الجمهورية العربية السورية الاّ بعدما تأكد من جدية الاتراك في القضاء على كل ما من شأنه ان يكون مصدر تهديد لامنهم.

امضى النظام السوري سنوات عدة ينفي ان عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني الذي يخوض رجاله حربا مع الجيش التركي، مقيم في دمشق. رفض النظام كل الادلة التي قدّمها له الاتراك، بما في ذلك ارقام الهاتف التي طلبها الزعيم الكردي من شقته الدمشقية. عندئذ، طفح الكيل في انقرة التي انذرت دمشق بان الجيش التركي سيدخل الاراضي السورية من الشمال وسيخرج من الجولان. تبيّن مع الوقت ان تلك اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام السوري الذي ما لبث ان طرد اوجلان من اراضيه لينتهي الرجل، بقدرة قادر، في سجن تركي لا يزال مقيما فيه منذ العام 1999.

من الواضح ان النظام السوري لم يتعلّم شيئا من الدرس التركي. لو تعلّم شيئا، لكان الرئيس بشّار الاسد استفاد من التجربة التركية التي تطوّرت مع الوقت وصولا الى ما هي عليه الآن. لو تعلّم شيئا، لكان عرف ان لا مجال للتذاكي على الاتراك وان التنازل النهائي عن لواء الاسكندرون بداية وليس نهاية وان المطلوب استتباع ذلك باعتماد سياسة واقعية. تقوم هذه السياسة الواقعية على التوقف عن ممارسة لعبة الارهاب، بما في ذلك المباشرة في الانسحاب من لبنان عسكريا بدل التمديد لاميل لحود والتخلص من الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في شباط- فبراير من العام 2005 ومتابعة ارسال ارهابيين الى العراق، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر طبعا.

ان لجوء النظام السوري الى التصعيد مع تركيا في هذه الايّام دليل على انه لا يمكن ان يتغيّر. انه نظام يرفض الاعتراف بانه انتهى وان التصعيد المباشر مع الاتراك واستخدام الورقة الكردية ضدهم في الوقت ذاته لا ينفعان في شيء. قد يستفيد النظام السوري من ضغوط يمكن ان تمارسها الادارة الاميركية لمنع تركيا من الرد بقوة على الاعتداءات التي تعرّضت لها. هناك اسباب ذات علاقة بالانتخابات الرئاسية الاميركية قد تدعو واشنطن الى ممارسة ضغوط على انقرة كي تمارس ضبط النفس، ولو موقّتا. ولكن في نهاية المطاف، لم يعد مطروحا سوى سؤال واحد هو كيف سينتهي النظام السوري، خصوصا ان الانتخابات الرئاسية الاميركية على الابواب؟

هل يمكن ان تجد العائلة الرئاسية مكانا تلجأ اليه قبل فوات الاوان ام ان مصير افرادها سيكون مصير صدّام حسين ومعمّر القذّافي؟

يبدو واضحاً ان مثل هذا المصير وارد جدّا، اقلّه لسسبب واحد يتمثّل في رفض تعلّم شيء من التجربة التركية اضافة الى انه يظهر ان هناك قوى، مثل ايران، تدفع دمشق في اتجاه التصعيد.

ليس ما يشير الى ان نتيجة التصعيد السوري مع تركيا في السنة 2012 ستكون مختلفة عن التصعيد الذي كان يمارس في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي. انها نتيجة مضمونة، خصوصا اذا اخذنا في الاعتبار ما آلت اليه الاوضاع الداخلية في بلد كان الى الامس القريب يعتقد نفسه اللاعب الاساسي في الشرق الاوسط!

 

 

=================

هل يكون الشرع مفتاح الحل السوري؟ * عمر كلاب

الدستور

8-10-2012

ما تتناقله الانباء عن عدم دعم الجيش الحر السوري بالاسلحة الثقيلة من السعودية وقطر , بالتزامن مع اخبار تنقلها فضائيات مقربة من الدولتين عن عدم تورط نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بالدم , واعتباره طرفا مقبولا ومعتدلا , يعني ان الملف السوري يستعيد رشاده وعقله مجددا بعد فترة سادت فيها اصوات القذائف والقصف على اصوات العقل , وان كانت فيه مقاربة لاستنساخ الحلول على النموذج اليمني , بأن يتولى نائب الرئيس الفترة الانتقالية الى حين الانتهاء من انتخابات رئاسية وبرلمانية.

هذا المخرج السياسي الوحيد ربما للازمة السورية , وهو الضمان لبقاء الدولة السورية وعدم دخولها في اتون حرب اهلية او اتعدام الامن بعد انهيار الدولة كما في العراق وتجربة ليبيا التي لم تسترد عقلها السياسي الى الان , رغم الانتهاء من الانتخابات الشعبية , فما هدمته قنابل الناتو من جدران ثقة وسياسة يصعب تجاوزه في فترة قصيرة , خاصة مع انتشار السلاح بين المناطق والفصائل.

سوريا التي ناورت على اشتعال اقليمي بعد قذيفة الحدود التركية , فشلت في ذلك ولكنها على ما يبدو اعادت الى العقل صحوته مع انفجار القذيفة , فمعنى دخول تركيا في صدام مع سوريا , السماح لايران بالدخول علنا في الحرب الاقليمية ولاحقا لبنان والعراق , وبالتالي تدخل الناتو , الذي سيمنح الازمة السورية ليس تدويلا عسكريا فقط بل سمة الحرب الكونية , في ظل الموقف الصارم من روسيا والصين.

ما تتناقله الانباء من مفردات سياسية جديدة على شاكلة وقف الدعم الثقيل وتمرير معلومة نائب الرئيس , يمكن ان تجد طريقها الى ارض الواقع , حال الضغط على المعارضة السورية للتوحد تحت راية واحدة واسقاط فكرة الاستعانة بالاجنبي او بحلف الناتو تحديدا , والدخول في اتون عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة الدولة والاراضي , وتعيد انتاج العملية السياسية بما يجلب الديمقراطية والحرية المنشودة للشعب السوري الشقيق.

فالشارع العربي برمته مؤمن بيقين بضرورة الاستجابة لمطالب الشعب السوري بإنهاء حكم حزب البعث وانهاء عسكرة الدولة واعادة بنائها على اسس مدنية ديمقراطية , ولكن الشارع نفسه يتوجس ريبة من المشاريع التدويلية ودخول الاجنبي الى قلب الشام وحاضنتها البشرية , بل ان جزءا من دعم الرئيس بشار الاسد لدى الاوساط القومية جاء بوصف الاسد عنوان السيادة السورية لا اكثر ولا اقل.

ما تشهده التغيرات السورية وساحتها المشتعلة حد اللحظة , غير مفصول عن التطورات على المشهد المصري الذي انقلب على فكرة التدخل الاجنبي والحل العسكري الكوني , وبدأت مصر في خطوات تقارب مع الكيان الاسرائيلي الطرف الاكثر تضررا من انفلات الساحة السورية وغياب الدولة المركزية فيها , وهذا ما راهنت عليه القيادة السورية طويلا واختبرته في القذيفة التركية الاخيرة , التي كانت اختبارا لمدى امكانية دخول تركيا الحرب مباشرة وما يلي ذلك من تداعيات اقليمية.

التراجع المصري خطوتين الى الوراء وتراجع قطر والسعودية خطوة اقل , يعنيان ان الملف السوري قد وصل الى مرحلة بداية النهاية التي يسبقها بالعادة تسخين داخلي او تصعيد عسكري وسياسي , لكن الحلول قد بانت معالمها وبأن شكل الحل اليمني هو الشكل الاقرب الى الحل في سوريا , فالشرع ابن مدينة درعا بداية الثورة , وهو جزء من النظام السياسي السوري وليس طرفا في الدم , وهذا يؤهله لقيادة المرحلة القادمة.

omarkallab@yahoo.com

التاريخ : 08-10-2012

=================

رأي الدستور لا بديل عن الحل السياسي لإنقاذ سوريا

الدستور

8-10-2012

يجيء تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني للموقف الاردني الثابت من حل الازمة السورية، خلال استقباله رئيس المفوضية الاوروبية خوزيه مانويل بارسو، والمتمثل بأن لا بديل عن الحل السياسي كسبيل وحيد لانقاذ القطر الشقيق من الحرب المدمرة التي تجتاحه، وتشي بتقسيم البلاد والعباد الى دول طائفية متناحرة، ليثبت عمق وصوابية رؤية جلالة الملك، وحرصه الاكيد على بقاء الدولة السورية موحدة، لا ينفرط عقدها الى كيانات متقاتلة بعد فشل الحلول العسكرية والامنية، التي ادت الى نشوب حرب اهلية مدمرة، وفتحت الباب على مصراعيه للتدخل الدولي والاقليمي في شؤونها الداخلية، بحيث اصبح القطر الشقيق ميداناً للصراع الدولي بعد عودة الحرب الباردة.

ان ما حدث ويحدث في القطر الشقيق يعتبر درساً قاسيا لكافة الحكام، الذين يرفضون احترام ارادة شعوبهم في الحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة، احتكاماً لصناديق الاقتراع، ويرفضون الحوار الهادف البناء كسبيل وحيد للوصول الى الوفاق الوطني، وهذا ما انحاز اليه جلالة الملك بكل وعي وادراك، حيث استطاع بحنكته وحكمته ان يجنب الاردن المزالق والمخاطر التي تعصف بالدول الشقيقة وادت الى موت مئات الالوف من الابرياء وتدمير الاقتصاد والبنية التحتية، وهروب الملايين من مدنهم وقراهم طلباً للنجاة، بعد ان طاردهم الموت من مدينة الى مدينة ومن شارع الى شارع.

لقد دعا جلالة الملك وفي اكثر من حديث صحفي، وفي خطابه التاريخي بالأمم المتحدة، وفي كلمته امام قمة “اسبا” في البيرو مؤخراً، المجتمع الدولي الى تبني الحل السياسي، بعد فشل المعارضة والنظام، في تحقيق الانتصار الحاسم وانزلاق القطر الشقيق الى حرب اهلية مدمرة ستطول كثيراً، في ظل التدخلات الدولية، وعدم جدية المجتمع الدولي في وضع حد لهذه الكارثة التي تطحن الشعب الشقيق، وادت الى مقتل اكثر من 30 الف انسان، وهجرة مليون مواطن الى دول الجوار وخاصة الى الاردن وتركيا.

ان استمرار هذه الازمة كما اكد جلالته ينذر بأن يصل شررها الى دول الجوار، وهو ما بدأت نذره ترتسم في الافق على الحدود التركية- السورية، ما يستدعي مضاعفة الجهود لوقف هذا النزيف الدموي الخطير من خلال دعم وتبني مبادرة الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية، والتي تعتبر الفرصة الاخيرة لنزع فتيل الانفجار المدمر، الذي يوشك ان يحول القطر الشقيق الى بلاد محروقة.

لقد تحمل الاردن كثيرا جراء هذه الازمة في ظل استقباله اكثر من 200 الف لاجىء، يعيشون في ظروف قاسية، ما يفرض على المجتمع الدولي ان يترجم تعاطفه مع الاردن الى مساعدات مالية، تساعده على العبور باللاجئين الى حياة معقولة تخفف من رمضاء اللجوء والحرمان.

مجمل القول: ان تأكيد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة تبني الحل السياسي كسبيل وحيد لانقاذ القطر السوري الشقيق من الكارثة التي تحيق به، ووقف نزيف الدم، يؤكد صوابية رؤية جلالته، بعد ان ثبت ان استمرار الحرب سيدمر القطر الشقيق ويحوله الى دويلات متناحرة، وقد تصل نيرانه الى دول الجوار، ويحول المنطقة كلها الى كتلة لهب متحركة يصعب اطفاؤها.

التاريخ : 08-10-2012

=================

الصفقة تنتظر... عودة أوباما ورحيل نجاد؟

الإثنين ٨ أكتوبر ٢٠١٢

جورج سمعان

الحياة

التطورات الأخيرة في الأزمة السورية لن تبدل الكثير في واقع الحرب الدائرة. ولن تكسر ميزان القوى الميداني الذي يمدها بالاستمرار وبمزيد من الفوضى التي بدأت تفيض على الإقليم وتدفع الأوضاع في عدد من بلدانه نحو ذروة التوتر... وترفع وتيرة التـــكهنات والتمنيات. لكن هذه قد لا تعدو كونها أوهاماً. فلا النظام في دمشــق على شفــا الهــاوية، وإن كان من الثابت أن لا قيامة له في النهاية. ولا تركيا ذاهبة إلى الحرب، وإن أجـــاز البرلمان لحكومة رجب طيب أردوغان تحريك الجيش في عمليات خارج الحدود. ولا إيران شارفت على السقوط أو على الأقل مقايضة وقف التخصيب النووي برفع العقوبات الاقتصادية مهما ترنح الريال. ولا لبنان الرسمي طوى صفحة «النأي بالنفس»، وإن زجت قوى لبنانية نفسها بالقتال إلى هذا الجانب أو ذاك. ولا الأردن المنغمس في محاولة لملمة وضعه الخطير يبدي استعداداً للتصعيد مع جاره، وإن تكهن بعضهم بأن ذلك قد يكسب الحكم بعض القوة في الداخل ومزيداً من الدعم الخارجي في مواجــهة خصومه الإسلاميين.

كان واضحاً منذ اندلاع الثورة في سورية أن الإقليم لن يكون بمنأى عن الفوضى أو التوتر. وأثبتت الأزمات الداخلية الناشبة في البلدان المعنية أن هذه الثورة صارت جزءاً من الحراك السياسي الداخلي في بلدان الجوار. الأمر الذي يعمق عجز هذه البلدان عن توفير عناصر لتسوية إقليمية. أو في أحسن الأحوال يحفزها على توفير بيئة ملائمة تعبد الطريق أمام المبعوث الدولي - العربي الخاص الأخضر الإبراهيمي لإنضاج صفقة، لأن البديل سيكون تعميم الفوضى... لعلها «الفوضى الخلاقة» التي بشروا بها وبولادة النظام الإقليمي الجديد من رحمها!

في عام 1999 كان كافياً أن تحشد تركيا قواتها على الحدود مع سورية لتقدم لها دمشق رأس عبدالله أوجلان. يومها اجتمعت القيادتان السياسية والعسكرية برئاسة حافظ الأسد ودرستا كل الخيارات، وبينها الرد على تهديدات أنقرة ورفع التحدي في وجهها. تدخل الرئيس حسني مبارك. قام بزيارة خاطفة للرياض ثم أنقرة التي حملته شريطاً يظهر إقامة «الرجل المطلوب» في دمشق مصحوباً بإنذار جدي. ولم يكن أمام الرئيس الراحل سوى تهدئة أركان حربه وتكليف جهازه الأمني تدبير خروج زعيم «حزب العمال الكردستاني» من البلاد بما يتيح للأمن التركي تعقبه وأسره. وهذا ما كان.

هكذا، لوحت تركيا قبل عقد ونيف باستخدام القوة. لم تكن قادرة على تحمل تبعات الدعم السوري لعمليات «حزب العمال» وما يستتبعه من هز الاستقرار الداخلي واهترائه. وهي اليوم تعيد الكَرّة، مع اختلاف في ظروف المرحلتين. لم يكف الرئيس بشار الأسد عن محاولة تصدير أزمته إلى خارج الحدود. يعتقد ربما أن جرّ تركيا إلى مواجهة ميداينة يفتح الباب لتدخل آخرين في الحرب الدائرة. رهانه على تدخل حلفائه الإيرانيين أو الروس والصينيين للدفاع عنه قد لا يكون في محله. فمن المستبعد أن يزج هؤلاء بجنودهم دفاعاً عن نظامه. كما أن حكومة رجب طيب أردوغان لا ترغب في الانزلاق إلى المستنقع السوري. فتكرار الأحداث الحدودية بين البلدين وما خلّفه ويخلفه تزايد أعداد اللاجئين والجماعات المعارضة المسلحة في شوارع القرى والمدن التركية المحاذية للحدود، من امتعاض في صفوف المواطنين الأتراك وبعض القوى السياسية الداخلية، كلها عناصر ترفع وتيرة الضغط على حكومة أنقرة.

لــذلك، لم يكـــن أمام أردوغـــان سوى رفع التحدي، والتلويح باستعداده للــــحرب. لا يقلقه «تحـــرش» النظـــام السوري أو محاولة استدراجه فحسب، يقلــقه أيضاً تنامي اعتراض أحزاب المعارضة وبعض المكونات التركية على ما تقدمـــه حكومته إلى «المجلس الوطني الســـوري» و «الجيش الحر» وبعض المجموعات المسلحة. لا يريد أن يخسر سريعاً هذا الوهج الداخلي والخارجي الذي حصده في مؤتمر حزبه أخيراً، وهو يستعد لانتخابات محلية ثم برلمانية فرئاسية العام المقــبل. ويقلقه أكثر توافد فرق المجــاهـــدين والمتـــشددين إلى سورية وما يمـــكن أن يشكله ذلــك من أخطار مســتقبلية علــى تــركيا نفــسها.

أنقرة ليست مستعدة لرؤية مجموعات جهادية تقيم على بعد أمتار من حدودها، وتعمل على تكرار «التجربة العراقية» منتصف التسعينات. والقذائف السورية التي سقطت على قرية تركية لم تحرك وحدها مجلس الأمن. أثارت مخاوفه أيضاً التفجيرات الأخيرة في حلب وما يشي به مستقبل الوضع في سورية. وهي مخاوف تنتاب أنقرة التي حرصت منذ البداية على الاستئثار بورقة المعارضة السورية السياسية والعسكرية بمختلف قواها. وهي لا ترغب في ضياع ما بنته طوال سنة وسبعة أشهر. لا يعني ذلك أن أنقرة راغبة في الحرب وتنتظر الذرائع لتدخل ميداني. حاذرت منذ البداية الانزلاق إلى المستنقع السوري... لكن خطأ في حسابات نظام دمشق قد يدفعها مرغمة إلى ما لا تشتهيه. مع العلم أن للتدخل حسابات أطلسية... وروسية وإيرانية، وليس حسابات داخلية فقط!

هذه الحرارة التي أشعلتها الأزمة السورية في الساحة التركية، لم تكن بعيدة من المساهمة في رفع مستوى التوتر الداخلي في إيران. فطهران التي تعيش على لظى نار العقوبات الاقتصادية الدولية القاسية فاقم متاعبها وأثار نقمة الشارع ما أعلنه بعض قادتها عن مساعدات لوجيستية ومالية لدمشق. صحيح أن الملف النووي هو العنوان الكبير للصراع بين طهران وواشنطن وحليفاتها، لكن الصحيح أيضاً أن الانغماس الإيراني في دعم نظام الرئيس الأسد حول الأزمة السورية جبهة مفتوحة في هذا الصراع. حتى باتت خسارة الجمهورية الإسلامية سوريةَ لا تعني فقط سقوط موقع كبير سيودي بكل ما بنت من رصيد واستثمرت طوال عقود، بل قد تحفز الشارع الإيراني وتشجعه على استلهام «الربيع العربي».

الدعم الإيراني للنظام في دمشق لن يتوقف بالطبع. ومهما بلغت حسابات الدعم فهي لن ترقى إلى الأرقام التي يتكبدها الاقتصاد الإيراني، خصوصاً بعدما بدأ سريان الحصار على القطاع النفطي. يزيد الدعم في إثارة غضب الناس الذين يكتوون بانهيار الريال وارتفاع معدلات البطالة والتضخم وتفشي الفقر. ويصب مزيداً من الزيت على الصراع المفتوح بين معسكَري المحافظين، كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) المقبل.

من الثابت حتى الآن أن ليست هناك قوة أو طرف في إيران مستعد للمساومة على الملف النووي، مهما حاولت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مقايضة وقف التخصيب بوقف العقوبات. مسيرة هذا الملف منذ نحو عشر سنوات تؤكد أن المشروع النووي يحظى بإجماع قومي. وإذا كان مستبعداً أن ينهار النظام بفعل العقوبات القاسية التي لا تتوقف، فإن تزايد الانقسام في صفوف النخبة الحاكمة على أساليب معالجة وضع الانهيار الاقتصادي، واحتمال «انتفاضة» الفقراء الذين كانوا عماد النظام في مواجهة «الثورة الخضراء» عام 2009، أو احتمال وقوع مفاجأة في الأزمة السورية كانهيار النظام وتقهقره، قد تدفع طهران إلى إعادة النظر في موقفها وحساباتها وشروطها من الحوار الدائر مع القوى الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة.

مــثل هذا التطــور، إذا توافـــرت شـــروطه قد يثمر صفـــة ما لن تقدم عليها اليوم قيادة المرشد علي خامنئي، فيما يقترب عهد خصمها اللدود محمود أحمدي نجاد من نهايته. كما أن الإدارة الأميركية ليست مستعدة لأي حوار مع طهران وهي تقترب من استحقـــاق المعركة الرئاسية. كما أنها تفضل تأخير مثل هذا الحوار حتى وصول الرئيس الإيراني الجديد، وبعد أن تكون العقوبات أثمـــرت مزيداً من الإرباك والإنهاك، مثلما أثمرت حتى الآن... في استبعاد خيار الحرب الذي لا يزال بنيامين نتانياهو «يلوّح» به في معاركه الداخلية!

حتى منتصف العام المقبل من يضمن استقرار الحدود بين سورية وتركيا؟ ومن يضمن ضبط الشارع في إيران؟ وقبل هذا وذاك من يتحكم بسير التطورات في سورية ويضمن بقاء ميزان القوى على حاله؟ وماذا لو اشتعلت النار في إحدى جبهات الصراع المفتوحة بين الولايات المتحدة وإيران في الشرق الأوسط الكبير؟ وأخيراً ماذا عن حسابات روسيا؟

=================

نهاية «حزب الله»!

الإثنين ٨ أكتوبر ٢٠١٢

جميل الذيابي

الحياة

هل في العالم العربي من يعرف كيف يفكر «حزب الله»؟ وماذا يريد؟ وماهية أبعاد علاقته مع حكومات عربية ولاتينية؟ لا أعتقد أن هناك من يعرف الحزب وطرائق تفكيره وسلوكياته أكثر من اللبنانيين أنفسهم، فكل واحد منهم لديه حكاية ورواية «سمينة» عن الحزب وخططه، إن شئت أن تستمع لها وتصدقها، وإن شئت أن تستمع لها وتمضي لتتحقق منها! غالبية الأصدقاء اللبنانيين يروون حكايات «أسطورية» عن سلاح الحزب ونفوذه وقوته وإمكاناته وقدراته حتى على اختراق منازلهم وغرف نومهم، والمقاهي التي يدردشون ويتحلقون فيها مع ضيوفهم!

سمعة الحزب في السنوات الأخيرة لم تعد بين الشعوب العربية «جاذبة» كما كانت بعد طرده لإسرائيل من جنوب لبنان، وذلك لأسباب عدة، من بينها افتضاح سياساته وسلوكياته ومواقفه الطائفية في «الربيع العربي»، ودعمه السافر للنظام الدموي القاتل في دمشق. ويعتقد العارفون بالحزب أن أوضاعه الراهنة مرتبكة ويعيش حال قلق، وأنه يشعر بانحسار شعبيته وتزايد كارهيه في الدول العربية، حتى بين أبناء الطائفة الشيعية. ويعتقد هؤلاء بأن الحزب سيواجه أياماً سوداء أشبه بالتي واجهها قادة الأنظمة المستبدة في الانتفاضات العربية، وأن قدراته وقوته ستنحسر تدريجياً بسبب التضييق على مصادر تمويله، وقرب سقوط حليفه نظام الأسد، وتوقّع قيام ثورة شعبية في إيران ضد نظام الملالي من وراء تعثّر الاقتصاد وتدهور الريال وتزايد نسب البطالة والهجرة.

لكن ربما يغيب عن هؤلاء العارفين بالحزب، أنه لا يزال يحظى بعلاقات سرية مع بعض الحكومات، ويخترق مؤسسات عربية مؤثرة عدة، من بينها وسائل إعلامية خليجية ناجحة، إضافة إلى أن «حزب الله» له رصيد لا يستهان به من المؤيدين في دول الخليج ودول عربية أخرى، وله شبكة واسعة في أذربيجان ودول أميركا اللاتينية ودول أفريقية، بعضها عبر التجار والتجارة، كما يمتلك شبكة مخابراتية فاعلة تديرها قوات «الحرس الثوري» الإيراني.

«حزب الله» ليس عربياً بل إيرانيٌ بامتياز، وقائده السيد حسن نصرالله يتحرك وفق التوجيهات الإيرانية، وتعتبره طهران حزباً «إلهياً»، يعمل وفق سياسة «الولي الفقيه». سمعة الحزب تتدحرج بفعل مواقفه السياسية، وأشبه برواية على وشك أن تنتهي فصولها وتتساقط أوراقها، بعد أن فقد سمعته والثقة به، ويعود الفضل في ذلك إلى اليقظة الشعبية في «الربيع العربي». وساعدت في افتضاح سياسات الحزب تناقضاته وطائفيته ومساندته للنظام في دمشق، فيما كان قادته إبان الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين يدغدغون مشاعر الشعوب العربية بالشعارات ودعوتها إلى الثورة ضد المستبدين.

لا ينكر الحزب أن سياساته تنطلق وفقاً لمبادئ «الولي الفقيه»، وأن طهران لا تتردد في دعم نظام بشار بالمال والعتاد والرجال، لأنها تعلم أن انتصار نظامه على الثورة هو انتصار لطهران، ويفك الخناق عن حزبها «الإلهي»، وهو ما يعني سعي «الحرس الثوري» لإنقاذ نظام الأسد باعتباره أولوية مقدسة للحزب ولإيران. ولقد كشفت الثورة السورية «موبقات» الحزب عبر مشاركة عناصره في قتل السوريين، وآخرها الأسبوع الماضي بعد إعلان مقتل القيادي البارز في الجناح العسكري للحزب حسين ناصيف (أبوعباس)، إذ كان يقاتل مع قوات بشار الأسد، ولم يشأ الحزب إلا نشر ما نصه: «شيّع حزب الله وأهالي بلدة بوداي والجوار جثمان الشهيد القائد الحسين ناصيف الذي قضى خلال قيامه بواجبه الجهادي». ولم يذكر الحزب أية تفاصيل حول مقتل ناصيف، وأين كان يجاهد، فيما أكدت مصادر سورية ولبنانية أن ناصيف ورجلين آخرين تابعين للحزب قتلوا في سورية. وماذا يعني أيضاً تفجّر مخزن لأسلحة الحزب في بلدة النبي شيت الذي خلّف تسعة قتلى وعدداً غير معروف من الجرحى؟ يقف الحزب موقفاً مستفزاً وظالماً ضد الشعب السوري، وآخرها رفضه نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية - السورية، واصفاً نشر مثل هذه القوات بـ«الصهيوني»، فيما لا يزال يملي على الحكومة اللبنانية سياسة «النأي بالنفس» وعناصره تشارك في قتل أطفال ونساء سورية، وقادته يؤيدون ممارسات الأسد. أعتقد أن الحزب متورط في دور دموي في سورية، ولن تغفر له الشعوب العربية مواقفه وتناقضاته وسياساته، ويبدو أنه يهدف بالتنسيق مع نظام «البعث» في سورية، إلى تصفية حسابات طائفية، والمشاركة في إشعال حرب أهلية ترتبط بمحاور إقليمية عبر ربطها بالثورة السورية وفق توجيهات إيرانية لا تقبل المراجعة، بهدف إنقاذ نظام الأسد حتى آخر قطرة دم، وبذلك يكون الحزب كتب لنفسه بداية النهاية.

 

=================

النظام السوري واستغلال حرب أكتوبر

2012-10-08 12:00 AM

الوطن السعودية

الرئيس السوري بشار الأسد، احتفل بذكرى حرب أكتوبر، بعد 39 سنة على الانتصار الذي حققه العرب مجتمعين على العدو الإسرائيلي.

الأسد لم يكن له دور في نصر أكتوبر، الذي تحقق بتعاضد وتكاتف كل العرب، ولا يحق لطرف فقط أن يستأثر به، وكان حريا أن تتحول الذكرى إلى احتفال للشعوب العربية كلها. كما كان حريا بالأسد أن يوقف مجازره البشعة ضد شعبه، بعد أن شردتهم قواته، وجعلت منهم لاجئين في دول الجوار - حتى الآن - لا أن يزور منطقة حلب، في أيام قليلة ماضية، ليدير المعارك ضدهم، ويقتل المزيد منهم ويشرد، من تبقى منهم.

احتفال بشار ونظامه بهذه الذكرى يراد منها إفهام الشعوب الأخرى أن الأوضاع في سورية هادئة وطبيعية، وكأنه لم يدرك أن العالم الآن يختلف عنه في بداية الثمانينات أثناء مجزرة والده في حماة.

تزامنت هذه الذكرى، مع تطورات الثورة السورية، ومع ثورة الحرية والكرامة التي رفعها وبدأها أطفال درعا قبل 18 شهرا، والتي حولت سورية الأرض والشعب والمقدرات، بفعل ربط النظام مصير شعبه ومساره بتحالفات خارجية مخالفة للاجماع العربي، لا بل التآمر على المشاريع العربية، وتحويل المنطقة إلى ساحة صراع إقليمي، ستنعكس سلبا على قوة سورية وارتباطها بمحيطها العربي.

إن التطورات في الأيام الأخيرة، كشفت مدى التورط الإيراني في الداخل السوري، وربما كان في إعلان طهران صراحة عن وجود عناصر الحرس الثوري في سورية للقتال إلى جانب النظام، وتشييع عناصر عسكرية قيادية من حزب الله قتلوا في سورية، الدلائل الدامغة على تورط هذا التحالف مع النظام السوري إلى أقصى الحدود، ليس بسبب ما اصطلح على تسميته محور الممانعة، بل من أجل محور الخنوع لأجندات إقليمية، كان وما زال هدفها التمدد الإيراني في المنطقة، وبسط سيادة مفهوم "الولي الفقيه" على أوسع نطاق جغرافي في المنطقة العربية.

إن حرب أكتوبر ستبقى كما أرادتها الشعوب العربية، علامة فارقة في تاريخ هذه الشعوب، ودلالة قوية على أن الأمة العربية تمتلك قدرات هائلة ستحقق النصر إذا ما توحدت على هدف واحد.

=================

“الريال والناتو” تزيلان الأسد

معنى الأحداث

عادل السلمي

الإثنين 08/10/2012

المدينة

يبدو أن نهاية نظام بشار الأسد أوشكت على الزوال بعد أن حمل الأسبوع الماضي متغيرات عدة لابد وأن تزعزع أركان هذا النظام الوحشي وتضعف مواجهته للثورة الشعبية التي تشهدها سوريا منذ الخامس عشر من مارس 2011م وراح ضحيتها أكثر من 30 ألف شخص.

وللتذكير فقط، كتبت هنا قبل نحو أربعة أشهر مقالاً تحت عنوان "جياع إيران يسقطون بشار"، قلت فيه إن الوضع الاقتصادي المتردي في إيران قد يؤدي إلى ثورة شعبية على نسق "الثورات العربية" التي أطاحت برؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن، وأنها قد تكتب نهاية النظام السوري الذي يعتمد في مواجهته للثورة في بلاده على الدعم العسكري واللوجستي من الجانب الإيراني الذي أصبح يجاهر به الآن.

في الأسبوع الماضي، خرج الإيرانيون إلى الشارع، متظاهرين، إثر هبوط قيمة الريال لحوالي النصف تقريبًا، إضافة إلى تردي الوضع المعيشي والمادي للمواطنين الإيرانيين بعامة؛ بسبب العقوبات التي تتعرض لها بلادهم من قبل الدول الغربية وتزداد بشكل متصاعد على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

وهو ما تزامن مع حصول رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على تفويض من برلمان بلاده بإطلاق يد حكومته بتوجيه ضربات للنظام السوري بعد القذائف التي أطلقها الجيش السوري على الجانب التركي، ما أسفر عن مقتل 5 مواطنين أتراك.

وهو الأمر الذي يعني أن نظام الأسد بهذا الاعتداء الذي تكرر أكثر من مرة لا يستفز تركيا التي تعتبر عضوًا مهمًا وفاعلاً في "حلف الناتو" وحدها، وإنما يستفز أيضًا كافة دول الحلف الذي يعتبر في أحد بنوده أن أي اعتداء على أحد دوله يعتبر اعتداء على كافة دوله، وهو ما يعني أيضًا أن استهداف "الناتو" بطاريات المدفعية السورية ومواقع عسكرية سورية أخرى سيصبح مبررًا، ولا يحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة، فثورة "جياع إيران" وتفويض البرلمان التركي لرئيس الوزراء بالرد على الاعتداءات السورية واجتماعات "الناتو" لبحث العدوان السوري، إضافة إلى توحيد الكتائب العسكرية لمقاتلي المعارضة السورية، تحت مظلة واحدة، كل ذلك يقدم عوامل مساعدة ومؤثرة في التعجيل بنظام الأسد ووضع نهاية قريبة للمأساة السورية انطلاقًا من المشهد الراهن، فالإيرانيون منشغلون بداخلهم المحتقن، والأتراك يحشدون قواتهم على الحدود مع الجارة المعتدية، والاعتداءات السورية جردت موسكو من استخدام حق الفيتو، ومقاتلو المعارضة وحدوا صفوفهم، وأصبحت كل المؤشرات تؤكد أن النظام الجائر يلفظ أنفاسه الأخيرة.

=================

أوقفوا شلال الدم

رأي البيان

التاريخ: 08 أكتوبر 2012

ليس من مصلحة الشعب السوري بأي شكل من الأشكال إطالة أمد أزمته، تحت أي ذريعة كانت، فاستمرار الأزمة يعني تعميقاً للمشكلات التي ظهرت جلية للعيان بعد اندلاع الثورة السورية، من قبيل الانهيار الاقتصادي الذي وقع فعلاً، وانهيار البنى التحتية التي تضررت إلى حد كبير، وتعمق الانقسام السياسي والطائفي الذي ينذر بوصوله إلى نقطة حرجة جداً.

ولعل المسؤول إلى جانب النظام عن هذا الحال الذي وصلت إليه سوريا، تلك الدول التي تسعى إلى إطالة عمر الأزمة بغية الوصول إلى حلول ليست متوافرة حتى الآن، على حساب الشعب السوري.

إن تعطيل أي حل دولي أو أي قرار في مجلس الأمن يضمن انتقالاً سلساً للسلطة، يعني إلحاق المزيد من التدمير بهذا البلد، فلا يوجد رئيس مهما علا شأنه أهم من بلده، خصوصاً إذا كانت المعادلة المطروحة هي مسألة بقاء الرئيس مقابل تدمير البلد.

لقد كشفت تطورات الأوضاع السورية في الآونة الأخيرة، انفتاح هذا الملف على مختلف الصراعات والتجاذبات الإقليمية، حتى إن بعض الدول باتت تخوض معاركها على التراب السوري، بمعزل عن الأرواح التي تزهق، والانتهاكات التي فاقت كل تصور.

المطلوب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا، أن يلتزم الجميع بمبادرة الجامعة العربية، وأول بنودها وقف فوري لإطلاق النار، وانسحاب الجيش من المدن، ثم البحث عن صيغ وحلول تتيح انتقالاً آمناً للسلطة. وهذا الانتقال يعني في ما يعنيه أن لا تقود السلطة الحالية هذه العملية، لأن محاولات زجها في هذا الملف تعني حرف المهمة عن هدفها، فالانتقال السلمي يعني عملياً تولي جهة غير الجهة الحالية هذه المهمة. وقد تحدث مسؤولو الجامعة العربية ولجان الوساطة عن أن التركيبة الانتقالية يفترض أن تضم ممثلين عن السلطة الحالية، وممثلين عن القوى الفاعلة في الحراك الثوري والجيش السوري الحر.

وضع حد لشلال الدم المنهمر في سوريا ممكن، لو تضافرت الجهود الدولية، واتفقت على تطبيق خطة الجامعة، دون تحوير أن تفسير مناف لمضمونها.. ولذلك يبدو تطبيقها ودعم مهمة الأخضر الإبراهيمي حلاً يمكن أن يكون مقبولاً من جميع الأطراف، إن وضعت النقاط على الحروف.

=================

نهاية الأزمة السوريـة

محمد الشريف

عكاظ

8-10-2012

تقاطعت عناصر مهمة في خطوط تجمعت حول الأزمة السورية. يعتقد البعض أن ثورة سوريا تختلف بسبب تركيبة شعبها أو ديموغرافيتها. لكن حقيقة الأمر أنها اختلفت عن بقية ثورات الربيع العربي، بسبب عوامل خارجية لم يكن للشعب السوري الثائر أي علاقة بها. فالرئاسة في روسيا لا يعنيها النظام السوري ولا الشعب. لكنها تحاول أن تبرهن للدول الغربية أنها أحد أقطاب العالم الجديد كما تعتقد. وهذا ما دفعها للتعنت في مجلس الأمن. وهي صرخة داخلية تقول إنني لازلت كبيرة. رغم أن الدولة الكبيرة هي القادرة على الإنفاق بسخاء على الدول الأخرى. لكنها اعتقدت أن تزمتها هذا سيجعلها من الأقطاب وستستمر به إلى آخر الأزمة السورية. حتى ولو تراجع بشار الأسد ذاته. فلا يعنيها حتى أي الفرقاء ينتصر. فهي تعتقد أنها تصنع موقفا صلبا.

وإيران ترى في سقوط الأسد سقوطا لهلالها المزعوم. وخصوصا بعدما اكتمل بضم العراق له، أصبح متواصلا من طهران إلى لبنان. فنجد أن الرئاسة الإيرانية لن تتهاون عن الإبقاء على بلدان هذا الهلال ضمن حوزتها. وأي ثورة في هذه البلدان تعني لها اجتثاثها من ضمن حوزتها.

والكيان الصهيوني ينظر إلى أي تغيير في حكومة سوريا سيفتح حدوده أمام الثائرين. وسيجعلها منفذا لولوج المحاربين والمجاهدين التي كانت في حمى عنهم بالنظام السوري. لذلك رأيناها ومن خلف الطاولة تثني أي تحرك أو ثورة من الإطاحة بالنظام السوري الذي يحمي حدودها.

وأمريكا ومعها الدول الغربية حاصرت الثوار حتى لا تصل إليهم أسلحة متطورة. لأنها تخاف وبعد نجاح الثورة أن تصب هذه الأسلحة على إسرائيل. هم يؤيدون الثورة ظاهريا لكن دون دعم ينجحها..

هذه كما نرى عوامل خارجية لعبت على إجهاض الثورة السورية. ولا تهتم هذه العوامل بالداخل السوري. والحرب في الداخل تتعمق يوما بعد آخر. ولا عاد يوجد خط للرجعة. فبكل الاحتمالات حتى لو توقفت الحرب لن تعود سوريا كما كانت.

=================

الشرع بديلا للأسد!

طارق الحميد

الشرق الاوسط

8-10-2012

يقول وزير الخارجية التركي إنه من الممكن أن يحل فاروق الشرع مكان بشار الأسد على رأس حكومة انتقالية تؤدي إلى وقف النزاع المستمر في سوريا منذ أكثر من 18 شهرا. وأضاف السيد أوغلو أن الشرع «رجل عقل وضمير ولم يشارك في المجازر»، مؤكدا أن المعارضة «تميل إلى قبول الشرع». فهل هذا الأمر ممكن؟

بالطبع كون هذا التصريح صادرا عن رجل بحجم وزير الخارجية التركي، فإنه أمر لا يمكن تجاهله، لكن الغريب في هذا المقترح القديم - الجديد أنه سبق طرحه، وبطرق مختلفة، ومنذ بداية التحرك العربي في الأزمة السورية، ورفض رفضا تاما من قبل الأسد الذي سارع وقتها بتعيين وزير مختص لمحاورة المعارضة. فلماذا يعود هذا المقترح الآن مرة أخرى، وعلى لسان وزير الخارجية التركي؟

المنطق يقول، خصوصا أن الواضح هو أن المسؤولين في منطقتنا لا يكترثون كثيرا بالرأي العام، والدليل حجم الصمت تجاه ما يحدث في المنطقة.. المنطق يقول إن إعادة طرح فكرة تولي الشرع مرحلة انتقالية في سوريا هدفها تجديد الفكرة على أمل أن تحظى بدعم من قبل الروس والإيرانيين، على اعتبار أن يكون مخرج الأزمة السورية هو خروج الأسد، وليس سقوط النظام. وفي هذه الجزئية تحديدا، فقد سبق لمسؤولين عرب أن سمعوها صريحة من المسؤولين الروس الذين قالوا لهم: لماذا كان من المقبول خروج مبارك في مصر وبقاء النظام، بينما يجب إسقاط النظام كاملا في سوريا، وليس خروج الأسد فقط؟

ومن هنا يبدو أن إعادة المقترح الخاص بأن يقود الشرع المرحلة الانتقالية في سوريا هو من أجل تطمين الروس والإيرانيين بأن نفوذهم في سوريا لن يتهاوى في لحظة، وإنما من خلال قبولهم بالشرع، فإنهم يقبلون بأقل الضرر. لكن الأمر لن يكون بهذه السهولة بطبيعة الحال، خصوصا أن المعارضة السورية باتت اليوم لا تفرق بين أعضاء النظام الأسدي كلهم، لا سيما ونحن نرى الاتهامات التي توجه لمستشارة الأسد على خلفية قضية الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، كما أن لدى المعارضة السورية مكاسب حقيقية على الأرض لا يمكن التفريط فيها بسهولة، ومن خلال تقديم تنازلات لأحد أركان النظام الأسدي، وإن كان الشرع. وهنا يجب أن نتنبه إلى خبر لافت؛ وهو الاجتماع الذي عقده في عمان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة مع رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، والذي بحث «تطورات الأوضاع على الساحة السورية»، بحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، مما يعني أن لدى المعارضة السورية خيارات أخرى قادرة على تولي مرحلة ما بعد الأسد!

وعليه، فليس من السهولة تخيل حل على طريقة مقترح إنابة مبارك للراحل عمر سليمان، فالأوضاع على الأرض في سوريا مختلفة تماما، إلا في حال كانت هناك «طبخة» مستوية، لا يعلم عنها أحد، وهذا أمر لا يوجد ما يدعمه لهذه اللحظة، فلا الأسد بالعاقل؛ ولم نر من روسيا وإيران ما يوحي بأي إشارات جادة. وهنا يبقى سؤال مهم وهو: هل يريد الأتراك القول بأننا فعلنا كل ما في وسعنا، لكن الأسد وإيران وروسيا لم يستمعوا إلينا؟ ربما.

------------------------

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

 

 

أعلى الصفحةالسابق

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ